المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف القاف 2540 - " قَاتِل الكفار" قال الحافظ: وشيبة بن عثمان - أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) - جـ ٥

[نبيل البصارة]

الفصل: ‌ ‌حرف القاف 2540 - " قَاتِل الكفار" قال الحافظ: وشيبة بن عثمان

‌حرف القاف

2540 -

" قَاتِل الكفار"

قال الحافظ: وشيبة بن عثمان الحجبي فقد ثبت عنه أنه لما رأى الناس قد انهزموا استدبر النبي صلى الله عليه وسلم ليقتله فأقبل عليه فضربه في صدره وقال له: فذكره، فقاتلهم حتى انهزموا" (1)

ضعيف جداً

أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2897) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1229) والطبراني في "الكبير"(7192) وأبو نعيم في "الصحابة"(3701) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 145) من طريق عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهُذلي عن عكرمة مولى ابن عباس عن شيبة بن عثمان قال: لما غزا النبي صلى الله عليه وسلم حُنينا تذكرت أبي وعمي قتلهما علي وحمزة فقلت: اليوم أدرك ثأري في محمد، فجئته فإذا العباس من يمينه عليه درع بيضاء كأنها الفضة، فكشف عنها العجاج فقلت: عمه لن يخذله، فجئت عن يساره فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث فقلت: ابن عمه ولن يخذله، فجئته من خلفه فدنوت ودنوت حتى إذا لم يبق إلا أن أَسُوْرَه سَوْرَة بالسيف رُفع إليّ شواظ من نار كأنه البرق فخفت أن يَمْحَشُني فنكصت القهقرى، فالتفت إليّ النبي صلى الله عليه وسلم وقال "تعال يا شيب" فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدري فاستخرج الله الشيطان من قلبي فرفعت إليه بصري وهو أحبّ إلى من سمعي ومن بصري ومن كذا، فقال لي "يا شيب قاتل الكفار"

قال الهيثمي: وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف" المجمع 6/ 184

قلت: وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات.

(1) 9/ 91 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])

ص: 3735

2541 -

"قاتل الله اليهود، إنّ الله حرّم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها، وإنّ الله إذا حرّم على قوم أكل شيء حرَم عليهم ثمنه"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من وجه آخر عن ابن عباس أنّه صلى الله عليه وسلم قال وهو عند الركن: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(269) وأحمد (1/ 247 و293 و 322) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 147) وأبو داود (3488) والدارقطني (3/ 7) والبيهقي (6/ 13 و13 - 14) من طرق عن خالد الحَذَّاء عن بركة بن العريان أبي الوليد المجاشعي قال: سمعت ابن عباس يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا (2) خلف المقام فرفع رأسه (3) إلى السماء، فنظر ساعة ثم ضحك، ثم قال "قاتل (4) الله اليهود (5)، حرّمت عليهم الشحوم فباعوها فأكلوا أثمانها، فإنّ الله عز وجل إذا حرّم على قوم أكل شيء حرّم عليهم ثمنه" اللفظ للشافعي

قال أبو الطيب آبادي: رواته كلهم ثقات محتج بهم" التعليق المغني على الدارقطني 3/ 7

قلت: وإسناده صحيح.

2542 -

عن أسامة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة فأمرني فأتيته بماء في دلو فجعل يبل الثوب ويضرب به على الصور ويقول "قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون"

قال الحافظ: أخرجه عمر بن شبة في "كتاب مكة" من طريق عبد الرحمن بن مهران عن عمير مولى ابن عباس عن أسامة" (6)

تقدم الكلام عليه في حرف الدال فانظر حديث أسامة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة"

2543 -

عن عمار بن ياسر قال: قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن والإنس، أرسلني إلى بئر بدر فلقيت الشيطان في صورة إنسي فصارعني فصرعته.

(1) 5/ 330 (كتاب البيوع - باب بيع الميتة والأصنام)

(2)

وفي لفظ لأحمد "قاعدا في المسجد مستقبلا الحجر" ولفظ أبي داود وغيره "جالسا عند الركن"

(3)

ولفظ أبي داود "بصره"

(4)

وفي لفط "لعن"

(5)

زاد أبو داود والبيهقي "ثلاثا"

(6)

9/ 78 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح)

ص: 3736

قال الحافظ: أخرجه الطبراني من طريق الحسن البصري قال: كان عمار يقول: فذكره، وفي سنده الحكم بن عطية مختلف فيه، والحسن لم يسمع من عمار" (1)

ضعيف

أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 4001) عن وهب بن جرير بن حازم قال: ثنا أبي قال: سمعت الحسن يقول: قال عمار بن ياسر: قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن والإنس، قيل: وكيف قاتلت الجن؟ قال: نزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي، فقال "إنه سيأتيك على الماء آت يمنعك" فلما كنت على البئر أتاني رجل أسود كأنه مَرس، فقال: إنك لا تستقي اليوم منها ذَنوبا، فأخذنى فأخذته فصرعته، ثم أخذت حجرا فكسرت أنفه ووجهه، ثم ملأت قربتي، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال "هل أتاك على الماء أحد؟ " فقلت: رجل أسود، فأخبرته بالذي صنعت، فقال "ذاك الشيطان"

وأخرجه ابن سعد (3/ 251) عن وهب بن جرير بن حازم وموسى بن إسماعيل البصري قالا: أنا جرير بن حازم به (2).

قال الحافظ: هذا إسناد منقطع، ورجاله ثقات" المطالب 4/ 275

وقال البوصيري: رواته ثقات إلا أنه منقطع" مختصر الإتحاف 9/ 271

قلت: الحسن البصري لم يسمع من عمار، قاله المنذري في "الترغيب"(1/ 147) والمزي في "التهذيب"(21/ 216)

والحديث أخرجه الطبراني أيضاً كما في "المجمع"(9/ 293)

قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه يعقوب بن إسحاق المخرمي ولم أعرفه، والحكم بن عطية مختلف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح"

2544 -

"قاتلهم الله ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام"

قال الحافظ: وعند ابن أبي شيبة من حديث جابر نحو حديث ابن مسعود وفيه "فأمر بها فكبت لوجوهها" وفيه نحو حديث ابن عباس وزاد: فذكره، ثم دعا بزعفران فلطخ تلك التماثيل" (3)

(1) 13/ 310 (كتاب الاستئذان - باب من ألقي له وسادة)

(2)

انظر حديث "سيأتيك من يمنعك من الماء" في حرف السين.

(3)

9/ 77 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح؟)

ص: 3737

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 487 - 488) وفي "مسنده"(المطالب 4306) عن شَبَابة بن سَوَّار المدائني عن المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر قال: دخلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما تعبد من دون الله، قال: فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبت كلها لوجوهها، ثم قال {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فصلّى فيه ركعتين، فرأى فيه تمثال إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وقد جعلوا في يد إبراهيم الأزلام يستقسم بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قاتلهم الله، ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام" ثم دعا بزعفران فلطخه بتلك التماثيل.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 391) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا ابن أبي شيبة به.

قال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده حسن" المطالب العالية 4/ 422 - مختصر الإتحاف 7/ 39

قلت: فيه عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلساً.

2545 -

حديث أبي هريرة: فقال عليّ: يا رسول الله، علام أقاتل الناس؟ قال:"قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله"

قال الحافظ: ووقع في حديث أبي هريرة عند مسلم (2405): فقال عليّ: يا رسول الله، علام أقاتل الناس؟ قال: فذكره.

وقال: وعند مسلم من حديث أبي هريرة أنّ عمر قال: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ" (1)

2546 -

"قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها"

قال الحافظ: ولمسلم (2574) من طريق محمد بن قيس بن مخرمة عن أبي هريرة: لما نزلت {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النِّساء: 123] بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

2547 -

حديث أبي سعيد رفعه "قال إبليس: يا رب، لا أزال أغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الله تعالى: وعزتي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني"

(1) 9/ 16 و 18 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر)

(2)

12/ 207 (كتاب المرضى - باب ما جاء في كفارة المرض)

ص: 3738

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (1)

له عن أبي سعيد طريقان:

الأول: يرويه يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أبي سعيد مرفوعاً "إنّ إبليس قال لربه عز وجل: وعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال له ربه عز وجل: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"

أخرجه أحمد (3/ 41) وأبو يعلى (1273)

عن يونس بن محمد المؤدب

وأحمد (3/ 29)

عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي

والطبراني في "الأوسط"(8783) وفي "الدعاء"(1779) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه"(162) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 332) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1361) وابن بلبان في "المقاصد السنية"(ص 456 - 457)

عن عبد الله بن صالح المصري

ثلاثتهم عن الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد به.

قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث"

قلت: عمرو بن أبي عمرو مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي.

وما أظنه سمع من أبي سعيد لأنّ الحافظ ذكره في "التقريب" في طبقة صغار التابعين الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة، وذكر أنه مات بعد الخمسين ومائة، واختلف في سنة وفاة أبي سعيد، والمشهور أنه توفي سنة أربع وسبعين، فيكون بين وفاتيهما ست وسبعون سنة.

الثاني: يرويه دَرَّاج أبو السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد.

أخرجه أحمد (3/ 29 و76) وعبد بن حميد (932) وأبو يعلى (1399) والبيهقي في "الأسماء"(ص 167) والبغوي في "شرح السنة"(5/ 76)

(1) 13/ 343 (كتاب الدعوات - باب أفضل الاستغفار)

ص: 3739

عن عبد الله بن لَهيعة

والحاكم (4/ 261)

عن عمرو بن الحارث المصري

كلاهما عن دراج به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الذهبي: فيه دراج وهو واه" العلو ص 72

قلت: هو مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون، وأحاديثه عن أبي الهيثم قواها ابن معين، وضعفها أحمد وأبو داود.

2548 -

"قال الله: ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره"

قال الحافظ: حكى الحاكم في كتابه المفرد في صلاة الضحى عن جماعة من أئمة الحديث أنهم كانوا يختارون أنْ تصلى الضحى أربعاً لكثرة الأحاديث الواردة في ذلك كحديث أبي الدرداء وأبي ذر عند الترمذي مرفوعاً عن الله تعالى: فذكره، وحديث نعيم بن همار عند النسائي، وحديث أبي أمامة وعبد الله بن عمرو والنواس بن سمعان كلهم بنحوه عند الطبراني، وحديث عقبة بن عامر وأبي مرة الطائفي كلاهما عند أحمد بنحوه" (1)

صحيح

ورد من حديث أبي الدرداء وأبي ذر ومن حديث أبي الدرداء وحده ومن حديث نعيم بن هَمّار ومن حديث أبي أمامة ومن حديث النواس بن سمعان ومن حديث سعد بن قيس

فأما حديث أبي الدرداء وأبي ذر فأخرجه الترمذي (475)

عن أبي جعفر محمد بن أبي الحسين السِّمْنَاني

وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 137)

عن إسماعيل بن عبد الله الأصبهاني سمويه

قالا: ثنا أبو مُسهر عبد الأعلى بن مسهر ثنا إسماعيل بن عياش عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جُبير بن نفير عن أبي الدرداء وأبي ذر مرفوعا "قال الله عز وجل: ابن آدم، اركع لي أول النهار أربع ركعات أكفك آخره".

(1) 3/ 297 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر)

ص: 3740

ورواه أبو حاتم الرازي عن أبي مسهر فلم يذكر أبا ذر (1).

أخرجه الذهبي في "الميزان"(1/ 242)

وقال: هذا حسن قوي الإسناد"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

وقال المنذري: في إسناده إسماعيل بن عياش، ولكنه إسناد شامي"

قلت: إسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها فإنّ بحير بن سعد حمصي، وباقي رجال الإسناد ثقات فالحديث صحيح.

وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه أحمد (6/ 451) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 330) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي عن أبي الدرداء مرفوعاً "إنّ الله عز وجل يقول: ابن آدم لا تعجز من أربع ركعات أول النهار أكفك آخره".

ورواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن صفوان بن عمرو ثنا شريح بن عبيد وغيره عن أبي الدرداء.

أخرجه أحمد (6/ 440) عن أبي المغيرة به.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(964) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي ثنا أبو المغيرة به إلا أنّه لم يذكر وغيره.

قال المنذري والهيثمي: رجاله ثقات" الترغيب 1/ 464 - المجمع 2/ 236

قلت: وإسناده منقطع لأنّ شريح بن عبيد لم يدرك أبا الدرداء.

لكنه لم ينفرد بل تابعه غيره كما في رواية أبي المغيرة.

وتابعه جبير بن نفير كما تقدم.

وأما حديث نعيم بن هَمَّار فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو الزاهرية حُدير بن غريب الحضرمي ثني كثير بن مرة الحضرمي سمع نعيم بن همار رفعه "قال الله عز وجل: يا ابن آدم لا تعجز عن أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره"

(1) ورواه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن إسماعيل بن عياش فلم يذكر أبا ذر.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1148)

ص: 3741

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(555) وأحمد (5/ 286 و 287) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 93) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 9/ 35) وابن الأعرابي (ق 7/ أ) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 151 - 152) والطبراني في "مسند الشاميين"(1964 و 1965) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة"(21) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن أبي الزاهرية به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

ولم ينفرد أبو الزاهرية به بل تابعه:

1 -

خالد بن معدان الحمصي.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 93) والنسائي في "الكبرى"(تحفة 9/ 35) والطبراني في "مسند الشاميين"(1169) من طرق عن بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار.

ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة بقية فإنه كان مدلساً.

2 -

لقمان بن عامر الحمصي.

أخرجه (1) البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 94) عن يزيد بن عبد ربه الحمصي عن محمد بن حرب عن الزبيدي عن لقمان بن عامر عن كثير بن مرة عن نعيم بن هدار.

وإسناده حسن رواته ثقات غير لقمان بن عامر وثقه ابن حبان والعجلي وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": صدوق.

3 -

مكحول، واختلف عنه:

- فرواه محمد بن راشد المكحولي عن مكحول عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار.

أخرجه أحمد (5/ 287) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 93 - 94) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد"(ص 28) وابن قانع (3/ 150 - 151) والطبراني في "مسند الشاميين"(3535) وابن عدي (6/ 2208) من طرق عن محمد بن راشد المكحولي به.

- ورواه بُرد بن سنان الدمشقي عن سليمان بن موسى عن مكحول عن كثير بن مرة عن قيس بن مرثد الجذامي عن نعيم بن همار.

(1) وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1852) وابن قانع (3/ 151) من طريق محمد بن مُصفى ثنا محمد بن حرب به.

ص: 3742

أخرجه أحمد (5/ 287) وفي "العلل"(2/ 310) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 94) والدارمي (1459) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 339) والنسائي في "الكبرى"(تحفة 9/ 35) وابن الأعرابي (ق 128 /ب) وابن قانع (3/ 151) وابن حبان (2533) والطبراني في "مسند الشاميين"(394 و 3533) وأبو نعيم في "الصحابة"(6395 و 6396) والبيهقي (3/ 47 - 48) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1960) من طرق عن برد به.

وتابعه العلاء بن الحارث الدمشقي عن مكحول به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(النكت الظراف 9/ 34 - 35) عن الربيع بن سليمان بن داود المصري عن عبد الله بن يوسف عن الهيثم بن حميد عن العلاء به.

- ورواه سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مكحول واختلف عنه:

• فرواه غير واحد عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار، منهم:

أ- أبو مُسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 93)

ب- أبو حيوة شريح بن يزيد الحمصي.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(294 و 3534)

ت- أبو عبد الله محمد بن هاشم الأزفر.

أخرجه تمام (ق 53/ ب)

ث- الوليد بن مسلم.

أخرجه أبو داود (1289) عن داود بن رشيد الخوارزمي ثنا الوليد بن مسلم به (1).

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 142)

واختلف فيه على الوليد بن مسلم، فرواه أحمد (5/ 286 - 287) عن الوليد بن مسلم فلم يذكر كثير بن مرة.

• ورواه عمار بن مطر الرُّهاوي عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن كثير بن مرة عن قيس الجذامي عن نعيم بن همار.

(1) وأخرجه ابن قانع (3/ 151) من طريق نعيم بن حماد ثنا الوليد به.

ص: 3743

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(293) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 649)

وتابعه الواقدي ثنا سعيد بن عبد العزيز به.

أخرجه المهرواني في "الفوائد المنتخبة"(ص 71)

• ورواه يحيى بن إسحاق السَّيْلَحِيني عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي مرة الطائفي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (5/ 287) والنسائي في "الكبرى"(تحفة 9/ 288) وأبو نعيم (1) في "الصحابة"(7030)

• ورواه يحيى بن حمزة الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز عن زيد بن واقد عن مكحول عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(294 و 1186)

الثاني: يرويه بُسر بن عبيد الله الحضرمي الشامي ثني أبو إدريس الخولاني سمع نعيم بن همار.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 93 و 94 - 95) وابن حبان (2534) وتمام (ق 9/ ب) من طرق عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب القرشي ثني بسر بن عبيد الله به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

- ورواه قتادة واختلف عنه:

• فقيل: عن قتادة ثنا نعيم بن همار عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (4/ 153 و 201) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 94) وأبو يعلى (1757)

عن أبان بن يزيد العطار

والبخاري (4/ 2/ 94)

عن بكير بن أبي السَّميط البصري

كلاهما عن قتادة به (2).

(1) سقط من إسناده عن مكحول.

(2)

قال المنذري: رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحدهما رجال الصحيح" الترغيب 1/ 464

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 235

ص: 3744

• ورواه هشام الدَّسْتُوائي عن قتادة عن الحسن بن عبد الرحمن عن قيس الجذامي عن عقبة بن عامر.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 94)

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(7746) من طريق سليمان بن سلمة الخَبَائري ثنا محمد بن شعيب ثنا يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً به.

قال الهيثمي: وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك" المجمع 2/ 236

وأما حديث النواس بن سمعان فأخرجه الطبراني في "الكبير"

قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 2/ 236

وأما حديث سعد بن قيس فأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 258) عن عبد الله بن غنام ثنا أبو كُريب ثنا إسحاق بن سليمان ثنا جسر عن الحسن عن سعد بن قيس مرفوعاً "يقول ربكم": أكفني أربع ركعات أول النهار أكفك آخره"

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3213) من طريق محمد بن صبيح عن جسر به.

وإسناده ضعيف لضعف جسر بن فَرْقد.

2549 -

"قال الله: الإخلاص سرٌّ من سرّي استودعته قلب من أحب، لا يطلع عليه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده"

قال الحافظ: واستند قائله إلى حديث واه جداً أورده ابن العربي في المسلسلات ولفظه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه القشيري في "الرسالة"(ص 104) من طريق عبد الواحد بن زيد قال: سألت الحسن عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت حذيفة عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الإخلاص ما هو؟ قال "سألت جبريل عن الإخلاص ما هو؟ قال: سألت رب العزة عن الإخلاص ما هو؟ قال: سرّ من سرّي استودعته قلب من أحببته من عبادي"

وإسناده ضعيف. عبد الواحد بن زيد هو البصري الزاهد قال ابن معين: ليس بشيء،

(1) 5/ 11 (كتاب الصوم - باب فضل الصوم)

ص: 3745

وقال البخاري: تركوه، وقال النسائي: متروك الحديث، وذكره الساجي والعقيلي وابن شاهين وابن الجارود في الضعفاء.

2550 -

"قال الله {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] فأنا أستغفر لهم سبعين وسبعين وسبعين"

قال الحافظ: وروى الطبري من طريق مغيرة عن الشعبي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

فذكره" (1)

سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظره في "ما اسمك؟ "

2551 -

"قال الله: أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمي"

قال الحافظ: في حديث عبد الرحمن بن عوف في السنن مرفوعاً: فذكره" (2)

له عن عبد الرحمن بن عوف طريقان:

الأول: يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف واختلف عنه:

- فرواه ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن الزهري عن أبي سلمة أنّ رَدَّادَا (3) الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف رفعه "قال الله تبارك وتعالى: أنا الله، وأنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته"

منهم:

1 -

مَعْمَر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (20234) عن معمر به.

وأخرجه أحمد (1/ 194) عن عبد الرزاق وقال: عن أبي الرداد.

وأخرجه أبو داود (1695) وابن حبان في "الثقات"(4/ 241 - 242)

عن محمد بن المتوكل العسقلاني

والحاكم (4/ 157) والمزي في "التهذيب"(9/ 174 - 175)

(1) 9/ 405 (كتاب التفسير: سورة براءة - باب قوله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80])

(2)

13/ 23 (كتاب الأدب - باب من وصل وصله الله)

(3)

وقيل: أبا الرداد.

ص: 3746

عن إسحاق بن إبراهيبم الدَّبَري

والواحدي في "الوسيط"(2/ 5)

عن محمد بن يحيى الذهلي

ثلاثتهم عن عبد الرزاق وقالوا: عن الرداد.

وأخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 276) والبيهقي (7/ 26) وفي "الأسماء"(ص 467)

عن أحمد بن منصور الرمادي

والبيهقي (7/ 26) وفي "الأسماء"(ص 70)

عن أحمد بن يوسف السلمي

كلاهما عن عبد الرزاق وقالا: عن أبي الرداد.

ورواه ابن المبارك (1) في "البر والصلة"(113) عن معمر فقال عن أبي الرداد.

لكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم"(204)

عن أحمد بن جميل المروزي

وابن حبان (443)

عن حبان بن موسى المروزي

كلاهما عن ابن المبارك عن معمر فقالا: عن الرداد.

ورواه وهيب بن خالد البصري عن معمر فقال: عن أبي الرداد.

أخرجه البزار (993) والخرائطي في "المكارم"(1/ 276) وفي "المساوئ"(264)

واختلف فيه على معمر، فرواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 264)

والأول أصح.

(1) رواه حسين بن حسن المروزي عن ابن المبارك هكذا.

ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 130) ووقع عنده: عن رداد.

ص: 3747

2 -

شعيب بن أبي حمزة الحمصي.

أخرجه أحمد (1/ 194) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عبد الرحمن بن عوف 165) والحاكم (4/ 158) والبيهقي في "الشعب"(7566)

عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة

والهيثم بن كليب (239) والطبراني في "مسند الشاميين"(3057) والحاكم (4/ 158)

عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي

كلاهما عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري ثني أبو سلمة أنّ أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف.

3 -

محمد بن عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن القرشي التيمي المدني.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(53) عن إسماعيل بن أبي أويس ثني أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة أنّ أبا الرداد أخبره عن عبد الرحمن بن عوف.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4603) والحاكم (4/ 158) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس ثني أخي أبو بكر به.

4 -

عبيد الله بن أبي زياد الرُّصافي.

أخرجه الحسين المروزي في "البر والصلة"(114) عن حجاج بن أبي منيع الرصافي ثنا جدي عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري ثني أبو سلمة أنّ أبا رداد أخبره عن عبد الرحمن بن عوف.

5 -

معاوية بن يحيى الصَدَفي.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 278) عن أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الله بن صالح ثنا الهِقْل بن زياد عن الصدفي ثني الزهري ثني أبو سلمة أنّ أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف.

- ورواه غير واحد عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، منهم:

1 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه أبو داود (1694) وعثمان الدارمي في "الرد على المريسي"(ص 12)

عن مسدد

ص: 3748

وأبو داود (1694)

عن ابن أبي شيبة (1)

وابن أبي الدنيا في "المكارم"(203)

عن علي بن الجَعْد الجوهري وغيره

والخرائطي في "المكارم"(ص 47 - 48 السلفية) و"المساوئ"(265)

عن علي بن حرب الطائي

كلهم عن سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه.

• ورواه غير واحد عن سفيان عن الزهري عن أبي سلمة قال: اشتكى أبو الرداد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف فقال: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد، فقال عبد الرحمن: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

أخرجه أحمد (1/ 194) والحميدي (65) والحسين المروزي في زيادات "البر والصلة"(115) عن سفيان به.

وأخرجه الحاكم (4/ 157 - 158) من طريق بشر بن موسى الأسدي ثنا الحميدي به.

وأخرجه الترمذي (1907)

عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني

وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي

وأبو يعلى (840)

عن زهير بن حرب النسائي

والبزار (992)

عن أحمد بن عبدة الضبي

والبرتي (18)

(1) رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(8/ 535 - 536) عن سفيان عن الزهري عن أبي سلمة أنّ عبد الرحمن عاد أبا الرداد فقال: خيرهم وأوصلهم أبو محمد، فقال عبد الرحمن.

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(3432) من طريق حميد بن زنجويه ثنا ابن أبي شيبة به.

ص: 3749

عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني

والخرائطي في "المكارم"(1/ 277) و"المساوئ"(266)

عن سُريج بن النعمان البغدادي

وأبو نعيم في "الصحابة"(6795)

عن إبراهيم بن بشار الرمادي

والبيهقي (7/ 26) وفي "الآداب"(11)

عن الحسن بن محمد الزعفراني

والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عبد الرحمن بن عوف 166)

عن عمرو بن عبد الحميد الإملي

كلهم عن سفيان بن عُيينة به.

قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح، وروى معمر هذا الحديث عن الزهري عن أبي سلمة عن رداد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف. قال محمد: وحديث معمر خطأ"

وتعقبه المنذري فقال: وفي تصحيح الترمذي له نظر فإنّ أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئاً. قاله ابن معين وغيره" الترغيب 3/ 338

ورجّح أبو حاتم هذه الرواية فقال: المعروف أبو سلمة عن عبد الرحمن" تهذيب التهذيب 3/ 271

وخالفه الدارقطني كما سيأتي.

2 -

سفيان بن حسين الواسطي.

أخرجه البرتي (17) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي ثنا سليمان بن كثير (1) أنا سفيان بن حسين عن الزهري عن أبي سلمة قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثي فقال: خيركم وأوصلكم أبو محمد، قال عبد الرحمن: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

(1) واختلف فيه على سليمان بن كثير: فقال محمد بن كثير: أنا سليمان بن كثير عن الزهري عن أبي سلمة قال: دخل عبد الرحمن على أبي الرداد الليثي لم يذكر سفيان بن حسين.

أخرجه البرتي (16)

ص: 3750

وأخرجه الحاكم (4/ 158) من طريق يزيد بن هارون أنبا سفيان بن حسين به.

وأخرجه الطبري (167) من طريق أبي سفيان سعيد بن يحيى الحميري ثنا سفيان بن حسين به.

واختلف فيه على سفيان بن حسين، فرواه عمر بن علي المُقَدمي عن سفيان بن حسين عن الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: دخل عبد الرحمن على أبى الرداد الليثي

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 274) و"المساوئ"(262)

وسفيان بن حسين ليس بالقوي في الزهري كما قال ابن معين وغيره.

3 -

يونس بن يزيد الأيلي.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 278) و"المساوئ"(267) عن أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الله بن صالح عن الليث ثني يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه.

- ورواه محمد بن أبي حفصة البصري عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف.

أخرجه البزار (991)

ومحمد بن أبي حفصة مختلف فيه، وثقه أبو داود وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

وتابعه بحر السقاء عن الزهري به.

قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 264)

وبحر ضعفوه.

قال الدارقطني: والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه" العلل 4/ 265

يعني عن الزهري عن أبي سلمة أنّ أبا الرداد أخبره عن عبد الرحمن بن عوف.

وأبو الرداد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ما حدّث عنه سوى أبي سلمة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

ص: 3751

- ورواه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن واختلف عنه:

• فقيل: عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة أنّ أباه عاد أبا الرداد.

أخرجه البرتي (15) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حماد -هو ابن سلمة- عن محمد بن عمرو به.

• ورواه يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

أخرجه أحمد (2/ 498) والخرائطي في "المساوئ"(280) والحاكم (4/ 157)

وتابعه خالد بن عبد الله الواسطي عن محمد بن عمرو به.

أخرجه أبو يعلى (5953)

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال ابن المديني: وهو عندي خطأ لا شك فيه لأنّ الزهري رواه عن أبي سلمة عن ابن رداد الليثي عن عبد الرحمن بن عوف، وهو عندي الصواب" العلل ص 91

• ورواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلاً.

