الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف الْعين
-
491 -
عبد الله بن الإِمَام أَحْمد بن جنبل أَبُو عبد الرَّحْمَن
حدث عَن أَبِيه وَعبد الله بن حَمَّاد وَيحيى بن معِين وَأبي بكر وَعُثْمَان ابنى شيبَة وشيبان بن فَروح وَخلق
روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَمُحَمّد بن مخلد وَأَبُو بكر النجاد وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى وَأَبُو بكر الْخلال وَغَيرهم وَكَانَ ثبتا فهما ثِقَة قَالَ كنت أعرض الحَدِيث على أبي فَأرى فِي وَجهه التَّغَيُّر وَيَقُول كَأَنَّك تطلب مَا لم أسمعهُ فتركته وَقَالَ قَالَ لي الْحسن بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي كل كتاب قد قَرَأت على الشَّافِعِي كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل حاضره وَإِذا قَالَ الشَّافِعِي حَدثنِي الثِّقَة يَعْنِي أَبَاك أَحْمد بن حَنْبَل وَذكره
أَبُو حَفْص الْبَرْمَكِي فِي الْمَجْمُوع وَقد روى عبد الله عَن أَبِيه قَالَ أَرْوَاح الْكفَّار فِي النَّار وأرواح الْمُؤمنِينَ فِي الْجنَّة والأبدان فِي الدُّنْيَا يعذب الله من يَشَاء وَيرْحَم من يَشَاء وَلَا نقُول إنَّهُمَا يفنيان بل هما على علم الله باقيان وَكَانَ عبد الله صَادِق اللهجة صَالحا كثير الْحيَاء قَالَ الْخلال سَمِعت الْمروزِي يَقُول لما حلف أَبُو عبد الله أَن لَا يحدث الْتفت إِلَيْهِ ابْنه عبد الله فَقَالَ وَإِن كَانَ هَذَا يحب من الحَدِيث مَا نحب سَمِعت حَربًا الْكرْمَانِي يَقُول خرج أَبُو عبد الله ليقْرَأ على قَالَ أَحْسبهُ قَالَ كتاب الْأَشْرِبَة قَالَ فجَاء ابْنه عبد الله فَقَالَ أَلَيْسَ وَعَدتنِي أَن تقْرَأ على وَهُوَ إِذْ ذَاك غُلَام قَالَ فَجعل أَبُو عبد الله يصبره فَبكى عبد الله
قَالَ فَقَالَ لي أَبُو عبد الله اصبر لي حَتَّى أَدخل أَقرَأ عَلَيْهِ قَالَ فَدخل أَبُو عبد الله فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَخرج وَذكر أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى فِي كِتَابه فَذكر صَالحا وَعبد الله فَقَالَ كَانَ صَالح قَلِيل الْكِتَابَة عَن أَبِيه فَأَما عبد الله فَلم يكن فِي الدُّنْيَا أحد روى عَن أَبِيه مثله لِأَنَّهُ سمع الْمسند وَهُوَ ثَلَاثُونَ ألفا وَالتَّفْسِير وَهُوَ مائَة ألف وَعِشْرُونَ ألفا سمع مِنْهُ ثَمَانِينَ ألفا وَالْبَاقِي وجادة وَسمع النَّاسِخ والمنسوخ والتاريخ وَحَدِيث شُعْبَة والمقدم والمؤخر فِي كتاب الله وجوابات الْقُرْآن والمناسك الْكَبِير وَالصَّغِير وَغير ذَلِك
وَمَا زلنا نرى أكَابِر شُيُوخنَا يشْهدُونَ لَهُ بِمَعْرِِفَة الرِّجَال وَعلل الحَدِيث والأسماء والكنى حَتَّى أَن بَعضهم أسرف فِي تقريظه بالمعرفة وَزِيَادَة السماع للْحَدِيث على أَبِيه وَكَانَ يكره ذَلِك وَقَالَ كَانَ أبي يعرف الف ألف حَدِيث يرد بذلك قَول المسرفين الَّذين يفضلونه بِالسَّمَاعِ على أَبِيه قَالَ عبد الله كَانَ فِي دهليزنا دكان وَكَانَ إِذا جَاءَ إِنْسَان يُرِيد أَن يَخْلُو مَعَه أجلسه على الدّكان وَإِذا لم يرد أَن يَخْلُو مَعَه أَخذ بِعضَادَتَيْ الْبَاب وَكَلمه فَلَمَّا كَانَ ذَات يَوْم جَاءَ إِنْسَان فَقَالَ لَهُ قل لِأَحْمَد أَبُو إِبْرَاهِيم السائح فَخرج إِلَيْهِ أبي فَجَلَسَا على الدّكان فَقَالَ لي أبي سلم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ من كبار الْمُسلمين أَو من خِيَار الْمُسلمين فَسلمت عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أبي حَدثنِي يَا أَبَا إِبْرَاهِيم
فَقَالَ خرجت إِلَى الْموضع الْفُلَانِيّ بِقرب دير هُنَاكَ فأصابتني عِلّة منعتني من
الْحَرَكَة فَقلت فِي نَفسِي لَو كنت بِقرب الدَّيْر الْفُلَانِيّ لَعَلَّ من فِيهِ من الرهبان يروني فَإِذا أَنا بِسبع عَظِيم يقْصد نحوي حَتَّى جَاءُونِي فاحتملني على ظَهره حملا رَفِيقًا حَتَّى ألقاني عِنْد الدَّيْر فَنظر الرهبان إِلَى حَالي مَعَ السَّبع فأسلموا كلهم وهم أَرْبَعمِائَة رَاهِب قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيم لأبي حَدثنَا يَا أَبَا عبد الله فَقَالَ كنت قبل الْحَج بِخمْس لَيَال أَو أَربع فَبينا أَنا نَائِم رَأَيْت النَّبِي فَقَالَ لي يَا أَحْمد حج فانتبهت وَكَانَ من شأني إِذا أردْت سفرا جعلت فِي مزود لي فتيتا فَفعلت ذَلِك فَلَمَّا إِن أَصبَحت قصدت نَحْو الْكُوفَة فَلَمَّا انْقَضى بعض النَّهَار إِذا أَنا بِالْكُوفَةِ فَدخلت مَسْجِد الْجَامِع فَإِذا أَنا بشاب حسن الْوَجْه طيب الرّيح فَقلت سَلام عَلَيْكُم ثمَّ كَبرت
أُصَلِّي فَلَمَّا فرغت من صَلَاتي قلت لَهُ رَحِمك الله هَل بَقِي أحد يخرج إِلَى الْحَج فَقَالَ لي انْظُر حَتَّى يَجِيء أَخ لي فَإِذا أَنا بِرَجُل فِي مثل حَالي فَلم نزل نسير فَقَالَ لَهُ الَّذِي معي رَحِمك الله إِن رَأَيْت أَن ترفق بِنَا فَقَالَ لَهُ الشَّاب إِن كَانَ مَعنا أَحْمد بن حَنْبَل فَسَوف يرفق بِنَا فَوَقع فِي نَفسِي أَنه الْخضر فَقلت للَّذي معي هَل لَك فِي الطَّعَام فَقَالَ لي كل مِمَّا تعرف وآكل مِمَّا أعرف فَإِذا أصبْنَا من الطَّعَام غَابَ الشَّاب من بَين أَيْدِينَا ثمَّ رَجَعَ بعد فراغنا فَلَمَّا كَانَ بعد ثَلَاث إِذا نَحن بِمَكَّة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ وعمره سبع وَسَبْعُونَ سنة لِأَن مولده سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة
492 -
عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد بن نصر ابْن الخشاب الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ الْمُحدث أَبُو مُحَمَّد قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم الربعِي وَيحيى ابْن مندة وَأبي الْحُسَيْن ابْن الْفراء وَخلق وقرنه ابْن بطة مَعَ السلفى وَابْن عَسَاكِر وَهُوَ من
جملَة الْحفاظ الَّذين يعْتَمد على ضبطهم
أَخذ اللُّغَة والعربية عَن أبي مَنْصُور الجواليقي وَأبي السعادات ابْن الشجرى وَغَيرهمَا والحساب والهندسة عَن حمد بن عبد الْبَاقِي والفرائض عَن أبي بكر المرزوقي وشارك فِي أَنْوَاع الْعُلُوم وبرع فِي كثير مِنْهَا وَقَالَ الشَّيْخ موفق الدّين كَانَ إِمَامًا فِي عصره فِي الْعَرَبيَّة واللغة وَكَانَ عُلَمَاء عصره يستفتونه فيهمَا ويسألونه عَن مشكلاتهما وَحَضَرت كثيرا من مجالسه للْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَلَكِن لم أتمكن من الْإِكْثَار عَلَيْهِ لِكَثْرَة الزحام وَكَانَ حسن الْكَلَام فِي السّنة وَشَرحهَا وَقَالَ ابْن الْأَخْضَر دخلت عَلَيْهِ يَوْمًا وَهُوَ مَرِيض وعَلى صَدره كتاب ينظر فِيهِ قلت مَا هَذَا قَالَ ذكر
ابْن جنى مَسْأَلَة فِي النَّحْو واجتهد أَن يستشهد عَلَيْهَا بِبَيْت من الشّعْر فَلم يحضرهُ وَإِنِّي لأعرف على هَذِه الْمَسْأَلَة سبعين بَيْتا من الشّعْر كل بَيت من قصيدة وَله تصانيف عدَّة وَنسبه ابْن الْجَوْزِيّ إِلَى نوع تَفْرِيط فِي الدّين وَأَنه كَانَ قَلِيل الْفِقْه بِحَيْثُ أَنه سُئِلَ عَن رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة مَا هُوَ فَقَالَ هُوَ ركن فَضَحِك مِنْهُ قلت وَفِي هَذَا النَّقْل نظر وَكَانَ ظريفا
مزاحا فَمن نوادره أَن بعض أَصْحَابه سَأَلَهُ فَقَالَ الْقَفَا يمد أَو يقصر
فَقَالَ يمد ثمَّ يقصر وَحكى ابْن الْأَخْضَر قَالَ كنت يَوْمًا عِنْده
وَعِنْده جمَاعَة من الْحَنَابِلَة فَسَأَلَهُ بَعضهم فَقَالَ عنْدك كتاب الخيال فَقَالَ يَا أبله أما تراهم حَولي
توفّي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ على بَاب جَامع السُّلْطَان يَوْم السبت وَدفن بمقبرة الإِمَام قَرِيبا من بشر الحافي رضي الله عنهما
493 -
عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن سَلامَة السمين الْبَغْدَادِيّ الْمُحدث المقرىء الزَّاهِد أَبُو جَعْفَر نزيل الْموصل
سمع الْكثير
