الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الصلاة [
9] حديث: أخرج البخاري ومسلم (1) عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نام عن صلاة أو نسيها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك، (وأقم الصلاة لذكري) ".
سبب: قال: أبو أحمد الحاكم واسمه محمد بن إسحاق الحافظ، في مجلس من أماليه أنا أبو جعفر محمد بن الحسين الحناوي، ثنا محمد بن العلاء، ثنا خلف بن أيوب العامري، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به نام
حتى طلعت الشمس فصلى وقال: " من نام عن الصلاة أو نسيها، فليصلها حين ذكرها ".
ثو قرأ (أقم الصلاة لذكري) .
ورأيت بخط الشيخ ولي الدين العراقي في بعض مجاميعه، وقد أورد هذا الحديث مع نصه: أخرجه أبو أحمد الحاكم في مجلس من أماليه وقال: غريب من حديث معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة مسندا.
لا أعلم أحدا حدث به غير خلف بن أيوب العامري من هذه الرواية، وأبان بن يزيد العطار عنه يعني عن معمر.
وقال الشيخ ولي الدين: ويحسن أن يكون عن الجواب المشهور وهو لم يقع بيان جبريل إلا في الظهر، وقد فرضت الصلاة بالليل؟ فيقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم نائما وقت الصبح، والنائم ليس بمكلف.
قال: وهذه فائدة جليلة.
والحديث إسناده صحيح انتهى.
قلت: وليس كما قال.
فإن المراد في
(1) اخرجه البخاري في كتاب مواقية الصلاة 1 / 154.
واخرجه مسلم في كتاب المساجد 2 / 334.
(*)
هذا الحديث ليلة أسري في السفر ونام عن صلاة الصبح لا ليلة أسري إلى السماء.
فالتبس عليه لفظ أسري.
سبب ثان: أخرج الترمذي وصححه، والنسائي عن أبي قتادة قال: ذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم نومهم عن الصلاة فقال: " إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها ".
وأخرج أحمد عن أبي قتادة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إنكم إن لا تدركوا الماء غدا تعطشوا ".
وانطلق سرعان الناس يريدون الماء
ولزمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فمالت برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته، فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعمته فأدعم، ثم مال حتى كاد أن ينجفل عن راحلته فدعمته، فانتبه.
فقال: " من الرجل "؟ قلت: أبو قتادة.
قال: " مذ كم كان مسيرك "؟ قلت: منذ الليلة.
قال: " حفظك الله كما حفظت رسوله ".
ثم قال " لو عرسنا ".
فمال إلى شجرة فنزل فقال: " انظر هل ترى أحدا "؟ قلت: هذا راكب، هذان راكبان حتى بلغ سبعة فقال:" احفظوا علينا صلاتنا ".
فنمنا فما أيقظنا إلا حر الشمس، فانتبهنا، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسار وسرنا هنيئة، ثم نزل فقال:" أمعكم ماء "؟ قال: قلت: نعم، معي ميضأة فيها شئ من ماء.
قال: " ائت بها " فأتيته بها فقال: " مسوا منها " فتوضأ القوم وبقيت جرعة.
فقال: " ازدهر بها يا أبا قتادة فإنه سيكون لها نبأ "، ثم أذن بلال وصلوا الركعتين قبل الفجر ثم صلوا الفجر، ثم ركبوا وركبنا، قال بعضهم لبعض: فرطنا في صلاتنا.
فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: " ما تقولون؟ إن كان أمر دنياكم فشأنكم، وإن كان أمر دينكم فإلي " قلنا: يا رسول الله فرطنا في صلاتنا فقال: " لا تفريط في
النوم إنما التفريط في اليقظة، فإن كان ذلك فصلوها ومن الغد وقتها ".
[10]
حديث: أخرج أحمد (1)، عن السائب بن أبي السائب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم ".
وأخرج البخاري عن عمران بن حسين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ".
سبب: أخرج عبد الرزاق في المصنف وأحمد عن أنس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهي محمة، فحم الناس، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد
والناس قعود يصلون فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: " صلاة القاعد نصف صلاة القائم ".
فتجشم الناس الصلاة قياما.
وأخرج عبد الرزاق عن عبد الله بن عمرو قال: قدمنا المدينة فنالنا وباء من وعك المدينة شديد، وكان الناس يكثرون أن يصلوا في سبحتهم جلوسا، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم عند الهاجرة وهم يصلون في سبحتهم جلوسا فقال " صلاة الجالس نصف صلاة القائم ".
قال: فطفق الناس حينئذ يتجشمون القيام.
[11]
حديث: أخرج البخاري ومسلم (2)، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أما يخشى أحدكم، أو لا يخشى أحدكم، إذا رفع رأسه قبل الامام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار ".
سبب: أخرج أحمد، عن أبي سعيد الخدري قال: صلى رجل
(1) اخرجه احمد 4 / 435.
(2)
اخرجه البخاري 1 / 177 ومسلم 2 / 73.
(*)
خلف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يركع قبل أن يركع ويرفع قبل أن يرفع، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال:" من فعل هذا "؟ قال: أنا يا رسول الله أحببت أن أعلم تعلم ذاك أم لا.
فقال: " اتقوا خداج الصلاة إذا ركع الامام فاركعوا وإذا رفع فارفعوا ".
[12]
أخرج أبو داود (1) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: حين يقول: " سمع الله لمن حمده ".
" اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شئ بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا
معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ".
سبب: أخرج ابن ماجه وأبو مطيع في أماليه عن عمر قال سمعت أبا جحيفة رضي الله عنه يقول: ذكرت الجدود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فقال رجل: جد فلان في الخيل، وقال آخر: جد فلان في الإبل وقال آخر جد فلان في الغنم وقال آخر: جد فلان في الرقيق.
فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته ورفع رأسه من آخر الركعة قال: " اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شئ بعد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ".
وطول رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته " بالجد " ليعلموا أنه ليس كما يقولون.
[13]
حديث: أخرج الأئمة الستة (2) عن أبي هريرة قال: قال رسول
(1) اخرجه أبو داود في كتاب الصلاة 1 / 195.
(2)
اخرجه البخاري في كتاب الأذان 1 / 164.
واخرجه مسلم في كتاب المساجد 2 / 245 كذلك اخرجه النسائي في كتاب الصلاة وابن ماجه في كتاب المساجد.
(*)
الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، ولكن ائتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ".
سبب: أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي قتادة عن أبيه قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال، فلما صلى دعاهم، فقال:" ما شأنكم "؟ قالوا يا رسول الله! استعجلنا إلى الصلاة قال: " فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما سبقكم فأتموا ".
[14]
حديث: أخرج الترمذي (1) عن علي وعن عمرو بن مرة عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أتى أحدكم
الصلاة والامام على حال فليصنع كما يصنع الامام ".
سبب: أخرج الطبراني عن معاذ قال: كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سبق أحدهم بشئ من الصلاة سألهم فأشاروا إليه بالذي سبق به، فيصلي ما سبق به ثم يدخل معهم في صلاتهم، وجاء معاذ والقوم قعود في صلاتهم، فقعد معهم، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يقضي ما سبق به.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اصنعوا ما صنع معاذ ".
وفي رواية له، فقلت: لا أجده على حال إلا كنت عليها، فكنت بحالهم التي وجدتهم، عليها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد سن لكم معاذ فاقتدوا به، إذا جاء أحدكم وقت سبق بشئ من الصلاة فليصل مع الامام بصلاته، فإذا فرغ الامام فليقض ما سبق به ".
[15]
حديث: اخرج البخاري ومسلم (2) عن ابن عمر أن رسول الله
(1) اخرجه الترمذي في الصلاة 2 / 51.
(2)
اخرجه مسلم في كتاب المساجد 2 / 196 واخرجه البخاري في كتاب بدء.
_________
.
صلى الله عليه وسلم قال: " من أكل من هذه البقلة فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها ".
يعني الثوم..وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا، ويؤذينا بريح الثوم ".
سبب: أخرج أحمد عن المغيرة بن شعبة قال: أكلت ثوما ثم أتيت مصلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني بركعة، فلما صلى قمت أقضي، فوجد ريح الثوم، فقال: " من أكل من هذه البقلة فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب
ريحها ".
قال فلما قضيت الصلاة أتيت فقلت يا رسول الله، إن لي عذرا ناولني يدك، قال فوجدت والله سهلا، فناولني يده فأدخلها في كمي إلى صدري فوجدته معصوبا فقال:" إن لك عذرا ".
سبب: وأخرج أحمد ومسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى زمن خيبر عن البصل والكراث.
فأكلها قوم ثم جاءوا إلى المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" ألم أنه عن هاتين الشجرتين المنتنتين "؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
ولكن أجهدنا الجوع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أكلها فلا يحضر مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ".
وأخرج أحمد عن أبي ثعلبة الخشني قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس جياع فأصبنا بها حمرا من حمر الانس فذبحناها قال: فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأمر عبد الرحمن بن عوف فنادى في الناس: " إن لحوم حمر الانس لا تحل لمن شهد أني رسول الله ".
قال: ووجدنا في جناتها بصلا وثوما
= الأذان 1 / 216.
(*)
والناس جياع، فجهدوا، فراحوا فإذا ريح المسجد بصل وثوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنا ".
وقال: " لا تحل النهبى، ولا يحل كل ذي ناب من السباع ولا تحل المجثمة ".
وأخرج أحمد ومسلم عن أبي سعيد قال: لم نعد أن فتحت خيبر وقمنا في تلك البقلة فأكلنا منها أكلا شديدا وناس جياع ثم رحلنا إلى المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح فقال: " من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقرب المسجد ".
فقال الناس: حرمت حرمت.
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أيها الناس إنه ليس لي تحريم ما أحل الله،
ولكنها شجرة أكره ريحها ".
[16]
أخرج البخاري ومسلم (1) عن أبي قتادة بن ربعي رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ".
سبب: أخرج البخاري وأحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله أن سليكا جاء والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي ركعتين ثم أقبل على الناس فقال:" إذا جاء أحدكم والامام يخطب فليصل ركعتين يتجوز فيهما ".
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي قتادة قال: دخلت المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني الناس، فجلست فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس "؟ قلت: إني
اخرجه البخاري في كتاب التقصير 2 / 70.
واخرجه مسلم في كتاب المساجد 2 / 526.
(*)
رأيتك جالسا والناس جلوس.
قال: " وإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين ".
[17]
حديث: أخرج البخاري ومسلم (1) عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة ".
سبب: أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليالي حتى اجتمع إليه ناس ثم فقدوا صوته، فظنوا أنه نام، فجعل بعضهم ينخخ
ليخرج إليهم، فقال:" ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم حتى خشيت أن تكتب عليكم ما قمتم به فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة ".
[18]
حديث: أخرج البخاري ومسلم (2) عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا اشتد الحر فأبردوا عنه بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم ".
سبب: أخرج أحمد عن المغيرة بن شعبة قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر بالهاجرة.
فقال لنا رسول اله صلى الله عليه وسلم: " أبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم ".
(1) ذكره البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة 9 / 117، وذكره مسلم في كتاب صلاة المسافرين 2 / 248.
(2)
اخرجه البخاري كتاب مواقيت الصلاة 1 / 142.
واخرجه مسلم كتاب المساجد 2 / 264.
(*)