قاله الدارقطني (4/ 265)

الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:

- فرواه هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أنّ أباه حدثه أنّه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحم إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "قال الله عز وجل: أنا الرحمن، وهي الرحم شققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته، ومن بتها أبتُّه".

أخرجه أحمد (1/ 191 و 194) والبرتي (38) وابن أبي الدنيا في "المكارم"(205) وأبو يعلى (841) والخرائطي في "المساوئ"(263) والهيثم بن كليب (252) والحاكم (4/ 157) وابن الجوزي في "البر والصلة"(232)

قال الحافظ: سنده صحيح" تهذيب التهذيب 3/ 271

- ورواه أبان بن يزيد العطار عن يحيى فلم يذكر عبد الله بن قارظ.

أخرجه البرتي (37)

ص: 3752

- ورواه شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي عن يحيى ثني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أنّ رجلاً أخبره عن عبد الرحمن.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 312) والطبري (169)

- ورواه عكرمة بن عمار اليمامي عن يحيى ثنا أبو سلمة قال: جاء نسيب لعبد الرحمن بن عوف يعوده في مرضه، فقال له: أفلان؟ قال: نعم، قال: وصلتك رحم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

أخرجه الهيثم بن كليب (240)

ورواية عكرمة بن عمار عن يحيى ضعفها أحمد وجماعة.

- ورواه الأوزاعي عن يحيى واختلف عنه:

• فرواه شعيب بن إسحاق الدمشقي وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين الشامي عن الأوزاعي عن يحيى عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ ثني فلان عن عبد الرحمن.

• ورواه غير واحد عن الأوزاعي عن يحيى عن عبد الله بن محمد قال: أقبل قريب لعبد الرحمن بن عوف يعوده فقال له عبد الرحمن

منهم:

1 -

بشر بن بكر التنيسي.

أخرجه الطبري (170)

2 -

الوليد بن مزيد البيروتي.

أخرجه الطبري (171)

3 -

يحيى بن حمزة الحضرمي.

قاله الدارقطني (4/ 296)

2552 -

"قال الله: إني خلقت عبادي حنفاء كلهم فاجتالتهم الشياطين عن دينهم" سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (2865) عن عياض بن حمار.

(1) 3/ 491 (كتاب الجنائز - باب ما قيل في أولاد المشركين)

ص: 3753

2553 -

"قال الله: ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم كافرين بها"

قال الحافظ: وفي رواية أبي هريرة عند مسلم (72): فذكره" (1)

2554 -

عن أبي بن كعب قال: قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فنزلت سورة الإخلاص.

قال الحافظ: وهو عند ابن خزيمة في كتاب "التوحيد" وصححه الحاكم. وفيه "أنه ليس شيء يولد إلا يموت، وليس شيء يموت إلا يورث، والله لا يموت ولا يورث، ولم يكن له شبه ولا عدل، وليس كمثله شيء"(2)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أنّ المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم:

انسب لنا ربك، فنزلت"

2555 -

عن مجاهد قال: قال المؤمنون: ألا نستغفر لآبائنا كما استغفر إبراهيم لأبيه؟ فنزلت.

قال الحافظ: وروى الطبري من طريق ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: فذكره، ومن طريق قتادة قال: ذكر لنا أنّ رجالا، فذكر نحوه" (3)

مرسل

حديث مجاهد أخرجه الطبري في "تفسيره"(11/ 41) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] قال: يقول المؤمنون ألا نستغفر لآبائنا وقد استغفر إبراهيم لأبيه كافرا، فأنزل الله {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} [التوبة: 114] ع الآية.

ورواته ثقات، محمد بن عمرو له ترجمة في "تاريخ بغداد"، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد، وعيسى هو ابن ميمون المكي، وابن أبي نجيح اسمه عبد الله.

وحديث قتادة أخرجه الطبري (11/ 43) عن بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن زُريع ثنا سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة، قوله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] الآية، قال: ذكر لنا أنّ رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا نبي الله، إنّ من

(1) 3/ 177 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82])

(2)

17/ 125 (كتاب التوحيد - باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله)

(3)

10/ 125 (كتاب التفسير - سورة القصص - باب قوله ({إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56])

ص: 3754

آبائنا من كان يحسن الجوار، ويصل الأرحام، ويفك العاني، ويوفي بالذمم، أفلا نستغفر لهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "بلى والله لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه" فأنزل الله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} [التّوبَة: 113] الآية.

ورواته ثقات.

2556 -

عن أنس قال: قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يقرئ خديجة السلام -يعني فأخبرها-، فقالت: إنّ الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته.

قال الحافظ: وللنسائي من حديث أنس قال: فذكره، زاد ابن السني من وجه آخر "وعلى من سمع السلام إلا الشيطان"(1)

صحيح

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(374) وفي "الكبرى"(8359)

عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني

والحاكم (3/ 186)

عن قتيبة بن سعيد البلخي

كلاهما عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خديجة وقال: إنّ الله يقرئ خديجة السلام، فقالت: إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك السلام ورحمة الله"

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: وهو كما قال.

وأخرج ابن السني في اليوم والليلة" (240) عن إسماعيل بن داود بن وَرْدان المصري ثنا عيسى بن حماد ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عمرو بن وهب أنّ خديجة خرجت تلتمس رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة ومعها غذاء لها، فلقيها جبريل عليه السلام في صورة رجل، فسألها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهابته، وظنت أنه بعض من يغتاله، ثم إنها ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "ذاك جبريل عليه السلام أخبرني أنه لقيك، ومعك غذاء وهو حيس، فقال: اقرأ عليها من الله عز وجل السلام وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا

(1) 8/ 139 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة)

ص: 3755

صخب فيه ولا نصب" فقالت: هو السلام، ومنه السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك يا رسول الله وعلى من سمع إلا الشيطان، يا رسول الله ما بيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب؟ قال "هو بيت من لؤلؤة مخبأة"

ابن وردان ترجمه الذهبي في "السير" وقال: الشيخ العالم المسند، وعمرو بن وهب ما عرفته، والباقون ثقات.

2557 -

عن الربيع بن أنس قال: قال رجل يوم حنين: لن نغلب اليوم من قلة، فشقّ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فكانت الهزيمة.

قال الحافظ: روى يونس بن بكير في زيادات المغازي عن الربيع بن أنس قال: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 123 - 124) من طريق يونس بن بكير عن أبي جعفر الرازي عن الربيع أنّ رجلاً قال يوم حنين: لن نغلب من قلة، فشقّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25].

ويونس بن بكير وثقه ابن معين وغيره، وأبو جعفر الرازي مختلف فيه، والربيع بن أنس قال العجلي وغيره: صدوق.

2558 -

حديث جابر "قال سراقة: يا رسول الله، فيم العمل، فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير؟ "

قال الحافظ: ووقع لفظ جفّ القلم أيضاً في حديث جابر عند مسلم (2648): فذكره، وفي آخر حديث ابن عباس الذي فيه "احفظ الله يحفظك" ففي بعض طرقه "جفّت الأقلام وطويت الصحف" وفي حديث عبد الله بن جعفر عند الطبراني في حديث "واعلم أنّ القلم قد جفّ بما هو كائن" وفي حديث الحسن بن عليّ عند الفريابي "رفع الكتاب وجفّ القلم"(2)

حديث ابن عباس تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا سألت فاسأل الله".

وحديث عبد الله بن جعفر تقدم مع حديث ابن عباس.

(1) 9/ 88 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى- {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])

(2)

14/ 293 (كتاب القدر - باب جف القلم)

ص: 3756

وحديث الحسن بن علي أخرجه الفريابي في "القدر"(99 و 102) وغيره موقوفاً.

2559 -

"قال موسى: يا ربّ أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله آدم، فقال: أنت أبونا؟ "

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث عمر.

وقال: وفي حديث عمر "لقي موسى آدم" وكذا عند أبي عوانة، وأما أبو داود فلفظه كما تقدم "قال موسى: يا رب أرني آدم"

وقال: وقد وقع في حديث عمر: لما قال موسى: أنت آدم؟ وقال له: من أنت؟ قال: أنا موسى"

وقال: وفي حديث عمر بعد قوله "أنت آدم؟ قال: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلمك الأسماء كلها، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فلم أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ "

وفي لفظ لأبي عوانة "فوالله لولا ما فعلت ما دخل أحد من ذريتك النار"

وقال: وفي حديث عمر "قال: أنا موسى، قال: نبي بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: أنت الذي كلمك الله من وراء حجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم"

وقال: وفي حديث عمر "قال: فلم تلومني على شيء سبق من الله تعالى فيه القضاء"

وقال: وثبت في حديث عمر بلفظ "فاحتجا إلى الله فحج آدم موسى، قالها ثلاث مرات"(1)

صحيح

وله عن عمر طريقان:

الأول: يرويه هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعاً "إنّ موسى قال: يا ربّ، أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله آدم، فقال: أنت أبونا آدم؟ فقال له آدم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلّمك الأسماء كلها، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فقال له آدم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء الحجاب لم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم، قال: أفما وجدت أنّ

(1) 14/ 307 و 309 و 310 و 311 و 312 (كتاب القدر - باب تحاج آدم وموسى عند الله)

ص: 3757

ذلك كان في كتاب الله قبل أن أخلق؟ قال: نعم، قال: فيم تلومني في شيء سبق من الله تعالى فيه القضاء قبلي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك "فحجّ آدم موسى، فحج آدم موسى"

أخرجه ابن وهب في "القدر"(3) عن هشام بن سعد به.

وأخرجه أبو داود (4702) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(294) وابن أبي عاصم في "السنة"(143) والفريابي في "القدر"(117) وأبو يعلى (243) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 346 - 347) وأبو بكر النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق"(30 و 44) والآجري في "الشريعة"(185 و 352 و 353 و 682) وابن بطة في "الإبانة"(1378 والرد على الجهمية 2/ 308 - 309) وابن منده في "الرد على الجهمية"(38) وفي "التوحيد"(573) واللالكائي في "الاعتقاد"(551) والبيهقي في "الأسماء"(ص 253 - 254) وفي "القضاء والقدر"(27) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 13 - 14) وإسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(70 و 195) من طرق عن ابن وهب به.

قال شيخ الإسلام ابن تيمة: إسناده حسن" الاحتجاج بالقدر ص 5

قلت: هشام بن سعد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وزيد بن أسلم وأبوه ثقتان.

الثاني: يرويه يحيى بن يَعْمَر البصري عن ابن عمر عن أبيه، وعن يحيى غير واحد، منهم:

1 -

سليمان التيمي.

أخرجه البزار (173) وابن منده في "الإيمان"(11 و 12) واللالكائي (1037) من طرق عن المعتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر قال: حدثني عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ موسى لقي آدم فقال: يا آدم أنت خلقك الله بيده وأسجد لك الملائكة وأسكنك الجنة، فوالله لولا ما فعلت ما دخل أحد من ذريتك النار، قال: فقال: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه تلومني فيما قد كان كتب عليّ قبل أن أخلق، فاحتجا إلى الله عز وجل، فحجّ آدم موسى، فاحتجا إلى الله عز وجل، فحجّ آدم موسى، فاحتجا إلى الله عز وجل، فحجّ آدم موسى"

وإسناده صحيح (1).

2 -

عبد الله بن بُريدة.

أخرجه البزار (171) وابن نصر في "الصلاة"(366) والفريابي (118 و 209) وابن

(1) وأخرجه مسلم (1/ 38) أيضاً لكن لم يسق لفظه.

ص: 3758

خزيمة (1/ 119 - 120) وابن منده (10) والهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد"(22) من طرق عن حماد بن زيد ثنا مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر (1) عن ابن عمر عن أبيه (2).

ومطر مختلف فيه، والباقون ثقات.

3 -

الرديني بن أبي مجلز.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 330) والبزار (172) والفريابي (119) وأبو يعلى (244) عن محمد بن المثنى البصري ثنا عبد الملك بن الصباح المِسْمَعي ثنا عمران بن حُدير عن الرديني به.

والرديني ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات.

الثالث: يرويه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر مرفوعاً "التقى آدم وموسى فقال له موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وأدخلك جنته ثم أخرجتنا منها؟ فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وقربك نجيا فأنزل عليك في التوراة فأسألك بالذي أعطاك ذلك بكم تجده كتب عليّ قبل أن أخلق؟ قال: أجده كتب عليك في التوراة قبل أن تخلق بألفي عام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فحجّ آدم موسى، فحجّ آدم موسى، فحجّ آدم موسى"

أخرجه أبو بكر النجاد في "مسند عمر"(17) عن الحسن بن علي المعمري

وابن عدي (5/ 1731) عن عبدان الأهوازي

كلاهما عن عمار بن زربى المازني ثنا بشر بن منصور عن عبيد الله بن عمر به.

قال عبدان: ضربت على هذا الحديث وعلمت أنّ عمار بن زربى يكذب، ولم أذكره حتى قالوا: إنّ المعمري يذكره"

وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا يعرف إلا بعمار بن زربى عن بشر، وهو باطل لم يروه عن بشر غير عمار"

(1) وعند الهروي: عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن.

(2)

وأخرجه مسلم (1/ 38) أيضاً لكن لم يسق لفظه، وانظر حديث "أن تسلم وجهك لله" في حرف الهمزة.

ص: 3759

2560 -

"قال موسى: يا رب، علمني شيئاً أذكرك به، قال: قل: لا إله إلا الله" الحديث وفيه "لو أنّ السماوات السبع وعامرهنّ والأرضين السبع جعلنّ في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهنّ لا إله إلا الله"

قال الحافظ: أخرج النسائي بسند صحيح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(834 و 1141) وابن حبان (6218) والطبراني في "الدعاء"(1480) وابن المقرئ في "الأربعين"(65) والحاكم (1/ 528) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 327 - 328) والبيهقي في "الأسماء"(ص 128) والشجري في "الأمالي"(1/ 25)

عن عمرو بن الحارث المصري

وأسد بن موسى في "الزهد"(65) وأبو يعلى (1393) والطبراني في "الدعاء"(1481) والبغوي في "شرح السنة"(1273)

عن عبد الله بن لَهيعة

كلاهما عن درَّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعاً "قال موسى: يا ربّ، علمني شيئاً أذكرك به، وأدعوك به، قال: يا موسى لا إله إلا الله، قال موسى: يا ربّ، كل عبادك يقول هذا، قال: قل: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا أنت، إنما أريد شيئاً تخصني به، قال: يا موسى، لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفّة، ولا إله إلا الله في كفّة، مالت بهنّ لا إله إلا الله".

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وفيهم ضعف" المجمع 10/ 82

قلت: دراج مختلف فيه، وأحاديثه عن أبي الهيثم قواها ابن معين، وضعفها أحمد وأبو داود.

2561 -

عن ابن عباس قال: قالت الأنصار: إنّ السعي بين الصفا والمروة من أمر الجاهلية، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] الآية.

قال الحافظ: وروى الطبراني وابن أبي حاتم في "التفسير" بإسناد حسن من حديث ابن عباس قال: فذكره" (2)

(1) 13/ 464 (كتاب الدعوات - باب فضل التسبيح)

(2)

4/ 246 (كتاب الحج - باب وجوب الصفا والمروة)

ص: 3760

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8319) عن موسى بن زكريا التُّسْتَري ثنا عمر بن يحيى الأبلي ثنا حفص بن جُميع عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سماك إلا حفص بن جميع، تفرد به عمر بن يحيى"

وقال الهيثمي: وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف" المجمع 3/ 248

قلت: وموسى بن زكريا قال الدارقطني: متروك (سؤالات الحاكم ص 156)

طريق أخرى: قال ابن أبي حاتم في "التفسير"(1435): ثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا عمرو بن محمد العَنْقَزي ثنا أسباط عن السُّدِّي عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] إنّه كان في الجاهلية الشياطين تعزف أو تعزب الليل أجمع بين الصفا والمروة وكانت بينهما لهم أصنام، فلما جاء الإسلام وظهر قال المسلمون: يا رسول الله، لا نطوف بين الصفا والمروة فإنّه شرك كنا نصنعه في الجاهلية، فأنزل الله عز وجل {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] يقول: ليس عليه إثم، ولكن له أجر.

وإسناده حسن، أبو سعيد واسمه أحمد بن محمد بن يحيى وأسباط بن نصر والسدي واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن صدوقون، والباقون ثقات، وأبو مالك اسمه غزوان.

وللحديث شاهد عن أنس أخرجه البخاري (فتح 9/ 242)

2562 -

"قالت الملائكة: ربّ ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به، فقال: ارقبوه فإن عملها فاكتبوها".

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1/ 118) من طريق همام عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

2563 -

عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: كف عن آلهتنا فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فنزلت"

قال الحافظ: وقد أخرج ابن أبي حاتم من حديث ابن عباس: فذكره، وفي إسناده أبو خلف عبد الله بن عيسى وهو ضعيف" (2)

ضعيف

(1) 14/ 107 (كتاب الرقاق - باب من همّ بحسنة أو سيئة)

(2)

10/ 364 (كتاب التفسير: سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1])

ص: 3761

أخرجه الطبري في "تفسيره"(30/ 331) عن محمد بن موسى الحَرَشي ثنا أبو خلف ثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس أنّ قريشا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالاً، فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء، ويطئوا عقبه، فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمد، وكف عن شتم آلهتنا، فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة فهي لك ولنا فيها صلاح، قال "ما هي؟ " قالوا: تعبد آلهتنا سنة اللات والعزى، ونعبد إلهك سنة، قال "حتى انظر ما يأتي من عند ربي" فجاء الوحي من اللوح المحفوظ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1] السورة، وأنزل الله {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)} [الزمر: 64] إلى قوله {فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 66].

وإسناده ضعيف، أبو خلف واسمه عبد الله بن عيسى الخَزَّاز قال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: ليس ممن يحتج به.

2564 -

عن ابن عباس قال: قالت قريش لليهود: أعطونا شيئاً نسأل هذا الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه فأنزل الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] "

قال الحافظ: روى الترمذي من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره، ورجاله رجال مسلم، وهو عند ابن إسحاق من وجه آخر عن ابن عباس نحوه.

وقال: وفي رواية العَوْفي عن ابن عباس عند الطبري: فقالوا: أخبرنا عن الروح؟.

وقال: أخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في هذه القصة أنهم قالوا عن الروح وكيف يعذب الروح الذي في الجسد وإنّما الروح من الله، فنزلت الآية.

وقال: ووقع في حديث ابن عباس الذي أشرت إليه أول الباب أنّ اليهود لما سمعوها قالوا: أوتينا علماً كثيرا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا، فنزلت {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي} [الكهف: 109] الآية. قال الترمذي: حسن صحيح" (1)

صحيح

وحديث عكرمة عن ابن عباس يرويه داود بن أبي هند واختلف عنه:

- فقال يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: قالت

(1) 10/ 16 و 18 و 19 (كتاب التفسير: سورة الإسراء - باب {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} [الإسراء: 85])

ص: 3762

قريش لليهود: أعطونا شيئاً نسأل عنه هذا الرجل. فقالوا: سلوه عن الروح. فسألوه، فنزلت {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء: 85] قالوا: أوتينا علماً كثيرا، أوتينا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا، فأنزل الله عز وجل {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ} [الكهف: 109].

أخرجه أحمد (1/ 255) والترمذي (3140) والنسائي في "الكبرى"(11314) والطبراني في "الأوسط"(7998)

عن قتيبة بن سعيد البلخي

وأبو يعلى (2501) وابن حبان (99) وأبو الشيخ في "العظمة"(403) وابن منده في "التوحيد"(553)

عن مسروق بن المَرْزُبان الكوفي

والحاكم (2/ 531)

عن يحيى بن يحيى النيسابوري

والبيهقي في "الدلائل"(2/ 269)

عن إسماعيل بن قتيبة النيسابوري

أربعتهم عن يحيى بن زكريا به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن داود إلا ابن أبي زائدة، تفرد به قتيبة"

كذا قال، وقد توبع قتيبة عليه كما تقدم، والحديث إسناده صحيح.

ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن داود عن عكرمة مرسلاً، ولم يذكر ابن عباس.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(15/ 155) عن محمد بن المثنى ثنا ابن عبد الأعلى به.

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.

وأما حديث ابن إسحاق فلم أره موصولا.

قال الطبري (15/ 157): ثني ابن حميد ثنا سلمة ثنا محمد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار قال: نزلت بمكة {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]

ص: 3763

فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه أحبار يهود، فقالوا: يا محمد، ألم يبلغنا أنك تقول {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] أفعنيتنا أم قومك؟ قال "كُلّا قد عنيت" قالوا: فإنك تتلو أنا أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هي في علم الله قليل، وقد آتاكم ما إن عملتم به انتفعتم" فأنزل الله {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ} [لقمان: 27] إلى قوله {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج: 75].

وهذا مرسل بسند ضعيف لضعف ابن حميد وللبعض الذي لم يسم.

وأما حديث العوفي عن ابن عباس فأخرجه الطبري (15/ 156) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جُنادة العوفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس: قوله {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} [الإسراء: 85] الآية، وذلك أنّ اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرنا ما الروح، وكيف تعذب الروح التي في الجسد، وإنما الروح من الله عز وجل، ولم يكن نزل عليه فيه شيء، فلم يُحر إليهم شيئاً، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال له {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، قالوا له: من جاءك بهذا؟ فقال "جاءني به جبريل من عند الله" فقالوا: والله ما قاله لك إلا عدو لنا، فأنزل الله تبارك اسمه {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} [البقرة: 97] الآية.

وإسناده ضعيف (1).

2565 -

عن عائشة قالت: قَبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه، فقال لها عروة: هل هي إلا أنت؟ فتبسمت.

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 5/ 54) ومسلم (1106) ومالك (1/ 292) وابن أبي شيبة (3/ 59) والحميدي (198) وأحمد (6/ 192 و 207) والدارمي (1729 و 1730) وأبو يعلى (4428 و 4715 و 4734) وإسحاق في "مسند عائشة"(672) والسياق له وزاد: وهو صائم، وقال: فضحكت.

2566 -

قال أبو قتادة: قُتل عمرو بن الجَمُوح وابن أخيه يوم أُحد فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا في قبر واحد.

(1) انظر حديث "حسبنا الله ونعم الوكيل"

(2)

15/ 245 (كتاب الديات - باب إذا عض رجلاً فوقعت ثناياه)

ص: 3764

قال الحافظ: وقد روى أحمد بإسناد حسن من حديث أبي قتادة قال: فذكره. قال ابن عبد البر في "التمهيد": ليس هو ابن أخيه وإنّما هو ابن عمه. وهو كما قال فلعله كان أسنّ منه" (1).

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اجمعوا بينهما فإنّهما كانا متصادقين في الدنيا"

2567 -

حديث أبي الدرداء: قحط المطر فسألنا نبي الله صلى الله عليه وسلم أنْ يستسقي لنا، فغدا

نبي الله صلى الله عليه وسلم" الحديث

قال الحافظ: وفي حديث أبي الدرداء عند البزار والطبراني: فذكره" (2)

أخرجه البزار (كشف 658) والطبراني في "مسند الشاميين"(1102)

عن إسماعيل بن عياش

والطبراني في "مسند الشاميين"(1102) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 701)

عن عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجَوْن

كلاهما عن راشد بن داود الصنعاني عن أبي عثمان الصنعاني عن أبي الدرداء قال: قحط المطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألنا نبي الله صلى الله عليه وسلم أنْ يستسقي لنا، فاستسقى، فغدا نبي الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بقوم يتحدثون، فقالوا: سقينا الليلة بنوء كذا وكذا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "ما أنعم الله على قوم نعمة إلا أصبحوا بها كافرين"

قال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عياش وفيه كلام" المجمع 2/ 212

قلت: إنما تُكلم في إسماعيل في روايته عن غير الشاميين، وأما روايته عن الشاميين فهي صحيحة كما صرّح بذلك أحمد وغيره، وهذه منها فإنّ راشد بن داود من صنعاء دمشق، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.

ولم ينفرد إسماعيل به كما تقدم، وأبو عثمان واسمه شراحيل بن مَرْثَد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة. لكنه لم يذكر سماعا من أبي الدرداء فلا أدري أسمع منه أم لا.

(1) 3/ 459 (كتاب الجنائز - باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة؟)

(2)

3/ 153 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب تحويل الرداء في الاستسقاء)

ص: 3765

2568 -

عن أنس قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:"قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما: يوم الفطر والأضحى"

قال الحافظ: وفي النسائي وابن حبان بإسناد صحيح عن أنس: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (3/ 103 و 178 و 235 و 250) وأبو داود (1134) والفريابي في "أحكام العيدين"(1) والنسائي (3/ 146) وفي "الكبرى"(1755) وأبو يعلى (3820 و 3841) والطحاوي في "المشكل"(294 و 1488 أو 1489) والحاكم (1/ 294) والبيهقي (3/ 277) وفي "معرفة السنن"(5/ 48) وفي "الشعب"(3436) والبغوي في "شرح السنة"(4/ 292) من طرق عن حميد الطويل قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما بالجاهلية (2)، فقال "قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية، وقد أبدلكم الله (3) خيرا منهما: يوم النحر (4)، ويوم الفطر" اللفظ للبيهقي.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال البغوي: هذا حديث صحيح"

قلت: وهو كما قالا.

ولم ينفرد حميد به بل تابعه الحسن البصري عن أنس به. وزاد "أمّا يوم الفطر فصلاة وصدقة، وأما يوم الأضحى فصلاة ونسك"

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3437) من طريق عبد الوهاب بن عطاء العجلي ثنا الربيع بن صَبِيح عن الحسن وحميد الطويل عن أنس.

والربيع بن صبيح مختلف فيه.

2569 -

قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر في حديث الهجرة "قد أخذتها بالثمن"

سكت عليه الحافظ (5).

أخرجه البخاري (فتح 8/ 231 - 247) من حديث عائشة.

(1) 3/ 94 (كتاب العيدين - باب الحراب والدرق يوم العيد)

(2)

زاد الحاكم وغيره "فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية"

(3)

زاد أحمد وغيره "يومين"

(4)

وفي لفظ "الأضحى"

(5)

11/ 335 (كتاب الطلاق - باب حدثنا عبد الله بن رجاء)

ص: 3766

2570 -

حديث معاذ بن جبل قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: يا ذا الجلال والإكرام، فقال "قد استجيب لك فسل"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 231) والبخاري في "الأدب المفرد"(725) والترمذي (3527) والطبراني في "الكبير"(20/ 55 و 56) وابن بشران (1351) والبيهقي في "الدعوات"(197) وفي "الأسماء"(ص 170)

عن سفيان الثوري

وأحمد (5/ 235 - 236) والترمذي (5/ 541) والبزار (2635) والخطيب في "التاريخ"(3/ 126)

عن إسماعيل بن عُلية البصري

وابن أبي شيبة (10/ 269 - 270) وعبد بن حميد (107) والهيثم بن كليب (1376) والطبراني في "الكبير"(20/ 56) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 204) وفي "الصحابة"(5965)

عن يزيد بن هارون الواسطي

والبزار (2634) والطبراني (20/ 56) والبيهقي في "الأسماء"(ص 115 - 116)

عن بشر بن المفضل البصري

والطبراني (20/ 56)

عن خالد بن عبد الله الواسطي

وعبد الواحد بن زياد العبدي

كلهم عن سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي الورد بن ثمامة عن اللجلاج ثني معاذ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل وهو يصلي وهو يقول في دعائه: اللهم إني أسألك الصبر، قال "سألت البلاء فسل الله العافية" قال: وأتى على رجل وهو يقول: اللهم إني أسألك تمام نعمتك، فقال "ابن آدم هل تدري ما تمام النعمة؟ " قال: يا رسول الله، دعوة دعوت بها أرجو بها الخير، قال "فإنّ تمام النعمة فوز من النار ودخول الجنة" وأتى على رجل وهو يقول: يا ذا الجلال والإكرام، فقال "قد استجيب لك فسل".