من عبد الله الحريري وَأبي عمر ابْن عبد الْبَاقِي وَأبي الْحسن الزَّاغُونِيّ وَابْن الطلاية وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَخرج التخاريج وَحدث بِبَغْدَاد والموصل وَكَانَ صَالحا ثِقَة دينا صَدُوقًا من أهل التقشف وَالصَّلَاة والنسك يَأْكُل من كسب
يَده توفّي فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة بالموصل
494 -
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن قدامَة الْمَقْدِسِي الأَصْل
ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْفَقِيه الزَّاهِد شيخ الْإِسْلَام وَأحد الْأَئِمَّة قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْخرقِيّ سمع من وَالِده وَأبي المكارم ابْن هِلَال وَأبي الْمَعَالِي ابْن صابر وَغَيرهم ورحل إِلَى بَغْدَاد هُوَ وَابْن خَالَته الْحَافِظ عبد الْغنى وسمعا الْكثير من هبة الله الدقاق وَابْن البطى وَسعد الله الدجاجي وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر وَخلق وَأقَام عِنْد الشَّيْخ عبد الْقَادِر مُدَّة يسيرَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْخرقِيّ ثمَّ توفّي الشَّيْخ فلازم الشَّيْخ أَبَا الْفَتْح ابْن المنى وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول حَتَّى برع وَأقَام بِبَغْدَاد نَحوا من أَربع سِنِين ذكره الضياء ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق واشتغل بتأليف أحد كتب الْإِسْلَام فَبلغ الأمل وَهُوَ كتاب بليغ فِي الْمَذْهَب تَعب عَلَيْهِ وأجاد فِيهِ وجمل بِهِ الْمَذْهَب وقرأه عَلَيْهِ جمَاعَة وانتفع بِعِلْمِهِ طَائِفَة كَثِيرَة وَنَشَأ على سمت أَبِيه وأخيه الشَّيْخ أبي عمر فِي الْخَيْر وَالْعِبَادَة وَغلب عَلَيْهِ الِاشْتِغَال بالفقه وَالْعلم قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ إِمَامًا فِي فنون
وَلم يكن فِي زَمَانه بعد أَخِيه أبي عمر والعماد أزهد وَلَا أورع مِنْهُ وَكَانَ كثير الْحيَاء عزوفا عَن الدُّنْيَا وَأَهْلهَا لينًا متواضعا محبا للْمَسَاكِين حسن الْأَخْلَاق جوادا سخيا من رَآهُ كَأَنَّمَا رأى بعض الصَّحَابَة وَكَأن النُّور يخرج من وَجهه كثير الْعِبَادَة يقْرَأ كل يَوْم وَلَيْلَة سبعا من الْقُرْآن وَلَا يُصَلِّي السّنة إِلَّا فِي بَيته وَكَانَ يحضر مجالسي دَائِما فِي جَامع دمشق وقاسيون وَقَالَ شاهدت من الشَّيْخ أبي عمر وأخيه الْمُوفق ونسيبه الْعِمَاد مَا نرويه عَن الصَّحَابَة والأولياء الْأَفْرَاد فأنساني حَالهم أَهلِي وأوطاني ثمَّ عدت إِلَيْهِم على نِيَّة الْإِقَامَة عَسى أَن أكون مَعَهم فِي دَار المقامة وَقد أثنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة كَابْن النجار وَعمر ابْن الْحَاجِب وَأبي شامة وصنف الضياء فِي مناقبه وَسيرَته جزءين وَذكر فِيهِ أَنه إِمَام فِي الْقُرْآن وَتَفْسِيره إِمَام فِي الحَدِيث ومشكلاته أَمَام فِي الْفِقْه بل أوحد زَمَانه فِيهِ إِمَام فِي علم الْخلاف إِمَام فِي الْفَرَائِض إِمَام فِي الْأُصُول إِمَام فِي النَّحْو إِمَام فِي الْحساب إِمَام فِي النُّجُوم السيارة ومنازلها قَالَ وَلما قدم بَغْدَاد قَالَ لَهُ الشَّيْخ أَبُو الْفَتْح ابْن المنى اسكن هُنَا فَإِن بَغْدَاد مفتقرة إِلَيْك وَأَنت تخرج مِنْهَا وَلنْ تخلف فِيهَا مثلك وَكَانَ الْعِمَاد يعظمه كثيرا وَيجْلس بَين يَدَيْهِ كجلوس المتعلم من الْعَالم وَذكر ابْن غنيمَة قَالَ مَا أعرف أحدا فِي زَمَاننَا أدْرك دَرَجَة الِاجْتِهَاد إِلَّا الْمُوفق وَقَالَ أَبُو عَمْرو ابْن الصّلاح مَا رَأَيْت مثل الشَّيْخ الْمُوفق وَله مصنفات كَثِيرَة فِي أصُول الدّين وأصول الْفِقْه واللغة والأنساب والزهد وَالرَّقَائِق وَغير ذَلِك وَلَو لم يكن من تصانيفه إِلَّا الْمُغنِي لكفى وشفى قَالَ الْحَافِظ الضياء رَأَيْت الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل فِي النّوم وَألقى على مَسْأَلَة فِي الْفِقْه فَقلت هَذِه فِي الخرقى فَقَالَ مَا قصر صَاحبكُم الْمُوفق فِي شرح الخرقى
قَالَ الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام مَا رَأَيْت فِي كتب الْإِسْلَام مثل الْمحلى والمجلى وَكتاب المغنى للشَّيْخ موفق الدّين فِي جودتهما وَتَحْقِيق مَا فيهمَا وَنقل عَنهُ قَالَ لم تطب نَفسِي بالإفتاء حَتَّى صَار عِنْدِي نُسْخَة المغنى وللشيخ موفق الدّين نظم كثير مِنْهُ قَوْله
(أتغفل يَا ابْن أَحْمد والمنايا
…
شوارع يخترمنك عَن قريب)
(أغرك أَن تخطتك الرزايا
…
فكم للْمَوْت من سهم مُصِيب)
(كؤوس الْمَوْت دَائِرَة علينا
…
وَمَا للمرء بُد من نصيب)
(إِلَى كم نجْعَل التسويف دأبا
…
أما يَكْفِيك أنوار المشيب)
(أما يَكْفِيك أَنَّك كل حِين
…
تمر بِقَبْر خل أَو حبيب)
(كَأَنَّك قد لحقت بهم قَرِيبا
…
وَلَا يُغْنِيك أفراح النحيب)
تفقه عَلَيْهِ خلق كثير مِنْهُم ابْن أَخِيه الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَسمع مِنْهُ الحَدِيث خلائق من الْأَئِمَّة والحفاظ توفّي يَوْم السبت يَوْم عيد الْفطر سنة عشْرين وسِتمِائَة بمنزله بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَحمل إِلَى سفح قاسيون وَكَانَ الْجمع عَظِيما امْتَدَّ النَّاس من طرق الْجَبَل فملؤها وَقَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ حكى إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد الْكَاتِب قَالَ رَأَيْت لَيْلَة عيد الْفطر كَأَن مصحف عُثْمَان قد رفع من جَامع دمشق إِلَى السَّمَاء فلحقني غم شَدِيد
فَتوفي الْمُوفق يَوْم الْعِيد قَالَ وَرَأى أَحْمد بن سعد لَيْلَة الْعِيد مَلَائِكَة نزلُوا من السَّمَاء جملَة وَقَائِل يَقُول انزلوا بالنوبة فَقلت مَا هَذَا قَالُوا ينقلون روح الْمُوفق الطّيبَة من الْجَسَد الطّيب
495 -
عبد الله بن أَحْمد ابْن الزيتوني البوازيجي أَبُو مُحَمَّد
سمع من الْحَافِظ معمر بن القَاضِي وَيحيى بن ثَابت بن بنْدَار قَالَ ابْن السَّاعِي كَانَ مُقيما برباط مَحْمُود النِّعَال شيخ خير صَالح صَاحب سنة
وَقَالَ الناصح ابْن الْحَنْبَلِيّ سمع درس الشَّيْخ أبي الْفَتْح ابْن المنى وَصَحبه وخدمه وَكَانَ رجلا صَالحا يخل بِعَيْنِه وَلَا يخل بِدِينِهِ توفّي فِي مستهل ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة
496 -
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ ثمَّ الصَّالِحِي
الْمُحدث الرّحال الْحَافِظ محب الدّين سمع بِدِمَشْق من الشَّيْخ موفق الدّين وَابْن الزبيدِيّ وَغَيرهمَا ورحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع بهَا من عبد اللَّطِيف ابْن القبيطي وَأبي المظفر ابْن المنى وَخلق وعنى بِالْحَدِيثِ أتم عناية وَأكْثر السماع وَالْكِتَابَة وَحدث مَاتَ فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة وَله أَرْبَعُونَ سنة
497 -
عبد الله بن الْعِزّ أَحْمد بن الْعِمَاد عبد الحميد بن عبد الْهَادِي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْمَقْدِسِي الثبت حدث عَن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل
وَسمع من جده وَأخي جده مُحَمَّد وَكَانَ مليح الْخط وَنسخ كثيرا مَاتَ فِي ثَانِي عشر شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة عَن ثَمَان وَأَرْبَعين سنة
498 -
عبد الله بن أَحْمد بن تَمام بن حسان الصَّالِحِي الأديب الزَّاهِد أَبُو مُحَمَّد تَقِيّ الدّين سمع الحَدِيث من ابْن صرة وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وخطيب مردا وَجَمَاعَة وَقَرَأَ النَّحْو وَالْأَدب على لشيخ جمال الدّين ابْن مَالك وَولده بدر الدّين وَصَحبه ولازمه مُدَّة قَالَ البرزالي كَانَ شَيخا فَاضلا بارعا فِي الْأَدَب حسن الصُّحْبَة مليح المحاضرة صحب الْفُقَرَاء والفضلاء وتخلق بالأخلاق الجميلة وَخرج لَهُ الشَّيْخ فَخر الدّين البعلي مشيخة قَرَأَهَا عَلَيْهِ وكتبنا عَنهُ من نظمه وَكَانَ زاهدا متقللا من الدُّنْيَا لم يكن لَهُ أثاث وَلَا طاسة وَلَا فرَاش وَلَا سراج وَلَا زبدية بل كَانَ بَيته خَالِيا من ذَلِك كُله توفّي لَيْلَة السبت ثَالِث ربيع الْآخِرَة سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة
499 -
عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي بكر إِبْرَاهِيم بن أَحْمد السَّعْدِيّ الصَّالِحِي الْمُحدث الصَّالح الْقدْوَة محب الدّين أسمعهُ وَالِده من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَابْن الْكَمَال وَغَيرهمَا ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وَسمع من عمر ابْن القواس وَأبي الْفضل ابْن عَسَاكِر وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير العالي والنازل قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فصيح الْقِرَاءَة جهورى الصَّوْت منطلق اللِّسَان بالآثار سريع الْقِرَاءَة طيب الصَّوْت بِالْقُرْآنِ صَالحا خَائفًا من الله أسمع النَّاس بتذكيره ومواعيده فَسمع مِنْهُ جمَاعَة
يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع ربيع الأول سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَت جنَازَته حافلة
500 -
عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود ابْن رفيعا الْجَزرِي المقرىء الفرضي نزيل الْموصل أَبُو مُحَمَّد ويلقب ضِيَاء الدّين قَرَأَ الْقُرْآن بالسبع على عَليّ بن مُفْلِح وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وصنف تصانيف فِي الْقِرَاءَة وَغَيرهَا ونظم فِي الْفَرَائِض قصيدة لأمية وَكَانَ شيخ الْقُرَّاء بالموصل قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن خروف الْموصِلِي الْحَنْبَلِيّ وَسمع مِنْهُ الْأَحْكَام للشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية عَنهُ مَاتَ فِي سادس جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَسبعين وسِتمِائَة بالموصل
501 -
عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الأزجى الْوَاعِظ شمس الدّين الْمَعْرُوف وَالِده بالفخر غُلَام ابْن المنى
سمع من ابْن كُلَيْب وَغَيره وتفقه فِي الْمَذْهَب واشتغل بالوعظ وَحدث وَله نظم
توفّي وَهُوَ فِي سنّ الكهولة فِي ثامن عشرى شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِبَغْدَاد
502 -
عبد الله بن أبي بكر بن أبي الْبَدْر الْحَرْبِيّ الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الزَّاهِد الْقدْوَة بَقِيَّة شُيُوخ الْعرَاق
وَيعرف بكتيلة سمع الحَدِيث من الْحَافِظ الضياء وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ موفق الدّين وتفقه فِي الْمَذْهَب بِبَغْدَاد على القَاضِي أبي صَالح وبحران على الشَّيْخ مجد الدّين وبدمشق على الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر وبمصر على عبد الله ابْن حميدان
شرح الخرقى وَسَماهُ المهم وَله تصانيف أخر وَحدث سمع مِنْهُ عبد الرَّزَّاق ابْن الفوطي وَغَيره وَكَانَ قدوة زاهدا عابدا ذَا أَحْوَال وكرامات قَالَ الذَّهَبِيّ سمعته يَقُول كنت على سطح بِبَغْدَاد يَوْم عَرَفَة وَأَنا مستلق على ظَهْري قَالَ فَمَا شَعرت إِلَّا وَأَنا وَاقِف بِعَرَفَة مَعَ الركب سويعة ثمَّ لم أشعر إِلَّا وَأَنا على حالتي الأولى مستلق قَالَ فَلَمَّا قدم الركب جَاءَنِي إِنْسَان حَاج فَقَالَ يَا سَيِّدي أَنا حَلَفت بِالطَّلَاق أَنى رَأَيْتُك بِعَرَفَة الْعَام وَقَالَ لي جمَاعَة أَنْت واهم الشَّيْخ مَا حج فِي هَذَا الْعَام قَالَ فَقلت لَهُ امْضِ لم يَقع عَلَيْك طَلَاق
توفّي يَوْم الْجُمُعَة منتصف رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِبَغْدَاد وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ
503 -
عبد الله بن بشر الطَّالقَانِي
نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول يحيى بن سعيد أثبت النَّاس قَالَ أَحْمد وَمَا كتبت عَن مثل يحيى بن سعيد يَعْنِي التَّاجِر
504 -
عبد الله بن جَابر بن ياسين بن الْحسن العكبري الْعَطَّار الْفَقِيه الْمُحدث سمع الحَدِيث من أبي عَليّ بن شَاذان وَأبي الْقَاسِم ابْن بَشرَان وَغَيرهمَا وتفقه على القَاضِي أبي يعلى واستملى عَلَيْهِ الحَدِيث قَالَ القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن علق عَن الْوَالِد قِطْعَة من الْمَذْهَب وَالْخلاف وَكتب أَشْيَاء من تصانيفه وَكَانَ صَادِق اللهجة حسن الْوَجْه
مليح المحاضرة كثير الْقِرَاءَة لِلْقُرْآنِ مليح الْخط حسن الْحساب
روى عَنهُ القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن وَأَبُو الْقَاسِم السَّمرقَنْدِي وَجَمَاعَة مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء عشرى شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب قَرِيبا من قبر الإِمَام أَحْمد رضي الله عنه
505 -
عبد الله بن جَعْفَر المكنى بِأبي بكر روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَسُئِلَ عَن الرجل يكْتب الحَدِيث فيكثر
قَالَ يَنْبَغِي أَن يكثر الْعَمَل بِهِ على قدر زِيَادَته فِي الطّلب ثمَّ قَالَ سَبِيل الْعلم مِنْك سَبِيل المَال إِن المَال إِذا زَاد زَادَت زَكَاته
506 -
عبد الله بن أبي الْحسن بن أبي الْفرج الطرابلسي الشَّامي الْفَقِيه الزَّاهِد
أسلم وعمره إِحْدَى عشرَة سنة وَقَرَأَ الْقُرْآن بِحَلقَة الْحَنَابِلَة بِجَامِع دمشق قَالَ الشَّيْخ موفق الدّين وَكَانَ رجلا صَالحا
وَهُوَ من جُبَّة طرابلس وَسبي من طرابلس صَغِيرا ثمَّ اشْتَرَاهُ ابْن نجا يَعْنِي الْوَاعِظ وَأعْتقهُ فسافر إِلَى بَغْدَاد ثمَّ إِلَى أَصْبَهَان وَكَانَ يسمع مَعنا الحَدِيث
انْتهى سمع من ابْن نَاصِر والأرموي وَابْن الطلاية وَغَيرهم وتفقه بِبَغْدَاد على أبي حَكِيم النهرواني وَصَحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر مائلا إِلَى الزّهْد وَالصَّلَاح وَالْخَيْر والانقطاع وانتفع بِهِ كثيرا قَالَ عبد الله كنت أسمع كتاب حلية الْأَوْلِيَاء على شَيخنَا أبي الْفضل ابْن نَاصِر فرق قلبِي وَقلت فِي نَفسِي اشْتهيت أَن أنقطع عَن الْخلق وأشتغل بِالْعبَادَة ومضيت وَصليت خلف الشَّيْخ عبد الْقَادِر فَلَمَّا صلى جلسنا بَين يَدَيْهِ فَنظر إِلَى وَقَالَ إِذا أردْت الِانْقِطَاع فَلَا تَنْقَطِع حَتَّى تتفقه وتجالس الشُّيُوخ وتتأدب بهم فَحِينَئِذٍ يصلح لَك الِانْقِطَاع وَإِلَّا فتمضى فتنقطع قبل أَن تتفقه وَأَنت فريخ ماريشت فَإِن أشكل عَلَيْك شَيْء فِي أَمر دينك تخرج من زاويتك وتسأل النَّاس عَن أَمر دينك مَا يحسن بِصَاحِب الزاوية أَن يخرج من زاويته وَيسْأل النَّاس
عَن أَمر دينه يَنْبَغِي لصَاحب الزاوية أَن يكون كالشمعة يستضاء بنوره
سمع مِنْهُ ابْن الْقطيعِي وَابْن خَلِيل فِي مُعْجَمه
توفّي فِي ثالت جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وسِتمِائَة بأصبهان
507 -
عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحُسَيْن العكبري ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الْفَقِيه الزَّاهِد المقرىء الْمُفَسّر الفرضي النَّحْوِيّ الضَّرِير أَبُو الْبَقَاء محب الدّين قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن البطائحي وَسمع الحَدِيث من أبي الْفَتْح ابْن البطى وأبى زرْعَة
الْمَقْدِسِي وَجَمَاعَة وتفقه على القَاضِي أبي يعلى الصَّغِير وَأبي حَكِيم النهرواني حَتَّى برع فِيهِ وَأخذ النَّحْو عَن أبي مُحَمَّد الخشاب وَأبي البركات ابْن نجاح واللغة عَن ابْن العصار وبرع فِي فنون عديدة من الْعلم وصنف التصانيف الْكَثِيرَة ورحلت إِلَيْهِ الطّلبَة من النواحي وأقرأ الْمَذْهَب والفرائض والنحو اللُّغَة وانتفع بِهِ خلق كثير قَالَ أَبُو الْفرج كَانَ إِمَامًا فِي عُلُوم الْقُرْآن إِمَامًا فِي الْفِقْه إِمَامًا فِي اللُّغَة إِمَامًا فِي النَّحْو إِمَامًا فِي الْعرُوض إِمَامًا فِي الْفَرَائِض إِمَامًا فِي الْحساب إِمَامًا فِي معرفَة الْمذَاهب إِمَامًا فِي الْمسَائِل النظريات وَله فِي هَذِه الْعُلُوم مصنفات مَشْهُورَة
