المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب بعث النبى صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بنى جذيمة - الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري - جـ ١٦

[الكرماني، شمس الدين]

فهرس الكتاب

- ‌باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)

- ‌باب (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِى أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (20)

- ‌باب (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَىْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِى أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَىْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِى بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِىَ اللَّهُ مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)

- ‌باب (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَىْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)

- ‌باب ذكر أم سليط

- ‌باب قَتْلُ حَمْزَةَ رضى الله عنه

- ‌باب مَا أَصَابَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْجِرَاحِ يَوْمَ أُحُدٍ

- ‌باب

- ‌باب (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ)

- ‌باب من قُتِل من المسلمين يوم أُحد

- ‌باب أُحُدٌ يُحِبُّنَا {وَنُحِبُّهُ}. قَالَهُ عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ عَنْ أَبِى حُمَيْدٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب غَزْوَةُ الرَّجِيعِ وَرِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبِئْرِ مَعُونَةَ

- ‌باب غَزْوَةُ الْخَنْدَقِ وَهْىَ الأَحْزَابُ

- ‌باب مَرْجَعِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَحْزَابِ وَمَخْرَجِهِ إِلَى بَنِى قُرَيْظَةَ وَمُحَاصَرَتِهِ إِيَّاهُمْ

- ‌ باب غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ

- ‌باب غَزْوَةُ بَنِى الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ وَهْىَ غَزْوَةُ الْمُرَيْسِيعِ

- ‌باب غَزْوَةُ أنْمارٍ

- ‌باب حَدِيِثُ الإفْكِ

- ‌باب غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ

- ‌باب قصة عُكل وعرينة

- ‌باب غَزْوَةُ ذَاتِ الْقَرَدِ

- ‌باب غَزْوَةُ خَيْبَرَ

- ‌باب اسْتِعْمَالُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَهْلِ خَيْبَرَ

- ‌باب مُعَامَلَةُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ خَيْبَرَ

- ‌باب الشَّاةِ الَّتِى سُمَّتْ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ

- ‌باب غَزْوَةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

- ‌باب عُمْرَةُ الْقَضَاءِ

- ‌باب غزوة موتة

- ‌باب بَعْثُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ إِلَى الْحُرَقَاتِ مِنْ جُهَيْنَةَ

- ‌باب غَزْوَةِ الْفَتْحِ وَمَا بَعَثَ حَاطِبُ بْنُ أَبِى بَلْتَعَةَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ

- ‌باب غزوة الفتح في رمضان

- ‌باب أَيْنَ رَكَزَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الرَّايَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ

- ‌باب دُخُولُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ

- ‌‌‌بابمَنْزِلُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ

- ‌باب

- ‌باب مَقَامُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ زَمَنَ الْفَتْحِ

- ‌باب وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ

- ‌باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ) إِلَى قَوْلِهِ (غَفُورٌ رَحِيمٌ)

- ‌باب غزاة أوطاس

- ‌باب غزوة الطائف

- ‌باب السرية التي قبل نجد

- ‌باب بَعْثِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِى جَذِيمَةَ

- ‌غزوة ذي الخلصة

- ‌باب غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ

- ‌ذهاب جرير إلى اليمن

- ‌باب غزوة سيف البحر

- ‌حج أبي بكر بالناس في سنة تسع

- ‌وفد بني تميم

- ‌باب

- ‌باب وفد عبد القيس

- ‌باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أُثال

- ‌قصة الأسود العنسي

- ‌باب قصة أهل نجران

- ‌قصة عُمان والبحرين

- ‌باب قُدُومُ الأَشْعَرِيِّينَ وَأَهْلِ الْيَمَنِ

- ‌قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي

- ‌باب قصة وفد طيء وحديث عدي بن حاتم

- ‌باب حجة الوداع

- ‌باب غزوة تبوك وهي غزوة العسرة

- ‌حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَقَوْلُ اللَّهِ عز وجل (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا)

- ‌نُزُولُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم الْحِجْرَ

- ‌باب

- ‌باب كِتَابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ

- ‌باب مَرَضِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَوَفَاتِهِ

- ‌باب آخِرِ مَا تَكَلَّمَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم

- ‌‌‌بابوَفَاةِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب

- ‌‌‌باببَعْثُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ - رضى الله عنهما - فِى مَرَضِهِ الَّذِى تُوُفِّىَ فِيهِ

- ‌باب

- ‌باب كَمْ غَزَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌باب بعث النبى صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بنى جذيمة

بَعِيراً، فَرَجَعْنَا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ بَعِيراً.

