المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من اسمه عبد الرحمن - المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - جـ ٢

[برهان الدين ابن مفلح الحفيد]

الفصل: ‌ذكر من اسمه عبد الرحمن

‌ذكر من اسْمه عبد الرحمن

563 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم أَبُو سعيد الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بدحيم ذكره ابْن ثَابت فِي السَّابِق واللاحق أَنه حدث عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَبَين وَفَاة دُحَيْم وَالْبَغوِيّ اثْنَان وَسَبْعُونَ سنة ولى الْقَضَاء بالرملة وروى عَنهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَقَالَ الْمروزِي سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يثنى على دُحَيْم وَيَقُول هُوَ عَاقل لين توفّي بالرملة فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ

ص: 77

564 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل الْمَقْدِسِي الْفَقِيه الزَّاهِد بهاء الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن عَم البُخَارِيّ سمع بِدِمَشْق من أبي عبد الله بن أبي الصَّقْر وَغَيره ورحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من شهدة وَعبد الْحق اليوسفى وطبقتهما وَسمع بحران من أَحْمد بن أبي الوفا الْفَقِيه وَيُقَال إِنَّه تفقه على ابْن المنى ثمَّ بِدِمَشْق على الشَّيْخ موفق الدّين ولازمه وَله مصنفات مِنْهَا شرح الْعُمْدَة فِي الْفِقْه مُجَلد قَالَ المندرى كَانَ فِيهِ تواضع وَحسن خلق وَأَقْبل أخيرا على طلب الحَدِيث وَكتب فِيهِ الْكثير

ص: 78

وَحدث توفّي فِي سَابِع ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن من يَوْمه بسفح قاسيون

565 -

عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي الفرضي الزَّاهِد الْقدْوَة عز الدّين أَبُو الْفرج

سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره وَحج صُحْبَة الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر وكمل عَلَيْهِ الْمقنع بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَكَانَ لَهُ معرفَة تَامَّة بالفرائض ومتعلقاتها حدث وَسمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَأثْنى عَلَيْهِ

ص: 79

وَقَالَ غَيره كَانَ رجلا صَالحا بشوش الْوَجْه كثير الْخَيْر مواظبا على أَفعَال الْبر أَخذ الْفَرَائِض عَنهُ جمَاعَة وانتفعوا بِهِ توفّي فِي ثامن رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الشَّيْخ أبي عمر

566 -

عبد الرَّحْمَن المتطبب أَبُو الْفضل وَقيل أَبُو عبد الله الْبَغْدَادِيّ

ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال قَالَ كَانَ عِنْده مسَائِل حسان عَن أبي عبد الله وَكَانَ يأنس بِهِ هُوَ وَبشر بن الْحَارِث وَيخْتَلف إِلَيْهِمَا

وَقَالَ دخلت على أبي عبد الله فَقلت مَا تَقول فِي قِرَاءَة الألحان فَقَالَ بِدعَة وَفِي رِوَايَة أَنه قَالَ اتخذوه أغانيا اتخذوه أغانيا

567 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْملك بن عُثْمَان بن عبد الله ابْن سعد بن مُفْلِح الْمُحدث الزَّاهِد أَبُو الْفرج شمس الدّين سمع بِدِمَشْق من ابْن الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني وَالشَّيْخ موفق الدّين وَجَمَاعَة وببغداد من الْفَتْح بن عبد السَّلَام والعلثى وَغَيرهمَا

ص: 80

وعنى بِالسَّمَاعِ وَكتب بِخَطِّهِ وَأثبت لنَفسِهِ

قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَقِيها زاهدا ثِقَة نبيلا حدث بالكثير وَأكْثر عَنهُ ابْن نَفِيس والمزي والبرزالي

توفّي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشرى الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بالصالحية وَدفن قَرِيبا من تربة الشَّيْخ أبي عمر

568 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن رَجَب بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الشَّيْخ الْعَلامَة الْحَافِظ الزَّاهِد شيخ الْحَنَابِلَة زين الدّين أَبُو الْفرج بن الشَّيْخ الإِمَام المقرىء الْمُحدث شهَاب الدّين الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي قدم مَعَ وَالِده وَهُوَ صَغِير وَأَجَازَهُ ابْن النَّقِيب وَأَجَازَ لَهُ النووى وَسمع بِنَفسِهِ بِمَكَّة على الْفَخر عُثْمَان بن يُوسُف

ص: 81

واشتغل بِسَمَاع الحَدِيث باعتناء وَالِده

سمع من الخباز وَابْن الْعَطَّار بِدِمَشْق وَمن الميدومى بِمصْر وَمن جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن البُخَارِيّ

وَله مصنفات مفيدة شرح التِّرْمِذِيّ وَشرح أَرْبَعِينَ النواوي وَشرح فِي شرح البُخَارِيّ سَمَّاهُ فتح الْبَارِي فِي شرح البُخَارِيّ وَنقل فِيهِ كثيرا من كَلَام الْمُتَقَدِّمين وَكتاب اللطائف فِي الْوَعْظ وأهوال الْقُبُور وَالْقَوَاعِد الْفِقْهِيَّة تدل على معرفَة تَامَّة بِالْمذهبِ وَله طَبَقَات الْحَنَابِلَة وَغير ذَلِك درس بِحَلقَة الثُّلَاثَاء والمدرسة الحنبلية وَكَانَ لَا يعرف شَيْئا من أُمُور النَّاس وَلَا يتَرَدَّد إِلَى أحد من ذَوي الولايات وَكَانَ يسكن الْمدرسَة السكرية بالقصاعين توفّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِأَرْض الحميرية ببستان كَانَ اسْتَأْجرهُ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بِبَاب الصَّغِير إِلَى جَانب قبر الشَّيْخ أبي الْفرج الشِّيرَازِيّ

