المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خامسا: معنى الجملة ومعنى القول - اللغة وعلم اللغة

[جون ليونز]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأول: اللغة

- ‌أولا: ما اللغة

- ‌ثانيا: بعض تعريفات اللغة

- ‌ثالثا: السلوك اللغوي والنظم اللغوية

- ‌رابعا: اللغة والكلام

- ‌خامسا: وجهة نظر سيميولوجية

- ‌سادسا: تصور التجانس

- ‌سابعا: لا توجد لغات بدائية

- ‌الفصل الثاني: علم اللغة

- ‌أولا: فروع علم اللغة

- ‌ثانيا: هل "علم اللغة" علم

- ‌ثالثا: المصطلحات والرموز

- ‌رابعا: اللغة وصفي وليس معياريا

- ‌خامسا: أولوية الوصف التزامني

- ‌سادسا: البنية والنظام

- ‌الفصل الثالث: أصوات اللغة

- ‌أولا: الوسيلة الصوتية

- ‌ثانيا: التمثيل الصوتي والهجائي

- ‌ثالثا: علم الأصوات النطقي

- ‌رابعا: الوحدات الصوتية والصور الصوتية

- ‌خامسا: الملامح المميزة والفونولوجية التطريزية

- ‌سادسا: البنية الفونولوجية

- ‌الفصل الرابع: النحو

- ‌أولا: النحو، والتصريف، والصرف

- ‌ثانيًا: الصواب النحوي والإنتاجية والاعتباطية

- ‌ثالثا: أجزاء الكلام وأصناف الصيغ والفصائل النحوية

- ‌رابعا: بعض التصورات النحوية الإضافية

- ‌خامسا: مكونات للبنية

- ‌الفصل الخامس الدلالة

- ‌أولا: اختلاف المعنى

- ‌ثانيا: المعنى المعجمي "التجانس وتعدد المعنى والترادف

- ‌ثالثا: المعنى المعجمي "المعنى والدلالة الذاتية

- ‌رابعا: الدلالة والنحو

- ‌خامسا: معنى الجملة ومعنى القول

- ‌سادسا: علم الدلالة الشكلي

- ‌الفهارس

- ‌قائمة المصطلحات

- ‌المحتوى:

الفصل: ‌خامسا: معنى الجملة ومعنى القول

‌خامسا: معنى الجملة ومعنى القول

أول ما يجب عمله أن نضع فارقا مميزا بين معنى الجمل ومعنى الأقوال، وكثير من اللغويين والمناطقة الذين يتعاملون مع مصطلح دلالة بتفسير أضيق مما هو متعارف عليه في علم اللغة ومما نأخذ به في هذا الكتاب يذهبون إلى أنه بينما يقع معنى الجملة في مجال علم الدلالة فإن بحث معنى القول يعد جزءا من البراكماتية1 "دراسة الأقوال الفعلية""انظر 5 - 6"، ويميل التوليديون التشومسكيون إلى المطابقة بين كل من الفارق المميز بين الجملة والقول، والفارق

1 البراكماتية: أحد أقسام ثلاث في السيميوتية "علم الرموز" مع الدلالة، ونظم الكلام. وينطبق المصطلح في علم اللغة على دراسة اللغة من وجهة نظر مستخدميها وعلى الأخص الاختيارات التي يقومون بها والقيود التي يواجهون بها عند استخدامهم لها في صلاتهم الاجتماعية، وتأثير استخدامهم للغة فيمن يشاركهم عملية الاتصال، ويرى بعض الدلاليين الآن أن البراكماتية تقابل علم الدلالة المتصفة بشروط الصدق ويفترض أن الصعوبات التي تنشأ فيما يتعلق بالثاني "مثل كيفية معالجة مفهوم الافتراض المقدم سلفا" تكون أكثر سهولة من حيث قابلية الشرح والتفسير إذا ما رجعنا إلى الأول.

ص: 225

المميز بين الدلالة ودراسة الأقوال الفعلية من ناحية، والقدرة والأداء من ناحية أخرى "انظر 7 - 4".

