الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ
3288 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا المُعْتَمِر بن سليمان قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَنْبَأَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ يعني مولى أبي أسيد يقول: أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه، نَهَى عَنِ الْحُكْرَةِ، فلم يزل رجل يَسْتَشْفِعُ حَتَّى يَتْرُكَ مَوْلَاهُ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رضي الله عنه، السُّوقَ، فَإِذَا هُوَ بِمَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ يَحْتَكِرُونَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا، فَبَيْنَا هو كذلك إذا هُوَ بِعُثْمَانَ رضي الله عنه، مُقْبِلًا عَلَى بَغْلَةٍ - أَوْ دَابَّةٍ - فَمَشَى إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِلِجَامِ الْبَغْلَةِ فَهَزَّهُ هَزًّا شَدِيدًا - وَأُرَاهُ - قَالَ لَهُ:" إِنَّكَ، وَإِنَّكَ "، غَيْرَ أَنَّهُ اشْتَدَّ عَلَيْهِ فِي الْقَوْلِ، ثُمَّ تَرَكَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ، أُلْقِيَتْ لَهُ وَسَادَةٌ فَجَلَسَ عَلَيْهَا، وَجَاءَ الزُّبَيْرُ رضي الله عنه، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ:" وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لَكَ عَلَيَّ حَقًّا، وَلَكِنِّي رَجُلٌ إِذَا رَأَيْتُ الْمُنْكَرَ لَمْ أَصْبِرْ "، فَقَالَ له عثمان رضي الله [عنه] :" اجْلِسْ "، فَأَجْلَسَهُ على الوسادة التي إِلَى جَنْبِهِ.
3289 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا هِشَامٌ عن ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ عثمان بن عرق بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَعَرَفْتُ أنه قد حضره شَيْءٌ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا فَتَوَضَّأَ ثُمَّ خرج فسمعت مِنَ الْحُجُرَاتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قبل أن تدعو إليه فَلَا يُجِيبُكُمْ وَتَسْأَلُونَهُ فَلَا يُعْطِيكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونَهُ فَلَا يَنْصُرُكُمْ ".
قُلْتُ: مَا عَرَفْتُ عُثْمَانَ بْنَ عُرْوَةَ بْنِ هَانِئٍ.
3290 -
أخبرنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْفَزَارِيُّ عن الحسن قال: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، رَدَّ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، قِرَاءَةَ آية، فقال أُبَيّ رضي الله عنه:" لَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتَ يُلْهِيكَ يَا عُمَرُ الصَّفْقُ بِالْبَقِيعِ "، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه:" صَدَقْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُجَرِّبَكُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَقُولُ الْحَقَّ؟ فَلَا خَيْرَ فِي أَمِيرٍ لَا يُقَالُ عِنْدَهُ الْحَقُّ، وَلَا يَقُولُهُ ".
هذا منقطع.
3291 -
أخبرنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا أَبُو سِنَانٍ عِيسَى بْنُ سِنَانٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: ذَكَرَ مُعَاوِيَةُ الْفِرَارَ مِنَ الطَّاعُونِ فِي خُطبة، فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رضي الله عنه:" كَذَبْتَ، أُمُّكَ هِنْدٌ هِيَ أَعْلَمُ مِنْكَ "، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ أَرْسَلَ إلى عبادة رضي الله عنه، فنفرت الْأَنْصَارَ مَعَهُ، فَاحْتَبَسَهُمْ، وَدَخَلَ عُبَادَةُ رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ:" [أَلَمْ تتق] الله تعالى وتستحيي إِمَامَكَ، كَذَّبْتَنِي عَلَى الْمِنْبَرِ "، فَقَالَ عُبَادَةُ رضي الله عنه:" أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، أَنِّي لَا أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَكَيْفَ / إِذًا كَذَبْتُ على الله تعالى "، ثُمَّ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عند العصر فصلَّى، ثُمَّ أَخَذَ بِقَائِمَةِ الْمِنْبَرِ فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي ذَكَرْتُ لَكُمْ حَدِيثًا عَلَى الْمِنْبَرِ فَكَذَّبَنِي عُبَادَةُ رضي الله عنه، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ فَسَأَلْتُ، فَإِذَا الْحَدِيثُ كَمَا يُحَدِّثُنِي عُبَادَةُ، فَاقْتَبِسُوا مِنْهُ، فَهُوَ أَفْقَهُ مِنِّي ".
3292 -
وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا أبو عَوانة [- أُراه - عَنِ عَبْدِ الملك بن [عُمير]، عن الرَّبيع بن عُمَيلة] قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: " إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، بِحَسْبِ امْرِئٍ إِذَا رَأَى أَمْرًا لَا يَسْتَطِيعُ لَهُ تَغْيِيرًا، أن يعلم لديه أَنْ قَلْبَهُ لَهُ كَارِهٌ
⦗ص: 679⦘
".
(128)
وحديث مخوّل البهزي، سبق فِي أَوَّلِ الْإِيمَانِ.
3293 -
وقال الْحَارِثُ: حدثنا يَزِيدُ عَنْ [ابن] أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، مَوْلَى أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَلَى حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَأَسْنَدَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مَسْعُودٍ رضي الله عنه:" أَوْصِنَا "، قَالَ:" إِنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُهُ، وَتُنْكِرُ مَا كُنْتَ تَعْرِفُهُ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دين الله تعالى ".
3294 -
حدثنا يَزِيدُ، ثنا شَرِيكٌ عَمَّنْ أخبره قال: أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قَالَ: " لتأمرن [بالمعروف] ، [و] [لتنهون] عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ ليسلطن الله عز وجل عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ، فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ".