المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إعفاء اللحية فطرة إنسانية - اللحية لماذا

[محمد إسماعيل المقدم]

الفصل: ‌إعفاء اللحية فطرة إنسانية

"ولكن ربي أمرني بإعفاء لحيتي، وقص شاربي". [حسن]

فأنت أنت أيها الحليق، ماذا يكون شعورك إذا تأذى رسول الله صلى الله عليه وسلم من رؤية وجهك؟ بل ماذا يكون جوابك إذا أعرض عنك بوجهه الشريف قائلا:

"ويلك! من أمرك بهذا؟! "

‌إعفاء اللحية فطرة إنسانية

قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ

} الآية. [الروم:30]

والمعنى: فَسَدِّد وجهَكَ، واستمرَّ على الدين الذي شرعه الله لك من الحنيفية ملة إبراهيم، وأنت مع ذلك لازمٌ فطرتَك السليمةَ التي فطر اللهُ الخلقَ عليها، وهي معرفته تعالى وتوحيده، وتوابع ذلك من خصال الفطرة.

وعن عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ "

ص: 11

قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ" [رواه مسلم].

وخصال الفطرة:

هي الهيئة التي ابتدأ الله خَلْقَ عبادِه عليها، وغَرَسَ في طباعهم فِعلَها والميلَ إليها، واستحسانها، وجبلهم على النفور مما يضادها، بحيث لو ترك إنسان هذه الخصال لم تبق صورته على صورة الآدميين، فكيف من جملة أهل الإسلام الذي هو دين الفطرة؟!

إن صاحب الفطرة السوية التي لم يطرأ عليها فساد بتأثير البيئة المحيطة يظل مدفوعا بفطرته إلى كراهية ما في جسده مما ليس من زينته، ومحبةِ هذه الخصال الجِبِلِّية لو لم يرد بها شرع منزَّل، فكيف وقد جاءت بها شرائع النبيين؟

قال الحافظ السيوطي رحمه الله:

(وأحسن ما قيل في تفسير الفطرة: أنها السنة القديمة التي اختارها الأنبياء، واتفقت عليها الشرائع، فكأنها أمر جِبِلِّي فُطِروا عليه) اهـ.

ص: 12