الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف السين
2202 -
" سألت الله ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة"
قال الحافظ: حديث صحيح" (1)
أخرجه مسلم (2890) من حديث سعد بن أبي وقاص.
2203 -
"سألت ربي اللاهين من ذرية البشر أن لا يعذبهم، فأعطانيهم"
قال الحافظ: رواه أبو يعلى من حديث أنس مرفوعاً: فذكره، إسناده حسن، وورد تفسير اللاهين بأنهم الأطفال من حديث ابن عباس مرفوعاً أخرجه البزار" (2)
ضعيف
وحديث أنس يرويه محمد بن المنكدر واختلف عنه:
- فرواه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن ابن المنكدر عن يزيد الرقاشي عن أنس به مرفوعاً.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 4176) وأبو يعلى (4101 و 4102) وفي "معجمه"(205) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2/ 1039) والبيهقي في "القضاء والقدر"(629) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 117) وابن عساكر كما في "الصحيحة"(4/ 503) من طرق عن عبد العزيز الماجشون به.
- ورواه غير واحد عن ابن المنكدر عن أنس، ليس فيه يزيد الرقاشي.
(1) 13/ 341 (كتاب الدعوات - باب لكل نبي دعوة مستجابة)
(2)
3/ 489 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المشركين)
منهم:
1 -
عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المدني.
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 79/ أ) وتمام في "فوائده" وابن بشران في "الأمالي"(1561) وابن لال في "حديثه" كما في "الصحيحة"(4/ 503)
وعبد الله بن زياد كذبه مالك وهشام بن عروة وإبراهيم بن سعد وابن معين وأبو داود.
2 -
عبد الرحمن بن حسان الكناني.
أخرجه المخلص
ومن طريقه الضياء في "المختارة" كما في "الصحيحة"(4/ 502) عن أحمد بن يوسف التغلبي ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد ثنا عبد الرحمن بن حسان الكناني ثنا ابن المنكدر عن أنس مرفوعاً "سألت ربي اللاهين، فأعطانيهم" قلت: وما اللاهون؟ قال "ذراري البشر"
رواته ثقات.
3 -
عبد الرحمن بن إسحاق القرشي.
أخرجه أبو يعلى (3636) وعنه ابن عدي (5/ 1800) من طريق عمرو بن مالك البصري ثنا الفضيل بن سليمان ثنا عبد الرحمن بن إسحاق به.
وعمرو بن مالك هو الراسبي ضعفه أبو يعلى وغيره.
وخالفه عبد الرحمن بن المتوكل البصري فرواه عن فضيل بن سليمان ثنا عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن الزهري عن أنس.
أخرجه أبو يعلى (3570) وفي "معجمه"(241) والطبراني في "الأوسط"(5954) وابن عدي (4/ 1610 و6/ 2046)
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا عبد الرحمن بن إسحاق، ولا عن عبد الرحمن إلا فضيل بن سليمان، تفرد به عبد الرحمن بن المتوكل"
وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه إلا فضيل بن سليمان بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن إسحاق"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن المتوكل وهو ثقة" المجمع 7/ 219
قلت: عبد الرحمن بن المتوكل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وفضيل بن سليمان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
قال الآجري: سألت أبا داود عن حديث فضيل بن سليمان عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري، فقال: ليس بشيء إنما هو حديث ابن المنكدر" تهذيب التهذيب 8/ 292
وحديث عبد العزيز الماجشون أصح.
قال البيهقي: تفرد به يزيد الرقاشي، ويزيد لا يحتج به"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يثبت، ويزيد لا يعول عليه، وقد روي عن الحسن مرسلاً" العلل 2/ 444
قلت: يزيد الرقاشي قال ابن معين وغيره: ضعيف.
واختلف عليه في هذا الحديث، فرواه أبو حازم سلمة بن دينار عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(1544)
وقال: كذا في كتابي وقد سقط عن أنس"
وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 2173) عن أبي كامل الفضيل بن الحسين الجَحْدري ثنا أبو عَوَانة عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه، فسأله رجل، فقال: يا رسول الله، ما تقول في اللاهين؟ قال: فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليه كلمة، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه طاف، فإذا هو بغلام قد وقع وهو يعبث بالأرض، فنادى مناديه: أين السائل عن اللاهين؟ فأقبل الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الأطفال، ثم قال "والله أعلم بما كانوا عاملين، هذا من اللاهين".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11906) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا أبو كامل الجحدري به.
قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، ولا حدّث به عن هلال إلا أبو عوانة"
وقال الهيثمي: وفيه هلال بن خباب وهو ثقة وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 218
قلت: هلال بن خباب هو العبدي أبو العلاء البصري وهو ثقة كما قال أحمد وابن معين وغيرهما إلا أنه اختلط في آخر عمره كما قال يحيى القطان وابن حبان وغيرهما، ولم أر أحداً صرّح بسماع أبي عوانة منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، وباقي رجال الإسناد ثقات.
2204 -
حديث عبد الله بن أبي أوفى رفعه "سألت ربي أن لا أزوج أحدا من أمتي ولا أتزوج إليه إلا كان معي في الجنة فأعطاني"
قال الحافظ: أخرجه الحاكم في مناقب علي، وله شاهد عن عبد الله بن عمرو عند الطبراني في "الأوسط" بسند واه" (1)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5758) والحاكم (3/ 137) من طريق عقبة بن قَبيصة بن عقبة الكوفي ثنا أبي عن عمار بن سيف عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى به مرفوعاً.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل إلا عمار"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه عمار بن سيف ضعفه جمع ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات" فيض القدير 4/ 77
قلت: عمار بن سيف مختلف فيه والأكثر على تضعيفه واختلف فيه قول ابن معين.
وقال ابن حبان: روى عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى عن النبي عليه الصلاة والسلام أحاديث بواطيل لا أصول لها.
وقال أبو نعيم: روى عن إسماعيل بن أبي خالد والثوري المناكير لا شيء.
وقال الحاكم: روى عن إسماعيل بن أبي خالد والثوري المناكير.
واختلف عنه:
فقال يزيد بن أبي الكميت: ثنا عمار بن سيف عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمرو مرفوعاً به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3856) عن علي بن سعيد الرازي ثنا محمد بن أبي النعمان الكوفي ثنا يزيد به.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا عمار بن سيف، ولا عن عمار إلا يزيد بن أبي الكميت، تفرد به محمد بن أبي النعمان"
(1) 8/ 86 (كتاب أحاديث الأنبياء - ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم)
وأخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 1008) عن إسحاق بن بشر الكاهلي ثنا عمار بن سيف عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمر أو عمرو مرفوعاً به.
وإسحاق بن بشر قال أبو زرعة وابن حبان وابن عدي: يضع الحديث.
2205 -
"سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يهلكهم بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها"
قال الحافظ: حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم مرفوعاً: فذكره، وعند الطبراني من حديث جابر بن سمرة نحوه لكن بلفظ "أن لا يهلكوا جوعاً" وعند الترمذي وابن مردويه من حديث خباب نحوه وفيه "وأن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا" وكذا في حديث نافع بن خالد الخزاعي عن أبيه عند الطبراني، وعند أحمد من حديث أبي بصرة - بالباء والصاد المهملة- نحوه لكن قال بدل خصلة الإهلاك "أنْ لا يجمعهم على ضلالة" وكذا للطبري من مرسل الحسن" (1)
حديث سعد بن أبي وقاص أخرجه مسلم (2890) ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية، حتى إذا مرّ بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين، وصلّينا معه، ودعا ربه طويلاً، ثم انصرف إلينا فقال "سألت ربي ثلاثاً فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة: سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسَّنَة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أنْ لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها".
وحديث جابر بن سمرة أخرجه الطبراني كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 142) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب بن الحارث ثنا أبو حذيفة الثعلبي عن زياد بن علاقة عن جابر بن سمرة عن عليّ مرفوعاً "سألت ربي ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، فقلت: يا رب لا تهلك أمتي جوعاً، فقال: هذه لك، قلت: يا رب لا تسلط عليهم عدواً من غيرهم فيجتاحهم، قال: ذلك لك، قلت: يا رب لا تجعل بأسهم بينهم، قال: فمنعني هذه"
هكذا هو عن جابر بن سمرة عن علي، وأبو حذيفة الثعلبي ترجمه أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 115) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ومحمد بن عثمان مختلف فيه، والباقون ثقات.
(1) 9/ 362 (كتاب التفسير- سورة الأنعام- باب: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 65])
وحديث خباب بن الأرت أخرجه عبد الرزاق (1) في "تفسيره"(2/ 210)
عن معمر بن راشد
وأحمد (5/ 108 - 109) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 362 - 363) والنسائي (3/ 176 - 177) وفي "الكبرى"(1332) والهيثم بن كليب (999) والطبراني في "الكبير"(3621) وفي "مسند الشاميين"(3139) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 360) وفي "الإمامة"(167) والمزي في "تهذيب الكمال"(14/ 447 - 448)
عن شعيب بن أبي حمزة
وأحمد (5/ 109) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(282) والنسائي في "الكبرى"(1333) والهيثم بن كليب (998) وابن حبان (7236) والطبراني في "الكبير"(3622) والخطيب في "التاريخ"(13/ 319)
عن صالح بن كيسان المدني
والترمذي (2175) والطبراني في "الكبير"(3623)
عن النعمان بن راشد الجزري
والطبراني في "الكبير"(3626)
عن أبي أويس عبد الله بن عبد الله المدني
كلهم عن ابن شهاب الزهري ثني عبد الله (2) بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن خباب بن الأرت عن أبيه خباب بن الأرت مولى بني زهرة- وكان قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: راقبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها حتى كان مع الفجر سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جاءه خباب فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أجل إنها صلاة
(1) وأخرجه الطبراني فى "الكبير"(3624) من طريق علي بن المديني ثنا عبد الرزاق أنا معمر به.
وأخرجه الطبرى (7/ 224) عن الحسن بن يحيى أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري مرسلاً.
وهكذا رواه محمد بن ثور الصنعانى ثنا سر عن الزهري مرسلاً.
أخرجه الطبري (7/ 223 - 224)
والأول أصح، فقد رواه جماعة عن الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن خباب عن أبيه.
(2)
وقيل: عبيد الله.
رَغَب ورَهَب، سألت ربي تبارك وتعالى ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة: سألت ربي تبارك وتعالى أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا، فأعطانيها، وسألت ربي عز وجل أن لا يظهر علينا عدواً غيرنا، فأعطانيها، وسألت ربي تبارك وتعالى أن لا يلبسنا شيعاً فمنعنيها" اللفظ لأحمد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح"
وقال النووي في "الخلاصة"(1/ 595): رواه النسائي بإسناد صحيح"
قلت: وهو كما قالا.
ولم ينفرد الزهري به بل تابعه محمد بن الوليد الزبيدي عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن خباب عن أبيه به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(3625) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي به.
وعمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبوه مختلف فيه، وعمرو بن الحارث الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة، والباقون ثقات.
واختلف فيه على الزبيدي، فرواه يحيى بن حمزة الدمشقي عن الزبيدي عن الزهري عن خباب.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1823)
وحديث معمر ومن تابعه أصح.
وحديث خالد الخزاعي أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2333) والبزار (كشف 3289) والطبري (7/ 223) والطبراني في "الكبير"(4112 و 4114) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 141) وأبو نعيم في "الصحابة"(2447) من طرق عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي ثني نافع بن خالد الخزاعي عن أبيه (1) أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة خفيفة تامة الركوع والسجود (2) فقال "قد كانت صلاة رغبة ورهبة،
(1) زاد البزار والطبراني "وكان من أصحاب الشجرة"
(2)
ولفظ البزار: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى جوز في صلاته فصلى يوما صلاة تامة، فقيل: يا رسول الله، صليت صلاة تامة الركوع والسجود.
فسألت الله فيها ثلاثاً، فأعطاني اثنتين، وبقي (1) واحدة، سألت الله أن لا يصيبكم (2) بعذاب أصاب (3) به من قبلكم، فأعطانيها، وسألت الله أن لا يسلط عليكم (4) عدواً يستبيح بيضتكم (5)، فأعطانيها، وسألته أن لا يلبسكم شيعاً، ويذيق بعضكم بأس بعض، فمنعنيها"
قال أبو مالك: فقلت له: أبوك سمع هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم (6) سمعته يحدث بها القوم أنه سمعها من فِيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اللفظ للطبري.
وخالد الخزاعي لم يرو عنه غير ابنه نافع كما في "الاستيعاب"(3/ 175)
ونافع ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكر الجميع عنه راويا إلا أبو مالك الأشجعي فهو مجهول.
وحديث أبي بصرة أخرجه أحمد (6/ 396)
عن يونس بن محمد المؤدب
والطبراني في "الكبير"(2171)
عن عبد الله بن صالح المصري
كلاهما عن الليث عن أبي هانئ (7) الخولاني عن رجل قد سماه عن أبي بصرة الغفاري مرفوعاً "سألت ربي عز وجل أربعاً فأعطاني ثلاثاً ومنعني واحدة، سألت الله عز وجل أن لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها، وسألت الله عز وجل أن لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم قبلهم فأعطانيها، وسألت الله عز وجل أن لا يظهر عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها، وسألت الله عز وجل أن لا يلبسهم شيعاً ويذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها" اللفظ لأحمد.
(1) ولفظ البزار وغيره "ومنعني"
(2)
ولفظ البزار وغيره "يعذبكم"
(3)
ولفظ البزار وغيره "عذب"
(4)
ولفظ الطبراني "على عامتكم"
(5)
ولفظ البزار "عدواً غيركم فيسحتكم"
(6)
ولفظ الطبراني "نعم سمعته يقول: إنه سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد أصابعي هذه العشر الأصابع"
(7)
وفي "المسند": عن أبي وهب، وهو خطأ.
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
وأما حديث الحسن فأخرجه الطبري (7/ 224) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية عن يونس عن الحسن مرفوعاً "سألت ربي، فأعطيت ثلاثاً، ومنعت واحدة: سألته أن لا يسلط على أمتي عدواً من غيرهم يستبيح بيضتهم، ولا يسلط عليهم جوعاً، ولا يجمعهم على ضلالة فأعطيتهن، وسألته أن لا يلبسهم شيعاً ويذيق بعضهم بأس بعض، فمنعت".
وهو مرسل رواته ثقات، ويونس هو ابن عبيد.
2206 -
"سألت ربي فوعدني أن يدخل الجنة من أمتي"
قال الحافظ: وقد وقع في أحاديث أخرى أنّ مع السبعين ألفاً زيادة عليهم، ففي حديث أبي هريرة عند أحمد والبيهقي في "البعث" من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، فذكر الحديث نحو سياق حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ثاني أحاديث الباب، وزاد "فاستزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألفاً" وسنده جيد، وفي الباب: عن أبي أيوب عند الطبراني، وعن حذيفة عند أحمد، وعن أنس عند البزار، وعن ثوبان عند ابن أبي عاصم، فهذه طرق يقوي بعضها بعضاً" (1)
حديث أبي هريرة أخرجه أحمد (2/ 359) عن يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "سألت ربي عز وجل فوعدني أنْ بدخل من أمتي سبعون ألفاً على صورة القمر ليلة البدر، فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفاً، فقلت: أي ربّ إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي، قال: اذاً أكملهم لك من الأعراب".
وأخرجه ابن مندة في "الإيمان"(976) من طريق إبراهيم بن الحارث البغدادي ثنا يحيى بن أبي بكير به.
وقال: هذا إسناد صحيح على رسم مسلم، أخرج عن زهير وسهيل ما تفردا به"
قلت: وهو كما قال.
وحديث أبي أيوب سيأتي الكلام عليه في حرف الواو عند حديث "وعدني ربي أنْ يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً"
وحديث حذيفة أخرجه أحمد (5/ 393) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا
(1) 14/ 202 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب)
ابن هبيرة أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول: أخبرني سعيد أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يخرج حتى ظننا أنه لن يخرج، فلما خرج سجد سجدة فظننا أنّ نفسه قد قبضت منها، فلما رفع رأسه قال "إن ربي تبارك وتعالى استشارني في أمتي ماذا أفعل بهم؟ فقلت: ما شئت أي رب هم خلقك وعبادك، فاستشارني الثانية فقلت له كذلك، فقال: لا أحزنك في أمتك يا محمد، وبشرني أنّ أول من يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل ألف سبعون ألفاً ليس عليهم حساب"
وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(890) من طريق سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة به.
قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 68 - 69
قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وحديث أنس سيأتي الكلام عليه مع حديث أبي أيوب.
وحديث ثوبان أخرجه أحمد (5/ 280 - 281) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة قال: قال شريح بن عبيد: مرض ثوبان بحمص وعليها عبد الله بن قرط الأزدي فذكر حديثاً وفيه: قال ثوبان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ليدخلنّ الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفاً"
ورواته ثقات إلا أنّ شريح بن عبيد لم يسمع من ثوبان.
والحديث اختلف فيه على إسماعيل بن عياش:
فقال محمد بن إسماعيل بن عياش: ثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي أسماء الرَّحبي عن ثوبان مرفوعاً "إنّ ربي عز وجل وعدني من أمتي سبعين ألفاً لا يحاسبون مع كل ألف سبعين ألفاً".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1413) وفي "مسند الشاميين"(1657) عن عمرو بن إسحاق بن زبريق الحمصي ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش به.
ومحمد بن إسماعيل قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئاً، حملوه على أن يحدث عنه فحدث.
وقال أبو داود: لم يكن بذاك، سألت عمرو بن عثمان عنه فدفعه.
2207 -
"سألت ربي لأمتي أربعاً فأعطاني اثنتين ومنعني اثنتين، سألته أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض فرفعهما"
قال الحافظ: عن ابن عباس عند ابن مردويه مرفوعاً: فذكره" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف الدال فانظر حديث "دعوت الله أن يرفع عن أمتي أربعاً"
2208 -
"سألت ربي لأمتي أربعاً فأعطاني ثلاثاً ومنعني واحدة، سألته أن لا يكفر أمتي جملة فأعطانيها، وسألته أن لا يظهر عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يعذبهم بما عذب به الأمم قبلهم فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها"
قال الحافظ: ولابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، وللطبري من طريق السدي مرسلاً نحوه" (2)
له عن أبي هريرة طرق:
الأول: يرويه أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل السُّدِّي عن أبي المنهال عن أبي هريرة به مرفوعاً.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(7415) والطبراني في "الأوسط"(1883) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 142) من طريق عمرو بن محمد العنقزي ثنا أسباط به.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن السدي إلا أسباط، تفرد به العنقزي"
وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 7/ 222
قلت: اختلف فيه على أسباط بن نصر، فرواه أحمد بن المفضل الكوفي عنه عن السدي مرسلاً.
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 224)
والأول أصح لأنّ العنقزي ثقة والزيادة من الثقة مقبولة.
والحديث إسناده ضعيف لأن أبا المنهال ترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا عنه راوياً إلا السدي فهو مجهول، وأسباط بن نصر والسدي مختلف فيهما.
(1) 9/ 362 (كتاب التفسير- سورة الأنعام- باب {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65])
(2)
9/ 363 (كتاب التفسير -سورة الأنعام- باب {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65])
الثاني: يرويه كثير بن زيد الليثي المدني ثنا الوليد بن رباح مولى آل أبي ذئاب سمع أبا هريرة رفعه "سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يسلط على أمتي عدواً من غيرهم فأعطاني، وسألته أن لا يهلكهم بالسنين فأعطاني، وسألته أن لا يلبسهم شيعاً وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعني"
أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 142) عن محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن يحيى ثنا زيد بن الحباب ثنا كثير بن زيد به.
وكثير بن زيد مختلف فيه.
الثالث: يرويه سعد بن سعيد عن (1) أبي سعيد المَقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بنحوه.
أخرجه ابن مردويه.
الرابع: يرويه عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه.
أخرجه البزار (كشف 3290) عن خالد بن يوسف بن خالد السمتي ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة به.
وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه، وخالد بن يوسف ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه، وأبو عوانة وأبو سلمة ثقتان.
2209 -
عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين السور؟ قالت: نعم من المفصل.
قال الحافظ: وقد روى أبو داود وصححه ابن خزيمة من طريق عبد الله بن شقيق قال: فذكره" (2)
صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة (3674) وإسحاق في "مسند عائشة"(1300 و 1301 و 1306) وأحمد (6/ 171 و 204) ومسلم (1/ 497 و 506 و 2/ 810) وأبو داود (956) والترمذي في "الشمائل"(275) والنسائي (4/ 125) وفي "الكبرى"(2494) وابن خزيمة (539 و 2/ 231 - 232) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 345) وابن حبان (2526) والبغوي في "شرح
(1) أظنها "بن"
(2)
2/ 402 - 403 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب الجمع بن السورتين في الركعة)
السنة" (1003) من طرق عن كَهْمس بن الحسن القيسي عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي (1) الضحى؟ فقالت لا إلا أن يجيىء من مغيبه (2)، فقلت لها: أكان يصلي جالساً (3)؟ فقالت: بعد ما حطمه الناس كان يصلي جالساً، فقلت: أكان يجمع (4) بين السور (5)؟ قالت: (6) من المفصل، قلت: أكان يصوم شهراً كله؟ قالت: ما علمته صام شهرا كله حتى يفطر منه إلا أن يكون شهر رمضان ولا أفطر شهراً حتى يصوم منه حتى مضى لوجهه أو قال: لسبيله.
