المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌من اسمه محمد

-‌

‌ حرف الْمِيم

-

‌من اسْمه مُحَمَّد

847 -

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد بن مُوسَى أَبُو عبد الله ذكره أَبُو بكر الْخلال من جملَة الْأَصْحَاب نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد يَقُول تعرفوا إِلَى الله تَعَالَى بِبَعْض الأرجاء فَإِنَّهُ أوثق الْأَعْمَال إِلَيْنَا وَقَالَ البوشنجي وَذكر أَحْمد بن حَنْبَل عَنْك فَقَالَ هُوَ عِنْدِي أفضل وأفقه من سُفْيَان الثَّوْريّ وَذَلِكَ أَن سُفْيَان لم يمْتَحن من الشدَّة والبلوى بِمثل مَا امتحن بِهِ أَحْمد وَلَا علم سُفْيَان وَلَا من تقدم من فُقَهَاء الْأَمْصَار كعلم أَحْمد لِأَنَّهُ كَانَ أجمع للْعلم

ص: 329

وأبهر متقنهم وغالطهم وصدوقهم وكذوبهم وَلَقَد بَلغنِي عَن بشر بن الْحَارِث أَنه قَالَ قَامَ أَحْمد مقَام الْأَنْبِيَاء وَأحمد عندنَا امتحن من السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وتداوله أَرْبَعَة خلفاء بَعضهم بالضراء وَبَعْضهمْ بالسراء وَكَانَ فِيهَا مستعصما بِاللَّه تداوله الْمَأْمُون والمعتصم والمتوكل والواثق بَعضهم بِالضَّرْبِ وَالْحَبْس وَبَعْضهمْ بالإخافة والترهيب فَمَا كَانَ فِي هَذِه الْأَحْوَال إِلَّا سليم الدّين ثمَّ امتحن أَيَّام المتَوَكل بالتكريم والتعظيم وَبسط الدُّنْيَا عَلَيْهِ فَمَا ركن إِلَيْهَا وَلَا انْتقل من حَاله الأولى رَغْبَة فِي الدُّنْيَا وَلَا رَغْبَة فِي الذّكر فَهَذِهِ الْحَالَات لم يمْتَحن بِمِثْلِهَا سُفْيَان مَاتَ البوشنجي يَوْم النيروز فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ

848 -

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُسلم بن سَالم أَبُو أُميَّة الطرسوسي وَهُوَ بغدادي الأَصْل سمع عمر بن يُونُس وَعمر بن حبيب القَاضِي وَأَبا عَاصِم النَّبِيل ومكي بن إِبْرَاهِيم وإمامنا روى عَنهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَالْقَاضِي وَكِيع وَيحيى بن صاعد وَغَيرهم سُئِلَ أَبُو دَاوُد عَنهُ فَقَالَ ثِقَة وَذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ رفيع الْقدر سمعنَا مِنْهُ حَدِيثا كثيرا وَكَانَ إِمَامًا فِي الحَدِيث فِي زَمَانه مُتَقَدما وَكَانَ عِنْده مسَائِل صَالِحَة عَن أبي عبد الله وَعنهُ قَالَ سَأَلت

ص: 330

أَحْمد بن حَنْبَل عَن رجل سمع معي وَهُوَ يرى رَأْي الْخَوَارِج أعْطِيه سَمَاعه قَالَ نعم لَعَلَّ الله يَنْفَعهُ توفّي بطرسوس سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ ذكره ابْن المنادى

849 -

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْأنمَاطِي أَبُو جَعْفَر الْمَعْرُوف ب " مربع " صَاحب يحيى بن معِين كَانَ أحد الْحفاظ الْفُقَهَاء حدث عَن أبي سَلمَة التَّبُوذَكِي وَأبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء روى عَنهُ يحيى بن صاعد وَالْحُسَيْن الْمحَامِلِي وَغَيرهمَا وَعنهُ قَالَ كنت جَالِسا عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل وَبَين يَدَيْهِ محبرة فَذكر أَبُو عبد الله حَدِيثا فاستأذنته بِأَن أكتب من محبرته فَقَالَ اكْتُبْ يَا هَذَا فَهَذَا ورع مظلم مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ ذكره عبد الْبَاقِي بن قَانِع

850 -

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْفضل السَّمرقَنْدِي روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كنت عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل فَذكر عبد الله بن عبد الرَّحْمَن فَقَالَ هُوَ ذَاك السَّيِّد ثمَّ قَالَ أَحْمد عرض عَليّ الْكفْر فَلم أقبل وَعرض عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَلم يقبل

ص: 331

851 -

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْقَيْسِي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا مَا رَوَاهُ الْأَثْرَم قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْقَيْسِي قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل يحْكى عَن ابْن الْمُبَارك قيل لَهُ كَيفَ نَعْرِف رَبنَا عز وجل قَالَ فِي السَّمَاء السَّابِعَة على عَرْشه فَقَالَ أَحْمد هَكَذَا هُوَ عندنَا

852 -

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الماستوري نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول كنت فِي كتاب الْحيض تسع سِنِين حَتَّى فهمته

853 -

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو حَمْزَة الصُّوفِي كَانَ يتَكَلَّم فِي جَامع الرصافة ثمَّ انْتقل إِلَى جَامع الْمَدِينَة وَكَانَ عَالما بالقراءات جَالس إمامنا واستفاد مِنْهُ وجالس بشر بن الْحَارِث وَأَبا نصر التمار وَغَيرهمَا

ص: 332

قَالَ أَبُو حَمْزَة كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يسألني فِي مَجْلِسه عَن مسَائِل وَيَقُول مَا تَقول فِيهَا يَا صوفي

أَرَادَ وَالله أعلم بسؤاله إِن أصَاب أقره عَلَيْهِ وَإِن أَخطَأ بَينه لَهُ وروى الْخَطِيب بِإِسْنَادِهِ قَالَ أَبُو حَمْزَة سَافَرت سفرة على التَّوَكُّل فَبينا أَنا أَسِير ذَات لَيْلَة وَالنَّوْم فِي عَيْني إِذْ وَقعت فِي بِئْر فَلم أقدر على الْخُرُوج مِنْهَا لتهدم بنائها فَجَلَست فِيهَا فَبينا أَنا جَالس إِذْ وقف على رَأسهَا رجلَانِ فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه نجوز ونترك هَذِه فِي طَرِيق السابلة فَقَالَ الآخر فَمَا تصنع قَالَ نطمها فبدرت نَفسِي أَن أَقُول أَنا فِيهَا فنوديت تتوكل علينا وتشكو بلاءنا إِلَى سوانا فَسكت فمضينا ثمَّ رَجعْنَا ومعهما شَيْء جعلاه على رَأسهَا غطياها بِهِ فَقَالَت لي نَفسِي أمنت طمها وَلَكِن جعلت مسجونا بهَا فَمَكثت يومي وليلتي فَلَمَّا كَانَ الْغَد ناداني شَيْء يَهْتِف وَلَا أرَاهُ تمسك بِي شَدِيدا فمددت يَدي فَوَقَعت على شَيْء خشن فتمسكت بِهِ فعلاها فطرحني فتأملت فَوق الأَرْض فَإِذا هُوَ سبع فَلَمَّا رَأَيْته لحق نَفسِي من ذَلِك مَا يلْحق من مثله فَهَتَفَ بِي هَاتِف يَا أَبَا حَمْزَة استنقذناك من الْبلَاء فكفيناك مَا تخَاف بِمَا تخَاف مَاتَ سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

854 -

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور الْمَقْدِسِي الزَّاهِد أَبُو بكر

سمع الحَدِيث بِدِمَشْق وَدخل مَعَ

ص: 333

أَخِيه بَغْدَاد سمع بهَا من أبي الْفَتْح ابْن شاتيل وَغَيره ثمَّ عَاد إِلَى دمشق ثمَّ سَافر إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وَحصل فنونا من الْعلم وَكَانَ فَقِيها زاهدا ورعا كثير الخشية وَالْخَوْف من الله تَعَالَى

وَكَانَ يُبَالغ فِي الطَّهَارَة توفّي بنابلس سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

855 -

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور نزيل مصر قَاضِي الْقُضَاة شيخ الشُّيُوخ شمس الدّين أَبُو بكر ابْن الشَّيْخ الْعِمَاد

حضر بِدِمَشْق على ابْن طبرزد وَسمع من الْكِنْدِيّ وَابْن ملاعب وَالشَّيْخ موفق الدّين وتفقه عَلَيْهِ ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وَسمع بهَا من أبي الْفَتْح عبد السَّلَام وَجَمَاعَة وتفقه وتفنن فِي عُلُوم كَثِيرَة ثمَّ انْتقل إِلَى مصر فسكنها إِلَى أَن مَاتَ بهَا وَعظم شَأْنه وَصَارَ شيخ الْمَذْهَب علما وصلاحا وديانة وانتفع بِهِ النَّاس وَولى مشيخة خانقاة سعيد السُّعَدَاء وتدريس الْمدرسَة الصالحية ثمَّ ولى الْقَضَاء مُدَّة ثمَّ عزل مِنْهُ وَأقَام بمنزله يقرىء الْعلم ويدرس ويفتى وَأثْنى عَلَيْهِ عبيد الإسعردي والبرزالي والذهبي وَقَالَ صَار شيخ الإقليم فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ إِمَامًا محققا كثير الْفَضَائِل صَالحا

ص: 334

خيرا حسن الْبشر مليح الشكل كثير النَّفْع والمحاسن سمع مِنْهُ الدمياطي والحارثي وَغَيرهمَا

توفّي يَوْم السبت ثَانِي عشر الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن من الْغَد عِنْد عَمه الشَّيْخ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَكَانَت جنَازَته حافلة

856 -

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الشَّيْخ أبي عمر الْمَقْدِسِي الْخَطِيب البليغ الصَّالح الْعَالم الْقدْوَة عز الدّين أَبُو عبد الله ابْن الشَّيْخ الْعِزّ

سمع من ابْن عبد الدايم والكرماني حضورا وَسمع كثيرا من أبي عمر وتفقه قَدِيما بعم أَبِيه الشَّيْخ شمس الدّين درس بمدرسة جده والضيائية وخطب بالجامع المظفري وَكَانَ من الصَّالِحين الأخيار الْمُتَّفق عَلَيْهِم وَعمر وَحدث بالكثير

توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ عشرى رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بتربة جده الشَّيْخ أبي عمر

ص: 335

857 -

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الْمَعْرُوف بالخفيفة الشَّيْخ الصَّالح المقرىء المعمر

سمع من ابْن البُخَارِيّ مشيخته وَحدث وَسمع مِنْهُ ابْن رَجَب والعراقي وَطَائِفَة وَكَانَ يقرىء بالجامع المظفري قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة مستكثرة

توفّي عَن سنّ عالية لَيْلَة الثُّلَاثَاء عَاشر ربيع الأول سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بالصالحية وَدفن بسفح قاسيون

858 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجراح أَبُو عبد الرَّحِيم الْجوزجَاني

ذكره أَبُو بكر الْخلال وَقَالَ فِيهِ ثِقَة جليل الْقدر وَقَالَ الْمروزِي رَأَيْت أَبَا عبد الرَّحِيم عِنْد أبي عبد الله وَقد كَانَ ذكره أَبُو عبد الله فَقَالَ كَانَ أَبوهُ مرجئا وَأما أَبُو عبد الرَّحِيم فَأثْنى عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عبد الرَّحِيم سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَذكر إِسْحَاق فَقَالَ لَا أعلم أَو لَا أعرف لإسحاق بالعراق نَظِير

ص: 336

859 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن رزين نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول رَأَيْت ابْنا للعلاء بن عبد الْجَبَّار عِنْد سُفْيَان وَكَانَ كيسا

860 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمثنى أَبُو جَعْفَر نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ أتيت أَحْمد بن حَنْبَل فَجَلَست على بَابه أنْتَظر خُرُوجه فَلَمَّا خرج قُمْت إِلَيْهِ فَقَالَ أما علمت أَن النَّبِي قَالَ (من أحب أَن يتَمَثَّل لَهُ الرِّجَال قيَاما فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار) فَقَالَ إِنَّمَا قُمْت إِلَيْك وَلم أقِم لَك فَاسْتحْسن ذَلِك قَالَ أَبُو جَعْفَر قلت لِأَحْمَد مَا تَقول فِي بشر فَقَالَ سَأَلتنِي عَن رَابِع سَبْعَة من الأبدال أَو عَامر بن عبد قيس مَا مثله عِنْدِي إِلَّا مثل رجل ركز رمحا فِي الأَرْض ثمَّ قعد مِنْهُ على السنان فَهَل ترى ترك لأحد موضعا يقْعد فِيهِ

ص: 337

861 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن وَاصل أَبُو الْعَبَّاس المقرىء سمع أَبَاهُ وَمُحَمّد بن صَالح الْخياط وإمامنا فِي آخَرين روى عَنهُ أَبُو مُزَاحم الخاقاني قَالَ الْخلال وَعِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل حسان قَالَ وسمعته يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله سُئِلَ عَن الرَّأْي قَالَ لَا تكْتب شَيْئا من الرَّأْي وَقَالَ قَالَ أَحْمد عمْرَة فِي رَمَضَان تعدل حجَّة فَإِن أدْرك يَوْمًا من رَمَضَان فقد أدْرك عمْرَة رَمَضَان مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قَالَه ابْن قَانِع

862 -

مُحَمَّد بن أَحْمد المروروذي ذكره ابو بكر الْخلال بجميل وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول إِذا دَخَلْتُم الْمَقَابِر فاقرأوا آيَة الْكُرْسِيّ و (قل هُوَ الله أحد) ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قُولُوا اللَّهُمَّ اجْعَل فَضله لأهل الْمَقَابِر روى أَبُو بكر فِي الشافي

ص: 338

قَالَ مُحَمَّد بن أَحْمد المروروزي سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول إِذا دَخَلْتُم الْمَقَابِر فاقرأوا فَاتِحَة الْكتاب والمعوذتين (وَقل هُوَ الله أحد) وَاجْعَلُوا ثَوَاب ذَلِك لأهل الْمَقَابِر فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِم

863 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بالصواف سمع إِسْحَاق بن الْحسن الْحَرْبِيّ وَأَبا إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ وَعبد الله بن الإِمَام أَحْمد وَآخَرين روى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ مُحَمَّد بن أبي الفوارس قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثل أبي عَليّ ابْن الصَّواف

توفّي فِي سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة

864 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح بن حَنْبَل أَبُو جَعْفَر حدث عَن أَبِيه وَعم أَبِيه عبد الله بن أَحْمد وَعَن عَمه زُهَيْر بن صَالح وَغَيرهم روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْوراق

ص: 339

وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ أَبُو جَعْفَر حَدثنَا عَم أبي عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ قَالَ أبي رَأَيْت البارحة فِي النّوم عَليّ بن عَاصِم فأولت ذَلِك عليا علوا وعاصما عصمَة مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة

865 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عَنْبَس أَبُو الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بِابْن سمعون كَانَ وَاحِد دهره وفريد عصره فِي الْكَلَام على علم الخواطر والإشارات دون النَّاس حِكْمَة

سمع من عبد الله بن أبي دَاوُد السجسْتانِي وَمُحَمّد بن صاعد وَمُحَمّد بن جَعْفَر الطَّبَرِيّ فِي آخَرين

حدث عَنهُ القَاضِي ابْن أبي مُوسَى وَأَبُو مُحَمَّد الْخلال وَعبد الْعَزِيز الْأَزجيّ وَقَرَأَ الخرقى على مُصَنفه قَالَ البرقاني قلت لأبي الْحُسَيْن ابْن سمعون أَيهَا الشَّيْخ تَدْعُو النَّاس إِلَى الزّهْد فِي الدُّنْيَا وَتركهَا وتلبس أحسن الثِّيَاب وتأكل أطيب الطَّعَام فَكيف هَذَا فَقَالَ كل مَا يصلحك لله فافعله

وَقَالَ لرجل مَا اسْمك

ص: 340

قَالَ حسن قَالَ قد أَعْطَاك الله الِاسْم فسله يعطيك الْمَعْنى وَقَالَ رَأَيْت الْمعاصِي نذله فتركتها مُرُوءَة فاستحالت ديانَة

وَلما اتَّصَلت الْفِتْنَة بَين أهل السّنة والشيعة فَأمر عضد الدولة مناديا فَنَادَى لَا يقصن أحد فِي جَامع وَلَا طَرِيق

فَرفع إِلَيْهِ أَن أَبَا الْحُسَيْن بن سمعون جلس على كرسيه فِي يَوْم الْجُمُعَة بِجَامِع الْمَنْصُور وَتكلم على النَّاس فَأمر بإحضاره بَين يَدَيْهِ فَلَمَّا دنا من الْمَكَان الَّذِي كَانَ جَالِسا فِيهِ عضد الدولة قيل لَهُ قف مَكَانك فَإِذا دخلت فَسلم بخشوع وخضوع فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ فَإِذا هُوَ وَاقِف إِلَى جَانب من دخل فتحول وَجهه نَحْو دَار بختيار وَقَرَأَ (وَكَذَلِكَ أَخذ رَبك إِذا أَخذ الْقرى وَهِي ظالمة إِن أَخذه أَلِيم شَدِيد) ثمَّ حول وَجهه إِلَى الْملك وَقَرَأَ (ثمَّ جَعَلْنَاكُمْ خلائف فِي الأَرْض من بعدهمْ لنَنْظُر كَيفَ تَعْمَلُونَ) ثمَّ أَخذ فِي الْوَعْظ فَأتى بالعجب فَدَمَعَتْ عين الْملك وَمَا رَأَيْت ذَلِك مِنْهُ قطّ وراجع أَبُو الْحُسَيْن فَخرج وَمضى إِلَى حجرته فَقَالَ الْملك امْضِ إِلَى بَيت المَال وَخذ ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم وَإِلَى خزانَة الْكسْوَة وَخذ مِنْهَا عشرَة أَثوَاب وادفع الْجَمِيع إِلَيْهِ فَإِن امْتنع فَقل فرقها فِي فُقَرَاء أَصْحَابك فَإِن قبلهَا فجئني بِرَأْسِهِ فَاشْتَدَّ جزعي وخشيت أَن يكون هَلَاكه على يَدي فَفعلت وجئته بِمَا أَمر وَقلت لَهُ ذَلِك