ويتفق الذين يميزون بين الجمل والأقوال -بشكل عام- على أن الأولى بخلاف الثانية كيانات تجريدية مستقلة عن السياق أي: إنها لا ترتبط بزمان معين أو بمكان معين فهي وحدات في النظام اللغوي الذي تنتمي إليه، ولا يكون مثيرا للاعتراض بقدر ما يتسع ذلك، ومصطلح قول "utterancs" لسوء الحظ "مثل كلمات إنجليزية أخرى كثيرة مشابهة لها من الناحية النحوية" ملبس فهو قد يستخدم ليشير إلى النشاط ذاته أو إلى إنتاج هذا النشاط أي لجانب من السلوك اللغوي أو للعلامة التي يمكن تفسيرها والتي أنتجها الجانب السلوكي موضع الملاحظة، وتمر من المرسل إلى المستقبل عبر قناة الاتصال "انظر 1 - 5"، وليس هناك من يخلط الجمل بأنشطة القول، لكن من السهولة التامة أن تتطابق الجمل سواء أكان ذلك بغير قصد أم لا مع ما ننطقه، وفي الواقع هناك معنى معتاد تماما لمصطلح "جملة" نجعل فيه ذلك مطردا في علاقتنا اليومية باللغة، فعلى سبيل المثال يمكن أن نقول إن الفقرة الأولى في هذا القسم تتركب من ثلاث جمل1 وبهذا المعنى تكون الجمل إما أقوالا "ويتجه مصطلح قول إلى أن يغطي كلا من اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة" أو أجزاء متصلة لقول مفرد، وبهذا المعنى أي كون جملة ما هو ما ننطقه تكون الجمل -بشكل واضح إلى درجة ما- معتمدة على السياق، لكن من الممكن أيضا تكرارها في أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة، والاعتماد على السياق لا يتضمن -بناء على ما سبق- تفردا زمانيا مكانيا أو تجريدا أي: إنه لا يرتبط بزمان ومكان معنين، ولا يتضمن استقلالا سياقيا تاما.

1 حسب النص الإنجليزي.

ص: 226

وهناك نقطة إضافية فكثير من أقوال "أي: الأقوال المنتجة" الحديث اليومي وربما معظمها ليست جملا تامة لكنها بشكل أو بآخر جمل موجزة، فعلى سبيل المثال:

1-

Next Friday if l can manage it.

2-

How about peters.

3-

Youll just have to wont you.

نماذج لما يصفه معظم اللغويين "مثل النحوي التقليدي" باعتبارها جملا ناقصة أو موجزة، ومعاني هذه الجمل هي نفس معاني الجمل التامة التي يمكن أن يقال إنها قد اشتقت منها في مناسبات معينة من القول.

ولن نتعمق في مشكلات ارتباط جمل نظام لغوي ما بالأقوال الفعلية والكامنة ونستطيع إذا ما تسامحنا بشأن التعقيدات التي ذكرناها آنفا أن نقول إن معنى القول محصلة معنى الجملة والسياق، وعموما فإن معنى قول ما أكثر ثراء من معنى الجملة "أو الجمل" التي اشتقت منه.

وفي الوقت ذاته يجب أن ندرك تماما أن المتكلمين الأصليين للغة ما ليس لديهم وسيلة للاقتراب -قدر علمنا- من معنى الوحدات التجريدية غير ذات الصلة بالسياق الموجودة في النظام اللغوي والتي يسميها اللغويون جملا، والجمل بهذا المعنى -في الواقع- يمكن ألا يكون لها شرعية سيكولوجية على الإطلاق، فهي أبنية نظرية في علم اللغة وبصورة أدق في النظرية النحوية العامة، وعندما نضع أمام المتكلمين الأصليين ما نسميه جملا ونختبر ردود أفعالهم "هل هذه الجملة مقبولة؟ "، و"هل هذه الجملة لها معنى تلك الجملة نفسه" فإن ما نفعله في الواقع أننا نطلب منهم أن يدلوا بحكم بدعي أو مسبب على أقوال كامنة، ونستطيع -نحن اللغويين- أن نرسم فارقا مميزا بين معنى الجملة؛

ص: 227

ومعنى القول بأن نجرد الأول "معنى الجملة" وأن ننسب إلى الثاني "معنى القول" الجانب الذي لا يتعلق بالجملة، وهو كل شيء يتعلق بالسياقات الخاصة بالقول مثل معتقدات أشخاص معينين، ومواقفهم، والإشارة إلى كيانات معينة في المجتمع، وتقاليد التعامل المهذب بين جماعات معينة وهلم جرا، لكن لا يوجد سبب يجعلنا نفترض أن متكلمي لغة ما يستطيعون فعل ذلك بفضل قدرتهم اللغوية، فالقدرة اللغوية بمعنييها:"القدرة في لغة ما"، و"القدرة على اللغة" يحددها دائما الأداء.

وقد رأينا أن أنواعا معينة من الجمل ترتبط بأنواع معينة من الأقوال فالجمل الخبرية ترتبط بالتصريحات والجمل الاستفهامية ترتبط بالأسئلة

إلخ، وطبيعة هذه العلاقة يوضحها الاستشهاد بفكرة الاستخدام المميز، ومن المسلم به -ومن الواجب أن يكون الأمر كذلك- أنه في أي مناسبة مفترضة يمكن أن يستخدم المتكلم جملة على نحو غير مميز ليعني شيئا ما يختلف -أو يزيد- عن معنى ما يستخدم استخداما مميزا، وهناك مع ذلك ارتباط جوهري بين معنى جملة ما واستخدامها المميز، فعلى سبيل المثلال يمكن أن تستخدم الجمل الخبرية استخداما غير مباشر لتوجيه الأسئلة، ولإصدار الأوامر، ولمنح الوعود، ولبيان مشاعر المتكلم.... إلخ، بيد أنه إذا كانت الجمل ذات البنية النحوية المعينة التي نسميها خبرية لا تشعر بأن المتكلمين للغة يربطون بينها وبين الحدث الكلامي الخاص بصياغة الأخبار -وهذه العلاقة الرابطة بين الشكل النحوي والوظيفة الاتصالية يؤسسها ويدعمها الاستخدام الدائم- فإن هذه الجمل المعينة لا تسمى جملا خبرية، وأكثر من ذلك فإن الاستخدام غير المميز لجملة ما يمكن توضيحه بشكل عام على أساس الاستخدام المميز، ولنأخذ مثالا مشهورا.

ص: 228

4-

1its cold in here.

فلهذه الجملة الشكل النحوي الخاص بالجملة الخبرية لكن قد يحسن استخدامها في ظروف مناسبة استخداما غير مميز وغير مباشر بدلا من:

5-

"2Close the window "please

وذلك لحمل المخاطب على عمل شيء ما أي: على أنها توجيه، وذلك لأن4 تستخدم استخداما مميزا لصياغة خبر ما، وهذا الخبر يستطيع المخاطب أن يفسره وأن يستنتج منه على ضوء العوامل السياقية المصاحبة له أنه من الممكن أن يستخدم كذلك عند الاقتضاء استخداما غير مميز وغير مباشر.

ويجب أن نؤكد أن الاستخدام المميز لا يعني الاستخدام الأكثر تكرارا كما أن فكرة الاستخدام المميز لا ترتبط -من حيث المبدأ- بالجمل الفردية بل بجميع أصناف الجمل ذات البنية النحوية الواحدة، وتستخدم جمل كثيرة جدا استخداما غير مميز وغير مباشر بصورة عظيمة التكرار في السلوك اللغوي اليومي فعلى سبيل المثال:

6-

3Can you tell me the time.

تذكر على الأرجح كطلب أكثر من أن تكون سؤالا، وإذا استجاب المخاطب بقوله: نعم دون أن يشرع في الاستجابة للطلب فهو حينئذ يحاول أن يدفع عن نفسه تهمة الخشونة أو السلوك الفعلي الغريب عن طريق محاولة إثبات أن لديه إجابة على السؤال، ويمكن أن يكون بشكل معقول متهما بالحرفية، ويمكن أن يكون قد تلقى القول بصورة غير مناسبة بمعناه الحرفي أي: بالمعنى الذي يحدده

1 الجو بارد هنا.

2 أغلق الشباك من فضلك.

3 هل يمكنك أن تخبرني ما الوقت؟.

ص: 229

الاستخدام المميز لجمل ذات بنية نحوية معينة "وبذلك يبدو بشكل واضح أنها استفهامية".

