الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الزاي
2188 -
حديث أبي بكرة "زادك الله حرصاً ولا تعد"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 2/ 410 - 411)
2189 -
"زادني صلاة وهي الوتر، وقتها من العشاء إلى طلوع الفجر"
قال الحافظ: وروى أحمد من حديث معاذ مرفوعاً: فذكره، وفي إسناده ضعف، وكذا في حديث خارجة بن حذافة في "السنن"(2)
صحيح
ورد من حديث معاذ بن جبل ومن حديث خارجة بن حذافة العدوي ومن حديث أبي بصرة ومن حديث عمرو بن العاص وعقبة بن عامر ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث ابن عباس.
فأما حديث معاذ فأخرجه أحمد وابنه (5/ 242) وفي "المسائل" له (ص 93 - 94) عن هارون بن معروف المروزي ثنا ابن وهب أني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زَحْر عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي أفريقية أنّ معاذ بن جبل قدم الشام وأهل الشام لا يوترون فقال لمعاوية: مالي أرى أهل الشام لا يوترون، فقال معاوية: وواجب ذلك عليهم؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "زادني ربي عز وجل صلاة وهي الوتر، وقتها ما بين العشاء إلى طلوع الفجر"
قال ابن الجوزي: فيه عبيد الله بن زحر قال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان:
(1) 2/ 259 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان- باب لا يسعى إلى الصلاة)
(2)
3/ 140 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب ساعات الوتر)
يروي الموضوعات عن الأثبات، وفيه عبد الرحمن بن رافع قال البخاري: في حديثه مناكير" (1)
وقال ابن عبد الهادي: حديث معاذ لا يثبت لأن في إسناده ضعفاً وانقطاعاً، فإنّ عبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي أفريقية لم يدرك معاذاً" تنقيح التحقيق 2/ 1048
وقال الهيثمي: وفيه عبيد الله بن زحر وهو ضعيف متهم، ومعاوية لم يتأمر في زمن معاذ" "المجمع 2/ 239
وقال الحافظ: فيه ضعف وانقطاع" التلخيص 2/ 16
وقال في "الدراية"(1/ 189): عبيد الله بن زحر واه، ومعاذ بن جبل مات قبل أن يلي معاوية دمشق، وعبد الرحمن المذكور لم يدرك القصة"
وأما حديث خارجة بن حذافة فأخرجه ابن وهب في "الموطأ"(339) وابن سعد (4/ 188 - 189) وابن أبي شيبة (6832) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 203) والدارمي (1584) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 77 و170) وأبو داود (1418) وابن ماجه (1168) والترمذي (452) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(816) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 245 - 246) والنسائي في "الكنى" كما في "نصب الراية"(2/ 109) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(611) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 169) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 430) وفي "المشكل"(4493 و 4494) والعقيلي (2/ 309) والطبراني في "الكبير"(4136 و 4137) وابن عدي (3/ 920) والدارقطني (2/ 30) والحاكم (1/ 306) وأبو نعيم في "الصحابة"(2492 و 2493 و 2494) والبيهقي (2/ 469 و 478) وفي "الصغرى"(752) وابن الجوزي في "العلل"(769) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 84) والمزي في "تهذيب الكمال"(8/ 8)
عن يزيد بن أبي حبيب
وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 170)
عن خالد بن يزيد الجُمَحي
كلاهما عن أبي الضحاك عبد الله بن راشد الزَّوْفي عن عبد الله بن أبي مرة الزوفي
(1) تنقيح التحقيق 2/ 1044
عن خارجة بن حذافة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) فقال "إن الله قد أمدكم (2) بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر، فجعلها لكم فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر"
قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي حبيب"
وقال البخاري: لا يعرف سماع عبد الله بن راشد من عبد الله بن أبي مرة، وليس له إلا حديث في الوتر" التاريخ الكبير 3/ 1/ 88
وقال أيضاً: لا يعرف عبد الله بن أبي مرة إلا بحديث الوتر، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض" التاريخ الكبير 3/ 1/ 193
وقال ابن عدي: ولا أعرف لخارجة غير هذا، وهو في جملة من يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً"
وقال ابن حبان: عبد الله بن أبي مرة الزوفي يروي عن خارجة بن حذافة في الوتر إن كان سمع منه، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، إسناد منقطع ومتن باطل" الثقات 5/ 45
وقال أيضاً: عبد الله بن راشد الزوفي يروي عن عبد الله بن أبي مرة إن كان سمع منه، ومن اعتمده فقد اعتمد إسناداً مشوشاً" الثقات 7/ 35
وقال الحاكم: صحيح الإسناد رواته مدنيون ومصريون ولم يتركاه إلا لما قدمت ذكره من تفرد التابعي عن الصحابي"
قلت: بل ضعيف الإسناد، وعبد الله بن راشد قال ابن أبي حاتم: لا يعرف سماعه من ابن أبي مرة، وقال الذهبي في "الميزان": ليس بالمعروف، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.
وأما حديث أبي بَصْرة فأخرجه أحمد (6/ 7) عن علي بن إسحاق السلمي المروزي ثنا عبد الله بن المبارك أنا سعيد بن يزيد ثني ابن هُبيرة عن أبي تميم الجيشاني أنّ عمرو بن العاص خطب الناس يوم جمعة فقال: إنّ أبا بصرة حدثني أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنّ الله زادكم صلاة وهي الوتر، فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر"
قال أبو تميم: فأخذ بيدي أبو ذر فسار في المسجد إلى أبي بصرة فقال له: أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قال عمرو؟ قال أبو بصرة: أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1) زاد ابن أبي شيبة وغيره "صلاة الغداة" وفي لفظ "صلاة الصبح"
(2)
زاد ابن أبي شيبة وغيره "الليلة"
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا علي بن إسحاق السلمي وهو ثقة" المجمع 2/ 239
قلت: وهو كما قال، وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وابن هبيرة اسمه عبد الله، وأبو تميم اسمه عبد الله بن مالك.
ولم ينفرد علي بن إسحاق به بل تابعه (1) يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا عبد الله بن المبارك به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2168)
ولم ينفرد سعيد بن يزيد الحميري به بل تابعه ابن لَهيعة أنا عبد الله بن هبيرة به.
أخرجه أحمد (6/ 397) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 72 و 189) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 227) والدولابي في "الكنى"(1/ 65) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 430) وفي "المشكل"(4491) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 150 - 151) والطبراني في "الكبير"(2167) والحاكم (3/ 593) من طرق عن ابن لهيعة به.
وابن لهيعة فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات.
