الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِحْدَاهُمَا لأَبِى عَامِرٍ وَالأُخْرَى لأَبِى مُوسَى.
باب غزوة الطائف
في شوال سنة ثمان قاله موسى بن عقبة
4028 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ سَمِعَ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ - رضى الله عنها - دَخَلَ عَلَىَّ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِى مُخَنَّثٌ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى أُمَيَّةَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَداً فَعَلَيْكَ بِابْنَةِ غَيْلَانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ. وَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «لَا يَدْخُلَنَّ هَؤُلَاءِ عَلَيْكُنَّ» . قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ
ــ
قيل الصحيح على وفق سائر الروايات وما عليه بزيادة ما النافية و) من الناس (هو تعميم بعد تخصيص) باب غزوة الطائف (وهو بلد معروف على نحو مرحلتين من مكة من جهة المشرق و) موسى بن عقبة (بسكون القاف و) أم سلمة (بفتح اللام هند بنت أبي أمية بضم الهمزة وخفة الميم وشدة التحتانية المخزومية زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم و) عبد الله (أخوها اسلم عام الفتح ورمى يوم الطائف بسهم فمات. قال النووي:) المخنث (بفتح النون وكسرها والكسر أفصح والفتح أشهر وهو الذي خلقه خلق النساء وسمي به الانكسار كلامه ولينه ويقال خنثت الشيء فتخنث أي عطفته و) عليك (أي ألزم ابنة غيلان بفتح المعجمة وسكون التحتانية وبالنون اسمها بادية ضد الحاضرة أو بالنون فإنها سمينة) تقبل بأربع وتدبر بثمان مع ثغر لها كالأقحوان (الخطابي: يريد أربع عكن في البطن من قدامها فإذا أقبلت رئيت مواضعها شاخصة متكسرة الغضون وأراد بالثمان أطراف هذه العكن من ورائها عند منقطع الجنبين أقول حاصل هان السمينة يحصل لها في بطنها عكنا ربع ويرى من الوراء لكل عكنة طرفان قال وهذا إنما كان يؤذن له على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام ورأى انه يفطن لمثل هذا من النعت أمر بان يحجب عنهن فلا يدخل
الْمُخَنَّثُ هِيتٌ.
4029 -
حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا، وَزَادَ وَهْوَ مُحَاصِرٌ الطَّائِفَ يَوْمَئِذٍ.
4030 -
حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِى الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ الأَعْمَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ لَمَّا حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الطَّائِفَ فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئاً قَالَ «إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا نَذْهَبُ وَلَا نَفْتَحُهُ - وَقَالَ مَرَّةً نَقْفُلُ - فَقَالَ «اغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ» . فَغَدَوْا فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ فَقَالَ «إِنَّا قَافِلُونَ غَداً إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . فَأَعْجَبَهُمْ فَضَحِكَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً فَتَبَسَّمَ. قَالَ قَالَ الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الْخَبَرَ كُلَّهُ.
4031 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ سَعْدًا - وَهْوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ - وَأَبَا بَكْرَةَ - وَكَانَ تَسَوَّرَ حِصْنَ الطَّائِفِ فِى أُنَاسٍ - فَجَاءَ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه
ــ
عليهن. قوله) ابن عيينة (أي سفيان و) هيت (بكسر الهاء وسكون التحتانية وبالفوقانية اسم المحنث وقيل بفتح الهاء وهو مولى لبعد اله المذكور و) أبو العباس (اسمه السائب من السيب بالمهملة والتحتانية وبالموحدة مر في التهجد وعبد الله بن عمر (قال بعض الحفاظ هو ابن عمر ابن الخطاب وبعضهم هو ابن عمرو بن العاص و) ورى (بالواو وبدونها. قوله) كله (بالنصب أي حدثنا سفيان كل الحديث بلفظ العنعنة وفي بعضها بالخبر كله بتأخير الكل وهو بالجر تكايدا له. قوله) أبو بكرة (اسمه نفيع مصغر النفع بالنون والفاء والمهملة وكنى به لأنه تدلى من حصن الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببكرة كان قد اسلم في الحصن وعجز عن الخروج
وسلم فَقَالَا سَمِعْنَا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهْوَ يَعْلَمُ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ» . وَقَالَ هِشَامٌ وَأَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِى الْعَالِيَةِ أَوْ أَبِى عُثْمَانَ النَّهْدِىِّ قَالَ سَمِعْتُ سَعْداً وَأَبَا بَكْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ عَاصِمٌ قُلْتُ لَقَدْ شَهِدَ عِنْدَكَ رَجُلَانِ حَسْبُكَ بِهِمَا. قَالَ أَجَلْ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَأَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَنَزَلَ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الطَّائِفِ.