اللفظ لإسحاق، ورواه أحمد في الموضع الأول هكذا مطولاً، ورواه في الموضع الثاني وكذا الباقون مختصراً.
ولم ينفرد كهمس بن الحسن به بل تابعه:
1 -
سعيد بن إياس الجريري عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة فذكر نحوه وزاد: قلت: أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قالت: ثم عمر، قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، قلت: ثم من؟ قال: فسكتت.
أخرجه أحمد (6/ 218) ومسلم (717 و 732 و 1156) وأبو داود (1292) والنسائي (4/ 125) وفي "الكبرى"(2495) وابن خزيمة (2/ 231 - 232) وأبو عوانة (2/ 292) وابن حبان (2527) والبيهقي (2/ 60 و3/ 49 - 50)
رواه أحمد مطولاً واختصره الباقون.
2 -
أبو شعيب الصلت بن دينار البصري ثنا عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: فذكر صلاة الضحى والقرآن بين السورتين والصيام.
أخرجه الطيالسي (ص 218)
2210 -
حديث البراء بن عازب قال: سافرت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفراً فلم أره ترك ركعتين إذا زاغت الشمس قبل الظهر.
(1) زاد النسائي وغيره "صلاة"
(2)
ولفظ ابن حبان "سفر"
(3)
ولفظ أبي داود "قاعدا"
(4)
ولفظ الطحاوي وغيره "يقرن"
(5)
زاد ابن أبي شيبة وغيره "في ركعة" ولفظ أبي داود "أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة في ركعة" ولفظ ابن خزيمة "أكان يقرن السور"
(6)
زاد ابن أبي شيبة وغيره "نعم".
قال الحافظ: رواه أبو داود والترمذي من حديث البراء بن عازب قال: فذكره، استغربه الترمذي ونقل عن البخاري أنه رآه حسناً" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (4/ 292) وأبو داود (1222) والترمذي (550) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(519) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 388) والبغوي في "شرح السنة"(1034) من طرق عن الليث بن سعد ثنا صفوان بن سليم عن أبي بُسْرَة الغِفَاري عن البراء بن عازب قال: فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وسألت محمدا عنه فلم يعرفه إلا من حديث الليث بن سعد، ولم يعرف اسم أبي بسرة الغفاري، ورآه حسناً"
قلت: لم ينفرد الليث بن سعد به فقد أخرجه البيهقي (3/ 158) من طريق ابن وهب عن الليث بن سعد وأبي يحيى بن سليمان عن صفوان عن أبي بسرة عن البراء به.
وأبو بسرة وثقه ابن حبان والعجلي، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
ولم أقف له على متابع فالإسناد ضعيف.
2211 -
حديث ابن عمر مرفوعاً "سافروا تصحوا"
سكت عليه الحافظ (2).
ضعيف
روي من حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ابن عباس.
فأما حديث ابن عمر فله عنه طرق:
الأول: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن رداد المدني ثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً "سافروا تصحوا وتغنموا"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7396) وابن عدي (6/ 2197 - 2198) وتمام (769) وابن بشران (1240) والقضاعي (622) والبيهقي (7/ 102) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 37) والخطيب في "التاريخ"(10/ 387)
(1) 3/ 232 (كتاب الصلاة -أبواب التقصير- باب من تطوع في السفر في غير دبر الصلاة وقبلها)
(2)
4/ 373 (كتاب الحج -أبواب العمرة- باب السفر قطعة من العذاب)
وقال الطبراني: لم يروه عن ابن دينار إلا محمد بن عبد الرحمن بن رداد"
وقال ابن عدي: وهذا عن عبد الله بن دينار ولا أعلم يرويه غير ابن الرداد هذا"
وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" العلل 2/ 306
قلت: محمد بن عبد الرحمن بن رداد قال أبو زرعة: لين، وقال أبو حاتم: ليس بقوي ذاهب الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.
الثاني: يرويه محمد بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً "حجوا تستغنوا وسافروا تصحوا"
أخرجه الديلمي في "مسند الفرودس" كما في "التلخيص"(3/ 116)
قال الحافظ: والمحمدان ضعيفان"
الثالث: يرويه أبو علقمة عبد الله بن عيسى الفَرْوي المدني الأصم عن مُطَرف بن عبد الله عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "سافروا تصحوا وتسلموا"
أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 45) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 37)
وقال ابن حبان: الفروي يروي عن ابن نافع ومطرف بن عبد الله بن الأصم العجائب، ويقلب على الثقات الأخبار"
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعاً "سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا"
أخرجه أحمد (2/ 380) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا ابن لهيعة عن دراج به.
ومن طريقه أخرجه أبو الفرج المقرئ في "الأربعين في الجهاد"(ص 67)
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، ودراج مختلف فيه.
الثاني: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن الرداد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "سافروا تصحوا وتغنموا"
أخرجه القضاعي (623)
وإسناده ضعيف لضعف ابن الرداد، ولم ينفرد به بل تابعه زهير بن محمد الخراساني عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا"
أخرجه أبو عروبة الحراني في "حديثه"(45) والعقيلي (2/ 92) والطبراني في "الأوسط"(8308) وابن المقرئ في "حديثه"(1) من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني ثنا زهير بن محمد به.
قال العقيلي: لا يتابع عليه إلا من وجه فيه لين"
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سهيل بهذا اللفظ إلا زهير بن محمد"
قلت: ورواية أهل الشام عنه ضعيفة وهذه منها.
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن عدي (3/ 1292) وأبو نعيم في "الطب" كما في "المقاصد"(ص 236) من طريق سوار بن مصعب عن عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعاً "سافروا تصحوا"
وإسناده ضعيف جداً، سوار بن مصعب هو الهمداني قال أحمد وابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أحمد أيضاً والنسائي وأبو حاتم: متروك الحديث، زاد أبو حاتم: لا يكتب حديثه، ذاهب الحديث.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه محمد بن معاوية النيسابوري عن نَهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً "سافروا تصحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا"
أخرجه ابن عدي (7/ 2521)
ومحمد بن معاوية النيسابوري كذبه ابن معين وأحمد والدارقطني وغيرهم، ونهشل بن سعيد كذبه الطيالسي وإسحاق بن راهوية، وقال الحاكم: روى عن الضحاك بن مزاحم الموضوعات.
الثاني: يرويه بسطام بن حبيب ثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن ابن عباس مرفوعاً "سافروا تصحوا وتغنموا"
أخرجه البيهقي (7/ 102) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 37)
وبسطام بن حبيب لم أقف له على ترجمة.
2212 -
"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"
قال الحافظ: أخرجه البغوي والطبراني من طريق أبي خالد الوالبي عن عمرو بن النعمان بن مقرن المزني قال: انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجلس من مجالس الأنصار، ورجل
من الأنصار كان عرف بالبذاء ومشاتمة الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، زاد البغوي في روايته "فقال ذلك الرجل: والله لا أساب رجلاً" (1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 39) وفي "الدعاء"(2047) والبغوي والباوردي في "الصحابة" كما في "الإصابة"(7/ 148) وأبو نعيم في "الصحابة"(5091) من طريق عبد الواحد بن زياد البصري عن الأعمش عن أبي خالد الوالبي عن عمرو بن النعمان بن مقرن به.
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي وهو ثقة" المجمع 8/ 73
قلت: وعمرو بن النعمان مختلف في صحبته، فقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" وغيره: له صحبة. وقال ابن أبي حاتم في "الجرح"(3/ 13/ 265): روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.
وفي "الإصابة": وذكره (أي الحديث) ابن مندة من رواية بكر بن خلف، قال بكر بن خلف: وله صحبة، قال ابن مندة: لم يتابع عليه.
2213 -
حديث عمران بن حصين في قصة المرأة التي نذرت أن تنحر ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فقال "سبحان الله، بئسما جزيتها"
قال الحافظ: أخرجه مسلم" (2)
هو قطعة من حديث طويل أخرجه مسلم (1641)
2214 -
"سبحان الله رضا نفسه"
قال الحافظ: هو في صحيح مسلم (2726")(3)
2215 -
حديث "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك"
سكت عليه الحافظ (4).
أخرجه البخاري (فتح 10/ 364 - 365) من حديث عائشة.
2216 -
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في صلاة الليل في سجوده: سبحانك لا إله إلا أنت.
(1) 16/ 134 (كتاب الفتن- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ترجعوا بعدي كفاراً)
(2)
13/ 221 (كتاب الأدب -باب التكبير والتسبيح عند التعجب)
(3)
17/ 154 (كتاب التوحيد -باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28])
(4)
17/ 327 (كتاب التوحيد -باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47])
قال الحافظ: وفي مسند أحمد من طريق محمد بن عباد عن عائشة قالت: فذكره، رجاله ثقات" (1)
أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(830) وأحمد (6/ 131) وابن نصر في "قيام الليل"(مختصره للمقريزي ص 165) والطبراني في "الدعاء"(547) من طرق عن وهيب بن خالد البصري ثنا خالد الحذاء عن محمد بن عباد المخزومي عن عائشة به.
وإسناده صحيح إن كان محمد بن عباد سمع من عائشة فإني لم أر من صرّح بسماعه منها.
وللحديث طريق أخرى يرويها عطاء عن ابن أبي مُليكة عن عائشة قالت: افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فظننت أنه ذهب إلى بعض نساءه، فتحسست ثم رجعت، فإذا هو راكع أو ساجد يقول "سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت".
أخرجه مسلم (485)
2217 -
"سبقت رحمتى غضبي"
سكت عليه الحافظ (2).
أخرجه مسلم (4/ 2108) من حديث أبي هريرة رفعه "قال الله عز وجل: سبقت رحمتي غضبي"
وأخرجه البخاري (فتح 17/ 155) بلفظ "إنّ رحمتي تغلب غضبي".
2218 -
عن عبيد بن عمير الليثي أحد كبار التابعين أن عمر لما رأى الأذان جاء ليخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فوجد الوحي قد ورد بذلك فما راعه إلا أذان بلال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "سبقك بذلك الوحي".
قال الحافظ: رواه عبد الرزاق وأبو داود في "المراسيل"(3)
مرسل
أخرجه عبد الرزاق (1775) عن ابن جريج قال: قال عطاء: سمعت عبيد بن عمير يقول: إئتمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كيف يجعلون شيئاً إذا أرادوا جمع الصلاة اجتمعوا لها،
(1) 3/ 249 (كتاب الصلاة -أبواب التهجد- باب طول السجود في قيام الليل)
(2)
6/ 493 (كتاب الجهاد- باب: فإما منا بعد وإما فداء)
(3)
2/ 222 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب بدء الأذان)
فائتمروا بالناقوس، قال: فبينا عمر بن الخطاب يريد أن يشتري خشبتين للناقوس، إذ رأى في المنام أن لا تجعلوا الناقوس، بل أذنوا بالصلاة، قال: فذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي رأى، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بذلك، فما راع عمر إلا بلال يؤذن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قد سبقك بذلك الوحي" حين أخبره بذلك عمر.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 284) من طريق حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج به.
ورواته ثقات.
2219 -
حديث أبي سعيد: فقام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، وقال في آخره "سبقك بها عكاشة وصاحبه. أما لو قلتم لقلت، ولو قلت لوجبت"
قال الحافظ: وقع عند ابن أبي شيبة والبزار وأبي يعلى من حديث أبي سعيد فزاد: فذكره، وفي سنده عطية وهو ضعيف.
وقال: وقع في حديث أبي سعيد: ثم جلسوا ساعة يتحدثون" (1)
ضعيف
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 4613) عن بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري ثنا عيسى عن محمد بن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد مرفوعاً "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم" فقال عكاشة: يا نبي الله، ادع الله تعالى أن يجعلني منهم، قال صلى الله عليه وسلم "اللهم اجعله منهم" فقال رجل آخر: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال صلى الله عليه وسلم "اللهم اجعله منهم" ثم سكت القوم ساعة وتحدثوا فقال بعضهم أو قلنا: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلنا منهم، فقال صلى الله عليه وسلم "سبقكم عكاشة وصاحبه، إنكم لو قلتم لقلت، ولو قلت لوجبت".
وأخرجه البزار (كشف 3550) عن محمود بن بكر بن عبد الرحمن ثنا أبي عن عيسى بن المختار عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد به.
وقال: لا نعلمه يروى من حديث أبي سعيد إلا من حديث عطية"
وقال البوصيري: مداره على عطية العوفي وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 10/ 665
قلت: ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف أيضاً.
(1) 14/ 204 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب)
2220 -
حديث الفضل بن الحسن الضمري عن ضُباعة أو أم الحكم بنت الزبير قالت: أصاب النبي صلى الله عليه وسلم سبياً فذهبت أنا وأختي فاطمة نسأله فقال "سبقكما يتامى بدر"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)
أخرجه أبو داود (2987 و 5066) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 299) والمزي في "تهذيب الكمال"(23/ 195 - 196) من طريق عبد الله بن وهب عن عياش بن عقبة (2) الحضرمي عن الفضل بن الحسن الضمري أنّ ابن أم الحكم أو ضباعة ابنتي الزبير بن عبد المطلب حدّثه عن إحداهما أنّها قالت: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبياً فذهبت أنا وأختي وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه ما نحن فيه، وسألناه أنّ يأمر لنا بشيء من السبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سبقكن يتامى بدر، لكن سأدلكنّ على ما هو خير لكنّ من ذلك: تكبرن الله على أثر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين تكبيرة، وثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".
قال ابن وهب: ابن أم الحكم لا أدري ما اسمه ولا اسم أبيه"
ورواه زيد بن الحباب ثني عياش بن عقبة ثني الفضل بن الحسن بن عمرو ثني ابن أبي الحكم أنّ أمه أم الحكم حدثته أنها ذهبت هي وأمها حتى دخلتا على فاطمة، فخرجن جميعاً فأتين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أقبل من بعض مغازيه، ومعه رقيق، فسألنه أن يخدمهن، فقال "سبقكنّ يتامى أهل بدر"
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 2094) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3474) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 233 و 299) والطبراني في "الكبير"(25/ 138) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 320)
ومن هذا الوجه أخرجه ابن منده كما في "الإصابة"(13/ 195)
ووقع عنده (3): ابن أم الحكم قال: أخبرتني أمي بنت الزبير.
قال ابن مندة: رواه ابن لهيعة عن الفضل كذلك.
(1) 7/ 24 (كتاب فرض الخمس -باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمساكين)
(2)
وفي رواية المزي "عياش بن عباس" قال: كذا في الأصل، وهو خطأ، والصواب عياش بن عقبة"
(3)
ووقع عند أبي نعيم في "الصحابة"(7898): ابن أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب حدثتني أم الحكم بنت الزبير.
قلت: وابن أم الحكم لا يعرف كما قال الحافظ في "التقريب"(2/ 534)
وقال الذهبي في "الميزان"(4/ 598): لا يتحرر أمره وعنه الفضل بن الحسن وحده.
2221 -
عن أم الحكم أو ضباعة بنت الزبير أي ابن عبد المطلب قالت: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبياً فذهبت أنا وأختي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم نشكو إليه ما نحن فيه، وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي، فقال "سبقكن يتامى بدر".
قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)
انظر الحديث الذي قبله.
2222 -
عن عائشة قالت: دخلت عليّ زينب بنت جحش فسبتني، فردعها النبي صلى الله عليه وسلم فأبت، فقال لي "سبيها" فسببتها حتى جفّ ريقها في فمها، فرأيت وجهه يتهلل.
قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه بإسناد حسن من طريق البهي عن عروة عن عائشة" (2)
حسن
أخرجه أحمد وابنه (6/ 93) وابن ماجه (1981) والنسائي في "الكبرى"(8914 و 11476)
عن محمد بن بشر العبدي
لإسحاق في "مسند عائشة"(1781) والنسائي في "الكبرى"(8915)
عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
كلاهما عن زكريا بن أبي زائدة عن خالد بن سلمة عن عبد الله البهي عن عروة بن الزبير قال: قالت عائشة: ما علمت حتى دخلت عليّ زينب بغير اذن، وهي غضبى. ثم قالت: يا رسول الله، أحسبك إذا قلبت لك بُنَيَّةُ أبي بكر ذُرَيعَتَيْهَا. ثم أقبلت عليّ، فأعرضت عنها، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم "دونك، فانتصري" فأقبلت عليها، حتى رأيتها وقد يبس ريقها في فِيْها، ما ترد عليّ شيئاً. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه. اللفظ لابن ماجه
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم" مصباح الزجاجة 2/ 118
(1) 13/ 368 - 369 (كتاب الدعوات -باب التكبير والتسبيح عند المنام)
(2)
6/ 25 (كتاب المظالم -باب الانتصار من الظالم)
قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير عبد الله البهي وهو مختلف فيه: وثقه ابن سعد وابن حبان واحتج به مسلم، وقال أبو حاتم: لا يحتج به وهو مضطرب الحديث.
- ورواه إسحاق بن يوسف الأزرق عن زكريا بن أبي زائدة واختلف عن إسحاق:
• فرواه محمد بن شجاع المروزي عن إسحاق الأزرق كرواية محمد بن بشر.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(569)
• ورواه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عُلية عن أبيه عن إسحاق الأزرق فلم يذكر عروة.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(8916)
والأول أصح.
2223 -
"ستخرج نار من حضر موت تحشر الناس" قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال "عليكم بالشام".
سكت عليه الحافظ (1).
تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تخرج نار قبل يوم القيامة من حضر موت"
2224 -
"سترة الإمام سُترة لمن خلفه"
قال الحافظ: رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق سويد بن عبد العزيز عن عاصم عن أنس مرفوعاً. وقال: تفرد به سويد عن عاصم ا. هـ وسويد ضعيف عندهم" (2)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(468) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن عاصم الأحول عن أنس به مرفوعاً.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا سويد"
وقال الهيثمي: وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف" المجمع 2/ 62
وقال المناوي: قال الزين العراقي في "شرح الترمذي": فيه سويد بن عبد العزيز ضعيف. وقال بعد أوراق: هذا حديث ضعيف" الفيض 4/ 97
(1) 14/ 168 (كتاب الرقاق- باب الحشر)
(2)
2/ 119 (كتاب الصلاة -أبواب سترة المصلي- باب سترة الإِمام سترة لمن خلفه)
2225 -
"ستصالحون الروم صلحاً آمنا، ثم تغزون أنتم وهم عدواً فتنصرون، ثم تنزلون مرجاً فيرفع رجل من أهل الصليب الصليب فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدفعه، فعند ذلك تغدر الروم ويجتمعون للملحمة فيأتون"
قال الحافظ: ووقع في حديث ذي مِخْبَر-بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الموحدة -في نحو هذا الحديث بلفظ "راية" بدل "غاية" وفي أوله: فذكره" (1)
صحيح
وله عن ذي مخبر طرق:
الأول: يرويه الأوزاعي واختلف عنه:
- فرواه غير واحد عن الأوزاعي ثني حسان بن عطية قال: مال مكحول وابن أبي زكريا (2) إلى خالد بن مَعدان، ومِلْت معهما، فحدثنا عن جبير بن نفير قال: قال لي جبير: انطلق بنا إلى ذي مخمر -وكان رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه فسأله جبير عن الهدنة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ستصالحكم (3) الروم صلحاً آمناً ثم تغزون أنتم وهم عدوا (4) فتنصرون وتغنمون (5) وتسلمون، ثم تنصرفون (6) حتى تنزلوا بمرج في تلول مرتفع، فيرفع رجل من أهل النصرانية (7) الصليب فيقول: غلب الصليب (8)، فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدقه (9)، فعند ذلك تغدر الروم ويجمعون (10) للملحمة (11) ".
(1) 7/ 88 (كتاب فرض الخمس -باب ما يحذر من الغدر)
(2)
لم يذكره ابن حبان وابن حذلم في روايتهما.
(3)
ولفظ أحمد وغيره "تصالحون" ولفظ أبي داود وغيره "ستصالحون"
(4)
زاد أحمد وغيره "من ورائهم"
(5)
ولفظ الحاكم "وتفتحون"
(6)
ولفظ أبي داود "ترجعون"
(7)
ولفظ أحمد وابن حبان "من الروم" ولفظ ابن ماجه "الصليب"
(8)
زاد ابن حبان وابن حذلم "ويقول قائل من المسلمين: بل الله غلب، فيثور المسلم إلى صليبهم وهو منه غير بعيد، فيدقه، وتثور الروم إلى كاسر صليبهم، فيضربون عنقه، ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون، فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة، فتقول الروم لصاحب الروم: كفيناك العرب، فيجتمعون للملحمة، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً"
(9)
ولفظ الحاكم "فيدق الصليب" ولفظ أحمد "فيقتله"
(10)
ولفظ أبي داود "وتجمع" ولفظ ابن ماجه والطبراني "ويجتمعون"
(11)
زاد أحمد "فيأتونكم في ثمانين غاية، مع كل غاية عشرة آلاف" وعند ابن ماجه "اثنا عشر ألفاً"
أخرجه ابن سعد (7/ 425 - 426) وأحمد (4/ 91)
عن محمد بن مصعب القَرْقَساني
وابن أبي شيبة (5/ 325 - 326) واللفظ له وأبو داود (2767 و 4292) وابن ماجه (4089) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2659 و 2660) والطبراني في "الكبير"(4230)
عن عيسى بن يونس
وأبو داود (4293) وابن ماجه (2/ 1369) وابن حذلم في "حديث الأوزاعي"(28) وابن حبان (6708 و 6709)
عن الوليد بن مسلم
وابن أبي عاصم (2661)
عن بقية بن الوليد
وأبو القاسم البغوي (1) في "الصحابة"(652)
عن يحيى بن حمزة الدمشقي
والحاكم (4/ 421)
عن بشر بن بكر التِّنِّيسي
كلهم عن الأوزاعي به.