‌باب بَعْثِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِى جَذِيمَةَ

4043 -

حَدَّثَنِى مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَحَدَّثَنِى نُعَيْمٌ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِى جَذِيمَةَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا أَسْلَمْنَا. فَجَعَلُوا يَقُولُونَ صَبَانَا، صَبَانَا. فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ مِنْهُمْ وَيَاسِرُ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِى، وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِى أَسِيرَهُ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَاهُ، فَرَفَعَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فَقَالَ «اللَّهُمَّ إِنِّى أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ» . مَرَّتَيْنِ. سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِىِّ

ــ

وكسر المعجمة قبيلة من عبد قيس و) صبا (الرجل اذا خرج من دين إلى دين. الخطابي: إنما نقم رسول الله صلى الله عليه وسلم على خالد لموضع العجلة وترك التثبت في أمرهم وإما خالد فتأول في قتلهم فيما ظن انه كان مأمورا بقتالهم إلى أن يسلموا وقولهم) صبأنا (يحتمل أن يكون معناه خرجنا من ديننا إلى دين أخر وهو اعم من الإسلام فلما لم يكن هذا القول صريحا في الانتقال إلى دين الإسلام نفذ خالد الأمر الأول في قتالهم إذ لم توجد شريطة تحقن الدم بتصريح الاسم ويحتمل انه إنما لم يكف عنهم بهذا القول من قبل انه ظن أنهم عدلوا عن اسم الإسلام إليه انفه من الاستسلام والانقياد فلم يرد ذلك القول إقرارا بالدين. قوله سرية وهي قطعة من جيش

ص: 166

وَعَلْقَمَةَ بْنِ مُجَزِّزٍ الْمُدْلِجِىِّ. وَيُقَالُ إِنَّهَا سَرِيَّةُ الأَنْصَارِ.

4044 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِى سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِىٍّ - رضى الله عنه - قَالَ بَعَثَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فَاسْتَعْمَلَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ فَقَالَ أَلَيْسَ أَمَرَكُمُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تُطِيعُونِى. قَالُوا بَلَى. قَالَ فَاجْمَعُوا لِى حَطَباً. فَجَمَعُوا، فَقَالَ أَوْقِدُوا نَاراً. فَأَوْقَدُوهَا، فَقَالَ ادْخُلُوهَا. فَهَمُّوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُمْسِكُ بَعْضاً، وَيَقُولُونَ فَرَرْنَا إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّارِ. فَمَا زَالُوا حَتَّى خَمَدَتِ النَّارُ، فَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَبَلَغَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْمِ

ــ

تخرج منه وتغير وترجع إليه وقيل هي الخيل تبلغ أربعمائة ونحوها وسميت بها لأنها تسري في الليل أو لأنها تخفى ذهابها و) عبد الله بن حذافة (بضم المهملة وتخفيف المعجمة والفساء السهمي بفتح المهملة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ومات في خلافة عثمان بمصر مر في العلم في باب من برك على ركبتيه و) علقمة بن مجزز (بضم الميم وفتح الجيم وكسرا ثم بالزاي و) المد لجي (بضم الميم وإسكان المهملة وكسر اللام والجيم و) سعد بن عبيدة (مصغر العبدة الكوفي مر في الوضوء. قوله) هموا (أي حزنوا قال ابن عبد البر كان في عبد الله بن حذافة دعابة ومن جملتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره على سرية فأمرهم أن يجمعوا حطبا ويوقدوا نارا فلما أوقدوها أمرهم أن يقتحموا فيها فأبوا فقال لهم: الم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاعتي فقالوا ما أمنا بالله واتبعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لننجو من النار فصوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليهم وقال)) لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ((قوله) لو دخلوها لما خرجوا منها (فان

ص: 167

الْقِيَامَةِ، الطَّاعَةُ فِى الْمَعْرُوفِ».

بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع

4045 -

حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مِخْلَافٍ قَالَ وَالْيَمَنُ مِخْلَافَانِ ثُمَّ قَالَ «يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا» . فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى عَمَلِهِ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ فِى أَرْضِهِ كَانَ قَرِيباً مِنْ صَاحِبِهِ أَحْدَثَ بِهِ عَهْداً، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَسَارَ مُعَاذٌ فِى أَرْضِهِ قَرِيباً مِنْ صَاحِبِهِ أَبِى مُوسَى، فَجَاءَ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَتِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ، وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ

ــ

قلت ما وجه الملازمة قلت الدخول فيها معصية والعاصي مستحق للنار لقوله تعالى)) ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم ((والمراد قوله يوم القيامة التأييد يعني لو دخلوها مستحلين لها لما خرجوا منها أبدا وهذا جزاء من جنس العمل. قوله) أبو موسى (هو عبد الله بن قيس الأشعري ومعاذ بضم الميم وبالمهملة والمعجمة) ابن جبل (الأنصاري و) المخلاف (بكسر الميم وسكون المنقوطة لليمن كالريف للعراق أي الرساتيق و) إلى عمله (أي إلى موضع عمله و) احدث العهد (أي جدد عهد الصحبة و) أيما هذا (أي أي رجل هذا المجموع اليد وأي قد

ص: 168

فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَيَّمَ هَذَا قَالَ هَذَا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ. قَالَ لَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ. قَالَ إِنَّمَا جِىءَ بِهِ لِذَلِكَ فَانْزِلْ. قَالَ مَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقاً. قَالَ فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يَا مُعَاذُ قَالَ أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَأَقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِى مِنَ النَّوْمِ، فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِى، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِى كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِى.

4046 -

حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنِ الشَّيْبَانِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ تُصْنَعُ بِهَا، فَقَالَ «وَمَا هِىَ» . قَالَ الْبِتْعُ وَالْمِزْرُ. فَقُلْتُ لأَبِى بُرْدَةَ مَا الْبِتْعُ قَالَ نَبِيذُ الْعَسَلِ، وَالْمِزْرُ نَبِيذُ الشَّعِيرِ. فَقَالَ «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» . رَوَاهُ جَرِيرٌ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ عَنِ الشَّيْبَانِىِّ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ.

4047 -

حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا

ــ

تزاد عليه ما يقال أيما وقد تسقط الألف فيقال أيم وقد تخفف الياء) أتفوقه (أي اقرأ شيئا بعد شيء في إناء الليل وأطراف النهار أي لا إقرار وردي دفعة واحدة بل هو كما يحلب اللبن ساعة بعد ساعة و) الفواق (مابين الحلبتين واحتسب (أي اطلب الثواب في نومتي لأنها من جملة المعينات على الطاعة من القراءة ونحوها. قوله خالد (ابن عبد الله الو اسطي و) لشيباني (بفتح المعجمة وإسكان التحتانية وبالموحدة سليمان أبو اسحق و) سعيد بن أبي بردة (بضم الموحدة عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري مر في الزكاة و) البتع (بكسر الموحدة وإسكان الفوقانية وبالمهملة و) ألمزر (بكسر الميم وإسكان الزاي وبالراء و) جرير (بفتح الجيم وهو يروي عن لشيباني عن

