المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[القسم الرابع فتاوى في أحكام ما يعرض لمجيب المؤذن] - المفيد في تقريب أحكام الأذان

[محمد العريفي]

الفصل: ‌[القسم الرابع فتاوى في أحكام ما يعرض لمجيب المؤذن]

[القسم الرابع فتاوى في أحكام ما يعرض لمجيب المؤذن]

القسم الرابع

فتاوى في

أحكام ما يعرض لمجيب المؤذن

ص: 49

65 -

إذا كان الشخص يتحدث مع آخر أو يتكلم في موضوع ما وأذن المؤذن فهل يلزمه أن يسكت ليردد أم أنه لو ردد وهو يتحدث جاز له ذلك؟

ج: لا مانع من إجابة الإنسان للمؤذن مع استمراره في الحديث أو الكلام أو ما أشبه ذلك، ولكن الأولى أن يُنصت.

وأذكر أن كثيرا من المشايخ كان إذا سمع المؤذن وهو يقرأ سكت عن القراءة واشتغل بإجابة المؤذن، هذا وهو في درس علم فمن باب أولى أن الإنسان إذا كان يتحدث أو يتكلم بكلام عادي أن يسْكت ويجيب المؤذن وحتى يذكر الحاضرين بإجابة المؤذن فيسكتوا جميعا ويتابعوا المؤذن، هذا هو الأفضل والأولى - وإن استمروا في حديثهم ولكنهم لم يشتغلوا عن الإجابة فلا مانع من ذلك.

66 -

ذكر بعض الفقهاء أنه إذا كان المؤذن يؤذن فإنه

ص: 51

يستحب للجالسين أن لا يقوم أحد ولا يذهب لأن في ذلك تشبها بالشيطان، فما صحة هذا الكلام؟

ج: الحمد لله، ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال:«إذا نودي بالصّلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي الأذان أقبل حتى إذا ثوّب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا. . اذكر كذا، لِمَا لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى» (1) وقد ورد أيضا في حديث مرفوع. . «إذا سمعتُم الغيلان - أو إذا تغولت الغيلان - فنادُوا بالأذان» (2) فمن هذا نعلم أن الشيطان يهرب من سماع الأذان لذلك كره بعض العلماء أن الإنسان أول ما يسمع المؤذن يقوم بسرعة. ويمشي لأنه في هذه الحالة يكون متشبها بالشيطان الذي يتحرك بسرعة إذا سمع الأذان. ومع ذلك لا يمنع عنه حيث أن المقاصد متباينة وقد يقصد أمرا مباحا أو مستحبا يحب الإسراع إليه، وليس قصده الهرب من سماع الأذان.

67 -

هل المقصود بالكراهة مجرد الحركة، أم هو الفزع والحركة السريعة؟

(1) رواه البخاري ج2 ص84 فتح، مسلم ج4 ص91 النووي، أحمد ج2 ص460 وغيرهم.

(2)

انظر سؤال رقم119 ص86.

ص: 52

ج: المقصود والمنهي عنه هو أن الإنسان عندما يسمع المؤذن يقفز بسرعة ويمشي عجلا مسرعا كالمنهزم الهارب فهذا الذي يشبه الشيطان أما مُجرد الحركة والتقلب والالتفات فلا يكره، ولا يعتبر متشبها بالشيطان.

68 -

هل المستمع الذي يجيب المؤذن ويُنْصت إليه يتساوى مع المؤذن في الفضل والثواب؟

ج: لا شك أن المؤذن أكثر أجرا، والأحاديث التي وردت تخصّ المؤذن كقوله صلى الله عليه وسلم:«المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة» (1) وكقوله: «المؤذن يغفر له مدى صوته» (2) فهذا لا يحصل للمستمع المجيب الذي يتابع المؤذن، وإنما الذي يحصل لهذا المجيب هو أجر الذكر، وأما أجر العمل الذي هو الأذان فلا يدركه غير المؤذن.

69 -

إذا دخل الشخص المسجد والمؤذن يؤذن فهل يشرع في النافلة - تحية المسجد وغيرها - أم يجيب المؤذن وينتظر حتى يفرغ من أذانه ثمّ يُصلي؟

(1) رواه أبو داود باب رفع الصوت بالأذان ج1 ص142 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(2)

رواه مسلم ج4 - ص89 النووي، من حديث معاوية رضي الله عنه.

ص: 53

ج: الأولى أن ينتظر حتى ينتهي المؤذن من أذانه ويجيبهُ ثم يتنفل لأن إجابة المؤذن عبادة يفوت وقتها أما تحية المسجد ونحوها فوقتها أوسع.

70 -

هل هذا الحكم يشمل أيضا ما إذا دخل شخص المسجد والمؤذن يؤذن الأذان الثاني لصلاة الجمعة، هل يتنفل مباشرة أم ينتظر حتى فراغ المؤذن؟

ج: الحكم هنا يختلف، فالأولى له هنا أن يشرع فور دخوله في تحية المسجد حتى يتفرغ لسماع الخطبة، وذلك لأن إجابة المؤذن سنة وسماع الخطبة واجب. والله أعلم.

71 -

لو كنتُ جالسا في المسجد قبل الأذان في محاضرة أو درس علمي فلمّا أذن المؤذن في هذا المسجد انتهى الدرس وأردتُّ أن أخرج وأصلي في مسجد آخر، فهل في هذا حرج خاصة أن خروجي كان بعد ابتداء المؤذن في أذانه؟ وهل يلزمني أن أصلي في هذا المسجد الذي أُذن وأنا فيه؟ وهذه المسألة كثيرا ما تقع لي ولغيري.

ج: لا يجوز الخروج من المسجد بعد الأذان إذا كان يخشى أن تفوته الجماعة، أمّا إذا كان سيرْجع أو كان سيصلي في مسجد آَخر قريب يعلم أنه سيدرك جماعته أو كان هذا الخارج من المسجد إماما ويذهب إلى مسجده

ص: 54

ليصلي بجماعته، فلا مانع والحديث الوارد (1) محمول على من تفوته الجماعة.

72 -

إذا بدأ المؤذن في إقامة الصلاة فمتى يُشرع للسامعين أن ينهضوا من جلوسهم ويصفوا للصلاة؟

ج: لم يرد في ذلك شيء محدّد، لكن ذكر بعض الفقهاء أنّ السامع يقوم عند قول المقيم: قد من قوله " قد قامت الصلاة "، ولكن الأمر في ذلك واسع ولم يرد فيه شيء معيّن كما ذكرنا.

(1) الحديث الوارد هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه رأى رجلا خرج من المسجد بعدما أذن المؤذن فقال: أما هذا ففد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم في صحيحه برقم 655.

ص: 55