ص: 341

فَامْتنعَ من قبُولهَا وَقَالَ وَأَصْحَابه إِلَى هَذَا أفقر من أَصْحَابِي فعدت فَأَخْبَرته فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي سلمنَا مِنْهُ وَسلمهُ منا مَاتَ يَوْم النّصْف من ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَدفن بداره ثمَّ نقل بعد مُدَّة إِلَى مَقْبرَة الإِمَام أَحْمد رضي الله عنه

866 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي مُوسَى أَبُو عَليّ الْهَاشِمِي عالي الْقدر سامي الذّكر لَهُ الْقدَم العالي والحظ الوافي عِنْد الْإِمَامَيْنِ الْقَادِر بِاللَّه والقائم بِأَمْر الله

سمع الحَدِيث من جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن المظفر فِي آخَرين صنف الْإِرْشَاد فِي الْمَذْهَب وَكَانَت حلقته بِجَامِع الْمَنْصُور يُفْتِي وَيشْهد وَصَحب لأبي الْحسن التَّمِيمِي وَغَيره من شُيُوخ الْمَذْهَب قَالَ رزق الله زرت قبر الإِمَام صُحْبَة القَاضِي الشريف فرأيته يقبل رجل الْقَبْر

فَقلت لَهُ فِي هَذَا أثر فَقَالَ لي أَحْمد فِي نَفسِي شَيْء عَظِيم وَمَا أَظن أَن الله تَعَالَى يؤاخذني بِهَذَا توفّي فِي

ص: 342

ربيع الآخر سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِقرب قبر الإِمَام أَحْمد رضي الله عنه

867 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو طَاهِر الغباري الشَّيْخ الإِمَام ذُو الْفَضَائِل صحب جمَاعَة من الشُّيُوخ وتخصص بِصُحْبَة أبي الْحسن الْجَزرِي وَكَانَت لَهُ حلقتان إِحْدَاهمَا بِجَامِع الْمَنْصُور وَالْأُخْرَى بِجَامِع الْخَلِيفَة توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله ثَمَانُون سنة

868 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن الْحُسَيْن البرداني الفرضي الْأمين سمع من أبي الْحسن بن زرقويه

ص: 343

وَأبي الْفضل التَّمِيمِي وَخلق روى عَنهُ وَلَده أَبُو عَليّ وَأَبُو يَاسر وَالْقَاضِي أَبُو بكر بن عبد الْبَاقِي وَغَيرهم وَقَالَ القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن صحب الْوَالِد وَتردد إِلَى مجالسه فِي الْفِقْه وَسَمَاع الحَدِيث وَكَانَ رجلا صَالحا وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن النجار والسلفى وَكَانَ فَقِيها فرضيا مُحدثا مرضيا وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ لَهُ علم بالقراءات والفرائض وَكَانَ ثِقَة صَالحا عَالما أَمينا توفّي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشرى ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن يَوْم الْجُمُعَة بِبَاب حَرْب وَكَانَ الْجمع عَظِيما

869 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّزَّاق الشِّيرَازِيّ الأَصْل المقرىء الزَّاهِد الْمَعْرُوف بِأبي مَنْصُور الْخياط قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي نصر أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب وَغَيره وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم ابْن بَشرَان وَأبي مَنْصُور ابْن السراق وَغَيرهمَا وتفقه على القَاضِي ابي يعلى وصنف كتاب الْمَذْهَب فِي الْقرَاءَات

ص: 344

وروى الحَدِيث الْكثير وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد ابْن جردة بِبَغْدَاد اعْتكف فِيهِ مُدَّة يعلم العميان الْقُرْآن وَختم خلقا كثيرا حَتَّى بلغ عدد من أقرأهم الْقُرْآن سبعين ألفا وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ أَبُو مَنْصُور من كبار الصَّالِحين الزاهدين المتعبدين كَانَ لَهُ ورد بَين العشاءين يقْرَأ فِيهَا سبعا من الْقُرْآن قَائِما أَو قَاعِدا حَتَّى طعن فِي السن وَقَالَ ابْن نَاصِر عَنهُ كَانَ شَيخا صَالحا زاهدا صَائِما أَكثر وقته ذَا كرامات ظَهرت لَهُ بعد مَوته توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء وَقت الظّهْر السَّادِس عشر من الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ الْجمع متوفرا وَدفن فِي الدكة جنب الشَّيْخ أبي الوفا ابْن القواس

870 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْغَازِي أَبُو الْحسن أحد الْفُقَهَاء الْأَعْيَان اشْتغل قَدِيما على أبي الْحسن الْآمِدِيّ بآمد ولازمه وتفقه وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وبرع فِي الْفِقْه

وَقد ذكره القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن فِي تَرْجَمَة شَيْخه أبي الْحسن وأشغل النَّاس وتفقه عَلَيْهِ طَائِفَة قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَأَظنهُ قديم الْوَفَاة

871 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن دَاوُد الْأَصْبَهَانِيّ وَيعرف بالخياط قدم بَغْدَاد واستوطنها

ص: 345

مُدَّة وَسمع من مشايخها وانتخب وعلق وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَحصل الْأُصُول والنسخ وَجمع أَشْيَاء من الحَدِيث وَالْفِقْه ونفذه إِلَى اصبهان وَحدث بِبَغْدَاد عَن أبي الْقَاسِم ابْن مندة إجَازَة وَعَن غَيره سَمَاعا قَالَ ابْن النجار كَانَ من أهل السّنة الْمُحَقِّقين المبالغين ظَاهر الصّلاح قَلِيل المخالطة للنَّاس وَكَانَ متعصبا لمذهبه توفّي يَوْم الْخَمِيس سادس عشرى ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب

872 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَعْدَان الْأَزجيّ الْفَقِيه أَبُو المظفر

سمع من القَاضِي أبي الْحُسَيْن وتفقه عَلَيْهِ وعَلى أبي بكر الدينَوَرِي ولازمه وروى عَنهُ أَحْمد بن طَارق وَكتب عَنهُ الْمُبَارك ابْن كَامِل حِكَايَة فِي مُعْجمَة بِغَيْر إِسْنَاد

توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب

873 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام بن نصر الجماعيلى الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الزَّاهِد العابد الشَّيْخ أَبُو عمر

ص: 346

مولده سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة بجماعيل هَاجر بِهِ وَالِده وبأخيه الشَّيْخ الْمُوفق وأهليهم إِلَى دمشق ونزلوا بِمَسْجِد أبي صَالح ظَاهر بَاب شَرْقي فأقاموا بِهِ مُدَّة نَحْو سنتَيْن ثمَّ انتقلوا إِلَى الْجَبَل قَالَ الشَّيْخ أَبُو عمر فَقَالَ النَّاس الصالحية الصالحية فنسبونا إِلَى مَسْجِد أبي صَالح لَا أَنا صَالِحُونَ

حفظ الْقُرْآن وقرأه بِحرف أبي عَمْرو وَسمع الحَدِيث من وَالِده وَأبي المكارم ابْن هِلَال وَأبي تَمِيم سلمَان ابْن الرجبي وَغَيرهم وبمصر من الشريف سعيد بن الْحسن المأموني وَأبي مُحَمَّد بن بري النَّحْوِيّ وَخرج لَهُ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ أَرْبَعِينَ حَدِيثا من رواياته وَحدث بهَا وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم الضياء وَالْمُنْذِرِي وَحفظ مُخْتَصر الحرقى وتفقه فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن بَرى وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من ذَلِك الْحِلْية لأبي نعيم تَفْسِير الْبَغَوِيّ والمغنى لِأَخِيهِ الْمُوفق والإبانة لِابْنِ بطة وَكتب مصاحف كَثِيرَة لأَهله وَكتب الخرقى للنَّاس وَالْكل بِغَيْر أُجْرَة وَكَانَ سريع الْكِتَابَة وَرُبمَا كتب فِي الْيَوْم كراسين بِالْقطعِ الْكَبِير وَكَانَ الله تَعَالَى

ص: 347

قد جمع لَهُ معرفَة الْفِقْه والفرائض والنحو مَعَ الزّهْد وَالْعَمَل وَقَضَاء حوائج النَّاس وَكَانَ لَا يسمع دُعَاء إِلَّا حفظه ودعا بِهِ وَلَا يسمع ذكر صَلَاة إِلَّا صلاهَا وَلَا يسمع حَدِيثا إِلَّا عمل بِهِ وَكَانَ لَا يتْرك قيام اللَّيْل ويسرد الصَّوْم فِي آخر عمره وَكَانَ لَا يكَاد يسمع بِجنَازَة إِلَّا حضرها وَلَا مَرِيض إِلَّا عَاده وَلَا جِهَاد إِلَّا خرج فِيهِ وَكَانَ يقْرَأ فِي الصَّلَاة كل لَيْلَة سبعا مرتلا وَيقْرَأ فِي النَّهَار سبعا بَين الظّهْر وَالْعصر فَإِذا صلى الْفجْر قَرَأَ آيَات الحرس بعد أَن يفرغ من التَّسْبِيح ثمَّ يُصَلِّي الضُّحَى صَلَاة طَوِيلَة وَيسْجد سَجْدَتَيْنِ طويلتين إِحْدَاهمَا فِي اللَّيْل وَالْأُخْرَى فِي النَّهَار وَيُصلي بعد أَذَان الظّهْر قبل سنتها فِي كل يَوْم رَكْعَتَيْنِ يقْرَأ فِي الأولى أول الْمُؤْمِنُونَ وَفِي الثَّانِيَة آخر الْفرْقَان وَكَانَ يُصَلِّي بَين الْمغرب وَالْعشَاء أَربع رَكْعَات يقْرَأ فِيهِنَّ السَّجْدَة (وَيس) وَالدُّخَان وتبارك وَيُصلي كل لَيْلَة جُمُعَة بَين العشاءين صَلَاة التَّسْبِيح وَيُصلي الْجُمُعَة رَكْعَتَيْنِ بِمِائَة (قل هُوَ الله) وَكَانَ يُصَلِّي فِي كل يَوْم وَلَيْلَة اثْنَتَيْنِ وَسبعين رَكْعَة نَافِلَة ويزور الْقُبُور كل جُمُعَة بعد الْعَصْر وَلَا ينَام إِلَّا على وضوء وَكَانَ يَقُول بَين سنة

ص: 348

الْفجْر وَالْفَرْض أَرْبَعِينَ مرّة (يَا حَيّ يَا قيوم لَا إِلَه إِلَّا إنت) وَكَانَ لَا يتْرك غسل الْجُمُعَة وَلَا يخرج إِلَيْهَا إِلَّا وَمَعَهُ شَيْء يتَصَدَّق بِهِ وَكَانَ يحمل هم أَصْحَابه ويساويهم وَرُبمَا تصدق بالشَّيْء وَهُوَ مُحْتَاج إِلَيْهِ

قَالَ الضياء سَمِعت الإِمَام مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر يَقُول دَعَاني الشَّيْخ مرّة وَكنت أَخَاف من ضَرَر الْأكل فابتدأني وَقَالَ إِذا قَرَأَ الْإِنْسَان قبل الْأكل (شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ)(ولإيلاف قُرَيْش) ثمَّ أكل فَإِنَّهُ لَا يضرّهُ وَقَالَ وَسمعت عبد الله بن الْحسن ابْن النّحاس يَقُول كَانَ وَالِدي يحب الشَّيْخ أَبَا عمر فَقَالَ لي يَوْم جُمُعَة أَنا أُصَلِّي خلف الشَّيْخ ومذهبي أَن بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من الْفَاتِحَة ومذهبه أَنَّهَا لَيست من الْفَاتِحَة وأخاف أَن يكون فِي صَلَاتي شَيْء فمضينا إِلَى الشَّيْخ فَقَالَ يَا أخي صل وَأَنت طيب الْقلب فإنني مَا تركتهَا فِي فَرِيضَة وَلَا نَافِلَة مُنْذُ أممت النَّاس وَله آثَار جميلَة مِنْهَا مدرسة بِالْجَبَلِ وَهِي وقف على الْقُرْآن وَالْفِقْه وَقد حفظ الْقُرْآن فِيهَا أُمَم لَا يُحصونَ

وَذكر جمَاعَة أَن الشَّيْخ أَبَا عمر قطب وَأقَام قطب الْوَقْت قبل مَوته بست سِنِين قَالَ أَبُو المظفر كَانَ على مَذْهَب السّلف الصَّالح حسن العقيدة متمسكا بِالْكتاب وَالسّنة والْآثَار الموية وَكَانَ يمرها كَمَا جَاءَت من غير طعن على أَئِمَّة الدّين وعلماء الْمُسلمين وَينْهى عَن صُحْبَة المبتدعين وَيَأْمُر بِصُحْبَة

ص: 349

الصَّالِحين وَأمر الْجَمَاعَة بِقِرَاءَة يس وَكَانَ آخر كَلَامه (إِن الله اصْطفى لكم الدّين فَلَا تموتن إِلَّا وَأَنْتُم مُسلمُونَ) وَتُوفِّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسِتمِائَة

وَحضر جنَازَته الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء والأمراء والأعيان وحزر من حضرها فَكَانُوا عشْرين ألفا وَدفن بجبل قاسيون

874 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله ابْن الأبرادي الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه أَبُو الْحسن

تفقه على ابْن عقيل

وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْحسن ابْن الفاعوس وَحدث باليسير وَسمع مِنْهُ أَبُو الْفضل ابْن شَافِع وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس شعْبَان سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدفن عِنْد بَاب المختارة

875 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن التريكي

ص: 350

العباسي الْهَاشِمِي روى عَن طراد وَأبي نصر الزَّيْنَبِي والعاصمي وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة وَكَانَ جليل الْقدر من رجالات الهاشميين ذَا أدب وَعلم وَله نظم وخطب جَوَامِع توفّي فِي نصف الْقعدَة سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة

876 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْملك الْأَصْبَهَانِيّ الجورتاني العابد الأديب مصلح الدّين أَبُو عبد الله من أهل أَصْبَهَان وجورتان من قراها سمع من أبي عَليّ الْحداد وَسَعِيد ابْن أبي الرَّجَاء قَالَ ابْن النجار كَانَ فَقِيها فَاضلا كَامِل الْمعرفَة بالأدب وَأكْثر أدباء أَصْبَهَان من تلامذته وَكَانَ متدينا حسن الطَّرِيقَة قَالَ بَعضهم وَلما بلغ عمره ثَمَانِينَ قَالَ أسأَل الله أَن يمهلني إِلَى التسعين وَأَن يوفقني كل يَوْم لختمة فاستجيب دَعوته فَكَانَ يخْتم كل يَوْم ختمة

توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ربيع الآخر سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَدفن بداره ثمَّ نقل إِلَى بَاب دربه

ص: 351

877 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح بن شَافِع بن صَالح بن حَاتِم الجيلي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ

سمع من يحيى بن يُوسُف السقلاطون وَعبد الْحق اليوسفي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وتفقه فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ الحَدِيث بِنَفسِهِ

قَالَ ابْن النجار كَانَ طيب النغمة فِي قِرَاءَة الْقُرْآن والْحَدِيث وَكَانَ متدينا صَالحا حسن الطَّرِيقَة جميل السِّيرَة وقورا أَمينا وَقَالَ ابْن نقطة هُوَ ثِقَة مَأْمُون حسن السمت وَكتب عَنهُ ابْن السَّاعِي وَأَجَازَ لِلْمُنْذِرِيِّ توفّي فِي رَابِع رَجَب سنة

ص: 352

سبع وَعشْرين وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالنظامية وَكَانَ الْجمع متوفرا وَدفن عِنْد آبَائِهِ بدكة الإِمَام أَحْمد رضي الله عنه

878 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الْحُسَيْن بن خلف الْبَغْدَادِيّ الْقطيعِي الْأَزجيّ المؤرخ

أسمعهُ وَالِده من أبي الْحسن بن الْخلّ الْفَقِيه وَأبي بكر ابْن الزَّاغُونِيّ وَنصر بن العكبري وَغَيرهم وأسمعه من أبي الْوَقْت صَحِيح البُخَارِيّ وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ بَغْدَاد ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وَسمع من جمَاعَة وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَكتب بِخَطِّهِ ورحل وَسمع بالموصل من خطيبها أبي الْفضل وَغَيره وَسمع بِدِمَشْق من مُحَمَّد بن حَمْزَة بن أبي الصَّقْر ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَاد ولازم

ص: 353

أَبَا الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ مُدَّة أَخذ عَنهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من تصانيفه ومروياته وَجمع تَارِيخا وَذكر فِيهِ أَنه قَرَأَ شَيْئا من الْمَذْهَب على القَاضِي أبي يعلى بن القَاضِي أبي خازم وَحضر درسه

وروى عَنهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ مِنْهُم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الوَاسِطِيّ توفّي لَيْلَة السبت لأَرْبَع خلون من ربيع الآخر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بعدة مَوَاضِع وَدفن بِبَاب حَرْب

وَأنْشد لنَفسِهِ فِي تَارِيخه

(أهديت قلبِي لكم خذوه

وقتلي حرَام فَلَا تقربوه)

(وَهَا هُوَ ذَا عبدكم وَاقِف

يروم الْوِصَال فَلَا تحرموه)

ص: 354

879 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْموصِلِي المقرىء الْفَقِيه الأديب شمس الدّين أَبُو عبد الله وَيعرف بالشعلة قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الإربلى وَغَيره وتفقه وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وبرع فِي الْأَدَب والقراءات وصنف تصانيف كَثِيرَة ونظم الشّعْر الْحسن

قَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ كَانَ شَابًّا فَاضلا ومقرئا محققا ذَا ذكاء مفرط وَفهم ثاقب وَمَعْرِفَة تَامَّة بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وشعره فِي غَايَة الْجَوْدَة نظم فِي الْفِقْه وَفِي التَّارِيخ وَغَيره ونظم كتاب

