المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[القسم الثاني فتاوى في ألفاظ الأذان وأحكامها] - المفيد في تقريب أحكام الأذان

[محمد العريفي]

الفصل: ‌[القسم الثاني فتاوى في ألفاظ الأذان وأحكامها]

[القسم الثاني فتاوى في ألفاظ الأذان وأحكامها]

القسم الثاني

فتاوى في

ألفاظ الأذان وأحكامها

ص: 31

38 -

إذا كان المؤذن يؤذن ونسي أحد ألفاظ الأذان أثناء الأذان كأن ينسى قوْل: حي على الصلاة ولم يتذكر إلا وهو يقول: لا إله إلا الله: أي في ختام الأذان، فماذا يفعل؟

ج: إذا نسي المؤذن شيئا من ألفاظ الأذان فإنه يقوله بعدما ينتهي فلو نسي. حي على الفلاح، فإنه يقولها بعد نهاية الأذان ولا حرج في ذلك ولا يلزمه أن يعيد ما بعدها.

39 -

إذا نسي المؤذن التثويب - أي قول: الصلاة خير من النوم - في أذان الفجر، ولم يتذكر إلاّ في ختام الأذان فماذا يفعل؟

ج: إذا نسيها المؤذن فإنه يقولها بعد انتهاء الأذان ولا حرج، أي بعدما يقول: لا إله إلا الله: يقول: الصلاة خير من النوم مرتين ولا حرج في ذلك ولا تلزمه إعادة الأذان.

40 -

إذا أعاد المؤذن بعد اختتام الأذان ما نسيه فهل يكمل ما بعده أم لا؟ أي إذا نسي أن يقول: الصلاة خير من

ص: 33

النوم: فقالها بعد اختتام الأذان هل يكمل ما بعدها من التكبير والتهليل أم لا؟

ج: لا، لا يكمل ما بعدها لأنه قد قال ما بعدها، لكن يقولها هي تداركا لها فقط.

41 -

ماذا نفعل مع الروايات المتعدّدة الواردة في الأذان، أيهما نختار، أم أننا نؤذن بهذا مرة وهذا مرّة؟

ج: الصحيح أنك تؤذن بأذان بلال، وهو المشهور بين الناس الآن، وعدد جُمَلِهِ خمس عشرة جملة.

42 -

أيهما أفضل في الأذان الترجيع أم عدمه؟

ج: الأفضل عدم الترجيع، وذلك لأنه لم يذكر إلاّ في حديث محتمل وهو حديث أبي محذورة (1) وفيه «أنّ النبي صلى الله عليه وسلم علّمه الأذان وذكر له الترجيع فيه» ولكن الذي نرى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له الترجيع تلقينا له بالشهادة لأنه كان حديث عهد بإسلام فأراد أن تستقرّ الشهادتان في قلبه.

(1) حديث أبي محذورة رواه مسلم في كتاب الصلاة - حديث رقم 4 - من حديث أبي محذورة رضي الله عنه، وأبو داود (حديث 502) والنسائي في (كم الأذان من كلمة) وابن ماجه (حديث 709) ، وغيرهم.

ص: 34

43 -

ما المقصود بالترجيع الذي ذكرتم أنه ورد في حديث أبي محذورة؟

ج: الترجيع هو تكرار الشهادتين، أي أن يأتي بالشهادتين: أشهد أن لا إله إلا الله. . مرتين ثمّ أشهد أن محمدا رسول الله. . مرتين يخفض بهما صوته، ثمّ يأتي بالشهادتين بعد ذلك بصوت مرتفع كصوت الأذان أي يقول: أشهد أن لا إله إلا الله مرتين. ثم أشهد أن محمدا رسوله الله. . مرتين ثم يرفع بهما صوته بعدما قالهما وهو خافض لصوته هذا هو الترجيع الذي جاء في حديث أبي محذورة (1)

44 -

لو فعل المؤذن الترجيع أحيانا وتركه أحيانا، هل هو الأولى أم يتركه دائما؟

ج: لا بأس في ذلك - إن شاء الله - لكن الأولى أن يستمر على أذان واحد وذكرنا أن أذان بلال هو الأولى بالاستمرار عليه، وهو المعمول به الآن وهو الذي كان يسمعه النبي صلى الله عليه وسلم منه سفرا وحضرا ويقره.

45 -

عند خفض الصوت بالشهادتين الأولييْن عند الترجيع، هل معنى هذا الخفض أنه يقولها في نفسه أم يحرك

(1) تقدم تخريجه في الصفحة السابقة.

ص: 35

بهما شفتيه، وما هو الضابط في هذا الخفض؟

ج: قولنا يخفض بهما صوته، ليس معناه أن يقولهما في نفسه، بل يقولهما بصوت خفيف بحيث لو كان بجانبه أحد لسمعه، فلا يخفض بحيث لا يُسمع ولا يرفع فيجعله كقوة صوت الأذان، هذا هو الضابط للخفض المطلوب.

46 -

هل وردت الإقامة بمثل ألفاظ الأذان؟

ج: نعم، ذكر هذا بعض الفقهاء، كالحنفية فعندهم أن الإقامة مثل الأذان، غير أن الأذان يزيد بالترجيع، والإقامة تزيد ب " قد قامت الصلاة "، أما التكبيرات فهي عندهم أربع في الأذان والإقامة، والتشهّد أربع في الأذان والإقامة إلاّ أن الأذان يزيد بالترجيع، والأذان فيه أربع حيعلات والإقامة كذلك، والأذان عندهم تسع عشرة جملة أما الإقامة فسبع عشرة جملة، هكذا عندهم، ويستدلون على فعلهم بأن هذه هي إقامة أبي محذورة، ولكن الصحيح الذي تؤيّده الأدلّة هي إقامة بلال ففي الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال:«أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة» (1) أي يجعل كلمات الأذان

(1) البخاري (كتاب الأذان - باب الأذان مثنى مثنى) مسلم (صلاة - 3) وغيرهم.

ص: 36

شفعا أي مرتين مرتين والإقامة مرة مرة ولأن الأذان لإعلام البعيدين فاحتاج إلى زيادة كلماته والإقامة لإعلام الحاضرين فنقصت كلماتها عن الأذان.

ص: 37