الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال صلى الله عليه وسلم "لَا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ ; فَإِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ". [حديث حسن]
ولا فرق بين نتفه من اللحية أو من الرأس، وعن أنس رضي الله عنه قال:" يُكْرَهُ أَنْ يَنْتِفَ الرَّجُلُ الشَّعْرَةَ الْبَيْضَاءَ مِنْ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ"[رواه مسلم]،
والذي يحلق لحيته قد كره الشعر الأسود فضلًا عن الأبيض الذي هو نور المسلم.
وقد رُوي "أن عمر رضي الله عنه وابن أبي يعلى قاضي المدينة ردَّا شهادةَ مَن كان ينتف لحيته".
وقال الغزالي والنووي عليهما الرحمة: "ونتفها -أي اللحية- في أول نباتها تشبه بالمُرْد (1)، ومن المنكرات الكبار".
إعفاء اللحية سنة محمدية
قال عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]
(1) مُرْد: جمع أمرد، وهو الغلام طرَّ شاربه، وبلغ خروج لحيته، ولم تَبْدُ.
قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} الآية. [النساء:64]
وقال صلى الله عليه وسلم: "وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم "[رواه مسلم]،
وقد ثبت في صفته الخِلقية صلى الله عليه وسلم أنه كان كثَّ اللحية عظيمها،
فعن أنس رضي الله عنه قال: "كانت لحيته صلى الله عليه وسلم قد ملأت من هاهنا إلى هاهنا، وأمر يده على عارضيه"[رواه ابن عساكر في "تاريخه"].
وكان الصحابة رضي الله عنهم يعرفون أنه يقرأ في الظهر والعصر «بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ» [رواه البخاري].
"وكَانَ إِذَا تَوَضَّأَ، أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ فَخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ» [صحيح]، وفي ذلك أحاديث أخرى كثيرة كلها تؤكد أنه صلى الله عليه وسلم كان عظيم اللحية،
فيا عجبًا ممن يَدَّعون حُبَّه صلى الله عليه وسلم، ثم هم لا يحبون صورته، بل يفضلون صورة أعدائه، والله تعالى يقول:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} الأية [آل عمران:31].
والمحبة التي لا تضطر صاحبها إلى اتباع المحبوب والتشبه
به إدعاء للمحبة وليست بالمحبة (1)، وقد قال بعض الصحابة رضي الله عنهم:
فيا حليق اللحية: ماذا يكون جوابك إذا أخذت تسرد المعاذير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول لك:" أما لك فِيَّ أسوة؟ ".
(1) فالتأسي به صلى الله عليه وسلم هو المحبوب لله تعالى في كل الشئون؛ وإن لم يكن واجبا، لأن المحب لا ينظر إلى الفرق الواجب وغير الواجب، بل هو يتبع المحبوب لأجل حبه له، فما بالك إذا كان واجبًا كإعفاء اللحية؟