وَكَانَ معيدا لِابْنِ الْجَوْزِيّ فِي الْمدرسَة وَكَانَ متدينا وَمن شعره يمدح الْوَزير ابْن القصاب
(بك أضحى جيد الزَّمَان محلى
…
بعد مَا كَانَ من حلاه مخلى)
(لَا يجاريك فِي نجارك خلق
…
أَنْت أَعلَى قدرا وَأَعْلَى محلا)
(عِشْت تحيى مَا قد أميت من الْفضل
…
وتنفى جودا وتطرد محلا)
أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة خلق وَالْفِقْه جمَاعَة من الْأَصْحَاب كالموفق بن صديق وَسمع مِنْهُ الحَدِيث خلائق
روى عَنهُ ابْن النجار والضياء وَابْن الصيرفى وبالإجازة جمَاعَة مِنْهُم الْكَمَال الْبَزَّار الْبَغْدَادِيّ
توفّي لَيْلَة الْأَحَد ثامن ربيع الآخر سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة الإِمَام أَحْمد بِبَاب حَرْب
508 -
عبد الله بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحسن الحريمي الْفَقِيه الْمعدل
سمع من أبي نصر الرَّحبِي وثابت ابْن بنْدَار وَغَيرهمَا قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ صَدُوقًا فَقِيها مناظرا روى عَنهُ حِكَايَة فِي غير مَوضِع من كتبه وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن السَّمْعَانِيّ وَابْن شَافِع توفّي يَوْم الْجُمُعَة
سادس الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن فِي مَقْبرَة بَاب حَرْب
509 -
عبد الله بن حَاضر الرَّازِيّ من قدماء مَشَايِخ الرازيين وَكَانَ من الورعين عَارِفًا بآفات النُّفُوس وَكَانَ كثير الْمقَام بِبَغْدَاد وَكَانَ من أَقْرَان ذى النُّون الْمصْرِيّ روى عَن إمامنا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا روح عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله (لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يحب لِأَخِيهِ مَا يحب لنَفسِهِ)
510 -
عبد الله بن حسن بن عبد الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي الْفَقِيه الْمُحدث قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد
سمع من مكى بن عَلان وَمُحَمّد ابْن عبد الْهَادِي وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَغَيرهم
وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ على ابْن عبد الدَّائِم وتفقه وناب فِي الحكم عَن أَخِيه ثمَّ عَن ابْن مُسلم ثمَّ ولى الْقَضَاء فِي آخر عمره فَوق سنة ودرس بالصاحبة وَولى مشيخة دَار الحَدِيث بالصدرية والعالمية ثمَّ بدار الحَدِيث
الأشرفية وَكَانَ فَقِيها عَالما صَالحا خيرا مُنْفَردا بِنَفسِهِ ذَا فَضِيلَة جَيِّدَة
حدث وَسمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَغَيره مَاتَ فَجْأَة وَهُوَ يتَوَضَّأ لصَلَاة الْمغرب آخر نَهَار الْأَرْبَعَاء مستهل جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بمنزله بالدير وَدفن بمقبرة الشَّيْخ أبي عمر وحضره خلق كثير
511 -
عبد الله بن سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث بن إِسْحَاق بن أبي دَاوُد السجسْتانِي أَبُو بكر
رَحل بِهِ أَبوهُ من سجستان وَطَاف بِهِ شرقا وغربا وسَمعه من عُلَمَاء ذَلِك حدث عَن عَليّ بن خشرم
وَأبي دَاوُد سُلَيْمَان بن معبد وَسَلَمَة بن شبيب وَجمع
وروى عَنهُ أَبُو بكر ابْن مُجَاهِد وَعبد الْبَاقِي ابْن قَانِع وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن شاهين وَغَيرهم
صنف الْمسند وَالسّنَن وَالتَّفْسِير والقراءات والناسخ والمنسوخ وَغير ذَلِك وَكَانَ فهما عَالما حَافِظًا وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ الْأَزْهَرِي سَمِعت أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن شَاذان يَقُول خرج أَبُو بكر بن أبي دَاوُد إِلَى سجستان فِي أَيَّام عَمْرو بن اللَّيْث فَاجْتمع إِلَيْهِ أَصْحَاب الحَدِيث وسألوه أَن يُحَدِّثهُمْ
فَأبى وَقَالَ لَيْسَ معي كتاب فَقَالُوا ابْن أبي دَاوُد كتاب قَالَ أَبُو بكر فأثاروني فأمليت عَلَيْهِم ثَلَاثِينَ ألف حَدِيث من حفظي فَلَمَّا قدمت بَغْدَاد قَالَ البغداديون مضى ابْن أبي دَاوُد وَلعب بِالنَّاسِ ثمَّ إِنَّهُم أرْسلُوا إِلَى سجستان لتكتب لَهُم النُّسْخَة فَكتبت وجيىء بهَا إِلَى بَغْدَاد وَعرضت على الْحفاظ فغلطوني فِي سِتَّة أَحَادِيث مِنْهَا ثَلَاثَة حدثت بهَا كَمَا حدثت وَثَلَاثَة أَحَادِيث أَخْطَأت فِيهَا وروى بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا قَالَ (من صور صُورَة كلف أَن ينْفخ فِيهَا وَلنْ يفعل وَمن تحلم كلف أَن يعْقد بَين شعيرتين وَلنْ يفعل وَمن اسْتمع حَدِيث قوم لم يُحِبُّوا أَن يسمع حَدِيثهمْ صب فِي أُذُنه الآنك) مَاتَ فِي
اثنتى عشرَة لَيْلَة بقيت من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة وَدفن فِي مَقْبرَة بَاب الْبُسْتَان قيل إِنَّه صلى عَلَيْهِ ثَمَانُون مرّة وَقيل صلى عَلَيْهِ زهاء ثَلَاثمِائَة ألف إِنْسَان وَأكْثر وَله سبع وَثَمَانُونَ سنة قد مضى مِنْهَا ثَلَاثَة أشهر
512 -
عبد الله بن سعد بن الْحُسَيْن ابْن الهاطر الْوزان الْعَطَّار
قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي الْخطاب بن الْجراح وَغَيره وَسمع الحَدِيث من أبي الْفضل بن خيرون وتفقه على أبي الْخطاب الكلوذاني وَحدث روى عَنهُ أَبُو حَفْص السهروردي فِي مشيخته توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشر رَجَب سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الْقَادِر بمدرسته وَدفن بِبَاب حَرْب
513 -
عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن أبان الْقرشِي الْكُوفِي
الْمَعْرُوف بمشكدانة نقل عَن أمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن الْقُرْآن
فَقَالَ كَلَام الله عز وجل لَيْسَ بمخلوق مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَبَين وَفَاته ووفاة الْبَغَوِيّ ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة
514 -
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن السَّمرقَنْدِي ذكره ابْن ثَابت التمار فِيمَن روى عَن أَحْمد
515 -
عبد الله بن الْعَبَّاس الطَّيَالِسِيّ نقل عَن إمامنا أَشْيَاء
مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل مَا يَقُول الرجل بَين التكبيرتين من الْعِيد قَالَ يَقُول (سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد النَّبِي وعَلى آل مُحَمَّد واغفر لنا وارحمنا) وَكَذَلِكَ يرْوى عَن ابْن مَسْعُود
516 -
عبد الله البرداني أَبُو مُحَمَّد الزَّاهِد كَانَ مُنْقَطِعًا فِي بَيت بِجَامِع الْمَنْصُور يتعبد فِيهِ خمسين سنة وَهُوَ من خِيَار الْمُسلمين لَا يقبل من أحد شَيْئا مَعَ الزهادة وَالْعِبَادَة وروى عَنهُ أَنه قَالَ رَأَيْت النَّبِي فِي الْمَنَام
فَقَالَ لي يَا عبد الله من تمسك بِمذهب أَحْمد فِي الْأُصُول سامحته فِيمَا فرط فِي الْفُرُوع
وَذكر ابْن الْبناء عَمَّن يَثِق بِهِ أَنه رأى فِي مَنَامه فِي حَيَاة البرداني كَأَن ملكَيْنِ قد نزلا من السَّمَاء فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه فيمَ جِئْت قَالَ جِئْت أخسف بِأَهْل بَغْدَاد فَإِنَّهُ قد عَم فِيهَا الْفساد فَقَالَ لَهُ الْملك الآخر كَيفَ تفعل هَذَا وفيهَا عبد الله البرداني مَاتَ يَوْم السبت سادس ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْمَنْصُور وَكَانَ خلق عَظِيم وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد وَتَوَلَّى غسله وَالصَّلَاة عَلَيْهِ الشريف أَبُو جَعْفَر
517 -
عبد الله بن أبي عوَانَة الشَّاشِي ذكره أَبُو بكر التمار أَنه من جملَة أَصْحَاب أَحْمد رضي الله عنه