(1) 13/ 483 (كتاب الدعوات - باب لله مائة اسم غير واحدة)

ص: 3767

واختلف فيه على الجريري، فرواه وهيب بن خالد البصري عن الجريري عن أبي الورد عن خالد بن اللجلاج عن معاذ.

أخرجه الهيثم بن كليب (1377)

والأول أصح.

قال أبو نعيم: تفرد به عن اللجلاج أبو الورد"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم له طريقا عن معاذ إلا هذا الطريق، ولا نعلم رواه عن اللجلاج إلا أبو الورد"

قلت: أبو الورد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث، ولم أر من تابعه فالإسناد ضعيف.

2571 -

عن أبي سلمة: سألت أبا سعيد عن ساعة الجمعة، فقال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال "قد أعلمتها ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر"

قال الحافظ: روى ابن خزيمة والحاكم من طريق سعيد بن الحارث عن أبي سلمة: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (3/ 65 و 5/ 450) والبزار (كشف 620) وابن خزيمة (1741) والحاكم (1/ 279 - 280) والبيهقي في "الشعب"(2719) من طرق عن فليح بن سليمان الخزاعي عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة قال: قلت: والله لو جئت أبا سعيد فسألته عن هذه الساعة أنْ يكون عنده منها علم، فأتيته، فذكر حديثا طويلا وقال: قلت: يا أبا سعيد، إن أبا هريرة حدثنا عن الساعة التي في الجمعة فهل عندك منها علم؟ فقال: سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال "إني قد كنت أعلمتها ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر" ثم خرجت من عنده فدخلت على عبد الله بن سلام فذكر الحديث بطوله.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الذهبي: صحيح"

وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح" المجمع 2/ 167

(1) 3/ 68 (كتاب الجمعة - باب الساعة التي في يوم الجمعة)

ص: 3768

قلت: فليح وإنْ أخرج له الشيخان فهو مختلف فيه، وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه ابن معين والجمهور (1).

والحديث اختلف فيه على أبي سلمة بن عبد الرحمن، وقد تقدم ذكر هذا الاختلاف عند حديث "إنّ النّهار ثنتا عشرة ساعة"

وتكلمت على طريق فليح بن سليمان هذه أيضاً.

2572 -

"قد أفلح من هُدي إلى الإسلام ورزق الكفاف وقنع"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1054) عن عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره، وله شاهد عن فَضالة بن عبيد نحوه عند الترمذي وابن حبان وصححاه" (2)

صحيح

وحديث فضالة بن عبيد أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(553) وأحمد (6/ 19) وفي "الزهد"(ص 14) والترمذي (2349) وابن حبان (705) والطبراني في "الكبير"(18/ 305) وابن السني في "القناعة"(7 و 8) والحاكم (1/ 34 - 35) والقضاعي (616)

عن حيوة بن شريح المصري

والطبراني في "الكبير"(18/ 306) وابن السني في "القناعة"(6) وابن شاهين في "الترغيب"(304) والحاكم (4/ 122) والقضاعي (617)

عن عبد الله بن وهب

كلاهما عن أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني أنّ أبا علي عمرو بن مالك الجَنْبي أخبره أنّه سمع فضالة بن عبيد يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "طوبى (3) لمن هُدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا وقنع (4) " اللفظ لأحمد وغيره.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط مسلم"

وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"

(1) انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة (3/ 322) للألباني فإنه أعله بفليح هذا.

(2)

14/ 52 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

(3)

وفي لفظ "أفلح"

(4)

زاد الطبراني "به" ولفظ ابن حبان "وقنعه الله به"

ص: 3769

قلت: وهو كما قالا إلا أنه ليس على شرط مسلم لأن عمرو بن مالك لم يخرج له مسلم شيئاً.

2573 -

"قد أقبل أهل اليمن وهم أول من حيانا بالمصافحة"

قال الحافظ: وأخرج المصنف في "الأدب المفرد" وأبو داود بسند صحيح من طريق حميد عن أنس رفعه: فذكره، وفي جامع ابن وهب من هذا الوجه "وكانوا أول من أظهر المصافحة"(1)

صحيح

أخرجه أحمد (3/ 212 و 251) والبخاري في "الأدب المفرد"(967) وأبو داود (5213) وابن أبي عاصم في "الأوائل"(26) والطحاوي في "المشكل"(807) والطبراني في "الأوائل"(15) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 15) من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أنس أنّه قال: لما أقبل أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قد جاءكم أهل اليمن، وهم أرق (2) منكم قلوبا"

قال أنس: وهم أول من جاء بالمصافحة. اللفظ لأحمد

وإسناده صحيح رواته ثقات.

ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه:

1 -

يحيى بن أيوب المصري.

أخرجه أحمد (3/ 155 أو 223)

عن يحيى بن إسحاق السَّيْلحيني

وابن حبان (7193)

عن عبد الله بن وهب

كلاهما عن يحيى بن أيوب عن حميد قال: سمعت أنس بن مالك رفعه "يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم"

قال: فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري، فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون: غداً نلقى الأحبة محمدا وحزبه.

فلما أن قدموا تصافحوا، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة.

(1) 13/ 293 - 294 (كتاب الاستئذان - باب المصافحة)

(2)

ولفظ الطحاوي "ألين"

ص: 3770

2 -

يزيد بن هارون.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 122) وأحمد (3/ 182) عن يزيد بن هارون أنا حميد عن أنس رفعه "يقدم عليكم أقوام أرق منكم أفئدة"

فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى، فجعلوا لما قدموا المدينة يرتجزون.

غدًا نلقى الأحبة محمدا وحزبه

ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن حبان (7192)

وأخرجه أبو يعلى (3845)

عن زهير بن حرب النسائي

والبيهقي في "الدلائل"(5/ 351)

عن عبد الرحيم بن منيب

والطحاوي (806)

عن أحمد بن منيع

قالوا: ثنا يزيد بن هارون به.

3 -

عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي.

أخرجه ابن سعد (4/ 106) وأحمد (3/ 262)

4 -

يحيى بن سعيد القطان.

أخرجه أحمد (3/ 182)

5 -

محمد بن أبي عدي البصري.

أخرجه أحمد (3/ 105)

6 -

محمد بن عبد الله الأنصاري.

أخرجه ابن سعد (4/ 106)

7 -

خالد بن الحارث البصري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(8352)

ص: 3771

2574 -

حديث أبي بن كعب أنّ امرأته أم الطفيل قالت لعمر: قد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سُبَيْعَة أن تنكح إذا وضعت.

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (1)

يرويه ابن لَهيعة عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بُسر بن سعيد واختلف عنه:

- فقال إسحاق بن عيسى ابن الطَّبَّاع البغدادي: أني ابن لهيعة عن بكير عن بسر عن أبي بن كعب قال: نازعني عمر بن الخطاب في المتوفى عنها وهي حامل، فقلت: تزوج إذا وضعت، فقالت أم الطفيل أم ولدي لعمر: قد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيعة الأسلمية أنْ تنكح إذا وضعت.

أخرجه أحمد (6/ 375) عن إسحاق بن عيسى به.

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 355)

- وقال يحيى بن عبد الله بن بكير المصري. ثنا ابن لهيعة عن بكير عن بسر عن محمد بن أبي بن كعب عن أم الطفيل أنّ عمر بن الخطاب وأبي بن كعب اختصما في الحامل يتوفى عنها زوجها فتضع، فقالت أم الطفيل لأبي بن كعب: ألا تخبر عمر بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبيعة بنت الحارث لما وضعت بعد وفاة زوجها بأيام، فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً؟.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 144)

- وقال غير واحد: عن ابن لهيعة عن بكير عن بسر قال: سمعت أم الطفيل امرأة أبي بن كعب أنها سمعت عمر بن الخطاب وأبي بن كعب يختصمان، فقالت أم الطفيل: أفلا يسأل عمر بن الخطاب سبيعة الأسلمية توفي عنها زوجها وهي حامل فوضعت بعد ذلك بأيام فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

منهم:

1 -

يحيى بن إسحاق السَّيْلحيني.

أخرجه أحمد (6/ 375 - 376)

2 -

قتيبة بن سعيد البلخي.

أخرجه أحمد (6/ 375 - 376)

(1) 11/ 400 (كتاب الطلاق - باب {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4])

ص: 3772

3 -

سعيد بن كثير بن عُفَير المصري.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3384)

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

2575 -

عن معاذ: لما بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال: "قد بعثتك إلى قوم رقيقة

قلوبهم فقاتل بمن أطاعك من عصاك"

قال الحافظ: وروى أحمد من طريق عاصم بن حميد عن معاذ: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج يوصيه ومعاذ راكب، الحديث. ومن طريق يزيد بن قطيب عن معاذ: فذكره" (1)

صحيح

وحديث عاصم بن حميد عن معاذ أخرجه أحمد (5/ 235) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السَّكُوني أنّ معاذا لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى اليمن معه النبي صلى الله عليه وسلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال "يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أنْ تمرّ بمسجدي وقبري" فبكى معاذ بن جبل جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تبك يا معاذ، للبكاء أو إنّ البكاء من الشيطان"

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1838) والطبراني في "الكبير"(20/ 121) وفي "مسند الشاميين"(991) وابن بشران (363) وأبو نعيم في "الصحابة"(5957) والبيهقي (10/ 86) وفي "الدلائل"(5/ 404 - 405) من طرق عن أبي اليمان به (2).

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير راشد بن سعد وعاصم بن حميد وهما ثقان" المجمع 9/ 22

قلت. وإسناده صحيح، وعاصم بن حميد قال الدارقطني: هو من أصحاب معاذ ثقة.

ولم ينفرد أبو اليمان به بل تابعه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن صفوان بن عمرو به (3).

(1) 9/ 122 (كتاب المغازي - باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن)

(2)

ووقع عندهم إلا ابن بشران: عاصم بن حميد عن معاذ.

(3)

وقد تقدم الكلام على حديثه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ أوليائي منكم المتقون"

ص: 3773

وأما حديث يزيد بن قطيب عن معاذ فأخرجه أحمد (5/ 235) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ثنا صفوان ثني أبو زياد يحيى بن عبيد الغساني عن يزيد بن قطيب عن معاذ أنه كان يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال "لعلك أن تمر بقبري ومسجدي، قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم، يقاتلون على الحق مرتين، فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك، ثم يعود إلى الإسلام حتى تبادر المرأة زوجها، والولد والده، والأخ أخاه، فأنزل بين الحيين السكون والسكاكك"

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 89 - 90) وفي "مسند الشاميين"(983) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي ثنا أبو المغيرة به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المتفق"(1716)

وأخرجه الهيثم بن كليب (1397) عن أحمد بن زهير بن حرب ثنا الحوطي ثنا أبو المغيرة به.

وأخرجه البيهقي (9/ 20) والخطيب في "المتفق"(1716) من طريق عباس بن عبد الله الترقفي ثنا أبو المغيرة به.

قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ يزيد بن قطيب لم يسمع من معاذ، المجمع 10/ 55

2576 -

عن قتادة قال: لما نزلت {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80] قال النبي صلى الله عليه وسلم "قد خيّرني ربي فوالله لأزيدنّ على السبعين"

قال الحافظ: روى عبد بن حميد من طريق قتادة قال: فذكره، وأخرجه الطبري من طريق مجاهد مثله، والطبري أيضًا وابن أبي حاتم من طريق هشام بن عروة عن أبيه مثله، وهذه طرق وإنْ كانت مراسيل فإنّ بعضها يعضد بعضا" (1)

مرسل

وحديث قتادة له عنه طريقان:

الأول: يرويه مَعْمر عن قتادة قال: لما نزلت {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لأزيدن عن سبعين" فقال الله عز وجل {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون: 6].

(1) 9/ 405 (كتاب التفسير: سورة براءة - باب قوله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80])

ص: 3774

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 284) عن معمر به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(10/ 200) من طريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به.

ورواته ثقات.

الثاني: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة: قوله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قد خيرني ربي فلأزيدنّ على سبعين" فأنزل الله {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} [المنافقون: 6] الآية.

أخرجه الطبري (10/ 200) عن بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن زُريع عن سعيد به.

ورواته ثقات.

وحديث مجاهد له عنه طريقان:

الأول: يرويه ابن جُريج عن مجاهد في هذه الآية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سأزيد على سبعين استغفارة" فأنزل الله في سورة المنافقين {لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون: 6] عزما.

أخرجه أبو عبيد في "الناسخ"(521) عن حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج به.

ورواته ثقات.

وأخرجه الطبري (10/ 199) من طريق الحسين بن داود المصيصي ثني حجاج به.

الثاني: يرويه عبد الله بن أبي نَجيح عن مجاهد في هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم "سأزيد على سبعين استغفاره". الحديث

أخرجه الطبري (10/ 199) من طرق عن ابن أبي نجيح به.

وحديث عروة أخرجه الطبري (10/ 199) عن سفيان بن وكيع

وابن أبي حاتم في "تفسيره"(10500) عن هارون بن إسحاق الهمداني قالا: ثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ عبد الله بن أبي بن سلول قال لأصحابه: لولا أنكم تنفقون على محمد وأصحابه لانفضوا من حوله، وهو القائل: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل، فأنزل الله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] قال النبي صلى الله عليه وسلم "لأزيدن على السبعين" فأنزل الله {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [المنافقون: 6] فأبى الله تبارك وتعالى أن يغفر لهم.

ص: 3775

ورواته ثقات غير سفيان بن وكيع وقد توبع.

2577 -

حديث سلمة بن الأكوع قال: بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصالحوه، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سهيلا قال:"قد سهل لكم من أمركم"

قال الحافظ: عند ابن أبي شيبة من حديث سلمة بن الأكوع قال. فذكره، وللطبراني نحوه من حديث عبد الله بن السائب" (1)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 440 - 441) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن موسى بن عُبيدة عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصالحوه، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم سهيل قال "قد سهل من أمركم"

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(26/ 96 - 97) وفي "تاريخه"(2/ 629) عن محمد بن عمارة الأسدي وأحمد بن منصور الرمادي قالا: ثنا عبيد الله بن موسى به.

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذي.

وله شاهد عن عبد الله بن السائب أن النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية حين أخبره عثمان أنّ سهيلا أرسله إليه قومه فصالحوه على أن يرجع عنهم هذا العام ويخلوها قابلا ثلاثاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم "سهيل سهل عليكم الأمر"

قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه مؤمل بن وهب المخزومي تفرد عنه ابنه عبد الله وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 146

قلت: واختلف فيه على عبد الله بن مؤمل، فرواه أبو النضر منصور بن صقر عنه ثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل الحديبية أتاه سهيل بن عمرو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذا سهيل بن عمرو قد أقبل وقد سهل لكم الأمر"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 317) والخطيب في "المتفق والمفترق"(700)

وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عطاء، تفرد به منصور عن عبد الله"

(1) 6/ 269 (كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد)

(2)

16/ 20 (كتاب التعبير - باب رؤيا الصالحين)

ص: 3776

قلت: وعبد الله مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وله شاهد عن عكرمة مرسلاً. أخرجه عبد الرزاق (9720) والبخاري (فتح 6/ 269) والطبري في "تفسيره"(26/ 99) وفي "تاريخه"(2/ 628) وابن المنذر في "الأوسط"(11/ 297) والبيهقي في "الدلائل"(4/ 105)

2578 -

حديث ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم بدر: "قد عرفت أنّ رجالا من بني هاشم قد أخرجوا كرها فمن لقي أحدا منهم فلا يقتله"

قال الحافظ: أخرج ابن إسحاق من حديث ابن عباس: فذكره" (1)

حسن.

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي"(سيرة ابن هشام 1/ 628 - 629) حدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يومئذ "إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها، لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله"

وأخرجه ابن سعد (4/ 10 - 11) من طريق هارون بن أبي عيسى الشامي وإبراهيم بن سعد المدني كلاهما عن ابن إسحاق به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 505) والطبري في "تاريخه"(2/ 449 - 451) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 140 - 141) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 513) من طريق محمد بن سلمة الحرّانى عن ابن إسحاق به.

و (1/ 505) من طريق عبد الله بن إدريس الكوفي عن ابن إسحاق به.

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

وأخرجه ابن سعد (4/ 11) عن محمد بن كثير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: فذكر نحوه (2).

(1) 8/ 323 (كتاب المغازي - باب حدثني خليفة)

(2)

وأخرجه أيضاً (4/ 10) عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس.

ص: 3777

والكلبي واسمه محمد بن السائب قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه غير واحد.

وله شاهد من حديث علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر "من استطعتم أنْ تأسروا من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرها"

أخرجه أحمد (1/ 89) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 504 - 505) والبزار (720) وابن المنذر في "الأوسط"(11/ 217) من طرق عن إسرائيل يونس عن أبي إسحاق عن حارثة بن مُضَرِّب عن عليّ به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عليّ إلا حارثة بن مضرب، ولا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عليّ"

وقال الهيثمي: ورجال أحمد ثقات" المجمع 6/ 58

قلت: أبو إسحاق مدلس وقد عنعن.

وله شاهد آخر مرسل أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 382) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن خالد الحَذَّاء عن عكرمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر "من لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله فإنهم أخرجوا كرها"

رواته ثقات.

2579 -

حديث علي مرفوعاً "قد عفوت عن الخيل والرقيق فهاتوا صدقة الرِّقَة"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره، وإسناده حسن" (1)

يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عنه عن عاصم بن ضمْرَة عن عليّ مرفوعاً "قد عفوت لكم عن (2) والرقيق فهاتوا (3) صدقة الرِّقَة من كل أربعين درهما درهما، وليس في تسعين ومائة فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم"

أخرجه أحمد (1/ 92) واللفظ له وابنه (1/ 145) وابن زنجويه في "الأموال"(391 و1604 و 1871) والدارمي (1636) وأبو داود (1574) والترمذي (620) وأبو علي

(1) 4/ 69 (كتاب الزكاة - باب ليس على المسلم في عبده صدقة)

(2)

وعند الدارمي وغيره "عن صدقة الخيل"

(3)

ولفظ عبد الله بن أحمد "فأدوا" ولفظ ابن زنجويه "فآتوا"

ص: 3778

الطوسي في "مختصر الأحكام"(574) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 251) والبغوي في "شرح السنة"(1582)

عن أبي عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري الواسطي

وأحمد (1/ 113 - 114) وابنه (1/ 148) والنسائي (5/ 27) وفي "الكبرى"(2257) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 28) والدارقطني (2/ 126) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 133)

عن الأعمش (1)

والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 944)

عن المعلي بن هلال الطحان الكوفي

والطبراني في "الصغير"(649)

عن قتادة

وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 263)

عن عمار بن رُزَيْق الكوفي

وأبو القاسم البغوي في "حديث أبي الجهم"(ق 14/ ب)

عن سوار بن مصعب الهمداني

والنسائي (5/ 27) وفي "الكبرى"(2256) وابن خزيمة (2284) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(575) والدارقطني في "العلل"(3/ 16) وابن عبد البر (17/ 133)

عن سفيان الثوري

وأبو عبيد في "الأموال"(1356) والطبري (2/ 945)

عن موسى بن عقبة

(1) رواه عبد الله بن نمير وحفص بن غياث وأبو بكر بن عياش عن الأعمش.

واختلف عنه ابن نمير، فرواه أحمد بن حنبل وحسين بن منصور النيسابوري عند النسائي وأبو كريب

محمد بن العلاء الهمداني عند الدارقطني عن ابن نمير عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عاصم عن عليّ.

ورواه أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري عن ابن نمير عن الأعمش عن أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ.

أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(83)

ص: 3779

كلهم عن أبي إسحاق به.

وفي حديث الأعمش "وليس فيما دون مائتين زكاة"

وفي حديث سفيان "فأدوا زكاة أموالكم، من كل أربعين درهما، ومن كل مائتين خمسة".

وفي حديث موسى بن عقبة "هاتوا صدقة الأموال ربع العشر".

- ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن عليّ مرفوعاً "عفي لكم عن صدقة الخيل والرقيق ولكن هلموا صدقة الوَرِق، من كل أربعين درهما درهما، ولا يؤخذ منكم شيء حتى تكون مائتي درهم، فإذا كانت مائتي درهم، ففيها خمسة دراهم"

أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(190) والشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (6/ 94 - 95) وفي "السنن المأثورة"(372) وأبو عبيد في "الأموال"(1355) والحميدي (54) وابن أبي شيبة (3/ 152 و 14/ 242) وأحمد (1/ 146) وابن ماجه (1813) وأبو يعلى (299 و 580) والطبري (2/ 943) والبيهقي في "معرفة السنن"(6/ 95)

عن سفيان بن عيينة

وابن وهب (190) وأحمد (1/ 132 و 146) وعبد بن حميد (65) وابن ماجه (1790) والبزار (840) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 28) والدارقطني في "العلل"(3/ 160)

عن سفيان الثوري

وأخرجه البيهقي (4/ 118) من طريق بحر بن نصر قال: قرئ على ابن وهب أخبرك سفيان بن عيينة وسفيان الثوري عن أبي إسحاق.

والطيالسي (ص 19) وأحمد (1/ 146) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 28) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 61)

عن شَريك بن عبد الله القاضي

وابن أبي شيبة (3/ 152) وأحمد (1/ 121 - 122) والدارقطني في "العلل"(3/ 160)

عن حجاج بن أَرْطَاة

والطحاوي (2/ 28)

عن إبراهيم بن طهمان الخراساني

ص: 3780

وابن زنجويه (1870)

عن إسرائيل بن يونس

وأبو يعلى (561) واللفظ له

عن عمر بن عامر السُّلَمي البصري

والخطيب في "التاريخ"(7/ 141)

عن السيد بن عيسى الكوفي

و (7/ 302)

عن إدريس الأزدي

وخيثمة في "حديثه"(ص 67)

عن خلد بن أبي خلد

والطبري (2/ 944)

عن عنبسة بن سعيد الأسدي

والطبراني في "الأوسط"(6400)

عن موسى بن عقبة

كلهم عن أبي إسحاق به.

وفي حديث الثوري وإسرائيل "فأدوا زكاة الأموال (1) من كل أربعين درهما درهما".

وفي حديث عنبسة "وأما الأنعام والماشية والرقة فهاتوا صدقاتها من كل أربعين درهما درهما".

وفي حديث الحجاج "وفي الرقة ربع عشرها".

قال الترمذي: روى هذا الحديث الأعمش وأبو عوانة وغيرهما عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي.

وروى سفيان الثوري وابن عُيينة وغير واحد عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي.

(1) وفي لفظ "ولكن هاتوا ربع العشور"

ص: 3781

وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: كلاهما عندي صحيح عن أبي إسحاق يحتمل أنْ يكون روى عنهما جميعاً"

وقال الدارقطني: ويشبه أنْ يكون القولان صحيحان" العلل 3/ 159

قلت: وهو كما قالا، فقد رواه زهير بن معاوية الكوفي عن أبي إسحاق عن عاصم والحارث عن علي.

أخرجه أبو داود (1572) والبيهقي (4/ 134 - 135)

وتابعه جرير بن حازم البصري عن أبي إسحاق به.

أخرجه أبو داود (1573)

ورواه الثوري عن أبي إسحاق على الوجهين كما تقدم، فثبت بذلك أنّ أبا إسحاق رواه عن عاصم وعن الحارث كلاهما عن علي.

- وخالف الجميع مَعْمَر بن راشد فرواه عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي موقوفاً.

أخرجه عبد الرزاق (6794 و6881) ومن طريقه الطبري (2/ 945) والدارقطني في "العلل"(3/ 161)

والأول أصح لأنّ الثوري ممن رواه عن أبي إسحاق مرفوعاً، والثوري سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه، وقد توبع كما تقدم.

قال البغوي: هذا حديث حسن"

قلت: لم يذكر أبو إسحاق سماعا من عاصم والحارث فإنه كان مدلساً.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه الحسن بن عُمارة عن عاصم بن ضمرة عن علي مرفوعاً.

أخرجه عبد الرزاق (6879)

والحسن بن عمارة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث.

وللحديث شاهد عن ابن عباس مرفوعاً "عفوت لكم عن الخيل والرقيق، وليس فيما دون المائتين زكاة"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9460) من طريق معن بن عيسى القزاز ثنا قيس بن الربيع عن ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن ابن عباس به.

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به معن بن عيسى"

ص: 3782

قلت: وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع وابن أبي ليلى.

2580 -

"قد علمت آخر أهل الجنة دخولا الجنة، رجلاً كان يسأل الله أن يجيره من النار ولا يقول أدخلني الجنة، فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بقي بين ذلك فيقول: يا رب، قربني من باب الجنة انظر إليها وأجد من ريحها، فيقربه فيرى شجرة"

قال الحافظ: أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك من حديث عرف الأشجعي رفعه: فذكره، وهو عند ابن أبي شيبة أيضاً لكن الإسناد ضعيف" (1)

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 116) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك (1265) والبزار (كشف 3556) والطبراني في "الكبير"(8/ 77) من طرق عن موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن محمد بن كعب القرظي عن عوف بن مالك الأشجعي مرفوعاً "قد علمت آخر أهل الجنة دخولا الجنة، رجل كان يسأل الله في الدنيا أن يجيره من النار، ولا يقول أدخلني الجنة، فإذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار بقي فيما بين ذلك، فيقول: يا رب، ما لي ها هنا؟ فيقول: عبدي هذا ما كنت تسألني يا ابن آدم، فيقول: يا رب، قربني من باب الجنة انظر إليها وأجد ريحها، قال: فَيُقرِّب من باب الجنة فيرى شجرة في الجنة عند باب الجنة، فيقول: يا رب، قربني من هذه الشجرة أستظل بظلها وآكل من ثمرها وذكر الحديث.

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي.

2581 -

حديث أم حميد الساعدية أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني أحبّ الصلاة معك. قال:"قد علمت، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجد الجماعة"

قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث أم حميد الساعدية: فذكره، وإسناد أحمد حسن، وله شاهد من حديث ابن مسعود عند أبي داود" (2)

(1) 14/ 256 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم)

(2)

2/ 495 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب انتظار الناس قيام الإِمام العالم)

ص: 3783

له عن أم حميد طرق:

الأول: يرويه داود بن قيس الفراء عن عبد الله بن سويد الأنصاري عن عمته أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك. فقال "قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي"

قال: فأمرت، فبني لها مسجد في أقصى شيء في بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل.

أخرجه أحمد (6/ 371) وابن أبي خيثمة كما في "الإصابة"(3/ 200) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 1525) وابن حبان (2217) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(13/ 213 - 214) وفي "التمهيد"(23/ 398)

عن هارون بن معروف المروزي

وابن خزيمة (1689)

عن عيسى بن عبد الله الغافقي

قالا: ثنا عبد الله بن وهب ثني داود بن قيس به.

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سويد الأنصاري، وثقه ابن حبان" المجمع 2/ 33 و34

قلت: ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا داود بن قيس فهو مجهول.

الثاني: يرويه عبد الحميد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي عن أبيه عن جدته أم حميد قالت: قلت: يا رسول الله، يمنعنا أزواجنا أن نصلي معك ونحب الصلاة معك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صلاتكنّ في بيوتكنّ أفضل من صلاتكنّ في حجرتكنّ، وصلاتكنّ في حجرتكنّ أفضل من صلاتكنّ في دوركنّ، وصلاتكنّ في دوركن أفضل من صلاتكنّ في الجماعة"

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 384 - 385) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 1524) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3379) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 323)

ص: 3784

عن زيد بن الحباب العُكْلي

والطبراني في "الكبير"(25/ 148)

عن عثمان بن عمران الرملي

قالا: ثنا ابن لَهيعة ثني عبد الحميد بن المنذر به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد المؤمن بن عبد الله الكناني عن عبد الحميد بن المنذر به.

أخرجه البيهقي (3/ 132 - 133)

وعبد المؤمن هذا لم أقف له على ترجمة.