4032 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى - رضى الله عنه - قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَانَةِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَتَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِىٌّ فَقَالَ أَلَا تُنْجِزُ لِى مَا وَعَدْتَنِى. فَقَالَ لَهُ «أَبْشِرْ» . فَقَالَ قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَىَّ مِنْ أَبْشِرْ. فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِى مُوسَى وَبِلَالٍ كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ فَقَالَ
ــ
منه إلا بهذا الطريق و) تسور الحائط (أي تسلقه. قوله) ادعى (أي بنسب وقال) حرام (على سبيل التغليط أو باعتقاد الاستحلال وأبو العالية (ضد السافلة رفيع مصغر ضد الخفض وقيل هو زياد بتخفيف التحتانية و) البراء (بتشديد الراء وبالمد و) أبو عثمان (عبد الرحمن النهدي بفتح النون وبالمهملة و) سعد بن أبي وقاص (هو أول من رمى وكان ذلك في أول لواء عقدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول سرية بعثها إلى المشركين مر في مناقبه. قوله) بريد (بضم الموحدة والجعرانة بسكون المهملة وخفة الراء وبكسرها وشدة الراء وعنت امسلمة رصي الله عنها بلفظ
«رَدَّ الْبُشْرَى فَاقْبَلَا أَنْتُمَا» . قَالَا قَبِلْنَا. ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ، وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ «اشْرَبَا مِنْهُ، وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا، وَأَبْشِرَا» . فَأَخَذَا الْقَدَحَ فَفَعَلَا، فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ أَنْ أَفْضِلَا لأُمِّكُمَا. فَأَفْضَلَا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً.
4033 -
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عَطَاءٌ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ أَخْبَرَ أَنَّ يَعْلَى كَانَ يَقُولُ لَيْتَنِى أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ. قَالَ فَبَيْنَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ، مَعَهُ فِيهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِىٌّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِى رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ فِى جُبَّةٍ بَعْدَ مَا تَضَمَّخَ بِالطِّيبِ فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى بِيَدِهِ أَنْ تَعَالَ. فَجَاءَ يَعْلَى فَأَدْخَلَ رَاسَهُ، فَإِذَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ، يَغِطُّ كَذَلِكَ سَاعَةً، ثُمَّ سُرِّىَ عَنْهُ فَقَالَ «أَيْنَ الَّذِى يَسْأَلُنِى عَنِ الْعُمْرَةِ
آنَفًا». فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ فَأُتِىَ بِهِ فَقَالَ «أَمَّا
ــ
) امكما (نفسها مر في كتاب استعمال فضل الوضوء، فان قلت ما تعلقه بغزوة الطائف قلت كان هذا الشأن وقت قفوله من الطائف. وقال النووي في التهذيب: الجعرانة بين الطائف ومكة. قوله) يعلى (بفتح التحتانية وإسكان المهملة وبالقصر) ابن أمية (بضم الهمزة وشدة التحتانية و) المتضمخ (بالمعجمتين المتلطخ وسرى عن النائم انكشف و) سرى (عنه مثله مر في أول الحج في باب
الطِّيبُ الَّذِى بِكَ فَاغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا، ثُمَّ اصْنَعْ فِى عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِى حَجِّكَ».