569 -

عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد

ص: 82

الْمَعْرُوف بِابْن الذَّهَبِيّ أجَاز لَهُ الحجار وَأَجَازَ لشَيْخِنَا الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر وَله مرويات مُتعَدِّدَة فَمِنْهَا الْجُزْء الأول من حَدِيث أبي الْحُسَيْن ابْن شَافِع سَمعه من مُحَمَّد بن أَيُّوب بن حَازِم الكحال بِسَمَاعِهِ من عمر بن عَليّ خطيب القرافة بِسَنَدِهِ

مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة

570 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعد بن حريز

ص: 83

ابْن مكى الشَّيْخ الْقدْوَة أَبُو الْفرج زين الدّين الزرعى ثمَّ الدِّمَشْقِي أَخُو الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْقيم

سمع من ابي بكر ابْن عبد الدَّائِم وَعِيسَى الْمطعم والحجار وَحدث قَالَ ابْن رَافع وَذكره ابْن رَجَب فِي مشيخته وَقَالَ سَمِعت عَلَيْهِ كتاب التَّوَكُّل لِابْنِ أبي الدُّنْيَا بِسَمَاعِهِ على الشهَاب العابد وَتفرد بالرواية عَنهُ توفّي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشرى الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع دمشق وَدفن بِبَاب الصَّغِير

571 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن دَاوُد الشَّيْخ الْعَالم الناسك مجيد الطَّرِيقَة ومعلم الْحَقِيقَة تخرج بِجَمَاعَة من الشُّيُوخ مِنْهُم وَالِده وَنَشَأ على طَريقَة حَسَنَة ملازما للذّكر وَقِرَاءَة الأوراد الَّتِي رتبها وَالِده وَكَانَ محببا للنَّاس ويتردد إِلَيْهِ النواب وَالْقَضَاء وَالْفُقَهَاء من كل مَذْهَب اشْتغل فِي فنون كَثِيرَة وَأخذ الْعلم عَن جمَاعَة مِنْهُم الْعم الشَّيْخ برهَان الدّين

ص: 84

وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ لَهُ قلم حسن مَعَ جودة الْخط ألف كتبا عديدة مِنْهَا الْكَنْز الْأَكْبَر فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَهُوَ أجلهَا وَكَانَ بشوشا متصدرا لقَضَاء الْحَوَائِج وَكَانَت كَلمته مسموعة فِي الدولة الأشرفية والظاهرية وألزم بالْكلَام على مدرسة الشَّيْخ أبي عمر والبيمارستان القيمرى فَحصل بِهِ غَايَة النَّفْع من عمَارَة جهاتهما وَعمل مصالحهما وَرغب النَّاس فِي نفع الْفُقَرَاء بِكُل طَرِيق توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالتربة الَّتِي أَنْشَأَهَا عِنْد بَاب الزاوية وَحصل فِي أَمر الزاوية أُمُور وَولى عَلَيْهَا من لَا يَسْتَحِقهَا شرعا

572 -

عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن يحيى اللَّخْمِيّ القبابي الْمصْرِيّ الْفَقِيه الزَّاهِد العابد الْقدْوَة نجم الدّين

كَانَ رجلا صَالحا

ص: 85

زاهدا عابدا عَالما فَقِيها ذَا فَضِيلَة وَمَعْرِفَة وَله اشْتِغَال بالفقه أَقَامَ بحماة مُدَّة فِي زَاوِيَة يزار بهَا وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ أَئِمَّة

ص: 86

وقته يثنون عَلَيْهِ وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص وَأثْنى عَلَيْهِ وَكَانَ أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر من الْعلمَاء الربانيين وبقايا السّلف الصَّالح

توفّي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحماة وَكَانَت جنَازَته حافلة وَحمل على الرُّءُوس وَدفن شمَالي الْبَلَد وتأسف النَّاس عَلَيْهِ

573 -

عبد الرَّحْمَن بن زَاذَان بن يزِيد بن مخلد الرَّازِيّ أَبُو عِيسَى روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كنت فِي الْمَدِينَة وَقد وصلنا وَنحن قعُود وَأحمد بن حَنْبَل حَاضر فَسَمعته يَقُول اللَّهُمَّ من كَانَ على هوى أَو على رأى وَهُوَ يظنّ أَنه على الْحق وَلَيْسَ هُوَ على الْحق فَرده إِلَى الْحق حَتَّى لَا يضل بِهِ من هَذِه الْأمة أحد اللَّهُمَّ لَا تشغل قُلُوبنَا بِمَا تكفلت لنا بِهِ وَلَا تجعلنا فِي رزقك خولا لغيرك وَلَا تَمْنَعنَا خير مَا عنْدك بشر مَا عندنَا وَلَا تَرَانَا حَيْثُ نَهَيْتنَا وَلَا تفقدنا من حَيْثُ أمرتنا أعزنا وَلَا تذلنا أعزنا بِالطَّاعَةِ وَلَا تذلنا بالمعصية

ص: 87

مولده سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ

574 -

عبد الرَّحْمَن بن رزين بن عبد الْعَزِيز بن نصر بن عبيد الغساني الحوراني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه سيف الدّين

سمع بِدِمَشْق من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن سَلامَة النجار وببغداد بن أبي المظفر مُحَمَّد ابْن المنى

وَكَانَ فَقِيها فَاضلا صنف عدَّة تصانيف مِنْهَا كتاب التَّهْذِيب فِي اخْتِصَار الْمُغنِي مجلدين ثمَّ إِنَّه توجه إِلَى بَغْدَاد لأجل رفع حِسَاب الْمدرسَة الجوزية وَكَانَ بهَا سنة سِتّ وَخمسين فَقتل شَهِيدا بِسيف التتار

575 -

عبد الرَّحْمَن بن سَالم بن يحيى بن خَمِيس بن هبة الله ابْن مواهب الإخباري الْأَنْبَارِي ثمَّ الدِّمَشْقِي جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد

سمع من أبي الْيمن الْكِنْدِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن الحرستاني والحافظ عبد الْقَادِر الرهاوي وتفقه على الشَّيْخ موفق الدّين وبرع وَأفْتى وَحدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة وَكَانَ يسكن بالمنارة الغربية فِي جَامع دمشق

ص: 88

وَكَانَ يُصَلِّي بالمتأخرين صَلَاة الصُّبْح بالجامع الْمَذْكُور فيطيل بهم إطالة مفرطة إِلَى أَن تكَاد تطلع الشَّمْس توفّي فِي سلخ ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون

576 -

عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز بن الملجاج الضَّرِير الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد مُفِيد الدّين معيد الْحَنَابِلَة بِالْمَدْرَسَةِ المستنصرية سمع من الشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية وَغَيره وَكَانَ من أكَابِر الشُّيُوخ وأعيانهم عَالما بالفقه والْحَدِيث والعربية قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة فِي الْفِقْه وَسمع من ابْن الدقوقي وَغَيره مَاتَ سنة سَبْعمِائة

ص: 89

577 -

عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن أبي الْكَرم الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ الْقدْوَة زين الدّين الْمَعْرُوف بِأبي شعر نَشأ على

ص: 90

خير وَدين اشْتغل على الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن اللحام وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء شمس الدّين القباقيبي وَذكر عَنهُ أَنه قَالَ حضرت مجْلِس الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وعنى بِالْحَدِيثِ وعلومه وَكَانَ استاذا فِي التَّفْسِير وَله مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْفِقْه والأصلين والنحو وَكَانَ متبحرا فِي كَلَام الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية يذكر بِاللَّه تَعَالَى إِلَى أَن وَقع لَهُ كائنة مَعَ بعض الشَّافِعِيَّة فَلَزِمَ بَيته فِي الصالحية وَعَكَفَ عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ وانتفعوا بِهِ

وَكَانَ مَجْلِسه يقْصد حَتَّى يغص بأَهْله وَكَانَ ذَا هَيْئَة حَسَنَة عَلَيْهِ آثَار النّسك وَالْعِبَادَة تذكر هَيئته بالسلف الصَّالح وَله سرعَة كشف الْمسَائِل والوقائع مستحضرا وَكَانَ بعض النَّاس ينَال مِنْهُ ويصبر عَلَيْهِ حَتَّى لحق بِاللَّه تَعَالَى فِي ثَانِي عشرى شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفري وَكَانَ جنَازَته حافلة وَدفن بالروضة قَرِيبا من الشَّيْخ موفق الدّين

توفّي قبله وَلَده برهَان الدّين إِبْرَاهِيم فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَ شَابًّا حسنا دينا فَاضلا صَبر عَلَيْهِ وَالِده وتأسف النَّاس لفراقه

ص: 91

578 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن وريدة الشَّيْخ المعمر كَمَال الدّين أَبُو الْفرج الْبَغْدَادِيّ المقرىء انْتهى إِلَيْهِ علو الْإِسْنَاد فِي عصره

سمع من مُحَمَّد بن الْحسن بن أشنانة

ص: 92

وَأبي الوفا مَحْمُود بن مندة وَأَجَازَ لَهُ عمر بن طبرزد وَعبد الْوَهَّاب بن سكينَة وَقَرَأَ للسبعة على فَخر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْفرج الْموصِلِي وروى الْكثير وَعمر دهرا طَويلا وَسمع صفة الْمُنَافِق للفريابي وَكتاب الْإِقْنَاع فِي الْقرَاءَات الشواذ على عمر بن كرم وَالْهِدَايَة لأبي الْخطاب على النَّجْم يعِيش الْأَنْبَارِي أَنا سعد الله الدجاجي عَن الْمُؤلف توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة

579 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله ابْن عبد الله بن حَمَّاد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الله بن الْقَاسِم ابْن النَّضر بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن أبي بكر الصّديق الْقرشِي الْبكْرِيّ الْحَافِظ الْفَقِيه الْمُفَسّر الْوَاعِظ الأديب جمال الدّين أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ شيخ وقته وَإِمَام عصره

ص: 93

وَاخْتلف فِي هَذِه النِّسْبَة فَقيل إِن جده جَعْفَر نسب إِلَى فرضة من فرض الْبَصْرَة يُقَال لَهَا جوزة وفرضة النَّهر ثلمته الَّتِي يستقى مِنْهَا وَقيل هُوَ نِسْبَة إِلَى مَوضِع يُقَال لَهُ فرضة الْجَوْز وَقيل هُوَ نِسْبَة إِلَى محلّة بِالْبَصْرَةِ تسمى محلّة الْجَوْز وَقيل كَانَ فِي دَاره بواسط جوزة لم يكن بهَا جوزة سواهَا

سمع من أبي الْفضل ابْن نَاصِر واعتنى بِهِ وأسمعه الحَدِيث وَقَرَأَ بالروايات فِي كبره بواسط على ابْن الباقلاني وَسمع بِنَفسِهِ الْكثير واعتنى بِالطَّلَبِ قَالَ فِي أول مشيخته حَملَنِي شَيخنَا ابْن نَاصِر إِلَى الْأَشْيَاخ فِي الصغر وأسمعني العوالي وَأثبت سماعاتي كلهَا بِخَطِّهِ أَخذ لي إجازات مِنْهُم فَلَمَّا فهمت الطّلب ألازم من الشُّيُوخ أعلمهم وأوثر من أَرْبَاب النَّقْل أفهمهم فَكَانَت مهمتي تجويد الْعدَد لَا تَكْثِير الْعدَد وَلما رَأَيْت من أَصْحَابِي من يُؤثر الإطلاع على كبار مشايخي ذكرت عَن كل وَاحِد مِنْهُم حَدِيثا