ص: 169

سَعِيدُ بْنُ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم جَدَّهُ أَبَا مُوسَى، وَمُعَاذاً إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ «يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا» . فَقَالَ أَبُو مُوسَى يَا نَبِىَّ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضَنَا بِهَا شَرَابٌ مِنَ الشَّعِيرِ الْمِزْرُ، وَشَرَابٌ مِنَ الْعَسَلِ الْبِتْعُ. فَقَالَ «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ» . فَانْطَلَقَا فَقَالَ مُعَاذٌ لأَبِى مُوسَى كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ قَائِماً وَقَاعِداً وَعَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقاً. قَالَ أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِى كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِى، وَضَرَبَ فُسْطَاطاً، فَجَعَلَا يَتَزَاوَرَانِ، فَزَارَ مُعَاذٌ أَبَا مُوسَى، فَإِذَا رَجُلٌ مُوثَقٌ، فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ أَبُو مُوسَى يَهُودِىٌّ أَسْلَمَ ثُمَّ ارْتَدَّ. فَقَالَ مُعَاذٌ لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ. تَابَعَهُ الْعَقَدِىُّ وَوَهْبٌ عَنْ شُعْبَةَ. وَقَالَ وَكِيعٌ وَالنَّضْرُ وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم. رَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الشَّيْبَانِىِّ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ.

4048 -

حَدَّثَنِى عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَائِذٍ حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ

ــ

أبي بردة وإما في الطريقة الأولى فيروى عن الشيباني عن سعيد بالواسطة. قوله) يتزاوران (أي يزور احدهما الأخر و) الفسطاط (البيت من الشعر وفيه لغات فساط وفساط وكسر الفاء لغة في الثلاث و) العقدي (بفتح المهملة والقاف وبالمهملة عبد الملك البصري) وكيع (بفتح الواو وكسر الكاف والنضر بسكون المعجمة و) أبو داود (هو سليمان الطيالسي و) العباس (بالموحدة والمهملتين ابن الوليد النرسي بالنون والراء والمهملة) أيوب بن عائذ (من العوذ بالمعجمة

ص: 170

قَالَ سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ يَقُولُ حَدَّثَنِى أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ - رضى الله عنه - قَالَ بَعَثَنِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَرْضِ قَوْمِى، فَجِئْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنِيخٌ بِالأَبْطَحِ فَقَالَ «أَحَجَجْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ» . قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «كَيْفَ قُلْتَ» . قَالَ قُلْتُ لَبَّيْكَ إِهْلَالاً كَإِهْلَالِكَ. قَالَ «فَهَلْ سُقْتَ مَعَكَ هَدْياً» . قُلْتُ لَمْ أَسُقْ. قَالَ «فَطُفْ بِالْبَيْتِ وَاسْعَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ حِلَّ» . فَفَعَلْتُ حَتَّى مَشَطَتْ لِى امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِى قَيْسٍ، وَمَكُثْنَا بِذَلِكَ حَتَّى اسْتُخْلِفَ عُمَرُ.

4049 -

حَدَّثَنِى حِبَّانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِىٍّ عَنْ أَبِى مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ «إِنَّكَ سَتَاتِى قَوْماً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى كُلِّ

ــ

الطائي. قوله) حتى استخلف عمر (فان قلت المفهوم منه أن بعد استخلافه تركوا التمتع قلت وقع الاختلاف في جوازه بعده وتنازعوا فيه ومر تحقيقه في الحج. قوله) حبان (بكسر المهملة وشدة الموحدة وبالنون ابن موسى المروزي و) يحي (ابن عبد الله بن صيفي ضد الشتوي و) أبو معبد (

ص: 171

يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صَدَقَةً، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ». قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (طَوَّعَتْ) طَاعَتْ وَأَطَاعَتْ لُغَةٌ، طِعْتُ وَطُعْتُ وَأَطَعْتُ.

4050 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ أَنَّ مُعَاذاً - رضى الله عنه - لَمَّا قَدِمَ الْيَمَنَ صَلَّى بِهِمِ الصُّبْحَ فَقَرَأَ (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لَقَدْ قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ. زَادَ مُعَاذٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذاً إِلَى الْيَمَنِ، فَقَرَأَ مُعَاذٌ فِى صَلَاةِ الصُّبْحِ سُورَةَ النِّسَاءِ فَلَمَّا قَالَ (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) قَالَ رَجُلٌ خَلْفَهُ قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ.