- ورواه روح بن عبادة البصري عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن خالد بن معدان عن ذي مخمر، ولم يذكر جبيرا.
أخرجه ابن سعد (7/ 425 - 426) وأحمد (4/ 91 و 5/ 409)
وهذا لا يخالف الذي قبله لأن خالد بن معدان سمعه من ذي مخبر كما دلت عليه الرواية الأولى.
- ورواه محمد بن كثير المصيصي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن ذي مخمر.
ولم يذكر خالد بن معدان ولا جبير بن نفير.
(1) رواه عن منصور بن أبي مزاحم عن يحيى بن حمزة عن الأوزاعي به.
ثم أخرجه (653) عن منصور بن أبي مزاحم ثنا يحيى بن حمزة عن ثور عن خالد بن معدان عن ذي
مخبر.
أخرجه الحاكم (4/ 421)
والأول أصح، ومحمد بن كثير المصيصي مختلف فيه.
قال الحاكم بعد أن أخرجه من طريق بشر بن بكر: صحيح الإسناد، وهو أولى من حديث محمد بن كثير المصيصي"
وقال البوصيري: إسناده حسن" مصباح الزجاجة 4/ 206
قلت: إسناده صحيح رواته ثقات.
الثاني: يرويه صفوان بن عمرو السكسكي الحمصي ثني راشد بن سعد ثني ذو مخمر رفعه "تصالحون الروم صلحاً آمنا، حتى تغزون أنتم وهم عدوا فتنصرون فتنزلون في مرج ذي تلول"
أخرجه ابن أبي عاصم (2658) والطبراني في "الكبير"(4229) وفي "مسند الشاميين"(989) من طرق عن بقية بن الوليد ثني صفوان بن عمرو به.
وإسناده صحيح رواته ثقات.
الثالث: يرويه يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني واختلف عنه:
- فرواه إسماعيل بن عياش عنه عن ذي مخبر مرفوعاً "تصالحون الروم عشر سنين صلحاً آمنا، يفون سنتين ويغدرون في الثالثة أو يفون أربعاً ويغدرون في الخامسة، فينزلون جيشاً منكم وفي مدينتهم فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم وورائهم فتقتلون ذلك العدو فيفتح الله عز وجل لكم فتنصرفون بما أصبتم من أجر وغنيمة فتنزلون بمرج ذي تلول فيقول قائلكم: الله عز وجل غلب، ويقول قائلهم: الصليب غلب، فيتقاولونها ساعة فيغضب المسلمون وصليبهم منهم غير جد بعيد فيثور رجل من المسلمين إلى صليبهم فيدقه وبثبون إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه فتثور تلك العصابة من المسلمين إلى أسلحتهم، ويثور الروم إلى أسلحتهم فيقتلون تلك العصابة من المسلمين فيستشهدون فيأتون ملكهم فيقولون: قد كفيناك حد العرب وبأسهم فماذا تنتظر، فيجمع لكم حمل امرأة ثم يأتونكم تحت ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفاً"
أخرجه ابن أبي عاصم (2662) واللفظ له عن عبد الوهاب بن نَجدة الحَوطي ثنا إسماعيل بن عياش به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4231) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش به.
وتابعه الأوزاعي ثني يحيى بن أبي عمرو السيباني عن ذي مخبر به.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(873) عن إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية عن الأوزاعي به.
وإبراهيم بن محمد بن عرق قال الذهبي في "الميزان": شيخ للطبراني غير معتمد.
وبقية مدلس ولم يذكر سماعاً من الأوزاعي.
- ورواه ضمرة بن ربيعة الفلسطيني عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن ذي مخبر.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(874) عن محمد بن عبيد بن آدم ثنا محمد بن أبي السري ثنا ضمرة بن ربيعة به.
الرابع: يرويه إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن رافع عن ابن محيريز عن ذي مخبر مرفوعاً "تصطلحون أنتم والروم صلحاً آمنا عشر سنين، ثم يغدرونكم في السنة الثالثة أو الخامسة فينزل في ذلك الصلح جيش منكم في مدينتهم، ثم تغزون معهم عدواً من ورائهم فيرجعون سالمين غانمين حتى تنزلون في مرج ذي تلول" وذكر الحديث.
أخرجه ابن أبي عاصم (2663) والطبراني في "الكبير"(4232)
وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع.
الخامس: يرويه حَرِيز بن عثمان عن يزيد بن صليح عن ذي مخبر.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4233) من طريق محمد بن شعيب بن شابور والوليد بن مسلم قالا: ثنا حريز بن عثمان به.
ويزيد بن صليح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال الدارقطني: لا يعتبر به.
والباقون ثقات.
2226 -
"ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع" قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال "لا، ما صلوا"
قال الحافظ: وأخرج مسلم (1854) من حديث أم سلمة مرفوعاً: فذكره، ومن حديث عوف بن مالك رفعه في حديث في هذا المعني "قلنا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال:"لا، ما أقاموا الصلاة".
وفي رواية له "بالسيف" وزاد "وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة"(1)
حديث عوف بن مالك أخرجه مسلم (1855)
2227 -
"ستكون خلفاء فيكثرون"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1842")(2)
2228 -
"ستكون هجرة بعد هجرة وتنحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم ولا يبقى في الأرض إلا شرارها، تلفظهم أرضوهم وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا"
قال الحافظ: أخرجه أحمد وسنده لا بأس به" (3)
حسن
وهو من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وله عنه طريقان:
الأول: يرويه شهر بن حوشب واختلف عنه:
- فرواه قتادة عن شهر بن حوشب قال: لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية، قلت: لو خرجت إلى الشام فتنحيت من شرّ هذه البيعة، فخرجت حتى قدمت الشام، فأخبرت بمقام نوف (4)، فجئته فإذا رجل فاسد العينين، عليه خميصة، فإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص، فلما رآه نوف أمسك عن الحديث، فقال له عبد الله: حدث ما كنت تحدث به، قال: أنت أحق بالحديث مني، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنّ هؤلاء قد منعونا عن الحديث -يعني الأمراء- قال: أعزم عليك إلا حدثتنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنها ستكون هجرة بعد هجرة لخيار الناس إلى مهاجر إبراهيم، لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضهم، تقذرهم نفس الله، تحشرهم النار مع القردة والخنازير، تبيت معهم إذا باتوا، وتقيل معهم إذا قالوا، وتأكل من تخلف"، قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "سيخرج أناس من أمتي من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما خرج منها قرن قطع، كلما خرج منها قرن قطع، حتى عددها زيادة على عشر مرات، كلما خرج منها قرن قطع، حتى يخرج الدجال في بقيتهم"
(1) 16/ 111 (كتاب الفتن- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سترون بعدي أموراً تنكرونها)
(2)
16/ 339 (كتاب الأحكام -باب حدثنا محمد بن المثني)
(3)
14/ 168 (كتاب الرقاق -باب الحشر)
(4)
زاد أحمد "البكالى"
أخرجه عبد الرزاق (20790) واللفظ له وأحمد (2/ 198 - 199) والحاكم (4/ 486 - 487)
عن مَعْمر بن راشد
والطيالسي (ص 302 - 303) وأحمد (2/ 209) وأبو داود (2482) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 53 - 54)
عن هشام الدستوائي
كلاهما عن قتادة به.
وقتادة مدلس ولم يذكر سماعاً من شهر بن حوشب.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه ليث بن أبي سليم عن شهر به.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 66) من طريق إسحاق بن راهويه أنبا جرير عن ليث به. وليث قال النسائي وغيره: ضعيف.
ورواه أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي عن شهر بن حوشب عن ابن عمر. جعله عن ابن عمر لا ابن عمرو.
أخرجه أحمد (2/ 84)
وأبو جناب ضعفه جماعة ونسبوه إلى التدليس ولم يذكر سماعاً من شهر بن حوشب.
الثاني: يرويه موسى بن عُلي بن رباح قال: سمعت أبي يقول: خرجت حاجاً فقال لي سليمان بن عنز قاضي أهل مصر: أبلغ أبا هريرة مني السلام وأعلمه أني قد استغفرت الغداة له ولأمه، فلقيته فأبلغته، قال: وأنا قد استغفرت له، ثم قال: كيف تركتم أم حنو- يعني مصر- قال: فذكرت له من رفاهيتها وعيشها، قال: أما إنها أول الأرض خراباً ثم أرمينية، قلت: سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا ولكن حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنها تكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض ألزمهم إلى مهاجر إبراهيم" وذكر الحديث.
أخرجه الحاكم (4/ 510 - 511) عن أحمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح ثنا موسى بن علي به.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه فقد اتفقا جميعاً على أحاديث موسى بن علي بن رباح اللخمي ولم يخرجاه"
قلت: عبد الله بن صالح هو كاتب الليث وهو مختلف فيه، ولم يخرج له مسلم شيئاً، واختلفوا هل روى عنه البخاري في الصحيح أم لا؟ فقيل: روى عنه، وقيل: لم يرو عنه.
وموسى بن علي بن رباح وأبوه ثقتان لكن لم يخرج لهما البخاري شيئاً.
وأحمد بن سلمة العنزي لم أقف له على ترجمة.
والحديث بمجموع الطريقين حسن.
2229 -
"سجدها داود توبة، ونحن نسجدها شكراً"
قال الحافظ: وفي النسائي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً: فذكره" (1)
صحيح
يرويه عمر بن ذر بن عبد الله الكوفي عن أبيه واختلف عنه:
- فرواه غير واحد عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سجد في ص وقال "سجدها داود توبة، ونسجدها شكرا"
أخرجه النسائي (2/ 123) وفي "الكبرى"(1029 و 11438)
عن حجاج بن محمد المصيصي
والدراقطني (1/ 407)
عن عبد الله بن بزيع الأنصاري
والطبراني في "الكبير"(12386) و"الأوسط"(1012) والدارقطني (1/ 407) والخطيب في "التاريخ"(13/ 54)
عن محمد بن الحسن الشيباني
ثلاثتهم عن عمر بن ذر به.
- وقيل: عن عمر بن ذر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
أخرجه عبد الرزاق (5870) ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(12387)
عن معمر بن راشد
(1) 3/ 207 (كتاب الصلاة -أبواب سجود القرآن- باب سجدة ص)
والبيهقي (2/ 319) وفي "المعرفة"(3/ 252)
عن سفيان بن عُيينة
كلاهما عن عمر بن ذر به.
قال البيهقي: هذا هو المحفوظ مرسلاً، وقد روي من أوجه عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موصولاً وليس بقوي"
قلت: الوصل عندي أصح لأنه زيادة من ثقة وهي مقبولة، وإسناده صحيح.
قال ابن كثير: رجال إسناده كلهم ثقات" التفسير 4/ 31
وصححه ابن السكن كما في "التلخيص"(2/ 9)
وقال الحافظ: رواته ثقات" الدراية 1/ 211
وقال السيوطي: سنده جيد" الدر المنثور 7/ 165
2230 -
"سُحِرَ النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة حتى أنكر بصره "
قال الحافظ: وفي مرسل يحيى بن يعمر عند عبد الرزاق: فذكره، وعنده في مرسل سعيد بن المسيب "حتى كاد ينكر بصره"(1)
2231 -
عن زيد بن أرقم قال: سَحَرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياماً، فأتاه جبريل فقال: إنّ رجلاً من اليهود سحرك، عقد لك عقداً في بئر كذا.
قال الحافظ: وجدت في حديث زيد بن أرقم عند النسائي وابن سعد وصححه الحاكم وعبد بن حميد: فذكره.
وقال: وفي حديث زيد بن أرقم الذي أشرت إليه عند عبد بن حميد وغيره "فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين" وفيه "فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل حتى قام كأنما نشط من عقال"
وقال: ووقع في حديث زيد بن أرقم عند ابن سعد وصححه الحاكم "فوجد الماء وقد اخضر"
وقال: وفي حديث زيد بن أرقم "فما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك اليهودي شيئاً ما صنع به ولا رآه في وجهه"
(1) 12/ 338 (كتاب الطب- باب السحر)
وقال: وفي حديث زيد بن أرقم "فأخرجوه فرموا به"(1)
يرويه الأعمش واختلف عنه:
- فقال أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي: عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال: سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياماً، فجاءه جبريل فقال: إنّ رجلاً من اليهود سحرك، عقد لك عقداً في بئر كذا وكذا فَأَرْسِل إليها من يجيء بها، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً فاستخرجها فجاء بها فحللها، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عِقَال، فما ذكر لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط حتى مات.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(513) وفي "مصنفه"(8/ 29 - 30) وأحمد (4/ 367) عن أبي معاوية به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5016) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.
وأخرجه عبد بن حميد (271) والنسائي (7/ 103) وفي "الكبرى"(3543) والطحاوي في "المشكل"(5935) والطبراني في "الكبير"(5013) من طرق عن أبي معاوية به.
وعند عبد بن حميد والطحاوي "فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين فأمره أن يحل العقد وتقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل"
- وقال غير واحد: عن الأعمش عن ثُمامة بن عقبة المُحَلِّمي عن زيد بن أرقم قال: كان رجل (2) يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فعقد له عقداً فوضعه في بئر رجل من الأنصار، فأتاه ملكان يعودانه، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال أحدهما: أتدري ما وجعه؟ قال: فلان الذي يدخل عليه عقد له عقداً فألقاه في بئر فلان الأنصاري، فلو أرسل رجلاً وأخذ العقد لوجد الماء قد اصفر، قال: فبعث رجلاً فأخذ العقد فحلّها فبرأ، وكان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكر له شيئاً منه ولم يعاتبه.
أخرجه ابن سعد (2/ 199)
عن سفيان الثوري
والطبراني في "الكبير"(5011) والحاكم (4/ 360 - 361)
(1) 2/ 339 و 341 و 342 (كتاب الطب- باب السحر)
(2)
وفي حديث سفيان: رجل من الأنصار.
عن جرير بن عبد الحميد الرازي
ويعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 38 - 39) والطبراني (5012)
عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي
ثلاثتهم عن الأعمش به.
واللفظ لحديث جرير.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يخرجا لثمامة شيئاً وهو صدوق"
قلت: بل هو ثقة كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما، والأعمش مدلس وقد عنعن.
2232 -
حديث علي مرفوعاً أنه قيل له: كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب؟ قال "سخر له السحاب، وبسط له النور، ومدّ له الأسباب"
قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة من حديث على مرفوعاً أنه قيل له: كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب؟ قال: فذكره" (1)
قلت: بل رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(11/ 563 - 564) من حديث علي موقوفاً.
2233 -
"سددوا وقاربوا، فإنّ صاحب الجنة يُختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل"
قال الحافظ: وقع في حديث عبد الله بن عمرو أنّ السائل عن ذلك جماعة ولفظه "فقال أصحابه: ففيم العمل إن كان قد فرغ منه؟ فقال: فذكره، أخرجه الفريابي"(2)
له عن ابن عمرو طريقان:
الأول: يرويه أبو قبيل المعافري عن شُفي بن ماتع الأصبحي عن ابن عمرو قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال "أتدرون ما هذان الكتابان؟ " قلنا: لا يا رسول الله إلا أن تخبرنا، فقال للذي في يده اليمنى "هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أُجمل على آخرهم، نلا يزاد فيهم ولا ينقص
(1) 7/ 194 (كتاب أحاديث الأنبياء -باب قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} [الكهف: 83])
(2)
14/ 299 (كتاب القدر -باب {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38])
منهم أبداً" ثم قال للذي في شماله "هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً" فقال أصحابه: ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه؟ فقال "سددوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أيّ عمل، وإنّ صاحب النار يختم له بعمل أهل النار؛ وإن عمل أي عمل" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه (1) فنبذهما، ثم قال "فرغ ربكم من العباد (2)، فريق في الجنة (3)، وفريق في السعير".
أخرجه أحمد (2/ 167) والترمذي (2141) واللفظ له وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية"(263) وابن أبي عاصم في "السنة"(348) والفريابي في "القدر"(45) والنسائي في "الكبرى"(11473) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 4/ 107) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث 17) والآجري في "الشريعة"(ص 173 - 174) وابن بطة في "الإبانة"(1327) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 168) والبيهقي في "القضاء والقدر"(56 و 57) والواحدي في "الوسيط"(4/ 44) والبغوي في "معالم التنزيل"(6/ 117) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(18)
عن الليث بن سعد
والترمذي (4/ 450) والفريابي (46) والنسائي في "الكبري"(11473) والآجري في "الشريعة"(ص 174) وابن بطة (1327) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 168) والبيهقي في "القضاء والقدر"(120)
عن بكر بن مضر المصري
وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 168)
عن قرة بن عبد الرحمن بن حَيْوَئيل
وابن بطة (1327) والواحدي في "الوسيط"(4/ 44)
عن ابن لهيعة
أربعتهم عن أبي قبيل به.
(1) ولفظ أحمد "بيده فقبضها" ولفظ ابن أبي عاصم "بيده فجمعها" ولفظ أبي نعيم "ثم قبض يديه"
(2)
زاد أحمد "ثم قال باليمنى فنبذها فقال"
(3)
زاد أحمد "ونبذ باليسرى فقال"
ورواه يونس بن عبد الأعلى المصري عن ابن وهب (1) عن عمرو بن الحارث عن أبي قبيل المعافري عن شفي الأصبحي عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يسمه.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(25/ 9)
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، وأبو قبيل اسمه حُيى بن هانئ"
قلت: رواته ثقات لكن لا أدري أسمع شفي بن ماتع من ابن عمرو أم لا فإنه لم يصرح بالسماع منه في جميع الروايات التي ذكرتها، ولم أر أحداً صرّح بسماعه منه فالله أعلم.
الثاني: يرويه بشر بن بكر التِّنِّيسي ثني سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية حدير بن كُريب عن ابن عمرو.
أخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(58) والبغوي في "معالم التنزيل"(6/ 117) من طريق أبي عثمان سعيد بن عثمان التنوخي ثنا بشر بن بكر به.
وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان الشامي.
2234 -
عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من الصحابة أبواب شارعة في المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سدوا هذه الأبواب إلا باب عليّ" فتكلم ناس في ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني والله ما سددت شيئاً وما فتحته ولكن أمرت بشيء فاتبعته"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي والحاكم ورجاله ثقات" (2)
أخرجه أحمد (4/ 369) وفي "فضائل الصحابة"(985) والنسائي في "خصائص علي"(38) والطحاوي في "المشكل"(3561) والحاكم (3/ 125) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 365) والضياء في "المختارة" كما في "القول المسدد"(ص 21)
عن محمد بن جعفر غُندر
والعقيلي (4/ 185 - 186)
عن المعتمر بن سليمان التيمي
(1) رواه أبو جعفر أحمد بن سعيد بن بشر الهمداني المصري عن ابن وهب في "القدر"(13) عن ابن لهيعة والليث بن سعد وعمرو بن الحارث عن أبي قبيل عن شفي الأصبحي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
8/ 15 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر)
كلاهما عن عوف (1) بن أبي جميلة عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد فقال يوماً "سدوا هذه الأبواب إلا باب علي" قال: فتكلم في ذلك أناس، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب عليّ فقال فيه قائلكم، وإني ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشيء فاتبعته" اللفظ لأحمد.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال العقيلي: وقد روي من طريق أصلح من هذا وفيها لين أيضاً"
وقال ابن الجوزي: حديث باطل لا يصح، فيه ميمون مولى عبد الرحمن بن سمرة قال يحيى بن سعيد: هو لا شيء"
وتعقبه الحافظ بسبب ايراده الحديث في الموضوعات فقال: فأخطأ في ذلك خطأ ظاهراً، وميمون وثقه غير واحد وتكلم بعضهم في حفظه، وقد صحح له الترمذي حديثاً غير هذا تفرد به عن زيد بن أرقم" القول المسدد ص 21
وقال في "النكت على كتاب ابن الصلاح"(1/ 466): إسناده صحيح"
وقال الهيثمي: وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 114
قلت: إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله.
وللحديث شاهد عن أنس وعن سعد بن أبي وقاص وعن علي وعن ابن عباس وعن جابر بن سمرة وعن بريدة
فأما حديث أنس فأخرجه العقيلي (4/ 346 - 347) عن محمد بن عبدوس ثنا محمد بن حميد ثنا تميم بن عبد المؤمن ثنا هلال بن سويد سمعت أنس بن مالك يقول: لما سدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد أتته قريش فعاتبوه فقالوا: سددت أبوابنا وتركت باب عليّ، فقال "ما بأمري سددتها ولا بأمري فتحتها"
ذكره في ترجمة هلال بن سويد الأحمري وقال: لا يتابع إلا من طريق تقاربه.
وأسند عن البخاري قال: لا يتابع عليه"
(1) واختلف فيه على عوف، فرواه أبو الاشهب هوذة بن خليفة عن عوف عن ميمون عن البراء بن عازب. أخرجه الروياني (411)
قلت: وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وذكره ابن الجارود في "الضعفاء"، وابن حبان في "الثقات".