518 -
عبد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن تَوْبَة العكبري الْخياط الأديب الْكَاتِب أَبُو مُحَمَّد
روى عَن الْأَحْنَف العكبري من شعره وروى عَنهُ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة
519 -
عبد الله بن عبد الْبَاقِي بن التبَّان الوَاسِطِيّ ثمَّ الْبَغْدَادِيّ أَبُو بكر الْفَقِيه قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ من أهل الْقُرْآن وَسمع من أبي الْحُسَيْن ابْن الطيوري وتفقه على ابْن عقيل وناظر وَأفْتى
ودرس وَكَانَ أُمِّيا لَا يكْتب وَحدث سمع مِنْهُ الْمُبَارك بن كَامِل وَأَبُو الْفضل ابْن شَافِع
توفّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة عَن تسعين سنة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب
520 -
عبد الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَافِظ بن الْحَافِظ جمال الدّين
سمع بِدِمَشْق من عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الْخرقِيّ والخشوعي وَغَيرهمَا وببغداد من ابْن كُلَيْب وَابْن الْمَعْطُوسِ وبأصبهان من أبي المكارم بن اللبان وَخلق وبمصر من أبي عبد الله الأرتاحى
كتب بِخَطِّهِ الْكثير وَجمع وصنف وَأفَاد وَقَرَأَ الْقُرْآن على عَمه الْعِمَاد وَالْفِقْه على الشَّيْخ موفق الدّين والعربية على أبي الْبَقَاء العكبري
قَالَ الْحَافِظ الضياء كَانَ علما فِي
وقته وَقَالَ ابْن الْحَاجِب لم يكن فِي عصره مثله فِي الْحِفْظ والمعرفة وَالْأَمَانَة وَكَانَ كثير الْفضل وافر الْعقل متواضعا مهيبا جوادا سخيا
لَهُ الْقبُول التَّام مَعَ الْعِبَادَة والورع والمجاهدة
قَالَ الذَّهَبِيّ روى عَنهُ الضياء وَابْن أبي عمر وَابْن البُخَارِيّ وَآخر من روى عَنهُ إجَازَة القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَبنى لَهُ الْملك الْأَشْرَف دَار الحَدِيث بالسفح وَجعله شيخها وَقرر لَهُ مَعْلُوما فَمَاتَ قبل فراغها
توفّي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بالسفح
وَرَآهُ بَعضهم فِي النّوم فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ أسكنني على بركَة رضوَان وَرَآهُ آخر فَسَأَلَهُ فَقَالَ لقِيت خيرا فَقَالَ لَهُ كَيفَ النَّاس قَالَ متفاوتون على قدر أَعْمَالهم
521 -
عبد الله بن عبد الْوَلِيّ بن جبارَة الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي أَبُو مُحَمَّد تَقِيّ الدّين
قَالَ الذَّهَبِيّ إِمَام ثَبت مدرس صَالح عَارِف بِالْمذهبِ متبحر فِي الْفَرَائِض والجبر والمقابلة كَبِير السن توفّي فِي الْعشْر الْأَوْسَط من ربيع الآخر سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بجبل قاسيون
522 -
عبد الله بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن عبد الله
ابْن تَيْمِية الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْعَالم الْقدْوَة المفتن شرف الدّين أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين
سمع من ابْن عَلان وَابْن الصَّيْرَفِي وَابْن أبي عمر وَالقَاسِم الإربلي وَخلق تفقه فِي الْمَذْهَب حَتَّى برع وَأفْتى وَله يَد طولى فِي الْفَرَائِض والحساب والهيئة والأصلين والعربية وَله مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الحَدِيث وَكَانَ صَاحب صدق وإخلاص قانعا باليسير شرِيف النَّفس شجاعا مقداما يخرج من بَيته لَيْلًا ويأوى إِلَيْهِ لَيْلًا وَلَا يجلس فِي مَكَان معِين فيأوي إِلَى الْمَسَاجِد المهجورة فيختلي فِيهَا وَسُئِلَ عَنهُ الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني فَقَالَ هُوَ بارع فِي عُلُوم عديدة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو ملازم لأنواع الْخَيْر وَتَعْلِيم الْعلم حسن الْعبارَة قوي فِي دينه جيد التفقه مستحضر لمذهبه مليح الْبَحْث صَحِيح الذِّهْن قوي الْفَهم وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص وَأثْنى عَلَيْهِ كثيرا
توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ الظّهْر بالجامع وَحمل إِلَى بَاب القلعة فصلى عَلَيْهِ مرّة أُخْرَى فصلى عَلَيْهِ أَخَوَاهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وزين الدّين عبد الرَّحْمَن وهما محبوسان وَكثر الْبكاء تِلْكَ السَّاعَة وَكَانَ وقتا مشهودا وَدفن بالصوفية
523 -
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد رَاجِح الإِمَام الْفَقِيه الْمُحَقق ابْن الشَّيْخ نجم الدّين بن الْعَلامَة نجم الدّين ويلقب موفق الدّين سبط الْعَلامَة شمس الدّين مُحَمَّد بن الْعِمَاد
تفقه وبرع وتميز سمع الْكثير من الْحَافِظ سعد الدّين وَكَانَ فِيهِ صَلَاح ومروءة توفّي شَابًّا فِي ربيع الآخر سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة
524 -
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن نجم الشَّيْخ الإِمَام زين الدّين أَبُو بكر سمع أَبَاهُ وَسمع بالموصل من عبد المحسن بن عبد الله الطوسي وبدمشق وبغداد وَطَالَ عمره وَعلا سَنَده وَأَجَازَ لَهُ فِي الْقُرْآن أَبُو الْفَتْح الميداني
روى عَنهُ البرزالي والمزي وَجَمَاعَة وعاش ثَمَانِينَ سنة توفّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
525 -
عبد الله بن عَطاء بن عبد الله بن أبي مَنْصُور بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم الإبراهيمي الْهَرَوِيّ الْمُحدث الْحَافِظ
سمع بهراة من عبد الْوَاحِد المليجي وَشَيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ ونيسابور من أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَجمع وببغداد من أبي الْحُسَيْن ابْن النقور وطبقته وبأصبهان من عبد الرَّحْمَن وَعبد الْوَهَّاب ابْن مندة وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَخرج التخاريج للشيوخ وَحدث روى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد سبط الْخياط وابو بكر الزَّاغُونِيّ وَآخر من
روى عَنهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن النّحاس وَوَثَّقَهُ أَئِمَّة من الْحفاظ
وَقَالَ يحيى بن مندة كَانَ أحد من يفهم الحَدِيث ويحفظ صَحِيح النَّقْل كثير الْكِتَابَة حسن الْفَهم وَكَانَ واعظا حسن التَّذْكِير توفّي فِي طَرِيق مَكَّة بعد عوده مِنْهَا على يَوْمَيْنِ من الْبَصْرَة سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة
526 -
عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ
الْمُفْتِي أَبُو مُحَمَّد سبط أبي مَنْصُور الْخياط تلقن الْقُرْآن من شَيْخه أبي الْحسن ابْن الفاعوس وقرأه بالروايات على جده أبي مَنْصُور الزَّاهِد والشريف عبد القاهر وَجَمَاعَة وَسمع الحَدِيث من أبي الْحُسَيْن ابْن النقور وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي الْكَرم ابْن فاخر والسمعاني وَابْن الْجَوْزِيّ وَكَانَ أكَابِر الْعلمَاء وَأهل بَلَده يقصدونه قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ قَرَأت عَلَيْهِ الْقُرْآن والْحَدِيث الْكثير وَلم أسمع قَارِئًا قطّ أطيب صَوتا مِنْهُ وَلَا أحسن أَدَاء على كبر سنه وَجمع الْكتب الحسان وَكَانَ كثير
التلاوى لطيف الْأَخْلَاق ظَاهر الكياسة والظرافة حسن المعاشرة للعوام والخواص وَكَانَ قَوِيا فِي السّنة وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن السَّمْعَانِيّ وَابْن شَافِع وَابْن نقطة ولصدقة بن الْحُسَيْن فِي مدحه
(يَا قدوة الْقُرَّاء والأدباء
…
ومحجة الْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء)
(والعالم الحبر الإِمَام وَمن سما
…
بِالْعلمِ مرتبَة على الجوزاء)
مَاتَ فِي بكرَة نَهَار الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
توفّي فِي عزلته الَّتِي بمسجده وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَكَانَ النَّاس فِي الْجَامِع أَكثر من يَوْم الْجُمُعَة وغلقت الْأَسْوَاق وَدفن فِي دكة الإِمَام أَحْمد رضي الله عنه
527 -
عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف بن الْفراء القَاضِي أَبُو الْقَاسِم بن القَاضِي أبي الْفرج ابْن القَاضِي أبي خازم بن القَاضِي أبي يعلى
أسمعهُ وَالِده فِي صغره من أبي مَنْصُور الْقَزاز وَأبي مَنْصُور بن خيرون وَغَيرهمَا وَسمع هُوَ بِنَفسِهِ من ابْن نَاصِر وابي بكر ابْن الزَّاغُونِيّ وَبَالغ فِي السماع حَتَّى سمع من جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وتفقه وَكتب على الفتاوي مَعَ أَئِمَّة عصره
روى عَنهُ ابْن الْقطيعِي فِي تَارِيخه وَمن تصانيفه الرَّوْض النَّضر فِي حَيَاة أبي الْعَبَّاس الْخضر عِنْده كتب جليلة من جُمْلَتهَا خطّ الإِمَام أَحْمد حَكَاهُ الشَّيْخ طَلْحَة العلثى
وَكَانَ قد علاهُ الشيب وَكنت لَا أشْبع من النّظر إِلَى جمال وَجهه وَحسن أَطْرَافه وسكينة عَلَيْهِ وَحمله دين كثير
توفّي يَوْم الْجُمُعَة يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فَدفن من الْغَد بمقبرة الإِمَام أَحْمد عِنْد آبَائِهِ رَحِمهم الله تَعَالَى
528 -
عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي جمال الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين الْمَعْرُوف بالجندي سبط أبي الْحرم ابْن القلانسي سمع على مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأتوني والعرضي وأحضر على الْمَيْدُومِيُّ ثمانيات النجيب وَألبسهُ خرقَة التصوف حدث باليسير فِي آخر عمره وَأحب الرِّوَايَة وَأَكْثرُوا عَنهُ وَكَانَ ذَا سمت حسن وديانة وَيتَكَلَّم فِي مسَائِل الْفِقْه
ونوادر حَسَنَة
مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر جُزْءا من حَدِيث أبي الشَّيْخ بِسَمَاعِهِ على جده أبي الْحرم القلانسي بِسَنَدِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا سباعيات مؤنسة خاتون بنت الْملك الْعَادِل بِسَمَاعِهِ على جده لأمه أبي الْحرم عَنْهَا سَمَاعا
529 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن شَاكر أَبُو البخْترِي الْعَنْبَري
ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد
سمع يحيى بن آدم وَمُحَمّد ابْن بشر الْعَبْدي وَغَيرهمَا روى عَنهُ يحيى بن صاعد وَأَبُو الْحُسَيْن بن المنادى وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم سَمِعت مِنْهُ مَعَ أبي وَهُوَ صَدُوق وَوَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَله شعر وَمن جملَته
(يَمْنعنِي من عيب غَيْرِي الَّذِي
…
أعرفهُ عِنْدِي من الْعَيْب)
(عيبي لَهُم بِالظَّنِّ منى بدا
…
وَلست من عيبي فِي ريب)
(إِن كَانَ عيبي غَابَ عَنْهُم فقد
…
أحصى عيوبي عَالم الْغَيْب)
مَاتَ سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ فِي يَوْم جُمُعَة قبل التَّرويَة
530 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن صَالح بن شيخ بن عميرَة أَبُو بكر الْأَسدي
حدث عَن إمامنا أَحْمد بن حَنْبَل روى عَنهُ أَحْمد ابْن مُحَمَّد الْأَسدي وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم كتبت عَنهُ وَسُئِلَ أبي عَنهُ فَقَالَ صَدُوق
531 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْمَرْزُبَان بن سَابُور أَبُو الْقَاسِم هُوَ بغوي الأَصْل
سمع عَليّ بن الْجَعْد وَخلف ابْن هِشَام وَعلي ابْن الْمَدِينِيّ وَيحيى ابْن معِين وإمامنا فِي آخَرين حدث عَنهُ يحيى ابْن صاعد وَعبد الْبَاقِي ابْن قَانِع وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهم
وَسَأَلَ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ الدَّارَقُطْنِيّ عَنهُ فَقَالَ ثِقَة جليل
إِمَام من الْأَئِمَّة ثَبت أقل الْمَشَايِخ خطأ روى عَن إمامنا كتاب الْأَشْرِبَة وجزءا من الحَدِيث وَكَانَ يقدم ذَلِك الْجُزْء على كل مَا سَمعه تشرفا
بِأَحْمَد قَالَ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ قَالَ لي أَحْمد بن حَنْبَل خرجت أشيع الْحَاج إِلَى أَن صرت فِي ظهر الْقَادِسِيَّة فَوَقع فِي نَفسِي شَهْوَة الْحَج ففكرت فَقلت بِمَا أحج وَلَيْسَ معي إِلَّا خَمْسَة دَرَاهِم وَقِيمَة ثِيَابِي خَمْسَة فَإِذا أَنا بِرَجُل ق عارضني وَقَالَ يَا أَبَا عبد الله اسْم كَبِير وَنِيَّة ضَعِيفَة عارضك كَذَا وَكَذَا فَقلت كَانَ ذَاك فَقَالَ تعزم على صحبتي فَقلت نعم فَأخذ بيَدي وعارضنا الْقَافِلَة فسرنا بسيرها إِلَى وَقت الرواح وَهُوَ بَين الْعشَاء وَالْعَتَمَة ونزلنا فَقَالَ تعزم على الْإِفْطَار فَقلت نعم فَقَالَ لي قُم فابصر أَي شَيْء هُنَاكَ فجيء بِهِ فَأَصَبْت طبقًا فِيهِ خبز حَار وبقل وقصعة فِيهَا عراق تَفُور وإناء فِيهِ مَاء فَجئْت بِهِ وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فأوجز فِي صلَاته فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله كل فَأكلت وعزمت على أَن أدخر مِنْهُ
فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله إِنَّه طَعَام لَا يدّخر فَكَانَ هَذَا سبيلي مَعَه فقضينا حجنا وَكَانَ تولى مثل ذَلِك حَتَّى وافينا إِلَى الْموضع الَّذِي أَخَذَنِي مِنْهُ فودعني
وَانْصَرف فَقيل لِلْبَغوِيِّ أتعرف الرجل فَقَالَ أَظُنهُ الْخضر وَقَالَ أَيْضا سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول إِذا مَاتَ أصدقاء الرجل دلّ مَاتَ لَيْلَة عيد الْفطر سنة سبع عشرَة وثلاثمائة وَدفن بمقبرة بَاب التِّبْن الَّتِي دفن فِيهَا عبد الله بن الإِمَام أَحْمد وَقد اسْتكْمل مائَة سنة وَثَلَاث سِنِين وشهرا وَاحِدًا
532 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد بن سُفْيَان أَبُو بكر الْقرشِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي الدُّنْيَا صَاحب التصانيف الْمَشْهُورَة
ذكره أَبُو بكر الْخلال فِيمَن روى عَن إمامنا سمع سعيد بن سُلَيْمَان الوَاسِطِيّ وَإِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الحرامي وَجَمَاعَة روى عَنهُ الْحَارِث بن أبي أُسَامَة وَمُحَمّد بن خلف وَأَبُو بكر النجاد
وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ صَدُوق وَقَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل مَا أَقُول بَين التكبيرتين فِي صَلَاة الْعِيد قَالَ تحمد الله عز وجل وَتصلي على النَّبِي
مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ
533 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن المُهَاجر عرف بفوران أَبُو مُحَمَّد حدث عَن شُعَيْب بن حَرْب ووكيع وإمامنا فِي آخَرين روى عَنهُ عبد الله بن إمامنا وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَيحيى ابْن صاعد وَغَيرهم
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فوران نبيل جليل كَانَ أَحْمد يجله وَذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَ من أَصْحَاب أبي عبد الله الَّذين يقدمهم ويأنس بهم ويخلو مَعَهم ويستقرض مِنْهُم وَمَات أَبُو عبد الله وَله عِنْده خَمْسُونَ دِينَارا فأوصى أَبُو عبد الله أَن يعْطى من غَلَّته فَلم يَأْخُذهَا فوران وأحله مِنْهَا قَالَ أَبُو بكر المطوعي حَدثنِي فوران قَالَ دخل على أبي عبد الله شَاب بعد ضربه وَمَعَهُ قَارُورَة فِيهَا مَاء رَائِحَته رَائِحَة الْمسك وَقد ماج عَلَيْهِ الضَّرْب فِي الْيَوْم الثَّالِث وصعب فَأَتَاهُ الشَّاب فَقَالَ أَقْسَمت عَلَيْك بِاللَّه لأمكنتني من علاجك فَتَركه أَبُو عبد الله فصب عَلَيْهِ ذَلِك المَاء ومسحه فهدأ الضَّرْب وَسكن
فَلَمَّا رأى ذَلِك السجان تبع الشَّاب فَقَالَ لَو أَعْطَيْتنِي من هَذَا المَاء فَقَالَ إِن ذَلِك من مَاء الْجنَّة أنزلهُ لعقب آدم بِأَرْض الْهِنْد وَأَنا من سكان ذَلِك الْمَكَان من الْجِنّ ثمَّ غَابَ فَأقبل السجان مذعورا توفّي فِي نصف رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ ذكره ابْن قَانِع
