المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب التوبة والاستغفار - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية - جـ ١٣

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌ باب اشتمال القرآن على جميع الأحكام إجمالاً وتفصيلاً

- ‌ باب الترهيب من الكذب

- ‌ بَابُ تَرْوِيحِ الْقُلُوبِ لِتَعِيَ

- ‌ باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ بَابُ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: ومن كذب عليَّ [متعمدًا] ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ

- ‌ كِتَابُ الرَّقَائِقِ

- ‌ بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

- ‌ بَابُ ذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقِصَرِ الْأَمَلِ

- ‌ بَابُ الْوَصَايَا النَّافِعَةِ

- ‌ بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

- ‌ بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّينِ، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دُونَهُ

- ‌ بابٌ

- ‌ بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

- ‌ بَابٌ

- ‌ بَابُ فَضْلِ [الْعَمَلِ] الصَّالِحِ فِي الزمن السوء

- ‌ بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

- ‌ بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

- ‌ بَابُ ذَمِّ الْغَضَبِ

- ‌ بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خوف الله تعالى

- ‌ بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

- ‌ بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

- ‌ بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌ بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌ بَابُ عَيْشِ السَّلَفِ

- ‌ بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

- ‌ بَابُ الْحَذَرِ مِنْ فِتْنَةِ الْغِنَى، [وَكَثْرَةِ] الْمَالِ

- ‌ بَابُ فَضْلِ [التَّقَلُّلِ] مِنَ الدُّنْيَا، وَمَدْحِ أهل الزهادة فيهم

- ‌ بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

- ‌ بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

- ‌ بَابُ جَوَازِ الاحتراز بتَحْصِيلِ الْقُوتِ، مَعَ الْعَمَلِ [الصَّالِحِ]

- ‌ بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

- ‌ بَابُ فَضْلِ مُخَالَطَةِ الناس، والصبر على أذاهم

- ‌ بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

- ‌ بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

- ‌ بَابُ ذِكْرِ الْأَبْدَالِ

- ‌ بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

- ‌ بَابُ مَا يُكْرَمُ بِهِ الرجل الصالح

- ‌ بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُصَّاصِ وَالْوُعَّاظِ

- ‌ بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التَّزَيُّنِ

- ‌ بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي

- ‌ بَابُ ذَمِّ الشُّحِّ

- ‌ بَابُ فَضْلِ مَنْ أَحَبَّ لقاء الله تعالى

- ‌ بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

- ‌ بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

- ‌ بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

- ‌ باب بقية التحذير من الرياء

- ‌ بَابُ فَضْلِ الْجُوعِ

- ‌بَابُ فَضْلِ الْفَقِيرِ الْقَانِعِ

- ‌ بَابُ ذَمِّ الْكِبْرِ

- ‌ بَابُ الصَّمْتِ

- ‌ بَابُ الْإِيثَارِ

- ‌ بَابُ قِصَرِ الْأَمَلِ

- ‌ بَابُ السَّلَامَةِ فِي الْعُزْلَةِ

- ‌ بَابُ الْحُزْنِ

- ‌ بَابُ فَضْلِ الْحِدَّةِ

- ‌ بَابُ الِاسْتِعْطَافِ

- ‌ بَابُ خَيْرِ الْجُلَسَاءِ

- ‌ بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

- ‌ بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

- ‌ بَابُ ثَمَرَةِ طاعة الله تعالى

- ‌ بَابُ فَضْلِ الْبُكَاءِ مِنْ خشية الله تعالى

- ‌ بَابُ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ

- ‌ بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

- ‌ بَابُ كَرَاهَةِ الْبِنَاءِ فَوْقَ الْحَاجَةِ

- ‌ بَابُ كَرَاهةِ سُكْنَى الْبَادِيَةِ، وَالزَّجْرِ عَنِ الْعُزْلَةِ بِغَيْرِ سَبَبٍ

- ‌ بَابُ مَحَبَّةِ الْمُؤْمِنِ لقاء الله تعالى

- ‌ كتاب الزهد والرقائق

- ‌ باب اجتناب [الشبهات]

- ‌ بَابُ فَضْلِ كتم الغيظ

- ‌ بَابُ تَقْدِيمِ عَمَلِ الْآخِرَةِ عَلَى عَمَلِ الدُّنْيَا

- ‌ بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ

- ‌ بَابُ النَّصِيحَةِ من الدِّينِ

- ‌ بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

- ‌ بَابُ فَضْلِ الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى

- ‌ بَابُ فَضْلِ الْخَوْفِ من الله - تعالى - وَالْبُكَاءِ مِنْ خشيته

- ‌ بَابُ الْقِصَاصِ فِي الْقِيَامَةِ

- ‌ كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

- ‌ بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ بَابُ التَّرْهِيبِ [مِنَ] الْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى

- ‌ بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

- ‌ بَابُ جَوَامِعِ الدُّعَاءِ

- ‌ بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْإِفْرَادِ بِالدُّعَاءِ

- ‌ بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

- ‌ بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا دَعَا للقوم

- ‌ بَابُ الدعاء بكف واحد

- ‌ بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وسؤال الله عز وجل كُلَّ شَيْءٍ

- ‌ بَابُ ما يقول إذ أَخَذَ مَضْجَعَهُ

- ‌ بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

- ‌ بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَرِقَ

- ‌ بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

- ‌ بَابُ مَا يَقُولُ مَنْ طَنَّتْ أُذُنُهُ

- ‌ بَابُ مَا يَقُولُ مَنْ رَكِبَ السَّفِينَةَ

- ‌ بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

- ‌ بَابُ دُعَاءِ الْمَرِيضِ

- ‌ بَابُ أَفْضَلِ الدُّعَاءِ

- ‌ بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى

- ‌ بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

الفصل: ‌ باب التوبة والاستغفار

56 -

‌ بَابُ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ

ص: 547

3252 -

قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عباس رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ صلى الله عليه وسلم فَابْتَدَرَهُ رَهْطٌ من الأنصار رضي الله عنهم قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ الْمِنْبَرِ، فَقَالُوا: أَنْفُسُنَا لَكَ الْفِدَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ [الشَّدَائِدِ] ؟ وَكَيْفَ الْعَيْشُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم لَهُمْ:" وَأَنْتُمْ فِدَاكُمْ أَبِي وأُمِّي، نازلت ربي تبارك وتعالى فِي أُمَّتِي، فَقَالَ لِي: بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ "، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: سَنَةٌ كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ " / ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:" [شَهْرٌ] كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمُعَةٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: " جُمُعَةٌ كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بيوم، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: " يوم كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَاعَةٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ بِالْمَوْتِ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ نَزَلَ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا.

دَاوُدُ وَشَيْخُهُ مَعْرُوفَانِ بِالْوَضْعِ.

ص: 547

3253 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، هُوَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " تُوبُوا إلى ربكم عز وجل، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً، أو أكثر من سبعين ".

ص: 551

3254 -

[1] وقال أبو يعلى: حدثنا هُرَيم بن عبد الأعلى، ثنا مُعْتَمِر بن سليمان، عن أبيه، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أتوب في اليوم أربعين مرة

⦗ص: 555⦘

".

3254 -

[2] حَدَّثَنَا أَبُو الأشعث قال: سَمِعْتُ مُعْتَمِرًا، بِهِ

⦗ص: 556⦘

.

3254 -

[3] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو بَحْرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه مِثْلَهُ، لكن قَالَ:" مِائَةَ مَرَّةٍ ".

ص: 553

3255 -

وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو أسامة عن بُريد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: " لله تعالى أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الَّذِي قَدْ أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ رَجُلٍ أضل راحلته، فسعى فِي بَغائها يَمِينًا وَشِمَالًا حَتَّى أَعْيى أَوْ أيس منها، وإذْ قَدْ هَلَكَ، نَظَرَ فَوَجَدَهَا فِي مَكَانٍ لَمْ يَكُنْ يَرْجُو أَنْ يَجِدَهَا فيه، فالله عز وجل أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُسْرِفِ، مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ حِينَ وَجَدَهَا ".

ص: 558

3256 -

حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، أَوْ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ شك الوليد قال: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إن رجلاً فيمن كَانَ قَبْلَكُمْ لَقِيَ رَجُلًا عَالِمًا أَوْ عَابِدًا فَقَالَ: إِنَّ الْآخِرَ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نفساً، كلها يقتلها ظُلْمًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا. فَقَتَلَهُ، ثُمَّ لَقِيَ آخَرَ، فَقَالَ: إِنَّ الْآخَرَ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، كُلُّهَا [يَقْتُلُهَا] ظُلْمًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ توبة؟ قال: لإن قُلْتُ لَكَ إن الله تبارك وتعالى لَا يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ، لقد كذبت، ها هنا دَيْرٌ فِيهِ قَوْمٌ يَتَعَبَّدُونَ، فَأْتِهِمْ، فاعبد الله عز وجل مَعَهُمْ لعل الله تعالى يَتُوبُ عَلَيْكَ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ، فَاخْتَصَمَ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ، فبعث الله تعالى مَلَكًا أَنْ قِيسُوا مَا بين المكانين، فإلى أيهما كَانَ أقرب، فهو منهم، فَقَاسُوهُ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى دَيْرِ التَّوَّابِينَ بِأُنْمُلَةٍ فغُفر الله عز وجل لَهُ ".

