الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات]
وقول الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ}
وفي صحيح البخاري: قال علي: حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟ .
وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك، فقال: ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند
محكمه، ويهلكون عند متشابهه؟ انتهى.
ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن، أنكروا ذلك، فأنزل الله فيهم:{وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ}
فيه مسائل: الأولى: عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات.
الثانية: تفسير آية الرعد.
الثالثة: ترك التحديث بما لا يفهم السامع.
الرابعة: ذكر العلة أنه يفضي إلى تكذيب الله ورسوله، ولو لم يتعمد المنكر.
الخامسة: كلام ابن عباس لمن استنكر شيئا من ذلك، وأنه أهلكه.
باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات أصل الإيمان وقاعدته التي ينبني عليها هو الإيمان بالله، وبأسمائه، وصفاته.
وكلما قوي علم العبد بذلك وإيمانه به، وتعبد لله بذلك قوي توحيده، فإذا علم أن الله متوحد بصفات الكمال متفرد بالعظمة والجلال والجمال ليس له في كماله مثيل، أوجب له ذلك أن يعرف ويتحقق أنه هو الإله الحق، وأن إلهية ما سواه باطلة، فمن جحد شيئا من أسماء الله وصفاته فقد أتى بما يناقض التوحيد وينافيه، وذلك من شعب الكفر.