قال الحافظ: وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، لكن توبع" التلخيص 2/ 16
وأما حديث عمرو بن العاص وعقبة بن عامر فأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" كما في "نصب الراية"(2/ 109) عن سويد بن عبد العزيز الدمشقي ثنا قرة بن عبد الرحمن بن حَيْوئيل المصري عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن عمرو وعقبة مرفوعاً "إنّ الله عز وجل زادكم صلاة خير لكم من حمر النعم، الوتر، وهي لكم فيما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر"
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7971) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 235)
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب إلا قرة، بن عبد الرحمن، تفرد به سويد بن عبد العزيز، ولا روي عن عمرو بن العاص وعقبة بن عامر إلا بهذا الإسناد"
وقال أبو نعيم: غريب من حديث قرة، لم يروه عنه إلا سويد"
(1) وتابعه نعيم بن حماد ثنا ابن المبارك به.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4492)
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك" المجمع 2/ 240
وقال الحافظ: رواه الطبراني وفيه ضعف" التلخيص 2/ 16
وقال في "الدراية"(1/ 189): هكذا قال قرة بن عبد الرحمن عن يزيد، وخالفه الليث وابن إسحاق فقال: عن يزيد عن عبد الله بن راشد عن عبد الله بن أبي مرة عن خارجة بن حذافة، وهو المحفوظ"
وأما حديث ابن عمر فأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "نصب الراية"(2/ 110) و"اللسان"(2/ 362) عن حميد بن أبي الجون الاسكندراني ثنا عبد الله بن وهب عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم محمراً وجهه يجرّ رداءه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "يا أيها الناس، إنّ الله تعالى زادكم صلاة إلى صلاتكم وهي الوتر"
قال الدارقطني: لا يثبت هذا، وحميد بن أبي الجون ضعيف"
وقال الحافظ في "اللسان": رواه عنه علي بن سعيد الرازي وهذا موضوع بهذا الإسناد"
قلت: ولم ينفرد ابن أبي الجون به بل تابعه أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ابن أخي ابن وهب عن ابن وهب به.
ذكر ذلك ابن حبان في "المجروحين"(1/ 149)
وقال الذهبي في "الميزان"(1/ 114): هذا موضوع على ابن وهب"
وقال الحافظ في "التهذيب"(1/ 56): هذا حديث موضوع على مالك"
وأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً "إنّ الله زادكم صلاة إلى صلاتكم (1) وهي الوتر"
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 297) واللفظ له وأحمد (2/ 180 و 208) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 227)
(1) زاد المثنى بن الصباح وابن لهيعة في حديثهما "فحافظوا عليها"
عن الحجاج بن أرطاة
وأحمد (2/ 205 - 206) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 246)
عن المثنى بن الصباح
وابن حبان في "المجروحين"(2/ 73)
عن ابن لَهيعة
والدارقطني (2/ 31) وابن الجوزي في "العلل"(767)
عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي
كلهم عن عمرو بن شعيب به.
ورواه العباس بن الفضل الأزرق عن همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب به.
أخرجه الحارث في "مسنده"(226)
قال ابن حبان: لا ينكر من هذا الشأن صناعته أنّ هذا الحديث موضوع أو مقلوب، وابن لهيعة قد تبرأنا من عهدته"
وقال الدارقطني: العرزمي ضعيف"
وقال الزيلعي: والحجاج غير ثقة" نصب الراية 2/ 110
وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 2/ 16
قلت: وهو كما قال، والحجاج والمثنى وابن لهيعة والعرزمي والأزرق كلهم ضعفاء.
الثاني: يرويه فرج بن فَضالة الشامي عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع عن أبيه عن ابن عمرو مرفوعاً "إن الله حرّم على أمتي الخمر والميسر والمِزْر والكوبة والقِنّين، وزادني صلاة الوتر"
أخرجه أحمد (2/ 165 و 167) وفي "الأشربة"(213) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 127)
قال الهيثمي: لا يصح، فيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع وهو مجهول" المجمع 2/ 240
قلت: وفرج بن فضالة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2848) عن عبدان بن أحمد ثنا العباس بن الوليد الخلال الدمشقي ثنا مروان بن محمد ثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعاً "إنّ الله قد زادكم صلاة وهي الوتر"
قال الحافظ: إسناده حسن" الدراية 1/ 189
قلت: هكذا رواه عبدان بن أحمد وهو ثقة عن العباس بن الوليد بهذا اللفظ، ورواه عمر بن محمد بن بجير السمرقندي عن العباس بن الوليد بلفظ "إنّ الله عز وجل زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير لكم من حمر النعم ألا وهي الركعتان قبل صلاة الفجر"
أخرجه البيهقي (2/ 469) وفي "الصغرى"(753 و 754)
قال العباس بن الوليد: قال لي يحيى بن معين: هذا حديث غريب من حديث معاوية بن سلام، ومعاوية بن سلام محدث أهل الشام وهو صدوق الحديث، ومن لم يكتب حديثه مسنده ومنقطعه فليس بصاحب حديث.
وقال البيهقي: قال ابن خزيمة: لو أمكنني أن أرحل إلى ابن بجير لرحلت إليه في هذا الحديث"
قلت: ابن بجير ترجمه الذهبي في "التذكرة"(2/ 719 - 720) وقال: وهو صدوق، وقد تفرد بحديث حسن: فذكره.
وقال في "السير"(14/ 403): تفرد مع صدقه بحديث غريب صالح الإسناد: فذكره"
وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 734) والطبراني في "الكبير"(11652) و"الأوسط"(2731) وابن عدي (7/ 2487 - 2488) والدارقطني (2/ 30) وابن الجوزي في "العلل"(768) من طريق عبد الحميد الحِمّاني ثنا النضر أبو عمر عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والبشر يعرف في وجهه فقال "إنّ الله زادكم صلاة وهي الوتر" اللفظ للبزار.
وقال: لا نعلمه عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد"
وقال الطبراني: لم يروه عن النضر إلا الحماني"
وقال ابن عدي: هذا الحديث عن الحماني عن النضر غير محفوظ"
وقال الدارقطني: النضر أبو عمر الخزاز ضعيف"
وقال الحافظ: وفيه النضر أبو عمر الخزاز وهو ضعيف متروك" التلخيص 2/ 16
2190 -
"زجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتمد الرجل على يده اليسرى عند الأكل"
قال الحافظ: أخرجه ابن علي بسند ضعيف" (1)
2191 -
حديث جابر: زجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ تصل المرأة بشعرها شيئاً"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2126")(2)
2192 -
الحديث المشهور "زُرْ غِبّاً تزدد حباً"
قال الحافظ: وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحد منها من مقال. وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره. وجاء من حديث علي وأبي ذر وأبي هريرة وابن عمرو وأبى برزة وابن عمر وأنس وجابر وحبيب بن مسلمة ومعاوية بن حَيْدة، وقد جمعتها في جزء مفرد. وأقوى طرقه ما أخرجه الحاكم في "تاريخ نيسابور" والخطيب في "تاريخ بغداد" والحافظ أبو محمد بن السقاء في "فوائده" من طريق أبي عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. وأبو عقيل كوفي مشهور بكنيته، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وهو صدوق. وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ وأغرب. قلت: واختلف عليه في رفعه ووقفه، وقد رفعه أيضاً يعقوب بن شيبة عن جعفر بن عون، رويناه في "فوائد" أبي محمد بن السقاء أيضاً عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جده يعقوب. واختلف فيه على جعفر بن عون، فرواه عبد بن حميد في "تفسيره" عنه عن أبي جَنَاب الكلبي عن عطاء عن عبيد بن عمير موقوفاً في قصة له مع عائشة، أخرجه ابن حبان في "صحيحه" من طريق عبد الملك بن سليمان عن عطاء" (3)
روي من حديث عليّ ومن حديث أبي ذر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر ومن حديث حبيب بن مسلمة ومن حديث عائشة ومن حديث معاوية بن حيدة.
فأما حديث علي فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(104) وأبو الشيخ في "الأمثال"(14) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(111) وابن الجوزي في "العلل"(1231) من طريق القاسم بن غصن عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي به مرفوعاً.
(1) 11/ 472 (كتاب الأطعمة- باب الأكل متكئاً)
(2)
12/ 497 (كتاب اللباس- باب وصل الشعر)
(3)
13/ 111 (كتاب اللباس- باب هل يزور صاحبه كل يوم أو بكرة وعشياً)
وإسناده ضعيف لضعف القاسم بن غصن وعبد الرحمن بن إسحاق الواسطي.
والنعمان بن سعد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال أبو حاتم: لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال الحافظ في "التهذيب": والراوي عنه ضعيف فلا يحتج بخبره.
وأما حديث أبي ذر فأخرجه البزار (3963) والعقيلي (3/ 424) وابن عدي (3/ 1144 و 5/ 2019) وأبو الشيخ في "الأمثال"(19) وتمام في "فوائده"(227) والقضاعي (632) والبيهقي في "الشعب"(8007) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أحمد بن محمد بن قبان البغدادي ص 338) وابن الجوزي في "العلل"(1232) من طرق عن عَوْبد بن أبي عمران الجَوْني عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر به مرفوعاً.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن أبي عمران إلا ابنه عوبد، وعوبد فلم يكن بالقوي، وقد روى عنه أهل العلم واحتملوا حديثه"
وقال العقيلي: لا يتابع عوبد عليه، والأحاديث في هذا الباب فيها لين"
وقال ابن عدي: ثنا محمد بن أحمد بن بخيت الموصلي قال: سألت عباس بن يزيد البحراني عن حديث عوبد بن أبي عمران هذا فقال: وما نصنع به لقنه ذاك الفاجر سليمان الشاذكوني"
قال ابن عدي: ولعوبد عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر بهذا الإسناد أحاديث وليس فيها أنكر من "زرغبا" وعوبد بين على حديثه الضعف"
وقال ابن عساكر: غريب"
وقال الهيثمي: وفيه عوبد بن أبي عمران وهو متروك" المجمع 8/ 175
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:
الأول: يرويه زهير بن محمد العنبري الخراساني عن إسماعيل بن وردان عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فتبعته، ثم خرج من بيت أم سلمة فتبعته، فالتفت إليّ، ثم قال:"يا أبا هريرة، زرغباً تزدد حباً"
أخرجه ابن عدي (3/ 1077) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1237) عن محمد بن الحسين بن علي الطبري ثنا يوسف بن أحمد بن إبراهيم الصنعاني أنا عبد الله بن مطاع ثنا عبد الملك الذماري عن زهير بن محمد به.
قال ابن عدي: هذا الحديث لزهير بن محمد فيه بعض النكرة"
قلت: ومن دون الذماري لم أر من ترجمهم.
الثاني: يرويه عون بن الحكم بن سنان عن أبيه عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
أخرجه الخلعي في "فوائده" كما في "المقاصد"(ص 376)
وإسناده ضعيف لضعف الحكم بن سنان الباهلي.
الثالث: يرويه ابن علاثة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
أخرجه العسكري في "الأمثال" كما في "المقاصد"(ص 377)
وابن علاثة هو محمد بن عبد الله العقيلي الجَزَري الحرّاني وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وابن سعد، وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، وقال الحاكم: روى عن الأوزاعي أحاديث موضوعة.
وينظر في الراوي عنه فإنّ السخاوي لم يذكر بقية الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 115) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن الجارود ثنا هلال بن العلاء ثنا مَعْمر بن مخلد السُّرُوجي ثنا عبدة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن الجارود هذا ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
الرابع: يرويه سليمان بن كران الطفاوي البصري ثنا مبارك بن فَضالة عن الحسن البصري عن أبي هريرة.
أخرجه العقيلي (2/ 138) وابن عدي (3/ 1138) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 217) من طرق عن سليمان بن كران به.
قال العقيلي: ليس في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يثبت"
قلت: مبارك بن فضالة صدوق يدلس ولم يذكر سماعاً من الحسن، والحسن قال ابن المديني وجماعة: لم يسمع من أبي هريرة، فهو منقطع.
الخامس: يرويه طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(104) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 920) وأبو إسحاق الحربي في "الغريب"(2/ 609) والبزار (كشف 1922) والعقيلي (2/ 224 - 225) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 265) وابن الأعرابي (ق 148/ أ) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 383) وابن عدي (4/ 1427) وأبو الشيخ في "الأمثال"(15) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(110) والخطابي في "العزلة"(ص 32) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 322) وفي "أخبار أصبهان"(2/ 185) وفي "الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين"(5) والقضاعي (629 و 630 و 631) والبيهقي في "الشعب"(8008 و 8015) وابن الجوزي في "العلل"(1235 و 1238) من طرق عن طلحة بن عمرو به (1).
قال البزار: لا نعلم في "زرغباً تزدد حباً" حديث صحيح"
قلت: طلحة بن عمرو قال أحمد والنسائي: متروك الحديث، وقال ابن سعد: ضعيف جداً.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه:
1 -
ابن جريج.
أخرجه العقيلي (4/ 192) وابن حبان في "الثقات"(9/ 172) والطبراني في "الأوسط"(5637) من طريق منصور بن إسماعيل الحرّاني ثنا ابن جريج وطلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة (2).
ذكره العقيلي في ترجمة منصور هذا وقال: عن ابن جريج ولا يتابع عليه. ثم ذكر حديثه هذا ثم قال: ليس بمحفوظ من حديث ابن جريج وإنمّا يعرف بطلحة بن عمرو وتابعه قوم نحوه في الضعف"
وأخرجه أبو الطاهر الذهلي في "حديثه"(114) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(325) من طريق بقية عن عبد الله بن سالم عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة.