ص: 561

3257 -

حدثنا إبراهيم، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمرو رضي الله عنهما، قال: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ:" إن الله تعالى لَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ غَفَرَهُ، إِنَّ رَجُلًا كَانَ قَبْلَكُمْ قَتَلَ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَأَتَى رَاهِبًا فَقَالَ لَهُ: قَتَلْتُ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ. ثم أتى راهباً آخَرَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وتسعين نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ ، قال: لا، فقتله. ثم أتى آخر، فأخبره أنه قتل مائة نفس، فهل تجد لي من توبة؟ ، فقال: لَقَدْ أَسْرَفْتَ، وَمَا أدري، ولكن ها هنا قَرْيَتَانِ، إحداهما يُقَالُ لَهَا: نَضْرَةُ، أَهْلُهَا يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، لَا يَثْبُتُ فِيهِمْ غَيْرُهُمْ، وَالْأُخْرَى يُقَالُ لَهَا: كَفْرَةُ، أَهْلُهَا يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، لَا يَثْبُتُ [فِيهِمْ] غَيْرُهُمْ، فَانْطَلِقْ إِلَى أَهْلِ نَضْرَةَ، فإن عملت عملهم وتبت، فلا تشك فِي تَوْبَتِكَ، فَانْطَلَقَ يُرِيدُهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ، أَدْرَكَهُ أَجَلُهُ، فسألت الملائكة عليهم السلام ربها، قال جل وعلا: انْظُرُوا أَيِّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ فَاكْتُبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى نَضْرَةَ بِقَدْرِ أُنْمُلَةٍ، فَكَتَبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا ".

ص: 564

3259 -

[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ: سعبة مُغْلَقَةٌ، وَبَابٌ مَفْتُوحٌ لِلتَّوْبَةِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ

⦗ص: 570⦘

".

3258 -

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.

ص: 566

3259 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: حملني عَلِيٌّ رضي الله عنه خَلْفَهُ ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَبَّانَةٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وقال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ / لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ رضي الله عنه إِلَيَّ فَضَحِكَ، فقلت: يا أمير المؤمنين! استغفارك ربك، والتفاتك إليّ تضحك؟ ، قَالَ رضي الله عنه: جَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ:" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُكَ "، ثُمَّ الْتَفَتَ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ فَضَحِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتِغْفَارُكَ رَبَّكَ، وَالْتِفَاتُكَ إِلَيَّ تَضْحَكُ؟ ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" ضحكت لضحك ربي عز وجل لِعَجَبِهِ [لِعَبْدِهِ: أَنَّهُ يَعْلَمُ] أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُهُ ".

ص: 571

3260 -

وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مغيرة بْنُ أَبِي [الْحُرِّ] الْكِنْدِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ:" مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ، إلَاّ استغفرت الله تعالى فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ ".

ص: 576

3261 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، ثنا عَبْدُ الْغَفُورِ عَنْ [أَبِي نُصَيْرَةَ] ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" عَلَيْكُمْ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارُ، فَأَكْثِرُوا مِنْهُمَا، فَإِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ، فَأَهْلَكُونِي بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، أهلكتم بِالْأَهْوَاءِ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ".

ص: 579

3262 -

وقال أبو يعلى: حدثنا أبو الربيع، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا جلس قوم مجلساً، فَخَاضُوا فِي حَدِيثٍ فاستغفروا الله تبارك وتعالى قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقُوا، إِلَّا غفر الله عز وجل لَهُمْ مَا خَاضُوا فِيهِ ".

ص: 582

3263 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رضي الله عنهم، قالا: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وفيه:" إِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ وَإِنْ كَانَ قَلِيلَ الْعِلْمِ، [وَلَا تحقرن] مِنَ الْمَعَاصِي شيئاً وإن صغر فِي أَعْيُنِكُمْ [فإنه لا صغير مَعَ الإصرار، ولا كبير مَعَ استغفار] ، أَلَا وإن الله تبارك وتعالى سَائِلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، حَتَّى عَنْ مَسِّ أَحَدِكُمْ ثَوْبَ أَخِيهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَبْدَ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَا مات عليه، فقد خلق الله تعالى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَمَنِ اختار النار [على الجنة] ، فأبعده الله تعالى. أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل لَمْ يَدَعْ شَيْئًا نَهَى عَنْهُ إِلَّا وَقَدْ بيّنه لَكُمْ، ليحيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عن بينة "، الحديث.

ص: 586

3264 -

وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا يَزِيدُ، هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دُكَيْنٍ، حدثنا قَيْسٌ الْمَاصِرُ عَنْ دَاوُدَ الْبَصْرِيِّ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ ذَنْبًا قَدِ اعْتَادَهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أَوْ ذَنْبًا لَيْسَ بِتَارِكُهُ حَتَّى يَمُوتَ، أَوْ تَقُومَ عَلَيْهِ السَّاعَةُ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُذْنِبًا مُفَتَّنًا خَطَّاءً نَسِيًّا، فَإِنْ ذُكِّرَ ذَكَرَ ".

ص: 587