ثمَّ ذكر فِيهَا أَن لَهُ سَبْعَة وَثَمَانِينَ شَيخا سمع الْكتب الْكِبَار كالمسند وجامع التِّرْمِذِيّ وتاريخ الْخَطِيب وَله فِيهِ فَوَات جُزْء وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ على أبي الْوَقْت وصحيح مُسلم بنزول وَمَا لَا يُحْصى من الْأَجْزَاء من تصانيف ابْن أبي الدُّنْيَا وَغَيره وَوعظ وَهُوَ صَغِير وَصَحب أَبَا بكر ابْن الزَّاغُونِيّ ولازمه وعلق عَنهُ الْفِقْه والوعظ وَذكر القادسي أَنه تفقه على أبي حَكِيم وَأبي يعلى ابْن الْفراء وَأبي بكر الدينَوَرِي

ص: 94

ثمَّ اشْتهر أمره فِي ذَلِك الْوَقْت وَأخذ فِي التصنيف وَالْجمع وَنظر فِي جَمِيع الْفُنُون وَألف فِيهَا وَكَانَ من القائمين على أهل الْبدع وَنَدم من يُخَالف أَحْمد وَأَصْحَابه وَقَالَ يَوْمًا على الْمِنْبَر أهل الْبدع يَقُولُونَ مَا فِي السَّمَاء أحد وَلَا فِي الْمُصحف قُرْآن وَلَا فِي الْقَبْر نَبِي (ثَلَاث عورات لكم) وَقَالَ لَهُ قَائِل مَا فِيك عيب إِلَّا أَنَّك حنبلى فأنشده

(وعيرني الواشون أَنِّي أحبها

وَتلك شكاة ظَاهر عَنْك عارها) ثمَّ قَالَ هَذَا عيبي وَلَا عيب فِي وَجه نقط صحنه بالخال وأنشده

(وَلَا عيب فيهم غير أَن سيوفهم

بِهن فلول من قراع الْكَتَائِب) وَكتب إِلَيْهِ رجل فِي رقْعَة وَالله مَا أَسْتَطِيع أَن أَرَاك فَقَالَ أعمش وشمس كَيفَ يَرَاهَا وَكَانَ أستاذ الأستاذين فِي الْوَعْظ قَالَ وَتقدم إِلَى بِالْجُلُوسِ تَحت المنظرة فِي رجل فتكلمت يَوْم خَامِس رَجَب بعد الْعَصْر وَحضر السُّلْطَان وَأخذ النَّاس أماكنهم من بعد صَلَاة الْفجْر واكتريت دكاكين فَكَانَ مَوضِع كل رجل بقيراط حَتَّى أَنه اكترى دكان لثمانية عشر رجلا بِثمَانِيَة عشر قيراطا ثمَّ جَاءَ رجل فَأَعْطَاهُمْ سِتَّة قراريط حَتَّى جلس مَعَهم وَكَانَ النَّاس يقفون يَوْم مجلسي كَأَنَّهُ الْعِيد وَقَالَ تَكَلَّمت فِي جَامع الْمَنْصُور فَبَاتَ فِي ليلته فِي الْجَامِع خلق كثير وختمت الختمات

ص: 95

وَاجْتمعَ النَّاس بكرَة فحزر الْجمع مائَة ألف وَتَابَ خلق كثير وَقطعت شُعُورهمْ ثمَّ نزلت فمضيت إِلَى قبر أَحْمد فَتَبِعَنِي خلق كثير حزروا بِخَمْسَة آلَاف

قَالَ وَبنى للشَّيْخ أبي الْفَتْح ابْن المنى دكة فِي مَوضِع جُلُوسه فِي الْجَامِع فتأثر أهل الْمذَاهب من ذَلِك وَجعلُوا يَقُولُونَ هَذَا بسببك فَإِنَّهُ مَا ارْتَفع هَذَا الْمَذْهَب عِنْد السُّلْطَان حَتَّى مَال إِلَى الْحَنَابِلَة إِلَّا بِسَمَاع كلامك فَشَكَرت الله على ذَلِك

وَقد تكلم فِيهِ بعض أَصْحَابنَا قَالَ الشَّيْخ موفق الدّين كَانَ ابْن الْجَوْزِيّ إِمَام عصره فِي الْوَعْظ وصنف فِي فنون الْعلم تصانيف حَسَنَة وَكَانَ صَاحب فنون وَكَانَ يدرس الْفِقْه ويصنف فِيهِ وَكَانَ حَافِظًا للْحَدِيث وصنف فِيهِ إِلَّا أننا لم نرض تصانيفه فِي السّنة وَلَا طَرِيقَته فِيهَا انْتهى وَكَانَ لَهُ قُوَّة فِي التَّأْلِيف وَكَلَامه فِي غَايَة الْحسن قَالَ يَوْمًا فِي مناجاته إلهي لَا تعذب لِسَانا يخبر عَنْك وَلَا عينا تنظر إِلَى عُلُوم تدل عَلَيْك وَلَا قدما تمشي إِلَى خدمتك وَلَا يدا تكْتب حَدِيث رَسُولك فبعزتك لَا تدخلني النَّار فقد علم أَهلهَا أَنى كنت أذب عَن دينك وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم طَلْحَة العلثى وابو عبد الله ابْن تَيْمِية خطيب حران وَسمع عَلَيْهِ خلق كثير وروى عَنهُ أَئِمَّة مِنْهُم الصاحب محيى الدّين

ص: 96

وسبطه أَبُو المظفر وَالشَّيْخ موفق الدّين والحافظ عبد الْغنى والنجيب عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَابه بِالسَّمَاعِ

وروى عَنهُ آخَرُونَ بِالْإِجَازَةِ آخِرهم الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَقد نالته محنة فِي آخر عمره يطول شرحها مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَأوصى أَن يكْتب على قَبره

ص: 97

(يَا كثير الْعَفو عَمَّن

كثر الذَّنب لَدَيْهِ)