وبقية هو ابن الوليد وهو مدلس ولم يذكر سماعاً من عبد الله بن سالم.
2 -
الأوزاعي.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(6/ 57) وابن الجوزي في "العلل"(1236) من طريق محمد بن خليد ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي به.
(1) وأخرجه الطيالسي (ص 330) عن طلحة بن عمرو به.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 139)
(2)
ومن هذا الطريق أخرج ابن المقرئ في "المعجم"(924) لكن وقع عنده: طاوس عن أبي هريرة.
ومحمد بن خليد هو الكرماني الحنفي قال العقيلي (2/ 225): يضع الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسند الموقوف لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
ولم ينفرد به بل تابعه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1775) عن أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي ثنا عبد الرحمن بن سعيد بن أيوب السكري الحمصي ثنا الوليد بن مسلم به.
والوليد بن مسلم مدلس ولم يذكر سماعاً من الأوزاعي، والراوي عنه لم أر من ترجمه.
3 -
محمد بن عبد الملك الأنصاري أبو عبد الله.
أخرجه ابن عدي (6/ 2169)
ومحمد بن عبد الملك هذا قال أحمد: يضع الحديث ويكذب، وقال ابن عدي: ضعيف جداً، وقال النسائي: متروك الحديث.
4 -
عثمان بن عبد الرحمن الجُمَحي أبو عمرو القرشي.
أخرجه ابن عدي (5/ 1810) وأبو الشيخ في "الأمثال"(16)
وعثمان بن عبد الرحمن هذا قال ابن عدي: منكر الحديث عامة ما يرويه مناكير إما إسناداً واما متناً، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به.
5 -
يحيى بن أبي سليمان المدني.
أخرجه ابن عدي (6/ 2686) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه"(113) والبيهقي في "الشعب"(8016) والخطيب في "التاريخ"(14/ 108) وفي "الموضح"(2/ 10)
ويحيى بن أبي سليمان هذا مختلف فيه، وثقه ابن حبان والحاكم، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بالقوى يكتب حديثه، وذكره العقيلي في "الضعفاء".
6 -
يزيد بن عبد الله القرشي.
أخرجه ابن عدي (2/ 448) من طريق بشر بن عبيد أبي علي الدارسي عن يزيد بن عبد الله القرشي عن عطاء عن ابن عمر وعن أبي هريرة.
وقال: بشر بن عبيد منكر الحديث عن الأئمة بين الضعف جداً"
7 -
أبو حنيفة.
أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 139)
السادس: يرويه ابن لَهيعة عن الأعرج وأبي يونس عن أبي هريرة.
أخرجه ابن عدي (3/ 1006) من طريق عيسى بن صالح المؤذن ثنا روح بن صلاح ثنا ابن لهيعة به.
وقال: وهذا الحديث بإسناده ليس بمحفوظ ولعل البلاء فيه من عيسى هذا فإنه ليس بمعروف"
وتعقبه الحافظ فقال: قلت: بل هو معروف ذكره ابن يونس في المصريين
…
" اللسان 4/ 397 - 398
قلت: وروح بن صلاح مختلف فيه، وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(104) وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 229) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث 173) وابن عدي (4/ 1424) وأبو الشيخ في "الأمثال"(18) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(109) وتمام (228) والخطيب في "التاريخ"(9/ 300) وابن الجوزي في "العلل"(233 أو 1234) من طرق عن ضمام بن إسماعيل المصري عن أبي قبيل عن ابن عمرو قال: ما زلت أسمع "زرغباً تزدد حباً" حتى سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو حاتم: وليس هذا الحديث بصحيح إنما يرويه ضمام مبتوراً"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده جيد" المجمع 8/ 175
قلت: وهو كما قال، وأبو قبيل هو المَعَافري واسمه حُيَى بن هانئ، قال البخاري في "الكبير": سمع عبد الله بن عمرو.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (3/ 1005 - 1006)
عن عيسى بن صالح المؤذن
والطبراني في "الأوسط"(87)
عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان
قالا: ثنا روح بن صلاح ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً.
قال ابن عدي: وهذا الحديث بإسناده ليس بمحفوظ، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا فإنّه ليس بمعروف"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن نافع إلا يزيد، ولا عن يزيد إلا ابن لهيعة، تفرد به روح بن صلاح"
قلت: إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وأما حديث جابر فأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(17) من طريق إبراهيم بن فهد البصري ثنا محمد بن عمر الرومي ثنا الحسن بن عبد الله - شيخ من أهل الكوفة - عن محمد بن عبيد الله الفزاري عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً "يا جابر، زرغباً تزدد حباً"
وإسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن فهد قال ابن عدي: سائر أحاديثه مناكير وهو مظلم الأمر، وقال البردعي: ما رأيت أكذب منه، وقال أبو الشيخ: كان مشايخنا يضعفونه، وقال أبو نعيم: ذهبت كتبه وكثر خطأه لرداءة حفظه، وذكره ابن حبان في "الثقات".
ومحمد بن عمر الرومي ضعفه أبو داود وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات".
ومحمد بن عبيد الله الفزاري هو العَرْزَمي قال النسائي وغيره: متروك الحديث.
وأما حديث حبيب بن مسلمة فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(3563) وفي "الكبير"(3535) و"الصغير"(1/ 107) و"الأوسط"(3076) وفي "منتقى ابن مردويه من حديثه"(107) عن أبي محمد أزهر بن زفر بن صدقة الوراق المصري ثنا أبو أسلم محمد بن مخلد الرُّعَيني ثنا سليمان بن أبي كريمة عن مكحول عن قَزَعَة بن يحيى عن حبيب بن مسلمة به مرفوعاً.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2166) عن الطبراني به.
وأخرجه ابن عدي (3/ 1112) والحاكم (3/ 347) وتمام (64) وابن الجوزي في "العلل"(1239) من طرق عن أزهر بن زفر به.
قال الطبراني: لا يروى عن حبيب بن مسلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أزهر"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن مخلد الرعيني وهو ضعيف" المجمع 8/ 175
قلت: وقال ابن عدي: يحدث عن مالك وغيره بالبواطيل، وهو منكر الحديث عن كل من يروي عنه، وقال الدارقطني: متروك الحديث.
وسليمان بن أبي كريمة قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير، وذكره العقيلي في "الضعفاء".
وأما حديث عائشة فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(10/ 182) وابن الجوزي في "العلل"(1240) من طريق أبي محمد عبد الله بن وهبان البغدادي ثنا أبو عقيل الجمال ثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مرفوعاً.
وأبو عقيل هو يحيى بن حبيب ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ وأغرب، وقال أبو حاتم: صدوق. واختلف عليه كما ذكر الحافظ وكذا على جعفر بن عون.
وأما حديث معاوية بن حيدة فأخرجه تمام (1093) عن أبي علي محمد بن هارون الأنصاري ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا عيسى بن يونس عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده به مرفوعاً.