4034 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ قَسَمَ فِى النَّاسِ فِى الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئاً، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَاّلاً فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِى، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِى وَعَالَةً، فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِى» . كُلَّمَا قَالَ شَيْئاً قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. قَالَ «مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» . قَالَ كُلَّمَا قَالَ شَيْئاً قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ. قَالَ «لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا. أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى رِحَالِكُمْ، لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِياً
ــ
غسل الخلوف. قوله) عباد (بفتح المهملة وشدة الموحدة) وجدوا (أي حزنوا وفي بعضها وجد بضم الواو وسكون الجيم جمع الواجد وفي بعضها بضم الجيم أيضا فهو إما تثقيل له وإما جمع الوجد فان قلت ما فائدة التكرار قلت إذا كان الأول اسما والثاني فعلا فهو ظاهر أو احدهما بمعنى الحزن والأخر بمعنى الغضب أو شك من الراوي. قوله) عالة (جمع العائل وهو الفقير وكلمة قالوا في المرة الثانية على سبيل الالتفات أو تكرار الأول من كلام الراوي و) كذا وكذا (أي سبباً
وَشِعْباً لَسَلَكْتُ وَادِىَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا، الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِى أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِى عَلَى الْحَوْضِ».
4035 -
حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ حِينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَفَاءَ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ، فَطَفِقَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِى رِجَالاً الْمِائَةَ مِنَ الإِبِلِ فَقَالُوا يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِى
ــ
للهداية من الضلال ونحوه وقيل بعكس ذلك أي جئتنا مكذبا فصدقناك وطريدا فآويناك و) الشعار (ما يلي الجسد من الثياب و) الدثار (ما كان فوقه و) الأثرة (استقلال الأمر بالأموال. الخطابي: سال سائل فقال ما معنى هذا الكلام وكيف يجوز عليه أن ينتقل عن من هو منهم ويدعي غير نسبه ودار مولده أيضا غير دارهم فقلت إنما أراد به تالف الأنصار واستطابه نفوسهم والثناء عليهم في دينهم ومذهبهم حتى رضي أن يكون واحدا منهم لولا ما يمنعه عنه من الهجرة التي لا يجوز تبديلها ونسبة الإنسان على وجوه الولاية كالقرشية والبلادية كالكوفية والاعتقادية كالسنية والصناعية كالصرفية ولاشك انه صلى الله عليه وسلم لم يرد به الانتقال من نسب أبائه إذ ذلك ممتنع قطعا وكيف ذلك وهو أفضل منهم نسبا وأكرمهم أصلا وأما ألاعتقادي فلا موضع فيه للانتقال إذ كان دينه ودينهم واحد فلم يبق إلا القسمان الآخران الجائز فيهما الانتقال وكانت المدينة دارا للأنصار والهجرة إليها امرأ واجبا أي لولا أن النسبة الهجرية لا يسعى تركها لانتقلت عن هذا الاسم إليكم ولا انتسبت إلى داركم قال وفيه وجه أخر وهو أن العرب كانت تعظم شان الخؤولة وتكاد تلحقها بالعمومة وكانت أم عبد المطلب امرأة من بني النجار فقد يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب هذا المطلب إن كان أراد به نسب الولادة وإما معنى) لو سلك الأنصار واديا أو شعبا (فهو أن العادة أن يكون المرء مع قبيلته في نزوله وارتحاله وارض الحجاز كثيرة الأودية والشعاب فإذا
قُرَيْشاً وَيَتْرُكُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ. قَالَ أَنَسٌ فَحُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَامَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِى عَنْكُمْ» . فَقَالَ فُقَهَاءُ الأَنْصَارِ أَمَّا رُؤَسَاؤُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئاً، وَأَمَّا نَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِى قُرَيْشاً وَيَتْرُكُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «فَإِنِّى أُعْطِى رِجَالاً حَدِيثِى عَهْدٍ بِكُفْرٍ، أَتَأَلَّفُهُمْ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى رِحَالِكُمْ، فَوَاللَّهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ» . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ رَضِينَا. فَقَالَ لَهُمُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «سَتَجِدُونَ أُثْرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فَإِنِّى عَلَى الْحَوْضِ» . قَالَ أَنَسٌ فَلَمْ يَصْبِرُوا.
4036 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمَ فَتْحِ
ــ
تفرقت في السفر سلك كل قوم منهم واديا وشعبا فأراد أتى مع الانصار في ذلك قال ويحتمل ان يراد بالوادي الرأي والمذهب كما يقال فلان في واد وإنا في واد. قوله) سيوفنا تقطر (من باب القلب و) لم يدع (من الدعاء) رؤساؤنا (جمع الرئيس وفي بعضها ريسانا بكسر الراء وبالتحتانية
مَكَّةَ قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَ بَيْنَ قُرَيْشٍ. فَغَضِبَتِ الأَنْصَارُ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» . قَالُوا بَلَى. قَالَ «لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِياً أَوْ شِعْباً لَسَلَكْتُ وَادِىَ الأَنْصَارِ أَوْ شِعْبَهُمْ» .