(جَاءَك المذنب يَرْجُو الصفح

عَن جرم يَدَيْهِ)

(أَنا ضيف وَجَزَاء الضَّيْف

إِحْسَان إِلَيْهِ) ثمَّ توفيت أم وَلَده محيى الدّين وَكَانَت يَوْم الْجُمُعَة طيبَة لَيْسَ بهَا مرض وَكَانَ بَينهمَا يَوْم وَلَيْلَة وعد النَّاس ذَلِك من كراماته

580 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد التانرايا الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْوَاعِظ أَبُو مُحَمَّد ويلقب موفق الدّين

ص: 98

سمع من عبد الْحق اليوسفى وَابْن شاتيل وَغَيرهمَا وَصَحب ابْن الْجَوْزِيّ ولازمه وَوعظ وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن المنى وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق فَاضلا قَالَ الْمُنْذِرِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا مناظرا وَله يَد فِي الْوَعْظ حدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن النجار توفّي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ خَامِس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة فَجْأَة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد

581 -

عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتى الْمُحَقق أَبُو الْفرج شمس الدّين التترى لِأَن التتار أسروه وَقَالَ الْحُسَيْنِي لِأَن الفرنج أسروه سنة قازان

سمع من القَاضِي تقى الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة

ص: 99

وَإِسْمَاعِيل بن الْفراء وَأبي بكر ابْن عبد الدايم ووزيرة بنت المنجى وَعَائِشَة بنت عِيسَى بن الْمُوفق

حدث وَسمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي والمقرىء ابْن رَجَب وذكراه فِي معجميهما وَكَانَ فَاضلا متعبدا حسن الْأَخْلَاق والملتقى

توفّي بالصالحية يَوْم الْخَمِيس ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر بالجامع المظفري وَدفن عِنْد جده الشَّيْخ أبي عمر

582 -

عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن صَفْوَان أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي الْبَصْرِيّ ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ إِمَام فِي زَمَانه رفيع الْقدر حَافظ عَالم بِالْحَدَثِ وَالرِّجَال وصنف من حَدِيث الشَّام مَا لم يصنفه أحد وَحدثنَا عَن أبي مسْهر وَغَيره من شُيُوخ الشَّام والحجاز وَالْعراق وَجمع كتبا لنَفسِهِ فِي التَّارِيخ وَعلل الرِّجَال سمعناه مِنْهُ وَسَمعنَا مِنْهُ حَدِيثا كثيرا وَكَانَ عَالما بِأَحْمَد بن جنبل وَيحيى بن معِين وَسمع مِنْهُمَا سَمَاعا كثيرا وَسمع من أبي عبد الله خَاصَّة مسَائِل مشبعة محكمَة سَمعتهَا مِنْهُ فَمِنْهَا قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن الْمَضْمَضَة

ص: 100

وَالِاسْتِنْشَاق فِي الْوضُوء والجنابة وَاحِد يُعِيد لَهما الصَّلَاة

فَقَالَ هما فِي الْوضُوء والجنابة وَاحِد يُعِيد لَهما الصَّلَاة قلت لما ذكر فِي النَّبِي قَالَ نعم توفّي سنة ثَمَانِينَ أَو إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

583 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أبي نصر بن عَليّ بن عبد الدايم بن الغزال الْبَغْدَادِيّ الْوَاعِظ شهَاب الدّين سمع الْكثير بإفادة وَالِده وبنفسه من الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَأبي بكر ابْن الزَّاغُونِيّ وَأبي الْوَقْت وَخلق كثير وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَوعظ مُدَّة قَالَ ابْن النجار سَمِعت بقرَاءَته كثيرا وَكَانَ سريع الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة إِلَّا أَنه كَانَ لحنة قَلِيل الْمعرفَة بأسماء الْمُحدثين وَسمع مِنْهُ جمَاعَة وَأَجَازَ لِلْمُنْذِرِيِّ وَغَيره توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء نصف شعْبَان سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب

584 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أبي الْقَاسِم بن عَليّ الضَّرِير

ص: 101

الْبَصْرِيّ الإِمَام الْفَقِيه نور الدّين أَبُو طَالب حفظ الْقُرْآن بِالْبَصْرَةِ ثمَّ قدم بَغْدَاد وَسكن مدرسة أبي حَكِيم وَحفظ بهَا كتاب الْهِدَايَة لأبي الْخطاب وبرع فِيهِ وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَسمع بِبَغْدَاد من جمَاعَة مِنْهُم الصاحب أَبُو مُحَمَّد ابْن الْجَوْزِيّ وَسمع من الشَّيْخ مجد الدّين وَكَانَ بارعا فِي الْفِقْه وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِير وَله مصنفات عديدة مِنْهَا كتاب جَامع الْعُلُوم فِي تَفْسِير كتاب الله الْحَيّ القيوم وَالْحَاوِي فِي الْفِقْه تفقه عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ صفي الدّين عبد الْمُؤمن وَسمع مِنْهُ وروى عَنهُ جمَاعَة بِالْإِجَازَةِ وَكَانَ لَهُ فطنة عَظِيمَة ونادرة عَجِيبَة توفّي لَيْلَة السبت وَهُوَ عيد الْفطر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن فِي دكة الْقُبُور بَين يَدي قبر الإِمَام أَحْمد رضي الله عنه

585 -

عبد الرَّحْمَن بن عمر بن بَرَكَات بن شحانة الحرانى الْمُحدث المكثر سراج الدّين سمع بحران من الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوي

ص: 102

وبدمشق من ابْن الحرستاني وبحلب من الافتخار الْهَاشِمِي وبالموصل من مِسْمَار ابْن العويس وبمصر من جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن رِفَاعَة قَالَ ابْن نقطة هُوَ شَاب ثِقَة حسن المذاكرة انْتهى وَكَانَ لَهُ بنت عمياء تحفظ كثيرا إِذا سُئِلت عَن بَاب من الْكتب السِّتَّة ذكرت أَكْثَره وَكَانَت أعجوبة وَقد أجَاز للْقَاضِي سُلَيْمَان بن حَمْزَة توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وشحانة بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة الْخَفِيفَة وَبعد الْألف نون

586 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغنى بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور الْمَقْدِسِي الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو سُلَيْمَان بن الْحَافِظ سمع بِدِمَشْق من الخشوعي وَغَيره وبمصر من البوصيرى وببغداد من ابْن الْجَوْزِيّ وتفقه على الشَّيْخ موفق الدّين حَتَّى برع

أفتى ودرس وَكَانَ إِمَامًا عَالما

ص: 103

فَاضلا حسن السمت دَائِم الْبشر كريم النَّفس

وَقَالَ أَبُو شامة كَانَ من أَئِمَّة الْحَنَابِلَة وَكَانَ من الصَّالِحين حدث روى عَنهُ ابْن البُخَارِيّ

توفّي من تَاسِع عشرى صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون

587 -

عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور الْمَقْدِسِي النابلسي الْفَقِيه جمال الدّين أَبُو الْفرج سمع بالقدس من أبي عبد الله ابْن الْبناء وَحدث بنابلس قَالَ الشريف عز الدّين وَكَانَ لَهُ سَعَة وَفِيه فضل توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة بنابلس

588 -

عبد الرَّحْمَن بن مهْدي بن حسان أَبُو سعيد

سمع

ص: 104

الثَّوْريّ ومالكا وَشعْبَة وَعنهُ خلائق مِنْهُم إمامنا وعَلى ابْن الْمَدِينِيّ وَيحيى بن معِين وَغَيرهم

وروى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل عِنْدِي فَقَالَ نَظرنَا فِيمَا يخالفكم فِيهِ وَكِيع أَو فِيمَا خَالف وَكِيع النَّاس فَإِذا كَلَامه فِي نَيف وَسِتِّينَ حرفا قَالَ عبد الرَّحْمَن ابْن أبي حَاتِم هَذِه رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن أَحْمد ابْن حَنْبَل وَالْمرَاد بِهِ الِاخْتِلَاف فِي نَيف وَسِتِّينَ حَدِيثا وَقَالَ إِبْرَاهِيم ابْن شماس كُنَّا عِنْد عبد الرَّحْمَن بن مهْدي فَإِذا أَحْمد بن حَنْبَل قد قَامَ أَو قَالَ أقبل فَقَالَ عبد الرَّحْمَن من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى مَا بَين كتفى الثَّوْريّ فَلْينْظر إِلَى هَذَا وَقَالَ الْأَثْرَم سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول إِذا حدث عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن رجل فَهُوَ حجَّة وَهُوَ بَصرِي قدم بَغْدَاد وَمَات سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة

589 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس الرَّازِيّ أَبُو مُحَمَّد

ص: 105

الإِمَام بن الإِمَام الْحَافِظ أبي حَاتِم

سمع صَالح بن أَحْمد وَأحمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي وَغَيرهمَا ورحل فِي طلب الحَدِيث إِلَى الْبِلَاد مَعَ أَبِيه وَبعده

وصنف تصانيف عديدة مِنْهَا كتاب السّنة وَالتَّفْسِير وَكتاب الرَّد على الْجَهْمِية وفضائل أَحْمد وَفِي كتاب الرَّد على الْجَهْمِية حَدثنَا صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ سَمِعت أبي يَقُول قَالَ الله تَعَالَى قَالَ (أَلا لَهُ الْخلق وَالْأَمر) فَأخْبر بالخلق ثمَّ قَالَ (وَالْأَمر) فَأخْبر أَن الْأَمر غير الْخلق

مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وثلاثمائة

590 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن يحيى ابْن إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد بن مندة بن بطة الْأَصْبَهَانِيّ الإِمَام الْحَافِظ

ص: 106

أَبُو الْقَاسِم بن الْحَافِظ الْكَبِير أبي عبد الله بن مندة ومندة لقب إِبْرَاهِيم جده الْأَعْلَى

سمع أَبَاهُ وَأَبا بكر مرْدَوَيْه وخلقا وَكَانَ ذَا وقار وسمت وإتباع فيهم كَثِيرَة

وَكَانَ متمسكا بِالسنةِ معرضًا عَن أهل الْبدع آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر لَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَكَانَ سعد بن مُحَمَّد الزنجاني يَقُول حفظ الله الْإِسْلَام برجلَيْن أَحدهمَا بأصبهان وَالْآخِرَة بهراة عبد الرَّحْمَن بن مندة وَعبد الله الْأنْصَارِيّ وَقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ كَبِير الشَّأْن جليل الْقدر كثير السماع وَاسع الرِّوَايَة سَافر إِلَى الْحجاز وبغداد وهمذان وخراسان وصنف التصانيف

وَقَالَ شيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ كَانَ مضرته فِي الْإِسْلَام أَكثر من منفعَته وَعَن إِسْمَاعِيل التَّيْمِيّ أَنه قَالَ خَالف أَبَاهُ فِي مسَائِل وَأعْرض عَنهُ مَشَايِخ الْوَقْت وَمَا تركني أبي أسمع مِنْهُ وَكَانَ أَبوهُ خيرا مِنْهُ وَهَذَا لَيْسَ بقادح توفّي فِي شَوَّال سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة بأصبهان وشيعه خلق كثير لَا يحصيهم إِلَّا الله تَعَالَى

591 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الإِمَام الْفَقِيه الزَّاهِد الْخَطِيب قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين سمع من أَبِيه الشَّيْخ أبي عمر وَعَمه الشَّيْخ موفق الدّين وعنى بِالْحَدِيثِ