ــ

بفتح الميم وبالموحدة وإسكان المهملة بينهما وبالمهملة نافذ بالنون وكسر الفاء المعجمة ومر الحديث في أول الزكاة. قوله) حبيب (ضد العدو) ابن أبي ثابت (ضد الزائل و) معاذ (هو ابن معاذ بضم الميم وبالمهملة ثم المعجمة في اللفظتين التميمي البصري و) قرت (يحتمل الدعاء والأخبار بخلاف لقد قرت

ص: 172

بَعْثُ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ عليه السلام وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ - رضى الله عنه - إِلَى الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ

4051 -

حَدَّثَنِى أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانُ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِى إِسْحَاقَ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ - رضى الله عنه -. بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا بَعْدَ ذَلِكَ مَكَانَهُ فَقَالَ مُرْ أَصْحَابَ خَالِدٍ، مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ أَنْ يُعَقِّبَ مَعَكَ فَلْيُعَقِّبْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقْبِلْ. فَكُنْتُ فِيمَنَ عَقَّبَ مَعَهُ، قَالَ فَغَنِمْتُ أَوَاقٍ ذَوَاتِ عَدَدٍ.

4052 -

حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ - رضى الله عنه - قَالَ بَعَثَ النَّبِىُّ صلى

ــ

) باب بعث علي رضي الله عنه (قوله) شريح (بضم المعجمة وبإهمال الحاء) ابن مسلمة (بفتح الميم واللام والتعقيب أن يعود الجيش بعد القفول ليصيبوا غيره من العدو، الجوهري: التعقيب أن يغزو الرجل ثم يثني من سنته وأواق (أصله أواقي بتشديد الياء وتخفيفها فحذف الياء استثقالا و) ذوات عدد (أي كثيرة. قوله روح بفتح الراء وبالمهملة ابن عبادة (بضم المهملة وخفة الموحدة و) على بن سويد (بضم المهملة وتخفيف التحتانية) ابن منجوف (بفتح الميم وسكون النون وضم الجيم السدوسي البصري و) بريدة (مصغر البردة بالموحدة والراء والمهملة ابن حصيب بضم المهملة الأولى وسكون التحتانية الأسلمي

ص: 173

الله عليه وسلم عَلِيًّا إِلَى خَالِدٍ لِيَقْبِضَ الْخُمُسَ وَكُنْتُ أُبْغِضُ عَلِيًّا، وَقَدِ اغْتَسَلَ، فَقُلْتُ لِخَالِدٍ أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ «يَا بُرَيْدَةُ أَتُبْغِضُ عَلِيًّا» . فَقُلْتُ نَعَمْ. قَالَ «لَا تُبْغِضْهُ فَإِنَّ لَهُ فِى الْخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ» .

4053 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى نُعْمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ يَقُولُ بَعَثَ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ - رضى الله عنه - إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِى أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا، قَالَ فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَأَقْرَعَ بْنِ حَابِسٍ وَزَيْدِ الْخَيْلِ، وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ وَإِمَّا عَامِرُ

ــ

المدني مات بمرو. و) ابغض (بضم الهمزة وإنما ابغضه لأنه رأى عليا اخذ جارية من السبي ووطئها فظن انه غل فلما اعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم انه اخذ اقل من حقه أحبه رضي الله عنه ولفظ قد اغتسل (كناية عن الوطء. الخطابي: فيه إشكالان: احدهما انه قسم لنفسه والثاني انه أصابها قبل الاستبراء فيحتمل أن تكون الوصيفة غير بالغة أو كانت عذراء وادي اجتهاده إلى عدم الاحتياج إليه. قوله) عمارة (بضم المهملة وتخفيف الميم وبالراء) ابن القعقاع (بفتح القافين وسكون المهملة الأولى ابن شبرمة بضم المعجمة والراء وسكون الموحدة بينهما وعبد الرحمن ابن ابي نعم (بضم النون وإسكان المهملة البجلي بفتح الموحدة والجيم مر مع الحديث في كتاب الأنبياء في قصة هود عليه السلام و) مقروظ (أي مدبوغ بالقرظ وهو ورق السلم ولم يحصل (أي لم يخلص منه ولم يميز بينها وبينه وعيينة (مصغر العين) ابن حصن (ابن حذيفة بن زيد الفزاري و) الأقرع (بالقاف والراء والمهملة) ابن حابس (بالمهملتين والموحدة و) زيد الخيل (سماه

