الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت، وقد يكون تكلم به قبل ذلك، لنحو ذلك السبب أو لا لسبب.
وقد يتعين أن يكون أول ما تكلم به في ذلك الوقت
لأمور.
وتظهر للعارف بهذا الشأن.
وفي أبواب الشريعة والقصص وغيرها، أحاديث لها أسباب يطول شرحها.
وما ذكرناه أنموذج لمن يريد أن يعرف ذلك، ومدخل لمن يريد أن يضيف مبسوطا في ذلك.
والمرجو من الله سبحانه وتعالى الاعانة على مبسوط فيه بفضله وكرمه.
وقال ابن الملقن في شرح العمدة اعلم أن بعض المتأخرين من أهل الحديث شرع في تصنيف أسباب الحديث.
كذا عزاه الشيخ عز الدين لبعض المتأخرين، وعزاه ابن العطار في شرحه إلى ابن الجوزي.
وسمعت ممن يذكر: أن عبد الغني بن سعيد الحافظ صنف فيه تصنيفا قدر العمدة.
ومن تتبع الأحاديث قدر على إخراج جملة منها، وأرجو أن أتصدى له إن شاء الله تعالى.
انتهى.
باب الطهارة [
1]
حديث: أخرج الأئمة الستة (1) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله
(1) اخرجه البخاري في بدء الوحي 1 / 2.
أخرجه مسلم في كتاب الإمارة 4 / 572 أخرجه النسائي في كتاب الطهارة 1 / 51.
اخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد 2 / 1413.
(*)
ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".
سبب: قال الزبير بن بكار في أخبار المدينة: حدثني محمد بن الحسن عن محمد بن طلحة ابن عبد الرحمن عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عيله وسلم المدينة وعك فيها أصحابه وقدم رجل فتزوج امرأة مهاجرة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: " يا أيها الناس إنما الأعمال بالنية.
ثلاثا.
فمن كانت هجرته الى الله ورسوله، فهجرته الى الله ورسوله.
من كانت هجرته في دنيا يطلبها، أو امرأة يخطبها فإنما هجرته إلى ما هاجر إليه ".
ثم رفع يديه فقال: " اللهم انقل عنا الوباء " ثلاثا.
فلما أصبح قال: أوتيت هذه الليلة بالحمى فإذا بعجوز سوداء ملببة في يدي الذي جاء بها فقال هذه الحمى فما ترى؟ فقلت اجعلوها بخم.
[2]
حديث: أخرج مالك والشافعي وأحمد وابن أبي شيبة (1) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر: " هو الطهر ماءه الحل ميتته ".
سبب: أخرج أحمد والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فجاء صياد فقال: يا رسول الله إننا ننطلق في البحر نريد الصيد، فيحمل أحدنا معه الأداوة وهو يرجو أن يأخد الصيد قريبا، فربما وجده كذلك، وربما لم يجد الصيد حتى يبلغ من البحر مكانا لم يظن أنه يبلغه، فلعله يحتلم أو يتوضأ، فإن اغتسل أو توضأ بهذا الماء،
(1) ذكره مالك في الموطأ في كتاب الطهارة.
واخرجه الشافعي في مسنده 1 / 2.
واحمد في المسند 3 / 373.
واخرجه ابن شيبة 1 / 301.
(*)
فلعل أحدنا يهلكه العطش.
فهل ترى في ماء البحر أن نغتسل به أو نتوضأ به إذا خفنا ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغتسلوا منه وتوضئوا فإنه الطهور ماؤه الحل ميتته ".
[3]
حديث: أخرج أحمد وابن خزيمة وابن حبان (1) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الماء لا ينجسه شئ ".
سبب: أخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي.
واللفظ له.
عن ابن سعيد الخدري قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ من بئر بضاعة فقلت: أتتوضأ منها وهي يطرح فيها ما يكره من النتن؟ فقال: " الماء لا ينجسه شئ ".
[4]
حديث: أخرج أبو أحمد الحاكم والبيهقي (2) عن يحيى بن يعمر أن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كان الماء قلتين لم يحمل نجسا ولا بأسا أو قال خبثا ".
سبب: أخرج أحمد عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسأل عن الماء يكون بأرض الفلاة، وما ينوبه من الدواب والسباع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شئ ".
[5]
حديث: أخرج الترمذي (3) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن ".
(1) أخرجه احمد 1 / 235.
واخرجه ابن خزيمة 1 / 60.
واخرجه ابن حبان في التقريب 2 / 389.
(2)
اخرجه الحاكم 1 / 133.
واخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1 / 263.
(3)
اخرجه الترمذي في كتاب الطهارة 1 / 151.
