الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
بَابُ تَقْدِيمِ عَمَلِ الْآخِرَةِ عَلَى عَمَلِ الدُّنْيَا
3275 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه فِي رَكْبٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّ بِهِمْ رَجُلٌ، فَسَأَلَهُمْ، فَأَجَابُوهُ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى مُعَاذِ رضي الله عنه وَهُوَ وَاضِعٌ رأسه على [رحله] يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَقَالَ:" عَمَّ سَأَلْتَهُمْ؟ " فَقَالَ: سَأَلْتُهُمْ عَنْ كَذَا، فَقَالُوا كَذَا، وَسَأَلْتُهُمْ عَنْ كَذَا، فَقَالُوا كَذَا، فَقَالَ مُعَاذٌ رضي الله عنه:" كَلِمَتَانِ، إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِمَا أَخَذْتَ بِصَالِحِ مَا قَالُوا، وإن أنت تَرَكْتَهُمَا تَرَكْتَ صَالِحَ مَا قَالُوا، إِنْ أَنْتَ ابْتَدَأْتَ بِنَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، [يَفُتْكَ] نصيبك من الْآخِرَةِ، وَعَسَى أَنْ لا تدرك بينهما الَّذِي تُرِيدُ، وَإِنِ ابْتَدَأْتَ نصيبك مِنَ الْآخِرَةِ [يَمُرُّ بِكَ] عَلَى نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، فَيَنْتَظِمُ لَكَ انْتِظَامًا، ثُمَّ يَدُورُ مَعَكَ حَيْثُمَا تَدُورُ ".
3276 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يحيى بن سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: " التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَسَنٍ، إِلَّا فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ ".
3277 -
[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا، حَمَاهُ الدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ
⦗ص: 633⦘
".
3277 -
[2] خالفه ابْنُ لَهِيعَةَ، فرَوَاهُ عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَحْمُودٍ، عَنْ عقبة بن [رافع] رضي الله عنه.
وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْهُ
⦗ص: 634⦘
.
3277 -
[3] ورواه التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَارَةَ، فَجَعَلَ الصَّحَابِيَّ: قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ رضي الله عنه.
[4]
وَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلَهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، فَلَمْ يَذْكُرْ فَوْقَ [مَحْمُودٍ] أَحَدًا.
وكذلك رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ رضي الله عنه.
3278 -
[1] وقال عَبْدُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الجة قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِمِائَةِ عَامٍ
⦗ص: 639⦘
".
3278 -
[2] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَمرو بن [سُكَين] ، حدثنا مُحَمَّدِ بن الزِّبْرِقان، ثنا مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ بِهِ. وَزَادَ: وَتَلَا مُوسَى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) } .
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
3279 -
وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا الزِّمَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ هُوَ الثَّقَفِيُّ، ثنا الْمُثَنَّى بن الصَّبَّاحِ، ثنا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عن ميمونة رضي الله عنها قالت: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنِ اتَّقَى فِيهَا وَأَصْلَحَ فِي ذَلِكَ، وَإِلَّا، فَهُوَ كَالْآكِلِ وَلَا يَشْبَعُ، فَبُعْدُ النَّاسِ كَبُعْدِ الْكَوْكَبَيْنِ، يَطْلُعُ أَحَدُهُمَا مِنَ الْمَشْرِقِ، وَالْآخَرُ يَغِيبُ مِنَ الْمَغْرِبِ ".
3280 -
حدثنا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا [الْجُنَيْدُ بْنُ الْعَلَاءِ بن أبي وَهْرَة][عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ] ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أبي الدرداء رضي الله [عنهما] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ، أفشى الله تعالى عَلَيْهِ [ضَيْعَتَهُ] وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ كانت الآخرة أكبر هَمَّهُ [جمع] الله عز وجل لَهُ [أُمُورَهُ] ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَمَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إلى الله عز وجل إِلَّا جَعَلَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ تُقَادُ إِلَيْهِ بِالْوُدِّ وَالرَّحْمَةِ، وكان الله تعالى إِلَيْهِ بِكُلِّ خَيْرٍ أَسْرَعَ ".
3281 -
قال الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك رضي الله عنه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ كانت نيته [طلب] الْآخِرَةَ، جمع الله تعالى [له] شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ [طَلَبَ] الدُّنْيَا، جعل الله عز وجل الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْهَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ ".
3282 -
وقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَكِيعٌ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ [لَبِيبَةَ]، عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذكر ما يخفى ".
3283 -
وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، ثنا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ جَائِعَانِ في غنم [افترقت] أَحَدَهُمَا فِي أَوَّلِهَا، وَالْآخَرَ فِي آخِرِهَا، بِأَسْرَعَ [فَسَادًا] مِنَ امْرِئٍ يُحِبُّ شَرَفَ الدُّنْيَا وَمَالَهَا فِي دِينِهِ ".
3284 -
[1] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَرَامًا مُكَاثِرًا مُفَاخِرًا مُرَائِيًا، لقي الله تبارك وتعالى وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلَالًا اسْتِعْفَافًا عَنِ الْمَسْأَلَةِ وَسَعْيًا عَلَى أَهْلِهِ، وَتَعَطُّفًا عَلَى جَارِهِ، لقي الله عز وجل وَوَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ".
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ، هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ فُرافِصة مثله.
هذا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ مَكْحُولٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
3285 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا حسين بن الْأَسْوَدُ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حدثني نافع - يعني ابن مَالِكٍ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَمْنَعُ مِنْ سخط الله عز وجل، مَا لَمْ يُؤْثِرُوا دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، ثُمَّ قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قال الله عز وجل: كَذَبْتُمْ ".
3286 -
وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ! ، مَا يَكْفِينِي مِنَ الدُّنْيَا؟ ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ، [وَوَارَى] عَوْرَتَكَ، وَإِنْ كَانَ لَكَ بَيْتٌ يُظِلُّكَ، أَوْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا، فَبَخٍ بَخٍ ".
3287 -
وقال أَبُو يعلى: حدثنا أبو عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن حَبيب قال: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رضي الله عنه يَقُولُ: " لَمَّا بُعث النبي صلى الله عليه وسلم، [أتت] إِبْلِيسُ جُنُودَهُ، فَقَالُوا: لَقَدْ بُعِثَ نَبِيُّ، وَأُخْرِجَتْ أُمَّةٌ، فَقَالَ: أَيُحِبُّونَ الدُّنْيَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ كَانُوا يُحِبُّونَهَا، مَا أُبَالِي أَنْ لَا يَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ، إِنَّهُمْ لَنْ ينفلتوا مِنِّي، وَأَنَا أَغْدُو عَلَيْهِمْ وَأَرْوَحُ بِثَلَاثٍ: أَخْذِ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِمْسَاكِهِ عَنْ حَقِّهِ، والشر كُلُّهُ لِهَذَا تَبَعٌ ".