والحقيقة الفعلية أن الحرفية موجودة كظاهرة يمكن تعيينها "وتستحق التوبيخ من الناحية الاجتماعية" وينزع الفلاسفة واللغويون إليها على المستوى المهني وتعد مبررا لافتراض أفكار محددة نظريا عن الاستخدام المميز والاستخدام غير المميز من ناحية، والأحداث الكلامية المباشرة وغير المباشرة من ناحية أخرى، لكن توجد أفكار نظرية، ولا تفترض هذه الأفكار النظرية أنه في كل مناسبة وفي جميع المناسبات الخاصة بالاستخدام المميز -بمعناه الخاص هذا- لجملة ما يجب أن يقوم المخاطب بالاستنتاج التدريجي للمعنى المقصود قصدا غير مباشر أو المعنى غير الحرفي على أساس معناه الحرفي أو المباشر، وتوجد درجات من عدم المباشرة فعلى سبيل المثال تتصف 4 بهذه الصفة أكثر من 6 من ناحية كونها طلبا وهي في حاجة إلى دعم سياقي أكثر حتى يؤخذ في الاعتبار أنها كذلك، وكثير من الجمل -جزئيا أو كليا- متعارف على معانيها التي يقصد إليها بصورة غير مباشرة فعلى سبيل المثال: would you mind? Can you? خلافا لما يرادفها إلى حد ما: would it trouble you to? Are you abble to?

متعارف عليها بدرجة عالية فيما يتصل باستخدامها في الطلب.

والنقطة التي أثيرت حول العلاقة الجوهرية بين معنى جملة ما واستخدامها المميز في الأقوال يمكن تعميمها، ويرسم بشكل عام فارق مميز بين المعنى والمتأصل لتعبير ما، وما يعنيه المتكلم باستخدامه هذا التعبير "وفي الواقع هناك فوارق عديدة متصلة بهذه المسألة تشمل المعاني المترابطة للمصطلح "معنى" التي ناقشها الفلاسفة لكن هذا الفارق يكفي لغرضنا الحالي"،

ص: 230

ويمكن للمتكلم في أي مناسبة أن يستخدم تعبيرا ما ليعني به شيئا يختلف عن معناه الذي يدل عليه بفضل المعنى المعجمي والنحوي، بيد أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك دائما، كما أنه ليس حرا في استخدام تعبير ما مع أي معنى يختار أن يعطيه إياه، وإذا لم يصل إلى اتفاق مسبق إلى حد ما مع المخاطب حول التفسير المقصود للتعبير، وما يعنيه به يجب أن يكون مرتبطا بصورة نظامية بمعناه المتأصل، ومعناه المتأصل يحدده استخدامه المميز، ورغم أننا قد نرفض المطابق المباشرة بين المعنى والاستخدام، ولنفس السبب الذي جعلنا نرفض المطابقة بين معنى الجملة ومعنى القول قد نرغب في التأكيد على أن معنى التعبيرات والجملة يثبته استخدامها المميز، وعلم الدلالة -على النحو المشار إليه- بمعناه الضيق ليس سابقا من الناحية المنطقية على علم دراسة الأقوال الفعلية فكلاهما يعتمد على الآخر.

وحتى نختتم هذا القسم يجب أن يقال شيء ما عن العلاقة بين الكلمة ومقصودها "refernce" والحدوثية "deixis"، وما يسهمان به في معنى القول، فالعلاقة بين الكلمة ومقصودها مثل الدلالة الذاتية "denotation" علاقة تربط بين التعبيرات والكيانات أو الصفات المميزة، أو الأوضاع الموجودة في العالم الخارجي "انظر 5 - 3"، لكن هناك اختلاف هام بين الدلالة الذاتية والعلاقة بين الكلمة ومقصودها فالأخيرة بخلاف الأولى مقيدة بسياق القول، فعلى سبيل المثال التعبير "تلك البقرة" يمكن أن يستخدم في سياق مناسب ليشير إلى بقرة معينة -وهو المقصود بالكلمة- ويمكن أن يستخدم في سياقات مختلفة ليشير إلى بقر متنوع، والعلاقة بين الكلمة ومقصودها في أي سياق معين يحددها جزئيا المعنى الأصلي للكلمة "ويشمل الدلالة الذاتية لكلمة "بقرة"" ويحدده أيضا جزئيا السياق الذي تنطق فيه، والأغلبية العظمى من التعبيرات الإشارية في اللغات الطبيعية معتمدة على السياق بطريقة أو

ص: 231

بأخرى، وحتى أسماء الأعلام ليست ذات مدلول متفرد مستقل عن السياق، وهذه الحقيقة منسية عادة.

والاعتماد على السياق في معظم التعبيرات الإشارية له نتيجة دلالية هامة إذ إن الخبر الذي يجعله قول ما يميل إلى التنوع وفق سياق القول فعلى سبيل المثال: صديقي وصل لتوه

7-

My friend has just arrived.

يمكن أن تستخدم لصياغة خبر عن أفراد مختلفين كثيرين بلا حدود تبعا لما تشير إليه "My friend" في سياقات معينة للقول، وعندما نتكلم عن العلاقات الدلالية التي تربط بين الجمل بفضل محتواها الخبري فنحن نفعل ذلك وفق الافتراض الصريح أو الضمني الذي يذهب إلى أن مدلول كل التعبيرات الإشارية ثابت لا يتغير.

والتعبير الواحد لا يمكن أن يشير إلى كيانات مختلفة في مناسبات مختلفة فحسب بل قد تشير التعبيرات المختلفة إلى كيان واحد، فعلى سبيل المثال الضمير "He" والعلم "جون" وأي عبارة وصفية من العبارات الكثيرة بلا حدود مثل "الرجل الذي يشرب المارتيني"، و"بائع اللبن"، و"بعل ماري"

إلخ، يمكن أن يكون لها مدلول واحد، أو كما هو الحال في "my friend" في ظروف مناسبة، وهذه الحقيقة يجب أيضا أن تؤخذ في الاعتبار.

وبناء على ما تقدم فإن المدلول الكامن للتعبيرات لا يحدده معناها المتأصل والعوامل السياقية مثل الافتراضات التي يتقاسمها كل من المتكلم والمخاطب فحسب ولكن تحدده كذلك القوانين النحوية من ناحية، والأعراف أو الاتجاهات الأسلوبية من ناحية أخرى، وتمارس تلك القواعد والأعراف أو الاتجاهات الأسلوبية فعاليتها في إطار الجمل، وعلى امتداد النص أو الكلام،

ص: 232

وهذه القواعد والأعراف أو الاتجاهات بصفة خاصة "وليس من الواضح دائما ما إذا كان ذلك وضعا نحويا أو أسلوبيا" تضبط ما أصبح يطلق عليه المدلول المشترك أي: الإشارة إلى كيان واحد "أو مجموعة من الكيانات" بواسطة تعبيرات مختلفة أو الحدوث المختلف للتعبير الواحد فعلى سبيل المثال8، 9

8-

My friend missed the train and he has just arrived.

9-

Since he missed the train my friend has just arrived.

فكل من "my friend"، و"he" يمكن لكن ليس من الضروري أن تكون ذات مدلول مشترك1، إلا أنه ليس من المعتاد أن تكون كل منهما ذات مدلول مشترك "بدون ملامح تطريزية وإيمائية إضافية خاصة" في10

10-

He missed the train and my frind has just arrived.

ومن المعتاد -وربما كان من الصواب- القول بأن وضع القانون النحوي يرتبط بالاختلاف بين الربط المتناسق2

1 المدلول المشترك co - refer - tial أو الاشتراك في المدلول الإشاري "co - referentiality" مصطلح يستخدم في علم اللغة وبصفة خاصة في النحو التوليدي ليشير إلى الوحدات النحوية الموجودة في جملة ما وتحمل مدلولا واحدا ففي الجملة "l said l would leave" تشترك الأولى والثانية في المدلول الإشاري، وفي الجملة:"he said he would come" ليس من الواضح ما إذا كان هناك اشتراك في المدلول الإشاري إذ إن "hei said hei would come "اشتراك في المدلول الإشاري "في مقابل:

hei said hej would come عدم اشتراك في المدلول الإشاري".

2 الربط المتناسق "co - ordination" مصطلح في التحليل النحوي يشير إلى العملية أو النتيجة الخاصة بربط الوحدات اللغوية المتكافئة من حيث الحالة اللغوية مثل العبارات الاسمية، والعبارات الفعلية، والكلمات وتتميز في=

ص: 233

والتبعية1، ومن الجهة الأخرى لا يوجد قانون نحوي في اللغة الإنجليزية "على الرغم من أن بعض اللغويين يذهبون إلى غير ذلك" يمنع بناء جمل مثل11.

11-

John love John.

ويوجد في الأغلب اتجاه أسلوبي يفضل12 أو 13.

12-

John loes himslf.

13-

John loves him.

تبعا لما إذا كان المسند إليه "subject"، والمفعول "object" ذوي مدلول مشترك أم لا، وظاهرة المدلولية المشتركة الكامنة درست دراسة شاملة في إطار النحو التوليدي في السنوات الأخيرة.

= هذا الشأن عادة عن علاقة التبعية "subordination" حيث لا تتكافأ الوحدات، وتتضح العبارات الاسمية ذات الربط المتناسق في الجملة:

"John came and Mary left" وعلامة الربط هي: and وهي أداة الربط المتناسق ويمكن أن تحلل الأبنية أيضا باعتبارها ذات ربط متناسق بدون علامة واضحة كما في: there was an awkward depressing silence حيث يمكن أن تختبر دور النسق المترابط للصفتين بإدخال and" بينهما.

1 التبعية "subordination" مصطلح يستخدم في التحليل النحوي ليشير إلى العملية أو النتيجة الخاصة بربط الوحدات اللغوية التي تختلف أوضاعها اللغوية أو التي تعتمد الواحدة منهما على الأخرى وهو ما يميزها عن علاقة الربط المتناسق وتتضح علاقة التبعية في الجملة:

John came when Mary left.

وعلامة الربط هي when وهي أداة الربط في علاقة التبعية وثمة أدوات أخرى في اللغة الإنجليزية مثل: aftre، while، because، since،although.

ص: 234

والحدوثية1 تشبه العلاقة بين الكلمة ومقصودها reference من حيث ارتباطها -مع ما تتطابق جزئيا معه- بسياقات ورودها إلا أن الحدوثية "deixis" أكثر وضوحا وأكثر تحديدا من العلاقة بين الكلمة ومقصودها "referencs" فالدلالة قد تكون حدوثية "deictic" أو غير حدوثية "non""deictic" والحدوثية لا تتضمن بالضرورة العلاقة بين الكلمة ومقصودها، والصفة الأساسية للحدوثية "والمصطلح جاء من كلمة إغريقية معناها "التحديد" أو "البيان"" أنها تحدد بنية الأقوال وتفسرها فيما يتصل بزمان حدوثها ومكانه، وهوية المتكلم والمخاطب، والأشياء، والأحداث في السياق الفعلي للقول، فعلى سبيل المثال المقصود بالتعبير "ذلك الرجل في هذه الناحية" لا يمكن تحديده إلا فيما يتعلق باستخدام شخص ما لهذا التعبير في مكان معين وفي مناسبة معينة، وكذلك الأمر بخصوص "أمس"، وتعبيرات حدوثية كثيرة أخرى، والحدوثية مقننة نحويا في لغات كثيرة في فصيلتي الشخص2 والزمن3 ففي اللغة الإنجليزية على سبيل المثال يكون تحديد اختيار الضمير "l" أنا" أو "you" "أنت" وتفسيره "في هذه الحالة التي تتصل بالعلاقة بين الكلمة ومقصودها" وفق الدور الذي يتخذه المتكلم، وما يخصصه من دور للمخاطب، واستخدام زمن معين يحدده "ولنفترض أنه أكثر صعوبة من ذلك" ما يتصل بلحظة النطق، وأسماء الإشارة: "هذا"، و"ذاك"، وأداة التعريف: "ال" في بعض استخداماتها حدوثية أيضا، وكذلك الظروف المكانية والزمانية مثل "الآن"، و"حينئذ"، و"غدا"، و"هنا"، و"هناك"، وهناك أمثلة أكثر جلاء بصورة مباشرة من الفصائل والمفردات الحدوثية، والحدوثية -في الواقع- تميل إلى الانتشار التام في نحو اللغات الطبيعية ومفرداتها.

1 الحدوثية deixis والوصف منها deictic مصطلح يستخدم في النظرية النحوية ليصنف الملامح اللغوية التي تشير مباشرة إلى الخصائص الزمنية والمكانية للسياق الذي يحدث فيه القول، ومن ثم يرتبط معناها بهذا السياق وذلك مثل then،here، thera، now، that، this، ،I، you وكذلك الكملات التي تشير إلى الخلف أو الأمام.... إلخ.

2 في الضمائر مثل المتكلم والمخاطب.

3 مثل الماضي، والحاضر، والمستقبل.

ص: 235