ص: 355

الشمعة فِي الْقرَاءَات السَّبْعَة وَكَانَ مَعَ فرط ذكائه صَالحا زاهدا متواضعا كَانَ شَيخنَا التقى المقصاتي يصف شمائله وفضائله ويثنى عَلَيْهِ وَكَانَ قد حضر بحوثه وَسمع أَبَا الْحسن شَيْخه يَقُول كَانَ أَبُو عبد الله نَائِما فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ لي رَأَيْت السَّاعَة رَسُول الله فَطلب مِنْهُ الْعلم فأطعمه تمرات وَشرح الشاطبية شرحا مُفِيدا توفّي سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة بالموصل وَله ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة قَالَه الذَّهَبِيّ

880 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عِيسَى بن ابي الرِّجَال أَحْمد بن مُحَمَّد اليونيني البعلي الْفَقِيه الْمُحدث الْحَافِظ الزَّاهِد تَقِيّ الدّين

ص: 356

أحد أَعْلَام وشيوخ الْإِسْلَام

حفظ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث من أبي طَاهِر الخشوعي وَأبي الْيمن الْكِنْدِيّ والحافظ عبد الْغنى وتفقه بالشيخ موفق الدّين وبرع فِي الْخط الْمَنْسُوب وَلبس خرقَة التصوف من الشَّيْخ عبد الله البطائحي صَاحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَلزِمَ صُحْبَة الشَّيْخ عبد الله اليونيني الزَّاهِد صَاحب الْأَحْوَال والكرامات الَّذِي يُقَال لَهُ أَسد الشَّام وانتفع بِهِ وَكَانَ الشَّيْخ عبد الله هَذَا يثنى على الشَّيْخ الْفَقِيه ويقدمه ويقتدى بِهِ فِي الفتاوي وبرع فِي علم الحَدِيث وَحفظ فِيهِ الْكتب الْكِبَار حفظا متقنا كالجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للحميدي

قَالَ ولدة قطب الدّين حفظ صَحِيح مُسلم فِي أَرْبَعَة اشهر وَحفظ سُورَة الْأَنْعَام فِي يَوْم وَاحِد وَحفظ ثَلَاث مقامات من الحريرية فِي بعض يَوْم وَكَانَ يستحضر غَالب مُسْند الإِمَام أَحْمد وَقد أثنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة وَحدث بالكثير روى عَنهُ إبناه أَبُو الْحُسَيْن الْحَافِظ والقطب المؤرخ وَإِبْرَاهِيم بن حَاتِم البعلي وَإِبْرَاهِيم ابْن القرشية البعلي خَاتِمَة أَصْحَابه بِالسَّمَاعِ وبالإجازة زَيْنَب بنت الْكَمَال

توفّي لَيْلَة تَاسِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة وَدفن عِنْد شَيْخه عبد الله اليونيني ببعلبك

881 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابي نصر بن الدباهي الْبَغْدَادِيّ الزَّاهِد شمس الدّين أَبُو عبد الله

صحب الشَّيْخ يحيى الصرصرى

ص: 357

وَكَانَ خَال والدته وَالشَّيْخ عبد الله كتيلة مُدَّة وسافر مَعَه وجاور بِمَكَّة مُدَّة وَدخل الرّوم والجزيرة ومصر وَالشَّام ثمَّ استوطن دمشق وَبهَا توفّي

قَالَ الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني عَنهُ شيخ صَالح عَارِف زاهد كثير الرَّغْبَة فِي الْعلم وَأَهله والحرص على الْخَيْر وَالِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة تخلى عَن الدُّنْيَا وَخرج عَنْهَا ولازم الْعِبَادَة وَالْعَمَل الدَّائِم وَالْجد واستغرق أوقاته فِي الْخَيْر وَكَانَ لَدَيْهِ فضل وَعِنْده سلوكيات جَيِّدَة فِي عُلُوم وَله عبارَة حَسَنَة فِيمَا يَكْتُبهُ وَطلب للفوائد الدِّينِيَّة متقشف ورع صلب فِي الدّين محب للصالحين يكثر الصَّوْم ويطيل الصَّلَاة بخشوع وَيَتْلُو الْقُرْآن الْعَظِيم لَا يرى خَالِيا من أَفعَال الْخَيْر وَيتَصَدَّق فِي السِّرّ وَينْصَح الإخوان وَيسْعَى فِي مصالحهم وَيحسن الْقيام على عِيَاله ويلازم الْجَمَاعَات فِي الْجَامِع وَلَا يغشى السلاطين وَلَا الْحُكَّام إِلَّا عِنْد ضَرُورَة دينية وَقد أثنى عَلَيْهِ البرزالي والذهبي وسمعا مِنْهُ وانتقل إِلَى رَحْمَة الله يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشرى ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة وَدفن بقاسيون قبل الشَّيْخ عماد الدّين الوَاسِطِيّ بيومين وَأنْشد لبَعْضهِم

(الدَّهْر ساومني عمري فَقلت لَهُ

لابعت عمري بالدنيا وَمَا فِيهَا)

(ثمَّ اشْتَرَاهُ تفارقنا بِلَا ثمن

تبت يدا صَفْقَة قد خَابَ شاربها)

ص: 358

882 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمام بن حسان الصَّالِحِي الْقدْوَة الزَّاهِد أَبُو عبد الله

سمع من أبي حَفْص عمر بن عوة الْجَزرِي صَاحب البوصيري وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ وَابْن عبد الدايم وَجَمَاعَة وَصَحب الشَّيْخ شمس الدّين بن الْكَمَال وَغَيره من الصلحاء وَكَانَ صَالحا تقيا يقتات من عمل يَده وَكَانَ عَظِيم الْحُرْمَة مَقْبُول الْكَلِمَة أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر حدث بالكثير وَسمع مِنْهُ خلق قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَأَجَازَ لي مَا يجوز لَهُ رِوَايَته

توفّي فِي ثَالِث عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون

ص: 359

883 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة الجماعيلي ثمَّ الصَّالِحِي المقرىء الْفَقِيه الْحَافِظ النَّحْوِيّ المتفنن شمس الدّين أَبُو عبد الله بن الْعِمَاد أبي الْعَبَّاس

قَرَأَ بالراويات وَسمع الْكثير من القَاضِي سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَأبي بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى الْمطعم والحجار وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَخلق كثير وعنى بِالْحَدِيثِ وفنونه وَمَعْرِفَة الرِّجَال والعلل وتفقه فِي الْمَذْهَب وَأفْتى وَقَرَأَ الْأَصْلَيْنِ والعربية وبرع فيهمَا ولازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَقَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من الْأَرْبَعين فِي أصُول الدّين للرازي وَقَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ مجد الدّين الْحَرَّانِي ولازم أَبَا الْحجَّاج الْمزي حَتَّى برع وَأخذ عَن الذَّهَبِيّ وَله مصنفات كَثِيرَة فِي فنون شَتَّى وَحدث بِشَيْء من مسموعاته وَسمع مِنْهُ جمَاعَة

توفّي فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون وَكَانَت لَهُ جَنَازَة حافلة

ص: 360

884 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن أبي الْفرج بن أبي الْحسن بن سَرَايَا بن الْوَلِيد الْحَرَّانِي الْفَقِيه القَاضِي بدر الدّين أَبُو عبد الله وَيعرف بِابْن الحبال سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وَالشَّيْخ نجم الدّين ابْن حمدَان وَغَيرهم وتفقه وَأفْتى وَأعَاد بعدة مدارس وصنف تصانيف مِنْهَا شرح الخرقى وَغَيره وَحدث روى عَنهُ ابْن رَافع وَغَيره وَكَانَ حسن المحاضرة لين الْجَانِب لطيف الذَّات ذَا ذهن ثاقب توفّي تَاسِع عشر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة

885 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَمَضَان بن عبد الله الحريري ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الْعَالم تَاج الدّين المقرىء

سمع من الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَابْن عَسَاكِر وَابْن الْفراء وَأَجَازَ لَهُ الصَّيْرَفِي

ص: 361

وَابْن الصَّابُونِي وَابْن البُخَارِيّ وَابْن الْكَمَال وَخلق

وَخرج لَهُ ابْن سعد مشيخة سَمعهَا عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم الْحُسَيْنِي وشهاب الدّين ابْن رَجَب توفّي فِي مستهل رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بسفح قاسيون

886 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن عبد الْوَاحِد الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين بن الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي

كَانَ إِمَامًا بمحراب الْحَنَابِلَة بِجَامِع دمشق وَحضر على ابْن البُخَارِيّ الْمسند والغيلانيات وَسمع من جده لأمه تَقِيّ الدّين الوَاسِطِيّ وَابْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَابْن رَجَب وذكراه فِي معجميهما توفّي يَوْم السبت سَابِع عشر رَمَضَان سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بسفح قاسيون وَدفن بِهِ

ص: 362

وأحضره الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم القَاضِي تَقِيّ الدّين عبد الله توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقد أهمله ابْن رَجَب فِي الطقبات

887 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض الشَّيْخ الإممام القَاضِي صدر الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل الْمصْرِيّ سمع الحَدِيث من الْعِمَاد بن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْعِمَاد والتقي ابْن تَمام وَغَيرهمَا قَالَ بَعضهم كَانَ حسن الشكالة مَعَ تواضع وَحسن كِتَابَة وَلما كَانَ وَالِده قَاضِي الْحَنَابِلَة بالديار المصرية رأى من الجاه والسعادة مَا لم يره غَيره من أَوْلَاد الْقُضَاة وَيُقَال إِنَّه كَانَ فِي اسطبله مَا يزِيد على خمسين رَأْسا وبسببه عَزله وَالِده من الْقَضَاء وَاسْتقر عوضه قَاضِي الْقُضَاة موفق الدّين فِي درس المنصورية وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين عبد الله فِي درس الأشرفية ودرس القَاضِي صدر الدّين بالمنصورية وجامع الْحَاكِم توفّي لَيْلَة الْخَامِس عشْرين من الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة

888 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن شيخ

ص: 363

الْإِسْلَام أبي عمر الشَّيْخ الْمسند الْقدْوَة صَلَاح الدّين الْخَطِيب تَقِيّ الدّين بن الْعِزّ بن الْخَطِيب شرف الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي

سمع من جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان وَالشَّيْخ شمس الدّين ابْن حَازِم والعز الْفراء والتقي ابْن مُوسَى وَمُحَمّد بن عَليّ ابْن الوَاسِطِيّ وابو بكر ابْن عبد الدايم وَأَجَازَهُ سنة خمس وَثَمَانِينَ جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن طبرزد قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى هُوَ مُسْند الْوَقْف وَآخر من بَقِي من أَصْحَاب ابْن البُخَارِيّ وَسمع مِنْهُ مُسْند الإِمَام أَحْمد بفوت يسير وَكتاب الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي وَسمع مُسْند الدَّارمِيّ على الْحسن ابْن الْخلال قَالَ شَيخنَا الْحَافِظ ابْن حجر حدث بالكثير من مسموعاته سمع مِنْهُ القدماء وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْكَبِير وَعمر دهرا طَويلا حَتَّى صَار مُسْند عصره وَتفرد بِأَكْثَرَ مسموعاته ومشايخه وَكَانَ صبورا على السماع محبا للْحَدِيث وَأَهله وَآخر من كَانَ بَينه وَبَين النَّبِي تِسْعَة أنفس

ص: 363

بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل بِشَرْط الصَّحِيح توفّي يَوْم السبت ثَالِث عشرى شَوَّال سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن من الْغَد بتربة جده

889 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن شيخ الْإِسْلَام أبي عمر الشَّيْخ البارع صَلَاح الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي الْجَبَل ولى النّظر على مدرسة جده قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى وَكَانَ قد أسمعهُ وَالِده وأحضره وَحسنت سيرته فِي آخر أَيَّامه توفّي فِي الْعشْر الْأَخير من رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد وَالِده بتربة جده الشَّيْخ أبي عمر

890 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الصَّمد بن مرجان الشَّيْخ الصَّالح الْقدْوَة شمس الدّين أَبُو عبد الله شيخ التَّلْقِين

ص: 365

بمدرسة شيخ الْإِسْلَام أبي عمر

روى عَن التقي سُلَيْمَان وَيحيى بن سعد الْكثير وَحدث سمع مِنْهُ الْحَافِظ ابْن حجر توفّي فِي عَاشر شعْبَان سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة

891 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين النابلسي تفقه على الشَّيْخ شمس الدّين ابْن عبد الْقَادِر وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْعَرَبيَّة وأحكمها ثمَّ قدم دمشق بعد السّبْعين وقاضي الْحَنَابِلَة إِذْ ذَاك عَلَاء الدّين الْعَسْقَلَانِي فاستمر فِي طلب الْعلم وَحضر حَلقَة قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين السبكى ثمَّ جلس فِي الجوزية يشْهد واشتهر أمره وَعلا صيته وَكَانَ لَهُ بهَا معرفَة تَامَّة وَكِتَابَة حَسَنَة وَقصد فِي الِاشْتِغَال وَلم يزل يترقى حَتَّى سعى على قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين ابْن المنجا لأمر وَقع بَينهمَا فولى فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَوَقع لَهُ الْعَزْل وَالْولَايَة مَرَّات وَكَانَت لَهُ حَلقَة لإقراء الْعَرَبيَّة يحضرها الْفُضَلَاء درس بدار الحَدِيث الأشرفية والحنبلية وَله حُرْمَة عَظِيمَة وأبهة زَائِدَة لَكِن بَاعَ من الْأَوْقَاف كثيرا رَحمَه الله

ص: 366

توفّي لَيْلَة السبت ثَانِي عشر الْمحرم سنة خمس وَثَمَانمِائَة بمنزله بالصالحية وَدفن بهَا

892 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن معالي الحبتي الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين وَهُوَ من متأخري أَصْحَاب الْفَخر وَقد مهر فِي أُمُور كَثِيرَة وَكَانَ يقْرَأ البُخَارِيّ قِرَاءَة حَسَنَة

توفّي فِي الْمحرم سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة

893 -

مُحَمَّد بن عز الدّين أَحْمد بن عبد الحميد بن

ص: 367

عبد الْهَادِي الشَّيْخ الصَّالح الْمَقْدِسِي

سمع من المؤتمن ابْن عميرَة واليلداني وَعم وَالِده مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَأَجَازَ لَهُ ابْن القبيطي وَابْن رَوَاحَة وَجَمَاعَة وَحدث

توفّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة

894 -

مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن الْعَبَّاس أَبُو عبد الله الشَّافِعِي الإِمَام الْأَعْظَم

ولد بغزة وَقيل بعسقلان وَقيل بِالْيمن وَنَشَأ بِمَكَّة

ص: 368

وَكتب الْعلم بهَا وبمدينة النَّبِي وَقدم بَغْدَاد مرَّتَيْنِ وَخرج إِلَى مصر وَاسْتمرّ بهَا إِلَى حِين وَفَاته سمع مَالك بن أنس وَإِبْرَاهِيم بن سعد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَغَيرهم وَاجْتمعَ بِهِ إمامنا وَسمع مِنْهُ وذاكره وَنقل عَنهُ وحاضره ذكره أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَذكر أَن أَحْمد بن حَنْبَل تعلم مِنْهُ الشَّافِعِي أَشْيَاء فِي معرفَة الحَدِيث وَكَانَ الشَّافِعِي فَقِيها وَلم يكن مُحدثا فَرُبمَا قَالَ لِأَحْمَد هَذَا الحَدِيث قوي مَحْفُوظ فَإِذا قَالَ نعم جعله أصلا وَبنى عَلَيْهِ وَقَالَ إِسْحَاق بن حَنْبَل كَانَ الشَّافِعِي يَأْتِي أَبَا عبد الله عندنَا هَا هُنَا عَامَّة النَّهَار يتذاكران الْفِقْه وَمَا أخرج الشَّافِعِي فِي كتبه يَعْنِي عَن أبي عبد الله حَدثنِي بعض أَصْحَابنَا عَن إِسْمَاعِيل وَأبي مُعَاوِيَة والعراقيين فَهُوَ عَن أبي عبد الله

ص: 369

وَقَالَ الْفضل بن زِيَاد أَن أَحْمد جَالس الشَّافِعِي بِمَكَّة فَأخذ عَنهُ التقنين وَكَلَام قُرَيْش وَأخذ الشَّافِعِي عَن أَحْمد معرفَة الحَدِيث وَقَالَ عبد الله ابْن الإِمَام أَحْمد قَالَ لي أبي قَالَ لنا الشَّافِعِي أَنْتُم أعلم بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَال منى فَإِذا كَانَ الحَدِيث صَحِيحا فأعلموني إِن شَاءَ أَن يكون كوفيا أَو بصريا أَو شاميا حَتَّى أذهب إِلَيْهِ إِذا كَانَ صَحِيحا وَقَالَ عبد الله سَمِعت أبي يَقُول اسْتَفَادَ الشَّافِعِي منا كثيرا مِمَّا استفدنا مِنْهُ وكل شَيْء فِي كتاب الشَّافِعِي عَن هشيم وَغَيره فَهُوَ عَن أبي وَقَالَ الرّبيع ابْن سُلَيْمَان كَانَ الشَّافِعِي يخْتم فِي كل يَوْم ختمة فَإِذا كَانَ رَمَضَان قَرَأَ بِالنَّهَارِ ختمة وبالليل أُخْرَى وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ سَمِعت أَحْمد يَقُول سِتَّة أَدْعُو لَهُم سحرًا أحدهم الشَّافِعِي وَذكر أَبُو بكر الْخَطِيب فِي كتاب السَّابِق واللاحق حدث عَن أَحْمد بن حَنْبَل مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَبَين وفاقهما مائَة وَثَلَاث عشرَة سنة وَمَات الشَّافِعِي سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وَالْبَغوِيّ سنة سبع عشرَة وثلاثمائة

895 -

مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن الْمُنْذر بن دَاوُد بن مهْرَان

ص: 370

أَبُو حَاتِم الْحَنْظَلِي الرَّازِيّ وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة الْحفاظ

سمع مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ وَأَبا زيد النَّحْوِيّ وإمامنا أَحْمد فِي آخَرين

