الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب لا يستشفع بالله على خلقه]
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه، قال:«جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، نهكت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت الأموال، فاستسق لنا ربك فإنا نستشفع بالله عليك، وبك على الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " سبحان الله، سبحان الله! " فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال: " ويحك! أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه» . وذكر الحديث، رواه أبو داود.
فيه مسائل: الأولى: إنكار على من قال: " نستشفع بالله عليك ".
الثانية: تغيره تغيرا عرف في وجوه أصحابه من هذه الكلمة.
الثالثة: أنه لم ينكر عليه قوله: " نستشفع بك على الله ".
الرابعة: التنبيه على تفسير " سبحان الله ".
الخامسة: أن المسلمين يسألونه صلى الله عليه وسلم الاستسقاء.
باب الإقسام على الله
وباب لا يستشفع بالله على خلقه وهذان الأمران من سوء الأدب في حق الله، وهو مناف للتوحيد. أما الإقسام على الله فهو في الغالب من باب العجب بالنفس والإدلال على الله، وسوء الأدب معه، ولا يتم الإيمان حتى يسلم من ذلك كله.
وأما الاستشفاع بالله على خلقه فهو تعالى أعظم شأنا من أن يتوسل به إلى خلقه، لأن رتبة المتوسل به غالبا درن رتبة المتوسل إليه، وذلك من سوء الأدب مع الله، فيتعين تركه، فإن الشفعاء لا يشفعون عنده إلا بإذنه، وكلهم يخافونه فكيف يعكس الأمر فيجعل هو الشافع، وهو الكبير العظيم الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الكائنات بأسرها.