ومحمد بن هارون الأنصاري قال عبد العزيز الكتاني: كان يتهم (الميزان).
2193 -
عن أبي هريرة قال: زنى رجل من اليهود بامرأة فقال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنّه بعث بالتخفيف، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله وقلنا فتيا نبي من أنبيائك، قال: فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه فقالوا: يا أبا القاسم، ما ترى في رجل وامرأة زنيا منهم.
قال الحافظ: وذكر أبو داود من طريق الزهري: سمعت رجلاً من مزينة ممن تبع العلم وكان عند سعيد بن المسيب يحدث عن أبي هريرة قال: فذكره.
وقال: ولفظ الطبري من طريق الزهري المذكورة: أنّ أحبار اليهود اجتمعوا في بيت المدراس وقد زنى رجل منهم بعد إحصانه بامرأة منهم قد أحصنت، فذكر القصة وفيها: فقال "أخرجوا إلى عبد الله بن صوريا الأعور"
وقال: عند الطبري بالسند المتقدم في الحديث الماضي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ناشده قال: يا رسول الله، إنّهم ليعلمون أنك نبي مرسل ولكنهم يحسدونك، وقال في آخر الحديث: ثم كفر بعد ذلك ابن صوريا ونزلت فيه {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} [المائدة: 41] الآية.
وقال: وفي حديث أبي هريرة "فما أول ما ارتخصتم أمر الله؟ " قال: زنى ذو قرابة من الملك فأخّر عنه الرجم، ثم زنى رجل شريف فأرادوا رجمه فحال قومه دونه وقالوا: ابدأ بصاحبك، فاصطلحوا على هذه العقوبة.
وقال: زاد في حديث أبي هريرة: فقال النبي صلى الله عليه وسلم "فإنى أحكم بما في التوراة"(1) يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:
- فقال مَعْمر بن راشد: عن الزهري قال: أخبرني رجل من مزينة -ونحن عند ابن المسيب -عن أبي هريرة قال: أول مرجوم رجمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود، زنى رجل منهم وامرأة، فتشاور علماؤهم قبل أن يرفعوا أمرهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم لبعض: إنّ هذا النبي بعث بتخفيف وقد علمنا أنّ الرجم فرض في التوراة، فانطلقوا بنا نسأل هذا النبي عن أمر صاحبينا الذين زنيا بعد ما أحصنا، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلنا، وأخذنا بتخفيف، واحتججنا بها عند الله حين نلقاه، وقلنا: قبلنا فتيا نبي من أنبيائك، وإن أمرنا بالرجم عصيناه، فقد عصينا الله فيما كتب علينا أنّ الرجم في التوراة، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم! كيف ترى في رجل منهم وامرأة زنيا بعد ما أحصنا؟ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرجع إليهما شيئاً، وقام معه رجال من المسلمين حتى أتوا بيت مدراس اليهود وهم يتدارسون التوراة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب، فقال "يا معشر اليهود! أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن؟ " قالوا: يُحَمَّم ويُجَبَّه. قالوا: والتَحْميم أن يحمل الزانيين على حمار ويقابل أقفيتهما ويطاف بهما. قال: وسكت حبرهم، وهو فتى شاب، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم أَلظَّ به، فقال حبرهم: اللهم إذ نشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فما أول ما ارتخصتم أمر الله؟ " قالوا: زنى رجل منا ذو قرابة من ملك من ملوكنا، فسجنه وأخَّر عنه الرجم، ثم زنى بعده آخر في أُسرة من الناس فأراد الملك رجمه، فحال قومه- أو قال: فقام قوم دونه- فقالوا: لا والله، لا يرجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه، فأصلحوا هذه العقوبة بينهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "فإني أحكم بما في التوراة" فأمر بهما النبي صلى الله عليه وسلم فرجما.
قال الزهري: فأخبرني سالم عن ابن عمر قال: لقد رأيتهما حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمهما، فلما جاء رأيته يجافى بيده عنها، ليقيها الحجارة، فبلغنا أنّ هذه الآية أنزلت فيه {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا} [المائدة: 44] وكان النبي صلى الله عليه وسلم منهم.
أخرجه عبد الرزاق (13330) عن معمر به.
وأخرجه أبو داود (3624 و 4450) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به.
(1) 15/ 182 و 184 (كتاب الحدود- باب أحكام أهل الذمة)
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 112 - 113) من طريق أحمد بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يحيى به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(6/ 233) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 269 - 270) من طريق عبد الله بن المبارك عن معمر به.
وتابعه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري به.
أخرجه أبو داود (4450)
- وقال عُقيل بن خالد الأيلي: عن الزهري أخبرني رجل من مزينة ممن يتبع العلم ويعيه حدّث عن سعيد بن المسيب أنّ أبا هريرة قال: فذكره.
أخرجه الطبري (6/ 233)
- وقال محمد بن إسحاق المدني: عن الزهري قال: سمعت رجلاً من مزينة يحدث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.
أخرجه أبو داود (3625 و 4451) والبيهقي (8/ 247) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن ابن إسحاق به.
وأخرجه ابن هشام في "السيرة"(1/ 564 - 565) عن زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق ثني الزهري به.
• ورواه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق واختلف عنه:
فقال هناد بن السري وأبو كُريب محمد بن العلاء: ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثني الزهري قال: سمعت رجلاً من مزينة يحدث عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.
أخرجه الطبري (6/ 232)
وقال أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي: ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثني الزهري قال: سمعت رجلاً من مزينة يحدث سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثهم.
أخرجه البيهقي (8/ 246 - 247) وفي "الدلائل"(6/ 270 - 271)
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
قال الخطابي في "المعالم": الحديث عن رجل لا يعرف"
2194 -
"زوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل رجل مسلم"
قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو: فذكره: قال الترمذي: حديث حسن. قلت: وأخرجه النسائي بلفظ "لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا"(1)
ورد من حديث ابن عمرو ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث بريدة ومن حديث أبي هريرة.
فأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان:
الأول: يرويه يعلي بن عطاء العامري عن أبيه عن ابن عمرو، واختلف فيه على يعلى في رفعه ووقفه:
- فرواه شعبة عن يعلى واختلف عن شعبة في رفعه ووقفه:
• فقال محمد بن أبي عدي البصري: عن شعبة عن يعلي بن عطاء عن أبيه عن ابن عمرو مرفوعاً "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم"
أخرجه الترمذي (1395) وفي "العلل"(2/ 579) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 22) وفي "الزهد"(137) والبزار (2393) والنسائي (7/ 76) وفي "الكبرى"(3449) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(2/ 219) وابن عساكر (2) في "معجم الشيوخ"(353)
وتابعه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن شعبة وسفيان ومِسْعَر عن يعلى به.
أخرجه البيهقي (8/ 22 - 23) من طريق محمد بن شاذان ثنا حسين بن علي بن الأسود العجلي عن أبي أسامة به.
ورواه محمد بن علي بن العباس النسائي عن الحسين بن علي بن الأسود فلم يذكر شعبة.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(5/ 296 - 297)
وهكذا رواه محمد بن سليمان الأنباري عن أبي أسامة فلم يذكر شعبة.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 270) والخطيب في "التاريخ"(5/ 296) وفي "الموضح"(2/ 378)
(1) 15/ 206 (كتاب الديات وقول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93])
(2)
وقال: حديث حسن"
• وقال محمد بن جعفر غُندر: عن شعبة عن يعلي بن عطاء عن أبيه عن ابن عمرو موقوفاً.
أخرجه الترمذي (4/ 16) والنسائي (7/ 76) وفي "الكبرى"(3450)
وقال الترمذي: وهذا أصح من حديث ابن أبي عدي"
وقال في "العلل": سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: الصحيح عن ابن عمرو موقوف"
- ورواه سفيان الثوري واختلف عنه:
• فقال مخلد بن يزيد الحراني: عن الثوري عن منصور بن المعتمر عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن ابن عمرو موقوفاً.
أخرجه النسائي (7/ 76) وفي "الكبرى"(3451)
وقال: هذا خطأ من حديث منصور" (1)
• ورواه غير واحد عن الثوري عن يعلي بن عطاء به ولم يذكروا "عن منصور" واختلف على الثوري في رفعه ووقفه:
فرواه وكيع عنه مرفوعاً.
أخرجه ابن أبي شيبة كما في "نصب الراية"(4/ 326)
وتابعه أبو أسامة كما تقدم.
ورواه محمد بن يوسف الفريابي عن الثوري موقوفاً.
أخرجه البيهقي (8/ 22)
وقال: هذا هو المحفوظ موقوف"
وقال الترمذي: وهذا أصح من الحديث المرفوع" السنن 4/ 16
- ورواه هشيم عن يعلي بن عطاء عن أبيه عن ابن عمرو موقوفاً.
أخرجه سعيد بن منصور (673)
وإسناده ضعيف، عطاء العامري ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن
(1) تحفة الأشراف 6/ 364
القطان الفاسي: مجهول الحال ما روى عنه غير ابنه يعلى، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف إلا بابنه.
الثاني: يرويه محمد بن إسحاق المدني ثني إبراهيم بن مهاجر عن إسماعيل مولى عبد الله بن عمرو (1) عن ابن عمرو مرفوعاً والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا"
أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 22 - 23) وفي "الزهد"(140) والنسائي (7/ 76) وفي "الكبرى"(3448) وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 339 - 340) والطبراني في "الأوسط"(4346) والبيهقي في "الشعب"(4956) والواحدي في "الوسيط"(2/ 97 - 98)
وقال النسائي: إبراهيم بن مهاجر ليس بالقوي"
وقال أبو زرعة: الحرانيون يروون هذا الحديث يدخلون بين ابن إسحاق وبين إبراهيم بن مهاجر الحسن بن عمارة" العلل 2/ 340
وأما حديث البراء فله عنه طريقان:
الأول: يرويه الوليد بن مسلم واختلف عنه:
- فرواه هارون بن عمر القرشي عن الوليد بن مسلم ثنا مروان بن جناح عن أبي الجهم الجوزجاني عن البراء مرفوعاً "لزوال الدنيا جميعاً أهون عند الله من سفك دم بغير حق"
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(232)
- ورواه غير واحد عن الوليد بن مسلم ثنا روح بن جناح عن أبي الجهم عن البراء.
أخرجه ابن عدي (3/ 1004 و 1005)
عن سليمان بن أحمد الواسطي
وعن أبي عامر موسى بن عامر المُري الدمشقي
وعن عبد السلام بن عتيق الدمشقي
ثلاثتهم عن الوليد بن مسلم به.
(1) وعند ابن أبي عاصم "مولى عمرو بن العاص"
- ورواه هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم واختلف فيه على هشام:
• فرواه ابن ماجه (2619) عن هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا مروان بن جناح عن أبي الجهم عن البراء (1).
• ورواه غير واحد عن هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم ثنا روح بن جناح عن أبي الجهم عن البراء، منهم:
1 -
ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 23) و"الزهد"(138)
ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(9/ 237)
2 -
عبدان الأهوازي عبد الله بن أحمد بن موسى.
أخرجه ابن عدي (3/ 1004) والبيهقي في "الشعب"(4960)
3 -
إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(4961)
• ورواه غير واحد عن هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم ثنا روح بن جناح عن مجاهد عن البراء، منهم:
1 -
عبد الصمد بن عبد الله الدمشقي.
أخرجه ابن عدي (3/ 1004) والبيهقي في "الشعب"(4959)
وقال ابن عدي: هكذا حدثنا عبد الصمد فقال: روح عن مجاهد عن البراء، وإنما روى روح عن أبي الجهم عن البراء.
2 -
عبد الله بن الحسن.
أخرجه ابن عدي (3/ 1004)
3 -
عبدان بن محمد بن عيسى المروزي.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(4958)
الثاني: يرويه حمزة الجَزَري عن عمرو بن دينار عن البراء مرفوعاً "لزوال الدنيا وما
(1) قال المنذري: رواه ابن ماجه بإسناد حسن (الترغيب 3/ 293)
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات، وقد صرّح الوليد بالسماع فزالت تهمة تدليسه"
قلت: هذا باعتبار إسناد ابن ماجه وإلا فإنه قد اختلف فيه على هشام كما سيأتي.
فيها أهون عند الله من قتل مؤمن، ولو أنّ أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار"
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2323) عن أبي طاهر النقاش أنبأ أبو عبد الله بن مندة أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن العباس الطوسي ثنا تميم بن محمد ثنا عبد الله بن الجراح ثنا زافر بن سليمان عن حمزة الجزري به.
وحمزة الجزري قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
وأما حديث بُريدة فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(233) وابن أبي عاصم في
"الديات"(ص 23) و"الزهد"(139) والنسائي (7/ 76 - 77) وفي "الكبرى"(3452) وابن عدي (2/ 454) وأبو بكر الأبهري في "الفوائد"(11) والبيهقي في "الشعب"(4957) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2324) من طريق حاتم بن إسماعيل المدني عن بشير بن المهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا"
وبشير بن المهاجر مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وقال الدارقطني وغيره: ليس بالقوى.
وحاتم وعبد الله ثقتان.
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه حماد بن سلمة عن أبي المُهَزِّم عن أبي هريرة مرفوعاً "لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من قتل رجل مؤمن، والمؤمن أكرم على الله عز وجل من الملائكة الذين عنده"
أخرجه تمام (1056)
وإسناده ضعيف لضعف أبي المهزم.
الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد الشامي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة مرفوعاً "والذي نفس محمد بيده للدنيا أهون على الله من قتل مسلم بغير حق"
أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(141) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي أنا محمد بن بكير أنا مروان بن معاوية عن يزيد بن أبي زياد به.
وقال: هكذا قال أبو مسعود وأخطأ وإنما هو يزيد بن زياد الشامي"
وأخرجه البيهقي (8/ 22) من طريق يحيى بن أيوب المَقَابري ثنا مروان بن معاوية ثنا يزيد بن زياد الشامي به.
وقال: يزيد بن زياد وقيل ابن أبي زياد الشامي منكر الحديث"
2195 -
حديث عائشة: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أيّ الناس أعظم حقاً على المرأة؟ قال "زوجها" قلت: فعلى الرجل؟ قال "أمه"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وصححه الحاكم" (1)
يرويه مِسْعر بن كِدَام واختلف عنه:
- فقيل: عن مسعر عن أبي عتبة عن عائشة.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(525) والبزار (كشف 1462) والنسائي في "الكبرى"(9148) والحاكم (4/ 150)
عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري
والحاكم (4/ 175)
عن حفص بن غياث الكوفي
كلاهما عن مسعر عن أبي عتبة عن عائشة.
قال البزار: لا نعلمه مرفوعاً إلا بهذا الإسناد، وأبو عتبة لا نعلم حدّث عنه إلا مسعر"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال المنذري: إسناد البزار حسن" الترغيب 3/ 53
قلت: بل ضعيف لأنّ أبا عتبة مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة.
- ورواه معاوية بن هشام القصّار عن مسعر عن أبي عتبة عن رجل عن عائشة.
فزاد "عن رجل"
أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" كما في "النكت الظراف"(12/ 376)
وقال: أبو عتبة لا يعرف اسمه"
قلت: وهذه علة أخرى للحديث وهي الرجل المبهم.
(1) 13/ 6 (كتاب الأدب - باب من أحق الناس بحسن الصحبة)
2196 -
"زوروا القبور فإنّها تذكر الموت"
قال الحافظ: ولمسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً: فذكره" (1)
أخرجه مسلم (976) عن أبي هريرة قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال "استأذنت ربي في أنْ أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أنْ أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت"
2197 -
حديث بُريدة قال: ساق النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقال "زيد زيد الخير" فسئل عن ذلك فقال "رجل تسبقه يده إلى الجنة" فقطعت يد زيد بن صوحان في بعض الفتوح وقتل مع علي يوم الجمل.
قال الحافظ: رواه ابن مندة" (2)
ضعيف جداً
ذكره الحافظ في "الإصابة"(4/ 88) وذكر أنّ ابن مندة رواه من طريق الجُرَيْري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه.
والجريري كان قد اختلط فينظر فيمن روى عنه هذا الحديث.
ثم رأيت الحديث في "معرفة الصحابة"(5034) لأبي نعيم أخرجه عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا محمد بن غالب ثنا كثير بن يحيى أبو مالك ثنا أبي ثنا سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فجعل يقول "جُندب وما جُندب، والأقطع الخير الخير" حتى أصبح، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: ما رأينا رجلاً أحسن سياقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنّه قد قطع بكلمتين، جُندب وما جُندب، والأقطع الخير الخير، فسأل أبو بكر فقال "أما جندب فيضرب ضربة يكون فيها أمة وحده، وأما زيد فرجل من أمتي تدخل يده الجنة قبل بدنه ببرهة"
وذكر الحديث.
وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن كثير أبي النضر صاحب البصري.
قال أبو حاتم: ذاهب الحديث جداً، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك الحديث.
(1) 3/ 390 (كتاب الجنائز- باب زيارة القبور)
(2)
6/ 17 (كتاب اللقطة- باب هل يأخذ اللقطة ولا يدعها تضيع)
وله شاهد عن علي مرفوعاً "من سرّه أن ينظر إلى رجل تسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان"
وسيأتي الكلام عليه في حرف الميم.
2198 -
"زينوا القرآن بأصواتكم"(1)
علقه البخاري في كتابه (17/ 301) وتكلمت عليه في تحقيقي لكتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي فراجعه.
2199 -
"الزبيب والتمر هو الخمر"
قال الحافظ: وأخرج النسائي وصححه الحاكم من رواية مُحارب بن دِثَار عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وسنده صحيح" (2)
موقوف صحيح
يرويه محارب بن دِثَار الكوفي عن جابر واختلف فيه على محارب:
- فرواه الأعمش عن محارب عن جابر مرفوعاً.
أخرجه النسائي (8/ 254 - 255) وفي "الكبرى"(5055) والحاكم (3)(4/ 141)
وتابعه قيس بن الربيع عن محارب به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1761)
- ورواه غير واحد عن محارب عن جابر موقوفاً، منهم:
1 -
شعبة (4).
أخرجه أحمد في "الأشربة"(147) والنسائي (8/ 254) وفي "الكبرى"(5053)
2 -
سفيان الثوري (5).
(1) 17/ 273 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} [البقرة: 22])
(2)
12/ 134 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العنب وغيره)
(3)
وقال: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: لم يخرج الشيخان رواية الأعمش عن محارب.
(4)
ولفظ حديثه "التمر والزبيب أو التمر والبُسْر، خمر" لفظ أحمد.
(5)
ولفظ حديثه "البسر والتمر إذا خلطا جميعاً خمر"
أخرجه عبد الرزاق (16969) وأحمد في "الأشربة"(198) والنسائي (8/ 254) وفي "الكبرى"(5054)
3 -
عبد الرحيم بن سليمان الكناني (1).
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 181)
4 -
الحسن بن عمرو الفُقَيمي.
أخرجه أحمد في "الأشربة"(28)
ولفظه "حرمت الخمر يوم حرمت وما كان شراب الناس إلا التمر والزبيب"
وإسناده صحيح، وهو أصح من المرفوع، والأعمش مدلس ولم يذكر سماعاً من محارب، وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
2200 -
عن النعمان بن مرّة مرسلاً "الزنا والسرقة وشرب الخمر فواحش"
قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن النعمان بن مرة مرسلاً: فذكره، وله شاهد من حديث عمران بن حَصين عند البخاري في "الأدب المفرد" والطبراني والبيهقي، وسنده حسن" (2)
مرسل
أخرجه مالك (1/ 167) عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن النعمان بن مرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما ترون في الشارب والسارق والزاني؟ " وذلك قبل أنْ ينزل فيهم، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "هنّ فواحش، وفيهنّ عقوبة، وأسوأ السرقة الذي يسرق صلاته" قالوا: وكيف يسرق صلاته يا رسول الله؟ قال "لا يتم ركوعها ولا سجودها"
وأخرجه البيهقي (8/ 209 - 210) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري والشافعي كلاهما عن مالك به.