روى عَنهُ يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَالربيع بن سُلَيْمَان المصريان وهما أكبر سنا مِنْهُ وَأَبُو زرْعَة الرَّازِيّ والدمشقي وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد فَحدث بهَا فروى عَنهُ من أَهلهَا أَحْمد بن مَنْصُور الزيَادي وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَغَيرهمَا وَذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ إِمَام فِي الحَدِيث روى عَنهُ أَحْمد مسَائِل كَثِيرَة وَقعت إِلَيْنَا مُتَفَرِّقَة كلهَا غرائب وَقَالَ عبد الرَّحْمَن ابْن أبي حَاتِم سَمِعت يُونُس بن عبد الْأَعْلَى يَقُول أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم إِمَامًا خُرَاسَان ودعا لَهما وَقَالَ بقاؤهما صَلَاح للْمُسلمين وَقَالَ أَبُو حَاتِم أكتب أحسن مَا يسمع وأحفظ أحسن مَا يكْتب وذاكر بِأَحْسَن مَا يحفظ وَأنْشد

(تفكرت فِي الدُّنْيَا فَأَبْصَرت رشوها

وذللت بالتقوى من الله حَدهَا)

(أَسَأْت بهَا ظنا فأخلفت وعدها

وأصبحت مَوْلَاهَا وَقد كنت عَبدهَا) مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ

ص: 371

896 -

مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مخلد بن رَاهْوَيْةِ أَبُو الْحُسَيْن الْمروزِي

ولد بمرو وَنَشَأ بنيسابور وَكتب بِبِلَاد خُرَاسَان وَالْعراق والحجاز وَالشَّام ومصر

سمع أَبَاهُ إِسْحَاق ابْن رَاهْوَيْةِ وَعلي ابْن حجر وإمامنا أَحْمد فِي آخَرين وَحدث بِبَغْدَاد فروى عَنهُ من أَهلهَا مُحَمَّد بن مخلد الدوري وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى وَكَانَ عَالما بالفقه جميل الطَّرِيقَة مُسْتَقِيم الحَدِيث قَالَ دخلت على ابي عبد الله فَقَالَ أَنْت ابْن أبي يَعْقُوب قلت

بلَى قَالَ أما إِنَّك لَو لَزِمته كَانَ أَكثر لفائدتك فَإنَّك لم تَرَ مثله

توفّي فِي مرجعه من الْحَج سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ قتلته القرامطة ذكره ابْن المنادى

ص: 372

879 -

مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن جَعْفَر بن أبي بكر الصَّاغَانِي

أحد الْأَثْبَات المتقنين مَعَ صلابة فِي الدّين وأشتهار بِالسنةِ واتساع فِي الرِّوَايَة سكن بَغْدَاد ورحل فِي طلب الْعلم وَكتب عَن أهل الْبِلَاد وَسمع يعلى بن عبيد الطنافسي وجعفر ابْن عون الْعمريّ وإمامنا وخلفا كثيرا حدث وَسمع مِنْهُ مُوسَى بن هَارُون وَأَبُو بكر ابْن دَاوُد الْأَصْبَهَانِيّ وَابْن أبي الدُّنْيَا وَعبد الله بن أَحْمد وَآخَرين

قَالَ أَبُو مُزَاحم الخاقاني كَانَ الصَّاغَانِي يشبه يحيى بن معِين فِي وقته وَذكره الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ كَانَ ثِقَة وَفَوق الثِّقَة وَذكره أَبُو بكر الْخلال من جملَة الْأَصْحَاب مَاتَ يَوْم الْخَمِيس لتسْع خلون من صفر سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ

898 -

مُحَمَّد بن إِسْحَاق هُوَ من جملَة من نقل عَن إمامنا روى القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن بِإِسْنَادِهِ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ رَأَيْت الْقِيَامَة قد قَامَت وَرَأَيْت رب الْعِزَّة أسمع الْكَلَام وَرَأى النُّور فَقَالَ مَا تَقول فِي الْقُرْآن قلت كلامك يَا رب الْعَالمين

ص: 373

فَقَالَ من أخْبرك فَقلت أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ أَحْمد ثِقَة فدعى بِأَحْمَد فَقيل مَا تَقول فِي الْقُرْآن فَقَالَ كلامك يَا رب الْعَالمين فَقَالَ وَمن أَيْن علمت فصفح أَحْمد ورقتين فَإِذا فِي إِحْدَاهمَا شُعْبَة عَن الْمُغيرَة وَفِي الْآخِرَة عَطاء عَن ابْن عَبَّاس

فدعى شُعْبَة فَقَالَ مَا تَقول فِي الْقُرْآن فَقَالَ كلامك يَا رب الْعَالمين فَقَالَ عز وجل وَمن أَيْن علمت فَقَالَ أَخْبرنِي عَطاء عَن ابْن عَبَّاس فَلم يدع عَطاء ودعا ابْن عَبَّاس فَقَالَ لَهُ الله تَعَالَى مَا تَقول فِي الْقُرْآن فَقَالَ كلامك يَا رب الْعَالمين قَالَ وَمن أَيْن علمت قَالَ أخبرنَا مُحَمَّد رَسُولك

فَدَعَا رَسُول الله قَالَ لَهُ الله تَعَالَى مَا تَقول فِي الْقُرْآن قَالَ كلامك يَا رب الْعَالمين قَالَ وَمن أخْبرك قَالَ جِبْرِيل عَنْك قَالَ الله تَعَالَى صدقت وَصَدقُوا

899 -

مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَبُو الْفَتْح الْمُؤَدب ذكره بن ثَابت فَقَالَ حدث عَن أَحْمد بن حَنْبَل روى عَنهُ عبد الصَّمد بن عَليّ الطستى توفّي فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ

900 -

مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن مندة الْأَصْبَهَانِيّ

ص: 374

سمع عَم أَبِيه عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن مندة بأصبهان وَأَبا الْعَبَّاس الْأَصَم بنيسابور والهيثم بن كُلَيْب الشَّاشِي ببخارى وخيثمة بن سُلَيْمَان بطرابلس وَأَبا سعيد بن الْأَعرَابِي بِمَكَّة وَحَمْزَة الكتاني بِمصْر وَابْن حذلم بِدِمَشْق وَبَلغنِي عَنهُ أَنه قَالَ كتبت من ألف شيخ وَسَبْعمائة شيخ وَقَالَ طفت الشرق والغرب مرَّتَيْنِ وَلم أسمع من المبتدعين حَدِيثا وَآخر من سمع مِنْهُ وَلَده عبد الْوَهَّاب توفّي سنة نَيف وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة ووالده توفّي سنة خمس وَتِسْعين وثلثمائة

901 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغيرَة الْجعْفِيّ البُخَارِيّ صَاحب الْجَامِع الصَّحِيح والتاريخ وَغَيرهمَا رَحل فِي طلب الْعلم إِلَى أَكثر محدثي الْأَمْصَار سمع مكي بن إِبْرَاهِيم الْبَلْخِي

ص: 375

وعبدان بن عُثْمَان الْمروزِي وَأَبا عَاصِم الشَّيْبَانِيّ وَأَبا بكر الْحميدِي وَيحيى بن معِين وَعلي بن الْمَدِينِيّ وإمامنا أَحْمد وَحدث عَن رجل عَنهُ

ورد إِلَى بَغْدَاد مَرَّات وروى عَنهُ من أَهلهَا إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَعبد الله بن مُحَمَّد بن نَاجِية وروى البُخَارِيّ حَدِيث أنس (فَكَانَ نقش خَاتمه ثَلَاثَة أسطر مُحَمَّد سطر وَرَسُول سطر وَالله سطر) قَالَ البُخَارِيّ وَزَادَنِي أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ حَدثنَا الْأنْصَارِيّ حَدثنَا أبي عَن تمامة عَن أنس قَالَ كَانَ خَاتم النَّبِي فِي يَده وَفِي يَد أبي بكر من بعده وَفِي يَد عمر بعد أبي بكر فَلَمَّا كَانَ عُثْمَان جلس ببئر أريس قَالَ فَأخْرج الْخَاتم يعبث فَسقط قَالَ فانتقلنا ثَلَاثَة أَيَّام مَعَ عُثْمَان فنزح الْبِئْر فَلم نجده وَقَالَ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَقَالَ لنا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا يحيى بن سعيد عَن سُفْيَان حَدثنَا حبيب عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس حرم من النّسَب سبع وَمن الصهر سبع ثمَّ قَرَأَ (حرمت عَلَيْكُم أُمَّهَاتكُم) الْآيَة وَقَالَ البُخَارِيّ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل وَعلي بن الْمَدِينِيّ والْحميدِي وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده يحتجون بحَديثه فَمن النَّاس بعدهمْ وَقَالَ عبد الله بن

ص: 376

أَحْمد بن حَنْبَل سَمِعت أبي يَقُول مَا أخرجت خُرَاسَان مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ

وَنقل عَنهُ مُحَمَّد بن نصر أَنه قَالَ من زعم أَنِّي قلت لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَذَّاب فَإِنِّي لم أَقَله وَقَالَ البُخَارِيّ قلت لأبي عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل أَنا رجل مبتلى قد ابْتليت أَن لَا أَقُول لَك وَلَكِن أَقُول فَإِن أنْكرت شَيْئا فردني عَنهُ الْقُرْآن من أَوله إِلَى آخِره كَلَام الله لَيْسَ مِنْهُ شَيْء مَخْلُوق وَمن قَالَ إِنَّه مَخْلُوق أَو شَيْء مِنْهُ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر وَمن زعم أَن لَفظه بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ جهمي كَافِر قَالَ توفّي لَيْلَة السبت لَيْلَة عيد الْفطر وَدفن يَوْم عيد الْفطر بعد صَلَاة الظّهْر غرَّة شَوَّال سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وعمره اثْنَان وَسِتُّونَ سنة إِلَّا ثَلَاثَة عشر يَوْمًا

902 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ كَانَ فهما متقنا مَشْهُورا بِمذهب السّنة سمع مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ وَالْفضل بن دُكَيْن وَآخَرين وَسكن بَغْدَاد وَحدث بهَا فروى عَنهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَأَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ وَأَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا وَأَبُو بكر النجاد وَغَيرهم

ص: 377

وَذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ صاحبنا وَسَمعنَا مِنْهُ حَدثنَا كثيرا وَكَانَ عِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل صَالِحَة حسان وفيهَا مَا أغرب بِهِ على أَصْحَاب أبي عبد الله وَهُوَ رجل مَعْرُوف ثِقَة كَبِير الْعلم وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ سَمِعت أَبَا عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول اللفظية جهمية يَقُول الله (حَتَّى يسمع كَلَام الله) فَمن يسمع

مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَدفن عِنْد قبر أَحْمد بن حَنْبَل

903 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح الشَّيْخ الإِمَام الْخَطِيب الْفَقِيه الْمسند المعمر أَبُو عبد الله حدث عَن يحيى الثَّقَفِيّ وَابْن صَدَقَة الْحَرَّانِي والبوصيري وَغَيرهم وَله مشيخة وَحدث بالكثير وَهُوَ خطيب مردا

توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين عَن تسعين سنة

ص: 378

904 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي سعد بن عَليّ بن الْمَنْصُور ابْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الشَّيْبَانِيّ الْآمِدِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْأَمِير الْكَبِير الأديب شمس الدّين أَبُو عبد الله بن الصاحب شرف الدّين سمع بِمصْر من ابْن الجميزي وَابْن المقير وبدمشق من جمَاعَة وَرُبمَا روين من عبد الْخَالِق الْقشيرِي وَكَانَ عَالما فَاضلا دينا مفننا ذَا معرفَة بِالْحَدِيثِ والتاريخ وَالسير والنحو واللغة وافر الْعقل مليح الْعبارَة حسن الْخط وَالنّظم والنثر جميل الْهَيْئَة لَهُ خبْرَة تَامَّة بسير الْمُلُوك الْمُتَقَدِّمين ودولهم لَا تمل مُجَالَسَته وَحدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية والمزي والبرزالي والذهبي وَتُوفِّي بِمصْر لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسَبْعمائة وَدفن بالقرافة وَكَانَ وَالِده الصاحب شرف الدّين من الْعلمَاء الْفُضَلَاء جمع تَارِيخا لمدينة آمد وَله نظم ونثر وَسمع الحَدِيث وَرَوَاهُ وَكَانَ مُحدثا فَاضلا متقنا

توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة

905 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن بردس بن نصر

ص: 379

ابْن بردس بن رسْلَان الشَّيْخ الإِمَام الْمُفِيد الْمُحدث تَاج الدّين بن الْحَافِظ أبي الفدا إِسْمَاعِيل البعلي سمع من وَالِده وأسمعه أَيْضا من عدَّة مِنْهُم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الخباز سمع مِنْهُ صَحِيح مُسلم وجزء ابْن عَرَفَة وَهُوَ آخر من حدث عَن أبي عمر الخباز فِيمَا أعلم وَسمع من أبي عبد الله مُحَمَّد بن يحيى بن الشقيراء جَمِيع مُسْند الإِمَام أَحْمد وَتفرد براوية الْمسند عَنهُ وَمن ابْن الخوجي وَعمر ابْن أميلة وَجَمَاعَة من أَصْحَاب ابْن البُخَارِيّ

وَحدث ورحل النَّاس إِلَيْهِ وانتفع بِهِ جمَاعَة مِنْهُم صاحبنا الْعَلامَة تَقِيّ الدّين بن قندس وَكَانَ ملازما للأشغال فِي الْعلم وَرِوَايَة الحَدِيث وَلَا يخل بِتِلَاوَة الْقُرْآن مَعَ قِرَاءَته لمحفوظاته وَكَانَ طلق الْوَجْه حسن الْمُلْتَقى كثير البشاشة ذَا فكاهة ولين مَعَ عبَادَة وَصَلَاح وصلابة فِي الدّين مبالغا فِي حب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية وَكَانَ كثير الصَّدَقَة سرا ملازما لقِيَام اللَّيْل وَله نظم ونثر وَمن نظمه مَا كتبه على استدعاء أجَاز بِهِ لجَماعَة

ص: 380

(أجزت للإخوان مَا قد سَأَلُوا

مد لَهُم رب الْعلَا فِي الْأَثر)

(وَذَاكَ بِالشّرطِ الَّذِي قَرَّرَهُ

أَئِمَّة النَّقْل رُوَاة الْأَثر)

توفّي فِي بعلبك فِي شَوَّال سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَلم يَتَيَسَّر لي مِنْهُ سَماع

906 -

مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سَالم بن بَرَكَات بن سعد بن بَرَكَات بن سعد بن كَامِل بن عبد الله بن عمر من ذُرِّيَّة عبَادَة ابْن الصَّامِت رضي الله عنه الشَّيْخ الْمسند المعمر شمس الدّين ابْن الْمُحدث المكثر نجم الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الخباز مولده فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة

حضر الْكثير بإفادة وَالِده عَليّ بن عبد الدايم وَابْن أبي الْيُسْر وَأبي بكر البستي وَغَيرهم وَسمع من الْمُسلم بن عَلان الْمسند بِكَمَالِهِ وَأبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَالشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر وَابْن الْعَسْقَلَانِي وَخلق من أَصْحَاب بن طبرزد وحنبل

ص: 381

والكندي وَأَجَازَهُ عمر الْكرْمَانِي وَالشَّيْخ محيى الدّين النَّوَوِيّ وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة وَذكر لَهُ أَكثر من مائَة وَخمسين سمع مِنْهُ الْمزي والذهبي والسبكي وَابْن جمَاعَة وَابْن رَافع وَابْن كثير والحسيني والمقرىء شهَاب الدّين ابْن رَجَب سمع مِنْهُ الْمسند بِكَمَالِهِ وَأَبُو الْفضل بن الْعِرَاقِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم وَغَيره تفرد بِهِ عَالِيا مُتَّصِلا عَن الْقَاسِم الإربلى وَتفرد بِكَثِير من مروياته

وَكَانَ رجلا جيدا صَدُوقًا مَأْمُونا صبورا على الإسماع محبا للْحَدِيث وَأَهله مَعَ كَونه يكْتب بِيَدِهِ فِي حَال السماع وَحدث مَعَ أَبِيه وعمره عشرُون سنة توفّي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق عَن تسعين سنة إِلَّا عشرَة أشهر وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بِبَاب الصَّغِير

907 -

مُحَمَّد بن بشر بن مطر أَبُو بكر أَخُو خطاب بن بشر

ص: 382

نقل عَن إمامنا مسَائِل سَمعهَا مِنْهُ أَبُو بكر الْخلال وَسمع عَاصِم بن عَليّ وَأحمد بن حَاتِم الطَّوِيل وطبقتهما روى عَنهُ مُوسَى بن هَارُون وَيحيى بن صاعد وَأَبُو بكر الشَّافِعِي وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَخُو خطاب صَدُوق لَا يكذب مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

908 -

مُحَمَّد بن بنْدَار السباك الْجِرْجَانِيّ أَبُو بكر هُوَ أحد من روى عَن الإِمَام أَحْمد قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل إِنِّي ليشتد على أَن أَقُول فلَان ضَعِيف فلَان كَذَّاب قَالَ أَحْمد إِذا سكت أَنْت وَسكت أَنا فَمَتَى يعرف الْجَاهِل الصَّحِيح من السقيم

909 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن معالي بن إِبْرَاهِيم بن زيد

ص: 383

الْأنْصَارِيّ الخزرجي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن المهيني الشَّيْخ شمس الدّين أَبُو عبد الله

سمع من أبي الْحسن ابْن البُخَارِيّ والتقى سُلَيْمَان

قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع وَحدث كَانَ حسن الشكل بشوش الْوَجْه كثير التودد وَذكره الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه

صحب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَفِيه تودد للنَّاس وتساهل للدنيا

توفّي فِي رَابِع شَوَّال سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بِبَاب الصَّغِير

910 -

مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعد الزرعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الأصولي الْمُفَسّر النَّحْوِيّ الْعَارِف شمس الدّين أَبُو عبد الله ابْن قيم الجوزية

سمع من القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان وَفَاطِمَة بنت جَوْهَر وَعِيسَى الْمطعم وَأبي بكر بن عبد الدايم وَجَمَاعَة

ص: 384

وتفقه فِي الْمَذْهَب وَأفْتى ولازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَأخذ عَنهُ وتفنن فِي عُلُوم الْإِسْلَام كَانَ عَارِفًا بالتفسير وبأصول الدّين وَالْفِقْه وَله اعتناء بِعلم الحَدِيث والنحو وَعلم الْكَلَام والسلوك وَقد أثنى عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ ثَنَاء كثيرا