وتميم بن عبد المؤمن ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
ومحمد بن حميد هو الرازي كما في ترجمة ابن عبدوس من "تاريخ بغداد"(2/ 381) وهو ضعيف كما قال الذهبي في "الميزان" وغيره، وكذبه غير واحد.
وأما حديث سعد فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي"
وأما حديث علي فله عنه طريقان:
الأول: يرويه أبو ميمونة عن عيسى الملائي عن عليّ بن حسين عن أبيه عن علي قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال "إنّ موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك" ثم أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك، فاسترجع ثم قال: سمع وطاعة، فسدّ بابه، ثم أرسل إلى عمر، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب عليّ، ولكن الله فتح باب عليّ وسد أبوابكم"
أخرجه البزار (1)(506) عن حاتم بن الليث الجوهري ثنا عبيد الله بن موسى ثنا أبو ميمونة به.
وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد وفيه علتان: أما إحداهما فإنّ أبا ميمونة رجل مجهول لا يعلم روى عنه غير عبيد الله بن موسى، وعيسى الملائي فلا نعلمه روى أيضاً إلا هذا الحديث، وإنما كتبنا هذا الحديث لأنا لم نحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه فذكرناه وبينا علته"
وقال الهيثمي: وفي إسناده من لم أعرفه" المجمع 9/ 115
الثاني: يرويه نصر بن مزاحم الكوفي ثنا عبد الله بن مسلم الملائي عن أبيه عن جده عن عليّ قال: لما أمر بسد الأبواب التي في المسجد خرج حمزة يجر قطيفة حمراء وعيناه تذرفان يبكي فقال "ما أنا أخرجتك وما أنا أسكنته ولكن الله أسكنه"
أخرجه أبو نعيم في "فضائل الصحابة" كما في "اللآلئ"(1/ 352) عن عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن يحيى القيدي ثنا نصر بن مزاحم به.
ونصر بن مزاحم قال أبو حاتم: واهي الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه،
(1) انظر كشف الأستار (2552)
وقال العقيلي: كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير، وقال ابن عدي: أحاديثه عامتها غير محفوظة.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(12722) عن عبد الله بن زيدان البجلي ثنا محمد بن حماد بن عمرو الأزدي ثنا حسين الأشقر ثنا أبو عبد الرحمن المسعودي عن كثير النواء عن ميمون أبي عبد الله عن ابن عباس قال: لما أخرج أهل المسجد وترك عليّ قال الناس في ذلك، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال "ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن الله أخرجكم وتركه، إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأنعام: 50] ".
قال الهيثمي: وفيه جماعة اختلف فيهم" المجمع 9/ 115
قلت: إسناده ضعيف لضعف حسين الاشقر وكثير النواء وميمون أبي عبد الله.
وللحديث طريق أخرى تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة عند حديث "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي"
وأما حديث جابر بن سمرة فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب"
وأما حديث بريدة فأخرجه أبو نعيم في "فضائل الصحابة" كما في "اللآلئ"(1/ 351) عن الطبراني ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا زكريا بن يحيى ثنا خالد بن مخلد ثنا راشد بن سلمة عن أبي داود عن بريدة قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب فشقّ ذلك على أصحابه، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم دعى الصلاة جامعة، حتى إذا اجتمعوا صعد المنبر ولم نسمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحميداً وتعظيماً في خطبة مثل يومئذ فقال "يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها بل الله فتحها وسدها"
أبو داود هو نفيع بن الحارث الأعمى قال الحاكم: روى عن بريدة أحاديث موضوعة، وقال العقيلي: كان يغلو في الرفض، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
2235 -
عن شقيق قال: سرقت فاطمة بنت أبي أسد بنت أخي أبي سلمة فأشفقت قريش أن يقطعها النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ: وأورد عبد الغني بن سعيد المصري في "المبهمات" من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن عمار الدُّهني عن شقيق قال: فذكره" (1)
ضعيف جدا
(1) 15/ 95 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)
أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات"(409) من طريق عبد الغني بن سعيد قال: حدثني عبد الله بن طالب أنّ محمد بن جعفر المطيري حدثهم عن عيسى بن عبد الله الطيالسي عن أسيد بن زيد الجَمّال عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن عمار الدهني عن شقيق قال: فذكره، وزاد: فكلموا أسامة بن زيد فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "كل شيء ولا حد من حدود الله عز وجل، ولو كانت فاطمة بنت محمد لقطعتها" فقطعت.
وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 258) من طريق أبي جعفر محمد بن عمرو البحتري الرزاز ثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي به.
وأخرجه (ص 257 - 258) من طريق أبي عبد الله أحمد بن يحيى الحجري الكوفي ثنا أسيد بن زيد به.
وأسيد قال ابن معين وابن الجارود: كذاب، وقال النسائي: متروك.
ويحيى بن سلمة بن كهيل قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن سعد: ضعيف جداً.
2236 -
"سفر المرأة مع عبدها ضيعة"
قال الحافظ: روى سعيد بن منصور من حديث ابن عمر مرفوعاً: فذكره، لكن في إسناده ضعف" (1)
ضعيف
أخرجه البزار (كشف 1076)
عن الحسن بن عرفة
وابن الأعرابي (ق18/أ)
عن هاشم بن عمرو بن عبد الرحمن بن الحارث
والطبراني في "الأوسط"(6635)
عن عبيد بن جناد الحلبي
قالوا: ثنا إسماعيل بن عياش ثنا بزيع بن عبد الرحمن أبو عبد الله عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً.
(1) 4/ 448 (كتاب الحج -أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب حج النساء)
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن نافع إلا بزيع، تفرد به إسماعيل بن عياش"
وقال البزار: لا نعلمه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدّث عن بزيع إلا إسماعيل"
وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الأوسط" وفيه بزيع بن عبد الرحمن ضعفه أبو حاتم، وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 214
قلت: بزيع بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا ولا ابن حبان عنه راوياً إلا إسماعيل بن عياش، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
2237 -
عن عمر بن أبي سلمة وهو ربيب النبي صلى الله عليه وسلم أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيقبل الصائم؟ فقال "سل هذه" لأم سلمة، فأخبرته أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك. فقال: يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال "أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له"
قال الحافظ: رواه مسلم (1108")(1)
2238 -
حديث أبي ذر قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمه (2) فقال: "سلها كم حملت به؟ " فقالت: حملت به اثني عشر شهراً، فلما وقع صاح صياح ابن شهر.
قال الحافظ: ولأحمد والبزار من حديث أبي ذر قال: فذكره.
وقال: وقع في حديث أبي ذر المذكور: فأراد أن يقول الدخان فلم يستطع فقال: الدخ" (3)
حسن
أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 141) وأحمد (5/ 148) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 401 - 402) والبزار (كشف 3400) والطحاوي في "المشكل"(2859 و 2860) والعقيلي (1/ 217) والطبراني في "الأوسط"(8515) من طرق عن عبد الواحد بن زياد البصري عن الحارث بن حَصِيْرَة عن زيد بن وهب قال: سمعت أبا ذر يقول: لأن أحلف عشر مرار أنّ ابن صياد هو الدجال أحب إليّ من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به، وذلك
(1) 5/ 53 (كتاب الصوم- باب المباشرة للصائم)
(2)
يعني أم ابن صياد
(3)
6/ 513 (كتاب الجهاد- باب كيف يعرض الإسلام على الصبي)
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعثني إلى أمه فقال "سلها كم حملت به" فسألتها، فقالت: حملت به اثني عشر شهراً، ثم أرسلني إليها المرة الثانية، فقال "سلها عن صياحه حين وقع" فأتيتها، فسألتها، فقالت: صاح صياح الصبي ابن شهرين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني قد خبأت لك خبيئاً" قال: خبأت لي عظم شاة عفراء والدخان فأراد أن يقول: الدخان، فلم يستطع، فقال: الدُّخ الدُّخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إخسأ فإنك لن تسبق القدر"
قال البزار: لا نعلمه يروي عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد"
وقال العقيلي: ولا يتابع الحارث بن حصيرة على هذا، وقد رواه جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عنه بأسانيد صحاح"
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الحارث إلا عبد الواحد بن زياد"
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة" المجمع 8/ 2 - 3
قلت: وثقه ابن معين والنسائي والعجلي وابن نمير وابن حبان، وقال أبو داود: صدوق، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن عدي: وعلى ضعفه يكتب حديثه، فهو حسن الحديث، وعبد الواحد بن زياد وزيد بن وهب ثقتان، فالإسناد حسن.
2239 -
حديث ابن مسعود رفعه "سلوا الله من فضله، فإنّ الله يحب أن يسأل"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (1)
ضعيف
أخرجه الترمذي (3571) وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(2) والطبراني في "الكبير"(10088) و"الأوسط"(5165) و"الدعاء"(22) وابن عدي (2/ 665) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 488) والتنوخي في "الفرج بعد الشدة"(1/ 109 - 110) والبيهقي في "الشعب"(9535) والواحدي في "الوسيط"(2/ 44) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(674) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(11) والمزي في "تهذيب الكمال"(7/ 291 - 292) من طريق حماد بن واقد الصفار عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به مرفوعاً.
وزاد "وأفضل العبادة انتظار الفرج"
(1) 13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى- ادعوني استجب لكم- الآية)
قال الترمذي: هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث وقد خولف في روايته. وحماد بن واقد هذا هو الصفار ليس بالحافظ وهو عندنا شيخ بصري، وروى أبو نعيم هذا الحديث عن إسرائيل عن حكيم بن جبير عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح"
وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه بهذا الإسناد غير حماد بن واقد عن إسرائيل عن أبي الأحوص"
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا إسرائيل، تفرد به حماد بن واقد، ولا يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد"
وقال البيهقي: تفرد به حماد بن واقد وليس بالقوي"
وذكر الزبيدي في "الإتحاف"(5/ 30) والمناوي في "الفيض"(4/ 108) أنّ الحافظ حسنه.
قلت: إسناده ضعيف لضعف حماد بن واقد.
قال البخاري: منكر الحديث، وقال الفلاس: كثير الخطأ والوهم ليس ممن يروى عنه، وقال ابن معين: ضعيف.
وخالفه وكيع فرواه عن إسرائيل عن حكيم بن جبير عن رجل لم يسمه به مرفوعاً.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(5/ 49) وابن مردويه (1/ 488)
واختلف فيه على حكيم بن جبير، فرواه قيس بن الربيع عنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعاً.
أخرجه ابن مردويه.
وحكيم بن جبير هو الأسدي قال أحمد وغيره: ضعيف الحديث.
2240 -
حديث يوسف بن عبد الله بن سلام قال: سماني النبي صلى الله عليه وسلم يوسف.
قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وسنده صحيح، وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(1)
صحيح
(1) 13/ 198 (كتاب الأدب -باب من سمى بأسماء الأنبياء)
وله عن يوسف بن عبد الله بن سلام طريقان:
الأول: يرويه يحيى بن أبي الهيثم العطار ثنا يوسف بن عبد الله بن سلام قال: فذكره وزاد "وأقعدني في حجره، ومسح على رأسي"
أخرجه الحميدي (869) ومسدد في "مسنده"(اتحاف الخيرة 6555) وابن سعد (712) وابن أبي شيبة في "مسنده"(689) وأحمد (4/ 35 و 6/ 6) والبخاري في "الأدب المفرد"(838) والترمذي في "الشمائل"(322) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(1533) والطحاوي في "المشكل"(4331) وابن الأعرابي (ق8/ب) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 233 و233 - 234 و234) والطبراني في "الكبير"(22/ 285) وابن جميع في "معجمه"(ص 299 - 300) وأبو نعيم في "الصحابة"(6671) والبيهقي في "الشعب"(10522) والمزي في "تهذيب الكمال"(32/ 21 - 22) من طرق عن يحيى بن أبي الهيثم به.
وإسناده صحيح، ويوسف بن عبد الله بن سلام قال البخاري: له صحبة، وقال أبو حاتم: له رؤية.
قال الحافظ في "الإصابة": وكلام البخاري أصح.
وقال في "التقريب": صحابي صغير.
الثاني: يرويه مِسْعر بن كِدَام عن النضير بن قيس قال: سمعت يوسف بن عبد الله بن سلام يقول: سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسف.
أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 6554) وأحمد (4/ 35 و 6/ 6) والطبراني في "الكبير"(22/ 286) من طرق عن مسعر به.
والنضير بن قيس ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الاكمال": مجهول.
2241 -
حديث سفيان بن وهب: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهي عن بيع المزايدة"
قال الحافظ: أخرجه البزار وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف" (1)
ضعيف
أخرجه البزار (كشف 1276) عن محمد بن عبد الرحيم البغدادي ثنا معلى بن منصور ثنا ابن لهيعة ثنا يزيد بن أبي حبيب عن المغيرة بن زياد عن سفيان بن وهب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن المزايدة.
(1) 5/ 257 (كتاب البيوع -باب بيع المزايدة)
وقال: لا نعلم روى سفيان إلا هذا"
وقال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 4/ 84
قلت: بل ضعيف لضعف ابن لهيعة.
2242 -
عن عبد الله بن سلام قال: سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت صفته واسمه فكنت مسرا لذلك حتى قدم المدينة، فسمعت به وأنا على رأس نخلة فكبرت، فقالت لي عمتي خالدة بنت الحارث: لو كنت سمعت بموسى ما زدت، فقلت: والله هو أخو موسى بعث بما بعث به، فقالت لي: يا ابن أخي هو الذي كنا نخبر أنه سيبعث مع نفس الساعة؟ قلت: نعم، قالت: فذاك إذاً، ثم خرجت إليه فأسلمت ثم جئت إلى أهل بيتي فأمرتهم فأسلموا، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إنّ اليهود قوم بهت.
قال الحافظ: وعند البيهقي من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن يحيى بن عبد الله عن رجل من آل عبد الله بن سلام عن عبد الله بن سلام قال: فذكره" (1)
أخرجه ابن إسحاق (2) في "المغازي"(الإصابة 12/ 212) عن عبد الله بن أبي حزم عن يحيى بن عبد الله عن رجل من آل عبد الله بن سلام قال: كان من حديث عبد الله حين أسلم قال: لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت صفته واسمه وزمانه الذي كنا نتوكفه، فلما قدم المدينة أخبر رجل بقدومه وأنا على رأس نخلة لي فكبرت، وذكر الحديث بطوله.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 530 - 531) من طريق عبد الله بن الأجلح عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن أبي بكر به.
وإسناده ضعيف للرجل لم يسم.
2243 -
حديث أبي أمامة: سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر.
قال الحافظ: أخرجه عبد الرحمن" (3)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أيّ يوم أعظم حرمة؟ "
(1) 8/ 254 (كتاب أحاديث الأنبياء -باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم)
(2)
وفي "سيرة ابن هشام"(1/ 516 - 517): قال ابن إسحاق: وكان من حديث عبد الله بن سلام كما حدثني بعض أهله عنه وعن إسلامه حين أسلم، وكان حبراً عالما، قال: فذكر الحديث بطوله.
(3)
4/ 326 (كتاب الحج -باب الخطبة أيام منى)
2244 -
عن علي قال: سمعت رجلاً يستغفر لوالديه وهما مشركان، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} [التوبة: 113] الآية.
قال الحافظ: أخرج أحمد من طريق أبي إسحاق عن أبي الخليل عن علي قال: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (1/ 99 و 130 - 131) والترمذي (3101) والبزار (893 و 894) والنسائي (4/ 74 - 75) وفي "الكبرى"(2163) وأبو يعلى (335 و 619) والطبري في "تفسيره"(11/ 43) والطحاوي في "المشكل"(2480 و 2481 و 2482) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 326) وأبو عبد الله الحاكم (2/ 335) وابن بشران (980) والبيهقي في "الشعب"(8933) من طرق عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الخليل عبد الله بن الخليل الكوفي عن علي قال: سمعت رجلاً يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: أتستغفر لهما وهما مشركان؟ فقال: أو لم يستغفر إبراهيم لأبيه؟ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فنزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] إلى آخر الآيتين.
قال البزار: وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عليّ، ولا نعلم له عن علي إسناداً غير هذا الإسناد"
وقال الترمذي: حديث حسن"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 215
وقال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الاتحاف 10/ 390
قلت: أبو الخليل ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ومسلم في "الكنى" وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" وابن عبد البر في "الكنى" ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
والحديث أخرجه الطيالسي أيضاً (ص 20) عن قيس بن الربيع عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا الخليل عبد الله بن الخليل قال: سمعت عليا يقول: فذكر الحديث.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8932) من طريق زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به.
(1) 10/ 125 (كتاب التفسير: سورة القصص- باب قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56])
2245 -
عن قُطبَة بن ملك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر قَ فمرّ بهذا الحرف {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [ق: 10] فمدّ نضيد.
قال الحافظ: وأخرج ابن أبي داود من طريق قطبة بن هالك: فذكره، وأصله عند مسلم والترمذي والنسائي من حديث قطبة نفسه" (1)
صحيح
أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(86) والطيالسي (ص 177) وعبد الرزاق (2719) والحميدي (825) وابن أبي شيبة (1/ 353) وأحمد (4/ 322) والبخاري في"الكبير"(4/ 1/ 190 - 191) وفي "خلق الأفعال"(299) والدارمي (1301 و 1302) ومسلم (457) وابن ماجه (816) والترمذي (306) وابن أبي خيثمة في "تاريخه"(أخبار المكيين 442) والبزار (3703 و 3704 و 3705) والنسائي (2/ 121) وفي "الكبرى"(1022 و 11521) وأبو يعلى (6841) وابن خزيمة (527) والطوسي في "مختصر الأحكام"(287) وأبو عوانة (2/ 175) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 362 - 363 و 363) وابن حبان (1814) والطبراني في "الكبير"(19/ 17 و 17 - 18 و 18 و 19) والبيهقي (2/ 388و 389) والخطيب في "التاريخ"(2/ 89 - 90 و 91) وفي "الأسماء المبهمة"(ص 270) والبغوي في "شرح السنة"(602) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 408) من طرق عن زياد بن عِلاقة عن عمه قطبة بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في الفجر {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10)} [ق: 10] يمد بها صوته.
اللفظ للبخاري.
2246 -
حديث أبي سعيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لأهل الحديبية، للمحلقين ثلاثاً، وللمقصرين مرة.
قال الحافظ: واختلف المتكلمون على هذا الحديث في الوقت الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال ابن عبد البر: لم يذكر أحد من رواة نافع عن ابن عمر أن ذلك كان يوم الحديبية، وهو تقصير وحذف وإنما جرى ذلك يوم الحديبية حين صُدّ عن البيت وهذا محفوظ مشهور من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي سعيد وأبي هريرة وحُبشي بن جُنادة وغيرهم. ثم أخرج حديث أبي سعيد بلفظ: فذكره، وحديث ابن عباس بلفظ: حلق رجال يوم الحديبية وقصر آخرون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رحم الله المحلقين" الحديث. وحديث أبي هريرة من طريق محمد بن فضيل الماضي ولم يسق لفظه بل قال: فذكر معناه وتجوّز في ذلك فإنه ليس في رواية أبي هريرة تعيين الموضع ولم يقع في شيء من طرقه
(1) 10/ 468 (كتاب فضائل القرآن- باب مد القراءة)
التصريح لذلك من النبي صلى الله عليه وسلم. ولو وقع لقطعنا بأنه كان في حجة الوداع لأنه شهدها ولم يشهد الحديبية. ولم يسق ابن عبد البر عن ابن عمر في هذا شيئاً ولم أقف على تعيين الحديبية في شيء من الطرق عنه. وقد قدمت في صدر الباب أنه مخرج من مجموع الأحاديث عنه أنّ ذلك كان في حجة الوداع كما يومئ إليه صنيع البخاري.
وحديث أبي سعيد الذي أخرجه ابن عبد البر أخرجه أيضاً الطحاوي من طريق الأوزاعي، وأحمد وابن أبي شيبة وأبو داود الطيالسي من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير عن أبي إبراهيم الأنصاري عن أبي سعيد. وزاد فيه أبو داود: أنّ الصحابة حلقوا يوم الحديبية إلا عثمان وأبا قتادة.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه من طريق ابن إسحاق: حدثني ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه وهو عند ابن إسحاق في "المغازي" بهذا الإسناد وأنّ ذلك كان بالحديبية. وكذلك أخرجه أحمد وغيره من طريقه.
وأما حديث حبشي بن جنادة فأخرجه ابن أبي شيبة من طريق أبي إسحاق عنه ولم يعين المكان. وأخرجه أحمد من هذا الوجه وزاد في سياقه عن حبشي وكان ممن شهد حجة الوداع فذكر هذا الحديث، وهذا يشعر بأنه كان في حجة الوداع.
وأما قول ابن عبد البر فوهم، فقد ررد تعيين الحديبية من حديث جابر عند أبي قرة في "السنن"، ومن طريقه الطبراني في "الأوسط"، ومن حديث المِسْور بن مخرمة عند ابن إسحاق في "المغازي".
وورد تعيين حجة الوداع من حديث أبي مريم السلولي عند أحمد، وابن أبي شيبة.
ومن حديث أم الحصين عند مسلم، ومن حديث قارب بن الأسود الثقفي عند أحمد وابن أبي شيبة، ومن حديث أم عمارة عند الحارث، فالأحاديث التي فيها تعيين حجة الوداع أكثر عدداً وأصح إسناداً. ولهذا قال النووي عقب أحاديث ابن عمر وأبي هريرة وأم الحصين: هذه الأحاديث تدل على أنّ هذه الواقعة كانت في حجة الوداع، قال: وهو الصحيح المشهور، وقيل: كان في الحديبية، وجزم بأن ذلك كان في الحديبية إمام الحرمين في "النهاية". ثم قاله النووي: لا يبعد أن يكون وقع في الموضعين، انتهى. وقال عياض: كان في الموضعين، ولذا قال ابن دقيق العيد: إنه الأقرب.
قلت: بل هو المتعين لتظافر الروايات بذلك في الموضعين كما قدمناه" (1)
صحيح
(1) 4/ 310 - 311 (كتاب الحج -باب الحلق والتقصير عند الإحلال)
ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث حبشي بن جنادة ومن حديث جابر ومن حديث المسور بن مخرمة ومن حديث أبي مريم السلولي ومن حديث أم الحصين ومن حديث قارب بن الأسود ومن حديث أم عمارة نسيبة بنت كعب.
فأما حديث أبي سعيد فأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(169) والطيالسي (ص 295) وابن سعد (2/ 104) وابن أبي شيبة (14/ 452 والجزء المفقود ص 216) وأحمد (3/ 20 و 89) وسمويه في "الفوائد"(4 و5) وأبو يعلى (1263) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 256) وفي "المشكل"(1368 و 1369) وابن عبد البر في "التمهيد"(15/ 234) والمزي (33/ 7 - 8 و 8) من طرق عن يحيى بن أبي كثير أنّ أبا إبراهيم حدّثه قال: ثنا أبو سعيد قال: فذكره، واللفظ للطحاوي.
وفي لفظ "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حلق يوم الحديبية هو وأصحابه إلا عثمان بن عفان وأبا قتادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين، قال "يرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول، قال "يرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال "والمقصرين".
وأبو إبراهيم قال أبو حاتم: لا يدرى من هو، وقال الذهبي في "الكاشف": مجهول، وقال في "الميزان": لا يعرف، روى عنه يحيى بن أبي كثير فقط.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 452) عن عبيد الله بن موسى العبسي أنا موسى بن عبيدة أني أبو مرة مولى أم هانئ عن ابن عمر قال: لما كان الهدي دون الجبال التي تطلع على وادي الثنية عرض له المشركون فردوا وجوه بدنه، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث حبسوه وهي الحديبية، وحلق وائتسى به ناس فحلقوا، وتربص آخرون، قالوا: لعلنا نطوف بالبيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رحم الله المحلقين" قيل: والمقصرين، قال "رحم الله المحلقين" ثلاثاً.
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(26/ 97) عن محمد بن عمارة ثنا عبيد الله بن موسى به.
وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذي.
وله طريق أخرى عند البخاري في الباب المذكور لكن ليس فيه تعيين المكان.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق:
الأول: يرويه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 319) ثني ابن
أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: حلق رجال يوم الحديبية، وقصَّر آخرون. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال "يرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال "يرحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال "والمقصرين" فقالوا: يا رسول الله فلم ظاهرت الترحيم للمحلقين دون المقصرين؟ قال "لم يشكّوا".
وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 453 والجزء المفقود ص 216) وأحمد (1/ 353) وابن ماجه (3045) والفاكهي في "أخبار مكة"(2862) وأبو يعلى (2718) والطبري في "تاريخه"(2/ 637) والطحاوي في "المشكل"(1364 و 1365 و 1366) وفي "شرح المعاني"(2/ 255 - 256 و 256) والطبراني في "الكبير"(11150) وابن حزم في "الأحكام"(ص 547) والبيهقي (5/ 215) وفي "الدلائل"(4/ 151) وابن عبد البر في "التمهيد"(15/ 234 - 235 و 235) من طرق عن ابن إسحاق به.
قال البوصيري: إسناده صحيح" المصباح 3/ 205
قلت: بل إسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، وعبد الله بن أبي نجيح ومجاهد ثقتان.
الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد الهاشمي عن مِقسم عن ابن عباس مرفوعاً "اللهم اغفر للمحلقين" فقال رجل: وللمقصرين، فقال "اللهم اغفر للمحلقين" فقال الرجل: وللمقصرين، فقال في الثالثة أو الرابعة "وللمقصرين"
أخرجه أحمد (1/ 216) عن هشيم أنا يزيد بن أبي زياد به.
وأخرجه أبو يعلى (2476) عن أبي خيثمة زهير بن حرب عن هشيم به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12149) من طريق يحيى بن معين عن هشيم به.
وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.
الثالث: يرويه سعيد بن سليمان الواسطي عن عبد الله بن المؤمل واختلف عنه:
- فقال محمد بن النضر الأزدي: ثنا سعيد بن سليمان ثنا عبد الله بن المؤمل عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "رحم اله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله، فقال بعد ثلاث "والمقصرين"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11492) و"الأوسط"(5053)
- وقال أحمد بن يحيى الحُلْواني: ثنا سعيد بن سليمان عن عبد الله بن المؤمل عن عبد الرحمن بن محيصن عن عطاء عن ابن عباس.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(849)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن المؤمل إلا سعيد بن سليمان"
وقال في الموضع السابق: لم يرو هذا الحديث عن عطاء إلا عبد الله بن المؤمل"
قلت: وهو مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه النسائي وجماعة، واختلف فيه قول ابن معين.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري في الباب المذكور وليس فيه تعيين المكان
وأما حديث حبشي بن جنادة فأخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 216) وفي "المسند"(846) وأحمد (4/ 165) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 624) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 198 - 199) وأبو نعيم في "الصحابة"(2316) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة مرفوعاً "اللهم اغفر للمحلقين" قالوا: يا رسول الله والمقصرين، قال "اللهم اغفر للمحلقين" قالوا: يا رسول الله والمقصرين، قال في الثالثة "والمقصرين"
ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي فإنه كان مدلساً.
وأما حديث جابر فأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1367)
عن أبي حُمَة محمد بن يوسف الزَّبيدي
والطبراني في "الأوسط"(9194)
عن علي بن زياد اللخمي
قالا: ثنا أبو قرة موسى بن طارق عن زَمْعَة بن صالح عن زياد بن سعد عن أبي الزبير أنه سمع جابراً يقول: حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وحلق ناس كثير من أصحابه حين رأوه حلق وأمسك آخرون، فقالوا: والله ما طفنا بالبيت، فقصّروا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يرحم الله المحلقين" فقال رجال: والمقصرين يا رسول الله؟ قال "رحم الله المحلقين" فقال رجال: والمقصرين يا رسول الله؟ قال "رحم الله المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال "والمقصرين"
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن زياد بن سعد إلا زمعة، تفرد به أبو قرة"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح اليماني.
وأما حديث المسور بن مخرمة فأخرجه البيهقي (5/ 215) وفي "الدلائل"(4/ 150 - 151) من طريق أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن
الزهري عن عروة عن المسور ومروان بن الحكم في قصة الحديبية قالا: فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"يا أيها الناس قوموا فانحروا، وحلوا" فوالله ما قام أحد من الناس، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أم سلمة، فقال "يا أم سلمة ألا ترين إلى الناس، أي آمرهم بالأمر لا يفعلونه" فقالت: يا رسول الله لا تلمهم، فإنّ الناس قد دخلهم أمر عظيم مما رأوك حملت على نفسك في الصلح، ورجعتك ولم يفتح عليك، فأخرج يا رسول الله، ولا تكلم أحداً من الناس، حتى تأتي هديك فتنحر، وتحل، فإنّ الناس إذا رأوك فعلت ذلك، فعلوا كالذي فعلت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندها، فلم يكلم أحداً، حتى أتى هديه، فنحر، وحلق، فلما رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك، قاموا ففعلوا، ونحروا، وحلق بعضهم، وقصّر بعضهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم اغفر للمحلقين" فقيل: يا رسول الله والمقصرين، فقال "اللهم اغفر للمحلقين" ثلاثاً، قيل: يا رسول الله وللمقصرين فقال "وللمقصرين"
وإسناده ضعيف، ابن إسحاق مدلس وقد عنعن، والعطاردي مختلف فيه.
وأما حديث أبي مريم مالك بن ربيعة السلولي فأخرجه ابن سعد (2/ 104) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 216 - 217) وفي "المسند"(670) وأحمد (4/ 177) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 300) وسمويه (6) وابن قانع (3/ 30) وأبو نعيم في "الصحابة"(5990) والخطيب في "تالي التلخيص"(339) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 25)
عن أوس بن عبيد الله أبي مقاتل السلولي البصري
وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2061) وابن قانع (3/ 31) والطبراني في "الكبير"(19/ 275) و"الأوسط"(2935) وأبو نعيم في "الصحابة"(5991)
عن حبان بن يسار أبي روح الكلابي
كلاهما عن بُرَيد بن أبي مريم عن أبيه مرفوعاً "اللهم اغفر للمحلقين" فقال رجل: وللمقصرين، فقال في الثالثة أو في الرابعة "وللمقصرين"
قال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر الاتحاف 4/ 363
وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 3/ 262
قلت: وهو كما قال.
وأما حديث أم الحصين فأخرجه الطيالسي (ص 230) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 216) وأحمد (4/ 70 و 5/ 381 و 6/ 402 و 403) ومسلم (1303) وأبو الشيخ في
"الأقران"(187) والبيهقي (5/ 103) من طريق شعبة عن يحيى بن الحصين عن جدته أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع دعا للمحلقين ثلاثاً، وللمقصرين مرة.
وأما حديث قارب بن الأسود فأخرجه الحميدي (931) عن سفيان بن عُيينة ثنا إبراهيم بن ميسرة أني وهب بن عبد الله بن قارب أو مارب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول "يرحم الله المحلقين" وأشار بيده هكذا- ومدّ الحميدي يمينه- قالوا: يا رسول الله والمقصرين، فقال "يرحم الله المحلقين" قالوا: يا رسول الله والمقصرين، فقال "يرحم الله المحلقين" قالوا: يا رسول الله والمقصرين، فقال "والمقصرين" وأشار الحميدي بيده فلم يمدّ مثل الأول.
قال سفيان: وجدت في كتابي عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله بن مارب، وحفظي قارب، والناس يقولون: قارب كما حفظت، فأنا أقول: قارب أو مارب.
ومن طريقه أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 86 و 365) وأبو نعيم في "الصحابة"(4461)
وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 196) عن علي بن المديني عن ابن عُيينة ثنا إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله بن قارب عن أبيه عن جده به.
قال سفيان: وجدت عندي وهب بن عبد الله بن مارب فقالوا لي: هذا ابن قارب. قلت لسفيان: عن أبيه عن جده؟ قال: نعم.
وحدثنا مرة أخرى عن إبراهيم عن وهب بن عبد الله عن أبيه سمع النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وعن إبراهيم عن وهب بن عبد الله بن قارب عن أبيه قال: كنت مع أبي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقول. وإنما أخذ "قارب" عن الناس.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5797) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن المديني به.
واختلف فيه على سفيان:
• فرواه غير واحد عن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله بن قارب قال: كنت مع أبي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، منهم:
1 -
أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني.
أخرجه ابن الأعرابي (ق 128) ومن طريقه ابن مندة في "معرفة الصحابة"(الإصابة 8/ 126) والبيهقي في "الدلائل"(4/ 151)
2 -
إسماعيل بن عبيد الحرّاني.
أخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده"(الإصابة 8/ 126) وأبو نعيم في "الصحابة"(6494)
3 -
علي بن مسلم الطوسي.
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1726 و 1994)
4 -
هارون بن إسحاق الهمداني.
أخرجه أبو القاسم البغوي (1726 و 1994)
• ورواه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 215) عن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله أراه عن أبيه قال: كنت مع أبي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1593) عن ابن أبي شيبة ثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله بن قارب أو مارب عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
وتابعه:
1 -
أحمد بن عبدة الضبي عن سفيان به.
أخرجه البزار (كشف 1135)
2 -
إبراهيم بن بشار الرمادي ثنا سفيان به.
أخرجه ابن قانع (2/ 86)
• ورواه أحمد (6/ 393) عن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن ابن قارب عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5798)
وتابعه:
1 -
هشام بن يونس اللؤلؤي ثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
أخرجه الخطيب في "تالي التلخيص"(11)
2 -
سعيد بن منصور ثنا سفيان به.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4461)
قال البزار: لا نعلم روى ابن قارب إلا هذا"
وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" والبزار وإسناده صحيح" المجمع 3/ 262
قلت: وهب بن عبد الله ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راوياً إلا إبراهيم بن ميسرة فهو مجهول.
وأما حديث أم عمارة فأخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 381) عن محمد بن عمر الواقدي ثنا يعقوب بن محمد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صَعْصَعة عن الحارث بن عبد الله بن كعب عن أم عمارة نسيبة بنت كعب قالت: أنا انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينحر بُدْنَهُ قياماً، وسمعته يومئذ وقد حلق رأسه، ثم دخل قبة له حمراء، فرأيته أخرج رأسه من قبته وهو يقول "يرحم الله المحلقين- ثلاثاً ثم قال- والمقصرين"
وأخرجه ابن البختري في "حديثه"(424) عن أحمد بن الخليل البُرْجُلاني البغدادي ثنا الواقدي به.
والواقدي متروك الحديث.
2247 -
حديث أبي أيوب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل الصبر.
قال الحافظ: حديث أبي أيوب قال: والذي نفسى بيده لو كانت دجاجة ما صبرتها: فذكره، أخرجه أبو داود بسند قوي" (1)
يرويه بكير بن عبد الله بن الأشج واختلف عنه:
- فرواه يزيد بن أبي حبيب عن بكير واختلف عنه:
• فقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد: عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن أبيه عن عبيد بن تِعْلَى عن أبي أيوب قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن (2) تصبر الدابة.
أخرجه أحمد (5/ 422) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 444) والدارمي (1980) عن أبي عاصم به.
وأخرجه الهيثم بن كليب (1160 و 1161) والطبراني في "الكبير"(4001) والبيهقي (9/ 71) من طرق عن أبي عاصم به.
(1) 12/ 64 (كتاب الذبائح -باب ما يكره من المثلة)
(2)
وفي لفظ: عن صبر الدابة.
• ورواه زيد بن أبي أنيسة عن بكير فلم يقل عن أبيه.
أخرجه ابن حبان (5609)
- ورواه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير واختلف عنه:
• فقال غير واحد: ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير عن عبيد بن تعلى قال: غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فأتي بأربعة أعلاج من العدو، فأمر بهم فقتلوا صبرا بالنبل، فبلغ ذلك أبا أيوب الأنصاري فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل الصبر، فوالذي نفسي بيده لو كانت دجاجة ما صبرتها، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فأعتق أربع رقاب.
أخرجه سعيد بن منصور (2667) عن ابن وهب به.
وأخرجه أبو داود (2687) عن سعيد بن منصور به.
وأخرجه أحمد (5/ 422) عن سُريج بن يونس البغدادي ثنا ابن وهب به
وأخرجه ابن حبان (5610) من طريق حرملة بن يحيى المصري ثنا ابن وهب به.
• وقال أحمد بن صالح المصري: ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث أن بكيراً حدّثه عن أبيه عن عبيد بن تعلى.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4002) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد ثنا أحمد بن صالح به.
ومن طريقه أخرجه المزي (19/ 190 - 191)
- ورواه محمد بن إسحاق المدني عن بكير واختلف عنه:
فقال يحيى بن سعيد الأموي: ثنا ابن إسحاق عن بكير عن أبيه عن عبيد بن تعلى عن أبي أيوب.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4003)
وتابعه أحمد بن خالد الوَهبي ثنا ابن إسحاق به.
أخرجه البيهقي (9/ 71)
• ورواه عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن ابن إسحاق فلم يقل عن أبيه.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(5) والطبراني في "الكبير"(4004)
- ورواه عبد الله بن لهيعة عن بكير عن أبيه عن عبيد بن تعلى عن أبي أيوب.
أخرجه الطيالسي (ص 81) عن عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة به.
وأخرجه أحمد (5/ 422 - 423) عن عتاب بن زياد المروزي ثنا ابن المبارك به.
واختلف فيه على ابن لهيعة، فرواه الوليد بن مسلم عنه فلم يقل عن أبيه.
قاله الدارقطني في "العلل"(6/ 120)
- ورواه عبيد الله بن أبي جعفر المصري عن بكير فلم يقل عن أبيه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4005) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني عبيد الله بن أبي جعفر به.
قال المزي: والصحيح قول من قال عن أبيه"
قلت: وعبد الله بن الأشج ترجمه البخاري في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وعبيد بن تعلى وثقه النسائي وابن حبان.
2248 -
عن زرعة بن خليفة رجل من أهل اليمامة أنّه قال: سمعنا بالنبي صلى الله عليه وسلم فأتيناه، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا وأسهم لنا وقرأ في الصلاة بالتين والزبتون وإنا أنزلناه في ليلة القدر.
قال الحافظ: رأيت في كتاب الصحابة لأبي علي بن السكن في ترجمة زرعة بن خليفة من أهل اليمامة أنّه قال: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه ابن السكن كما في "الإصابة"(4/ 14) من طريق أبي زرعة الرازي عن موسى بن الحكم الخراساني عن محمد بن زياد الراسبي عن زرعة بن خليفة به.
وقال: إسناده مجهول، ولولا أن أبا زرعة حدّث به ما ذكرته، فليس في إسناده من يعرف غيره، وغير شيخنا"
وأخرجه الشيرازي في "الألقاب" كما في "الإصابة" من طريق أبي حاتم الرازي عن أبي زرعة به.
(1) 10/ 342 - 343 (كتاب التفسير: سورة {وَالتِّينِ} [التِّين: 1])
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3088) من طريق عبد الله بن محمد ثنا أبو زرعة به.
قلت: وموسى بن الحكم ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا
تعديلاً، وذكره الحافظ في "اللسان" وذكر هذا الحديث في ترجمته وذكر كلام ابن السكن.
ومحمد بن زياد الراسبي ذكره الحافظ في "اللسان" أيضاً ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
2249 -
حديث محمد بن فضالة قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أسبوعين، فأتي بي إليه فمسح على رأسي وقال:"سموه بإسمي ولا تكنوه بكنيتي"
قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث محمد بن فضالة قال: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 16) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند طلحة بن عبيد الله 740) ومطين وأبو علي بن السكن كما في "الإصابة"(9/ 104) الطبراني في "الكبير"(19/ 244) وأبو نعيم في "المعرفة"(666) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 370) من طرق عن يعقوب بن محمد الزهري ثنا ادريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الظفري ثني جدي عن أبيه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أسبوعين، فأتي بي إليه فمسح على رأسي وقال "سموه بإسمي ولا تكنوه بكنيتي" وحُجَّ بي معه حجة الوداع وأنا ابن عشر سنين"
قال: فلقد عُمِّرَ محمد حتى شاب رأسه وما شاب موضع يد النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الهيثمي: وفيه يعقوب بن محمد الزهري وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 48
قلت: إسناده ضعيف، يعقوب بن محمد الزهري ضعفه أحمد وغيره، وادريس بن محمد بن يونس وجده ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما، ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلاً.
2250 -
عن سعيد بن المسيب قال: ولد لأخي أم سلمة ولد فسماه الوليد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سميتموه بأسماء فراعنتكم، ليكوننّ في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد، هو أشرّ على هذه الأمة من فرعون لقومه"
(1) 13/ 194 (كتاب الأدب -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سموا بإسمي ولا تكنوا بكنيتي)
قال الحافظ: حديث مرسل أخرجه يعقوب بن سفيان في "تاريخه" والبيهقي في "الدلائل"(6/ 505) من طريقه قال: حدثنا محمد بن خالد بن العباس السكسكي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا أبو عمرو الأوزاعي.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 505) أيضاً من رواية بشر بن بكر عن الأوزاعي، وأخرجه عبد الرزاق في الجزء الثاني من "أماليه" (1) عن معمر كلاهما عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: فذكره.
قال الوليد بن مسلم في روايته: قال الأوزاعي: فكانوا يرونه الوليد بن عبد الملك، ثم رأينا أنّه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حين خرجوا عليه فقتلوه وانفتحت الفتن على الأمة بسبب ذلك وكثر فيهم القتل.
وفي رواية بشر بن بكر من الزيادة "غيروا اسمه فسموه عبد الله"، وبيّن في روايته أنه أخو أم سلمة لأمها.
وهكذا أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(804) عن إسماعيل بن أبي إسماعيل عن إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب، أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" من رواية الحارث، وأخرجه أحمد (1/ 18) عن أبي المغيرة عن إسماعيل بن عياش فزاد فيه: قال: حدثني الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر. فزاد فيه عمر، فادّعى ابن حبان أنّه لا أصل له، فقال في كتابه "الضعفاء" (1/ 125) في ترجمة إسماعيل بن عياش: هذا خبر باطل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رواه عمر، ولا حدّث به سعيد ولا الزهري ولا هو من حديث الأوزاعي. ثم أعله بإسماعيل بن عياش. واعتمد ابن الجوزي على كلام ابن حبان فأورد الحديث في "الموضوعات"(1/ 158 و 2/ 46) فلم يصب فإن إسماعيل لم ينفرد به، وعلى تقدير انفراده فإنما انفرد بزيادة عمر في الإسناد وإلا فأصله كما ذكرت عند الوليد وغيره من أصحاب الأوزاعي عنه، وعند معمر وغيره من أصحاب الزهري، فإنْ كان سعيد بن المسيب تلقاه عن أم سلمة فهو على شرط الصحيح، ويؤيد ذلك أن له شاهداً عن أم سلمة أخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" من رواية محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو عن عطاء عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت: دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد فقال "من هذا؟ " قلت: الوليد، قال "اتخذتم الوليد حنانا، غيروا اسمه فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له: الوليد"
(1) الأمالي لعبد الرزاق (172) لكنّه لم يذكر سعيد بن المسيب.