ص: 174

ابْنُ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ. قَالَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «أَلَا تَامَنُونِى وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِى السَّمَاءِ، يَاتِينِى خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَمَسَاءً» . قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، نَاشِزُ الْجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّاسِ، مُشَمَّرُ الإِزَارِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ. قَالَ «وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِىَ اللَّهَ» . قَالَ

ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ «لَا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّى» . فَقَالَ خَالِدٌ وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِى قَلْبِهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنِّى لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ قُلُوبَ النَّاسِ، وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ» قَالَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَهْوَ مُقَفٍّ فَقَالَ «إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْباً، لَا يُجَاوِزُ

ــ

رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير بالراء وهو ابن مهلهل الطائي و) علقمة بن علائة (بضم المهملة وخفة اللام الكلابي وهذا هو الصحيح المشهور لان عامر بن الطفيل مصغر الطفل القيسي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم وعاد من عنده فخرج به خراج في أصل إذنه فمات منه مر في غزوة الرجيع، قوله) لعله أن يكون يصلي (استعمل لعل استعمال عسى قيل فيه دلالة من طريق المفهوم أن تارك الصلاة مقتول و) أنقب (بفتح الهمزة وسكون النون وضم القاف أي اشق كما قال في قصة أسامة)) هلا شققت عن قلبه ((وفي بعضها من التفعيل أي أفتش و) المقفي (المولى يقال قفاك إذا ولاك قفاه والضئضئ بكسر المعجمتين وسكون الهمزة الأولى الأصل ومعنى) الرطب (المواظبة على التلاوة أو تحسين الصوت بها أو الحذاقة والتجويد فيها فيجري

ص: 175

حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ». وَأَظُنُّهُ قَالَ «لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ» .

4054 -

حَدَّثَنَا الْمَكِّىُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ عَطَاءٌ قَالَ جَابِرٌ أَمَرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا أَنْ يُقِيمَ عَلَى إِحْرَامِهِ. زَادَ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ عَطَاءٌ قَالَ جَابِرٌ فَقَدِمَ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ رضى الله عنه بِسِعَايَتِهِ، قَالَ لَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «بِمَ أَهْلَلْتَ يَا عَلِىُّ» . قَالَ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «فَأَهْدِ وَامْكُثْ حَرَاماً كَمَا أَنْتَ» . قَالَ وَأَهْدَى لَهُ عَلِىٌّ هَدْياً.

4055 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ حَدَّثَنَا بَكْرٌ أَنَّهُ ذَكَرَ لاِبْنِ عُمَرَ أَنَّ أَنَساً حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، فَقَالَ

ــ

لسانه بها ويمر عليها مرا لا يتغير ولا ينكسر و) الحنجرة (الحلقوم أي لا يرفع في الأعمال الصالحة ولا يقبل منهم والدين أي الطاعة وقيل المراد طاعة الأئمة والأمراء و) الرمية (فعليه بمعنى المفعول، فان قلت تقدم في قصة هود: لاقتلنهم قتل عاد قلت الغرض منه الاستئصال بالكلية وهما سواء فيه فعاد استؤصلت بالريح الصرصر وأما ثمود فاهلكوا بالطاغية أي الرجفة أو الصاعقة أو الصيحة، فان قلت إذا كان قتلهم جائزا فلم منع خالدا من قتله قلت لا يلزم من جواز قتلهم جواز قتله الخطابي: فان قيل لما كان قتلهم واجبا فكيف منعه منه قلنا لعلمه بان الله تعالى يجري قضاءه فيه حتى يخرج من نسله من يستحق القتل بسوء أفعالهم ليكون قتلهم عقوبة لهم فيكون ابلغ في المصلحة. قوله محمد بن بكر (البرساني بضم الموحدة وسكون الراء وبالمهملة والنون مات سنة ثلاث ومائتين و) سعايته (أي توليته قبض الخمس وكل من تولى شيئا على قوم فهو ساع عليهم وكان قد قدم من جهة اليمن و) بشر (بالموحدة المكسورة) ابن المفضل (بفتح المعجمة المشددة) مكر (ابن عبد

ص: 176