وَقَالَ ابْن برهَان الدّين الزرعي مَا تَحت أَدِيم السَّمَاء أوسع علما مِنْهُ ودرس بالصدرية وَغَيرهَا وأوقف كتبا حسانا فِي عُلُوم شَتَّى وَتُوفِّي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشرى رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع الْأمَوِي وَدفن الْغَد بمقبرة بَاب الصَّغِير وشيعه خلق كثير وَرويت لَهُ منامات حَسَنَة رَحْمَة الله

ص: 385

911 -

مُحَمَّد بن تَمِيم الْحَرَّانِي الْفَقِيه أَبُو عبد الله الْفَقِيه المقنن صنف مُخْتَصرا فِي الْفِقْه وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء الزَّكَاة وَهُوَ يدل على علم مُؤَلفه وَفقه نَفسه

تفقه على الشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية وسافر إِلَى نَاصِر الدّين الْبَيْضَاوِيّ ليشتغل عَلَيْهِ فأدركه أَجله وَهُوَ شَاب وَلم يتَحَقَّق من مَوته وَهُوَ قريب من سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة

ص: 386

912 -

مُحَمَّد بن جَعْفَر الْوَركَانِي أَبُو عمرَان

نقل عَن إمامنا أَشْيَاء وَقد سمع مِنْهُ أَحْمد قَالَ عبد الله بن أَحْمد كَانَ أبي يسمع من مُحَمَّد بن جَعْفَر الْوَركَانِي فَمر على حَدِيث شريك عَن سماك عَن عِكْرِمَة أَن النَّبِي (رجم يَهُودِيّا وَيَهُودِيَّة) فَقَالَ أبي يَا أَبَا عمرَان إِنَّمَا هَذَا عَن شريك عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة فَلَعَلَّ شَرِيكا سبقه لِسَانه فَقَالَ الْوَركَانِي قد نظر يحيى بن معِين هَذَا فَقَالَ أبي وَمَا يدْرِي يحيى بن معِين وكل شَيْء يعرفهُ يحيى اضْرِب عَلَيْهِ فَضرب عَلَيْهِ وَقَالَ الْوَركَانِي جَار أَحْمد بن حَنْبَل أسلم يَوْم مَاتَ أَحْمد بن حَنْبَل عشرُون ألفا من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس

913 -

مُحَمَّد بن جَعْفَر الْقطيعِي روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ دخلت على أَحْمد بن حَنْبَل أَنا وَأبي وَكَانَ أَحْمد يأنس بِأبي

ص: 387

وَقَالَ فتحدثا فأطالا الحَدِيث قَالَ أَحْمد لأبي تغد الْيَوْم عِنْدِي قَالَ فَأَجَابَهُ قَالَ فَقدم كشكية وقلية قَالَ فَجعلت آكل وفى انقباض لوضع أَحْمد قَالَ فَقَالَ لي كل وَلَا تحتشم قَالَ فَجعلت آكل قَالَهَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَة يَا بني كل وَلَا تحتشم فَإِن الطَّعَام أَهْون مِمَّا يحلف عَلَيْهِ وَقَالَ قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد النَّاس على ثَلَاثَة أَوْقَات وَقت مضى عَنْك فَلَنْ يعود إِلَيْك وَوقت أَنْت فِيهِ فَانْظُر كَيفَ يخرج عَنْك وَوقت أَنْت تتنظره وَقد لَا تبلغ إِلَيْهِ

914 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن هَارُون بن بدينا أَبُو جَعْفَر الْموصِلِي سكن بَغْدَاد وَحدث عَن إمامنا أَحْمد وَأحمد بن عَبدة الضَّبِّيّ فِي آخَرين روى عَنهُ أَبُو بكر الْخلال وَصَاحبه عبد الْعَزِيز وَسُئِلَ الدَّارَقُطْنِيّ عَنهُ فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ مَا علمت إِلَّا خيرا وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحسن سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل فَقلت يَا أَبَا عبد الله أَنا رجل من أهل الْموصل وَالْغَالِب على أهل بلدنا الْجَهْمِية وَمِنْهُم أهل السّنة نفر يسير وَقد وَقعت مَسْأَلَة الْكَرَابِيسِي لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَقَالَ لي أَبُو عبد الله إياك وَإِيَّاك وَهَذَا الكرابيس لَا تكَلمه وَلَا تكلم من يكلمهُ وكدره فَقلت يَا أَبَا عبد الله فَهَذَا القَوْل عنْدك

ص: 388

وَمَا فَشَا عَنهُ مِنْهُ يرجع إِلَى قَول جهم قَالَ هَذَا كُله قَول جهم توفّي فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وثلاثمائة

915 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو جَعْفَر البرجلاني صَاحب التصانيف وَفِي السَّابِق واللاحق للخطيب وَذكر إِسْنَاده إِلَى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن خَالِد حَدثنَا رَبَاح بن زيد أَن النَّبِي قَالَ لجبريل لم تأتني وَأَنت صاك بَين عَيْنَيْك قَالَ إِنِّي لَا أضْحك مُنْذُ خلقت النَّار قَالَ الْخَطِيب حدث مُحَمَّد هَذَا وَالْبَغوِيّ عَن أَحْمد وَبَين وفاتهما تسع وَسَبْعُونَ سنة مَاتَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَه ابْن أبي الدُّنْيَا

916 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله الْآجُرِيّ كَانَ من

ص: 389

الْفُقَهَاء والكبار لَهُ مصنفات مِنْهَا النَّصِيحَة وينقل عَنْهَا الْجد رحمه الله فِي فروعه اختيارات حَسَنَة وَكَأَنَّهُ تبع ابْن الْجَوْزِيّ فِي ذَلِك فَإِنَّهُ ذكره فِي آخر المناقب وَذكر الْعم رحمه الله أَن بعض الثِّقَات نقل عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية أَنه مالكي الْمَذْهَب وَالأَصَح خِلَافه وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن بطة مكاتبات وَكَانَ يكاتبه من مَكَّة وَذكر ابْن الزَّاغُونِيّ فِي الْوَاضِح فِي الْفِقْه عَن أَحْمد رِوَايَة أَن الْجد كَالْأَبِ يحجب الْأُخوة وَهِي اخْتِيَار أبي حَفْص العكبري وَأبي بكر الْآجُرِيّ وعادته فِي هَذَا الْكتاب لَا يذكر إِلَّا اختيارات الْأَصْحَاب وَعدم ذكر أبي الْحُسَيْن لَهُ فِي الطَّبَقَات لَا يمْنَع كَونه حنبليا توفّي سنة سِتِّينَ وثلاثمائة

917 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن قشيش أَبُو بكر

ص: 390

السمسار سمع إِسْمَاعِيل الصفار وَأَبا عَمْرو بن السماك وَأَبا بكر النجاد

وَذكره ابْن ثَابت فَقَالَ كَانَ صَدُوقًا من أهل الْقُرْآن وينتحل فِي الْفِقْه مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل توفّي فِي أول الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة

918 -

مُحَمَّد بن حَامِد الْمَعْرُوف بِابْن جَبَّار كَانَ قد نزل بإسكاف وَله قدم فِي أَنْوَاع الْعُلُوم والآداب وَالْفِقْه وَكَانَ يشار إِلَيْهِ بالصلاح والزهد

919 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن جَعْفَر الراذاني المقرىء الْفَقِيه الزَّاهِد صحب القَاضِي أَبَا يعلى وَكَانَ زاهدا ورعا عَالما بالقراءات

ص: 391

وَغَيرهَا وَمِمَّنْ تفقه عَلَيْهِ قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ فَقِيها مقرئا من الزهاد المنقطعين والعباد الورعين مجاب الدعْوَة صَاحب كرامات وَأَرَادَ مرّة أَن يخرج إِلَى الصَّلَاة فجَاء ابْنه وَهُوَ صَغِير فَقَالَ يَا ابي أُرِيد غزالا ألع بِهِ فَسكت الشَّيْخ وَقَالَ غَدا يجيئك غزال فَلَمَّا كَانَ الْغَد جَاءَ غزال ووقف على بَاب الشَّيْخ وَجعل يضْرب بقرنه الْبَاب إِلَى أَن فتحُوا لَهُ وَدخل فَقَالَ الشَّيْخ لِابْنِهِ يَا بني جَاءَك الغزال ورئي بِعَرَفَة فِي سنة لم يحجّ فِيهَا وَلم يخرج من بَلَده وَحلف إِنْسَان بِالطَّلَاق أَنه رَآهُ فِيهَا فَأخْبر الشَّيْخ بذلك فَقَالَ أَجمعت الْأمة قاطبة على أَن إِبْلِيس عَدو الله يسير من الْمشرق إِلَى الْمغرب فِي افتتان مُسلم أَو مسلة

ص: 392

فِي لَحْظَة وَاحِدَة فَلَا يُنكر العَبْد من عباد الله أَن يمْضِي فِي طَاعَة الله بِإِذن الله فِي لَيْلَة إِلَى مَكَّة وَيعود ثمَّ الْتفت إِلَى الْحَالِف وَقَالَ طب نفسا فَإِن زَوجتك مَعَك حَلَال

توفّي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة

920 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن البرداني الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو سعد أحد الْفُقَهَاء من أَصْحَاب القَاضِي أبي يعلى وَسمع قَالَ ابْن النجار وَمَا أَظن أَنه روى شَيْئا توفّي يَوْم الْأَحَد ثامن عشر الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن فِي مَقْبرَة بَاب حَرْب

921 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن الْبناء الْبَغْدَادِيّ الْوَاعِظ أَبُو نصر ابْن الإِمَام أَبُو عَليّ سمع من الحويري والعشاري ووالده وطبقتهم وتفقه على أَبِيه وَحدث روى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَابْن نَاصِر وَابْن علية وَوَثَّقَهُ وَكَانَ من أهل

ص: 393

الدّين وَالصَّلَاح والمعرفة وَخلف أَبَاهُ فِي حلقته بِجَامِع الْقصر وجامع الْمَنْصُور توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشر ربيع الأول سنة عشر وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب

922 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله المزرقي المقرىء الفرضي أَبُو بكر قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على جمَاعَة وَسمع من ابْن الْمسلمَة وَابْن الْمَأْمُون وَغَيرهمَا وَكتب كثيرا بِخَطِّهِ وبرع

ص: 394

فِي الْقرَاءَات وَتفرد بِعلم الْفَرَائِض وَألف وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن نَاصِر وَابْن الْجَوْزِيّ وَقَالَ كَانَ ثِقَة عَالما ثبتا حسن العقيدة توفّي يَوْم السبت مستهل سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة فَجْأَة وَقيل إِنَّه توفّي فِي سُجُوده وَدفن بِبَاب حَرْب

923 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف بن أَحْمد بن الْفراء الشَّيْخ الإِمَام عَلامَة الزَّمَان قَاضِي الْقُضَاة أبي يعلى كَانَ عَالم زَمَانه وفريد عصره وأوانه كَانَ لَهُ فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع الْقدَم العالي وَفِي شرف الدّين وَالدُّنْيَا الْمحل السَّامِي وَلم يزل أَصْحَاب أَحْمد لَهُ يتبعُون ولتصانيفه يدرسون وَبِقَوْلِهِ يَقُولُونَ وَالْفُقَهَاء على اخْتِلَاف مذاهبهم وأحوالهم كَانُوا عِنْده مجتمعون ولمقالته يسمعُونَ ويطيعون وَبِه يَنْتَفِعُونَ وبالائتمام بِهِ يقتدون مَعَ مَعْرفَته بِالْقُرْآنِ وعلومه والْحَدِيث والفتاوي والجدل وَغير ذَلِك مَعَ الزّهْد والورع وَالْفِقْه والقناعة عَن الدُّنْيَا وَأَهْلهَا لَهُ التصانيف الفائقة الَّتِي لم يسْبق إِلَى مثلهَا وَلم ينسج على منوالها

ص: 395

تفقه على الشَّيْخ أبي حَامِد ولازمه إِلَى أَن توفّي مَاتَ فِي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ تَاسِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ وَلَده أَبُو الْقَاسِم بِجَامِع الْمَنْصُور وَدفن فِي مَقْبرَة الإِمَام أَحْمد وَكَانَ الْجمع كثيرا

924 -

مُحَمَّد بن حمدَان الْبَغْدَادِيّ الْعَطَّار أَبُو عبد الله نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله وَقد صلى فِي مَسْجِد بَاب التِّبْن عِنْد قنطرة التبانين فصلى خَلفه جمَاعَة فَسمِعت رجلا فِي الصَّفّ الثَّانِي أَو الثَّالِث وَهُوَ قَاعد فَقَالَ تصدقوا على فَسَمعته وَهُوَ يَقُول أَيهَا الشَّاب قُم قَائِما عافاك الله حَتَّى يرى إخوانك ذل

ص: 396

الْمَسْأَلَة فِي وَجهك فَيكون لَك عذر عِنْد الله عز وجل قَالَ القَاضِي أَبُو يعلى فَظَاهر هَذَا أَن الْمِسْكِين إِذا امْتنع عَن الْمَسْأَلَة فَمَاتَ أَثم

925 -

مُحَمَّد بن حَمَّاد بن بكر بن حَمَّاد ابو بكر المقرىء صَاحب خلف بن هِشَام سمع يزِيد بن هَارُون وَسليمَان بن حَرْب وإمامنا فِي آخَرين روى عَنهُ القَاضِي وَكِيع وَمُحَمّد بن مخلد وَغَيرهمَا وَكَانَ أحد الْقُرَّاء المجودين وَمن عباد الله الصَّالِحين وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ هُوَ فِي أَصْحَابه مثل أبي عبيد فِي أَصْحَابه وَذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَ جميل الْوَجْه فِي وَجهه النُّور عَالما بِالْقُرْآنِ وأسبابه وَكَانَ أَحْمد يُصَلِّي خَلفه شهر رَمَضَان وَنقل عَن الإِمَام مسَائِل شَتَّى مَاتَ بالجانب الغربي من مَدِينَة السَّلَام يَوْم الْجُمُعَة لأَرْبَع خلون من ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَدفن بعد الْعَصْر فِي مَقَابِر التبانين

926 -

مُحَمَّد بن حمدَان أَبُو عبد الله الْعَطَّار الْبَغْدَادِيّ

ص: 397

روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَبُو عبد الله عَن رجل اشْترى ثوبا من السُّوق تهَيَّأ لَهُ فِيهِ الصَّلَاة قبل أَن يغسل فَقَالَ جَائِز

927 -

مُحَمَّد بن حسنويه صَاحب الْأدم نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حضرت أَبَا عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل وجاءه رجل من أهل خُرَاسَان فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله قصدتك من خُرَاسَان أَسأَلك عَن مَسْأَلَة قَالَ لَهُ سل قَالَ مَتى يجد العَبْد طعم الرَّاحَة قَالَ عِنْد أول قدم يَضَعهَا فِي الْجنَّة ثمَّ قَالَ أَبُو عبد الله يَا صَالح يَا صَالح فَلم يكن حَاضرا فَقَامَ أَبُو عبد الله إِلَى سلة وَأخرج مِنْهَا رغيفين فدفعهما إِلَيْهِ فَقَالَ الْخُرَاسَانِي أما مِنْك يَا أَبَا عبد الله فَنعم أما إنَّهُمَا زادي إِلَى الرقة وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول الْفجْر يطلع بلَيْل وَلَكِن يستره أَشجَار جنان الْجنَّة

928 -

مُحَمَّد بن حبيب أَبُو عبد الله الْبَزَّار ذكره

ص: 398

الْخَطِيب وَقَالَ سمع أَحْمد بن حَنْبَل وشجاع بن مخلد روى عَنهُ الْحسن بن أبي العنبر وَكَانَ رجلا مَعْرُوفا جليل الْقدر من أَصْحَاب أبي عبد الله وَقَالَ كنت مَعَ أَحْمد بن حَنْبَل فِي جَنَازَة فَأخذ بيَدي وقمنا نَاحيَة فَلَمَّا فرغ النَّاس من دَفنه وانقضى الدّفن جَاءَ إِلَى الْقَبْر وَأخذ بيَدي وَجلسَ وَوضع يَده على الْقَبْر قَالَ اللَّهُمَّ وَإِنَّا نشْهد أَن هَذَا فلَان بن فلَان مَا كذب بك وَلَقَد كَانَ يُؤمن بك وبرسولك اللَّهُمَّ فاقبل شهادتنا لَهُ ودعا لَهُ وَانْصَرف وَقَالَ مُحَمَّد بن حبيب قَالَ أَحْمد كتبت من الْعَرَبيَّة أَكثر مِمَّا كتب أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ

929 -

مُحَمَّد بن حبيب الأندرابي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا رِسَالَة فِي السّنة فَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول صفة الْمُؤمن من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة من يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَأقر بِجَمِيعِ مَا أَتَت بِهِ الْأَنْبِيَاء وَالرسل وَعقد عَلَيْهِ مَا أظهر وَلم يشك فِي إيمَانه وَلم يكفر أحدا من أهل التَّوْحِيد بذنب وأرجأ مَا غَابَ عَنهُ من الْأُمُور إِلَى الله عز وجل وفوض أمره إِلَى الله تَعَالَى وَلم يقطع بِالذنُوبِ الْعِصْمَة من عِنْد الله تَعَالَى وَعلم أَن كل شَيْء بِقَضَاء الله وَقدره الْخَيْر وَالشَّر جَمِيعًا وَرَجا لمحسن أمة مُحَمَّد وتخوف على مسيئهم وَلم ينزل أحدا