وقد أخرجه الحاكم (4/ 494) من وجه آخر عن الوليد موصولاً بذكر أبي هريرة فيه، أخرجه من طريق نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم وقال في آخره: قال الزهري: إن استخلف الوليد بن يزيد وإلا فهو الوليد بن عبد الملك.
قلت: وعندي أنّ ذكر أبي هريرة فيه من أوهام نعيم بن حماد والله أعلم" (1)
وقال في "القول المسدد"(ص 13 - 19): حديث سعيد بن المسيب في شأن التسمية بالوليد، فنقول: علته قول ابن حبان "إنه باطل" دعوى لا برهان عليها، ولا أتى بدليل يشهد لها، وقوله" إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقله ولا عمر ولا سعيد ولا الزهري "شهادة نفي صدرت عن غير استقراء تام على ما سنبينه فهي مردودة. وكلامه في إسماعيل بن عياش غير مقبول كله، فإنّ رواية إسماعيل عن الشاميين عند الجمهور قوية وهذا منها، وإنما ضعفوه في روايته عن غير أهل الشام، نصّ على ذلك يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وعمرو بن علي الفلاس وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم والبخاري ويعقوب بن سفيان ويعقوب بن شيبة وأبو إسحاق الجوزجاني والنسائي والدولابي وأبو أحمد بن عدي وآخرون، وقد وثقه بعضهم مطلقاً، والعجب أنْ ابن حبان موافق للجماعة على أنّ حديثه عن الشاميين مستقيم وهذه عبارته فيه: كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين في حديثهم فلما كبر تغير حفظه، فما حفظه في صباه وحداثته أتى به على وجهه، وما حفظه على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه وأدخل الإسناد في الإسناد وألزق المتن بالمتن- انتهى، فهذا كما تراه قيد كلامه بحديث الغرباء، وليس حديثه المتقدم من حديثه عن الغرباء، وإنما هو من روايته عن شامي وهو الأوزاعي، وأما إشارته إلى أنّه تغير حفظه واختلط فقد استوعبت كلام المتقدمين فيه في كتابي "تهذيب التهذيب" ولم أجد عن أحد منهم أنّه نسبه إلى الإختلاط، وإنما نسبوه إلى سوء الحفظ في حديثه عن غير الشاميين، كانه كان إذا رحل إلى الحجاز أو العراق اتكل على حفظه فيخطىء في أحاديثهم.
قال يعقوب بن سفيان: تكلم ناس في إسماعيل بن عياش وإسماعيل ثقة عدل أعلم الناس بحديث الشام، وأكثر ما قالوا: يغرب عن ثقات المدنيين والمكيين- انتهى. ومع كون إسماعيل بهذا الوصف وحديثه المتقدم عن شامي فلم ينفرد به كما قال ابن حبان وابن الجوزي، وإنما انفرد بذكر عمر فيه خاصة، على أنّ الرواة عنه لم يتفقوا على ذلك فقد رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" وأبو نعيم في "دلائل النبوة" من طريقه قال: حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن عمرو عن الزهري عن
(1) 13/ 201 - 202 (كتاب الأدب -باب تسمية الوليد)
سعيد بن المسيب قال: ولد لأخي أم سلمة- فذكر الحديث وليس فيه عمر، نعم رواه سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل عن إسماعيل بن عياش فذكر فيه عمر.
حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي الهاشمي ولفظه: أنا أبو الحزم ابن أبي الفتح الحنبلي قال: قرئ على مؤنسة بنت أبي بكر بن أيوب ونحن نسمع عن عفيفة بنت أحمد أنا عبد الواحد بن محمد ثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن ثنا إسماعيل بن عياش حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب- فذكر مثل حديث أبي المغيرة سواء وزاد فيه بعد قوله "بأسماء فراعنتكم غيروا اسمه" فسموه عبد الله فإنه سيكون- والبقية سواء.
وأما من تابع إسماعيل عن الأوزاعي فقد رواه عن الأوزاعي أيضاً الوليد بن مسلم الدمشقي وبشر بن بكر التنيسي والهِقل بن زياد كاتب الأوزاعي ومحمد بن كثير، لكنهم أرسلوه فلم يذكروا فيه عمر، كما وقع عند الحارث.
وأما رواية الوليد فأخرجها يعقوب بن سفيان في "تاريخه" قال: حدثنا محمد بن خالد بن العباس السكسكي حدثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو عمرو الأوزاعي- فذكره وزاد في آخره: قال الأوزاعي: فكانوا يرون أنّه الوليد بن عبد الملك ثم رأينا أنّه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حتى خرجوا عليه فقتلوه فانفتحت الفتنة على الأمة وكثر فيهم الهرج - انتهى.
وأخرجه الحاكم في المستدرك قال: أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد بن المسيب حدثنا نعيم بن حماد ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه "الوليد" فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "سميتموه بأسامي فراعنتكم ليكوننّ في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد هو شرّ على هذه الأمة من فرعون على قولها قال الزهري: إن استخلف الوليد بن يزيد فهو هو، وإلا فهو الوليد بن عبد الملك. قال الحاكم: صحيح.
وأما رواية بشر بن بكر فأخرجها البيهقي في "دلائل النبوة" عن الحاكم عن الأصم عن سعيد بن عثمان التنوخي عن بشر بن بكر حدثني الأوزاعي حدثني الزهري حدثني سعيد بن المسيب- الحديث وفيه: "غيروا اسمه فسموه عبد الله فإنه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد لهو شرّ لأمتي من فرعون لقومه" وزاد فيه أيضاً: إنّه أخ لأم سلمة من أمها.
وأما رواية محمد بن كثير والهقل بن زياد فأشار إليهما الذهبي في ترجمة الوليد بن يزيد في "تاريخ الإسلام"، ثم وجدتهما في ترجمة الوليد في تاريخ ابن عساكر، أخرجهما من طريق الذهلي في "الزهريات": ثنا الحكم بن موسى ثنا الهقل بن زياد عن الأوزاعي عن
الزهري عن سعيد بن المسيب قال: ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه الوليد، الحديث. قال: وحدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري قال: ولد لآل أم سلمة ولد فسموه الوليد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"تسمون الوليد بأسماء فراعنتكم، فسموه عبد الله". وتابع الأوزاعي على رواية له عن الزهري محمد بن الوليد الزبيدي- ويحتمل أنّه الذي أبهمه إسماعيل بن عياش لأنّه شامي أيضاً- ومعمر بن راشد البصري.
وأما رواية الزبيدي فظفرت بها في بعض الأجزاء ولم يحضرني الآن اسم مخرجها.
وأما رواية معمر فرويناها في الجزء الثاني من أمالي عبد الرزاق قال: أنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب- فذكره ولم يذكر عمر.
قال البيهقي بعد تخريجه: هذا الحديث: مرسل حسن.
قلت: هو على شرط الصحيح لو صرّح سعيد بن المسيب بسماعه له من أم سلمة فقد أدركها وسمع منها، ووقع لنا الحديث من روايتها من وجه آخر رواه ابن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت: دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد فقال "من هذا؟ " قلت: الوليد، قال "قد اتخذتم الوليد حنانا، غيروا اسمه فأنّه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له: الوليد"
وهذا إسناد حسن أخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" له، ورواه محمد بن سلام الجُمحي عن حماد بن سلمة فذكره معضلاً.
وروى الطبراني في "المعجم الكبير" من طريق عبد العزيز بن عمران عن إسماعيل بن أيوب المخزومي قصة موت الوليد بن الوليد بن المغيرة وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سلمة وهي تقول:
أبك الوليد بن الوليد أبا الوليد ابن المغيرة
فقال "إنْ كدتم تتخذون الوليد حناناً" فهذا شاهد آخر لأصل القصة، وبدون هذا يعلم بطلان شهادة ابن حبان بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله ولا سعيد بن المسيب حدّث به ولا الزهري ولا الأوزاعي.
وفي تصريح بشر بن بكر عن الأوزاعي بأنّ الزهري حدّثه به ما يدفع تعليل من تعلله بتدليس الوليد بن مسلم تدليس التسوية، وغاية ما ظهر في طريق إسماعيل بن عياش من العلة أنّ ذكر عمر فيه لم يتابع عليه، والظاهر أنّه من رواية أم سلمة لإطباق معمر والزبيدي عن الزهري وبشر بن بكر والوليد بن مسلم عن الأوزاعي على عدم ذكر عمر فيه- والله أعلم.
وأما رواية. نعيم بن حماد له عن الوليد بذكر أبي هريرة فيه فشاذة.
ومن شواهده ما روى الطبراني من طريق ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن معاذ بن جبل قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثاً فيه: قال "الوليد اسم فرعون، هادم شرائع الإسلام، يبوء بدمه رجل من أهل بيته".
2251 -
"سمى الله إبراهيم خليله الذي وفّي لأنّه كان يقول كلما أصبح وأمسى {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)} [الروم: 17] "
قال الحافظ: وروى الطبري بإسناد ضعيف عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (3/ 439) والطبراني في "الكبير"(20/ 192) وفي "الدعاء"(324) عن ابن لهيعة
والطبري في "تفسيره"(27/ 73) والطبراني في "الكبير"(20/ 192)
عن رشدين بن سعد
كلاهما عن زَبَّان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله الذي وفّى الحديث.
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة ورشدين وزبان بن فائد.
2252 -
عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ عمر قال: لا أدري ما أصنع بالمجوس؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"سُنُّوا بهم سُنَّة أهل الكتاب"
قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ عمر قال: فذكره، وهذا منقطع مع ثقة رجاله، ورواه ابن المنذر والدارقطني في "الغرائب" من طريق أبي علي الحنفي عن مالك فزاد فيه: عن جده، وهو منقطع أيضاً لأنّ جده علي بن الحسين لم يلق عبد الرحمن بن عوف ولا عمر، فإن كان الضمير في قوله: عن جده يعود على محمد بن علي فيكون متصلاً لأنّ جده الحسين بن علي سمع من عمر بن الخطاب ومن عبد الرحمن بن
(1) 10/ 228 (كتاب التفسير- سورة النجم)
عوف، وله شاهد من حديث مسلم بن العلاء بن الحضرمي أخرجه الطبراني في آخر حديث بلفظ "سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب"(1)
له عن عبد الرحمن بن عوف طريقان:
الأول: يرويه مالك في "الموطأ"(1/ 278) عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه أنّ عمر بن الخطاب ذكر المجوس، فقال: ما أدري كيف أصنع في أمرهم. فقال عبد الرحمن بن عوف: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "سنوا بهم سنة أهل الكتاب"
وأخرجه الشافعي في "الرسالة"(ص 430) عن مالك به.
ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي (9/ 189 - 190) وفي "المعرفة"(13/ 365) وفي "الصغرى"(3703)
وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 243 - 244) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(3/ 853) والبرتي في "مسند عبد الرحمن بن عوف"(34) والهيثم بن كليب (257) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(2/ 247) والبيهقي (9/ 189 - 190) والبغوي في "شرح السنة"(2751) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 179) من طرق عن مالك به.
ولم ينفرد مالك به بل تابعه غير واحد عن جعفر بن محمد عن أبيه، منهم:
1 -
يحيى بن سعيد القطان.
أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(78)
2 -
أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل.
أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(122) وأبو يعلى (862) والهيثم بن كليب (258) وابن الأعرابي (ق 212/ أ) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(247) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(491 و492) والخليلي في "الإرشاد"(52) والخطيب في "التاريخ"(10/ 88) والذهبي في "السير"(6/ 267) وفي "تذكرة الحفاظ"(1/ 167)
2 -
عبد الله بن ادريس الأودي.
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 243) وإسحاق في "مسنده كما في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 179)
(1) 7/ 70 (كتاب فرض الخمس- باب الجزية)
4 -
سفيان الثوري.
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 243 - 244) والبرتي (33) والهيثم بن كليب (259) والدارقطني في "العلل"(4/ 300)
5 -
ابن جُريج.
أخرجه عبد الرزاق (10025 و 19253)
6 -
حاتم بن إسماعيل المدني.
أخرجه البرتي (35)
قال أبو جعفر النحاس: إسناده غير متصل فلا تقوم به حجة"
وقال أيضاً: الإسناد منقطع لأنّ محمد بن علي لم يولد في وقت عمر"
وقال الخليلي: هذا مرسل، فإنّ محمد بن علي لم يلق عبد الرحمن"
وقال الذهبي: هذا منقطع الإسناد"
وقال الحافظ: هذا حديث غريب وسنده منقطع أو معضل"
وقال في "التلخيص"(3/ 172): وهو منقطع لأنّ محمد بن علي لم يلق عمر ولا عبد الرحمن، وقد رواه أبو علي الحنفي (1) عن مالك عن جعفر عن أبيه عن جده، قال الخطيب في "الرواة عن مالك": تفرد بقوله: عن جده، أبو علي. قلت: وسبقه إلى ذلك الدارقطني في "غرائب مالك" وهو مع ذلك منقطع لأنّ علي بن الحسين لم يلق عمر ولا عبد الرحمن، إلا أنْ يكون الضمير في جده يعود على محمد فجده حسين سمع منهما، لكن في سماع محمد من حسين نظر كبير"
قلت: ومن طريق الدارقطني أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 115)
وحكى عن الدارقطني أنه قال: لم يقل في هذا الإسناد: عن جده ممن حدّث به عن مالك غير أبي علي الحنفي وكان ثقة وهو في "الموطأ": جعفر عن أبيه أنّ عمر"
وقال ابن عبد البر: وهو مع هذا كله منقطع ولكن معناه متصل من وجوه حسان.
(1) قال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 180): أخرجه البزار (1056) والدارقطني في "الغرائب" عن روايته وقالا: تفرد أبو علي بقوله فيه: عن جده، وهو مع ذلك منقطع، فإنّ علي بن الحسين لم يدرك عمر ولا عبد الرحمن بن عوف. قلت: يحتمل أن يعود الضمير في قوله: عن جده، على محمد، فيراد به الحسين بن علي فيكون متصلاً"
وقال قبل ذلك: هذا حديث منقطع لأنّ محمد بن علي لم يلق عمر ولا عبد الرحمن بن عوف، رواه أبو علي الحنفي عن مالك فقال فيه: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، وهو مع هذا أيضاً منقطع لأنّ علي بن الحسين لم يلق عمر ولا عبد الرحمن بن عوف"
قلت: والصواب رواية من روى الحديث عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه أنْ عمر قال.
وقد توبع عليها مالك كما تقدم. وكذا صوب الدارقطني هذه الرواية في "العلل"(4/ 299)
الثاني: يرويه الأعمش عن زيد بن وهب قال: كنت عند عمر بن الخطاب فذكر من عنده المجوس فوثب عبد الرحمن بن عوف فقال: أشهد بالله على رسول الله صلى الله عليه وسلم لسمعته يقول "إنما المجوس طائفة من أهل الكتاب فاحملوهم على ما تحملون عليه أهل الكتاب"
أخرجه ابن أبي عاصم في "النكاح" كما في "التلخيص"(3/ 172) عن إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا أبو رجاء جار لحماد بن سلمة ثنا الأعمش به.
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 181)
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(493) من طريق الحسن بن عبد العزيز المجون ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي به.
قال الحافظ: هذا حديث غريب ورجاله محتج بهم في الصحيح إلا أبا رجاء واسمه روح بن المسيب الكلبي فهو لين الحديث"
وقال في "التلخيص": سنده حسن"
وقال في "اللسان" في ترجمة روح بن المسيب الكلبي: حديث غريب جداً"
قلت: رواته ثقات غير روح بن المسيب الكلبي وهو مختلف فيه واتهمه ابن حبان بالوضع.
وللحديث شاهد عن مسلم بن العلاء الحضرمي قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما عهد إلى العلاء حيث وجهه إلى البحرين قال "ولا يحل لأحد جهل الفرض والسنن ويحل له ما سوى ذلك".
وكتب للعلاء "أن سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب".
أخرجه الطبراني (1) في "الكبير"(19/ 437) وأبو سليمان بن زبر وابن مندة كما في "الإصابة"(9/ 198) من طريق عمر بن إبراهيم الرقي ثنا زكريا بن طلحة بن مسلم بن العلاء الحضرمي عن أبيه عن جده مسلم به.
قال الحافظ: ومدار هذا الحديث على عمر بن إبراهيم وهو ساقط"
وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 6/ 13
2253 -
حديث ابن عباس رفعه "سووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلاً أحدا لفضلت النساء"
قال الحافظ: أخرجه سعيد بن منصور والبيهقي من طريقه وإسناده حسن" (2)
ضعيف
أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 454) والطبراني في "الكبير"(11997) وابن عدي (3/ 1217) والبيهقي (6/ 177) والخطيب في "التاريخ"(11/ 107 - 108) من طرق عن إسماعيل بن عياش ثنا سعيد بن يوسف الرَّحَبي عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعاً.
قال ابن عدي: وهذا يعرف بسعيد عن يحيى بن أبي كثير، وعن سعيد ابن عياش، وسعيد قليل الحديث ولا أعلم يروي عنه غير إسماعيل بن عياش، ورواياته ثابتات الأسانيد لا بأس بها، ولا أعرف له شيئاً أنكر مما ذكرت من حديث عكرمة عن ابن عباس"
قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي ومحمد بن عوف الحمصي وغيرهم.
وقال ابن طاهر: حدّث عن يحيى بن أبي كثير بالمناكير.
وقال الحافظ في "التلخيص"(3/ 72): رواه الطبراني من حديث ابن عباس وفي إسناده سعيد بن يوسف وهو ضعيف"
2254 -
عن الحسن قال: قال عمار: نزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "سيأتيك من يمنعك من الماء" فلما كنت على رأس الماء إذا رجل أسود كأنه مرس فصرعته، فذكر الحديث وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم "ذاك الشيطان"
(1) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 180) وقال: هذا حديث غريب، وعمر بن إبراهيم ضعيف جداً، ومن فوقه لا يعرفون إلا بهذا الإسناد"
(2)
6/ 141 (كتاب الهبة- باب الهبة للولد)
قال الحافظ: ولابن سعد في "الطبقات" من طريق الحسن قال: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه ابن سعد (3/ 251) عن وهب بن جرير بن حازم وموسى بن إسماعيل البصري قالا: أنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن قال: قال عمار بن ياسر: قد قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنس والجنّ. فقيل له: ما هذا قاتلت الانس فكيف قاتلت الجن؟ قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً فأخذت قربتي ودلوي لأستقي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما إنه سيأتيك آت يمنعك من الماء" فلما كنت على رأس البئر إذا رجل أسود كأنه مَرِس فقال: لا والله لا تستقي اليوم منها ذنوبا واحدا، فأخذته وأخذني فصرعته ثم أخذت حجراً فكسرت به أنفه ووجهه ثم ملأت قربتي فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "هل أتاك على الماء من أحد؟ " فقلت: عبد أسود، فقال "ما صنعت به؟ " فأخبرته، قال "أتدري من هو؟ " قلت: لا، قال "ذاك الشيطان جاء يمنعك من الماء"
وإسناده ضعيف لانقطاعه فإنّ الحسن لم يسمع من عمار كما في "التهذيب"(2/ 264)(2)
2255 -
"سَيْحَان وجَيْحَان والنيل والفرات من أنهار الجنة"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2839")(3)
2256 -
سيخرج قوم من الإسلام خروج السهم من الرمية، عرضت للرجال فرموها فانمرق سهم أحدهم منها فخرج فأتاه فنظر إليه فإذا هو لم يتعلق بنصله من الدم شيء، ثم نظر إلى القذذ فلم يره تعلق من الدم بشيء، فقال: إن كنت أصبت فإنّ بالريش والفُوق شيئاً من الدم، فنظر فلم ير شيئاً تعلق بالريش والفوق، قال: كذلك يخرجون من الإسلام"
قال الحافظ: وجاء عن ابن عباس عند الطبري وأوله في ابن ماجه بسياق أوضح من هذا ولفظه: فذكره" (4)
لم أره بهذا السياق.
(1) 8/ 93 (كتاب أحاديث الأنبياء -باب مناقب عمار وحذيفة)
(2)
سيأتي الكلام على الحديث أيضاً في حرف القاف فانظر حديث "قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنّ والإنس"
(3)
8/ 214 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المعراج)
(4)
15/ 323 (كتاب استتابة المرتدين- باب من ترك قتال الخوارج للتألف)
وأخرج ابن أبي شيبة (10/ 535 و15/ 322) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن سِماك عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "ليقرأن القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية"
وأخرجه أحمد وابنه (1/ 256) وابن ماجه (171) والفريابي في "فضائل القرآن"(194) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه ابن ماجه (171) والفريابي (194) وأبو يعلى (2354) والطبراني في "الكبير"(11734 و 11775) من طرق عن أبي الأحوص به.
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 232
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، والعلة فيه من سماك، قال النسائي ويعقوب بن شيبة: روايته عن عكرمة مضطربة، وروايته عن غيره صالحة" المصباح 1/ 25
2257 -
حديث بُريدة رفعه "سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم"
قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه" (1)
روي من حديث بريدة ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث ربيعة بن كعب ومن حديث علي ومن حديث صهيب.
فأما حديث بريدة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7473)
عن أبي عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد
وابن قتيبة في "الغريب"(1/ 298) وتمام (298)
عن عبد الملك بن قُرَيب الأصمعي
والبيهقي في "الشعب"(5510)
عن العباس بن بكار الضبي البصري
قالوا (2): ثنا أبو هلال محمد بن سليم الراسبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رفعه
(1) 11/ 488 (كتاب الأطعمة- باب الأدم)
(2)
ورواه محمد بن زكريا الغلابي عن الحسن بن حسان وعلي بن أبي طالب البزار قالا: ثنا أبو هلال عن قتادة عن ابن بريدة عن أبيه به.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(5675)
والغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي: متروك.
"سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية يعني الحناء"
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن بريدة إلا أبو هلال، ولا رواه عن أبي هلال إلا أبو عبيدة الحداد"
كذا قال، وقد توبع كما تقدم.
وقال البيهقي: تفرد به أبو هلال"
وقال ابن القيم: إسناده ضعيف" فيض القدير 4/ 119
قلت: مداره على أبي هلال الراسبي وهو مختلف فيه، وثقه أبو داود، ولينه أبو زرعة وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.
وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه ابن ماجه (3305) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(184) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 332) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 301 - 302) من طرق عن يحيى بن صالح الوُحَاظِي ثني سليمان بن عطاء الجَزَري ثني مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة عن أبي الدرداء مرفوعاً "سيد إدام (1) أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم"
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: سليمان بن عطاء يروي عن مسلمة أشياء موضوعة فلا أدري التخليط منه أو من مسلمة"
وقال العراقي والسخاوي: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 3/ 1428 - المقاصد ص 244
وقال الحافظ: لم يتبين لي الحكم على هذا المتن بالوضع فإنّ مسلمة غير مجروح، وسليمان بن عطاء ضعيف" المقاصد ص 245 - اللآلئ 2/ 224
قلت: سليمان بن عطاء قال أبو زرعة وأبو حاتم والساجي: منكر الحديث.
ومسلمة وثقه ابن حبان، وأبو مشجعة لم أر من ذكره بجرح أو تعديل، وقال الحافظ: مقبول.
وأما حديث ربيعة بن كعب فأخرجه العقيلي (3/ 258) عن محمد بن داود بن خزيمة الرملي ثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي ثنا أبي عن أبي سنان الشيباني عن عمر بن
(1) وفي لفظ "طعام"
عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ربيعة بن كعب مرفوعاً "أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم"
ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 302)
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 362) من طريق أبي عَوَانة الإسفراييني ثني محمد بن داود الرملي به.
وأخرجه في "الصحابة"(2754) من طريق علي بن الأزهر ثنا محمد بن داود العطار ثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر به.
قال العقيلي: عمرو بن بكر السكسكي حديثه هذا غير محفوظ، ولا يعرف إلا به، ولا يثبت في هذا المتن عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء"
وقال أبو نعيم: غريب من حديث ربيعة وعمر، تفرد به محمد بن داود الرملي"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: عمرو بن بكر يروي عن الثقات الطامات لا يحل الإحتجاج به"
وقال السخاوي: عمرو بن بكر ضعيف جداً" المقاصد ص 245
قلت: وابنه إبراهيم قال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن أبيه الأشياء الموضوعة التي لا تعرف من حديث أبيه، وأبوه أيضاً لا شيء في الحديث.
وأما حديث علي فأخرجه أبو نعيم في "الطب النبوي" كما في "اللآلئ"(2/ 225) عن عبد الله بن محمد بن عثمان ثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ثنا أبي ثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي مرفوعاً "سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم"
قال المناوي: وعبد الله الطائي هذا ضعيف جداً، قال الذهبي في كتاب "الضعفاء والمتروكين": عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن أهل البيت له نسخة باطلة" الفيض 4/ 124
قلت: ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه. قال الحسن بن علي الزهري: وكان أمياً لم يكن بالمرضي.
وأما حديث صهيب فأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "المقاصد"(ص 244) من طريق هُشيم عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده مرفوعاً "سيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم ثم الأرز، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء"
وهشيم مدلس وقد عنعن، وعبد الحميد وأبوه وثقهما ابن حبان.
2258 -
"سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب"
قال الحافظ: وهذا اللفظ قد ثبت في حديث مرفوع أخرجه الطبراني من طريق الأصبغ بن نُبَاتة عن عليّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)
روي من حديث عليّ ومن حديث جابر ومن حديث ابن عباس
فأما حديث عليّ فأخرجه الطبراني في "الكبير"(2957) من طريق عليّ بن الحَزَوَّر ثنا الأصبغ بن نُباتة قال: سمعت علي بن أبي طالب رفعه: فذكره.
قال الهيثمي: وفيه علي بن الحزور وهو متروك" المجمع 9/ 268
قلت: والأصبغ بن نباتة كذبه أبو بكر بن عياش، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني والساجي: منكر الحديث، وذكره العقيلي وابن حبان في الضعفاء.
وأما حديث جابر فله عنه طريقان:
الأول: يرويه حكيم بن زيد الأشعري عن إبراهيم الصائغ عن عكرمة عن جابر مرفوعاً "أفضل الشهداء عند الله حمزة بن عبد المطلب"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(922) عن عمار بن نصر المروزي ثنا حكيم بن زيد به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم إلا حكيم، تفرد به عمار"
قلت: واختلف فيه على عمار بن نصر، فرواه أبو العباس إسحاق بن يعقوب العطار عنه ثني حكيم بن زيد الأشعري عن إبراهيم الصائغ عن عطاء عن جابر به مرفوعاً وزاد "ثم رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتل"
فجعله عن عطاء عن جابر.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(6/ 377)
وهذا أصح، فقد رواه أحمد بن شجاع المروزي عن حكيم بن زيد عن إبراهيم الصائغ عن عطاء عن جابر به.
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 371 - 372)
وحكيم بن زيد ترجمه ابن أبي حاتم فى "الجرح"(1/ 2/ 205) وقال عن أبيه: صالح هو شيخ.
(1) 8/ 369 (كتاب المغازي -باب قتل حمزة بن عبد المطلب)
وتابعه حفيد الصفار عن إبراهيم الصائغ عن عطاء عن جابر به.
أخرجه الحاكم (3/ 195) من طريق رافع بن أشرس المروزي ثنا حفيد الصفار به.
وقال: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الصفار لا يدرى من هو" (1)
قلت: ورافع بن أشرس ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد روى عنه جماعة فهو مستور.
الثاني: يرويه أبو حماد الحنفي عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكر حديثا وفيه "سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة"
أخرجه الحاكم (2/ 119 - 120) واللفظ له
عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري
وابن عدي (6/ 2404)
عن عبد الله بن نُمير
كلاهما عن أبي حماد الحنفي به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أبو حماد هو المفضل بن صدقة قال النسائي: متروك"
قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه (ترجمته في "اللسان")
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني (2) في "الأوسط"(4091) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب المروزي ثنا سعيد بن ربيعة ثنا الحسن بن رشيد عن أبي حنيفة ثني عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فنهاه وأمره، فقتله"
وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 187) عن الطبراني به.
وأخرجه أيضاً من طريق أحمد بن الخليل ثنا سعيد بن ربيعة به.
(1) وقال في "سير الأعلام"(1/ 173): سنده ضعيف"
(2)
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 197) وقال: أبو الدرداء ضعيف، وشيخه مجهول"
وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(13/ 54 - 55) والسلفي في "معجم السفر"(573) وسبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح"(ص 197) من طريق أبي حاتم (1) أحمد بن زرعة ثنا الحسن بن رشيد ثنا أبو مقاتل عن أبي حنيفة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً "أكرم الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب، ثم رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله"
وأبو مقاتل واسمه حفص بن سلم السمرقندي متهم بوضع الحديث (انظر اللسان 2/ 322)
2259 -
"سيدة نساء العالمين: مريم، ثم فاطمة، ثم خديجة، ثم آسية"
قال الحافظ: وقد أورد ابن عبد البر من وجه آخر عن ابن عباس رفعه: فذكره، قال: وهذا حديث حسن. قلت: هذا الحديث الدال على الترتيب ليس بثابت، وأصله عند أبي داود والحاكم بغير صيغة ترتيب" (2)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أفضل نساء أهل الجنة: خديجة"
2260 -
حديث هود بن عبد الله بن سعد العَصَري أنّه سمع جده مزيدة العصري قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ قال لهم: "سيطلع عليكم من ههنا ركب هم خير أهل المشرق" فقام عمر فتوجه نحوهم فلقي ثلاثة عشر راكباً فبشرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم، ثم مشى معهم حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فرموا بأنفسهم عن ركائبهم فأخذوا يده فقبلوها، وتأخر الأشج في الركاب حتى أناخها وجمع متاعهم ثم جاء يمشي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ فيك خصلتين" الحديث.
قال الحافظ: أخرجه البيهقي، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" مطولاً من وجه آخر عن رجل من وفد عبد القيس لم يسمه" (3)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ فيك لخصلتين"
2261 -
عن مزيدة قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ قال لهم "سيطلع لكم من هذا الوجه ركب هم خير أهل المشرق" فقام عمر فلقي ثلاثة عشر راكباً فرحّب وقرّب وقال: من القوم؟ قالوا: وفد عبد القيس"
(1) وعند السلفي "أبي حامد"
(2)
8/ 135 (كتاب الأنبياء -باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة)
(3)
9/ 147 (كتاب المغازي- باب وفد عبد القيس)
قال الحافظ: وفي "المعرفة" لابن مندة من طريق هود العَصَري - وهو بعين وصاد مهملتين مفتوحتين نسبة إلى عصر بطن من عبد القيس - عن جده لأمه مزيدة قال: فذكره" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ فيك لخصلتين"
2262 -
"سيكون بعدي من أمتي قوم"
قال الحافظ: وقع عند مسلم (1067) من حديث أبي ذر بلفظ: فذكره" (2)
2263 -
"سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا تعرفون، ويفعلون ما تنكرون، فليس لأولئك عليكم طاعة"
قال الحافظ: وعند أبي بكر بن أبي شيبة من طريق أزهر بن عبد الله عن عبادة رفعه: فذكره" (3)
له عن عبادة بن الصامت طرق:
الأول: يرويه الأعشى بن عبد الرحمن بن مكمل عن أزهر بن عبد الله قال: أقبل عبادة بن الصامت حاجاً من الشام، فقدم المدينة فأتى عثمان بن عفان فقال: يا عثمان، ألا أخبرك شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قلت: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ستكون عليكم أمراء يأمرونكم بما تعرفون، ويعملون ما تنكرون، فليس لأولئك عليكم طاعة"
أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 233) وفي "مسنده"(المطالب 2179 و 4351) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 458) عن خالد بن مخلد القَطَواني ثنا سليمان بن بلال ثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن الأعشى به.
وأخرجه الهيثم بن كليب (1326) عن محمد بن إسحاق الصغاني ثنا ابن أبي شيبة به.
وأخرجه الحاكم (3/ 357) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا خالد بن مخلد به.
وقال: إسناده صحيح على شرط الشيخين"
قلت: أزهر بن عبد الله لم يخرج له الشيخان شيئاً، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"
(1) 1/ 139 (كتاب الإيمان- باب أداء الخمس من الإيمان)
(2)
15/ 317 (كتاب استتابة المرتدين- باب قتل الخوارج)
(3)
16/ 114 (كتاب الفتن -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سترون بعدي أموراً تنكرونها)
على قاعدته، وقال أبو حاتم: لا أدري من هو. وقال ابن حبان وابن أبي حاتم: روى عن عثمان وعبادة بن الصامت. ولم يذكرا عنه راويا إلا الأعشى بن عبد الرحمن فهو مجهول.
والأعشى بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكر عنه وكذا ابن حبان راوياً إلا شريك بن عبد الله فهو مجهول، ولم يخرج له الشيخان أيضاً.
الثاني: يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثَيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه فذكر حديثاً طويلاً وفيه أنّ عبادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله، فلا تضلوا (1) بربكم"
أخرجه أحمد (5/ 325) وابنه (5/ 329) والبزار (2731) والدولابي في "الكنى"(1/ 3) والهيثم بن كليب (1258) والحاكم (3/ 357) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 451 - 452) وفي "المدخل"(206) وابن عساكر (ترجمة عبادة بن الصامت ص 24 - 25 و 25 - 26) من طرق عن ابن خثيم به (2).
والييهقي في "الدلائل"(2/ 451 - 452) وفي "المدخل"(206) وإسماعيل بن عبيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال البخاري في "التاريخ": لم يَرو عنه غير ابن خثيم. وكذا قال الذهبي في "الميزان"، فهو مجهول.
الثالث: يرويه عبد الله بن واقد عن أبي الزبير عن جابر قال: قام عبادة بن الصامت فقال: يا أيها الناس سمعت محمدا أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول "سيليكم من بعدي أمراء يعرفون عليكم وتنكرون عليهم ما يعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله"
أخرجه العقيلي (2/ 312) عن محمد بن أحمد بن الوليد ثنا محمد بن كثير ثنا عبد الله بن واقد به.
وقال: وقد روي في هذا رواية من غير هذا الوجه أصلح من هذه الرواية بخلاف هذا اللفظ"
قلت: واختلف فيه على محمد بن كثير المصيصي، فرواه إبراهيم بن الهيثم البلدي عنه ثنا عبد الله بن واقد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر عن عبادة أنّه دخل على عثمان بن عفان فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "سيليكم أمراء بعدي
(1) وفي لفظ "تعتلوا"
(2)
ومن هذا الطريق أخرجه الهروي في "ذم الكلام"(ق 64/ أ) لكن سقط منه "عن أبيه"
يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله"
أخرجه الحاكم (3/ 356) عن حمزة بن العباس العقبي ثنا إبراهيم بن الهيثم به.
وقال: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: تفرد به عبد الله بن واقد وهو ضعيف"
قلت: هو أبو رجاء الهَرَوي الخراساني وهو ثقة كما قال أحمد وابن معين وغيرهما، ومحمد بن كثير المصيصي مختلف فيه، وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعاً من جابر.
2264 -
"سيكون في أمتي كذابون دجالون سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين، لا نبي بعدي"
قال الحافظ: أخرجه أحمد عن حذيفة بسند جيد" (1)
أخرجه أحمد (5/ 396) والطحاوي في "المشكل"(4/ 104) والطبراني في "الكبير"(3026) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 179) من طريق معاذ بن هشام الدَّسْتُوائي قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده ولم أسمعه منه عن قتادة عن أبي معشر عن إبراهيم النخعي عن همام بن الحارث عن حذيفة مرفوعاً "في أمتي دجالون كذابون" الحديث
قال أبو نعيم: هذا حديث غريب، تفرد به معاذ عن أبيه موجوداً في كتابه"
وقال الألباني: صحيح على شرط مسلم" الصحيحة 4/ 655
قلت: رواته ثقات لكن لم يخرج مسلم رواية قتادة عن أبي معشر زياد بن كليب، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعاً من أبي معشر.
2265 -
"سيكون من بعدي خلفاء، ثم من بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك الجبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جَوراً، ثم يؤمَّر القحطاني، فوالذي بعثني بالحق ما هو دونه"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني من طريق قيس بن جابر الصَدَفي عن أبيه عن جده رفعه: فذكره" (2)
ضعيف
(1) 16/ 200 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)
(2)
16/ 341 - 342 (كتاب الأحكام- باب حدثنا محمد بن المثنى)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 374 - 375) ثنا أبو عامر النحوي ثنا سليمان ابن عبد الرحمن الدمشقي ثنا حسين بن علي الكندي مولى جرير عن الأوزاعي عن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده به مرفوعاً.
قال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 5/ 190
وقال الحافظ في "الإصابة"(11/ 58): حسين بن علي الكندي لا أعرفه ولا أعرف حال جابر والد قيس.
وقال الألباني: موضوع" ضعيف الجامع 3305
2266 -
"سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وبنكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله"
قال الحافظ: وفي رواية إسماعيل بن عبيد عند أحمد والطبراني والحاكم من روايته عن أبيه عن عبادة: فذكره.
وقال قبل ذلك: وقع في رواية إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن عبادة عند أحمد "في النشاط والكسل"
وقال أيضاً: في رواية إسماعيل بن عبيد "وعلى النفقة في العسر واليسر" وزاد "وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"(1)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث "سيكون عليكم أمراء"
2267 -
"السائمة جُبَار"
قال الحافظ: وقد وقع في رواية جابر عند أحمد والبزار بلفظ: فذكره.
وقال: وقع عند أحمد من حديث جابر بلفظ "والجُبّ جبار"(2)
أخرجه أحمد (3/ 353 - 354) والبزار (كشف 894) وأبو يعلى (2134) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 203) من طريق مُجالد بن سعيد عن الشعبي عن جابر مرفوعاً "السائبة جبار، والجب جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس"
وإسناده ضعيف لضعف مجالد.
(1) 16/ 113 و 114 (كتاب الفتن- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سترون بعدي أموراً تنكرونها)
(2)
15/ 280 و 282 (كتاب الديات - باب المعدن جبار، باب العجماء جبار)
2268 -
"السَّبق ثلاثة: يوشع إلى موسى، وصاحب يس إلى عيسى، وعليّ إلى محمد صلى الله عليه وسلم"
قال الحافظ: وقد روى الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعاً: فذكره، وفي إسناده حسين بن حسن الأشقر وهو ضعيف" (1)
ضعيف جداً
أخرجه العقيلي (1/ 249) والطبراني في "الكبير"(11152) من طريق الحسين بن أبي السري (2) العسقلاني ثنا حسين الأشقر ثنا سفيان بن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً "السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب"
قال العقيلي: لا أصل له عن ابن عيينة"
وقال ابن كثير: حديث منكر لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر وهو شيعي متروك" التفسير 3/ 570
وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر المنثور 7/ 52
وقال الألباني: ضعيف جداً" الضعيفة 1/ 360
قلت: وهو كما قالوا، والحسين بن أبي السري كذبه أخوه محمد وأبو عروبة الحرّاني، وقال أبو داود: ضعيف. والحسين الأشقر قال البخاري: فيه نظر، وقال أيضاً: عنده مناكير، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني: ليس بالقوي.
2269 -
"السحور بركة فلا تدعوه ولو أنْ يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين"
قال الحافظ: أخرج هذا الحديث أحمد من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: فذكره، ولسعيد بن منصور من طريق أخرى مرسلة "تسحروا ولو بلقمة"(3)
(1) 7/ 278 (كتاب أحاديث الأنبياء -باب واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية)
(2)
اسمه المتوكل.
(3)
5/ 42 (كتاب الصوم -باب بركة السحور من غير ايجاب)
له عن أبي سعيد طريقان:
الأول: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي رفاعة عن أبي سعيد مرفوعاً "السحور أكله بركة" الحديث
أخرجه أحمد (3/ 12) عن إسماعيل بن عُلية عن هشام الدَّسْتُوَائي ثنا يحيى بن أبي كثير به.
قال المنذري: إسناده قوي" الترغيب 2/ 139
وقال الهيثمي: وفيه أبو رفاعة ولم أجد من وثقه ولا جرحه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 150
قلت: رواته ثقات غير أبي رفاعة، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي حيث يتابع، وقد توبع كما سيأتي.
الثاني: يرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد به مرفوعاً.
أخرجه أحمد (3/ 44)
وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وللحديث شاهد عن ابن عمر وعن ابن عمرو وعن أنس
فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن حبان (3467) والحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص 195) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 320) من طرق عن إدريس بن يحيى الخولاني عند عبد الله بن عياش بن عباس عن عبد الله بن سليمان الطويل عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "إنّ الله وملائكته يصلون على المتسحرين"
قال أبو نعيم: غريب من حديث نافع، لم يروه عنه إلا عبد الله بن سليمان، وهو المعروف بالطويل، وعنه عبد الله بن عياش، وهو ابن عباس القِتْباني، تفرد به ادريس فيما قاله سليمان (أي الطبراني)
وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" علل الحديث 1/ 244
قلت: عبد الله بن عياش مختلف فيه: ضعفه أبو داود والنسائي وغيرهما، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وعبد الله بن سليمان الطويل ترجمه البخاري وابن أبي حاتم
في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال البزار: حدّث بأحاديث لم يتابع عليها.
وادريس ونافع ثقتان.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن حبان (3476) عن أحمد بن يحيى بن زهير التُّستري ثنا إبراهيم بن راشد الأدمي ثنا محمد بن بلال ثنا عمران القطان عن قتادة عن عقبة بن وَسَّاج عن ابن عمرو مرفوعاً "تسحروا ولو بجرعة من ماء"
رواه ابن مصعب البجلي عن إبراهيم بن راشد فلم يذكر عقبة بن وساج.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4191)
وقتادة مدلس وقد عنعن.
وأما حديث أنس فأخرجه أبو يعلى (3340) والعقيلى (3/ 50) من طريق عبد الواحد بن ثابت الباهلي ثنا ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعاً "تسحروا ولو بجرعة من ماء"
قال الهيثمي: وفيه عبد الواحد بن ثابت الباهلي وهو ضعيف" المجمع 3/ 150
قلت: وقال البخاري: منكر الحديث.
2270 -
"السَّرِي في هذه الآية نهر أخرجه الله لمريم لتشرب منه"
قال الحافظ: وقد روى ابن مردويه في تفسيره من حديث ابن عمر مرفوعاً: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الكبير"(13303) عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابَلُتِّي ثنا أيوب بن نهيك قال: سمعت عكرمة مولى ابن عباس يقول: سمعت ابن عمر رفعه "إنّ السري الذي قال الله عز وجل {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [مريم: 24] نهر أخرجه الله لتشرب منه"
قال ابن كثير: وهذا حديث غريب جداً من هذا الوجه، وأيوب بن نهيك هذا هو الحلبي قال فيه أبو حاتم: ضعيف، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث" التفسير 3/ 117
وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف" المجمع 7/ 55
(1) 7/ 287 (كتاب أحاديث الأنبياء -باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مريم: 16])
2271 -
"السواك مَطْهرة للفم"
سكت عليه الحافظ (1).
صحيح
ورد من حديث عائشة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر
فأما حديث عائشة فله عنها طرق:
الأول: يرويه ابن أبي عتيق واختلف عنه:
- فرواه يزيد بن زُريع عن عبد الرحمن بن أبي عتيق عن أبيه قال: سمعت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "السواك مَطهرة للفم، مرضاة للرب"
أخرجه أحمد (6/ 124) والنسائي (1/ 15) وفي "الكبرى"(4) وابن حبان (1067) والبيهقي (1/ 34) والمزي في "تهذيب الكمال"(17/ 229)
وقال ابن حبان: أبو عتيق هذا اسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة"
وقال الحافظ: قلت: هو كما قال لكن الحديث إنما هو من رواية ابنه عبد الله عنه، فإنّ صاحب الحديث هو عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نسب في السياق إلى جده" التلخيص 1/ 60
وقال البيهقي: عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن أبي عتيق نسبه إلى جده"
- ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة.
أخرجه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(109) وأبو يعلى (4916)
- ورواه سعيد بن أبي أيوب المصري عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(278) عن أحمد بن رشدين ثنا روح بن صلاح ثنا سعيد بن أبي أيوب به.
وقال: لم يروه عن سعيد بن أبي أيوب إلا روح بن صلاح"
(1) 1/ 287 (كتاب الوضوء -باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً)
قلت: وأحمد بن رشدين وروح بن صلاح مختلف فيهما.
- ورواه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه:
• فرواه غير واحد عنه عن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عتيق (1) قال: سمعت عائشة، ولم يذكروا عن أبيه.
أخرجه أحمد (6/ 47) وأبو يعلى (4598)
عن إسماعيل بن عُلية
وأحمد (6/ 62)
عن عبدة بن سليمان الكلابي
و (6/ 238)
عن يزيد بن هارون
وإسحاق بن راهوية في "مسند عائشة"(1116)
عن عيسى بن يونس
وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 363) وأبو الشيخ في "الأقران"(298) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 159) والبيهقي في "الشعب"(1939)
عن شعبة (2)
والبغوي في "شرح السنة"(200)
(1) قال بعضهم: عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وقال بعضهم: عبد الله بن محمد بن أبي عتيق، وقال بعضهم: عبد الله بن أبي بكر، وقال بعضهم: ابن أبي عتيق.
(2)
رواه مسلم بن إبراهيم الأزدي البصري عن شعبة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن محمد بن أبي بكر عن عائشة.
وخالفه مؤمل بن إسماعيل البصري فرواه عن شعبة والثوري عن ابن إسحاق عن أبي عتيق التيمي عن
القاسم بن محمد عن عائشة.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 94) من طريق عبد الله بن الليث المروزي ثنا مؤمل به.
واختلف فيه على مؤمل، فقال الحسن بن الصباح البزار: ثنا مؤمل ثنا سفيان وشعبة عن ابن إسحاق عن رجل من آل أبي بكر عن القاسم مرسلاً.
أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(876)
ومؤمل صدوق إلا أنه كثير الخطأ.
عن أحمد بن خالد الوهبي
والشافعي في "الأم"(1/ 20) ومن طريقه البيهقي (1/ 34) وفي "معرفة السنن"(1/ 258) وفي "الصغرى"(77) والبغوي في "شرح السنة"(199)
عن سفيان بن عيينة (1)
كلهم عن ابن إسحاق به.
• ورواه سليمان بن بلال المدني عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق عن القاسم بن محمد عن عائشة.
أخرجه البيهقي (1/ 34)
• ورواه عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عَمرة عن عائشة.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(2522)
وقال: كذا قال، والصواب عن ابن إسحاق عن عبد الله بن محمد بن أبي عتيق عن عائشة.
• ورواه سفيان الثوري (2) عن ابن إسحاق عن رجل عن القاسم بن محمد عن عائشة.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 94) من طريق يزيد بن أبي حكيم العدني عن الثوري به.
- ورواه حماد بن سلمة عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن أبي بكر الصديق.
أخرجه أحمد (1/ 3 و 10) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(668) والمروزي في "مسند أبي بكر"(108 و 110) وأبو يعلى (109 و 110 و 4915) والسراج في "البيتوتة"(5) وعثمان السمرقندي في "الفوائد"(53) وابن عدي (2/ 678) وابن شاهين في "الترغيب"(509) وتمام (3)(130)
(1) رواه الحميدي (162) عن ابن عيينة عن ابن إسحاق عن أبي عتيق عن عائشة.
ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 301) لكن وقع عنده "ابن أبي عتيق" فلعل "ابن" سقطت من كتاب الحميدي.
قال الإمام أحمد في "المسند"(6/ 62): عبد الله بن محمد يقال له أبو عتيق.
فلا مخالفة إذا.
(2)
انظر هامش رقم (2) السابق.
(3)
ووقع عنده "عن ابن عون عن أبيه"
وقال أبو يعلى: سألت عبد الأعلى عن حديث أبي بكر الصديق فقال: هذا خطأ"
وقال ابن عدي: ويقال إن هذا الحديث أخطأ فيه حماد بن سلمة حيث قال: عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن أبي بكر الصديق، وإنما رواه غيره عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة"
وقال أبو حاتم وأبو زرعة: هذا خطأ، إنما هو ابن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة.
قال أبو زرعة: أخطأ فيه حماد، وقال أبو حاتم: الخطأ من حماد أو ابن أبي عتيق" العلل 1/ 12
وقال الدارقطني: الصواب عن عائشة، وابن أبي عتيق هذا هو: عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر" العلل 1/ 277 - 278
الثاني: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
أخرجه ابن عدي (1/ 294)
عن إسماعيل بن عياش
وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1570)
عن عيسى بن ميمون المدني
كلاهما عن هشام بن عروة به.
وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش روايته عن الحجازيين ضعيفة وهذه منها، وعيسى بن ميمون قال الفلاس وأبو حاتم والنسائي: متروك الحديث.
الثالث: يرويه سفيان بن حبيب البصري عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن عبيد بن عمير عن عائشة.
أخرجه ابن خزيمة (135) ومن طريقه البيهقي (1/ 34) عن الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي ثنا سفيان بن حبيب به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 105) من طريق سهل بن موسى بشيران ثنا الحسن بن قزعة به.
والحسن بن قزعة صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات، لكن ابن جريج مدلس ولم يذكر سماعاً من عثمان بن أبي سليمان.
الرابع: يرويه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن داود بن الحصين عن القاسم بن محمد عن عائشة.
أخرجه ابن أبي شيبة (1768) وأحمد (6/ 146) وإسحاق في "مسند عائشة"(936) والدارمي (690) وأبو يعلى (4569) وابن عدي (1/ 236) وابن عبد البر في "التهميد"(18/ 301)
وإبراهيم بن إسماعيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقد ذكره البخاري والنسائي وابن حبان والعقيلي والدارقطني في الضعفاء.
ورواه خالد بن عبد الرحمن الخراساني ثنا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة.
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1570)
وإسناده ضعيف لضعف عيسى بن ميمون.
وخلاصة ما تقدم أنّ الحديث صحيح بمجموع طرقه، وقد صححه النووي (1) في "الرياض"(ص 405) وحسنه البغوي في "شرح السنة" وعلقه البخاري في "صحيحه" بصيغة الجزم.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد الله بن حنين عن ابن عباس.
أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 396) والطبراني في "الكبير"(12215) من طريق حباب بن عبد الله الدارمي ثنا يعقوب بن إبراهيم بن حنين مولى ابن عباس عن أبيه عن جده عن ابن عباس مرفوعاً "السواك يطيب الفم ويرضي الرب"
وحباب بن عبد الله ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ويعقوب بن إبراهيم وهو ابن عبد الله بن حنين ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأبوه وجده ثقتان.
الثاني: يرويه بقية عن الخليل بن مرة عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعاً "عليكم بالسواك فإنه مطهرة للفم، مرضاة للرب، مفرحة للملائكة، يزيد في الحسنات، وهو من السنة، ويجلو البصر، ويذهب الحفر، ويشد اللثة، ويذهب البلغم، ويطيب الفم"
(1) وقال في "الخلاصة"(1/ 85): حديث حسن رواه ابن خزيمة والنسائي وغيرهما بأسانيد حسنة"
أخرجه ابن عدي (3/ 929) ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(2521)
وقال: وهو مما تفرد به الخليل بن مرة وليس بالقوي في الحديث"
قلت: وفيه عنعنة بقية بن الوليد فإنه كان مدلساً.
الثالث: يرويه بحر السَّقَّاء عن جُويبر عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعاً "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، ومجلاة للبصر"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7492)
وبحر وجويبر متروكان.
وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن ماجه (289) والطبراني في "الكبير"(7876)
عن عثمان بن أبي العاتكة
وأحمد (5/ 263) والروياني (1220 و 1221) والطبراني (7846)
عن عبيد الله بن زَحْر
كلاهما عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "تسوكوا، فإنّ السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك، حتى لقد خشيت أنْ يفرض عليّ وعلى أمتي، ولولا أني أخاف أنْ أشقّ على أمتي لفرضته عليهم، وأني لأستاك حتى لقد خشيت أن أُخْفِيَ مَقَادِم فمي"
اللفظ لابن ماجه.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف" مصباح الزجاجة 1/ 43
قلت: وهو كما قال لضعف علي بن يزيد الألهاني. قال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن الحارث الذِّمَاري عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7744) وفي "مسند الشاميين"(888) من طريق بقية بن الوليد عن إسحاق بن مالك الحضرمي عن الذماري به.
وإسناده ضعيف، بقية مدلس ولم يذكر سماعاً من الحضرمي، والحضرمي قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف (اللسان)
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن حبان (1070) عن ابن زهير ثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن المَقْبري عن أبي هريرة مرفوعا "عليكم بالسواك، فإنه مَطهرة للفم، مَرضاة للرب"
وإسناده صحيح رواته ثقات، وابن زهير هو أحمد بن يحيى بن زهير التُّسْتَري.
وقد أعله الحافظ: فقال في "التلخيص"(1/ 60): والمحفوظ عن حماد بغير هذا الإسناد من حديث أبي بكر، والمحفوظ عن عبيد الله بن عمر بهذا الإسناد بلفظ "لولا أن أشقّ" رواه النسائي وابن حبان"
وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبيد الله بن أبي جعفر المصري عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "عليكم بالسواك، فإنّه مطيبة للفم، ومرضاة للرب"
أخرجه أحمد (2/ 108) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا ابن لَهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3137) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف وشعيب قالا: ثنا ابن لهيعة به.
وأخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(364) من طريق كامل بن طلحة الجَحْدري ثنا ابن لهيعة به.
قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف" المجمع 1/ 220
الثاني: يرويه سعيد بن أبي هلال عن نعيم المُجْمِر مولى عمر بن الخطاب عن ابن عمر مرفوعاً "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب"
أخرجه ابن عدي (6/ 2280) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري ثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال به.
وقال: وهذا لا أعرفه إلا من رواية محمد بن معاوية عن الليث"
قلت: ومحمد بن معاوية كذبه أحمد وابن معين والدارقطني وغيرهم، وقال مسلم والنسائي: متروك الحديث.
2272 -
"السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم"
قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" من حديث أنس بسند حسن، وأخرجه البزار والطبراني من حديث ابن مسعود موقوفاً ومرفوعاً، وطريق الموقوف أقوى، وأخرجه البيهقي في "الشعب" من حديث أبي هريرة مرفوعاً بسند ضعيف، وألفاظهم سواء" (1)
صحيح
ورد من حديث أنس ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي هريرة.
فأما حديث أنس فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(989) ثنا شهاب ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس مرفوعاً "إنّ السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض، فأفشوا السلام بينكم"
وإسناده صحيح رواته ثقات، وشهاب هو ابن المُعَمَّر البلخي.
وأما حديث ابن مسعود فيرويه الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود.
واختلف فيه على الأعمش في رفعه ووقفه:
- فرواه غير واحد عن الأعمش مرفوعاً، منهم:
1 -
ورقاء بن عمر اليشكري.
أخرجه البزار (1770) عن الفضل بن سهل الأعرج ثنا محمد بن جعفر المدائني ثنا ورقاء به.
وأخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 59) عن أحمد بن صالح الطبري ثنا الفضل بن سهل به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10392) عن عبدان بن أحمد ثنا الفضل بن سهل به.
وزادوا فيه "فإنّ الرجل المسلم إذا مرّ بالقوم فسلم عليهم، فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم بالسلام، فإنْ لم يردوا عليه ردّ عليه من هو خير منهم وأطيب"
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8401) من طريق يحيى بن نصر بن حاجب ثنا ورقاء به.
(1) 13/ 248 - 249 (كتاب الاستئذان -باب السلام اسم من أسماء الله تعالى)
2 -
أيوب بن جابر السُّحَيْمي.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10391) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا سفيان بن بشر ثنا أيوب بن جابر به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8402) من طريق أبي علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ثنا محمد بن عثمان به.
وأخرجه (8404) من طريق سعيد بن محمد الجرمي ثنا أيوب بن جابر به.
وأيوب بن جابر قال النسائي وغيره: ضعيف.
3 -
يحيى بن سعيد القطان.
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(309) عن محمد بن سهل بن الصباح
و (921) عن أحمد بن عبدان بن سنان الزعفراني
قالا: ثنا عبد الله بن عمر بن يزيد الزهري ثنا يحيى بن سعيد به.
ولم يذكر الزيادة التي في آخره.
وقال: عبد الله بن عمر حدّث بغير حديث يتفرد به، ومنها هذا الحديث"
قلت: ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه وأبو نعيم في "خبار أصبهان" ولم يذكرا فيه جرحاً.
وقال الذهبي في "السير": الإِمام المحدث.
4 -
شَريك بن عبد الله القاضي.
أخرجه البزار (1771) عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ثنا عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن الأعمش به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8403) من طريق أبي جعفر محمد بن عبيد بن عتبة الكوفي ثنا عبد الرحمن بن شريك به.
وعبد الرحمن وأبوه مختلف فيهما، والباقون ثقات.
5 -
إسماعيل بن عبد العزيز البصري.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 297) من طريق مُجّاعة بن الزبير عن إسماعيل به.
ومجاعة مختلف فيه، وإسماعيل قال الأزدي: منكر الحديث (الميزان)
- ورواه غير واحد عن الأعمش موقوفاً، منهم:
1 -
أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 626)
ورواته ثقات.
2 -
حفص بن غياث الكوفي.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1039) عن عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي به.
ورواته ثقات.
3 -
فافاه.
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 409 - 410) من طريق ابن جُريج أني فافاه به.
وقال: فافاه قيل: هو إسماعيل بن أبي زياد السكوني الشامي.
4 -
جرير بن حازم البصري.
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 292)
5 -
يعلى بن عبيد الطنافسي.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(8400)
ووقفه أيضاً عن الأعمش زهير بن معاوية وعلي بن مُسهر وعيسى بن يونس وعبد الله بن نُمير وأبو جعفر الرازي ومِسْعر كما في "العلل" للدارقطني (5/ 76)
قال الدارقطني: والموقوف أصح"
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (1/ 141) وأحمد بن عبد الله السلمي في "حديث المؤمل بن إيهاب"(15) والطبراني في "الأوسط"(3032) وابن عدي (2/ 444) والخطابي في "شأن الدعاء"(ص 44 - 45) والبيهقي في "الشعب"(8405 و 8406) من طريق عبد الرزاق (1) أنا بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً "إن السلام اسم من أسماء الله فأفشوه بينكم"
(1) المصنف 20117
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا بشر بن رافع، تفرد به عبد الرزاق"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف بشر بن رافع.
وله طريق أخرى أضعف من هذه تقدم الكلام عليها في حرف الجيم عند حديث "جعل الله السلام تحية لأمتنا"
2273 -
حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما أتى البقيع "السلام على أهل الديار من المؤمنين"
قال الحافظ: أخرجه مسلم" (1)
أخرجه مسلم (249) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال "السلام عليكم دار قوم مؤمنين"
2274 -
"السيد الله"
قال الحافظ: وقد روى أبو داود والنسائي وأحمد والمصنف في "الأدب المفرد" من حديث عبد الله بن الشِّخِّير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (2)
صحيح
أخرجه أحمد (4/ 24 - 25 و 25) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1483) والنسائي في "اليوم والليلة"(245) وابن السني في "اليوم والليلة"(387) وابن منده في "التوحيد"(280) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(1/ 155) من طرق عن شعبة قال: سمعت قتادة قال: سمعت مطرف بن عبد الله بن الشخير يحدث عن أبيه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنت سيد قريش، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "السيد الله" قال: أنت أفضلها فيها قولاً، وأعظمها فيها طَوْلاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليقل أحدكم بقوله ولا يستجره (3) الشيطان"
وإسناده صحيح رواته ثقات، ولم ينفرد قتادة به بل تابعه:
1 -
أبو نَضْرَة المنذر بن مالك بن قُطَعة عن مطرف قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أنت سيدنا، قال "السيد الله" قالوا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً، فقال "قولوا بقولكم ولا يستجرينكم الشيطان"
(1) 13/ 240 (كتاب الاستئذان -باب بدء السلام)
(2)
6/ 105 (كتاب العتق -باب كراهة التطاول على الرقيق)
(3)
وفي لفظ "يستجرنه" وفي لفظ آخر "يَسْتَجْرِيَنَّكُم"
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(211) وأبو داود (4806) والبيهقي في "الأسماء"(ص 39)
عن مسدد
والنسائي في "اليوم والليلة"(247) وابن مندة (281)
عن حميد بن مسعدة البصري
كلاهما عن بشر بن المفضل ثنا أبو مسلمة سعيد بن يزيد عن أبي نضرة به.
وإسناده صحيح رواته ثقات.
2 -
غيلان بن جرير البصري عن مطرف عن أبيه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من بني عامر فسلمنا عليه، فقالوا: أنت والدنا (1)، وأنت سيدنا، وأنت أفضلنا علينا فضلاً، وأنت أطولنا علينا طولاً (2)، فقال "قولوا بقولكم، لا تستهوينكم الشياطين (3) "
أخرجه أحمد (4/ 25) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 520 - 521) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1482) والنسائي في "اليوم والليلة"(246) واللفظ له وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1645) والعسكري في "التصحيفات"(1/ 213 - 214) والخطابي في "الغريب"(1/ 415) وأبو نعيم في "الصحابة"(4219) والبيهقي في "المدخل"(537) وفي "الآداب"(513) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1591) وأبو سعد السمعاني في "أدب الاملاء"(ص 98) من طرق عن مهدي بن ميمون البصري عن غيلان بن جرير به.
وإسناده صحيح.
وله شاهد مرسل أخرجه ابن سعد (7/ 34) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 318) وفي "المدخل"(538) من طريق الأسود بن شيبان ثنا أبو بكر بن ثمامة بن النعمان الراسبي عن يزيد بن عبد الله بن الشخير قال: وَفَدَ أبي في وَفْدِ بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنت سيدنا، وذو الطول علينا، فقال "مَهْ مَهْ، قولوا بقولكم ولا يستجرنكم الشيطان، السيد الله، السيد الله، السيد الله".
وله شاهد آخر موصول أخرجه أحمد (3/ 153 و 241) وعبد بن حميد (1337)
(1) ولفظ أحمد "ولينا"
(2)
زاد أحمد وغيره "وأنت الجَفْنَةُ الغَرّاء"
(3)
وفي لفظ "ولا يستجرنكم الشيطان"
عن الحسن بن موسى الأشيب
والنسائي في "اليوم والليلة"(249) وابن منده (282)
عن بهز بن أسد العَمِّي
وأحمد (3/ 241 و 249) وابن منده (282)
عن عفان بن مسلم الصفار
وعبد بن حميد (1309) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 252)
عن الحجاج بن منهال البصري
والبيهقي في "الدلائل"(5/ 498)
عن آدم بن أبي إياس
كلهم عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أنّ رجلاً قال: يا محمد يا خيرنا وابن خيرنا، ويا سيدنا وابن سيدنا، فقال "قولوا بقولكم ولا يستجركم الشيطان أو الشياطين- قال احدى الكلمتين- أنا محمد بن عبد الله ورسوله، أنا محمد بن عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل" اللفظ لأحمد.
وإسناده صحيح.
• ورواه مؤمل بن إسماعيل البصري عن حماد عن حميد عن أنس.
أخرجه أحمد (3/ 241) والبيهقي في "الشعب"(4529)
• ورواه العلاء بن عبد الجبار البصري عن حماد بن سلمة قال: حدثنا ثابت وحميد عن أنس.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(248)
***