ص: 107

وَكتب بِخَطِّهِ الْأَجْزَاء والطباق وتفقه على عَمه فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع وَأذن لَهُ فِي إقرائه وَإِصْلَاح مَا يرَاهُ فِيهِ وَشَرحه فِي عشر مجلدات مستمدا من الْمُغنِي وَأخذ الْأُصُول عَن السَّيْف الآمدى درس وَأفْتى وأقرأ الْعلم زَمَانا طَويلا وانتفع بِهِ النَّاس وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب فِي عصره بل رئاسة الْعلم فِي زَمَانه وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَلَقَد أثنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة مِنْهُم إِسْمَاعِيل بن الخبار والذهبي

ص: 108

وَكَانَ الشَّيْخ محيى الدّين النَّوَوِيّ يَقُول هُوَ أجل شيوخي وَهُوَ أول من ولى قَضَاء الْحَنَابِلَة بِالشَّام فَوَلِيه مُدَّة تزيد على اثْنَتَيْ عشرَة سنة على كره مِنْهُ وَلم يتَنَاوَل عَلَيْهِ مَعْلُوما ثمَّ عزل نَفسه فِي آخر عمره وَبَقِي قَضَاء الْحَنَابِلَة شاغرا مُدَّة حَتَّى وليه وَلَده نجم الدّين وَكَانَ رَحْمَة للْمُسلمين ولولاه لراحت أَمْلَاك النَّاس لما تعرض إِلَيْهَا السُّلْطَان فَقَامَ فِيهَا قيام الْمُؤمنِينَ وأثبتها لَهُم وعاداه جمَاعَة الْحُكَّام وَعمِلُوا فِي حَقه المجهود وتحدثوا فِيهِ بِمَا لَا يَلِيق وَنَصره الله عَلَيْهِم بِحسن نِيَّته ويكفيه هَذَا عِنْد الله تَعَالَى أَخذ عَنهُ الْعلم جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَالشَّيْخ مجد الدّين إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحَرَّانِي وَكَانَ يَقُول مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثله وَحدث عَنهُ أَبُو عبد الله ابْن الخباز وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن الحريري وَغَيرهم توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سلخ ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد عِنْد وَالِده بسفح قاسيون وَكَانَت جنَازَته حافلة لم ير من دهر طَوِيل مثلهَا

592 -

عبد الرَّحْمَن بن أبي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلْطَان القرامزي الْفَقِيه العابد أَبُو الْفرج قَرَأَ بالروايات وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَجَمَاعَة وتفقه فِي الْمَذْهَب ثمَّ تزهد وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَالطَّاعَة وملازمة الْجَامِع واشتهر بذلك وَصَارَ لَهُ قبُول وَقدر عِنْد الأكابر

ص: 109

توفّي فِي مستهل الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ببستانه بِأَرْض جوبر وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع جراح وَدفن بمقابر الْبَاب الصَّغِير

593 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر الشَّيْخ الإِمَام الْخَطِيب القرضي شمس الدّين بن الْخَطِيب عز الدّين

سمع من القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَأبي بكر بن عبد الدَّائِم وَحدث فَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى قَالَ وَكَانَ من خِيَار عباد الله وَكَانَت لَهُ يَد طولي فِي الْفَرَائِض وَكَانَ لَهُ حَلقَة بالجامع المظفري وَكَانَ يشيع الْجَنَائِز ويحضرها حَتَّى تدفن وَكَانَ عَلَيْهِ نور وأبهة

توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بالصالحية عَن خمس وَسبعين سنة وَدفن بسفح قاسيون

594 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل زين الدّين وَكَانَ أَصْغَر أَوْلَاد الشَّيْخ صَاحب

ص: 110

الْفُرُوع دأب واشتغل وَحصل حفظ الْمقنع فِي الْفِقْه لشيخ الْإِسْلَام موفق الدّين وَكَانَ شكلا حسنا بارعا مترفها توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ خَامِس جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بالروضة قَرِيبا من وَالِده وجده

595 -

عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود بن أَحْمد بن مَسْعُود الْحَارِثِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه المناظر الأصولي شمس الدّين بن الْحَافِظ قَاضِي الْقُضَاة سعد الدّين

سمع بِقِرَاءَة وَالِده كثيرا من الْعِزّ الحرانى وخطيب المزة وبدمشق من ابْن البُخَارِيّ وبالإسكندرية من القرافى وعنى بِالْحَدِيثِ وتفقه فِي الْمَذْهَب حَتَّى برع وَأفْتى وناظر ودرس وَكَانَ شيخ الْمَذْهَب بالديار المصرية وَله مُشَاركَة فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة توفّي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشرى الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية وَدفن عِنْد وَالِده بالقرافة

ص: 111

596 -

عبد الرَّحْمَن بن النفيس بن الأسعد الغياثى الْفَقِيه المقرىء أَبُو بكر

قَرَأَ الْقُرْآن فِي زمن يسير وَتعلم الْخط بِسُرْعَة وَحفظ الخرقى وَقَرَأَ مسَائِل الْخلاف وَكَانَ ذكيا يحفظ فِي يَوْم وَاحِد مَا لَا يحفظه غَيره فِي شهر سمع من عبد الْوَهَّاب الأنماطى وَسعد الْخَيْر الأنصارى وَحدث وَكَانَ فَقِيها فَاضلا قَارِئًا مجودا مليح التِّلَاوَة طيب النغمة

قيل إِنَّه توفّي بِمصْر بعد سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة

597 -

عبد الرَّحْمَن بن النفيس بن هبة الله بن وهبان بن رومى السلمى الْفَقِيه الْمُحدث

قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الْكثير من أبي الْفَتْح ابْن شاتيل وَأبي السعادات وَخلق وَطلب بِنَفسِهِ وأمعن وارتحل فِي الطّلب إِلَى النواحي والبلدان وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وتفقه فِي الْمَذْهَب

