المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ منهج التحقيق: - العقود الدرية في مناقب ابن تيمية - ط عطاءات العلم - المقدمة

[ابن عبد الهادي]

الفصل: ‌ منهج التحقيق:

منتخبًا من كتب الحديث في المكتبة المذكورة. اهـ. ولا أعلم مِنْ أمر هذه النسخة شيئًا.

* * *

-‌

‌ منهج التحقيق:

سبق أن شرحت طريقة التحقيق في غير كتاب حققته ضمن هذا المشروع المبارك بإذن الله، فالقول هنا كالقول هناك، غير أني أذكر هنا ما يخص هذا الكتاب فأقول:

قد توفر لنا بحمد الله تعالى مجموعة من نسخ الكتاب الخطية، أقدَمها نسخة كوبريللي بتركيا، فقد كُتِبت بعد موت المؤلف بأربعة عشر عامًا، فعليها كان الاعتماد في إثبات النص، ولم نكن نعدل عنها إلا لخطأ بيِّن أو سقط يخل بالكلام.

وكانت نسخة باريس (ب) تتفق مع الأصل في كثير من المواضع، وكذلك نسخة القدس (ق)، فلعل هذه النسخ تعود إلى أصل واحد.

وأثبتّ فروق النسخ الأخرى في هامش النص، وكذلك الزيادات التي تفرَّدتْ بها عن الأصل ما لم يكن النص يقتضيها كما سلف. وكانت نسختا (ف) و (ك) غالبًا ما تتفق، وإن كان بينهما خلاف في مواضع دَلَّني على أن (ك) لم تنسخ من (ف).

أما نسختا مكتبة الحرم المكي (ح) ومكتبة الملك سعود (د) فكنت أراجعهما عند الإشكال أو للتأكد من صحة كلمة أو نحوها، ولم أثبت فروقهما في الهوامش إلا في مواضع قليلة، وهما منسوختان في غالب

ص: 52

الظن من نسخة (ف) وإن لم تنصَّا على ذلك.

وجريتُ في إثبات نص الكتاب على ما في نسخة الأصل، ولم يكن الخلاف بين النسخ واسعًا في ترتيب مباحث الكتاب بل كان محدودًا، إلا في آخر الكتاب عند ذكر القصائد التي رُثي بها الشيخ رحمه الله، فقد كانت نسخة الأصل تخالف من حيث الترتيب وعدد القصائد بقية النسخ، فاعتمدنا ما فيها عددًا وترتيبًا، ثم ألحقتُ في آخر الكتاب القصائد التي لم ترد في الأصل وجاءت في النسخ الأخرى، حتى لا تفوت الفائدة. وقد استفدت كثيرًا في تقويم نصوص الشعر ــ وقد بلغت في الكتاب أكثر من 150 صفحة ــ من أخويّ الفاضلين: الشيخ محمد أجمل الإصلاحي، والشيخ محمد عزير شمس.

وواضح من نسخة الأصل أن الكتاب ينتهي عند هذا العدد من القصائد، ولعل هذا العدد هو الذي كتبه المؤلف رحمه الله، ثم جاء مَنْ بعده فأضاف ما وجده من قصائد وألحقها بالكتاب، فنُسِخت بعد ذلك على أنها منه.

وقلْ مثل ذلك في رسالة الشيخ عبد الله بن حامد الشافعي، والقصيدة التائية في القَدَر، فلا وجود لهما في الأصل، وهما في النسخ الأخرى. وقد جاءت أيضًا في النسخ في غير مكانها المناسب، فجاءت رسالة عبد الله بن حامد في أثناء قصائد الرثاء، والتائية في القَدَر في أول قصائد الرثاء بعد ذِكْر وفاة الشيخ. ولم نذكرهما في ملحق الكتاب؛ لأن التائية مطبوعة في

ص: 53

«الفتاوى» : (8/ 245 ــ 255)

(1)

، ورسالة عبد الله بن حامد مطبوعة في «الجامع»:(ص 241 ــ 245).

وأُشير أيضًا إلى أني قد قابلت نصوص الرسائل التي ينقلها المؤلف أو ينقل بعضها بأصول أخرى، فمثلًا «الحموية» قابلت ما نقله المصنّف منها بنسخة خطية قديمة لم تُستخدم في أيّ من طبعاته، وذكرتُ فروقها في الهامش. والمناظرات مع ابن الوكيل قابلتها بما في «الفتاوى» ، و «التذكرة والاعتبار» قارنتها بما في «الجامع» وهكذا.

هذا ما يتعلق بنسخ الكتاب وإثبات النص منها.

أما التعليق على النص، فقد حَرَصت على ذكر ما لم يذكره المؤلف من مصادر الترجمة الأخرى ما لم تكن في «الجامع» ، أو كانت وكان النص يقتضي التعليق عليها، وهي فوائد قليلة. وترجمتُ للأعلام الذين ذكرهم المؤلف تراجم موجزة.

أما كتب شيخ الإسلام التي ذكرها المؤلف في مبحث طويل، فقد أوليتها بعض العناية، فذكرتُ مَن ذكر الكتاب غير المؤلف، وذكرت المطبوع منها وأين طُبع، وأشرت إلى أحسن الطبعات للكتاب غالبًا إن تعددت طبعاته، وحرصت على المقارنة بين ما ذكره المؤلف وبين رسالة أبي عبد الله ابن رُشَيّق في «أسماء مؤلفات شيخ الإسلام»

(2)

، كلّ ذلك بألطف إشارة وأقرب عبارة.

(1)

المطبوعة في «الفتاوى» تزيد على التي في نسخ «العقود» بنحو عشرين بيتًا.

(2)

وهو بتمامه في «الجامع لسيرة شيخ الإسلام» (ص 282 ــ 311).

ص: 54

وعلقتُ على نصّ الكتاب بما رأيته يفيد القارئ ولا يطيل الكتاب، فأرجو أن أكون وفقت في ذلك أو في بعضه.

ثم ختمت نصّ الكتاب بأمرين هما:

أولاً: القصائد التي لم تذكر في نسخة الأصل وهي في النسخ الأخرى.

ثانيًا: ختمته بفهارس كاشفة لفظية وعلمية.

ثم ألحقتُ به: كتاب «الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية» لأبي حفص عمر بن علي البزّار (ت 749). وبيّنتُ هناك في مقدمته (ص 731) سبب إلحاقه بـ «العقود الدرية» .

وقدّمتُ قبل ذلك مقدمةً ذكرتُ فيها ترجمة مختصرة لمؤلف الكتاب، ثم عرفت بالكتاب بعدة مباحث.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

وكتب

علي بن محمد العمران

في مكة المكرمة حرسها الله

14/ 5/ 1431 هـ

aliomraan@hotmail.com

ص: 55