534 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن الْفضل الصَّيْدَاوِيُّ نقل عَن
إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قَالَ لي أَحْمد إِذا أسلم الرجل على المبتدع فَهُوَ يُحِبهُ قَالَ النَّبِي (أَلا أدلكم على شَيْء إِذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السَّلَام بَيْنكُم)
535 -
عبد الله بن مُحَمَّد اليمامي عرف بِابْن الرُّومِي سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّاودِيّ وَأبي مُعَاوِيَة الضَّرِير وَعبد الرَّزَّاق وَغَيرهم روى عَنهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَقَالَ إِنَّه صَدُوق وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كنت عِنْد أَحْمد ابْن حَنْبَل فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله انْظُر فِي هَذِه فَإِن فِيهَا خطأ فَقَالَ عَلَيْك بِأبي زَكَرِيَّا فَإِنَّهُ يعرف الْخَطَأ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
536 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْفراء أَبُو الْقَاسِم بن القَاضِي أبي يعلى قَرَأَ بالروايات على أبي بكر الْخياط وَابْن الْبناء وَغَيرهمَا
وَسمع الحَدِيث من وَالِده وجده لأمه جَابر بن ياسين وَجَمَاعَة ورحل فِي طلب الحَدِيث وَالْعلم إِلَى الْبِلَاد وَقَرَأَ بآمد على أبي الْحسن الْبَغْدَادِيّ قِطْعَة صَالِحَة من الْخلاف وَالْمذهب وَحضر قبل ذَلِك على وَالِده والشريف أبي جَعْفَر وَكَانَ ذَا عفة وديانة وصيانة حسن التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ كثير الدَّرْس لَهُ مَعَ معرفَة بِعُلُومِهِ وَله معرفَة بِالْجرْحِ وَالتَّعْدِيل وَأَسْمَاء الرِّجَال والكنى وَلما وَقعت فتْنَة الْقشيرِي خرج إِلَى مَكَّة فَتوفي فِي مضيه إِلَيْهَا فِي آخر الْقعدَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة
537 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْخَطِيب شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد
سمع بِدِمَشْق من يحيى بن مَحْمُود الثَّقَفِيّ وَأبي عبد الله بن صَدَقَة وَغَيرهمَا وببغداد
من أبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وطبقته وبمصر من الثَّوْريّ وتفقه على وَالِده وَعَمه الشَّيْخ موفق الدّين وَحدث خرج لَهُ الْحَافِظ الضياء جُزْءا عَن جمَاعَة من شُيُوخه وَكَانَ فَقِيها فَاضلا دينا ثِقَة
توفّي لَيْلَة الثَّانِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون
538 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن أبي البركات الزريراني الْبَغْدَادِيّ فَقِيه الْعرَاق ومفتى الْآفَاق أَبُو بكر تَقِيّ الدّين
حفظ الْقُرْآن وَله سبع سِنِين وَسمع الحَدِيث من إِسْمَاعِيل بن الطبال وَمُحَمّد بن نَاصِر وَجَمَاعَة وتفقه على الشَّيْخ مُفِيد الدّين الْحَرْبِيّ ثمَّ ارتحل إِلَى دمشق فَقَرَأَ بهَا الْمَذْهَب على الشَّيْخ زين الدّين ابْن المنجي وَالشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية وَكَانَ عَارِفًا بأصول الدّين وَمَعْرِفَة الْمَذْهَب وَالْخلاف وَبِالْحَدِيثِ وبأسماء الرِّجَال والتواريخ واللغة والعربية وَغير ذَلِك وانتهت إِلَيْهِ معرفَة الْفِقْه بالعراق وطالع المغنى للموفق ثَلَاثًا وَعشْرين مرّة وَكَانَ يستحضر كثيرا مِنْهُ وعلق عَلَيْهِ حواشى وَولى الْقَضَاء
ودرس بالبشرية ثمَّ بالمستنصرية وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى حِين وَفَاته وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم بِبَغْدَاد من غير مدافع وَقَالَ لَهُ بعض الشَّافِعِيَّة وَقد بحث مَعَه أَنْت الْيَوْم شيخ الطوائف بِبَغْدَاد وَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن عَسْكَر شيخ الْمَالِكِيَّة يَوْم وَفَاته لم يبْق بِبَغْدَاد من يُرَاجع فِي عُلُوم الدّين مثله قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَتخرج بِهِ أَئِمَّة وَأَجَازَ لجَماعَة توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالمستنصرية وحضره خلق كثير
539 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نعْمَة النابلسي
الْفَقِيه الزَّاهِد الْقدْوَة شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الْعَفِيف حضر على خطيب مردا وَسمع من عَم أَبِيه جمال الدّين عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم وَأَجَازَ لَهُ سبط السلفى تفقه وَأفْتى وَأم بِمَسْجِد الْحَنَابِلَة بنابلس نَحوا من سبعين سنة وَكَانَ كثير الْعِبَادَة حسن الشكل وَالصَّوْت عَلَيْهِ الْبَهَاء وَالْوَقار حدث وَسمع مِنْهُ جمع توفّي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرى ربيع الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتأسف النَّاس عَلَيْهِ
540 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب الزرعي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الْفَاضِل المحصل جمال الدّين بن الشَّيْخ الْعَلامَة شمس الدّين ابْن قيم الجوزية الْخَطِيب بِجَامِع خليخان وَهُوَ أول من خطب بِهِ قَالَ ابْن كثير وَكَانَ لَدَيْهِ عُلُوم جَيِّدَة وذهن
حَاضر حاذق أفتى ودرس وناظر وَحج مَرَّات وَكَانَ أعجوبة زَمَانه توفّي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَت جنَازَته حافلة
541 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن فَهد الشَّيْخ المكثر الحبر الْفَقِيه تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن قيم الضيائية أَخذ عَن الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَسمع من الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر وَابْن الزين وَابْن الْكَمَال سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع والحسيني وَابْن رَجَب وَأَجَازَ للشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى وللشيخ شرف الدّين جدى رحمهمَا الله تَعَالَى وَتفرد بالكثير من مسموعاته وَكَانَ من الأتقياء حدث بالكثير فِي طلاب عصره وانتفع بِهِ وَكَانَ لَهُ حَانُوت بالصالحية يَبِيع فِيهِ الْعطر توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس عشرى الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ عقيب صَلَاة الظّهْر بالجامع المظفري وشيعه خلق كثير وَدفن بالروضة عَن إِحْدَى وَتِسْعين سنة
542 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عبد الْبَاقِي الحجاوي
قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية سمع الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ من أبي الْحسن ابْن الصَّواف وطبقته وَحدث وَسمع مِنْهُ الحافظان زين الدّين الْعِرَاقِيّ والهيتمى تفقه وَأفْتى ودرس وباشر الْقَضَاء بالديار المصرية من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ إِلَى أَن توفّي بَاشر مَعَ أحد عشر سُلْطَانا وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص وَقَالَ عَالم ذكي حبر صَاحب مُرُوءَة وديانة وأوصاف حميدة وَله يَد طولى فِي الْمَذْهَب وَقدم علينا وَهُوَ طَالب حدث سنة سبع عشرَة فَسمع من أبي بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى الْمطعم وعنى بالرواية وَهُوَ مِمَّن أحبه فِي الله
وحمدت سيرته فِي الْقَضَاء وانتشر فِي إِمَامَته مَذْهَب أَحْمد بالديار المصرية وَكثر فُقَهَاء
الْحَنَابِلَة بهَا وَأثْنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة مِنْهُم أَبُو زرْعَة ابْن العراقى وَابْن حبيب
توفّي نَهَار الْخَمِيس سَابِع عشرى الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا خَارج بَاب النَّصْر
