المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌ ثمرة الإخاء

3 /‌

‌ ثمرة الإخاء

، ويمكن تقسيمها إلى قسمين:

أ-ثمرة في الدنيا: وهي كالآتي:

- الوحدة والجماعة: فالمسلمون يتحدون بالأخوة، ويجتمعون عليها، فهم حقا يتمثل فيهم قوله صلى الله عليه وسلم:«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»

- إزالة الفوارق الطبقية والاجتماعية: فالاخوة الإسلامية تذيب الفوارق النسبية والامتيازات الطبقية، لا يفضل أحدهم على آخر إلا بالجد والعمل، كلهم متساوون في الحقوق والواجبات {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}

- النصح والإرشاد: فالمسلمون إخوة، يتناصحون فيما يهمهم من أمور الدنيا والآخرة، هذا التناصح الذي لم يكن ليحصل، لولا امتلاء قلوبهم بالحب الصادق لأخوتهم، ورغبتهم الملحة لجلب المعروف إلى ساحتهم، وإبعاد المنكر عنها.

- تقدم المسلمين في كل مجال وميدان: فإن لهذه الأخوة أثرا كبيرا في نشأة الحضارة، لأنه ما من مجتمع يتفرق أفراده، إلا ويتخلف عن ركب الحضارة تضرب عليه الذلة والمسكنة لعدم التآخي فيه، وبقدر تباعد أفراده واختلافهم وعدم اتحادهم، يتسرب إليهم الضعف والوهن، فتذوب قوتهم وتذهب ريحهم، ويصبحون أذلة بعد عزة.

ص: 77

ب-ثمرته في الآخرة: وهي كالآتي:

- الحصول على مرضاة الله بدخول الجنة: فإن المؤمن إذا آخى مؤمنا، وأحبه، أدخله الله الجنة لأنه آخى من أمر الله بمؤاخاته، وأحب من أمر الله بحبه، وفي الحديث:«لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء لو فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم»

- الأمن من شدائد يوم القيامة وأهواله: فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم سبعة أصناف يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، وفيه:«ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه، وتفرقا عليه» والمراد بالتظليل، هو النجاة من دنو الشمس وشدة حرها، وهذا لا يحصل إلا للإخوة المتحابين.

- الفوز بدعوة المؤمنين الصالحين قبل وبعد الموت: وذلك أن كل مصل، يدعو في تشهده بهذا الدعاء:(السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) وهو دعاء عام، يصيب كل عبد صالح في السماء والأرض والصلاح يتحقق بإتيان كل معروف شرعه الله، واجتناب كل منكر نهى الله عنه، ومن المعروف: أن تحب من وافقك في القصد والتوجه، وتؤاخي من شاركك في العمل والأداء.

ص: 78