الثالث: يرويه يحيى بن العلاء البجلي الرازي ثنا أسيد الساعدي عن سعيد بن المنذر عن أم حميد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

أخرجه ابن أبي عاصم (3380) عن عقبة بن مكرم بن أفلح البصري ثنا عبد الله بن حرب الليثي ثنا محمد بن النعمان ثنا يحيى بن العلاء به.

ويحيى بن العلاء قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

وله شاهد من حديث عائشة ومن حديث أم سلمة ومن حديث ابن مسعود

فأما حديث عائشة فأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 265) والبيهقي (3/ 132) وفي "الآداب"(902) وفي "الشعب"(7435) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(755) من طريق شريك بن أبي نمر عن يحيى بن جعفر بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعاً "لأن تصلي المرأة في بيتها خير لها من أن تصلي في حجرتها، ولأن تصلي في حجرتها خير لها من أن تصلي في الدار، ولأن تصلي في الدار خير لها من أن تصلي في المسجد"

وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي لبيبة.

وأما حديث أم سلمة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(9097) عن مسعدة بن سعد العطار المكي ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح ثني محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن أبيه عن أم سلمة مرفوعاً:

ولفظه "صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في حجرتها خير من صلاتها في دارها، وصلاتها في دارها خير من صلاتها خارج"

ص: 3785

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به إبراهيم بن المنذر".

وقال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 1/ 226

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا زيد بن المهاجر فإن ابن أبي حاتم لم يذكر عنه راو غير ابنه محمد بن زيد" المجمع 2/ 34

قلت: ومحمد بن فليح مختلف فيه: وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو داود (570) وابن خزيمة (1688 أو 1690) وابن عبد البر (23/ 389) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي ثنا همام عن قتادة عن مُوَرّق العجلي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها"

ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلساً.

واختلف فيه على أبي الأحوص، فرواه مَعْمر عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قوله.

أخرجه عبد الرزاق (5116) عن معمر به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(9482) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 34

قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات.

2582 -

عن أنس أنّ امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له: إنّ لي ابنة، فذكرت من جمالها، فآثرتك بها، فقال "قد قبلتها" فلم تزل تذكر حتى قالت: لم تُصْدَع قط، فقال "لا حاجة لي في ابنتك"

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (1)

ضعيف

(1) 10/ 144 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب - باب قوله: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51])

ص: 3786

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 4223 و 5270 - مختصر الإتحاف 5/ 96 - المطالب 2489/ 1) وأحمد (3/ 155) عن أبي وهب عبد الله بن بكر السهمي ثنا سنان بن ربيعة عن الحضرمي عن أنس أنّ امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ابنة لي كذا وكذا فذكرت من حسنها وجمالها، فآثرتك بها. قال "قد قبلتها" فلم تزل تمدحها حتى ذكرت أنها لم تُصْدَعْ ولم تَشْتَكِ شيئاً قطّ. قال "لا حاجة لي في ابنتك"

وأخرجه أبو يعلى (4234) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(9439) من طريق محمد بن الفرج الأزرق ثنا السهمي به.

قال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 2/ 294 - مختصر الإتحاف 5/ 96

قلت: سنان بن ربيعة مختلف فيه، قواه ابن حبان وابن عدي، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، وقال النسائي والدارقطني: ليس بالقوي، واختلف فيه قول ابن معين.

وسمع السهمي منه بعد ما خرف، قاله ابن معين.

والحضرمي أظنه ابن لاحق ذكره ابن حبان في "الثقات".

ولم يذكر الحضرمي سماعا من أنس فلا أدري أسمع منه أم لا.

تنبيه: وقع عند أحمد وحده: سنان بن ربيعة عن الحضرمي وسقطت "عن" عند الباقين.

وأظن أنّ الصواب والله أعلم: عن الحضرمي، لأنّ ابن أبي حاتم وغيره ذكروا أنّ سنان بن ربيعة يروي عن الحضرمي، ولم أر أحدا ممن ترجم لسنان قال إنه حضرمي، وإنما قالوا: إنه باهلي بصري.

2583 -

"قد كان في الأمم مُحَدَّثُون"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 8/ 49 - 50) من حديث أبي هريرة.

2584 -

عن يونس بن ميسرة عن أبي كبشة السلولي عن سهل بن الحنظلية أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر معاوية أنْ يكتب للأقرع وعيينة، فقال عُيينة: أتراني أذهب بصحيفة

(1) 16/ 44 (كتاب التعبير - باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام)

ص: 3787

المتلبس، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيفة فنظر فيها، فقال "قد كتب لك بما أمر لك"

سكت عليه الحافظ (1).

سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من سأل وعنده ما يغنيه"

2585 -

عن المغيرة بن عبد الرحمن وغيره قال: قدم أبو براء عامر بن مالك المعروف بملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يَبْعُد وقال: يا محمد لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد رجوت أن يستجيبوا لك وأنا جار لهم. فبعث المنذر بن عمرو في أربعين رجلاً منهم: الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان، ورافع بن بديل بن ورقاء، وعروة بن أسماء، وعامر بن فهيرة، وغيرهم من خيار المسلمين"

قال الحافظ: وقد أوضح ذلك ابن إسحاق قال: حدثني أبي عن المغيرة بن عبد الرحمن وغيره قال: فذكره، وكذلك أخرج هذه القصة موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم نحوه لكن لم يسم المذكورين، ووصله الطبري من وجه آخر عن ابن شهاب عن ابن كعب بن مالك عن كعب، ووصلها أيضاً ابن عائذ من حديث ابن عباس لكن بسند ضعيف، وهي عند مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مختصرا ولم يسم أبا براء بل قال: إنّ ناسا" (2)

حديث المغيرة بن عبد الرحمن أخرجه ابن إسحاق في "المغازي"(سيرة ابن هشام 2/ 184 - 185) قال: حدثني أبي إسحاق بن يسار عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيره من أهل العلم قالوا: قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام، ودعاه إليه، فلم يسلم ولم يَبْعُد من الإسلام، وقال: يا محمد، لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد، فدعوهم إلى أمرك، رجوت أن يستجيبوا لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني أخشى عليهم أهل نجد" قال أبو براء: أنا جار لهم، فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك.

وذكر الحديث بطوله.

(1) 9/ 44 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)

(2)

8/ 388 - 389 (كتاب المغازي - باب غزوة الرجيع)

ص: 3788

وأخرجه الطبري في "تاريخه"(2/ 545 - 546) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثني ابن إسحاق به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(3/ 338 - 341) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 140 - 141) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 356 - 358) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن أَبن إسحاق به.

وهذا مرسل، وابن إسحاق صدوق، ومن فوقه ثقات.

وحديث موسى بن عقبة تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني لا أقبل هدية مشرك"

وحديث ابن عباس لم أقف عليه.

وحديث أنس أخرجه مسلم (3/ 1511)

2586 -

قال ابن عباس: قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة وهو يشتكي فطاف على راحلته.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)

أخرجه أبو داود (1881) من طريق خالد بن عبد الله الطحان ثنا يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة وهو يشتكي فطاف على راحلته، كلما أتى على الركن استلم الركن بمحجن، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلّى ركعتين.

وإسناده ضعيف، يزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن.

وقد رواه خالد الحَذّاء عن عكرمة عن ابن عباس فلم يقل فيه "وهو يشتكي" أخرجه البخاري (فتح 4/ 236)

وروى مسلم عن جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم طاف راكباً ليراه الناس وليسألوه.

2587 -

عن التنوخي رسول هرقل قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك فبعث دحية إلى هرقل، فلما جاءه دعا قسيسي الروم وبطارقتها. فذكر الحديث قال: فتحيروا حتى إن بعضهم خرج من برنسه فقال: اسكتوا فإنما أردت أن أعلم تمسككم بدينكم"

(1) 4/ 236 (كتاب الحج - باب المريض يطوف راكباً)

ص: 3789

قال الحافظ: وفي "المسند" من طريق سعيد بن أبي راشد عن التنوخي رسول هرقل قال: فذكره.

وقال: وقع في حديث سعيد بن أبي راشد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم عرض على التنوخي رسول هرقل الإسلام فامتنع فقال له "يا أخا تنوخ إني كتبت إلى ملككم بصحيفة فأمسكها فلن يزال الناس يجدون منه بأسا ما دام في العيش خير"(1)

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(629) وأحمد في "المسند"(3/ 441 - 442) وابن زنجويه في "الأموال"(961) عن إسحاق بن عيسى ابن الطباع البغدادي ثني يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن سعيد بن أبي راشد قال: لقيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمص وكان جارا لي شيخا كبيرا قد بلغ الفَنَد أو قَرُب، فقلت: ألا تخبرني عن رسالة هرقل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، فقال: بلى، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك فبعث دحية الكلبي إلى هرقل، فلما أنْ جاءه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قسيسي الروم وبطارقتها ثم أغلق عليه وعليهم بابا، فذكر الحديث بطوله.

وأخرجه يعقوب بن سفيان كما في "البداية والنهاية"(6/ 27 - 28) عن الحميدي عن يحيى بن سليم به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 266)

قال ابن كثير: هذا حديث غريب، وإسناده لا بأس به، تفرد به الإمام أحمد" البداية 5/ 16

قلت: سعيد بن أبي راشد لم يَرو عنه إلا ابن خثيم كما في "الميزان"، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ويحيى بن سليم وعبد الله بن عثمان مختلف فيهما.

ولم ينفرد يحيى بن سليم الطائفي به بل تابعه عباد بن عباد المهلبي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد به.

أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"(إتحاف الخيرة 6356) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(4/ 74 - 75)

وتابعه حماد بن سلمة عن ابن خثيم مختصرا.

أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير"(17003)

(1) 1/ 48 و49 (باب كيف كان بدء الوحي)

ص: 3790

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" إتحاف الخيرة 6/ 528

وقال الهيثمي والبوصيري أيضاً: رواته ثقات" المجمع 8/ 236 - مختصر الإتحاف 7/ 60

كذا قالا، وابن خثيم مختلف فيه كما تقدم وتفرد بالرواية عن سعيد بن أبي راشد.

- ورواه حماد بن سلمة عن ابن خثيم واختلف عنه:

• فرواه أبو عامر حوثرة بن أشرس العدوي البصري عن حماد عن ابن خثيم عن سعيد بن أبي راشد.

أخرجه عبد الله بن أحمد (4/ 75) وأبو يعلى (1597)

قال الهيثمي والبوصيري: رواته ثقات" المجمع 8/ 236 - مختصر الإتحاف 9/ 69

• ورواه روح بن أسلم الباهلي عن حماد فلم يذكر سعيد بن أبي راشد.

أخرجه ابن زنجويه (104)

والأول أصح، وروح بن أسلم قال النسائي: ضعيف.

2588 -

عن أم هانئ قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع غدائر، وفي لفظ: أربع ضفائر، وفي رواية ابن ماجه: أربع غدائر.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي بسند حسن" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الراء فانظر حديث "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وله أربع غدائر"

2589 -

عن عائشة قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقرع الباب، فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم عريانا يجرّ ثوبه، فاعتنقه وقبله.

قال الحافظ: وأخرج الترمذي عن عائشة قالت: فذكره، وقال: حديث حسن" (2)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (3).

ضعيف

أخرجه الترمذي (2732) والعقيلي (4/ 427 - 428) والطحاوي في "المشكل"(1384)

(1) 12/ 482 (كتاب اللباس - باب الجعد)

(2)

13/ 300 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة)

(3)

13/ 291 (كتاب الاستئذان - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم)

ص: 3791

وفي "شرح المعاني"(4/ 281) والمحاملي (157) وابن المقري في "تقبيل اليد"(22) وأبو نعيم في "الدلائل"(462) والبغوي في "شرح السنة"(3327) وفي "الشمائل"(407) من طرق عن إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري المدني ثني أبي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فأتاه فقرع الباب، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عريانا يجرّ ثوبه، والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبله. اللفظ للترمذي

ولفظ العقيلي وغيره "بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ امرأة من بني فزارة يقال لها: أم قرفة جهزت ثلاثين راكباً من ولدها، وولد ولدها، فقالت: اقدموا المدينة فاقتلوا محمدا، فقال "اللهم اثكلها ولدها" وبعث إليهم زيد بن حارثة فقتل بني فزارة، وقتل ولد أم قرفة، وبعث بدرعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصبه بين رمحين.

قالت عائشة: فأقبل زيد حتى قدم المدينة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة في بيتي فقرع الباب فخرج إليه يجرّ ثوبه عريانا، والذي بعثه بالحق ما رأيت عريته قبل ذلك ولا بعدها حتى اعتنقه وقبله.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه"

وقال العقيلي: لا يعرف هذا الحديث إلا بيحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري، وفي أحاديثه مناكير وأغاليط وكان ضريرا فيما بلغني أنه يلقن"

وقال الذهبي: هذا حديث منكر، تفرد به إبراهيم عن أبيه" الميزان 4/ 407

قلت: إبراهيم بن يحيى قال أبو حاتم: ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأبوه ضعفه أبو حاتم والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب"، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من الزهري.

2590 -

حديث البراء بن عازب قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مائة رجل من بني بجيلة وبني قشير جرير بن عبد الله فسأله عن بني خثعم فأخبروه أنّهم أبوا أن يجيبوا إلى الإسلام فاستعمله على عامة من كان معه وندب معه ثلاثمائة من الأنصار وأمره أن يسير إلى خثعم فيدعوهم ثلاثة أيام فإنْ أجابوا إلى الإسلام قبل منهم وهدم صنمهم ذا الخَلَصَة وإلا وضع فيهم السيف.

ص: 3792

قال الحافظ: رواه الحاكم في "الإكليل".

وقال: في حديث البراء عند الحاكم: فشكا جرير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القلع فقال "ادن مني" فدنا منه، فوضع يده على رأسه، ثم أرسلها على وجهه وصدره حتى بلغ عانته، ثم وضع يده على رأسه وأرسلها على ظهره حتى انتهت إلى أليته وهو يقول مثل قول الأول.

وقال: ووقع في حديث البراء أنّه قال ذلك في حال إمرار يده عليه في المرتين وزاد "وبارك فيه وفي ذريته"(1)

2591 -

عن صَعْصَعَة بن معاوية عم الأحنف التيمي قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم

فسمعته يقول {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)} [الزلزلة: 7] إلى آخر السورة، قال: ما أبالي أن لا أسمع غيرها، حسبي حسبي.

قال الحافظ: أخرجه النسائي في "التفسير" وصححه الحاكم" (2)

صحيح

يرويه جرير بن حازم البصري عن الحسن البصري واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن جرير عن الحسن عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق.

منهم:

1 -

الأسود بن عامر الشامي شاذان.

أخرجه أحمد (5/ 59) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 10)

2 -

شيبان بن فروخ الأبُلي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1197)

3 -

يونس بن محمد المؤدب.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(11694)

4 -

يزيد بن هارون الواسطي.

أخرجه ابن سعد (7/ 39) وأحمد (5/ 59) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1301) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 21 - 22)

(1) 9/ 133 و 134 (كتاب المغازي- غزوة ذي الخلصة)

(2)

17/ 96 (كتاب الاعتصام - باب الأحكام التي تعرف بالدلائل)

ص: 3793

5 -

سليمان بن حرب البصري.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3881)

وصرّح الحسن بالتحديث من صعصعة في رواية الأسود وشيبان ويونس.

- وهكذا رواه هُدبة بن خالد البصري عن جرير إلا أنه قال: عم الأحنف.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7411) والحاكم (3/ 613) وأبو نعيم في "الصحابة"(3881) والمزي (13/ 173 - 174)

بإسناده صحيح.

- ورواه عفان بن مسلم البصري عن جرير عن الحسن مرسلاً.

أخرجه أحمد (5/ 59)

وتابعه وهب بن جرير بن حازم عن أبيه به.

أخرجه ابن أبي عاصم (1198)

والأول أصح.

2592 -

عن مالك بن عميرة الأسدي قال: قدمت قبل مهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشترى مني سراويل فأرجح لي.

قال الحافظ: وصح أنه صلى الله عليه وسلم اشترى رجل سراويل من سويد بن قيس، أخرجه الأربعة وأحمد وصححه ابن حبان من حديثه، وأخرجه أحمد أيضاً من حديث مالك بن عميرة الأسدي قال: فذكره" (1)

حسن

يرويه سِماك بن حرب واختلف عنه:

- فقال سفيان الثوري: عن سماك عن سويد بن قيس قال: جلبت أنا ومخرفة العبدي بزًا من هجر، فأتينا به مكة، فجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى، فساومنا بسراويل، فابتاعها منا، قال: وثَمَّ وزان يزن بالأجر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "زن وأرجح"

أخرجه عبد الرزاق (14341) عن سفيان به.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1162 و 5/ 215) عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه ثنا عبد الرزاق به.

(1) 12/ 386 - 387 (كتاب اللباس - باب السراويل)

ص: 3794

وأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 586 و 8/ 403 - 404) وأحمد (4/ 352) وفي "العلل"(2/ 317) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 141 - 142) والدارمي (2588) وأبو داود (3336) وابن ماجه (2220 و 3579) والترمذي (1305) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1668 أو 1669) والنسائي (7/ 250) وفي "الكبرى"(6184 و 9670) وابن الجارود (559) والدولابي (1/ 75) وأبو القاسم البغوي (1162 و 5/ 215) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 126) وابن حبان (5147) والطبراني في "الكبير"(6466) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 120) والحاكم (2/ 30 و 4/ 192) ومحمد بن مخلد في "حديثه"(80) وأبو نعيم في "الصحابة"(3531 و 6339) والبيهقي (6/ 32 - 33) وفي "الآداب"(759) والخطيب في "الموضح"(2/ 149 - 150) وفي "المتفق"(1401) والبغوي في "شرح السنة"(3071) وفي "الشمائل"(764) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 493) والمزي (12/ 269 - 270) من طرق (1) عن سفيان به.

قال الترمذي: حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: إسناده حسن للخلاف في سماك.

ولم ينفرد سفيان به بل تابعه قيس بن الربيع عن سماك عن سويد بن قيس به.

أخرجه الطيالسي (ص 165) عن قيس به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 33)

وأخرجه أبو القاسم البغوي (1163) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا قيس به.

وقيس فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات.

- وقال شعبة: عن سماك قال: سمعت أبا صفوان مالك بن عمير يقول: بعت من النبي صلى الله عليه وسلم رِجْل سراويل قبل الهجرة بثلاثة دراهم فوزن لي فأرجح.

أخرجه الطيالسي (ص 165) عن شعبة به.

(1) رواه المسيب بن واضح عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن سفيان عن سماك عن نبيح العنزي عن مخرمة العبدي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن قانع (3/ 126)

والمسيب بن واضح ضعفه الدارقطني وغيره، وقواه ابن عدي وغيره، وقال أبو حاتم وابن حبان: يخطئ.

ص: 3795

ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى"(9671) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2068) وأبو نعيم في "الصحابة"(6037) والبيهقي (6/ 33) والخطيب في "الموضح"(2/ 150)

وأخرجه أحمد (4/ 352) وفي "العلل"(2/ 317 و 318) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 142) وأبو داود (3337) وابن ماجه (2221) والحربي في "الغريب"(1/ 245) وابن أبي عاصم (1670) والنسائي (7/ 250) وفي "الكبرى"(6185 و 9672 و9673) والدولابي في "الكنى"(1/ 39 - 45 و 40 و 75) وأبو القاسم البغوي (1)(1164 و 2068) وابن قانع (2/ 15 و 3/ 32) والطبراني (2) في "الكبير"(7402) وأبو الشيخ (3)(ص 120) والحاكم (2/ 30 - 31) وأبو نعيم (4) في "الصحابة"(2443 و 3532 و 3533 و 3829 و 6866) ومحمد بن مخلد (78 و 79) والبيهقي (6/ 33) والخطيب في "الموضح"(2/ 150) وابن الأثير (5/ 40) من طرق (5) عن شعبة به.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: إسناده حسن، لكن رجّح أبو داود والنسائي وغيرهما حديث سفيان.

فقال أبو داود: رواه قيس كما قال سفيان، والقول قول سفيان"

وقال النسائي: حديث سفيان أشبه بالصواب من حديث شعبة"

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة فقلت لهما: أيهما أصح عندكما؟ فقالا: سفيان أحفظ الرجلين" العلل 2/ 444

- وقال أيوب بن جابر الحنفي: عن سماك عن مخرفة العبدي قال: خرجنا مع قوم تجار يبيعون البز ومعهم وزان يزن بالأجر، فقدمنا مكة فاشترى منهم النبي صلى الله عليه وسلم سراويل فقال للوزان "زن وأرجح"

(1) وفي رواية عنده عن شعبة: سمعت صفوان -رجل منا-

(2)

وقع عنده: صفوان أو ابن صفوان، ووقع عند ابن قانع في الموضع الأول: صفوان أو أبا صفوان.

(3)

وقع عنده: عن ابن صفوان.

(4)

ووقع عنده في الموضع الأول: عن خالد بن عمير. ووقع عنده في الموضع الرابع: صفوان أو ابن

صفوان.

(5)

وفي حديث يزيد بن هارون عن شعبة عند أحمد في "العلل": أبو صفوان مالك بن عمير الأسدي.

ووقع عند بعضهم: عميرة.

ص: 3796

أخرجه أبو القاسم البغوي (1)(1165 و 5/ 215) وابن قانع (3/ 125 - 126) والطبراني (20/ 321)

قال الدارقطني: وهم أيوب في ذلك" الإصابة 9/ 145

وقال ابن الأثير: وهو وهم، والصواب ما رواه الثوري وإسرائيل وغيرهما عن سماك عن سويد" أسد الغابة 5/ 124

قلت: وهو كما قالا، وأيوب بن جابر قال ابن معين وغيره: ضعيف.

2593 -

حديث جبير بن مُطعم رفعه "قدموا قريشا ولا تقدموها"

قال الحافظ: أخرجه البيهقي، وعند الطبراني من حديث عبد الله بن حَنْطَب ومن حديث عبد الله بن السائب مثله، وفي نسخة أبي اليمان عن شعيب عن الزهري عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة مرسلاً أنّه بلغه مثله، وأخرجه الشافعي من وجه آخر عن ابن شهاب أنه بلغه مثله" (2)

وذكره في مواضع أخرى وسكت عليه (3).

وقال أيضاً: أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح، لكنه مرسل وله شواهد" (4)

روي من حديث جبير بن مطعم ومن حديث عتبة بن غزوان ومن حديث أنس ومن حديث عبد الله بن السائب ومن حديث أبي هريرة ومن حديث علي ومن حديث عبد الله بن حنطب ومن حديث أبي جعفر مرسلاً ومن حديث ابن شهاب الزهري مرسلاً ومن حديث ابن أبي حثمة

فأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(2/ 637) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن جبير مرفوعاً "يا أيها الناس لا تقدموا قريشا فتهلكوا، ولا تخلفوا عنها فتضلوا"

وإسناده ضعيف، يعقوب بن حميد مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

(1) ووقع عنده: مخرفة أو مخرمة.

(2)

16/ 235 (كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش)

(3)

16/ 237 (كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش)

و11/ 33 - 34 (كتاب النكاح - باب الأكفاء في الدين)

و1/ 10 (باب كيف كان بدء الوحي)

(4)

7/ 341 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المناقب)

ص: 3797

وإبراهيم بن محمد بن ثابت قال أبو حاتم: صدوق.

وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

والمطلب بن عبد الله بن حنطب لم يدرك جبير بن مطعم.

وأما حديث عتبة بين غزوان فأخرجه ابن أبي عاصم (1520 و 1547) عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا أبي ثنا عبد الله بن عبد العزيز عن محمد بن عبد العزيز عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير عن عتبة مرفوعاً "قدموا قريشا ولا تقدموها"

وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله الليثي.

وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(9/ 64) عن أحمد بن جعفر بن مالك القَطيعي ثنا محمد بن يونس بن موسى ثنا أبي ثنا محمد بن سليمان بن مشمول المخزومي عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال "يا أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها، أو تعلموا من قريش ولا تعلموها، قوة رجل من قريش تعدل قوة رجلين من غيرهم، وأمانة رجل منهم تعدل أمانة رجلين من غيرهم"

محمد بن يونس بن موسى هو الكُديمي كذبه أبو داود وموسى بن هارون وغيرهما، واتهمه ابن حبان وغيره بوضع الحديث.

ومحمد بن سليمان بن مشمول ذكره النسائي وجماعة في الضعفاء.

وأما حديث عبد الله بن السائب فأخرجه ابن أبي عاصم (1519) والطبراني كما في "التلخيص"(2/ 36) من طريق أبي معشر عن المقبري عن عبد الله بن السائب مرفوعاً "قدموا قريشا ولا تقدموها"

وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح السندي.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (5/ 1810) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجُمَحي عن الزهري عن ابن وديعة عن أبي هريرة مرفوعاً "قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعلموها"

وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن عبد الرحمن.

ص: 3798

وأما حديث علي فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو بكر بن أبي جهمة عن أبيه عن ابن عباس عن علي مرفوعاً "قدموا قريشا ولا تقدموها، ولولا أنْ تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله عز وجل"

أخرجه البزار (465) عن يحيى بن الفضل البصري الخِرَقي ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ثنا عدي بن الفضل عن أبي بكر بن أبي جهمة به.

وقال: وقد روي نحوه من غير وجه، ولا نعلمه يروى عن ابن عباس عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وابن الفضل ليس بالحافظ، وأبو بكر بن أبي الجهمة وأبوه لا نعلمهما يحدثان إلا بهذا الحديث"

قلت: عدي بن الفضل هو التيمي البصري قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.

الثاني: يرويه إبراهيم بن أبي حية اليسع بن الأشعث المكي ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجُحْفة فقال "أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ " قالوا: بلى، قال "فإني كأني لكم على الحوض فرطا وسائلكم عن اثنتين: عن القرآن وعن عترتي، لا تقدموا قريشا فتهلكوا، ولا تختلفوا عنها فتضلوا"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(9/ 64 - 65)

وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن أبي حية.

وأما حديث عبد الله بن حنطب فأخرجه الطبراني

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 5/ 195

وأما حديث أبي جعفر فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 167) عن عبد الله بن إدريس الكوفي ثنا هاشم بن هاشم عن أبي جعفر مرفوعاً "لا تقدموا قريشا فتضلوا، ولا تأخروا عنها فتضلوا"

ورواته ثقات.

وأما حديث الزهري فأخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 278) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن ابن أبي ذئب عن الزهري أنه بلغه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعلموها"

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(1/ 154 و 4/ 211)

ورواته ثقات.

ص: 3799

وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن"(206) من طريق إسماعيل بن عياش عن ابن أبي ذئب عن الزهري به.

وأما حديث ابن أبي حثمة فأخرجه عبد الرزاق (19893) عن مَعْمر بن راشد عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة مرفوعاً "لا تعلموا قريشا وتعلموا منها، ولا تتقدموا قريشا ولا تتأخروا عنها فإنّ للقرشي قوة الرجلين من غيرهم".

ومن طريقه أخرجه البيهقي (3/ 121)

وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 168 - 169) وفي "مسنده"(1)(المطالب 4130) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن معمر عن الزهري عن سهل بن أبي حثمة به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1521) عن ابن أبي شيبة به.

قال البيهقي: هذا مرسل، وروي موصولا وليس بالقوي"

وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 9/ 296

2594 -

عن المطلب بن أبي وداعة قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والنجم فسجد وسجد من عنده، وابيت أنْ أسجد -ولم يكن يومئذ أسلم-، قال المطلب: فلا أدع السجود فيها أبدا.

قال الحافظ: رواه النسائي بإسناد صحيح" (2)

انظر الحديث الذي بعده.

2595 -

عن المطلب بن أبي وداعة قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم النجم فسجد وسجد من معه، فرفعت رأسي وابيت أنْ أسجد.