4037 -
حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمَ حُنَيْنٍ الْتَقَى هَوَازِنُ وَمَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةُ آلَافٍ وَالطُّلَقَاءُ فَأَدْبَرُوا قَالَ «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ» . قَالُوا لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، لَبَّيْكَ نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ، فَنَزَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» . فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، فَأَعْطَى الطُّلَقَاءَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئاً فَقَالُوا، فَدَعَاهُمْ فَأَدْخَلَهُمْ فِى قُبَّةٍ فَقَالَ «أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «لَوْ سَلَكَ النَّاسُ
ــ
ومر مرارا و) أبو التياح (بالفوقانية وشدة التحتانية وبالمهملة يزيد من الزيادة البصري و) بين قريش (في بعضها في قريش أي ابتدأ القسم من قريش. قوله) أزهر (خلاف الأسود ابن سعد السمان) عبد الله بن عوف (بفتح المهملة والنون و) التقى (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم الطلقاء (جمع الطليق وهو الأسير الذي أطلق عنه أسره وخلى سبيله ويراد بهم أهل مكة فانه صلى الله عليه وسلم أطلق عنهم وقال لهم أقول لكم ما قال يوسف لا تثريب عليكم اليوم
وَادِياً وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْباً لَاخْتَرْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ».
4038 -
حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ جَمَعَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم نَاساً مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ «إِنَّ قُرَيْشاً حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ، وَإِنِّى أَرَدْتُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ وَأَتَأَلَّفَهُمْ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بُيُوتِكُمْ» . قَالُوا بَلَى. قَالَ «لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِياً وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْباً لَسَلَكْتُ وَادِىَ الأَنْصَارِ أَوْ شِعْبَ الأَنْصَارِ» .
4039 -
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا قَسَمَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم قِسْمَةَ حُنَيْنٍ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مَا أَرَادَ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ. فَأَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى مُوسَى، لَقَدْ أُوذِىَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» .
4040 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم
ــ
زمان فزعهم وقولهم أنت أخ كريم وابن أخ كريم قوله) مصيبة (أي من نحو قتل أقاربهم وفتح بلادهم و) أجبرهم (من الجبر ضد الكسر ومن الجائزة بمعنى العطية و) قبيصة (بفتح القاف
نَاساً، أَعْطَى الأَقْرَعَ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى نَاساً، فَقَالَ رَجُلٌ مَا أُرِيدَ بِهَذِهِ الْقِسْمَةِ وَجْهُ اللَّهِ. فَقُلْتُ لأُخْبِرَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى. قَدْ أُوذِىَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» .
4041 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ أَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ وَغَيْرُهُمْ بِنَعَمِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، وَمَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةُ آلَافٍ وَمِنَ الطُّلَقَاءِ، فَأَدْبَرُوا عَنْهُ حَتَّى بَقِىَ وَحْدَهُ، فَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ لَمْ يَخْلِطْ بَيْنَهُمَا، الْتَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ» . قَالُوا لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ» . قَالُوا لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ
ــ
وكسر الموحدة وبالمهملة والأقرع (بالقاف والراء المهملة ابن حابس (بالمهملتين والموحدة التميمي وعيينة (بضم المهملة وبالتحتانيتين وبالنون ابن حصن (بكسر المهملة الأولى الفزاري (بالفاء والزاي والراء وقال الشاعر فيهما:
وما كان حصن ولا حابس
…
يفوقان مرداس في مجمع
قوله معاذ بن معاذ بضم الميم وبالمهملة ثم بالمعجمة في اللفظتين وغطفان بفتح المعجمة والمهملة والفاء
و) ذرا ريهم (بتشديد التحتانية وتخفيفها وكانت عادتهم إذا أرادوا التثبيت في القتال استصحاب الأهالي ونقلهم معهم إلى موضع المقاتلة. قوله والطلقاء (في بعضها من الطلقاء والأول أصبح وقيل أن الواو مقدرة عند من جوز تقدير حرف العطف مر وجهه في التهجد في الصلاة