543 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الراميني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الإِمَام عَلامَة الزَّمَان شيخ الْمُسلمين أَبُو مُحَمَّد شرف الدّين
توفّي وَالِده وَهُوَ صَغِير فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَكَانَ يحفظه آخر عمره وَيقوم بِهِ فِي التَّرَاوِيح فِي كل سنة بِجَامِع الأفرم
لَهُ محفوظات كَثِيرَة مِنْهَا الْمقنع فِي الْفِقْه ومختصر ابْن الْحَاجِب فِي الْأُصُول وألفية ابْن مَالك فِي النَّحْو وألفية الْجُوَيْنِيّ فِي عُلُوم الحَدِيث والانتصار فِي الحَدِيث تأليف جده قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين المرداوي وَكَانَ عَلامَة فِي الْفِقْه يستحضرغالب فروع وَالِده استاذا فِي الْأُصُول بارعا فِي التَّفْسِير والْحَدِيث ومشاركا فِيمَا سوى ذَلِك وَكَانَ شيخ الْحَنَابِلَة بِالشَّام بل بالممالك وَأثْنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة فِي عصره كالبلقيني والتفهنى والديرى وَاجْتمعَ فِي آخر الْأَمر بشيخنا الْعَلامَة الْمُحَقق الشَّيْخ عَلَاء الدّين البُخَارِيّ فَتكلم مَعَه فِي أَنْوَاع من الْعلم فأعجبه كثيرا وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي هَذَا فِي هَذِه الْبِلَاد وَاجْتمعَ فِي حَال الشبيبة بالشيخ كَمَال الدّين شيخ الْمدرسَة الشيخونية وَتكلم مَعَه فِي شَرحه على الْمُخْتَصر فِي مَوَاضِع فَاسْتحْسن كَلَامه وَأخذ عَن أَخِيه الشَّيْخ برهَان الدّين والخطيب شمس الدّين وَالشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن خضر
أفتى ودرس وناظر واشتغل فِي الْعُلُوم وباشر نِيَابَة الحكم قبل الْفِتْنَة وَبعدهَا دهرا طَويلا ثمَّ ترك ذَلِك وَلزِمَ بَيته بِقصد الِاشْتِغَال والإفتاء
حدث عَن ابْن أميلة المراغى وَالشَّيْخ شمس الدّين ابْن الصَّامِت وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي شهر الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة
بالجامع المظفري وَصلى عَلَيْهِ إِمَامًا شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين الْأمَوِي الشَّافِعِي وَحضر بَقِيَّة الْقُضَاة والأعيان وَكَانَت لَهُ جَنَازَة حافلة لم يخلف بعده
مثله ذكره الشَّيْخ محيى الدّين الْمصْرِيّ وَدفن عِنْد وَالِده وَإِخْوَته بالروضة رَحْمَة الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ
544 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الشَّيْخ الرحلة تَقِيّ الدّين يعرف بِابْن عبيد الله سمع على الحجار وَمن ابْن الرضى وَبنت الْكَمَال والجزرى وَغَيرهم
وَكَانَ شَيخا حسن الْهَيْئَة طَوِيل الْقَامَة سمع مِنْهُ شَيخنَا الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر من لفطه المسلسل بالأولية بِسَمَاعِهِ من مُحَمَّد بن يُوسُف الحرانى بِسَمَاعِهِ من النجيب بِشَرْط التسلسل وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك
مَاتَ بعد الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة
545 -
عبد الله بن الْمُبَارك بن الْحسن العكبري المقرىء الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد
سمع من أبي نصر الزَّيْنَبِي وَأبي الغنايم بن أبي عُثْمَان وَغَيرهمَا
تفقه على أبي الوفا ابْن عقيل وَأبي سعد البردانى وَكَانَ يصحب شافعا الْحَنْبَلِيّ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بشرَاء كتب ابْن عقيل فَبَاعَ ملكا لَهُ وَاشْترى بِثمنِهِ كتاب الْفُنُون والفصول ووقفهما على الْمُسلمين وَكَانَ خيرا من أهل السّنة وَحدث
توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد عَن نَيف وَسبعين سنة
546 -
عبد الله بن معالى بن أَحْمد الريانى المقرىء الْفَقِيه سمع من أبي الْفَتْح ابْن المنى وشهدة وتفقه على ابْن المنى حدث
قَالَ ابْن نقطة سَمِعت مِنْهُ أَحَادِيث وَهُوَ شيخ حسن وَكَانَ صَالحا
حسن الطَّرِيقَة حدث باليسير
توفّي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة الإِمَام أَحْمد
وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى الريان بِفَتْح الرَّاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتحهَا وَبعدهَا ألف وَنون محلّة شرقى بَغْدَاد قريب من بَاب الأزج
547 -
عبد الله بن نصر الحجازى أَبُو مُحَمَّد
الزَّاهِد قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ سمع الحَدِيث وَصَحب الزهاد وتفقه على مَذْهَب الإِمَام أَحْمد رضي الله عنه وَكَانَ خشن الْعَيْش متعبدا وَحج على قَدَمَيْهِ بضع عشرَة حجَّة
توفّي فِي ربيع الأول سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب
548 -
عبد الله بن نصر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الحرانى المقرىء الْفَقِيه أَبُو بكر قَاضِي حران سمع الحَدِيث من شهدة
وَابْن شاتيل وطبقتهما وتفقه بِبَغْدَاد ورحل إِلَى وَاسِط وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن على أبي بكر الباقلاني وَجَمَاعَة وصنف كتبا فِي الْقرَاءَات وَحدث بحران روى عَنهُ الأبرقوهي وَغَيره وَكَانَ مَشْهُورا بالديانة والصيانة مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة بحران
549 -
عبد الله بن هبة الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد السامري الْفَقِيه الْفَاضِل أَبُو الْفَتْح
سمع الْكثير من أبي بكر الطريثيثى وثابت ابْن بنْدَار وَالْمبَارك ابْن عبد الْجَبَّار وَغَيرهم وتفقه على ابي الْخطاب الكلوذاني وَحدث باليسير روى عَنهُ جمع
توفّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشرى الْمحرم سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب حَرْب
550 -
عبد الله بن يزِيد العكبري
نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَهُوَ يسْأَل مَا تَقول فِي الْقِرَاءَة بالألحان فَقَالَ أَبُو عبد الله مَا اسْمك قَالَ مُحَمَّد قَالَ أفيسرك أَن يُقَال لَك يَا موحامد مَمْدُود
551 -
عبد الله بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الله بن هِشَام الشَّيْخ الْعَلامَة منقح الْأَلْفَاظ مُحَقّق الْمعَانِي صَاحب التصانيف المفيدة جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ قَرَأَ الْعَرَبيَّة على عبد اللَّطِيف ابْن عبد الْعَزِيز الْحَرَّانِي قَالَ أَبُو الْفضل ابْن العراقى اشْتهر وَسَار ذكره فِي الْآفَاق وانتهت إِلَيْهِ مشيخة النَّحْو فِي الديار
المصرية قَالَ ابْن كثير وَكَانَ فَردا فِي هَذَا الْفَنّ وَكَانَ كثير الدّيانَة وَالْعِبَادَة
لَهُ يَد طولى فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْعرُوض وَكَانَ يقرىء الحاوى الصَّغِير أحسن قِرَاءَة ثمَّ أقبل على مَذْهَب أبي حنيفَة ثمَّ اسْتَقر آخرا حنبليا وَسبب ذَلِك أَنه لم يكن لَهُ حَظّ من الدُّنْيَا عِنْد الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة فَسَأَلَهُ قَاضِي الْقَضَاء موفق الدّين الحجاوى أَن ينْتَقل إِلَى مَذْهَب الْحَنَابِلَة وَينزل فِي مدارسهم فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَحفظ الخرقى فِي دون أَرْبَعَة أشهر ودرس فِي التَّفْسِير بالقبة المنصورية وَغَيرهَا وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من المصريين وَغَيرهم
وَله تصانيف مَشْهُورَة مِنْهَا مغنى اللبيب عَن كتب الأعاريب وَهُوَ كتاب نَفِيس والتوضيح على ألفية ابْن مَالك وشذور الذَّهَب وَشَرحه وقواعد لَطِيفَة فِي الْإِعْرَاب وَشرح بَانَتْ سعاد وَهُوَ كتاب مُفِيد
توفّي يَوْم الْجُمُعَة سادس الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بعد الصَّلَاة بمقبرة الصُّوفِيَّة وَكَانَت جنَازَته حافلة وَمن شعره
(وَمن يصطبر للْعلم يظفر بنيله
…
وَمن يخْطب الْحَسْنَاء يصبر على العذل)
(وَمن لم يذل النَّفس فِي طلب الْعلَا
…
يَسِيرا يَعش دهرا طَويلا أَخا ذل)