قال الحافظ: وللنسائي من حديث المطلب بن أبي وداعة قال: فذكره" (3)

يرويه مَعْمر بن راشد واختلف عنه:

- فقال عبد الرزاق (5881) وفي "الأمالي"(13): عن معمر عن ابن طاوس عن عكرمة بن خالد عن المطلب بن أبي وداعة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في النجم فسجد الناس معه ولم أسجد معهم فلا أدع أنْ أسجد فيها أبدا.

(1) ولفظه "وقدموا قريشا ولا تزخروها"

(2)

10/ 238 (كتاب التفسير: سورة النجم - باب {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)} [النجم: 62])

(3)

3/ 206 (كتاب الصلاة- أبواب سجود القرآن - باب ما جاء في سجود القرآن)

ص: 3800

وأخرجه أحمد (3/ 420 و4/ 215 و 6/ 400) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(813) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2134) والطبراني في "الكبير"(20/ 288) وأبو نعيم في "الصحابة"(6181) والبيهقي (2/ 314)، من طرق عن عبد الرزاق به.

وتابعه ابن المبارك عن معمر به.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 353)

قال الحافظ: سنده صحيح" الإصابة 9/ 216

قلت: رواته ثقات لكن عكرمة بن خالد لم يذكر سماعا من المطلب فلا أدري أسمع منه أم لا.

- وقال رباح بن زيد الصنعاني: عن معمر عن ابن طاوس عن عكرمة بن خالد عن جعفر بن المطلب بن أبي وداعة عن أبيه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة سورة النجم فسجد وسجد من عنده فرفعت رأسي وابيت أنْ أسجد.

ولم يكن أسلم يومئذ المطلب وكان بعد لا يسمع أحدا قرأها إلا سجد.

أخرجه أحمد (3/ 420 و 4/ 215 و 6/ 399 - 400) عن إبراهيم بن خالد الصنعاني ثنا رباح بن زيد به.

وأخرجه النسائي (2/ 123) وفي "الكبرى"(1030) عن عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الميموني ثنا أحمد بن حنبل به.

وأخرجه البيهقي (2/ 314) والمزي (5/ 111 - 112) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وجعفر بن المطلب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، والباقون ثقات.

2596 -

عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة والنجم، فلما بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} [النجم: 19، 20] ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغَرَانيق العُلَى، وإنّ شفاعتهنّ لترتجى، فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد وسجدوا، فنزلت هذه الآية (1).

ص: 3801

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم والطبري وابن المنذر من طرق عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: فذكره، وأخرجه البزار وابن مردويه من طريق أمية بن خالد عن شعبة فقال في إسناده: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسب ثم ساق الحديث.

وقال البزار: لا يُروى متصلاً إلا بهذا الإسناد تفرد بوصله أمية بن خالد وهو ثقة مشهور، قال: وإنما يروى هذا من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، انتهى.

والكلبي متروك ولا يعتمد عليه. وكذا أخرجه النحاس بسند آخر فيه الواقدي، وذكره ابن إسحاق في السيرة مطولاً وأسندها عن محمد بن كعب، وكذلك موسى بن عقبة في "المغازي" عن ابن شهاب الزهري، وكذا ذكره أبو معشر في "السيرة" له عن محمد بن كعب القرظى ومحمد بن قيس، وأورده من طريقه الطبري، وأورده ابن أبي حاتم من طريق اْسباط عن السُّدِّى، ورواه ابن مردويه من طريق عباد بن صهيب عن يحيى بن كثير عن الكلبي عن أبي صالح، وعن أبي بكر الهذلي وأيوب عن عكرمة، وسليمان التيمي عمن حدثه، ثلاثتهم عن ابن عباس. وأوردها الطبري أيضاً من طريق العوفي عن ابن عباس ومعناهم كلهم في ذلك واحد، وكلها سوى طريق سعيد بن جبير إما ضعيف وإما منقطع، لكن كثرة الطرق تدل على أنّ للقصة أصلا مع أنّ لها طريقين آخرين مرسلين رجالهما على شرط الصحيحين، أحدهما: ما أخرجه الطبري من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فذكر نحوه. والثاني: ما أخرجه أيضاً من طريق المعتمر بن سليمان وحماد بن سلمة فرقهما عن داود بن أبي هند عن أبي العالية.

وقد تجرأ أبو بكر بن العربي كعادته فقال: ذكر الطبري في ذلك روايات كثيرة باطلة لا أصل لها، وهو إطلاق مردود عليه. وكذا قول عياض: هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده، وكذا قوله: ومن حملت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب، وأكثر الطرق عنهم في ذلك ضعيفة واهية، قال: وقد بين البزار أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره إلا طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير مع الشك الذي وقع في وصله. وأما الكلبي فلا تجوز الرواية عنه لقوة ضعفه، ثم رده من طريق النظر بأنّ ذلك لو وقع لارتد كثير ممن أسلم، قال: ولم ينقل ذلك، انتهى. وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد فإنّ الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أنّ لها أصلا، وقد ذكرت أنّ ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل، وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض" (1)

(1) 10/ 54 - 55 (كتاب التفسير: سورة الحج)

ص: 3802

روي من حديث ابن عباس ومن حديث سعيد بن جبير مرسلاً ومن حديث محمد بن كعب القرظي مرسلاً ومن حديث السدي مرسلاً ومن حديث أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام مرسلاً ومن حديث أبي العالية مرسلاً ومن حديث قتادة مرسلاً ومن حديث الضحاك بن مزاحم مرسلاً ومن حديث عروة بن الزبير مرسلاً ومن حديث محمد بن فضالة الظفري والمطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلاً.

فأما حديث ابن عباس فله عنه طرق:

الأول: يرويه عطية بن سعد العَوْفي عن ابن عباس في قوله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] إلى قوله {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52] وذلك أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلي إذ نزلت عليه قصة آلهة العرب، فجعل يتلوها، فسمعه المشركون فقالوا: إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير، فدنوا منه، فبينما هو يتلوها وهو يقول {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان: إن تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترتجى، فجعل يتلوها، فنزل جبريل عليه السلام فنسخها، ثم قال له {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] إلى قوله {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52]

أخرجه الطبري في "تفسيره"(17/ 189) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جُنادة العوفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس به.

وهذا الإسناد ضعيف كما تقدم مرارا فانظر مثلا حديث "حسبنا الله ونعم الوكيل"

الثاني: يرويه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم وهو بمكة، فأتى على هذه الآية {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} فألقى الشيطان على لسانه: إنهن الغرانيق العلى، فأنزل الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} [الحج: 52] الآية.

أخرجه ابن مردويه كما ذكر الحافظ والسيوطي في "الدر المنثور"(6/ 66)

والكلبي قال أبو حاتم: الناس مجمعون على ترك حديثه، لا يشتغل به، هو ذاهب الحديث.

وقال سفيان الثوري: قال لنا الكلبي: ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، فلا ترووه.

الثالث: يرويه أبو بكر الهذلي وأيوب السَّخْتِيَاني عن عكرمة عن ابن عباس مثله.

ص: 3803

أخرجه ابن مردويه أيضاً.

وأبو بكر الهذلي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وأيوب وعكرمة ثقتان.

ولم يسق الحافظ باقي سنده حتى ننظر فيه.

وقد روي عن عكرمة مرسلاً.

أخرجه عبد بن حميد كما في "الدر"(6/ 69)

الرابع: يرويه سليمان التيمي عمن حدّثه عن ابن عباس مثله.

أخرجه ابن مردويه أيضاً.

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

وأما حديث سعيد بن جبير فله عنه طريقان:

الأول: يرويه شعبة عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير واختلف عنه:

- فقال غير واحد: ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة النجم، فلما بلغ هذا الموضع {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وإنّ شفاعتهنّ ترتجى، فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد وسجدوا، فانزل الله عز وجل هذه الآية {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} [الحج: 52] إلى قوله {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52].

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 3/ 229)

عن أبي داود الطيالسي

والطبري (17/ 188 - 189)

عن محمد بن جعفر غُنْدر

و (17/ 189)

عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري

قالوا: ثنا شعبة به.

قال السيوطي: سنده صحيح" الدر المنثور 6/ 65 - لباب النقول ص 150

- وقال أمية بن خالد البصري: ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جير عن ابن عباس فيما أحسب -أشك في الحديث- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان بمكة فقرأ سورة النجم

وذكر الحديث.

ص: 3804

أخرجه البزار (كشف 2263) عن يوسف بن حماد المَعْنِي ثنا أمية بن خالد به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12450) عن الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن أحمد قالا: ثنا يوسف بن حماد به. وقالا فيه: عن سعيد بن جبير لا أعلمه إلا عن ابن عباس.

ومن هذا الطريق أخرجه ابن مردويه كما ذكر الحافظ.

وأخرجه الضياء في "المختارة" كما في "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق"(ص 5) من طريق ابن مردويه.

قال البزار: لا نعلمه يُروى بإسناد متصل يجوز ذكره إلا بهذا الإسناد، وأمية بن خالد ثقة مشهور، وإنما يعرف هذا من حديث الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس"

وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح إلا أنّ الطبراني قال: لا أعلمه إلا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم" المجمع 7/ 115

وقال السيوطي: رجاله ثقات" الدر المنثور 6/ 65

قلت: وهو كما قال، إلا أنّ راويه شك في وصله، والأول عندي أصح، ومحمد بن جعفر قال العجلي: كان أثبت الناس في حديث شعبة.

وقال ابن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم.

وقال الذهبي في "الميزان": أحد الأثبات المتقنين ولا سيما في شعبة.

وعبد الصمد بن عبد الوارث قال ابن المديني: عبد الصمد ثبت في شعبة.

الثاني: يرويه عثمان بن الأسود المكي عن سعيد بن جبير واختلف عنه:

- فقال يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: عن عثمان الأسود عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم -أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى- فألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى، وشفاعتهنّ ترتجى، ففرح بذلك المشركون وقالوا: قد ذكر آلهتنا، فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: اعرض عليّ كلام الله، فلما عرض عليه فقال: أما هذا فلم آتك به هذا من الشيطان، فأنزل الله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} [الحج: 52]

الآية.

أخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 178) من طريق أبي الشيخ أنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد الرازي أنا سهل بن عثمان العسكري أنا يحيى به.

ص: 3805

وعبد الرحمن بن محمد هو ابن سلم الرازي ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات" وقال: كان من محدثي أصبهان، وكان مقبول القول.

وقال الذهبي في "السير": الحافظ المجود العلامة المفسر، كان من أوعية العلم. صنف المسند والتفسير وغير ذلك.

وسهل بن عثمان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صدوق، والباقون ثقات.

- وقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل: عن عثمان بن الأسود عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} تلك الغرانيق العلى، وشفاعتهنّ ترتجى" ففرح المشركون بذلك وقالوا: قد ذكر آلهتنا، فجاءه جبريل فقال: اقرأ عليّ ما جئتك به، قال: فقرأ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} تلك الغرانيق العلى، وشفاعتهنّ ترتجى" فقال: ما أتيتك بهذا، هذا عن الشيطان، أو قال: هذا من الشيطان لم آتك بها، فأنزل الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} [الحج: 52] الآية.

أخرجه الضياء في "المختارة"(نصب المجانيق ص 8) من طريق ابن مردويه قال: ثني إبراهيم بن محمد ثني أبو بكر محمد بن علي المقري البغدادي ثنا جعفر بن محمد الطيالسي ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة ثنا أبو عاصم النبيل به.

وأبو بكر محمد بن علي أظنه ابن العباس بن سام فإنه يروي عن جعفر الطيالسي، ويحتمل أنه محمد بن علي بن الحسن المقري، ترجمهما الخطيب في "تاريخه"(3/ 68 و78) ولم يذكر فيهما جرحا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات، وإبراهيم بن محمد هو ابن حمزة بن عمارة الأصبهاني مترجم في "السير"(16/ 83)

وأما حديث محمد بن كعب القرظي فله عنه طريقان:

الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني عن يزيد بن زياد المدني عن محمد بن كعب قال: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قومه عنه، وشقّ عليه ما يرى من مباعدتهم ما جاءهم به من الله، تمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقرب بينه وبين قومه، وكان يسره مع حبه قومه وحرصه عليهم أن يلين له بعض ما قد غلظ عليه من أمرهم، حتى حدث بذلك نفسه وتمنّاه وأحبه، فأنزل الله عز وجل {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)} فلما انتهى إلى قوله {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان على لسانه، لما كان يحدث به نفسه، ويتمنى أنْ يأتي به قومه "تلك الغرانيق العلى، وإنّ شفاعتهنّ لترتجى" فلما سمعت ذلك قريش فرحوا، وسرّهم وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم

وذكر الحديث وفيه طول.

ص: 3806

أخرجه الطبري في "تفسيره"(17/ 187 - 188) وفي "تاريخه"(2/ 337 - 340) عن محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة عن ابن إسحاق به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن.

الثاني: يرويه حجاج بن محمد المصيصي عن أبي معشر نجيح عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس قالا: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناد من أندية قريش، كثير أهله، فتمنى يومئذ ألا يأتيه من الله شيء فينفروا عنه، فأنزل الله عز وجل {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) و} فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان عليه كلمتين: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى، فتكلم بهما،

وذكر الحديث.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(17/ 186 - 187) وفي "تاريخه"(2/ 340 - 341) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين بن داود ثنا حجاج به.

وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر.

وأما حديث السُّدِّي فأخرجه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور"(6/ 69) من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ليصلي، فبينما هو يقرأ إذ قال {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} فألقى الشيطان على لسانه فقال: تلك الغرانقة العلى، وإنّ شفاعتهنّ ترتجى، حتى إذا بلغ آخر السورة سجد وسجد أصحابه وسجد المشركون لذكره آلهتهم، فلما رفع رأسه حملوه، فاشتدوا به بين قطري مكة يقولون: نبي بني عبد مناف، حتى إذا جاءه جبريل عرض عليه، فقرأ ذينك الحرفين، فقال جبريل: معاذ الله أنْ أكون أقرأتك هذا، فاشتدّ عليه، فأنزل الله يطيب نفسه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ} [الحج: 52] الآية.

وهذا مرسل، وأسباط بن نصر قال الذهبي في "الميزان": وثقه ابن معين، وتوقف أحمد، وضعفه أبو نعيم، وقال النسائي: ليس بالقوي.

وأما حديث أبي بكر بن عبد الرحمن فأخرجه عبد بن حميد كما في "الدر المنثور"(6/ 66) والطبري (7/ 189) من طريق يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب الزهري ثني أبو بكر بن عبد الرحمن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قرأ عليهم {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} فلما بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} قال: إنّ شفاعتهنّ ترتجى، وسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيه المشركون الذين في قلوبهم مرض فسلموا عليه، وفرحوا بذلك، فقال لهم "إنما ذلك من الشيطان" فأنزل الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} [الحج: 52] حتى بلغ {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} [الحج: 52].

ص: 3807

قال السيوطي: مرسل صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قال.

- ورواه موسى بن عقبة واختلف عنه:

• فقال محمد بن فليح بن سليمان الخزاعي: عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: فذكر الحديث وفيه طول ولم يذكر أبا بكر بن عبد الرحمن.

أخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 229) عن موسى (1) بن أبي موسى الكوفي ثنا محمد بن إسحاق المسيبي ثنا محمد بن فليح به.

ورواته ثقات غير محمد بن فليح وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

وخالفه:

• إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة فرواه عن عمه موسى بن عقبة ولم يذكر ابن شهاب الزهري.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 285 - 287)

وأما حديث أبي العالية فأخرجه الطبري (17/ 188) من طريقين عن داود بن أبي هند عن أبي العالية قال: قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما جلساؤك عبد بني فلان ومولى بني فلان، فلو ذكرت آلهتنا بشيء جالسناك، فإنه يأتيك أشراف العرب، فإذا رأوا جلساؤك أشراف قومك كان أرغب لهم فيك، فألقى الشيطان في أمنيته، فنزلت هذه الآية {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} فأجرى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى، وشفاعتهنّ ترجى، مثلهنّ لا ينسى، فسجد النبي صلى الله عليه وسلم حين قرأها، وسجد معه المسلمون والمشركون، فلما علم الذي أجري على لسانه، كبر ذلك عليه، فأنزل الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} [الحج: 52] الآية.

قال السيوطي: سنده صحيح" الدر 6/ 68

قلت: لكنه مرسل.

وأما حديث قتادة فأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 40) عن مَعْمر عن قتادة في قوله تعالى {فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمنى أنْ يعيب الله آلهة المشركين،

(1) أظنه موسى بن إسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري الخطمي قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو ثقة صدوق.

ص: 3808

فألقى الشيطان في أمنيته فقال: إنّ الآلهة التي تدعى، إنّ شفاعتها لترتجى، وإنها لبالغرانيق العلى، فنسخ الله ذلك، وأحكم آياته، فقال {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21)} حتى بلغ {مِنْ سُلْطَانٍ} [النجم: 19 - 23].

وقال: لما ألقى الشيطان ما ألقى قال المشركون: قد ذكر الله آلهتكم بخير، ففرحوا بذلك، فذلك قوله {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [الحج: 53].

وأخرجه الطبري (7/ 191) عن الحسن بن يحيى أنا عبد الرزاق به.

وأخرجه أيضاً عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة به إلا أنه قال فيه: كان يتمنى أن لا يعيب الله آلهة المشركين.

ورواته ثقات.

وأما حديث الضحاك فأخرجه الطبري (17/ 189) قال: حُدثت عن الحسين بن الفرح: سمعت أبا معاذ يقول: أنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} [الحج: 52] الآية، أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة أنزل الله عليه في آلهة العرب، فجعل يتلو اللات والعزى ويكثر ترديدها، فسمع أهل مكة نبي الله يذكر آلهتهم، ففرحوا بذلك ودنوا يستمعون، فألقى الشيطان في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم: تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترتجى، فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، فأنزل الله عليه {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ} [الحج: 52] إلى قوله {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء: 52].

والحسين بن الفرج كذبه ابن معين، وقال أبو زرعة: لا شيء، وقال أبو الشيخ: ليس بالقوي، وأبو معاذ هو الفضل بن خالد النحوي، وعبيد هو ابن سليمان الباهلي ذكرهما ابن حبان في "الثقات".

وأما حديث عروة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(8316) عن محمد بن عمرو بن خالد الحرّاني ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: فذكر حديثا طويلا وفيه: وقال المشركون من قريش: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه، فإنه لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من اليهود والنصاري بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشتم والشر، فلما أنزل الله عز وجل السورة التي يذكر فيها {وَالنَّجْمِ} [النجم: 1] وقرأ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال: وإنهنّ لمن الغرانيق العلى، وإنّ شفاعتهم لترجى. وذكر باقي الحديث.

قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة، ولا يحتمل هذا من ابن لهيعة" المجمع 6/ 34 و7/ 72

ص: 3809

وقال أيضاً: ضعيف الإسناد" 7/ 115

قلت: وهو كما قال لضعف ابن لهيعة.

وأما حديث محمد بن فضالة والمطلب بن عبد الله فأخرجه ابن سعد (1/ 205 - 256) عن محمد بن عمر الواقدي قال: ثني يونس بن محمد بن فضالة الظفري عن أبيه.

وحدثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب

قالا: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه كفا عنه، فجلس خاليا فتمنى فقال "ليته لا ينزل عليّ شيء ينفرهم عني" وقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ودنا منهم ودنوا منه، فجلس يوما مجلسا في ناد من تلك الأندية حول الكعبة فقرأ عليهم {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} [النجم: 1] حتى إذا بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)} ألقى الشيطان كلمتين على لسانه: تلك الغرانيق العلى، وإنّ شفاعتهنّ لترتجى -فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما، ثم مضى فقرأ السورة كلها وسجد وسجد القوم جميعاً

وذكر الحديث وفيه طول.

قال أبو جعفر النحاس: هذا حديث منكر منقطع ولا سيما وهو من حديث الواقدي" الناسخ 2/ 529

قلت: والواقدي قال إسحاق بن راهويه وابن المديني: يضع الحديث، وقال أحمد: كذاب.

2597 -

حديث طلق بن علي قال: بنيت المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقول: "قربوا اليمامي من الطين، فإنه أحسنكم له مَسًّا، وأشدّكم له سَكْبا"

قال الحافظ: رواه أحمد، وفي لفظ له "فأخذت المسحاة فخلطت الطين فكأنه أعجبه فقال "دعوا الحنفي والطين فإنّه أضبطكم للطين" ورواه ابن حبان في "صحيحه" ولفظه "فقلت: يا رسول الله، أأنقل كما ينقلون، فقال: لا، ولكن اخلط لهم الطين فأنت أعلم به" (1)

حسن

يرويه قيس بن طلق بن علي الحنفي عن أبيه وعنه:

1 -

عبد الله بن بدر بن عَميرة الحنفي السُّحَيمي اليمامي.

أخرجه ابن حبان (1122) والطبراني في "الكبير"(8242) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1072) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 542) من طرق عن ملازم بن عمرو السحيمي

(1) 2/ 89 - 90 (كتاب الصلاة - باب الاستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجد)

ص: 3810

اليمامي ثنا جدي عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه قال: بنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة فقال "قربوا (1) اليمامي من الطين، فإنّه من أحسنكم له مَسًّا، وأشدكم له ساعدا" اللفظ لأبي نعيم.

وإسناده حسن، ملازم بن عمرو وعبد الله بن بدر ثقتان، وقيس بن طلق مختلف فيه: وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما، ولم يثبت أنّ ابن معين ضعفه.

وقال ابن القطان الفاسي: يقتضي أنْ يكون خبره حسناً لا صحيحا (الميزان).

وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

2 -

محمد بن جابر اليمامي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(8239) والدارقطني (1/ 148 - 149) والبيهقي (1/ 135) والحافظ (2) في "الإمتاع بالأربعين"(ص 44) من طرق (3) عن محمد بن جابر عن قيس بن طلق بن علي عن أبيه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يؤسسون مسجد المدينة، قال: وهم ينقلون الحجارة، قال: فقلت: يا رسول الله، ألا ننقل كما ينقلون؟ قال "لا، ولكن اخلط لهم الطين يا أخا اليمامة، فأنت أعلم به" فجعلت أخلط لهم وينقلونه.

اللفظ للدارقطني.

ومحمد بن جابر قال ابن معين وجماعة: ضعيف.

3 -

أيوب بن عتبة اليمامي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(8254) من طريق عاصم بن علي الواسطي وسعيد بن سيمان الواسطي قالا: ثنا أيوب بن عتبة ثنا قيس بن طلق عن أبيه قال: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم يبنون المسجد، فلما رأيت عملهم أخذت أحذق المسحاة فخلطت بها الطين فكأنّه أعجبه أخذي المسحاة وعملي فقال "دعوا الحنفي والطين فإنّه أضبطكم للطين"

وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 41) من طريق عاصم بن علي وحده ثنا أيوب بن عتبة به.

وأيوب بن عتبة قال علي بن المديني وجماعة: ضعيف.

(1) ولفظ الطبراني "مكنوا" ولفظ ابن حبان "قدموا"

(2)

وقال: هذا حديث حسن، ومحمد بن جابر فيه مقال لكن لم ينفرد به"

(3)

رواه محمد بن سليمان لُوَين عن محمد بن جابر فلم يذكر قيس بن طلق.

أخرجه الحازمي في "الاعتبار"(ص 47)

ص: 3811

2598 -

حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الصور؟ قال "قرن ينفخ فيه"

قال الحافظ: وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: فذكره" (1)

حسن

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1599) عن سليمان التيمي عن أسلم العجلي عن بشر بن شَغَاف التيمي عن ابن عمرو قال: قال أعرابي: يا رسول الله، ما الصور؟ قال "قرن ينفخ فيه"

وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1779) عن ابن المبارك به.

وأخرجه الترمذي (2430) والنسائي في "الكبرى"(11456) عن سويد بن نصر المروزي عن ابن المبارك به.

وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن"(716) من طريق الحسين بن الحسن المروزي أنا ابن المبارك به.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 175) وأحمد (2/ 162 و 192) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك (1599) والدارمي (2801) وأبو داود (4742) والترمذي (3244) وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(47) والبزار (2481 و 2482) والنسائي في "الكبرى"(11312 و 11381و 11456) والطبري في "تفسيره"(16/ 29) والطحاوي في "المشكل"(5349) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(7483 و 16619) وابن حبان (7312) والحاكم (2/ 436 و 506 و 4/ 560) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 243) واللالكائي في "السنة"(2184) والبيهقي في "الشعب"(344) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(15 أو 16) والمزي في "التهذيب"(4/ 129 - 130) من طرق عن سليمان التيمي به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث سليمان التيمي"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: لم يذكر بشر بن شغاف سماعا من ابن عمرو فلا أدري أسمع منه أم لا.

وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} [الأنعام: 73] والصور كهيئة القرن"

(1) 14/ 155 (كتاب الرقاق - باب نفخ الصور)

ص: 3812

أخرجه ابن أبي داود في "البعث"(42) عن إسحاق بن إبراهيم ثنا سعد ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به.

وأخرجه ابن مندة في "الإيمان"(811) عن محمد بن عمر بن حفص ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا سعد بن الصلت عن الأعمش به.

وإسناده حسن، إسحاق بن إبراهيم هو المعروف بشاذان الفارسي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم والذهبي: صدوق (سير الأعلام 12/ 382)

وسعد بن الصلت ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي: هو صالح الحديث وما علمت لأحد فيه جرحاً (سير الأعلام 9/ 318)

ولم ينفرد به بل تابعه الحسين بن واقد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.

أخرجه ابن منده في "الإيمان"(812)

وانظر حديث "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن واستمع الأذن متى يؤمر بالنفخ"

2599 -

"قريش قادة الناس"

قال الحافظ: أخرج أحمد من طريق عبد الله بن أبي الهذيل قال: لما قدم معاوية الكوفة قال رجل من بكر بن وائل: لئن لم تنته قريش لنجعلنّ هذا الأمر في جمهور من جماهير العرب غيرهم، فقال عمرو بن العاص: كذبت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (4/ 203) والترمذي (2227) وابن أبي عاصم في "السنة"(1109 و 1110 و 1111) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(54) والخلال في "السنة"(35) وأبو الشيخ في "الطبقات"(56) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 281) والمزي في "التهذيب"(5/ 372 - 373) من طرق عن شعبة عن حبيب بن الزبير قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل قال: كان عمرو بن العاص يتخولنا، فقال رجل من بكر بن وائل: لئن لم تنته قريش لنضعنّ هذا الأمر في جمهور من جماهير العرب سواهم، فقال عمرو بن العاص: كذبت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "قريش ولاة الناس في الخير والشرِّ إلى يوم القيامة".

(1) 16/ 236 (كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش)

ص: 3813

وإسناده صحيح رواته ثقات.

وقال الترمذي: حسن غريب صحيح"

2600 -

"قريش ولاة هذا الأمر"

قال الحافظ: وعند أحمد من طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة فذكر الحديث، قال: فتكلم أبو بكر فقال: والله لقد علمت يا سعد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: فذكره، فقال له سعد: صدقت" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "الأمراء من قريش"

2601 -

عن سهل بن أبي حَثْمَة قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر نصفين: نصفها لنوائبه وحاجته، ونصفها بين المسلمين، قسمها بينهم على ثمانية عشر سهما.

قال الحافظ: روى أبو داود بإسناد صحيح إلى سهل بن أبي حثمة قال: فذكره، ورواه بمعناه من طرق أخرى عن بُشير بن يسار مرسلاً ليس فيه سهل" (2)

صحيح

يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن بشير بن يسار الحارثي الأنصاري واختلف عنه:

- فرواه أسد بن موسى المصري عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثني سفيان عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال: فذكره.

أخرجه أبو داود (3010) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 251) والبيهقي (6/ 317)

عن الربيع بن سليمان المؤذن

والطبراني في "الكبير"(5634) والبيهقي في "المعرفة"(9/ 239)

عن المقدام بن داود الرُّعَيني

قالا: ثنا أسد بن موسى به.