ص: 112

وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف وَحصل طرفا من الْأَدَب صَالحا وَحدث بِبَغْدَاد ودمشق قَالَ المنذرى علقت عَنهُ بِمصْر فَوَائِد وَقتل شَهِيدا سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة من فتْنَة التتار الْكفَّار بخراسان

598 -

عبد الرَّحْمَن بن نجم بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَاحِد

ص: 113

الْأنْصَارِيّ الشيرازى الْفَقِيه الْوَاعِظ نَاصح الدّين أَبُو الْفرج

سمع من وَالِده وَالْقَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن الشهرزورى وعَلى بن نجا وَغَيرهم

وَشرع فِي الِاشْتِغَال ورحل إِلَى الْبِلَاد وَسمع بِبَغْدَاد وأصبهان والموصل من جمَاعَة وَدخل بلادا كَثِيرَة وَاجْتمعَ بفضلائها واشتغل بِبَغْدَاد على أبي الْفضل ابْن المنى واشتغل بالوعظ وبرع فِيهِ وَحضر فتح بَيت الْمُقَدّس مَعَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين درس بعدة مدارس مدرسة جدة الحنبلية ودرس بالمسمارية دولا مَعَ أسعد بن المنجا ثمَّ اشْتغل بهَا بَنو المنجا بِحكم أَن نظرها لَهُم ثمَّ بنيت لَهُ الصاحبة ربيعَة خاتون مدرسة بِالْجَبَلِ تسمى الصاحبة فدرس بهَا وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَحَضَرت الواقفة من وَرَاء ستر وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب بعد الشَّيْخ موفق الدّين وَكَانَ يساميه فِي حَيَاته وَبَينهمَا مراسلات حدث بِدِمَشْق وبغداد وَغَيرهمَا وَكَانَ لَهُ مصنفات وَهُوَ من بَيت الحَدِيث

ص: 114

وَالْفِقْه سمع مِنْهُ خَاله النابلسي وَابْن النجار الْحَافِظ توفّي يَوْم السبت ثَالِث الْمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن من يَوْمه فِي تربتهم بسفح قاسيون

599 -

عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن خاقَان أَبُو عَليّ سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن ابْن الثلجى فَقَالَ مُبْتَدع صَاحب هوى وَسَأَلته عَن يَعْقُوب بن شيبَة فَقَالَ مُبْتَدع صَاحب هوى وَسَأَلته عَن سوار بن عبد الله القَاضِي فَقَالَ مَا بَلغنِي عَنهُ إِلَّا جهل وَسَأَلته عَن يحيى بن أَكْثَم فَقَالَ مَا عَرفْنَاهُ ببدعة وَقَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل أَيّمَا أحب إِلَيْك جَامع سُفْيَان أَو موطأ مَالك فَقَالَ لاذا ولاذا عَلَيْك بالأثر وَقَالَ أَبُو مُزَاحم الخاقاني كَانَ لعمى عبد الرَّحْمَن بن الْوَلَد لصلبه مائَة وَسِتَّة

600 -

عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر البعلى

ص: 115

الْفَقِيه الْمُحدث الزَّاهِد فَخر الدّين أَبُو مُحَمَّد قَرَأَ الْقُرْآن على خَاله عبد الرَّحِيم بن نصر قَاضِي بعلبك وَسمع الحَدِيث من أبي الْمجد الْقرشِي والبهاء المقدسى وَغَيرهمَا وتفقه على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين أَحْمد بن الْعِزّ وشمس الدّين عمر بن المنجى وَحفظ عُلُوم الحَدِيث وَعرضه من حفظه على مُؤَلفه تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح وَقَرَأَ الْأُصُول وشيئا من الْخلاف على السَّيْف الآمدى والنحو على ابْن الْحَاجِب وَصَحب الشَّيْخ الْفَقِيه اليونينى والنواوى ودرس بعدة مدارس بِدِمَشْق وَقد أثنى عَلَيْهِ اليونينى والبرزالى قَالَ وَكَانَ من خِيَار الْمُسلمين وكبار الصَّالِحين

توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بِالْقربِ من الشَّيْخ موفق الدّين

601 -

عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الطَّحَّان الشَّيْخ الإِمَام

ص: 116

الْمسند المعمر شَيخنَا زين الدّين الْمُحدث

سمع الحَدِيث على الشَّيْخ الْمُحب الصَّامِت وَالشَّيْخ عمر بن حسن بن أميلة المراغى وَصَلَاح الدّين ابْن أبي عمر وَقع لَهُ بالرواية عَنْهُم أخيرا وَطلب هُوَ وَالشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد ابْن النَّاظر إِلَى الْقَاهِرَة المحروسة فِي أَيَّام دولة الْملك الظَّاهِر بعمق بِوَاسِطَة الْأَمِير تغرى ورش وَكَانَ من فضلاء طلبة الحَدِيث مقررا عَلَيْهَا وعَلى بن دورك البعلى وألزمهم الْمقَام فِي الرِّيف ثمَّ حَضَرُوا إِلَى دمشق المحروسة فقرأو عَلَيْهِ قبل الْخمسين وَثَمَانمِائَة

وَكَانَ وَالِده الشَّيْخ جمال الدّين من فضلاء الْحَنَابِلَة اشْتغل على جدى الشَّيْخ شمس الدّين وَغَيره وَمَعَ ذَلِك كَانَ يكْتب الجرائد بسوق الذِّرَاع بِدِمَشْق المحروسة ولد الشَّيْخ زين الدّين خَامِس عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ثمَّ أدْركهُ أَجله بعد عصر يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع عشر صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بقلعة الْجَبَل من الْقَاهِرَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِبَاب الدرج وَدفن بتربة طقتمش وَكَانَ لَهُ مشهدا عَظِيما جدا

ص: 117