ورواته ثقات إلا أنّه مرسل.
قال ابن عبد البر: لم يختلف الرواة عن مالك في إرسال هذا الحديث عن النعمان بن مرة" التمهيد 23/ 409
(1) ولفظ حديثه "البسر والتمر خمر"
(2)
15/ 199 (كتاب الحدود- باب قذف المحصنات)
ولم ينفرد مالك به بل تابعه سفيان بن عُيينة عن يحيى بن سعيد عن النعمان بن مرة به.
أخرجه عبد الرزاق (3740)
وحديث عمران بن حصين أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 29) عن عمر بن سعيد الدمشقي ثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن عمران أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا رأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ما تقولون فيهم؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال "هنّ فواحش، وفيهنّ عقوبة، أولاً أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله" ثم قال {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} وعقوق الوالدين" ثم قال {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} قال: وكان متكئاً فاحتفز وقال "ألا وقول الزور، ألا وقول الزور"
وأخرجه البيهقي (8/ 209) من طريق أحمد بن مهران الأصبهاني ثنا عمر بن سعيد الدمشقي ثنا سعيد بن بشير به.
وقال: تفرد به عمر بن سعيد الدمشقي وهو منكر الحديث"
قلت: تابعه أبو الجُمَاهر محمد بن عثمان التنوخي ثنا سعيد بن بشير به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 140) وفي "مسند الشاميين"(2635)
وتابعه محمد بن بكار بن الريان البغدادي ثنا سعيد بن بشير به.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(8061 و 8355)
قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ الحسن مدلس وعنعنه" المجمع 1/ 103
قلت: وسعيد بن بشير مختلف فيه، وثقه دحيم، وضعفه ابن معين وغير واحد.
وتكلم محمد بن عبد الله بن نُمير وغيره في روايته عن قتادة.
ولم ينفرد به فقد تابعه الحكم بن عبد الملك البصري عن قتادة به.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(30) عن الحسن بن بشر البجلي ثنا الحكم به
وأخرجه الروياني (86) عن محمد بن إسحاق الصاغاني أنا الحسن بن بشر به.
قال ابن عبد البر: والحكم هذا ضعيف، عنده مناكير، لا يحتج به" التمهيد 23/ 410
قلت: والحسن بن بشر مختلف فيه، وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا.
وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً "أرأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ما ترون
فيهم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "هنّ فواحش، وفيهنّ عقوبة" ثم قال "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقول الزور، وقتل المسلم، وقذف المحصنة"
أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(444) عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة ثنا عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة به.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2375) عن عبدان بن محمد المروزي ثنا إسحاق بن راهوية به.
وإسناده ضعيف، قال ابن عدي: كلثوم بن محمد يحدث عن عطاء الخراساني بمراسيل وغيره بما لا يتابع عليه.
وقال أبو حاتم: لا يصح حديثه.
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن غير عطاء الخراساني.
وعطاء الخراساني لم يسمع من أبي هريرة.
2201 -
"الزيادة: النظر إلى وجه الرب"
قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق كعب بن عجرة مرفوعاً قال: فذكره، ولكن في إسناده ضعف" (1)
أخرجه الطبري في "تفسيره"(11/ 107) عن محمد بن حميد الرازي ثنا إبراهيم بن المختار عن ابن جُريج عن عطاء عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال "الزيادة: النظر إلى وجه الرحمن تبارك وتعالى"
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(484) والطبراني في "مسند الشاميين"(2330) واللالكائي في "السنة"(781) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 204) من طرق عن محمد بن حميد به.
قال أبو نعيم: غريب من حديث عطاء وابن جريج، تفرد به إبراهيم بن المختار"
قلت: وهو مختلف فيه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يتقى حديثه من رواية ابن حميد عنه.
(1) 9/ 417 (كتاب التفسير- سورة يونس)
وابن حميد كذبه صالح جزرة وجماعة، وقال أحمد: إذا حدّث محمد بن حميد عن أهل بلده مثل إبراهيم بن المختار وغيره أتى بأشياء لا تعرف لا تَدري ما هي.
وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعاً من عطاء، وعطاء هو الخراساني كما في رواية عبد الله بن أحمد وأبي نعيم واللالكائي ولم يسمع من كعب بن عجرة.
وللحديث شاهد عن صهيب وعن أبي موسى وعن أنس وعن أبي بن كعب.
فأما حديث صهيب وحديث أبي موسى فقد تقدم الكلام عليهما في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا دخل أهل الجنة الجنة"
وأما حديث أنس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سلم بن سالم البلخي عن نوح بن أبي مريم عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال "للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى وهي الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم"
أخرجه الحسن بن عرفة (23) عن سلم بن سالم به.
وأخرجه الدارقطني في "الرؤية"(57) وابن مندة في "الرد على الجهمية"
(ص 95 -
96) واللالكائي (779) والخطيب في "التاريخ"(9/ 140) من طرق عن الحسن بن عرفة به.
قال الخطيب: هكذا رواه سلم عن نوح بن أبي مريم عن ثابت عن أنس، وهو خطأ، والصواب عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك رواه حماد بن سلمة وكان أثبت الناس في ثابت"
قلت: وسلم بن سالم حكى الخليلي وابن الجوزي الاتفاق على ضعفه.
ونوح بن أبي مريم كذبه غير واحد.
الثاني: يرويه الخليل بن عمر العبدي ثنا عمر الأبح عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال "النظر إلى وجه الله عز جل"
أخرجه الدارقطني في "الرؤية"(58)
وإسناده ضعيف لضعف عمر بن حماد بن سعيد الأبح.
وأما حديث أبي فله عنه طريقان:
الأول: يرويه زهير بن محمد ثني من سمع أبا العالية الرِّياحي يحدث عن أبي أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال "الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله"
أخرجه الطبري (11/ 107)
عن عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي
واللالكائي (780)
عن الوليد بن مسلم الدمشقي
قال عمرو: سمعت، وقال الوليد: ثنا زهير بن محمد به.
وزهير بن محمد هو التميمي ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة كما قال أحمد وغيره، وهذه منها.
الثاني: يرويه أبو خَلْدة عن أبي العالية عن أبي نحوه.
أخرجه الدارقطني في "الرؤية"(183)
عن محمد بن زكريا بن دينار الغلابي
واللالكائي (849)
عن العباس بن الفضل الهاشمي
كلاهما عن قحطبة بن غدانة ثنا أبو خلدة به.
والغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي: متروك، وذكره ابن حبان في "الثقات". والهاشمي لم أقف له على ترجمة، وقحطبة قال أبو حاتم: صدوق، وأبو خلدة اسمه خالد بن دينار وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره.
***