وإسناده صحيح.

(1) 8/ 29 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)

(2)

7/ 8 (كتاب فرض الخمس - باب رقم 1)

ص: 3814

- ورواه أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحفاظ عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أنه سمع نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ظهر على خيبر، قسمها على ستة وثلاثين سهما، جمع كل سهم مائة سهم، وكان النصف سهاما للمسلمين، وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعزل النصف لما ينوبه من الأمور النوائب.

أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(94) ثنا أبو شهاب الحناط به.

وأخرجه أبو داود (3011) عن حسين بن علي بن الأسود العجلي أنّ يحيى بن آدم حدثهم به.

وتابعه محمد بن فضيل بن غزوان عن يحيى بن سعيد به.

أخرجه يحيى بن آدم (95) ثنا ابن فضيل به.

وأخرجه البيهقي (6/ 317) من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا يحيى بن آدم به.

وأخرجه أبو داود (3012) عن حسين بن علي ثنا محمد بن فضيل به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 235)

- ورواه غير واحد عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار مرسلاً، منهم:

1 -

حماد بن سلمة.

أخرجه يحيى بن آدم (90) والبلاذري في "فتوح البلدان"(ص 23)

2 -

عبد السلام بن حرب الملائي الكوفي.

أخرجه يحيى بن آدم (91) والبلاذري (ص 23)

3 -

يزيد بن هارون الواسطي.

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(142) وابن سعد (2/ 113 - 114) وابن زنجويه في "الأموال"(219) والبلاذري (ص 23)

4 -

سليمان بن بلال المدني.

أخرجه أبو داود (3014) والبيهقي في "الدلائل"(4/ 235)

5 -

أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر.

أخرجه أبو داود (3013) والبيهقي (6/ 317)

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.

ص: 3815

2652 -

"قصوا أظفاركم، وادفنوا قلاماتكم، ونقوا براجمكم"

قال الحافظ: وللترمذي الحكيم من حديث عبد الله بن بُسر رفعه: فذكره، وفي سنده راو مجهول" (1)

ضعيف

أخرجه الحكيم الترمذي من طريق إبراهيم بن العلاء عن عمر بن بلال القرشي عن عبد الله بن بسر رفعه "قصوا أظافركم، وادفنوا قلاماتكم، ونقوا براجمكم، ونظفوا لثاثكم من الطعام، واستاكوا، ولا تدخلوا عليّ قحرا، بخرا"

قال العراقي: وعمر بن بلال ليس بمعروف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 308

قلت: هو قول ابن عدي في "الكامل"(5/ 1712) وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه روايا إلا إبراهيم بن العلاء الزبيدي فهو مجهول.

وقال المناوي: فيه أيضاً عمر بن أبي عمر قال الذهبي عن ابن عدي: مجهول، وإبراهيم بن العلاء لا يعرف" الفيض 4/ 518

قلت: إبراهيم بن العلاء هو الزبيدي كما صرح بذلك ابن حبان وابن أبي حاتم وهو ابن الضحاك الحمصي المعروف بزبريق وهو مستقيم الحديث كما قال ابن عدي، وذكره ابن حبان في "الثقات".

2603 -

حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "قضى الله ورسوله في الحق بشاهدين، فإن جاء بشاهدين أخذ حقه، وإن جاء بشاهد واحد حلف مع شاهده"

قال الحافظ: رواه الدارقطني" (2)

أخرجه الدارقطني (4/ 213) من طريق يعقوب بن محمد الزهري ثنا إسحاق بن جعفر بن محمد ثني محمد بن عبد الله الكناني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعا.

وإسناده ضعيف لضعف يعقوب بن محمد الزهري، ومحمد بن عبد الله الكناني ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

(1) 12/ 457 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

(2)

6/ 209 (كتاب الشهادات - باب اليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود)

ص: 3816

ورواه ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد.

أخرجه ابن عدي (6/ 2374) والبيهقي (10/ 172) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 149 - 150) من طريق مطرف بن مازن الصنعاني ثنا ابن جريج به.

وتابعه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن عمرو بن شعيب به.

أخرجه البيهقي (10/ 172) وابن عبد البر (2/ 150)

قال البيهقي: مطرف بن مازن ومحمد بن عبد الله بن عبيد ليسا بالقويين"

2604 -

عن أبي هريرة قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل مات أو أفلس فصاحب المتاع أحق بمتاعه إذا وجده بعينه.

قال الحافظ: واحتج الشافعي بما رواه من طريق عمر بن خلدة قاضي المدينة عن أبي هريرة قال: فذكره، وهو حديث حسن يحتج بمثله، أخرجه أيضاً أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم، وزاد بعضهم في آخره "إلا أنْ يترك صاحبه وفاءً" ورجحه الشافعي على المرسل" (1)

أخرجه الطيالسي (ص 313) عن ابن أبي ذئب ثني أبو المعتمر عن عمر بن خلدة قال: أتينا أبا هريرة في صاحب لنا أصيب -يعني أفلس- فأصاب رجل متاعه بعينه، فقال أبو هريرة: هذا الذي قضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ من أفلس أو مات فأدرك رجل متاعه بعينه فهو أحق به إلا أنْ يدع الرجل وفاء له.

ومن طريقه أخرجه أبو داود (3523) والبيهقي (5/ 46) والمزي في "تهذيب الكمال"(21/ 329 - 330)

وأخرجه الشافعي في "الأم"(3/ 176) وابن ماجه (2360) وابن الجارود (634) والدارقطني (3/ 29) والحاكم (2/ 50 - 51)

عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك

والدراقطني (3/ 29)

عن شبابة بن سَوَّار المدائني

(1) 5/ 462 (كتاب الاستقراض - باب إذا وجد ماله عند مفلس)

ص: 3817

قالا: ثنا ابن أبي ذئب ثني أبو المعتمر بن عمرو بن رافع عن عمر بن خلدة الزرقي به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: بل ضعيف فإنّ أبا المعتمر مجهول لم يَرو عنه إلا ابن أبي ذئب.

قال ابن عبد البر: ليس بمعروف يحمل العلم.

وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال.

وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

2605 -

حديث أنس: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق الميتاء التي تؤتى من كل مكان بسبعة أذرع.

قال الحافظ: ولابن عدي من حديث أنس: فذكره، وفي إسناده مقال" (1)

ضعيف

أخرجه ابن عدي (4/ 1645) عن علي بن العباس المَقَانعي الكوفي ثنا علي بن سعيد الكندي ثنا عبد الرحيم عن عباد بن منصور الناجي عن أيوب السَّخْتِياني عن أبي قِلابة عن أنس قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق الميتاء الذي تؤتاه من كل مكان إذا استأذن أهله فيه فإنّ عرضه سبعة أذرع.

وقال: وهذا الحديث الذي أمليته عن أيوب لا أعلم يرويه إلا عباد بن منصور"

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وابن المديني وابن سعد وغيرهم.

2606 -

حديث عبادة بن الصامت قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق الميتاء بسبعة أذرع.

قال الحافظ: وروى عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" والطبري من حديث عبادة بن الصامت قال: فذكره في أثناء حديث طويل، وفي إسناده مقال" (2)

هو قطعة من حديث طويل أوله: إنّ من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر الحديث وفيه:

(1) 6/ 44 (كتاب المظالم - باب إذا اختلفوا في الطريق الميتاء)

(2)

6/ 44 (كتاب المظالم - باب إذا اختلفوا في الطريق الميتاء)

ص: 3818

وقضى في الرحبة تكون بين الطريق ثم يريد أهلها البنيان فيها فقضى أن يترك الطريق فيها سبع أذرع، قال؛ وكان تلك الطريق تسمى الميتاء.

وقد تقدم الكلام على هذا الحديث في حرف الهمزة فانظر حديث: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في مسيل مهزور ومذينب"

2607 -

عن ابن عباس قال: قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً في مِجَن قيمته دينار أو عشرة دراهم.

قال الحافظ: احتج الطحاوي بحديث محمد بن إسحاق عن أيوب بن موسى عن عطاء عن ابن عباس قال: فذكره، أخرجه أبو داود واللفظ له وأحمد والنسائي والحاكم. ولفظ الطحاوي "كان قيمة المجن الذي قطع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم" وهو أشدّ في الاضطراب من حديث الزهري، فقيل: عنه هكذا، وقيل: عنه عن عمرو بن شعيب عن عطاء عن ابن عباس، وقيل: عنه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ولفظه "كانت قيمة المجن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم.

وقيل: عنه عن عمرو عن عطاء مرسلاً، وقيل: عن عطاء عن أيمن أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن قيمته دينار" كذا قال منصور والحكم بن عتيبة عن عطاء. وقيل: عن منصور عن مجاهد وعطاء جميعاً عن أيمن، وقيل: عن مجاهد عن أيمن بن أم أيمن عن أم أيمن قالت: لم يقطع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في ثمن المجن وثمنه يومئذ دينار" أخرجه النسائي. ولفظ الطحاوي "لا تقطع يد السارق إلا في حجفة، وقومت يومئذ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا أو عشرة دراهم. وفي لفظ له "أدنى ما يقطع فيه السارق ثمن المجن، وكان يقوم يومئذ بدينار"

واختلف في لفظه أيضاً على عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، فقال حجاج بن أرطأة عنه بلفظ: لا قطع فيما دون عشرة دراهم. وهذه الرواية لو ثبتت لكانت نصا في تحديد النصاب إلا أنّ حجاج بن أرطأة ضعيف ومدلس" (1)

يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه:

- فرواه محمد بن إسحاق المدني عن أيوب بن موسى عن عطاء واختلف عنه:

• فقيل: عن ابن إسحاق عن أيوب بن موسى عن عطاء عن ابن عباس قال: قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم يد رجل في مجن قيمته دينار أو عشرة دراهم.

(1) 15/ 110 (كتاب الحدود - باب قول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38])

ص: 3819

وفي لفظ "كان قيمة المجن الذي قطع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم"

وفي لفظ "كان ثمن المجن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَوَّم عشرة دراهم".

أخرجه أبو داود (4387) والنسائي (8/ 76 - 77) وفي "الكبرى"(7437) والدارقطني (3/ 192) والبيهقي في "المعرفة"(2/ 382) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 380)

عن عبد الله بن نُمير

والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 163) والدارقطني (3/ 192) والحاكم (4/ 378 - 379) والبيهقي (8/ 257)

عن أحمد بن خالد الوهبي

قالا: ثنا محمد بن إسحاق به.

واللفظ الأول لأبي داود، والثاني للطحاوي، والثالث للباقين.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: ابن إسحاق صدوق خرج له مسلم في المتابعات فقط، ولم يخرج روايته عن أيوب بن موسى، واختلف عنه كما سيأتي.

• فرواه عبد الله بن إدريس الكوفي عن ابن إسحاق فلم يذكر أيوب بن موسى.

أخرجه الدارقطني (3/ 191) وابن عبد البر (4/ 380)

• ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري عن ابن إسحاق ثني أيوب بن موسى عن عطاء عن ابن عباس موقوفاً.

ولفظه "لا يقطع السارق في دون ثمن المجن، وثمن المجن عشرة دراهم"

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 474) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 26) وابن عبد البر (14/ 380)

• ورواه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق عن أيوب بن موسى عن عطاء مرسلاً.

أخرجه النسائي (8/ 77) وفي "الكبرى"(7438)

• ورواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم المدني عن ابن إسحاق ثني عمرو بن شعيب أنّ عطاء حدّثه أنّ ابن عباس كان يقول: ثمن المجن يومئذ عشرة.

ص: 3820

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 26) والنسائي في "الكبرى"(7436)

• ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن الوليد بن كثير واختلف عن أبي أسامة:

فقيل: عن أبي أسامة عن الوليد بن كثير ثني من سمع عطاء عن ابن عباس أنّ ثمن المجن يومئذ عشرة دراهم.

أخرجه الدارقطني (3/ 192) عن أحمد بن محمد بن سعدان الواسطي ثنا شعيب بن أيوب ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير به.

ورواه أبو عبيدة أحمد بن عبد الله بن أبي السَّفَر الكوفي عن أبي أسامة عن الوليد بن كثير ثني من سمع عطاء يقول: ثمن المجن يومئذ عشرة دراهم. ولم يذكر ابن عباس.

أخرجه الدارقطني (3/ 191)

- وقيل: عن عطاء قوله.

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 475) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال: أدنى ما يقطع فيه السارق ثمن المجن، وكان يقوم المجن في زمانهم دينارا أو عشرة دراهم.

وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7439) من طريق سفيان بن حسين الواسطى عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء به.

- ورواه منصور بن المعتمر عن عطاء واختلف عنه:

• فرواه سفيان الثوري عن منصور واختلف عنه:

ورواه معاوية بن هشام القصّار عن سفيان واختلف عنه:

فقيل: عن معاوية بن هشام عن سفيان عن منصور عن مجاهد وعطاء عن أيمن الحبشي مرفوعاً "أدنى ما يقطع فيه السارق ثمن المجن" قال: وكان يقوم يومئذ دينارا.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 163) والطبراني في "الكبير"(849)

عن محمد بن سعيد بن الأصبهاني

وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(994)

عن محمد بن العلاء الهمداني

ص: 3821

كلاهما عن معاوية بن هشام به (1).

وقيل: عن معاوية بن هشام عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن عطاء عن أيمن لم يقطع النبي صلى الله عليه وسلم السارق إلا في ثمن المجن. وثمن المجن يومئذ دينار.

أخرجه النسائي (8/ 75) وفي "الكبرى"(7429)

عن محمود بن غيلان المروزي

وأبو نعيم في "المعرفة"(994)

عن عبد الله بن الحكم القَطَواني الكوفي

قالا: ثنا معاوية بن هشام به.

ورواه محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان عن منصور عن الحكم عن مجاهد عن أيمن قال: فذكر نحوه.

أخرجه النسائي (8/ 75 - 76) وفي "الكبرى"(7431)

وتابعه عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي عن سفيان به.

أخرجه الحاكم (4/ 379)

ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن أيمن قال: فذكر نحوه.

أخرجه النسائي (8/ 75) وفي "الكبرى"(7430)

• ورواه أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن منصور واختلف عنه:

فقيل: عن أبي عوانة عن منصور عن الحكم عن عطاء ومجاهد عن أيمن قوله.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 25)

عن موسى بن إسماعيل التبوذكي

والبيهقي (8/ 257)

(1) ورواه أحمد بن عبد الحميد الحارثي عن معاوية بن هشام بلفظ "لم يقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم السارق إلا في ثمن المجن، وكان ثمن المجن يومئذ دينارا"

أخرجه ابن الأعرابي (ق 79)

ص: 3822

عن أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري

كلاهما عن أبي عوانة به.

• ورواه معاوية بن حفص الشعبي الكوفي عن أبي عوانة فلم يذكر مجاهدا، ورفعه.

أخرجه الطبراني في "الكبير (850)

• ورواه الحسن بن صالح بن حي الكوفي عن منصور عن الحكم عن عطاء ومجاهد عن أيمن قال: يقطع السارق في ثمن المجن. وكان ثمن المجن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا، أو عشرة دراهم (1).

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2650) والنسائي (8/ 76) وفي "الكبرى"(7433) وأبو نعيم في "المعرفة"(995) من طرق عن الحسن بن صالح به.

وتابعه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن منصور به، وزاد "فما فوقه" وقال: وثمنه يومئذ دينار.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 25)

• ورواه علي بن صالح بن حي الكوفي عن منصور عن الحكم عن مجاهد عن عطاء عن أيمن قال: لم تقطع اليد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في ثمن المجن، وثمنه يومئذ دينار.

أخرجه النسائي (2)(8/ 76)

• ورواه شَريك بن عبد الله القاضي عن منصور واختلف عنه:

فرواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عن شريك عن منصور عن عطاء عن أيمن بن أم أيمن عن أم أيمن مرفوعاً (3).

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 163) والطبراني في "الكبير"(25/ 88)

ورواه علي بن حجر المروزي عن شريك عن منصور عن عطاء ومجاهد عن أيمن بن أم أيمن مرفوعاً "لا تقطع اليد إلا في ثمن المجن"، وثمنه يومئذ دينار.

أخرجه النسائي (8/ 76) وفي "الكبرى"(7434)

(1) وهذا لفظ النسائي وأبي نعيم، ولفظ ابن أبي عاصم "كان السارق يقطع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمن المجن، وثمن المجن دينار"

(2)

وفي "الكبرى"(7432) أيضاً لكن وقع فيها: عن مجاهد وعطاء.

(3)

ولفظه "لا يقطع السارق إلا في حجفة" وقومت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا أو عشرة دراهم.

ص: 3823

وتابعه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن شريك به (1).

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 25 - 26)

• ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن عطاء ومجاهد عن أيمن موقوفاً "لا يقطع السارق في أقل من ثمن المجن"

أخرجه النسائي (8/ 76) وفي "الكبرى"(7435) والحاكم (4/ 379)

ووقع في روايته "قال: وكان أيمن رجلاً يذكر منه خير"

قال النسائي: أيمن ما أحسب أنّ له صحبة"

وقال الحاكم: سمعت أبا العباس يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: أيمن هذا هو ابن امرأة كعب وليس بابن أم أيمن، ولم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم"

واستدل الحاكم على صحة كلام الشافعي برواية جرير هذه وقال: فأيمن بن أم أيمن الصحابي أخو أسامة لأمه أجل وأنبل أنْ ينسب إلى الجهالة فيقال: كان رجلاً يذكر منه خير، إنما يقال مثل هذا اللفظ لمجهول لا يعرف بالصحبة على أنّ جريرا قد أوقفه على أيمن هذا ولم يسنده.

قلت: قد اختلف في أيمن هذا اختلافا كثيرا، فقال الأكثر: هو تابعي وحديثه مرسل، وقال بعضهم: له صحبة.

قال الزيلعي: والحاصل أنّ الحديث معلول فإنْ كان أيمن صحابيا فعطاء ومجاهد لم يدركاه فهو منقطع، وإنْ تابعيا فالحديث مرسل" نصب الراية 3/ 358

وقال ابن الأثير: هذا حديث مرسل، فإنّ مجاهدا وعطاء لم يدركا أيمن" أسد الغابة 1/ 189

وقال الحافظ: أم أيمن لم تتزوج بعد زيد بن حارثة، وأيمن ابنها كان أكبر من أسامة، وقتل يوم حنين فهو صحابي، والصواب أنّ الذي روى حديث المجن غيره" تهذيب التهذيب 1/ 395

وللحديث شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان ثمن المجن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم.

أخرجه الدارقطني (3/ 190) والبيهقي (8/ 259)

(1) ولفظه عنده "كان قيمة المجن الذي قطع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم"

ص: 3824

عن عبد الله بن نُمير

والطحاوي (1) في "شرح المعاني"(3/ 163) والدارقطني (3/ 193)

عن أحمد بن خالد الوهبي

وأحمد (2/ 180) والنسائي (8/ 78) وفي "الكبرى"(7444) والدارقطني (3/ 190) وابن عبد البر (14/ 380)

عن عبد الله بن إدريس الكوفي

والدارقطني (3/ 190 و 193)

عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي

والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 26)

عن إبراهيم بن سعد الزهري

كلهم عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب به.

ورواه عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري وعبد الرحيم بن سليمان الكناني عن ابن إسحاق موقوفاً بلفظ "ثمن المجن عشرة دراهم"

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 474)

وابن إسحاق صدوق مدلس ولم يذكر سماعا من عمرو بن شعيب.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه الوليد بن كثير المخزومي عن عمرو بن شعيب به.

أخرجه الدارقطني (3/ 191) عن أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني ثنا أبو عبيدة بن أبي السفر ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير به.

وهذا إسناد حسن.

وخالفهما الحجاج بن أرطأة فرواه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً "لا يقطع السارق إلا في عشرة دراهم"

أخرجه الدارقطني (3/ 192 - 193 و 193) والجصاص في "أحكام القرآن"(3/ 64 - 65) وابن الجوزي في "العلل"(1324) والرافعي في "التدوين"(1/ 443)

والحجاج بن أرطأة ضعيف مدلس كما قال الحافظ.

2608 -

أنَّ خالد بن الوليد قال: يا رسول الله، إني أُرَوَّع في المنام، فقال: "قل:

(1) ولفظه عنده "كان قيمة المجن الذي قطع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة دراهم"

ص: 3825

أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ غضبه وعذابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون".

قال الحافظ: أخرجه مالك قال: بلغني أنّ خالد بن الوليد قال: فذكره، وأخرجه النسائي من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان خالد بن الوليد يفزع في منامه فذكر نحوه وزاد في أوله "إذا اضطجعت فقل باسم الله" فذكره، وأصله عند أبي داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه" (1)

أخرجه مالك (2/ 950) عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: بلغني أنّ خالد بن الوليد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أروع في منامي. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "قل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".

هكذا رواه مالك عن يحيى بن سعيد، ورواه شعبة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي أنّه قال: يا رسول الله، إني أجد وحشة، قال "إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنّه لا يضر وبالحري أنْ لا يقربك"

أخرجه أحمد (4/ 57 و 6/ 6)

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه:

1 -

عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان أنّ الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث نفس وجده وأنّه قال له "إذا أتيت إلى فراشك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون فوالذي نفسي بيده لا يضرك شيء حتى تصبح"

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 60 و10/ 362 - 363)

2 -

يحيى بن سعيد القطان.

أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 8177)

3 -

سليمان بن بلال المدني.

أخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 241)

وقال: هذا مرسل"

(1) 16/ 25 - 26 (كتاب التعبير - باب الرؤيا من الله)

ص: 3826

وقال الحافظ: وهو منقطع لأن محمد بن يحيى لم يدرك الوليد بن الوليد" الإصابة 10/ 318

ورواه أيوب بن موسى المكي عن محمد بن يحيى بن حبان أنّ خالد بن الوليد كان يورق أو أصابه أرق فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أنْ يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامات ومن غضبه ومن شرّ عباده ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون".

أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(750) من طريق مسدد (1) ثنا سفيان بن عُيينة عن أيوب بن موسى به.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 109) من طريق علي بن حرب الطائي ثنا سفيان بن عُيينة به.

وللحديث شاهد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان خالد (2) بن الوليد بن المغيرة رجلاً يفزع في منامه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له "إذا اضطجعت فقل: باسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شرّ عباده ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرورن" فقالها فذهب ذلك عنه.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 39 و 63 و10/ 364) وأحمد (2/ 181) والبخاري في "خلق الأفعال"(440) وأبو داود (3893) والترمذي (3528) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(314 و 315) والنسائي في "اليوم والليلة"(765 و 766) والطبراني في "الدعاء"(1086) وابن السني (748) وأبو نعيم في "الصحابة"(6509) والحاكم (1/ 548) والبيهقي في "الأسماء"(ص 241) وفي "الآداب"(993) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 109 - 110 و110) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني عن عمرو بن شعيب به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد متصل في موضع الخلاف" (3)

قلت: بل فيه عنعنة ابن إسحاق فإنه كان مدلساً.

(1) وهو في "مسنده"(المطالب 3381)

(2)

وقع عند بعضهم: الوليد بن الوليد.

(3)

وقع عنده: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو.

ص: 3827

2609 -

"قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (811) من حديث أبي الدرداء" (1)

2610 -

" {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1] تعوذ بهنّ فإنه لم يُتعوذ بمثلهنّ" وفي لفظ "اقرأ المعوذات دبر كل صلاة"

قال الحافظ: وقد أخرج أصحاب السنن وأحمد وابن خزيمة وابن حبان من حديث عقبة بن عامر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

له عن عقبة طرق:

الأول: يرويه سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن عقبة قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عقبة، قل" قلت: ماذا أقول؟ فسكت عني، ثم قال "يا عقبة، قل" قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فسكت عني، فقلت: اللهم اردده عليّ، فقال "يا عقبة، قل" فقلت: ماذا أقول؟ فقال " {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1] " فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال "قل" قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ قال" {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1] " فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك "ما سأل سائل بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما"

أخرجه الدارمي (3443) والنسائي (8/ 222 - 223) وفي "الكبرى"(7838 و8063) واللفظ له والروياني (156) والبيهقي في "الشعب"(2329) من طريق الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به.

ورواته ثقات لكن لا أدري أسمع سعيد المقبري من عقبة أم لا فإنه لم يذكر سماعا منه.

ولم ينفرد الليث به بل تابعه:

1 -

أبو خالد الأحمد سليمان بن حيان.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 358) والطبراني في "الكبير"(17/ 345) وفي "الدعاء"(979)

(1) 10/ 437 (كتاب فضائل القرآن - باب فضل قل هو الله أحد)

(2)

10/ 438 (كتاب فضائل القرآن - باب فضل المعوذات)

ص: 3828

2 -

محمد بن إسحاق المدني.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 345) من طريق عمرو بن خالد الحرّاني ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عقبة قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بأعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس ويقول "يا عقبة تعوذ، فما تعوذ متعوذ بمثلها"

قال: ثم سمعته يؤمنا بهما في الصلاة.

واختلف فيه على محمد بن سلمة الحراني، فرواه غير واحد عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن عقبة، فزادوا فيه عن أبيه.

منهم:

1 -

عبد الله بن محمد النفيلي.

أخرجه أبو داود (1463) والبيهقي (2/ 394 - 395) وفي "الشعب"(2328)

2 -

أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحراني.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(978)

3 -

حاجب بن الوليد بن ميمون الأعور.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(127)

4 -

محمد بن بكار.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 930)

الثاني: يرويه معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه عن عقبة قال: بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته في غزوة، إذ قال "يا عقبة، قل" فاستمعت. ثم قال "يا عقبة، قل" فاستمعت. فقالها الثالثة، فقلت: ما أقول؟ فقال " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] " فقرأ السورة حتى ختمها، ثم قرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1] ، وقرأت معه حتى ختمها، ثم قرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1]، فقرأت معه حتى ختمها، ثم قال "ما تعوذ بمثلهنّ أحد"

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 21 - 22) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي

وأخرجه النسائي (8/ 220) وفي "الكبرى"(7846) عن محمد بن علي بن ميمون العطار الرقي

ص: 3829

والطبراني في "الكبير"(17/ 346) ومن طريقه المزي في "التهذيب"(15/ 62 - 63) عن علي بن عبد العزيز البغوي

كلاهما عن عبد الله بن مسلمة القعنبي (1) عن عبد العزيز بن محمد عن عبد الله بن سليمان الأسلمي عن معاذ بن عبد الله به.

وعبد العزيز بن محمد هو الدَّراوردي وهو صدوق.

وخالفه خالد بن مخلد القَطَواني فرواه عن عبد الله بن سليمان الأسلمي عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن عقبة ولم يذكر عن أبيه.

أخرجه النسائي (8/ 220) وفي "الكبرى"(7852)

وخالد بن مخلد صدوق كذلك، وعبد الله بن سليمان الأسلمي وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم وغيره: لا بأس به.

وخالفه زيد بن أسلم فرواه عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه ولم يذكر عقبة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 21) والنسائي (8/ 219 - 220) وفي "الكبرى"(7858) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1677) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 115) وأبو نعيم في "الصحابة"(4096) من طرق عن زيد بن أسلم به.

وإسناده صحيح.

الثالث: يرويه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشي قال: سمعت نصر بن عبد الرحمن ورجلا آخر عن عقبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] أحسبه قرأها عليه -وقال "{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1]، تعوذ بهنّ فإنه لن يتعوذ بمثلهنّ"

أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(293) عن أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي ثنا النضر بن شميل أنبأ شعبة عن سعد بن إبراهيم به.

ونصر بن عبد الرحمن هو القرشي، حجازي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا سعد بن إبراهيم، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا سعد بن إبراهيم فهو مجهول، ولم يذكر سماعا من عقبة فلا أدري أسمع منه أم لا.

