الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التعريف بالكتاب
-
اسم الكتاب:
وقع اختلاف في اسم الكتاب على عدة أنحاء:
1 -
العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية.
بهذا العنوان طبع الكتاب أول مرة عام 1356 هـ بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله. وعنه اشتهرت هذه التسمية، ولم يذكر مستنده فيها، مع أن النسخة التي اعتمد عليها ليس عليها عنوان، وهي نسخة الكويت المرموز لها عندنا بـ (ك).
لكن وجدنا من ذكره بهذا الاسم قبل الشيخ الفقي، فوجدناه أولًا على نسخة خطية من مخطوطات الحرم المكي الشريف منسوخة سنة 1295 هـ (وسيأتي وصفها ضمن نسخ الكتاب) ونص العنوان فيها:«العقود الدرية في ذكر بعض مناقب ابن تيمية» .
ووجدنا ثانيًا الشيخ أبا بكر بن محمد خُوقير المكي (ت 1349) قد ذكر الكتاب بهذا الاسم، قال:«وقد ألف الحنابلة في ذلك (يعني ترجمة ابن تيمية) قديمًا وحديثًا، فمنهم تلميذ المؤلف شيخ الإسلام الحافظ ابن عبد الهادي .. له: العقود الدرية في نحو خمسة عشر كراسًا»
(1)
اهـ. ويمكن أن تكون النسخة التي يشير إليها خوقير هي نسخة الحرم نفسها، والله أعلم.
(1)
في خاتمة طبعته لكتاب «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» (ص 40) من الطبعة الأولى سنة 1311 هـ. وقد أوقفني على هذه الفائدة الصديق المحقق عزير شمس.
فنسخة الحرم وكلام الشيخ خوقير قبل أن يَطبع الشيخُ الفقي الكتاب، فلعله اطلع على ما يشهد لتسميته بهذا الاسم، غير أنه لم يذكر مستنده صراحة، وها نحن قد ذكرناه فأزلنا عنه بعض العتب.
وقد اخترتُ الإبقاء على هذا العنوان كما ورد في نسخة الحرم المكي، لوجوده على نسختين خطيتين، ولأن الكتاب طُبع واشتهر بهذا العنوان، ولأن المؤلف لم يضع له عنوانًا عَلَميًّا.
2 -
العقود البهية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذا العنوان ثابت في نسختي مكتبة الملك فهد (ف)، ومكتبة جامعة الملك سعود (د). وهما نسختان متأخرتان ــ كما سيأتي ــ والثانية منسوخة من التي قبلها على ما يظهر.
3 -
الدرر البهية في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية.
نصَّ على هذا الاسم العلامة محمود شكري الآلوسي في كتابه «غاية الأماني في الرد على النبهاني» : (1/ 500 - ط الرشد) قال: «وقد رأيت كتابًا كتب على ظهر ترجمة شيخ الإسلام وبيان مناقبه وهي: الدرر البهية في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية، للحافظ الشيخ شمس الدين بن عبد الهادي المقدسي .. » اهـ. فقد وقف الآلوسي على نسخة خطية بهذا العنوان. غير أنه لم يصفها لنعرف قيمتها العلمية.
4 -
كتاب الانتصار في ذِكْر أحوال قامع المبتدعين وآخر المجتهدين تقي الدين أبي العباس أحمد ابن تيمية.
وهذا العنوان مكتوب على الصفحة الأولى من نسخة القدس (ق)،
وبه طُبِع الكتاب بتحقيق الدكتور محمد السيد الجليند بالقاهرة سنة 1423 هـ. وقد زعم في مقدمة طبعته (ص 39) أن هذا هو الاسم الصحيح للكتاب، وأنه من ميزات هذه النسخة! ومن ميزات طبعته!
ولم يتنبه الأستاذ الفاضل إلى أن هذا العنوان مكتوب بخط مغاير لخط النسخة، فهو إما لأحد المطالعين أو ممن تملّك النسخة الخطية. ويضعف من شأنه أيضًا أن كاتب ذاك العنوان أخطأ في اسم مؤلف الكتاب ــ كما أخطأ في عنوانه ــ فقال: إنه من تصنيف سيدي عبد الرحمن المقدسي! كما أن هذا العنوان الفريد لم يذكره أحد ممن ذكر الكتاب أو نقل منه، ولا هو في أيٍّ من نسخه الخطية العديدة. وعليه فإن غاية الأمر أن يقال: إن ذلك العنوان ليس هو إلا أحد العناوين التي وردت على إحدى مخطوطات الكتاب، وأنه لا مزية له على غيره من العناوين، وأنه في نهاية الأمر من ابتكارات من كتبه فحسب.
5 -
كتاب مختصر في ذكر حال الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني وذكر بعض مناقبه ومصنفاته.
هذا العنوان جاء على صفحة الغلاف من نسخة الأصل ــ كوبريللي، ونسخة (ب). ونسخة الأصل هي أقدم نسخ الكتاب إذ كتبت سنة 758 هـ أي بعد موت المؤلف بأربعة عشر عامًا فقط. وقد نصَّ ناسخُها أنه نقل هذه الترجمة (أي العنوان) من خط الإمام الحافظ جمال الدين المزي (ت 742). وقد اطلع أيضًا على هذه الترجمة بخط المزي الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي ونقلها في كتابه «الرد الوافر» (ص 230).
وهذه الترجمة التي كتبها المزي أَتْبعها بذكر مصنِّفها ابن عبد الهادي
فقال: «جَمْع الشيخ الإمام
…
أدام الله النفع بفوائده». وهذا دليل على أن هذه العنوان بخط الحافظ المزي على ظهر نسخة من الكتاب في حياة مؤلفه. وهذا دليل كاف في إثبات أن هذا العنوان هو الأوثق من بين العناوين التي وردت للكتاب، وأن ابن عبد الهادي لم يكتب له عنوانًا مسجوعًا، وأن العناوين المسجوعة السالف ذكرها من صنع النساخ أو غيرهم من متملكي النسخ. وقد ذكره ابن ناصر الدين مرتين أخريين في كتابه (ص 64، 109) ولم يسمه إلا بنحو ذلك الاسم.
6 -
مناقب ابن تيمية.
ذكره هكذا الشيخ مرعي الكرمي (ت 1033) في كتابيه «الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية» في مقدمته (ص 51). وفي كتابه «الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية» (ص 52).
وبعد، فهذه الأسماء التي وردت للكتاب، وتعدُّدها يدلّ على أن المؤلف لم يضع للكتاب اسمًا علَمِيًّا مسجوعًا، بل كان اسم الكتاب هو العنوان الوارد على نسختي الأصل و (ب) وعند ابن ناصر الدين الدمشقي:«كتاب مختصر في ذكر حال الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني وذكر بعض مناقبه ومصنفاته» . مما دعا بعض النسّاخ أو مُلّاك النسخ إلى اختيار اسمٍ مسجوع له، فتعددت تسمياتهم بحسب اجتهاداتهم في التسمية كما سبق.
وقد رأيتُ في طبعتنا هذه أن أبقي على التسمية التي اشتهر بها الكتاب وهي: «العقود الدرية في ذكر بعض مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية» ، خاصةً وقد وجدنا ما يشهد لهذا الاسم في النسخ الخطية للكتاب كما سبقت الإشارة إليه.