المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مقدّمة التحقيق الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على - العقود الدرية في مناقب ابن تيمية - ط عطاءات العلم - المقدمة

[ابن عبد الهادي]

الفصل: ‌ ‌مقدّمة التحقيق الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على

‌مقدّمة التحقيق

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على سيد ولد آدم، المبعوث رحمة وهدى للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين.

أما بعد، فهذا كتاب مفرد في ترجمة شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني الدمشقي المتوفى سنة (ت 728) من تأليف تلميذه الإمام الحافظ محمد بن أحمد ابن عبد الهادي المقدسي (المولود سنة 705 - المتوفى سنة 744) ولم يجاوز الأربعين من العمر.

وهذا الكتاب يعدُّ من أهم مصادر ترجمة شيخ الإسلام، وهو أصل أكثر الكتب التي جاءت بعده في ترجمة الشيخ، خلا كتاب أبي حفص البزار «الأعلام العلية» فهو كتاب مبتكر

وهذان العالمان مع الحافظ الذهبي هم الذين ألّفوا في ترجمة الشيخ، من تلاميذه، ووُجِدت مؤلفاتهم، وقد وعد غيرُ واحد منهم بالتأليف في ترجمته، كما هو الحال في الحافظ عماد الدين إسماعيل ابن كثير الدمشقي (ت 774) فقد وعد بذلك

(1)

، ولا أدري هل وفَّى به أم لا؟

وهذه الترجمة على أنها أطول ترجمة للشيخ وُجِدت إلا أن المؤلف في مقدمته يقول: إنها «نبذةٌ يسيرة مختصرة في ذِكر حال سيِّدنا وشيخنا،

(1)

في «البداية والنهاية» : (18/ 304).

ص: 5

شيخ الإسلام، تقيِّ الدين أبي العباس أحمد ابن تيمية

وذِكْرِ بعضِ مناقبه وبعض مصنَّفاته». ويؤيده قول الذهبي: إن ترجمة الشيخ تحتمل أن ترصع في مجلدتين

(1)

.

وكنتُ قبل سنوات خلت تزيد على العشر نشرتُ بالاشتراك مع الأستاذ المحقق محمد عزير شمس كتاب «الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون» في مجلد ضخم، ثم أعيد طبعه ضمن هذا المشروع المبارك ـ إن شاء الله تعالى ـ مع استدراك ما فات، وقد ذكر شيخنا العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد ـ عليه رحمة الله ـ أن ترجمة شيخ الإسلام تستفاد من خمسة مصادر، أحدها هذا «الجامع» وقد طُبع بحمد الله. وثانيها كتاب «العقود الدرية» ، ودعا الشيخُ إلى إعادة تحقيقه فقال:«وأرى إعادة تحقيق وطبع «العقود الدرية» ويضمّ إليه ما زاد عليه من كتب التراجم المفردة المذكورة تَحشيةً في محلها المناسب من هذا الكتاب، حتى يغني عنها»

(2)

.

فنكون في هذا المشروع المبارك قد جمعنا ما في كتب التراجم في «الجامع» ، ثم أتبعناه بـ «العقود الدرية» باعتباره أهمّ كتاب مفرد، ويضم إلى حواشيه ما أشار إليه الشيخ، وبهذا النحو تكتمل ترجمة ابن تيمية، إلى أعمال ثلاثة أخرى مكملة ذكرها الشيخ في مقدمة «الجامع» (ص 35) وفي «المداخل إلى آثار شيخ الإسلام» (ص 12 - 13).

(1)

نقله المصنف في كتابنا هذا (ص 34).

(2)

تقديمه لكتاب «الجامع» (ص 35 ط الثالثة).

ص: 6

وقد طبع هذا الكتاب باسم «العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية» بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله سنة 1356 هـ، وبهذا الاسم العَلَميّ اشتهر. واعتمد في تحقيقه على نسخة واحدة متأخرة، وهي المرموز لها بـ (ك)(انظر وصفها ص 46) ثم توالت طبعاته تصويرًا عن هذه الطبعة أو اعتمادًا عليها، ثم طُبع عن قريب طبعتين اعتمدتا على نفس النسخة الخطية مع نسخة القدس (ق) التي تمثّل نصف الكتاب فقط، لكن كلا التحقيقين لم يضيفا جديدًا إلى الكتاب.

وتأتي هذه الطبعة أخيرًا بعد طول انتظار مستوفيةً ــ إن شاء الله ــ جوانب خدمة الكتاب؛ من تحرير نصِّه على أهمّ نُسَخه الخطية، والعناية به، والتعليق عليه، وعمل الفهارس الكاشفة لألفاظه وفوائده، والتقديم المُعرّف به.

وبين يدي تحقيق الكتاب نقدم عددًا من المباحث، هي:

* ترجمة مختصرة للمؤلف.

وقد ترجمت له ترجمة مختصرة؛ لأنه قد كُتِب عنه عدّة مرات في دراسات جامعية وغيرها.

* التعريف بالكتاب من حيث:

- اسمه.

- تاريخ تأليفه.

- إثبات نسبته إلى المؤلف.

- موارده.

- مباحث الكتاب، وترتيب المؤلف لها.

ص: 7

- أهمية الكتاب وأثره فيمن بعده.

- مطبوعاته.

- مخطوطاته.

- منهج التحقيق.

- نماذج من النسخ الخطية.

ص: 8