(1) وتابعه أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري عن عبد العزيز به.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 21 - 22)

ص: 3830

الرابع: يرويه حفص بن غياث الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عقبة مرفوعاً "أنزلت علي سورتان فتعوذوا بهنّ فإنه لم يُتعوذ بمثلهنّ -يعني المعوذتين-"

أخرجه أحمد (4/ 144)

وإسناده صحيح رواته ثقات.

وأخرجه مسلم (814) وغيره من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد به.

وأما اللفظ الثاني الذي ذكره الحافظ فقد تكلمت عليه في تخريجي لأحاديث "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي فراجعه.

2611 -

عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال " {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} [الأنعام: 90] على ما جئتكم به من البينات والهدى إلا أن تقربوا إلى الله بطاعته"

قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق مجاهد عن ابن عباس، وفي إسناده ضعف" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (1/ 268) والحاكم (2/ 443 - 444) والواحدي في "الوسيط"(4/ 51)

عن الحسن بن موسى الأشيب

وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 4/ 112) والطبراني في "الكبير"(11144)

عن مسلم بن إبراهيم الأزدي

قالا: ثنا قَزَعَة بن سويد الباهلي ثنا عبد الله بن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً "لا أسألكم على ما أتيتكم به من البينات والهدى أجرا، إلا أن تَوَدُّوا الله، وأنْ تقرَّبوا إليه بطاعته".

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: بل ضعيف لضعف قزعة بن سويد.

2612 -

حديث سعد بن أبي وقاص قال: كنا حديثي عهد بجاهلية فحلفت باللات والعزى، وذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وانفث عن شمالك، وتعوذ بالله، ثم لا تعد"

(1) 10/ 185 (كتاب التفسير: سورة الشورى - باب قوله: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23])

ص: 3831

قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند قوي" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: وعند النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال: كنا حديث عهد بجاهلية فحلفت باللات والعزى فقال لي أصحابي: بئس ما قلت، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له" (2)

أخرجه أحمد (1/ 183و 186 - 187) والدورقي في "مسند سعد"(58) وابن ماجه (2097) والبزار (1140) وأبو يعلى (719 و 736) والطحاوي في "المشكل"(1/ 360) وابن حبان (4364 و4365)

عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق

والنسائي (7/ 8) وفي "اليوم والليلة"(989) وفي "الكبرى"(4778 و 11545)

عن يونس بن أبي إسحاق

والنسائي (7/ 8) وفي "اليوم والليلة"(990) وفي "الكبرى"(4717)

عن زهير بن معاوية الكوفي

ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي ثني مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: حلفت (3) باللات والعزى، فقال لي أصحابي (4): بئس ما قلتَ! قلتَ هجرا! (5) فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت (6) ذلك له فقال "قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له (7)، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. وانفث (8) عن يسارك ثلاثاً، وتعوذ بالله من الشيطان (9)، ثم لا تعد"

اللفظ لحديث يونس بن أبي إسحاق.

(1) 13/ 336 (كتاب الاستئذان - باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله)

(2)

10/ 236 (كتاب التفسير -سورة والنجم- باب {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: 19])

(3)

في حديث زهير "كنا نذكر بعض الأمر، وانا حديث عهد بالجاهلية، فحلفت"

(4)

في حديث زهير "أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"

(5)

في حديث زهير "ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فإنا لا نراك إلا قد كفرت"

(6)

في حديث إسرائيل "فقلت: يا رسول الله إنّ العهد كان قريبا، وحلفت باللات والعزى فقال"

(7)

في حديث زهير "ثلاث مرات"

(8)

وفي لفظ "واتفل"

(9)

في حديث زهير "ثلاث مرات" وعند الدورقي "ثلاثاً"

ص: 3832

ولم يذكر إسرائيل وزهير في حديثهما قوله "له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه من رواية أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه، ولا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه صحيح أصح من هذا الوجه"

قلت: رواته ثقات إلا أنّ أبا إسحاق كان قد اختلط، وسماع إسرائيل ويونس. وزهير منه بعد اختلاطه، وقد احتج البخاري ومسلم برواية إسرائيل وزهير عن أبي إسحاق.

2613 -

حديث أبي ذر: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: لبيك وسعديك، جعلني الله فداءك.

قال الحافظ: وقد ترجم أبو داود (5/ 396) نحو هذه الترجمة وساق حديث أبي ذر: فذكره، الحديث.

وكذا أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(803) في الترجمة" (1)

قلت: وأخرجه في الصحيح أيضاً (فتح 13/ 301 و 14/ 38 - 39 و 40 - 44)

2614 -

عن أم سلمة الأنصارية وهي أسماء بنت يزيد قالت: قلت: يا رسول الله، إنّ بني فلان أسعدوني على عمي ولا بد من قضائهن، فأبي، قالت: فراجعته مرارا فأذن لي، ثم لم أَنُخْ بعد.

قال الحافظ: وأخرج الترمذي من طريق شهر بن حوشب عن أم سلمة الأنصارية وهي أسماء بنت يزيد قالت: فذكرته" (2)

حسن

أخرجه ابن سعد (8/ 8) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا يزيد الشيباني قال: سمعت شهر بن حوشب قال: حدثتنا أم سلمة الأنصارية أنها كانت في النسوة اللاتي أخذ عليهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخذ، وكانت معها خالتها، وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث، قالت: وقالت امرأة من النسوة: يا رسول الله، ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أنْ نعصيك فيه؟ قال "لا تنحن".

وأخرجه الترمذي (3307) عن عبد بن حميد

والطبراني في "الكبير"(24/ 181 - 182) عن علي بن عبد العزيز البغوي

(1) 13/ 189 (كتاب الأدب - باب قول الرجل جعلني الله فداك)

(2)

10/ 263 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة - باب {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} [الممتحنة: 12])

ص: 3833

قالا: ثنا أبو نعيم ثنا يزيد بن عبد الله الشيباني قال: سمعت شهر بن حوشب قال: حدثتنا أم سلمة الأنصارية قالت: فذكرت الحديث، وزادت: قلت: يا رسول الله إن بني فلان قد أسعدوني على عمّي ولا بد لي من قضائهن، فأبى عليّ، فأتيته مرارا فأذن لي في قضائهن، فلم أَنُحْ بعد على آخائهنّ ولا غيره حتى الساعة، ولم يبق من النسوة امرأة إلا وقد ناحت غيري.

ورواه ابن أبي شيبة (3/ 389) عن وكيع عن يزيد بن عبد الله مولى الصهباء عن شهر بن حوشب عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] قال "النَّوْح"

ورواه ابن ماجه (1579) عن ابن أبي شيبة به.

ورواه الطبري في "تفسيره"(28/ 80) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا وكيع به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن. قال عبد بن حميد: أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن"

قلت: وهو كما قال، ويزيد بن عبد الله وثقه ابن معين وغيره، وشهر بن حوشب قال الذهبي في "الديوان": مختلف فيه وحديثه حسن.

2615 -

أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بجوار بناحية بني خُدرة وهنّ يقلن: فحيونا نحييكم، فقال "قلن حيانا الله وحياكم"

قال الحافظ: وعند أبي الشيخ في "كتاب النكاح" من طريق يزيد بن حفصة عن أبيه عن جده: فذكره" (1)

2616 -

عن عائشة قالت: قلَّ يوم إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف علينا جميعاً فيقبّل

ويلمس ما دون الوقاع، فإذا جاء إلى التي هو يومها بات عندها.

قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والبيهقي واللفظ له من طريق ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: فذكرته" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث ابن عباس قال: خشيت سودة أنْ يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) 11/ 130 (كتاب النكاح - باب الدعاء للنسوة اللاتي يهدين العروس)

(2)

11/ 223 (كتاب النكاح - باب القرعة بين النساء)

ص: 3834

2617 -

"قم فأنت أخي"

قال الحافظ: وُيروى من حديث ابن عباس أنّ سبب غضب عليّ كان لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ولم يؤاخ بينه وبين أحد فذهب إلى المسجد، فذكر القصة وقال في آخرها: فذكره، أخرجه الطبراني، وعند ابن عساكر نحوه من حديث جابر بن سمرة" (1)

حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير"(11092) و"الأوسط"(7890) عن محمود بن محمد المروزي ثنا حامد بن آدم المروزي ثنا جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه بين المهاجرين والأنصار، فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم، خرج عليّ مغضبا حتى أتى جدولا من الأرض، فتوسَّد ذراعه، فسفّ عليه الريح، فطلبه النبي صلى الله عليه وسلم حتى وجده، فوكزه برجله، فقال له "قم، فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب. أغضبت عليّ حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أؤاخ بينك وبين أحد منهم، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي، ألا من أحبك حُفَّ بالأمن والإيمان، ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية، وحوسب بعمله في الإسلام"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مجاهد إلا الليث، ولا عن ليث إلا جرير، تفرد به حامد بن آدم"

وقال الهيثمي: وفيه حامد بن آدم المروزي وهو كذاب" المجمع 9/ 111

قلت: كذبه ابن معين والجوزجاني، وعدّه أحمد بن علي السليماني فيمن اشتهر بوضع الحديث (اللسان)

وأما حديث جابر بن سمرة فأظنه في ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ ابن عساكر وليس الكتاب عندي الآن.

2618 -

حديث عمار بن ياسر قال: نمت أنا وعليّ في غزوة العشيرة في نخل فما أفقنا إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله، يقول لعليّ:"قم يا أبا تراب" لما يرى عليه من التراب.

قال الحافظ: وروى ابن إسحاق ومن طريقه أحمد من حديث عمار بن ياسر قال: فذكره" (2)

سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من أشقى الأولين؟ "

(1) 8/ 73 - 74 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب علي بن أبي طالب)

(2)

8/ 73 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب علي بن أبي طالب)

ص: 3835

2619 -

عن سالم عن أبيه: سمعت عمر يقول: ما أحببت الإمارة قط إلا مرة واحدة، فذكر الحديث، وقال في الحديث: فتعرضت أنْ تصيبني فقال "قم يا أبا عبيدة"

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى" (1)

أخرجه الحاكم (3/ 265) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة ثنا عمر بن حمزة ثنا سالم بن عبد الله أنّ عبد الله بن عمر أخبرهم أن عمر بن الخطاب قال: ما تعرضت للإمارة وما أحببتها غير أنّ ناسا من أهل نجران أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكوا إليه عاملهم، فقال "لأبعثنّ عليكم الأمين" قال عمر: فكنت فيمن تطاول رجاء أنْ يبعثني، فبعث أبا عبيدة.

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: هو على شرط مسلم وحده، ورواته كلهم ثقات غير عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقواه بعضهم.

2620 -

عن عليّ قال: تقدم عتبة وتبعه ابنه وأخوه فانتدب له شباب من الأنصار، فقال: لا حاجة لنا فيكم إنما أردنا بني عمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قم يا حمزة، قم يا علي، قم يا عبيدة" فأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم ملنا على الوليد فقتلناه واحتملنا عبيدة.

قال الحافظ: أخرج أبو داود من طريق حارثة بن مُضَرِّب عن عليّ قال: فذكره" (2)

هو قطعة من حديث طويل أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 362 - 364) وأحمد (1/ 117) وأبو داود (2665) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(295) والبزار (719) والطبري في "تاريخه"(2/ 424 - 426) وابن المنذر في "الأوسط"(11/ 217 - 219) والحاكم (3/ 194) والبيهقي (9/ 131) وفي "الدلائل"(3/ 62 - 64) وفي "الصغرى"(3667) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عليّ به.

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن عليّ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

(1) 8/ 95 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح)

(2)

8/ 299 (كتاب المغازي - باب قتل أبي جهل)

ص: 3836

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يخرجا لحارثة، وقد وهاه ابن المديني"

وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة" المجمع 6/ 75

قلت: الحديث رجال إسناده ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق فإنّه كان مدلساً.

وقد ذكره الحافظ في "تعريف أهل التقديس" في المرتبة الثالثة الذين أكثروا من التدليس ولم يحتج من أحاديثهم إلا بما صرّحوا فيه بالسماع.

2621 -

عن عكرمة أنّ رجلاً من المشركين قال يوم الخندق: من يبارز؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قم يا زبير" فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: واحدي يا رسول الله، فقال "قم يا زبير" فقام الزبير فقتله، ثم جاء بسلبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنفله إياه.

قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة من مرسل عكرمة: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق (9470) عن سفيان الثوري عن عبد الكريم الجَزَري عن عكرمة قال: قام رجل من بني قريظة فقال: من يبارز؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قم يا زبير" فقالت صفية: أو حيدي يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أيهما علا صاحبه قتله" فعلاه الزبير فقتله، فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه.

وأخرجه أبو عبيد في "الأموال"(779) وابن أبي شيبة (12/ 373 و 14/ 423) وابن زنجويه في "الأموال"(1155) والبيهقي (6/ 308) من طرق عن الثوري به.

قال البيهقي: هذا مرسل، وقد روي موصولا بذكر ابن عباس فيه"

قلت: رواه شَريك بن عبد الله القاضي عن عبد الكريم الجزري واختلف عنه:

فرواه سعيد بن منصور (2694) عن شريك عن عبد الكريم عن عكرمة مرسلاً.

ورواه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 226) عن الحسن بن عبد الله بن منصور ثنا الهيثم بن جميل عن شريك عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس.

والأول أصح، وشريك سيئ الحفظ.

(1) 8/ 410 (كتاب المغازي - باب غزوة الخندق)

ص: 3837

2622 -

حديث أسامة بن شَريك قال: قمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبلنا يده.

ذكر الحافظ أنّ أبا بكر بن المقري أخرجه في جزء "تقبيل اليد" وسنده قوي" (1)

حسن

أخرجه ابن المقري في "الرخصة في تقبيل اليد"(2) عن محمد بن الحسين بن شهريار البغدادي ثنا محمد بن يزيد بن رفاعة أبو هشام الرفاعي ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة عن زياد بن عِلاقة عن أسامة بن شريك قال: فذكره.

وأخرجه المحاملي في "أماليه"(247) عن أبي هشام الرفاعي به.

وأخرجه الخطيب في "الجامع"(314) من طريق عبد الرحمن بن الحسن الزَّنجي ثنا أبو هشام الرفاعي به.

وأبو هشام الرفاعي مختلف فيه: قال ابن معين وغيره: لا بأس به، وضعفه النسائي وغيره.

ولم ينفرد به بل تابعه أبو جعفر (2) الحارثي ثنا سعيد بن عامر به، ولفظه: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه كان على رؤوسهم الطير، فجاء الأعراب فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام الناس فجعلوا يقبلون يده، فأخذتها فوضعتها على وجهي فإذا هي أطيب من ريح المسك، وأبرد من الثلج.

أخرجه ابن الأعرابي في "القبل"(3)

وإسناده حسن.

2623 -

عن رجل من بني تميم قال: كنا نقول في الجاهلية: بالرفاء والبنين، فلما جاء الإسلام علمنا نبينا قال "قولوا: بارك الله لكم، وبارك فيكم، وبارك عليكم"

قال الحافظ: روى بقي بن مخلد من طريق غالب عن الحسن عن رجل من بني تميم قال: فذكره" (3)

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1866) عن أبي الربيع سليمان بن داود

(1) 13/ 296 (كتاب الاستئذان - باب الأخذ باليدين)

(2)

واسمه أحمد بن عبد الحميد بن خالد قال الذهبي: صدوق (سير الأعلام 12/ 508)

(3)

11/ 129 (كتاب النكاح - باب كيف يدعى للمتزوج)

ص: 3838

الزهراني ثنا أبو عوانة عن غالب القطان عن الحسن عن رجل من بني تميم قال: كنا نقول في الجاهلية: بالرفاء والبنين، فلما جاء الله بالإِسلام وعلمنا نبينا صلى الله عليه وسلم، قال "قولوا: بارك الله عليكم وفيكم"

ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الحسن البصري فإنه كان مدلساً.

2624 -

عن مجاهد قال: دخلت على ابن عباس فقلت: كنت عند ابن عمر فقرأ {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284] فبكى، فقال ابن عباس: إنّ هذه الآية لما أنزلت غمّت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غمّا شديدا وقالوا: يا رسول الله، هلكنا فإنّ قلوبنا ليست بأيدينا، فقال "قولوا سمعنا وأطعنا" فقالوا، فنسختها هذه الآية {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].

قال الحافظ: روى أحمد من طريق مجاهد قال: فذكره.

وأصله عند مسلم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس دون قصة ابن عمر، وأخرج الطبري بإسناد صحيح عن الزهري أنّه سمع سعيد بن مَرْجانة يقول: كنت عند ابن عمر فتلا هذه الآية {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284]، فقال: والله لئن واخذنا الله بهذا لنهلكن، ثم بكى حتى سمع نشيجه، فقمت حتى أتيت ابن عباس فذكرت له ما قال ابن عمر وما فعل حين تلاها فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري لقد وجد المسلمون حين نزلت مثل ما وجد فأنزل الله {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]) (1)

صحيح

وله عن ابن عباس طرق:

الأول: يرويه مجاهد قال: كنت عند ابن عمر فقرأ {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ} [البقرة: 284] إلى قوله {قَدِيرٌ} [المُمتَحنة: 7] فبكى، قال: فانطلقت حتى أتيت على ابن عباس، قلت: يا ابن عباس، كنت عند ابن عمر آنفا، فقرأ هذه الآية فبكى، قال: أيةُ آية؟ قلت: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 284] إلى قوله {قَدِيرٌ} [المُمتَحنة: 7] قال: فضحك ابن عباس، وقال: يرحم الله ابن عمر، أو ما يدري فيما أنزلت وكيف أنزلت، إنّ هذه الآية حين أنزلت غمّت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غمّا شديدا، أو غاظتهم غيظا شديدا، وقالوا: يا رسول الله، هلكنا، إنما كنا نؤخذ بما تكلمنا، فأما ما تعقل قلوبنا ليست بأيدينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "قولوا سمعنا وأطعنا"

(1) 9/ 273 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284])

ص: 3839

قال: فنسختها هذه الآية {آمَنَ الرَّسُولُ} [البقرة: 285] إلى {وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]

قال: فتجوز لهم عن حديث النفس، وأخذوا بالأعمال.

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 113 - 114) عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن حميد بن قيس الأعرج عن مجاهد به.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(3/ 144 - 145) من طريق إسحاق (1) ثنا عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان به.

ورواه أحمد (1/ 332) عن عبد الرزاق أنا مَعْمَر عن حميد الأعرج عن مجاهد به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

الثاني: يرويه سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284] قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قولوا: سمعنا وأطعنا وسَلّمناه" قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله تعالى {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286] قال: قد فعلت {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: 286] قال: قد فعلت {وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا} [البقرة: 286] قال: قد فعلت.

أخرجه أحمد (1/ 233) ومسلم (126) والنسائي في "الكبرى"(11059) من طريق آدم بن سليمان مولى خالد بن خالد قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس به.

الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن ابن شهاب عن سعيد بن مرجانة عن ابن عمر وابن عباس.

منهم:

1 -

يونس بن يزيد الأيلي.

أخرجه الطبري (3/ 144) والطحاوي في "المشكل"(1627) عن يونس بن عبد الأعلى المصري ثنا عبد الله بن وهب أني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن مرجانة يحدث، أنه بينا هو جالس سمع ابن عمر تلا هذه الآية {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284] الآية، فقال: والله لئن آخذنا الله

(1) أظنه ابن راهويه.

ص: 3840

بهذا لنهلكن، ثم بكى ابن عمر حتى سمع نشيجه، فقال ابن مرجانة: فقمت حتى أتيت ابن عباس، فذكرت له ما تلا ابن عمر، وما فعل حين تلاها، فقال ابن عباس: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري لقد وجد المسلمون منها حين أنزلت مثل ما وجد ابن عمر، فأنزل الله بعدها {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] إلى آخر السورة، قال ابن عباس: فكانت هذه الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين بها، وصار الأمر إلى أن قضى الله عز وجل: أنّ للنفس ما كسبت، وعليها ما اكتسبت في القول والفعل.

رواته ثقات.

2 -

يزيد بن أبي حبيب.

أخرجه الطبري (3/ 144) عن أبي الرداد عبد الله بن عبد السلام المصري ثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد عن حيوة بن شريح قال: سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: قال ابن شهاب: ثني سعيد بن مرجانة قال: جئت ابن عمر فتلا هذه الآية وذكر نحوه.

وأبو الرداد قال ابن أبي حاتم: صدوق، وأبو زرعة قال أبو حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ.

ولم ينفرد حيوة بن شريح به بل تابعه ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب به.

أخرجه أبو عبيد في "الناسخ"(508) والطبراني في "الكبير"(10769)

وابن لهيعة لا بأس به في المتابعات.

3 -

القاسم بن هران الخولاني.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10770) من طريق الوليد بن مسلم عن القاسم بن هران عن سعيد بن مرجانة قال: كنت عند ابن عمر وذكر الحديث.

والوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، والقاسم بن هران لم أقف له على ترجمة.

- وقال سفيان بن حسين الواسطي: عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر أنّ ابن عمر قرأ {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284] الآية، فدمعت عيناه، فبلغ صنيعه ابن عباس فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، لقد صنع كما صنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت، فنسختها الآية التي بعدها {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286].

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 7) والطبري (3/ 145) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(295) والحاكم (2/ 287)

ص: 3841

عن يزيد بن هارون الواسطي

وأبو عبيد في "الناسخ"(507)

عن عباد بن العوام الواسطي

كلاهما عن سفيان بن حسين به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: سفيان بن حسين قال ابن معين وغير واحد: ضعيف في الزهري.

- ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري مرسلاً.

قال عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 112): ثنا معمر قال: سمعت الزهري يقول: إنّ ابن عمر قرأ {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284] فبكى وقال: أإنا لمؤاخذون بما نحدث به أنفسنا وذكر الحديث.

ورواه الطبري (3/ 144) عن الحسن بن يحيى أنا عبد الرزاق به.

- ورواه إبراهيم بن سعد المدني عن الزهري واختلف عنه:

• فقال الشافعي في "السنن المأثورة"(422): عن إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن ابن مرجانة قال: ذكر لابن عباس أنّ ابن عمر تلا هذه الآية وذكر الحديث.

ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1626)

• وقال أبو مروان محمد بن عثمان العثماني: ثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن من حدثه عن سعيد بن مرجانة.

أخرجه الطحاوي (1628)

2625 -

حديث عمار بن ياسر قال: لما هجانا المشركون قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا لهم كما يقولون لكم"

قال الحافظ: وروى أحمد والبزار من حديث عمار بن ياسر قال: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر ونسبه للطبراني (2).

(1) 7/ 365 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب من أحب أن لا يُسب نسبه)

(2)

13/ 164 (كتاب الأدب - باب هجاء المشركين)

ص: 3842

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(439) وأحمد (4/ 263) والبزار (1423) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 437) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 624 - 625 و 625) والخطيب في "الموضح"(2/ 365 - 366) من طرق عن شريك بن عبد الله القاضي عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سَلِمَة عن عمار بن ياسر قال: لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "قولوا لهم كما يقولون لكم"

قال: فلقد رأيتنا نعلمه إماء أهل المدينة.

اللفظ لأحمد وابن أبي شيبة، ولفظ البزار، فقال "أجيبوهم".

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمار إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 123 - 124

قلت: شريك مختلف فيه ونُسب إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس.

وعبد الله بن سلمة هو المرادي وهو مختلف فيه كذلك.

2626 -

عن حذيفة أنّ رجلاً من المسلمين رأى رجلاً من أهل الكتاب في المنام فقال: نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد"

قال الحافظ: وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجه أيضاً عن حذيفة: فذكره. وفي رواية النسائي أنّ الراوي لذلك هو حذيفة الراوي. هذه رواية ابن عُيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة. وقال أبو عَوانة عن عبد الملك عن ربعي عن الطفيل بن سَخْبَرة أخي عائشة بنحوه، أخرجه ابن ماجه أيضاً. وهكذا قال حماد بن سلمة عند أحمد وشعبة وعبد الله بن إدريس عن عبد الملك وهو الذي رجحه الحفاظ، وقالوا: إنّ ابن عيينة وهم في قوله عن حذيفة" (1)

صحيح

يرويه عبد الملك بن عمير واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن الطفيل بن سَخْبَرة أخي عائشة لأمها أنّه رأى فيما يرى النائم كأنه مرّ برهط من اليهود فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن اليهود، قال: إنكم أنتم القوم لولا أنكم تزعمون أنّ عزيرا ابن الله، فقالت اليهود:

(1) 14/ 347 (كتاب الأَيمان والنذور - باب لا يقول ما شاء الله وشئت)

ص: 3843

وأنتم القوم لولا أنّكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ثم مرّ برهط من النصارى فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن النصارى، فقال: إنّكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله، قالوا: وإنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وما شاء محمد. فلما أصبح أخبر بها من أخبر، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال "هل أخبرت بها أحدا؟ " قال: نعم، فلما صلّوا (1) خطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "إنّ طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها، لا تقولوا (2) ما شاء الله وما شاء محمد (3) "

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(652) وأحمد (5/ 72) واللفظ له وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2743) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1367) وابن قانع في "الصحابة"(5012) والطبراني في "الكبير"(8214) وأبو نعيم في "الصحابة"(3954 و 3955) والبيهقي في "الدلائل"(7/ 22) والخطيب في "الموضح"(1/ 303) وفي "المتفق والمفترق"(780) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 78) والمزي في "التهذيب"(13/ 390 - 391)

عن حماد بن سلمة

والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 363 - 364) والدارمي (2702) وابن قانع (2/ 50) والطبراني في "الكبير"(8214) وابن بشران (210) والخطيب في "الموضح"(1/ 303) وفي "المتفق"(780) والمزي (13/ 390 - 391)

عن شعبة

وابن ماجه (1/ 685)

عن أبي عوانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري

والطبراني في "الكبير"(8215)

عن زيد بن أبي أنيسة الجزري

وأبو القاسم البغوي (1368) والبيهقي في "الأسماء"(ص 181)

(1) وعند الطبراني "فلما صلّى الظهر"

(2)

وفي حديث زيد بن أبي أنيسة "فإذا قلتم فقولوا ما شاء الله وحده"

وفي حديث عبيد الله بن عمرو "فلا تقولوها ولكن قولوا ما شاء الله وحده"

وفي حديث شعبة عند البخاري "قولوا ما شاء الله وحده ولا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد"

(3)

زاد الدارمي "ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد"

ص: 3844

عن عبيد الله بن عمرو الرقي

وابن قانع (2/ 50)

عن زياد بن عبد الله البكائي

كلهم عن عبد الملك بن عمير به.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم" مصباح الزجاجة 2/ 137

قلت: وهو كما قال، إلا أنّ مسلما لم يخرج للطفيل بن سخبرة شيئاً.

- ورواه سمان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة.

أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (4/ 372 - 373) وابن أبي شيبة في "مسنده"(مصباح الزجاجة 2/ 137) وأحمد (5/ 393) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 364) وابن ماجه (2118) والبزار (2830) والنسائي في "اليوم والليلة"(984) والبيهقي في "الأسماء"(ص 181) وفي "معرفة السنن"(4/ 373)

قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات على شرط البخاري لكنه منقطع بين سفيان وبين عبد الملك بن عمير"

- ورواه مَعمر بن راشد عن عبد الملك بن عمير واختلف عنه:

• فرواه عبد الرزاق (19813) عن معمر عن عبد الملك بن عمير مرسلاً.

• ورواه هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سَمُرة.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(237)

ورواية من روى الحديث عن عبد الملك عن ربعي عن الطفيل أصح.

ذكر البيهقي عن البخاري (1) قال: حديث شعبة أصح من حديث ابن عيينة"

وقال إبراهيم الحربي في "كتاب الهجران": وهم فيه ابن عيينة" النكت الظراف 3/ 29

وكذا قال المزي في "تحفة الأشراف"(4/ 211)

(1) التاريخ الكبير 2/ 2/ 364

ص: 3845

وقال البزار: والصواب حديث عبد الملك عن ربعي عن الطفيل أخي عائشة"

وقال الخطيب: الصواب عن ربعي عن الطفيل" المتفق 2/ 1243

2627 -

أنّه صلى الله عليه وسلم أوصى فاطمة فقال "قولي إذا مت: إنا لله وإنا إليه راجعون"

قال الحافظ: وأخرج الواقدي من مرسل العلاء بن عبد الرحمن: فذكره" (1)

قلت: الواقدي كذبه أحمد، وقال إسحاق بن راهويه: يضع الحديث.

