الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط.
ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا؟ رواه مسلم.
وقال عبد الله بن سلام: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه، فلما نظرت إليه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، صلى الله عليه وسلم صلاة دائمة إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
فصل ـ أخلاقه الطاهرة
وأما أخلاقه الطاهرة، فقد قال الله سبحانه:{ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربك بمجنون * وإن لك لأجرا غير ممنون * وإنك لعلى خلق عظيم} ، وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن.
ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم قد ألزم نفسه ألا يفعل إلا ما أمره به القرآن، ولا يترك إلا ما نهاه عنه القرآن، فصار امتثال أمر ربه خلقاً له
وسجية، صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين.
وقد قال الله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} فكانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم أشرف الأخلاق وأكرمها وأبرها وأعظمها:
فكان أشجع الناس وأشجع ما يكون عند شدة الحروب.
وكان أكرم الناس، وأكرم ما يكون في رمضان.
وكان أعلم الخلق بالله، وأفصح الخلق نطقاً، وأنصح الخلق للخلق، وأحلم الناس.
وكان صلى الله عليه وسلم أشد الناس تواضعاً في وقار، صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين.
قالت قيلة بنت مخرمة في حديثها عند أبي داود: فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع في جلسته أرعدت من الفرق.
وفي السيرة أنه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة يوم الفتح جعل يطأطئ رأسه من التواضع، حتى إن مقدم رحله ليصيب عثنونه، وهو من شعر اللحية.
وكان أشد حياء من العذراء في خدرها، ومع ذلك فأشد الناس بأساً في أمر الله، وروي عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم:«أنا الضحوك القتال» .