الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سقى جدثاً أمسى الكريمُ بن صالحٍ
…
يحلُّ به، دانٍ من المزنِ، صائبُ
إذا بشرَ الواردَ بالغيثِ ودقهُ
…
مرتهُ الصبا، واسحلبتهُ الجنائبُ
ومما يستحسن من هجائه:
يا حجةَ الله في الأرزاقِ والقسمِ
…
ومحنةً لذوي الأخطارِ والهممِ
ما أن رأيناكَ في نعماءَ سابغةٍ
…
إلا وربكَ غضبانُ على النعمِ
ومثل هذا قول أبي هفان:
ليستِ الغمةُ، عبدَ الل
…
هِ في مثلكَ نعمهْ
وله معنى مطبوع، وإن كان فحشاً وسفهاً: أخذ هذا المعنى من قول دعبل في يزيد بن مزيد:
وكان يزيدٌ أبو خالدٍ
…
إذا باتَ متخماً عاقدا
يضيقُ بأولادهِ بطنهُ
…
فيخراهمُ واحداً، واحدا
ذكر أحمد بن يوسف كاتب المأمون
وأحمد أقدم من إبرهيم وسعيد، واجل مرتبة، غير أنهما أشعر منه. فمن شعره:
يا أبا عيسى إليكَ المشتكى
…
وأخو الضرِّ إذا اعتلَّ شكا
ليسَ لي صبرٌ على هجرانكم
…
وأعافُ المشربَ المشتركا
ومما يستظرف من شعره:
ألا إنَّ قلبي له خلقةٌ
…
قليسَ أرى مثلها في الخلقْ
سريعُ العلوق إذْ ما اشتهى
…
سريع النزوع إذا ما علقْ
فبينا يرى عاشقاً إذْ صحا
…
وبينا يرى صاحياً قد عشقْ
رأيتُ الوصالَ وهجرانهُ
…
يكونانِ منه معاً في نسقْ
فصرتُ إذا ما هوى لم أخفْ
…
هواهُ، وإما صحا لم أثقْ
وأخذه بعض المتأخرين فقال:
رأيتُ فؤادي على شؤمهِ
…
كثيرَ الولوعِ، كثيَر النزوعِ
كثيرَ التصرفِ في حبهِ
…
لموحاً إلى كلِّ برقٍ لموعِ
يحبُّ ثلاثينَ في ساعةٍ
…
ويقطعُ بالغدرِ قلبَ الجميعِ
وأخذه ابن ابي طاهر، فقال:
عدمتُ فؤادي من فؤادٍ، فما أشقى
…
وأكثرَ ما يبلي، وأكثرَ ما يلقى
فلو كانَ يهوى واحداً لعذرتهُ
…
ولكنهُ، من شؤمهِ، يعشقُ الخلقا
أرى ذا فأهواهُ، وأبصر غيرهُ
…
فأبلى بذا سقماً، وأبلى بذا عشقا
ثمانونَ لي في كلِّ يومٍ أحبهم
…
وما في فؤادي واحدٌ منهمُ يبقى
ومما يستجا من شعره:
وجوارُ الديارِ نأيٌ سحيقٌ
…
حين ينأى الجوارُ بين القلوبِ
وأخذه أبوتمام فقال:
إذا باعدَ قلبي عنكَ منحرفاً
…
فليسَ يدنيك مني أن تكونَ معي
وممن المستحسن قوله:
تطاولَ باللقاءِ العهدُ منا
…
وطولُ العهدِ يقدحُ في القلوبِ
أراكَ، وإن نأيتَ بعينِ قلبي
…
كأنكَ نصبُ عيني من قريبِ
وهذا المعنى خذه من قول الأول:
أما والذي لو شاءَ لم يخلقِ النوى
…
لئن غبتَ عن عيني، لما غبتَ عن قلبي
يوهمنيكَ الشوقُ، حتى كأنما
…
أناجيكَ من قربٍ، وإن لم تكنْ قربي
وأنشد ابو عبيدة في هذا المعنى:
إني لأضمرُ ذكرها، فكأنها
…
دونَ النديمِ نديمتي في المجلسِ
وقال آخر:
وغائبةٍ عن مقلتيَّ، ولم تغبْ
…
عن القلبِ في حالٍ لمستحلمِ الودِّ
يمثلها قلبي لطرفي، فأشتكي
…
إليها الذي ألقى، وأحسبها عندي
آخر:
فإنْ حجبتْ، ولم أرها بعيني
…
وأحرمتُ الزيارةَ من لقاها
فلي قلبٌ يمثلها لعيني
…
فعيني، كلما نظرتْ، تراها
وله أيضاً:
الناسُ في الدنيا أحاديثُ
…
تبقى، ولا تبقى المواريثُ
فرحمة الله على دارجٍ
…
طابتْ له فيها الأحاديثُ
أخذ هذا المعنى محمود الوراق، فقال:
المرءُ، بعدَ الموتِ، إحدوثةٌ
…
تبقى، وتفنى منه آثارهُ
فأحسنُ الحالاتِ حال امرئٍ
…
تطيبُ، بعدَ الموت، أخبارهُ
يفنى ويبقى ذكرهُ بعدهُ
…
إذا خلتْ، من شخصهِ، دارهُ
وقال أيضاً:
وسيبقى الحديثُ، بعدكَ، فانظرْ
…
خيرَ أحدوثةٍ تكونُ، فكنها
وغيره:
وكنْ أحدوثةً حسنت، فإني
…
رأيتُ الناسَ كلهمُ حديثا
وقال أحمد بن يوسف:
تركتكَ والهجرانَ، لا لملالةٍ
…
ورددتُ يأساً من إخائكَ في صدري
وألزمتُ نفسي من فراقكَ خطةً
…
حملتُ بها نفسي على مركبٍ وعرِ
فإني، وإن رقت عليكَ جوانحي
…
فما قدرُ حبي أن أذلَّ له قدري