2628 -

حديث عائشة في خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى البقيع، الحديث وفيه: قلت: كيف أقول؟ قال "قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 669 - 671")(2)

2629 -

قوله في حديث الشفاعة "قوم أصابهم سَفَع من النار"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه البخاري (فتح 14/ 222 و 17/ 213) من حديث أنس.

2630 -

حديث أبي جمعة قال: قال أبو عبيدة: يا رسول الله، أأحد خير منا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك. قال:"قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني"

قال الحافظ: وروى أحمد والدارمي والطبراني من حديث أبي جمعة قال: فذكره، وإسناده حسن وقد صححه الحاكم، ولم تتفق الرواة على لفظه، فقد رواه بعضهم بلفظ الخيرية كما تقدم، ورواه بعضهم بلفظ "قلنا: يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا؟ " الحديث أخرجه الطبراني وإسناد هذه الرواية أقوى من إسناد الرواية المتقدمة"(4)

صحيح

وله عن أبي جمعة طريقان:

الأول: يرويه صالح بن جبير عن أبي جمعة، وعنه:

1 -

أَسِيد بن عبد الرحمن الخثعمي.

(1) 6/ 292 (كتاب الوصايا - باب الوصايا)

(2)

13/ 240 (كتاب الاستئذان - باب بدء السلام)

(3)

12/ 311 (كتاب الطب - باب رقية العين)

(4)

8/ 6 و 7 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 3846

أخرجه أحمد (4/ 106) والبخارى في "الكبير"(1/ 2/ 310) والطبراني في "الكبير"(3537) والحاكم (4/ 85) وأبو نعيم فيّ "الصحابة"(2171) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 444) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 41)

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي

والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 311) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2135)

عن بشر بن بكر التنيسي

وأبو يعلى (1559) وفي "المفاريد"(71) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 52)

عن عبد الله بن عطارد البصري

والفضل بن جعفر التيمي في "نسخته"(3)

عن إسماعيل بن عبد الله بن سماعة الرملي

كلهم عن الأوزاعي ثني أسيد بن عبد الرحمن ثني صالح (1) بن جبير ثني أبو جمعة (2) قال: تغدينا (3) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، قال: فقال: يا رسول الله هل أحد خير منا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك. قال "نعم، قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قال، أسيد وثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وصالح بن جبير وثقه ابن معين وابن حبان وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، ولم يعرفه أبو حاتم فقال: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان" و"الديوان": ليس بالمعروف.

والحديث اختلف فيه على الأوزاعي، فقال الوليد بن مسلم: ثنا الأوزاعي ثنا أبو عبيد الحاجب عن صالح بن جبير عن أبي جمعة.

أخرجه ابن أبي عاصم (2134) والطبراني (3539)

2 -

مرزوق بن نافع الشامي.

(1) سماه أحمد والبخاري والحاكم وأبو يعلى: صالح بن محمد.

(2)

سماه بشر بن بكر في روايته عن الأوزاعي: حبيب بن سباع.

(3)

ولفظ ابن أبي عاصم "غزونا".

ص: 3847

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 310) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 187 - 188) والطبراني في "الكبير"(3541) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(3/ 188) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 376) وابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 41) وأبو نعيم في "الصحابة"(2172) وابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 249) والهروي في "ذم الكلام"(ق 133) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 40) من طرق (1) عن ضَمْرة بن ربيعة عن مرزوق بن نافع عن صالح بن جبير عن أبي جمعة الكناني قال: قلنا: يا رسول الله، هل أحد خير منا؟ قال "نعم، قوم يجيئون من بعدكم يجدون كتابا بين لوحين يؤمنون به ويصدقون به"

اللفظ للهروي.

وزاد الطبراني "هم خير منكم"

قال الحافظ: هذا حديث حسن"

قلت: مرزوق بن نافع ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا ضمرة بن ربيعة، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا ضمرة بن ربيعة، فهو مجهول.

3 -

معاوية بن صالح الحمصي.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 311) وفي "خلق أفعال العباد"(390) عن عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية بن صالح عن صالح بن جبير قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة فقلنا: يا رسول الله، هل من أحد أعظم منا أجرا؟ آمنا بك واتبعناك. قال "وما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء؟ بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا".

وأخرجه ابن أبي عاصم (2136) والروياني (1545) والطبراني (3540) وفي "مسند الشاميين"(2066) وابن مردويه (تفسير ابن كثير 1/ 41) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين"(ص 166 - 167) والهروي في "ذم الكلام"(ق 133/ أ) والمزي في "تهذيب الكمال"(13/ 25 - 26) والذهبي في "الميزان"(2/ 291) وفي "تذكرة الحفاظ"(1/ 389 - 390) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 42 - 43) من طرق عن أبي صالح عبد الله بن صالح به.

(1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن السكن كما في "الأمالي المطلقة"

ص: 3848

قال الذهبي: هذا حديث صالح الإسناد وغريب"

وقال الحافظ: وهذا الإسناد حسن أيضا"

قلت: عبد الله بن صالح مختلف فيه.

الثاني: يرويه خالد بن دُرَيك الشامي عن عبد الله بن مُحيريز قال: قلت لأبي جمعة -رجل من الصحابة- حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: نعم أحدثكم حديثا جيدا، تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال: يا رسول الله، أحد خير منا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك. قال "نعم، قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني".

أخرجه أحمد (4/ 106) والدارمي (2747) والطحاوي في "المشكل"(2459) والطبراني في "الكبير"(3538) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 148 - 149) وفي "الصحابة"(2170) والخطيب في "المتفق والمفترق"(255) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 41)

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي

وابن قانع في "الصحابة"(1/ 188) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 41)

عن الوليد بن مزيد البيروتي

والطحاوي (3/ 175) وابن قانع (1/ 188) والطبراني (3538) وأبو نعيم (5/ 148 - 149) وفي "الصحابة"(6735)

عن يحيى بن عبد الله البَابَلُتي الحرّاني

وابن سعد (7/ 508 - 509) وابن البختري في "الأمالي"(165) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(523)

عن محمد بن مصعب القَرْقَساني

قالوا: ثنا الأوزاعي عن أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك به.

وإسناده صحيح.

2631 -

"قوموا إلى سيدكم"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 13/ 288) ومسلم (1768) من حديث أبي سعيد.

(1) 1/ 333 (كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)

ص: 3849

2632 -

"قوموا إلى سيدكم فأنزلوه"

قال الحافظ: وقع في مسند عائشة عند أحمد من طريق علقمة بن وَقَّاص عنها في قصة غزوة بني قريظة وقصة سعد بن معاذ ومجيئه مطولاً وفيه: قال أبو سعيد: فلما طلع قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، وسنده حسن" (1)

أخرجه أحمد (6/ 141 - 142) والخطيب في "الجامع"(292)

عن يزيد بن هارون

والطحاوي في "المشكل"(2/ 38)

عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة

كلاهما عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص قال: أخبرتني عائشة قالت: فذكرت الحديث في قصة غزوة بني قريظة وفيه: قال أبو سعيد الخدري: فلما طلع -يعني سعد بن معاذ- على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "قوموا إلى سيدكم فأنزلوه"

قال الهيثمي: وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 128

وقال الألباني: وهذا إسناد حسن" الصحيحة 1/ 105

قلت: عمرو بن علقمة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لم يَرو عنه غير ولده محمد بن عمرو. فهو مجهول.

والحديث أخرجه البخاري (فتح 13/ 288) ومسلم (1768) وغيرهما من طريق أخرى عن أبي سعيد لكن ليس فيها قوله "فأنزلوه".

2633 -

"قيلوا فإنّ الشياطين لا تقيل"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أنس رفعه قال: فذكره، وفي سنده كثير بن مروان وهو متروك" (2)

ضعيف

(1) 8/ 416 (كتاب المغازي - باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب)

و13/ 290 (كتاب الاستئذان - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم)

(2)

13/ 311 (كتاب الاستئذان - باب القائلة بعد الجمعة)

ص: 3850

وله عن أنس طريقان:

الأول: يرويه عمران القطان عن قتادة عن أنس به مرفوعاً.

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(675) وأبو الشيخ في "الطبقات"(4/ 176) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 194 - 195 و 2/ 69)

عن محمد بن عمر بن يزيد الزهري

وأبو نعيم (1/ 353)

عن عمر بن يزيد الزهري

قالا: ثنا أبو داود الطيالسي ثنا عمران القطان به.

ومحمد بن عمر وعمر بن يزيد ترجمهما أبو نعيم ولم يذكر فيهما جرحا ولا تعديلا، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس.

الثاني: يرويه كثير بن مروان المقدسي عن يزيد بن أبي خالد الدالاني عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مرفوعاً "قيلوا فإنّ الشيطان لا يقيل"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(28)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي خالد الدالاني إلا كثير"

وقال الهيثمي: وفيه كثير بن مروان وهو كذاب" المجمع 8/ 112

قلت: تابعه عباد بن كثير عن يزيد الدالاني به.

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 168) من طريق معاوية بن يحيى الأطرابلسي عن عباد به.

ورواه إسماعيل بن عياش عن عباد بن كثير عن سيار الواسطي عن إسحاق بن عبد الله عن أنس.

أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 155)

وعباد بن كثير هو الثقفي البصري قال ابن معين وغيره: لا يكتب حديثه.

2634 -

"القتلى ثلاثة: رجل جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل، فذاك الشهيد المفتخر في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة. ورجل مؤمن قَرَفَ على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد

ص: 3851

بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل فانمحت خطاياه، إنّ السيف مَحَّاء للخطايا. ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى يقتل فهو في النار، إنّ السيف لا يمحو النفاق"

قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وصححه ابن حبان من حديث عتبة بن عبد رفعه: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ السيف محاء للخطايا"

2635 -

"القرآن مَأدُبَة الله"

سكت عليه الحافظ (2).

موقوف صحيح

يرويه أبو الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن ابن مسعود واختلف عنه:

- فرواه إبراهيم بن مسلم الهَجَرِي عن أبي الأحوص واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعاً "إنّ هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، وإنّ هذا القرآن هو حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة من تمسك به، ونجاة من تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلق عن كثرة الرد، اتلوه فإنّ الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول بالم، ولكن بألف عشرا وبالام عشرا وبالميم عشرا"

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 482 - 483) وفي "مسنده"(376) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 155) والآجري في "آداب حملة القرآن"(ق 5/ أ) وابن شاهين في "الترغيب"(201) وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(32) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(79)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير

وأبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 21)

عن أبي اليقظان عمار بن محمد الثوري

(1) 12/ 302 (كتاب الطب - باب أجر الصابر على الطاعون)

(2)

17/ 13 (كتاب الاعتصام - باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم)

ص: 3852

وابن الضريس في "فضائل القرآن"(58)

عن جرير بن عبد الحميد الرازي

والحاكم (1/ 555)

عن صالح بن عمر الواسطي

وابن حبان في "المجروحين"(1/ 100) وابن الجوزي في "العلل"(145)

عن محمد بن فضيل الكوفي

وابن حبان أيضاً

عن عبد الله بن الأجلح الكندي

والبيهقي في "الشعب"(1786)

عن محمد بن عجلان المدني

وأبو الفضل الرازي (30) والبيهقي في "الشعب"(1832)

عن يحيى بن عثمان الحنفي

كلهم عن إبراهيم الهجري به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه بصالح بن عمر"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: صالح ثقة خرج له مسلم لكن إبراهيم بن مسلم ضعيف"

• وقال غير واحد: عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً.

أخرجه عبد الرزاق (6017) والطبراني في "الكبير"(8646) والشجرى في "أماليه"(1/ 119)

عن سفيان بن عُيينة

والدارمي (3318) والبيهقي في "الشعب"(1832)

عن جعفر بن عون الكوفي

والبيهقي في "الشعب"(1832)

عن إبراهيم بن طهمان الخراساني

وسعيد بن منصور (7) والشجري (1/ 88)

ص: 3853

عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط

أربعتهم عن إبراهيم الهجري به.

وإبراهيم قال ابن معين وغيره: ضعيف.

- ورواه عطاء بن السائب عن أبي الأحوص واختلف عنه:

• فرواه غير واحد عن عطاء عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً.

أخرجه أبو عبيد (ص 26) وسعيد بن منصور (6) والطبراني في "الكبير"(8649)

عن شعبة

وابن أبي شيبة (10/ 462) وجعفر الفريابي في "فضائل القرآن"(ق 5/ أ)

عن أبي الأحوص سلام بن سليم الحنفي

وابن الضريس (59)

عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي

والبيهقي في "الشعب"(1834)

عن مِسعر بن كِدام

أربعتهم عن عطاء به.

• ورواه حماد بن سلمة عن عطاء عن أبي الأحوص وأبي البختري عن ابن مسعود موقوفا.

أخرجه الآجري (ق 5/ أ) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن"(ص 75 - 76).

• ورواه أبو إسحاق السبيعي عن عطاء واختلف عنه:

فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن عطاء عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً.

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(808)

عن شريك بن عبد الله القاضي

وأبو عبيد (ص 25)

عن عمر بن عبيد الطنافسي

ص: 3854

وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 272)

عن القاسم بن مَعْن الكوفي

ثلاثتهم عن أبي إسحاق به.

ورواه محمد بن عجلان المدني عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا.

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(4/ 252) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 278) والشجري (1/ 84) والبيهقي في "الشعب"(1786)

وحديث شريك ومن تابعه أصح.

• ورواه سفيان الثوري عن عطاء واختلف عنه:

فرواه أبو عامر قبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان فأوقفه.

أخرجه الدارمي (3311)

ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن سفيان فرفعه.

أخرجه الدارقطني في "العلل"(5/ 326 - 327) والخطيب في "التاريخ"(1/ 285 - 286)

• ورواه حماد بن زيد عن عطاء واختلف عنه:

فرواه عارم بن الفضل أبو النعمان البصري عن حماد فأوقفه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4648)

ورواه أبو يعلى معلي بن منصور الرازي عن حماد فرفعه.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 263) وفي "الصحابة"(4505) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(2/ 187)

وعطاء بن السائب صدوق اختلط، ورواية سفيان وشعبة والحمادين عنه قبل اختلاطه. - ورواه غير واحد عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً، منهم:

1 -

قتادة.

أخرجه ابن الضريس (60) عن حفص بن عمر بن عبد الرحمن الرازي ثنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة به.

ص: 3855

2 -

أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي.

أخرجه سعيد بن منصور (4)

3 -

عبد الملك بن ميسرة الكوفي.

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(787)

- ورواه عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي الأحوص واختلف عنه:

• فقال عطاء بن أبي رباح: عن عاصم عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً.

أخرجه أبو عبيد (ص 25) عن حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج أني عطاء به.

ومن طريقه أخرجه أبو عمرو الداني في "البيان"(ص 76)

• ورواه عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي عن عمرو بن أبي قيس عن عاصم واختلف عن عبد الرحمن:

فرواه ابنه عبد الله عنه فرفعه.

أخرجه الحاكم (1/ 566)

وقال: صحيح الإسناد"

ورواه حامد بن محمود بن حرب المروزي عنه فأوقفه.

أخرجه الحاكم (1/ 566) والبيهقي في "الشعب"(1833)

والموقوف أصح.

2636 -

عن حكيم بن جابر عن أبيه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وعنده هذا الدباء فقلت: ما هذا؟ قال: "القرع وهو الدُّبَّاء نكثر به طعامنا"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه" (1)

صحيح

أخرجه الحميدي (860) وأحمد (4/ 352) وابن ماجه (3304) والترمذي في "الشمائل"(152) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 2/ 164) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(300 و 301) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(915) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 137) والطبراني في "الكبير"(2080 و 2081 و 2082 و 2083 و 2084 و 2085) وأبو الشيخ في

(1) 11/ 490 - 491 (كتاب الأطعمة - باب الدباء)

ص: 3856

"أخلاق النبي"(ص 214) وأبو نعيم في "الصحابة"(1522) والخطيب في "التاريخ"(11/ 10) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(11/ 303 و 304) وفي "الشمائل"(959) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 305 - 306) والمزي في "تهذيب الكمال"(7/ 163 - 164) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر بن طارق الأحمسي عن أبيه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وعنده هذا الدباء، فقلت: أيّ شيء هذا؟ قال "هذا القرع هو الدباء نكثر به طعامنا (1) " اللفظ لابن ماجه.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 16

قلت: وهو كما قال، وحكيم بن جابر بن طارق قال البخاري: سمع أباه.

2637 -

عن عائشة قالت: قال رجل: يا رسول الله، أيّ الناس خير؟ قال "القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، ثم الثالث"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2536")(2)

2638 -

"القضاة ثلاثة" وفيه "وقاض قضى بغير حق فهو في النار، وقاض قضى وهو لا يعلم فهو في النار"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن عن بُريدة بألفاظ مختلفة، وقد جمعت طرقه في جزء مفرد" (3)

صحيح

وله عن بريدة طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن بريدة عن أبيه، وعنه:

1 -

أبو هاشم الرُّمَّاني.

أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 149) وأبو داود (3573) وابن ماجه (2315) والنسائي في "الكبرى"(5922) ووكيع في "أخبار القضاة"(1/ 14 - 15) والطحاوي في "المشكل"(55) والطبراني في "الأوسط"(3641) وابن حزم في "الأحكام"(ص 1021) والبيهقي (10/ 116 - 117) وفي "المدخل"(183) وفي "معرفة

(1) وفي لفظ "طعام أهلنا"

(2)

8/ 7 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)

(3)

17/ 83 (كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ)

و16/ 268 (كتاب الأحكام - باب متى يستوجب الرجل القضاء)

ص: 3857

السنن" (4/ 222) وفي "الصغرى" (4150 و 4151) وابن عبد البر في "الجامع" (2/ 87) والشجري في "أماليه" (2/ 234) من طرق عن خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "القضاة ثلاثة: اثنان في النار، وواحد في الجنة، رجل عرف الحق وقضى به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار، ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار" اللفظ للطحاوي.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي هاشم الرماني إلا خلف بن خليفة"

وقال أبو داود: وهذا أصح شيء فيه"

قلت: خلف بن خليفة صدوق اختلط بأخرة، وقد روى هذا الحديث عنه جماعة لم أر أحدا من أهل العلم صرح بسماعهم منه أهو قبل اختلاطه أم بعده.

وأبو هاشم الرماني وعبد الله بن بريدة ثقتان.

2 -

سعد بن عبيدة الكوفي.

أخرجه الترمذي (1322) والروياني (66) ووكيع في "أخبار القضاة"(1/ 13 - 14) والطحاوي في "المشكل"(54) وابن الأعرابي (ق 34/ ب) والطبراني في "الكبير"(1154) وابن عدي (2/ 864 - 865 و 4/ 1332) والحاكم (4/ 90) والبيهقي (10/ 117) وفي "الشعب"(7125) وفي "الصغرى"(4149) وابن عبد البر في "الجامع"(2/ 86) والشجري في "أماليه"(2/ 232) من طرق عن شَريك بن عبد الله القاضي عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً "القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة: رجل قضى بغير الحق فعلم ذاك. فذاك في النار، وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار، وقاض قضى بالحق فذلك في الجنة" اللفظ للترمذي.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: شريك أخرج له مسلم في المتابعات، وهو مختلف فيه ونسبه إلى سوء الحفظ غير واحد.

والأعمش مدلس ولم يذكر سماعا من سعد بن عبيدة.

3 -

حكيم بن جبير الأسدي.

أخرجه وكيع في "أخبار القضاة"(1/ 15) والحاكم (4/ 90) وابن عبد البر في "الجامع"(2/ 87) من طريق عبد الله بن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً

ص: 3858

"القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة، قاض عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، وقاض عرف الحق فجار متعمدا فهو في النار، وقاض قضى بغير علم فهو في النار" اللفظ للحاكم

وقال: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ابن بكير الغنوي منكر الحديث"

قلت: وحكيم بن جبير قال أحمد وجماعة: ضعيف الحديث.

4 -

أبو إسحاق السبيعي.

أخرجه ابن عدي (6/ 2161) من طريق محمد بن جابر اليمامي عن أبي إسحاق عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً "القضاة ثلاثة" فذكرهم.

وقال: وهذا لا أعلم رواه عن أبي إسحاق غير محمد بن جابر"

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وجماعة.

5 -

أبو حمزة محمد بن ميمون السكري.

أخرجه الحاكم في "علوم الحديث"(ص 98 - 99) عن أبي أحمد علي بن محمد الحنيني ثنا إبراهيم بن هلال البوزنجردي ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبا حمزة السكري يقول: استشار قتيبة بن مسلم أهل مرو في رجل يجعله على القضاء فأشاروا عليه بعبد الله بن بريدة فدعاه وقال له: إني قد جعلتك على القضاء بخراسان، فقال ابن بريدة: ما كنت لأجلس على قضاء بعد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته من أبي بريدة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "القضاة ثلاثة، فإثنان في النار وواحد في الجنة، فأما الاثنان فقاض قضى بغير الحق وهو يعلم فهو في النار، وقاض قضى بغير الحق وهو لا يعلم فهو في النار، وأما الواحد الذي هو في الجنة فقاض قضى بالحق فهو في الجنة".

قال الحاكم: هذا حديث تفرد به الخراسانيون فإنّ رواته عن آخرهم مراوزة"

6 -

عمارة بن عمير التيمي الكوفي.

أخرجه أبو الشيخ في "حديثه"(122) عن إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي ثنا سعيد بن محمد الجَرْمي ثنا أيوب بن جابر عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعاً "القضاة ثلاثة، فإثنان في النار وقاض في الجنة: فأما الذي في النار فقاض قضى بالجور، والآخر قضى بما لا يدري ما القضاء، وآخر قضى بالحق جهده".

واختلف فيه على المخرمي، فرواه ابن العسكري في "حديثه"(97) عن المخرمي ثنا

ص: 3859

سعيد بن محمد الجرمي ثنا أيوب بن جابر عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي برزة الأسلمي عن أبيه.

وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن جابر اليمامي.

7 -

يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر الدمشقي.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6782) عن محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي ثنا أبي عن جدي ثنا يحيى بن حمزة ثني يزيد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه.

وقال: لم يروه عن يزيد بن عبيدة إلا يحيى بن حمزة، تفرد به محمد بن بكار"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صدوق، وهارون بن محمد ويزيد بن عبيدة صدوقان، ويحيى وابن بريدة ثقتان، ومحمد بن هارون ذكره ابن حبان في "الثقات".

8 -

يونس بن خباب الكوفي.

أخرجه وكيع في "أخبار القضاة"(1/ 15) عن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن لؤلؤ أنا داود بن عبد الحميد ثنا يونس بن خباب أبو حمزة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه.

وإسناده ضعيف، داود بن عبد الحميد قال أبو حاتم: لا أعرفه، حديثه يدل على ضعفه، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

9 -

الحكم بن عُتيبة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6753) من طريق محمد بن عبيد الله العَرْزَمي عن الحكم بن عتيبة ويونس بن خباب عن ابن بريدة عن أبيه.

وقال: لم يروه عن الحكم بن عتيبة إلا العرزمي"

قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وجماعة.

الثاني: يرويه قيس بن الربيع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة: قاض قضى بغير الحق وهو يعلم فهو في النار، وقاض قضى بغير الحق وهو لا يعلم فهو في النار، وقاض قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنة"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1156) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عباد بن زياد الأسدي ثنا قيس بن الربيع به.

ص: 3860

وقيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وللحديث شاهد من حديث ابن عمر وله عنه طرق:

الأول: يرويه معتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت عبد الملك بن أبي جميلة يحدث عن عبد الله بن وهب أنّ عثمان بن عفان قال لابن عمر: اذهب فكن قاضيا. قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين. قال: اذهب فاقض بين الناس. قال: تعفيني يا أمير المؤمنين. قال: عزمت عليك إلا ذهبت فقضيت. قال: لا تعجل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من عاذ بالله فقد عاذ معاذا؟ " قال: نعم. قال: فإني أعوذ بالله أن أكون قاضيا. قال: وما يمنعك وقد كان أبوك يقضي؟ قال: لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كان قاضيا فقضى بالجهل كان من أهل النار، ومن كان قاضيا فقضى بالجور كان من أهل النار، ومن كان قاضيا عالماً يقضي بحق أو بعدل سأل التَّفَلُّت كفافا" فما أرجو منه بعد ذا.

أخرجه ابن حبان (5056) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(13319) و"الأوسط"(2750)

عن أمية بن بِسطام البصري

وأبو يعلى (5727)

عن شيبان بن فروج الإُبُلي

قالا: ثنا معتمر بن سليمان به.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به معتمر"

وقال هو وابن حبان: عبد الله بن وهب هذا هو ابن زمعة بن الأسود القرشي"

قلت: رواه محمد بن عبد الأعلى الصنعاني عن معتمر بن سليمان فسماه عبد الله بن مَوْهَب (1).

أخرجه الترمذي (3/ 603)

وقال: حديث غريب وليس إسناده عندي بمتصل"

وقال المنذري: وهو كما قال، فإنّ عبد الله بن موهب لم يسمع من عثمان" الترغيب 3/ 156.

(1) وكذا رواه ابن أبي عاصم عن أمية بن بسطام فسماه عبد الله بن موهب.

أخرجه المزي في "التهذيب"(18/ 296)

ورواه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6682) عن أمية بن بسطام وسماه عبد الله بن موهب.

ص: 3861

وقال أبو حاتم: عبد الملك بن أبي جميلة مجهول، وعبد الله هو ابن موهب الرملي على ما أرى وهو عن عثمان مرسل" علل الحديث 1/ 468

الثاني: يرويه محمد بن فرات الجَرْمي عن محارب بن دِثار عن ابن عمر.

أخرجه وكيع في "أخبار القضاة"(1/ 15)

ومحمد بن فرات كذبه أحمد وابن أبي شيبة وابن عمار الموصلي، وقال أبو داود: روى عن محارب أحاديث موضوعة.

وتابعه فضيل بن غزوان عن محارب بن دثار به.

أخرجه وكيع (1/ 16 - 17) عن عبد الله بن زكريا بن يحيى ثني ابن وكيع ثنا ابن فضيل عن أبيه به.

وابن وكيع هو سفيان وهو ضعيف.

الثالث: يرويه محمد بن مسلم الطائفي ثنا عمرو بن دينار عن ابن عمر قال: أراده عثمان على القضاء فأبى وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "القضاة ثلاثة: واحد ناج، واثنان في النار، من قضى بالجور وبالهوى هلك، ومن قضى بالحق نجا"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3840) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أبو بكر الأعين ثنا سعيد بن محمد بن العلاء السهمي ثنا محمد بن مسلم الطائفي به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا محمد بن مسلم"

قلت: وهو صدوق، وعليّ بن سعيد مختلف فيه، وأبو بكر الأعين واسمه محمد بن أبي عتاب وثقه الخطيب وغيره، وسعيد السهمي لم أقف له على ترجمة

الرابع: يرويه أبو سنان عيسى بن سنان الحنفي عن يزيد بن عبد الله بن مَوْهَب أنّ عثمان بن عفان قال لابن عمر: اقض بين الناس، فقال: لا أقضي بين رجلين ولا أؤمهما، وذكر الحديث بطوله إلا أنه قال فيه: وإنه بلغني أنّ القضاة ثلاثة

أخرجه عبد بن حميد (48) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو سنان به.

وأخرجه أحمد (1/ 66) عن عفان بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة به مختصرا.

وإسناده ضعيف لضعف أبي سنان.

ص: 3862