(*)
سبب: أخرج الطبراني وأبو نعيم في " الدلائل " عن ابن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله وسلم بمكة، وهو في نفر من أصحابه إذ قال:" ليقم معي رجل منكم ولا يقومن معي رجل في قلبه من الغش مثقال ذرة "
قال: فقمت معه وأخذت إداوة، ولا أحسبها إلا ماء، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بأعلى مكة رأيت أسودة مجتمعة، قال: فخط لي رسول الله صلى الله الله عليه وسلم خطا ثم قال: " قم ها هنا حتى آتيك " قال فقمت ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فرأيتهم يتثورون إليه، قال: فسمر معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا طويلا حتى جاءني مع الفجر.
فقال لي: " ما زلت قائما يا ابن مسعود "؟ قال: فقلت له: يا رسول الله أو لم تقل لي قم حتى آتيك؟ قال: ثم قال لي: " هل معك من ضوء "؟ قال: فقلت: نعم.
ففتحت الإداوة فإذا هو نبيذ.
قال، فقلت له يا رسول الله! والله لقد أخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء، فإذا هو نبيذ.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثمرة طيبة، وماء طهور ".
قال: ثم توضأ منها، فلما قام يصلي أدركه شخصان منهم، قالا له: يا رسول الله، إنا نحب أن تؤمنا في صلاتنا.
قال: فصفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، ثم صلى بنا، فلما انصرف فقلت له من هؤلاء يا رسول الله؟ قال:" هؤلاء جن نصيبين، جاءوا يختصمون إلي في أمور كانت بينهم، وقد سألوني الزاد فزودتهم ".
قال: فقلت له: وهل عندك يا رسول الله من شئ تزودهم إياه؟ قال: فقال: " قد زودتهم " فقلت وما زودتهم؟ قال: " الرجعة، وما وجدوا من روث وجدوه شعيرا، وما وجدوا من عظم وجدوه كاسيا ".
قال: وعند ذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يستطاب بالروث والعظم.
[6]
حديث: أخرج البخاري ومسلم والترمذي (1) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويل للأعقاب من النار ".
سبب: أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو قال: تخلف
عنا النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها، فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته:" ويل للأعقاب من النار ".
مرتين أو ثلاثا.
وأخرج أحمد عن جابر قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتوضئون، فلم يمس أعقابهم الماء فقال:" ويل للأعقاب من النار ".
[7]
حديث: أخرج [" امسحوا على الخفين والخمار "](2) .
سبب: أخرج أحمد وأبو داود عن ثوبان: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابهم البرد فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا إليه ما أصابهم من البرد، فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين.
[8]
حديث: أخرج مالك والأئمة الستة (3) عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال " إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل ".
سبب: أخرج أحمد وأبو داود والحاكم وصححه واللفظ له، من
(1) ذكر البخاري في كتاب العلم 1 / 23.
واخرجه مسلم في كتاب الطهارة 1 / 528.
واخرجه الترمذي في كتاب الطهارة 1 / 30.
(2)
بياض في الأصل والاستدراك من مسند احمد 6 / 13.
(3)
اخرجه مالك في كتاب الجمعة 1 / 102.
واخرجه البخاري ومسلم في كتاب الجمعة.
واخرجه النسائي كتاب الجمعة 3 / 76.
واخرجه ابن ماجه في كتاب اقامة الصلاة 1 / 346.
(*)
طريق عكرمة عن ابن عباس أن رجلين من أهل العراق أتياه فسألاه عن الغسل في يوم الجمعة أواجب هو؟ فقال لهما ابن عباس: من اغتسل فهو أحسن وأطهر، وسأخبركما لماذا بدأ الغسل.
كان الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجين يلبسون الصوف يسقون النخل على ظهورهم، وكان المسجد ضيقا مقارب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة في يوم
صائف شديد الحر، ومنبره قصير، إنما هو ثلاث درجات.
فخطب الناس فعرق الناس في الصفوف فثارت أبدانهم ريح العرق والصوف حتى كاد يؤذي بعضهم بعضا، حتى بلغت أرواحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال:" أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا وليمسن أحدكم أطيب ما يجد من طيبه أو دهنه ".
وأخرج النسائي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر أنهم ذكروا غسل يوم الجمعة عند عائشة فقالت: إنما كان الناس يسكنون العالية، ويحضرون الجمعة وبهم وسخ.
فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم فيتأذى بها الناس، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" أو لا تغتسلون ".
وأخرج ابن حبان من طريق عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت: كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم من العوالي، فيأتون في العباء ويصيبهم الغبار والعرق، ويخرج منهم الريح، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسان منهم.
وهو عندي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا ".