الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
الحمدُ لله أولًا وآخرًا،
وبعد،،
• فقد توصَّل البحث إلى بعض النتائج، منها:
1 -
أن المَقاصِد القُرآنيَّة هي: مُراد الله عز وجل من كلامه، أو هي الغايات التي أُنزل القرآن لأجلها تحقيقًا لمصالح العِباد. وهو من حيث الاستقلال مصطلحٌ حديث نسبيًّا. وتكمن أهميَّته في أنه مفتاح تدبُّر كلام الله 5، كما قال الشاطبي:"فالتدبُّر إنما يكون لمن التفتَ إلى المَقاصِد". كما أن معرفة المَقاصِد القُرآنيَّة يضبط منهجيَّة تفسير كلام الله 5، ويحفظ القرآن الكريم من التحريف والتأويل.
2 -
أن سُورة (ق) مكيَّة، وهي أول الحزب المفصَّل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بها في المجامع العظام. ويدور محور السُّورة حول معالجة تكذيب المكذِّبين برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به من نبأ البَعْث والحساب.
3 -
تناولت سُورة (ق) عدة موضوعات جزئيَّة تخصُّ العقيدة الإسلاميَّة، وكلها تتعلق بمعالجة موضوع البَعْث، والرِّسالة، ومن المَقاصِد القُرآنيَّة التي تضمَّنتها هذه السُّورة:
• تقرير أصول الدِّين من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقَدَر.
• إثبات صفات الكمال لله وتنزيهه عما يضادُّ كماله من النقائص والعيوب.
• تقرير شمول عِلم الله، ومنه: تقرير عقيدة مراقبة الله للإنسان، وإحاطته به من كل وجه، وإقامة الحَفَظة عليه.
• تقرير كمال قدرة الله، ومنه: بيان مظاهر قدرة الله في خَلْق السماوات والأرض، وفي إهلاك المكذِّبين، وفي خَلْق الإنسان.
• تقرير حكمة الله في خَلْق كل شيء، وخَلْق الإنسان.
• بيان عناية الدين الإسلامي بكافَّة جوانب حياة الإنسان، وبإعطائه تصورًا كاملًا عن حياته التي تبدأ من ولادته، وتمرُّ بالموت، ثم تنتهي بالبَعْث والحساب، ثم المصير إلى الجنة أو النار.
• تسلية النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وتحذير أعداء الرَّسول صلى الله عليه وسلم من سوء عاقبة الكفر.
• الكشف عن أحوال أهل الباطل في الاستدلال بالعقل الفاسد، وأسباب تكذيبهم بالحق.
• تقرير مكانة العقل في الإسلام، وعدم معارضته للنقل الصحيح، والدعوة إلى إعماله للوصول إلى الحق، من خلال التفكير في آيات الله الكونيَّة، والاعتبار بمصارع المكذِّبين السابقين.
4 -
بلاغة القرآن الكريم وإعجازه، ومن مظاهره: طريقة عرض السُّورة للقضايا المحوريَّة الكليَّة والجزئيَّة، والتي تظهر متنافرة مختلفة -في بادئ الأمر-، لكنها عند التدبُّر نجدها تتصل اتصالًا وثيقًا بمقصد السُّورة.
فينبغي للعلماء والدعاة أن يعتنوا بهذه السُّورة، سُورة (ق)، تلاوة وتدبرًا، وأن يُحيوا سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءتها في خطبة الجمعة، وفي صلاة العيد،
وصلاة الفجر، وأنْ لا يكتفوا بقراءة آياتٍ منها
(1)
؛ لأن موافقة السُّنة لا تحصل بالاجتزاء، وذلك أن قراءة الرَّسول صلى الله عليه وسلم للسورة إنما كانت لِما اشتملت عليه السُّورة من أهم مَقاصِد القرآن.
وحريٌّ بالباحثين أن يتوجهوا إلى دراسة المَقاصِد القُرآنيَّة في جميع السُّور، خاصةً تلك السُّور التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواظب على قراءتها في المُناسَبات المختلفة، مثل سُورة القمر، وسورتي الأعلى والغاشية، وسورتي الجمعة والمنافقون، وسورتي السجدة والإنسان؛ فإنه يُعِين على فهم كتاب الله فهمًا صحيحًا، ويعود بالخير على المجتمع الإسلامي وعلى الفرد المسلم.
وصلى الله على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* * *
(1)
. انظر: زاد المعاد، لابن القيم (1/ 203).