ص: 399

من أمة مُحَمَّد جنَّة وَلَا نَارا بِإِحْسَان اكْتَسبهُ وَلَا بذنب اكْتَسبهُ حَتَّى يكون الله تَعَالَى الَّذِي ينزل خلقه حَيْثُ يَشَاء وَعرف حق السّلف الَّذين اخْتَارَهُمْ الله لصحبة نبيه وَقدم أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعرف حق عَليّ بن أبي طَالب وَالزُّبَيْر وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَسعد بن أبي وَقاص وَسَعِيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل على سَائِر الصَّحَابَة فَإِن هَؤُلَاءِ التِّسْعَة الَّذين كَانُوا مَعَ النَّبِي على جبل حراء فَقَالَ النَّبِي (اسكن حراء فَمَا عَلَيْك إِلَّا نَبِي أَو صديق أَو شَهِيد) وَالنَّبِيّ عاشرهم وَرجع على جَمِيع أَصْحَاب مُحَمَّد صَغِيرهمْ وَكَبِيرهمْ وَحدث بفضائلهم وَأمْسك عَمَّا شجر بَينهم وَصَلَاة الْعِيدَيْنِ وَالْخَوْف وَالْجَمَاعَات وَالْجُمُعَة مَعَ كل أَمِير بر أَو فَاجر وَالْمسح على الْخُفَّيْنِ فِي السّفر والحضر وَالْقصر فِي السّفر وَالْقُرْآن كَلَام الله وتنزيله وَلَيْسَ بمخلوق وَالْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص وَالْجهَاد مَاض مُنْذُ بعث الله مُحَمَّدًا إِلَى آخر عِصَابَة يُقَاتلُون الدَّجَّال لَا يضرهم جور جَائِر وَالشِّرَاء وَالْبيع حَلَال إِلَى يَوْم الْقِيَامَة على حكم الْكتاب وَالسّنة وَالتَّكْبِير على الْجَنَائِز أَرْبعا وَالرِّعَايَة لأمة الْمُسلمين بالصلاح وَلَا تخرج عَلَيْهِم بسيفك وَلَا تقَاتل فِي فتْنَة والزم بَيْتك وَالْإِيمَان بِعَذَاب الْقَبْر وَالْإِيمَان بمنكر وَنَكِير وَالْإِيمَان بالحوض والشفاعة وَالْإِيمَان بِأَن أهل الْجنَّة يرَوْنَ رَبهم تبارك وتعالى وَالْإِيمَان بِأَن الْمُوَحِّدين يخرجُون من النَّار بَعْدَمَا امتحنوا كَمَا جَاءَت الْأَحَادِيث فِي هَذِه الْأَشْيَاء

ص: 400

عَن النَّبِي نؤمن بتصديقها وَلَا نضرب لَهَا الْأَمْثَال هَذَا مَا اجْتمع عَلَيْهِ الْعلمَاء فِي جَمِيع الْآفَاق

930 -

مُحَمَّد بن حمدَان بن حَمَّاد الصيدلاني أَبُو بكر سمع أَبَا بكر الْمروزِي وَأَبا الْأَشْعَث أَحْمد بن الْمِقْدَام وَجَمَاعَة روى عَنهُ مُحَمَّد بن خلف الْخلال وَمُحَمّد بن المظفر وَذكره ابْن ثَابت وَقَالَ كَانَ ثِقَة تفقه على مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ مُحَمَّد بن حمدَان حَدثنَا أَحْمد بن الْمِقْدَام حَدثنَا فُضَيْل بن عِيَاض عَن عَطاء ابْن السَّائِب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس (يعلم السِّرّ وأخفى) قَالَ يعلم مَا تسر فِي نَفسك وَيعلم مَا تعْمل غَدا مَاتَ سنة عشْرين وثلاثمائة

931 -

مُحَمَّد بن حَامِد بن حمد بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن أبي مُسلم الْأَصْبَهَانِيّ الشَّيْخ الْوَاعِظ أَبُو سعيد سمع أَبَا مَسْعُود مُحَمَّد ابْن عبد الله السورجاني وَيحيى بن مندة وَجَمَاعَة بِبَغْدَاد وَكتب

ص: 401

بِخَطِّهِ وَحدث بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وَكَانَ من أَعْيَان الوعاظ وَله الْقبُول التَّام عِنْد الْعَوام توفّي فِي سلخ شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة

932 -

مُحَمَّد بن حمد بن حَامِد بن مفرج بن غياث الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ أَبُو عبد الله سمع بِمصْر من أبي الْحسن عَليّ بن نصر بن مُحَمَّد العابر وبمكة من الْمُبَارك بن الطباخ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحُسَيْن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عمر الْموصِلِي الْفراء وَحدث بِشَيْء كثير قَالَ الْمُنْذِرِيّ كتب عَنهُ جمَاعَة من الْحفاظ وَغَيرهم وَهُوَ أول شيخ سَمِعت مِنْهُ الحَدِيث وَوَصفه بالشيخ الْأَجَل الصَّالح توفّي فِي الْعشْرين من شعْبَان سنة إِحْدَى وسِتمِائَة بِمصْر وَدفن من الْغَد بتربتهم بسفح المقطم

933 -

مُحَمَّد بن حَمَّاد بن مُحَمَّد بن جوخان الْبَغْدَادِيّ

ص: 402

الضَّرِير الْفَقِيه أَبُو بكر سمع الحَدِيث من ابْن البطي وشهدة وَحدث باليسير وَحفظ الْقُرْآن وقرأه تجويدا وأقرأه وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن المكنى وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء سلخ رَمَضَان سنة عشر وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب وَقد قَارب السّبْعين

934 -

مُحَمَّد بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الإِمَام

ص: 403

الصَّالح شمس الدّين الْمَقْدِسِي وَهُوَ جده الشَّيْخ الْقدْوَة ابْن أبي عمر بن قدامَة سمع حضورا من اللتى وجعفر الهمذاني وكريمة والضياء تفقه ودرس وأتقن الْمَذْهَب وَقَرَأَ الحَدِيث وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَكَانَ صَالحا أمارا بِالْمَعْرُوفِ دَاعِيَة إِلَى السّنة والأثر محطا على المبتدعة توفّي خَامِس عشرى صفر سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة

935 -

مُحَمَّد بن خذاداذ بن سَلامَة بن خذاداذ الْعِرَاقِيّ الْكَاتِب الْفَقِيه الأديب أَبُو بكر وَيعرف نقاش المبارد سمع من نصر بن البطي وَالْحُسَيْن بن طَلْحَة وَغَيرهمَا وتفقه على أبي الْخطاب وَكتب خطا حسنا قَالَ ابْن نقطة حدث وسماعه صَحِيح وَقَالَ ابْن الْقطيعِي هُوَ من أهل الْقُرْآن وَالْفِقْه وطريقته فِي النّسخ مَعْرُوفَة بالسرعة وَقَالَ ابْن النجار كَانَ فَقِيها مناظرا أصوليا

ص: 404

تفقه على أبي الْخطاب وعلق عَنهُ مسَائِل للْخلاف وَقَرَأَ الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر وَكَانَ خطه رديئا روى لنا عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وثابت بن شرف وَكَانَ صَدُوقًا مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِمَسْجِد ابْن جردة وَدفن بِبَاب حَرْب

936 -

مُحَمَّد بن خلف بن رَاجِح بن بِلَال بن هِلَال الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي الْفَقِيه المناظر شهَاب الدّين أَبُو عبد الله سمع بِدِمَشْق من أبي المكارم ابْن هِلَال وَقدم مصر فَسمع بالإسكندرية من السلفى ورحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع بهَا من أبي مُحَمَّد بن الخشاب وطبقته وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن المنى حَتَّى برع وَكَانَ بحاثا مناظرا مفحما للخصوم ذَا حَظّ من صَلَاح وأوراد وسلامة صدر أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الحَدِيث وَغَيره

ص: 405

من الْعُلُوم وَأثْنى عَلَيْهِ المنذرى وسبط ابْن الْجَوْزِيّ توفّي يَوْم الْأَحَد سلخ صفر سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون

937 -

مُحَمَّد بن الْخضر بن مُحَمَّد بن الْخضر بن عَليّ بن

ص: 406

عَليّ بن عبد الله بن تَيْمِية الْحَرَّانِي الْفَقِيه الْمُفَسّر الْخَطِيب الْوَاعِظ فَخر الدّين أَبُو عبد الله شيخ حران وخطيبها قَرَأَ الْقُرْآن على وَالِده

ص: 407

وَكَانَ لَهُ نَحْو عشر سِنِين واشتغل فِي الْعلم وَتردد إِلَى أبي الْكَرم فتيَان ابْن شياع وَأبي الْحسن ابْن عَبدُوس وَغَيرهمَا وارتحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من الْمُبَارك ابْن خضر وَأبي الْفَتْح ابْن شاتيل وطبقتهما وَسمع بحران من أبي النجيم السهروردى وَغَيره وتفقه على جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْفَتْح ابْن المنى ولازم أَبَا الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَسمع عَلَيْهِ كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ كِتَابه التَّفْسِير قِرَاءَة بحث وَفهم وَبعده جد فِي الِاشْتِغَال والبحث ثمَّ أَخذ فِي التدريس والوعظ والتصنيف وَشرع فِي إِلْقَاء التَّفْسِير بكرَة كل يَوْم بِجَامِع حران والتدريس بِالْمَدْرَسَةِ النورية بهَا وَبنى هُوَ مدرسة بحران أَيْضا وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن خلكان وَابْن نقطة وَابْن النجار وَقَالَ ابْن السَّاعِي هُوَ مَوْصُوف بِالْفَضْلِ والتدين وَله مصنفات مِنْهَا التَّفْسِير الْكَبِير وَهُوَ حسن جدا وَفِي الْفِقْه التَّرْغِيب وَالتَّلْخِيص وَالْبُلغَة وَهُوَ أصغرها وَله شرح الْهِدَايَة لأبي الْخطاب لم يتمه وَله ديوَان الْخطب الجمعية وَكَانَ بَينه وَبَين الشَّيْخ موفق الدّين مراسلات ومكاتبات وَأخذ عَنهُ الْعلم جمَاعَة مِنْهُم وَلَده عبد الْغَنِيّ خطيب حران وَابْن عَمه الشَّيْخ مجد الدّين وَسمع مِنْهُ خلق مِنْهُم ابْن نقطة وَابْن النجار وَغَيرهمَا

ص: 408

توفّي يَوْم الْخَمِيس عَاشر صفر سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة بحران وَرويت لَهُ منامات حَسَنَة

938 -

مُحَمَّد بن خَلِيل بن مُحَمَّد بن طوغان الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه الْمُحدث شمس الدّين أَبُو عبد الله المنصفى الحريرى سمع الْكثير من أَصْحَاب ابْن البُخَارِيّ وَابْن القواس والشرف ابْن عَسَاكِر وطبقتهم وَوَصفه الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجى بِالْحِفْظِ وَقَالَ رفيقنا وصاحبنا سمع مَعنا كثيرا وَقَرَأَ الْكثير وَكتب وَضبط وحرر وأتقن وَألف وَجمع وَكَانَ لَهُ معرفَة تَامَّة ولازم الْحَافِظ ابْن الْمُحب وتفقه أَولا وَصَحب الإِمَام زين الدّين بن رَجَب وَأخذ عَنهُ ثمَّ نافره وانفصل عَنهُ وَكَانَ يُفْتى ويعتني بفتوى الطَّلَاق على اخْتِيَار

ص: 409

الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وامتحن بِسَبَب ذَلِك ثمَّ حصل لَهُ عُقُوبَة من التتار توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة

939 -

مُحَمَّد بن دَاوُد بن صبيح أَبُو جَعْفَر كَانَ من خَواص أبي عبد الله وَرُؤَسَائِهِمْ وَكَانَ يُكرمهُ ويحدثه بأَشْيَاء لَا يحدث بهَا غَيره وَعِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل كَثِيرَة مصنفة على نَحْو مسَائِل الْأَثْرَم وَلَكِن لم يدْخل فِيهَا حَدِيثا وَقَالَ مُحَمَّد بن دَاوُد المصِّيصِي كُنَّا عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل وهم يذكرُونَ الحَدِيث فَذكر مُحَمَّد بن يحيى النَّيْسَابُورِي حَدِيثا فِيهِ ضعف فَقَالَ لَهُ أَحْمد لَا تذكر مثل هَذَا فَكَأَن مُحَمَّد بن يحيى دخله خجلة فَقَالَ لَهُ أَحْمد إِنَّمَا قلت هَذَا إجلالا لَك يَا أَبَا عبد الله

940 -

مُحَمَّد بن رَافع نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول كل حَدِيث لَا يعرفهُ يحيى بن معِين فَلَيْسَ هُوَ بِحَدِيث

ص: 410

941 -

مُحَمَّد بن روح العكبري

قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ صديقا لِأَحْمَد بن حَنْبَل كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل إِذا خرج إِلَى عكبراء ينزل عَلَيْهِ نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول لَو أَن رجلا ولى الْقَضَاء ثمَّ حكم بِرَأْي أبي حنيفَة ثمَّ سُئِلت عَنهُ لرأيت أَن أرد أَحْكَامه

942 -

مُحَمَّد بن رَجَاء أحد من روى عَن إمامنا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن شُعْبَة عَن إِسْمَاعِيل ابْن أبي خَالِد عَن قيس بن أبي حَازِم عَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ سَمِعت رَسُول الله يَقُول (أَلا إِن آل أبي فلَان لَيْسُوا لي بأولياء إِنَّمَا وليى الله وَصَالح الْمُؤمنِينَ) رَوَاهُ مُسلم عَن أَحْمد بن حَنْبَل هَكَذَا

943 -

مُحَمَّد بن زُهَيْر أَبُو جَعْفَر

نقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ أتيت أَبَا عبد الله فِي شَيْء أسأله عَنهُ فَأَتَاهُ رجل فَسَأَلَهُ عَن شَيْء

ص: 411

أَو كَلمه فِي شَيْء

فَقَالَ لَهُ جَزَاك الله عَن الْإِسْلَام خيرا

فَغَضب أَبُو عبد الله وَقَالَ لَهُ من أَنا حَتَّى يجزيني الله عَن الْإِسْلَام خيرا بل جزى الله الْإِسْلَام عني خيرا

944 -

مُحَمَّد بن سهل بن عَسْكَر نقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول آدم بن أبي إِيَاس من السِّتَّة أَو السَّبْعَة الَّذين كَانُوا يضبطون الحَدِيث عَن شُعْبَة وَقَالَ مُحَمَّد بن سهل سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول يحيى بن الْعَلَاء الرَّازِيّ كَذَّاب رَافِضِي يضع الحَدِيث وَبشر بن نمير أَسْوَأ حَالا مِنْهُ

945 -

مُحَمَّد بن سُلَيْمَان البارودي بغدادي ذكره أَبُو بكر الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد

ص: 412

946 -

مُحَمَّد بن سعيد بن صبيح نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حضرت أَبَا عبد الله على طَعَام فَجَاءُوا بأرز فَقَالَ أَبُو عبد الله الْأرز إِن أكل فِي أول الطَّعَام أشْبع وَإِن أكل فِي آخِره هضم

947 -

مُحَمَّد بن سِيمَا أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ ذكره ابْن ثَابت وَقَالَ سمع عبد الله بن إِسْحَاق الْمَدَائِنِي وَيحيى بن صاعد وَحدث عَن عبد الله الْبَغَوِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن عَائِشَة مَرْفُوعا (ادرءوا الْحُدُود عَن الْمُسلمين مَا اسْتَطَعْتُم فَإِن وجدْتُم للْمُسلمين مخرجا فَخلوا سبيلهم فَإِن الإِمَام إِن يخطىء فِي الْعَفو خير من أَن يخطىء فِي الْعقُوبَة) وَوَصفه الْخَطِيب بِالصّدقِ

948 -

مُحَمَّد بن سعد بن سعيد الغسال الشَّيْخ المقرىء

ص: 413

أَبُو البركات

قَرَأَ بالروايات على رزق الله التَّمِيمِي وَغَيره وَسمع من أبي الغنايم بن أبي عُثْمَان وَالْقَاضِي ابْن البطي وتفقه على ابْن عقيل وَكَانَ من الْقُرَّاء المجودين يقْصد فِي رَمَضَان لسَمَاع قِرَاءَته فِي التَّرَاوِيح وَكَانَ دينا صَالحا صَدُوقًا حدث سمع مِنْهُ ابْن نَاصِر والسلفى وَأثْنى عَلَيْهِ توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع رَمَضَان سنة تسع وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْقصر وَدفن بِبَاب حَرْب

949 -

مُحَمَّد بن سعد الله بن نصر بن سعيد الدجاجي الْوَاعِظ أَبُو نصر سمع من أَبِيه وَالْقَاضِي أبي بكر وَعبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَغَيرهم ورحل إِلَى الْكُوفَة فَسمع بهَا من أبي الْحسن ابْن غبرة

ص: 414

الْحَارِثِيّ وَكَانَ صَحِيح السماع خيرا فَاضلا واعظا وَقَالَ ابْن النجار كَانَ من أَعْيَان الْمَشَايِخ ووجوه وعاظ مَدِينَة السَّلَام مليح الْوَعْظ حسن الْإِيرَاد حُلْو الْأَلْفَاظ كيسا متوددا حسن الْأَخْلَاق متواضعا فَاضلا صَدُوقًا وَحدث بالكثير روى عَنهُ ابْن الزَّيْنَبِي وَابْن النجار وَغَيرهمَا

توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَاجْتمعَ النَّاس بِجَامِع السُّلْطَان لأجل الصَّلَاة عَلَيْهِ فصلى عَلَيْهِ الْجمع الْكثير وَدفن بِبَاب حَرْب

950 -

مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن هبة الله بن مُفْلِح بن نمير الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الْكَاتِب الأديب

سمع من يحيى الثَّقَفِيّ وَابْن صَدَقَة والخشوعي وَغَيرهم وَكَانَ شَيخا فَاضلا أديبا حسن النّظم والنثر طَال عمره وَحدث سمع مِنْهُ ابْن الْحَاجِب وَقَالَ سَأَلت الْحَافِظ ابْن عبد الْوَاحِد عَنهُ فَقَالَ عَالم دين

وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْنه يحيى بن مُحَمَّد بن سعد وَسليمَان بن حَمْزَة توفّي فِي ثَانِي شَوَّال سنة خمسين وسِتمِائَة بسفح قاسيون

ص: 415

951 -

مُحَمَّد بن سعد الله بن عبد الْأَحَد بن سعد الله بن بخيخ الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الإِمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله

سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وتفقه وَأفْتى وَصَحب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية

وَكَانَ صَحِيح الذِّهْن جيد الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم من خِيَار النَّاس وعقلائهم وعلمائهم توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة بوادي بني سَالم فِي رُجُوعه من الْحَج وَحمل إِلَى الْمَدِينَة المشرفة فَدفن بِالبَقِيعِ وَكَانَ كهلا

952 -

مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن

ص: 416

أبي عمر الشَّيْخ الإِمَام قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين

سمع الحَدِيث وناب عَن وَالِده وَترك لَهُ وَالِده درس الجوزية فدرس بهَا فِي حَيَاته وَكتب على الْفَتْوَى ودرس بعد وَالِده بمدرسة دَار الحَدِيث الأشرفية بالسفح ثمَّ ولى الْقَضَاء بعد ابْن مُسلم وَكَانَ ذَا فضل وعقل وَحسن خلق وتودد توفّي فِي تَاسِع صفر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بتربة جده الشَّيْخ أبي عمر وحضره خلق كثير

953 -

مُحَمَّد بن سَالم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْجَلِيل الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمُفْتى أَبُو عبد الله الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ

كَانَ مُقيما بِالشَّام فَحصل لَهُ رمد وَنزل بِعَيْنِه مَاء فَتوجه إِلَى مصر يتداوى وَنزل فِي مدارس الْحَنَابِلَة وَحصل لَهُ تدريس مدرسة السُّلْطَان حسن

توفّي يَوْم السبت سادس عشرى شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ

ص: 417

954 -

مُحَمَّد بن شَدَّاد الصَّفَدِي أَبُو جَعْفَر هُوَ أحد من روى عَن إمامنا قَالَ سَمِعت بالرقة أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول الْقُرْآن من حَيْثُ تعرف غير مَخْلُوق وَاللَّفْظ بِالْقُرْآنِ من قَالَ

هُوَ مَخْلُوق فَهَذَا من قَول جهم وَالنَّبِيّ يَقُول (مَنَعُونِي أَن أبلغ كَلَام رَبِّي عز وجل وَقَالَ (حَتَّى يسمع كَلَام الله) قَالَ وَقَالَ أَحْمد لَا تجَالس من قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق وَلَا تصل خَلفه فَإِن هَذَا من قَول جهم

ص: 418

955 -

مُحَمَّد بن طَارق الْبَغْدَادِيّ

سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ كنت جَالِسا إِلَى جنب أَحْمد بن حَنْبَل فَقلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله أَسْتَمدّ من محبرتك فَنظر إِلَيّ فَقَالَ لم يبلغ ورعي ورعك هَذَا

956 -

مُحَمَّد بن طريف أَبُو بكر الْأَعْين

سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل من أحب إِلَيْك فِي حَدِيث الْأَعْمَش قَالَ سُفْيَان قلت شُعْبَة قَالَ لَا سُفْيَان وَقَالَ مُحَمَّد ابْن طريف حَدثنَا فَزَاد أَنه سمع شُعْبَة يَقُول كل شَيْء لَيْسَ فِي الحَدِيث سَمِعت فَهُوَ خل وبقل

957 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان أَبُو جَعْفَر

ص: 419

الْحَضْرَمِيّ الْكُوفِي مطين أحد الْحفاظ والأذكياء صنف المسانيد وَذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ سمعنَا أَحَادِيث ومسائل عَن أبي عبد الله حسانا جيادا وَقَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن الطفَاوِي يَعْنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن فَقَالَ كَانَ يُدَلس

مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ

958 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن ثَابت أحد من روى عَن إمامنا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا وَكِيع عَن شُعْبَة بن الْحجَّاج عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي قَالَ (هَبَط عَليّ جِبْرِيل وَعَلِيهِ طنفسة متخلل بهَا فَقلت يَا جِبْرِيل مَا نزلت على

ص: 420

فِي مثل هَذَا الزي فَقَالَ إِن الله أَمر الْمَلَائِكَة أَن تتخلل فِي السَّمَاء كتخلل أبي بكر رضي الله عنه فِي الأَرْض)

959 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن عتاب أَبُو بكر الْأنمَاطِي يعرف بالمربع

سمع يحيى بن معِين وَأحمد بن حَنْبَل فِيمَا ذكره الْخلال روى عَنهُ مُحَمَّد بن مخلد وَالْقَاضِي أَحْمد بن كَامِل وَأَبُو بكر الشَّافِعِي وَغَيرهم وَكَانَ ثِقَة مَاتَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

960 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر الزُّهْرِيّ سمع من أَحْمد وَكَانَ جارا لَهُ وَكَانَ أحد الصَّالِحين مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ قَائِما يُصَلِّي فَخر مَيتا

961 -

مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو جَعْفَر الدينَوَرِي

سَأَلَ

ص: 421

إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن الصَّلَاة فِي جُلُود الثعالب فَقَالَ لَا تعجبني

962 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الحميد بن الْحَرَّانِي الْأَزجيّ أحد أَعْيَان عدُول بَغْدَاد

سمع من أبي مُحَمَّد التَّمِيمِي والنعالي سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الْقطيعِي وَقَالَ كَانَ ثِقَة مَأْمُونا عَالما لطيفا جمع كتابا سَمَّاهُ رَوْضَة الأدباء وَهُوَ آخر من مَاتَ من شُهُود أبي الْحسن الدَّامغَانِي وَله شعر حسن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة

963 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَلْحَة

ص: 422

الْبَرْمَكِي الْهَرَوِيّ الْمُحدث أَبُو عبد الله نزيل مَكَّة وَإِمَام حطيم الْحَنَابِلَة بهَا

سمع بهمذان من أبي الْوَقْت وَأبي الْفضل أَحْمد بن سعيد وببغداد من ابْن البطي وَغَيره وبمصر من أبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل ابْن قَاسم وبالإسكندرية من الْحَافِظ السلفى وَحدث فِي بِلَاد كَثِيرَة وَأقَام بِمَكَّة فِي آخر عمره يؤم بِموضع الْحَنَابِلَة قَالَ نَاصح الدّين ابْن الْحَنْبَلِيّ كَانَ رجلا صَالحا سَمِعت مِنْهُ بقرَاءَته جُزْءا بِمَكَّة وَأثْنى عَلَيْهِ الفاسي توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بِمَكَّة المشرفة

964 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن السامري الشَّيْخ

ص: 423

الإِمَام الْفَقِيه الفرضي أَبُو عبد الله نصير الدّين وَيعرف بِابْن سنينة

سمع من ابْن البطي وَأبي حَكِيم النهرواني وتفقه عَلَيْهِ ولازمه مُدَّة وبرع فِي الْفِقْه والفرائض وصنف فيهمَا تصانيف عدَّة مِنْهَا الْمُسْتَوْعب وَكتاب الفروق وَكتاب الْبُسْتَان فِي الْفَرَائِض

وَولى الْقَضَاء بسامراء وأعمالها ثمَّ ولى الْقَضَاء والحسبة بِبَغْدَاد ثمَّ صرف عَنْهُمَا وَلزِمَ بَيته توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشر رَجَب سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة بِبَغْدَاد وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالنظامية وَأم النَّاس عَلَيْهِ عبد الْعَزِيز ابْن دلف وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب

965 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي الْقَاسِم

ص: 424

الْبَغْدَادِيّ المقرىء الْمُحدث الصُّوفِي الْكَاتِب رشيد الدّين أَبُو عبد الله

سمع الْكثير من ابْن روزبة وَابْن اللتى وَعمر بن كرم وَغَيرهم وعنى بِالْحَدِيثِ وَسمع الْكتب الْكِبَار والأجزاء وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَهُوَ فِي غَايَة الْحسن وَولى مشيخة دَار الحَدِيث المستنصرية وَلبس خرقَة التصوف وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ جمَاعَة

مَاتَ فِي تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضي الله عنه

966 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن قدامَة الشَّيْخ الْمسند المعمر الْأَصِيل شمس الدّين أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي

حضر عَليّ ابْن البُخَارِيّ

ص: 425

وَتفرد عَنهُ براوية جُزْء ابْن نجيد وَحضر على الشريف على ابْن الرِّضَا عبد الرَّحْمَن أَرْبَعِينَ حَدِيثا منتقاة من موطأ يحيى بن بكير وَحدث سمع مِنْهُ الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ وَنور الدّين الهيثمي وَالشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى

توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي شهر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بالصالحية وَدفن بقاسيون

967 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك بن مَكْنُون بن نجم الشَّيْخ الصَّالح شمس الدّين أَبُو عبد الله العجلوني الفرجاني الدِّمَشْقِي خطيب بَيت لهيا وَابْن خطيبها سمع وزيرة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَابْن القواس وَحدث

سمع مِنْهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى ثلاثيات البُخَارِيّ عَن وزيرة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ بِبَيْت لهيا وَدفن هُنَاكَ

ص: 426

968 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عزار بن نائل الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله الْفَقِيه تَقِيّ الدّين ابْن التقي سمع من أبي بكر ابْن الرضى وشهاب الدّين ابْن الصرخدي وَالْقَاضِي شرف الدّين ابْن الْحَافِظ وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَسمع مشيخة ابْن عبد الدَّائِم على حفيده مُحَمَّد بن أبي بكر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين واشتغل فِي الْعلم وتميز فِيهِ ودرس وَأفْتى

واشتغل وباشر نِيَابَة عَمه قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين المرداوي من حِين توجهه إِلَى الْحَج سنة سِتِّينَ وَاسْتمرّ يحكم عَنهُ سبع سِنِين إِلَى أَن عزل مستخلفه ثمَّ بَاشر

ص: 427

نِيَابَة قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين الْعَسْقَلَانِي مُدَّة ولَايَته وَكَانَت تقرب من خمس سِنِين ثمَّ اشْتغل بِالْقضَاءِ من حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين فباشر اثنتى عشرَة سنة إِلَّا أَرْبَعِينَ يَوْمًا قَالَ الْحَافِظ ابْن حجى كَانَ رجلا عَالما جيد الْفِقْه والفهم حسن الاستحضار خَبِيرا بِالْأَحْكَامِ عَارِفًا بالأمور ذَاكِرًا للوقائع صبورا على الحكم وَلم يكن بَقِي فِي الْحَنَابِلَة أقدم مِنْهُ وَكَانَ يكْتب على الفتاوي قبل الْقَضَاء كِتَابَة جَيِّدَة وَعِنْده تواضع وَقَضَاء لحقوق الْأَصْحَاب وَكَانَ يُسَارع إِثْبَات هِلَال رَمَضَان وَأَخْبرنِي أَنه رأى بِخَط الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَالشَّيْخ محيى الدّين النواوي جَوَاب استفتاء فِي وَاقِف وقف مدرسة وَشرط حُضُورهَا كل يَوْم هَل تجوز البطالة والتخلف فِي الْأَيَّام الَّتِي جرت الْعَادة بترك الْحُضُور فِيهَا فأجابا بِالْجَوَازِ وَقَالَ لي الشَّيْخ شهَاب الدّين الزُّهْرِيّ كَانَ قد درب الْأَحْكَام وَعرف النَّاس وأملاكهم وَالشُّهُود وَهَذَا غَايَة مَا يَنْبَغِي للْقَاضِي مَعْرفَته قَالَ وَأما ذكره للإثباتات فأعجوبة

توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء عقيب طُلُوع الشَّمْس تَاسِع عشرى رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفري بعد الظّهْر وَدفن بالروضة قَرِيبا من عَمه وَكَانَت جنَازَته حافلة يُقَال إِنَّه لم يمرض قطّ سوى هَذَا فَإِنَّهُ مرض سبع لَيَال وَانْقطع عَن الْمدرسَة أَرْبَعَة أَيَّام

ص: 428

أما وَالِده الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فَتوفي فِي حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة

وجده سمع خطيب مردا وَابْن عبد الدايم وَكَانَ فَقِيها صَالحا مُبَارَكًا سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي توفّي فِي رَمَضَان سنة سبع عشرَة بسفح قاسيون وَدفن عِنْد المرادوة

969 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور

ص: 429

الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ الْأَصِيل بَقِيَّة الْمُحدثين شمس الدّين بن الْعَلامَة الْمُحدث محب الدّين بن الشَّيْخ الْمُحدث الصَّالح شهَاب الدّين بن الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة محب الدّين السَّعْدِيّ الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بالصامت سمى بِهِ لِكَثْرَة سُكُوته ووقاره سمع من عِيسَى الْمطعم وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين وَابْن عبد الدايم وَالقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَقَرَأَ هُوَ كثيرا على خَالَته زينت بنت الْكَمَال وعَلى أَبِيه والمزي والبرزالي والذهبي وَذكره فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص وَقَالَ فِيهِ عقل وَسُكُون وذهنه جيد وهمته عالية فِي التَّحْصِيل وَأثْنى عَلَيْهِ الْأَئِمَّة وَكَانَ آخر من بَقِي من أَئِمَّة هَذَا الْفَنّ

سمع مِنْهُ خلق قَدِيما مِنْهُم الشَّيْخ شمس الدّين ابْن عبد الْهَادِي سمع مِنْهُ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَحدثنَا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا جدى عَلامَة الزَّمَان شرف الدّين وَآخَرُونَ

توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة

970 -

مُحَمَّد بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْأَقْرَع الشَّيْخ

ص: 430

الإِمَام الْعَلامَة الأعجوبة شمس الدّين أَبُو عبد الله البعلبكي

حفظ كتبا عديدة وَكَانَ قوي الحافظة فصيح اللِّسَان قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى كَانَ قدم من سنوات من بعلبك وَعرض عَليّ مُخْتَصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ والمنتقى لِابْنِ تَيْمِية امتحانا على الْعَادة وتعجب النَّاس من ذَلِك وَكَانَ لَهُ حافظة وذكاء وَفهم ثمَّ أَخذ يعْمل مواعيد عَن ظهر قلبه بالجامع الْأمَوِي وَغَيره توفّي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ رَابِع عشرى رَمَضَان سنة ثَمَانمِائَة مطعونا وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي ضحوة وَدفن بِبَاب الفراديس وَكَانَت جنَازَته حافلة

971 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن عُثْمَان بن شكر الشَّيْخ شمس الدّين البعلي سمع الحَدِيث من جمَاعَة روى وَألف وَجمع وَكَاتب كِتَابَته حَسَنَة

قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجى وَكَانَ من أهل الْعلم وَكَانَت عِبَارَته جَيِّدَة فِي التصنيف حدث

ص: 431

بمعجم ابْن جَمِيع وَمَات سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة

972 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد ابْن مفرج الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمُفْتِي الأصولي أكمل الدّين أَبُو عبد الله اشْتغل بعد الْفِتْنَة ولازم وَالِده وَمهر على يَدَيْهِ وَكَانَ لَهُ فهم صَحِيح وَقِيَاس مُسْتَقِيم سمع من وَالِده وَالشَّيْخ تَاج الدّين ابْن بردس درس وَأفْتى فِي حَيَاة وَالِده وَبعد وَفَاته وناب فِي الحكم لشَيْخِنَا قَاضِي الْقُضَاة محب الدّين ابْن نصر الله وَعين لقَضَاء الشَّام وَلم ينبرم ذَلِك وَكَانَ لَهُ سلطة على الأتراك وَوعظ وَوَقع لنا مناظرات مَعَ جمَاعَة

ص: 432

من الْعلمَاء والأكابر وَظهر النَّقْل مَعَه وَكَانَ يستحضر فروعا ومسائل من فنون شَتَّى ويتدبر مَا يَقُول وَلكنه لم يواظب على الِاشْتِغَال على مَا هُوَ الْمَعْهُود وَحصل لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين دَاء الفالج وقاسى مِنْهُ أهوالا ثمَّ من الله تَعَالَى بالعافية وَلَكِن لم يتَخَلَّص مِنْهُ بِالْكُلِّيَّةِ

توفّي لَيْلَة السبت سادس عشر شَوَّال سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفري وَكَانَت جنَازَته حافلة حَضَره النَّائِب والقضاة والأعيان وَغَيرهم وَدفن بالروضة على وَالِده إِلَى جَانب جده صَاحب الْفُرُوع رَحْمَة الله عَلَيْهِم

973 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن يزِيد أَبُو جَعْفَر بن المنادى سمع أَبَا بدر شُجَاع بن الْوَلِيد وَيزِيد بن هَارُون وَعَفَّان بن مُسلم فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَعبد الله الْبَغَوِيّ وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم الرَّازِيّ سَمِعت مِنْهُ يَعْنِي مُحَمَّد بن المنادى مَعَ أبي وَسُئِلَ أبي عَنهُ فَقَالَ صَدُوق كَانَ يسكن المخزم وَنقل عَن إمامنا مسَائِل وَغَيرهَا فَذكره أَبُو بكر الْخلال فِيمَن روى عَن أَحْمد وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول أجمع اصحاب رَسُول الله على هَذَا الْمُصحف توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء فِي السحر وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء لست بَقينَ فِي رَمَضَان سنة اثْنَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَصَامَ اثْنَيْنِ وَتِسْعين رمضانا

ص: 433

وَله حِينَئِذٍ مائَة سنة وَسنة وَاحِدَة وَأَرْبَعَة أشهر واثنى عشر يَوْمًا وَلَيْلَة لِأَنَّهُ ولد فِي نصف جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة

974 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن كادش العكبري الْمُحدث سمع قَدِيما من الْجَوْهَرِي وَالْقَاضِي الْمَاوَرْدِيّ وَالْقَاضِي بقرَاءَته أبي يعلى وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الْكثير وَأفَاد النَّاس وَسمع الطّلبَة والغرباء بقرَاءَته وإفادته وَحدث باليسير روى عَنهُ السَّمرقَنْدِي والسلفى وَقَالَ عَنهُ كَانَ قارىء بَغْدَاد والمستملى بهَا على الشُّيُوخ ثِقَة كثير السماع وَلم يكن لَهُ أنس بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ حنبلي الْمَذْهَب جَهورِي الصَّوْت عِنْد قِرَاءَة الحَدِيث والاستملاء

توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب

975 -

مُحَمَّد بن عبيد بن أَحْمد الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه

ص: 434

شمس الدّين أَبُو عبد الله المرداوي تفقه على قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين المرداوي وجدى صَاحب الْفُرُوع ولازمه وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى كَانَ فَقِيها نفالا يحفظ فروعا كَثِيرَة وغرائب وَأفْتى وَكَانَ كثير الإجتماع بالشافعية توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقد جَاوز الْخمسين

976 -

مُحَمَّد بن عبد الحكم الْأَحول قَالَ الْخلال كَانَ قد سمع من أبي عبد الله وَمَات قبله بثمان عشرَة سنة وَلَا أعلم أحدا أَشد فهما من مُحَمَّد بن عبد الحكم فِي مناظراته واحتجاجه ومعرفته وَحفظه

وَكَانَ أَبُو عبد الله يبوح بالشَّيْء إِلَيْهِ من الْفتيا مَا لَا يبوح بِهِ لكل أحد وَكَانَ ذَا اعتناء بِأبي عبد الله وَكَانَ لَهُ فهم شَدِيد وَعلم وَكَانَ ابْن عَم أبي طَالب وَبِه وصل أَبُو طَالب إِلَى أبي عبد الله قَالَ مُحَمَّد ابْن عبد الحكم سَمِعت أَحْمد يَقُول إِذا حج عَن رجل فَيَقُول أول مَا يلبى عَن فلَان ثمَّ لَا يُبَالِي بِمَا يَقُوله بعد وَقَالَ أَيْضا سَمِعت أَحْمد يَقُول الْعمرَة عِنْدِي وَاجِبَة قَالَ تَعَالَى (وَأَتمُّوا الْحَج وَالْعمْرَة لله) وَبِه قَالَ ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَفِي حَدِيث أبي رزين حج أَبِيك وَاعْتمر وَمَالك يَقُول لَيست بواجبة وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر أكبر مِنْهُ مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ

ص: 435

977 -

مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز البيوردي أَبُو عبد الله ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ جليل روى عَن أبي عبد الله مسَائِل صَالِحَة حسانا أغرب فِيهَا وَهُوَ مقدم عِنْدهم وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول ابْن سِيرِين أحسن حِكَايَة عَن أَصْحَاب النَّبِي من الْحسن

978 -

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي أَبُو بكر روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ لي أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ يحيى بن سعيد لَا يُعِيد حَدِيث شُعْبَة عَن هِشَام وَلَا حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة وَكَانَ إِذا سمع الحَدِيث عَن وَاحِد مِنْهُم لم يعده عَن الآخر

979 -

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشَّامي أَبُو عبد الله

روى

ص: 436

عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا مَا رَوَاهُ دعْلج بن أَحْمد قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشَّامي قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل وَأَنا حَاضر عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم

فَقَالَ من مثل إِسْحَاق تسْأَل عَنهُ

980 -

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الدينَوَرِي روى عَن إمامنا أَشْيَاء

981 -

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان ابْن حَمْزَة الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث نَاصِر الدّين بن زُرَيْق

تفقه وَطلب الحَدِيث وسَمعه من صَلَاح الدّين بن أبي عمر وَتخرج بِابْن الْمُحب وتمهر فِي فنون الحَدِيث وَسمع العالي والنازل وَخرج ورتب المعجم الْأَوْسَط فِي الْأَبْوَاب وصحيح ابْن حبَان

وَقَالَ شَيخنَا الشَّيْخ

ص: 437

شهَاب الدّين بن حجر اسْتَفَدْت مِنْهُ كثيرا وَسمع معي على الشُّيُوخ بالصالحية وَغَيرهَا قَالَ وَلم أر فِي دمشق من يسْتَحق اسْم الْحَافِظ غَيره مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة

982 -

مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أبي زُهَيْر الْبَزَّار أَبُو يحيى مولى آل عمر بن الْخطاب وَيعرف بصاعقة لجودة حفظه وَالْمَشْهُور أَنه لقب بذلك لِأَنَّهُ كلما قدم بَلْدَة للقاء شيخ وجد أَنه مَاتَ بِالْقربِ أَصله فَارسي ثِقَة أَمِين حَافظ متقن سمع عبد الْوَهَّاب بن عَطاء وَسَعِيد بن سُلَيْمَان فِي آخَرين حدث عَنهُ الْأَئِمَّة أَبُو دَاوُد وَابْنه وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَالْبُخَارِيّ فِي الصَّحِيح قَالَ أَبُو بكر الْخلال عِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل حسان لم يجىء بهَا غَيره مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَله سَبْعُونَ سنة

983 -

مُحَمَّد بن عبد الْملك بن زَنْجوَيْه أَبُو بكر

سمع

ص: 438

إمامنا قَالَ قدم علينا أَبُو عبد الله وَنحن عِنْد أبي الْمُغيرَة قَالَ وَاجْتمعَ النَّاس على أبي عبد الله أَكثر مِمَّا اجْتَمعُوا على أبي الْمُغيرَة وَكنت مِمَّن كتب عَنهُ

984 -

مُحَمَّد بن عبد الْملك الدقيقي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ صلى بِنَا أَحْمد الْعَصْر فسبحت خَلفه فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود أَربع تسبيحات خمس تسبيحات أَو أَربع تسبيحات

985 -

مُحَمَّد بن عَبدُوس بن كَامِل أَبُو أَحْمد السّلمِيّ

ص: 439

السراج

سمع عَليّ بن الْجَعْد وإمامنا فِي آخَرين روى عَنهُ عبد الله الْبَغَوِيّ وَأَبُو بكر النجاد وَغَيرهمَا مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ

986 -

مُحَمَّد بن عَبدك الْقَزاز نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد من احْتجم فِي شهر رَمَضَان قَالَ إِن كَانَ بلغه الْخَبَر فَعَلَيهِ الْقَضَاء وَالْكَفَّارَة وَإِن لم يبلغهُ الْخَبَر فَعَلَيهِ الْقَضَاء مَاتَ سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ

987 -

مُحَمَّد بن عَبَّاس الْمُؤَدب أَبُو عبد الله الطَّوِيل قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَن التَّقْصِير إِلَى سامراء فأظهر التبسم وَقَالَ إِنَّمَا التَّقْصِير فِي سفر طَاعَة ذكره الْخلال فِي كتاب السّير

ص: 440

988 -

مُحَمَّد بن أبي عتاب أَبُو بكر الْأَعْين

نقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ أتيت آدم الْعَسْقَلَانِي فَقلت لَهُ عبد الله بن صَالح

كَاتب اللَّيْث يُقْرِئك السَّلَام قَالَ لَا تقرئه مني السَّلَام فَقلت لَهُ لم قَالَ لِأَنَّهُ قَالَ الْقُرْآن مَخْلُوق فَأَخْبَرته بِعُذْرِهِ وَأَنه أظهر الندامة وَأخْبر النَّاس بِالرُّجُوعِ قَالَ فأقرئه السَّلَام فَقلت فَإِنِّي أُرِيد الْخُرُوج إِلَى بَغْدَاد فلك حَاجَة قَالَ نعم إِذا أتيت بَغْدَاد فأت أَحْمد بن حَنْبَل واقرئه مني السَّلَام وَقل يَا هَذَا اتَّقِ الله وتقرب إِلَى الله بِمَا أَنْت فِيهِ وَلَا يستفزنك أحد فَإنَّك إِن شَاءَ الله مشرف على الْجنَّة وَقَالَ لَهُ حَدثنَا اللَّيْث بن سعد عَن مُحَمَّد بن عجلَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله (من أرادكم فِي مَعْصِيّة الله فَلَا تطيعوه) فَأتيت أَحْمد بن حَنْبَل وَهُوَ فِي السجْن فَدخلت عَلَيْهِ فَسلمت عَلَيْهِ فأقرأته السَّلَام وَقلت لَهُ هَذَا الْكَلَام وَهَذَا الحَدِيث فَأَطْرَقَ أَحْمد إطراقة ثمَّ رفع رَأسه فَقَالَ رحمه الله حَيا وَمَيتًا فقد أحسن فِي النَّصِيحَة

989 -

مُحَمَّد بن أبي عبد الله يعرف بمنونة

ص: 441

قَالَ أَبُو بكر الْخلال جمع مسَائِل عَن أَحْمد وَغَيرهَا سبعين جُزْءا

990 -

مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أبي هَاشم أَبُو عمر الْمَعْرُوف بِغُلَام ثَعْلَب سمع إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ ومُوسَى بن سهل فِي آخَرين روى عَنهُ أَبُو الْحسن بن رزقويه وَأَبُو عَليّ بن شَاذان روى أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ أَن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد قَالَ ترك قَضَاء حُقُوق الإخوان مذلة وَفِي قَضَاء حُقُوقهم رفْعَة فاحمدوا الله على ذَلِك وسارعوا فِي قَضَاء حوائجهم ومسارهم تكافئوا عَلَيْهِ وروى عَنهُ أَنه أمْلى

ص: 442

من حفظه ثَلَاثِينَ ألف ورقة فِيمَا نقل وَجَمِيع كتبه الَّتِي فِي أَيدي النَّاس إِنَّمَا أملاها بِغَيْر تصنيف وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد أَخْبرنِي أَبُو عَليّ الغياضي قَالَ سَمِعت عَليّ بن الْمُوفق يَقُول كَانَ لي جَار مَجُوسِيّ فَكنت أعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام فَيَقُول نَحن على الْحق فَمَاتَ على الْمَجُوسِيَّة فرأيته فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا الْخَبَر فَقَالَ نَحن قوم فِي قَعْر جَهَنَّم قَالَ قلت تحتكم قوم قَالَ نعم قوم مِنْكُم قَالَ قلت من أَي الطوائف منا قَالَ الَّذين يَقُولُونَ الْقُرْآن مَخْلُوق مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة

991 -

مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الرّبيع بن ثَابت بن وهب بن إِسْحَاق بن الْحَارِث بن عبيد الله بن كَعْب بن مَالك الْأنْصَارِيّ الكعبي الْبَغْدَادِيّ الفرضي القَاضِي أَبُو بكر ابْن طَاهِر حفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وَحضر على ابْن ابي إِسْحَاق الْبَرْمَكِي وَسمع من أَخِيه أبي الْحسن وَالْقَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَخلق آخَرين تفقه فِي صباه على القَاضِي أبي يعلى وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة والهندسة

ص: 443

وبرع فِي ذَلِك وَشهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن الدَّامغَانِي

قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ عَارِف بالعلوم متفنن الْكَلَام حُلْو الْمنطق مليح الْمُجَاورَة مَا رَأَيْت أجمع للفنون مِنْهُ نظر فِي كل علم وسمعته يَقُول نَدِمت فِي علم تعلمته إِلَّا الحَدِيث وَعلمه

وَكَانَ سريع النّسخ حسن الْقِرَاءَة للْحَدِيث سمعته يَقُول مَا ضيعت سَاعَة من عمري فِي لَهو وَلعب وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن الْجَوْزِيّ ثَنَاء كثيرا قَالَ وسمعته يَقُول يجب على الْمعلم أَن لَا يعنف وعَلى المتعلم إِن لَا يأنف وسمعته يَقُول من خدم المحابر خدمته المنابر وَأنْشد

(لي مُدَّة لَا بُد أبلغهَا

فَإِذا انْقَضتْ وتصرمت مت)

(لَو عاندتني الْأسد ضارية

مَا ضرني مالم يجي الْوَقْت)

توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْمَنْصُور وَكَانَت جنَازَته حافلة وَأوصى أَن يكْتب على قَبره (قل هُوَ نبؤ عَظِيم أَنْتُم عَنهُ معرضون) وشيع إِلَى مَقْبرَة بَاب حَرْب وَدفن إِلَى جَانب أَبِيه قَرِيبا من بشر الحافي

وَكَانَ وَالِده عبد الْبَاقِي من أكَابِر أهل بَغْدَاد والملازمين للْقَاضِي أبي يعلى

شَيخا صَالحا مُحدثا معدلا سمع الحَدِيث وَحدث توفّي فِي صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة

ص: 444

992 -

مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن هبة الله بن حُسَيْن بن شرِيف المجمعي الْموصِلِي أَبُو المحاسن ذكره ابْن الْقطيعِي فَقَالَ أحد فُقَهَاء الْحَنَابِلَة المواصلة ورد بَغْدَاد وتفقه على القَاضِي أبي يعلى وَسمع بهَا الحَدِيث وَالْأَدب وَكَانَ تاليا لكتاب الله وَجمع كتابا اشْتَمَل على طَبَقَات الْفُقَهَاء من أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد وَله مُصَنف فِي شرح غَرِيب أَلْفَاظ الخرقى

توفّي فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة بالموصل

993 -

مُحَمَّد بن عبد الْملك بن إِسْمَاعِيل الْأَصْبَهَانِيّ الْوَاعِظ

ص: 445

أَبُو عبد الله سمع من إِسْمَاعِيل بن عَليّ الحمامي وَعبد الْجَلِيل بن مُحَمَّد الْحَافِظ وَخلق وَكَانَ لَهُ قبُول كثير عِنْد أهل بَلَده وَقدم بَغْدَاد عدَّة مَرَّات وأملى بِجَامِع الْقصر عشرَة مجَالِس

سمع مِنْهُ ابْن الْقطيعِي وَابْن النجار وَكَانَ شَيخا فَاضلا متدينا صَدُوقًا

توفّي لَيْلَة الرَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بأصبهان

994 -

مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَافِظ أَبُو الْفَتْح بن الْحَافِظ أبي مُحَمَّد عز الدّين

سَمعه وَالِده صَغِيرا من أبي الْمَعَالِي ابْن صابر وَالْخضر ابْن طَاوُوس وارتحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع من أبي الْفَتْح ابْن شاتيل ثمَّ ارتحل إِلَى أَصْبَهَان فَسمع بهَا من عبد الرَّحِيم الكاغدي ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة فَسمع من أبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وطبقته وَقَرَأَ بهَا مُسْند الإِمَام أَحْمد وتفقه فِي الْمرة الأولى على أبي الْفَتْح ابْن المنى وَفِي الثَّانِيَة

ص: 446

على أبي الْبَقَاء وَكَانَ من أَئِمَّة الْمُسلمين حَافِظًا للْحَدِيث متْنا وإسنادا عَارِفًا مَعَانِيه وغريبه ومشكله متقنا لأسامي الْمُحدثين وَكُنَاهُمْ وَمِقْدَار أعمارهم وَمَا قيل فيهم من جرح وتعديل وَمَعْرِفَة أنسابهم وَاخْتِلَاف أسمائهم مَعَ ثِقَة وعدالة وَصدق وَأَمَانَة وَحسن طَريقَة وديانة وَجَمِيل سيرة ورضى أَخْلَاق وتودد وكيس ومروءة وَقَضَاء حُقُوق الإخوان ومساعدة الغرباء

وَأثْنى عَلَيْهِ الضياء والشهاب القوصى وَالشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر توفّي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ تَاسِع عشر شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بسفح قاسيون

995 -

مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن أبي بكر بن شُجَاع بن أبي نصر الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ أَبُو بكر الْمَعْرُوف بِابْن نقطة ويلقب معِين الدّين ومحب الدّين سمع بِبَغْدَاد من يحيى بن يُونُس وَعبد الْوَهَّاب بن سكينَة وبواسط من أبي الْفَتْح ابْن أبي المندائي وبأصبهان من عتيقة

ص: 447

الفارقانية وبخراسان من مَنْصُور بن عبد الْمُنعم وبدمشق من أبي الْيمن الْكِنْدِيّ وبمصر من أبي عبد الله الْحُسَيْن بن أبي الْفَخر الْكَاتِب وبالإسكندرية من ابْن عماد الْحَرَّانِي وبمكة من يحيى بن ياقوت وبحران من الْحَافِظ عبد الْقَادِر وبحلب من الافتخار الْهَاشِمِي وبالموصل من جمَاعَة وعنى بِهَذَا الشَّأْن وبرع فِيهِ وَكتب الْكثير وَحصل الْأُصُول وَجمع وصنف وَذكره عمر بن الْحَاجِب الْحَافِظ فِي مُعْجَمه فَقَالَ شَيخنَا هَذَا أحد الْحفاظ الْمَوْجُودين فِي هَذَا الزَّمَان طَاف الْبِلَاد وَسمع الْكثير وصنف كتبا حَسَنَة فِي معرفَة

ص: 448

عُلُوم الحَدِيث والأنساب وَكَانَ إِمَامًا زاهدا ورعا ثِقَة ثبتا حسن الْقِرَاءَة ميلح الْحَظ كثير الْفَوَائِد متحريا فِي الرِّوَايَة حجَّة فِيمَا يَقُوله ويصنفه وينقله ويجمعه حسن النَّقْل ذَا سمت ووقار وعفاف حسن السِّيرَة جميل الظَّاهِر وَالْبَاطِن سخى النَّفس مَعَ الْقلَّة قانعا باليسير كثير الرَّغْبَة إِلَى الْخيرَات وَأثْنى عَلَيْهِ الْمُنْذِرِيّ وَابْن خلكان والذهبي

روى عَنهُ الْمُنْذِرِيّ وَالسيف بن الْمجد وَآخَرُونَ

توفّي فِي سنّ الكهولة يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر صفر سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة بِبَغْدَاد

ص: 449

996 -

مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الْحَافِظ الْكَبِير ضِيَاء الدّين أَبُو عبد الله مُحدث عصره ووحيد دهره وشهرته تغنى عَن الإطناب فِي ذكره

سمع بِدِمَشْق من أبي الْمجد البانياسي وَالْخضر بن هبة الله ابْن طَاوُوس وبمصر من البوصيري وببغداد من ابْن الْجَوْزِيّ وطبقته وَسمع بِبِلَاد شَتَّى

يُقَال إِنَّه كتب عَن أَزِيد من خَمْسمِائَة شيخ وَحصل أصولا كَثِيرَة وَأقَام بهراة ومرو وَله إجَازَة من السلفى وشهدة قَالَ ابْن النجار كتبت عَنهُ بِبَغْدَاد ونيسابور ودمشق وَهُوَ حَافظ متقن ثَبت ثِقَة صَدُوق نبيل حجَّة عَالم بِالْحَدِيثِ وأحوال الرِّجَال لَهُ مجموعات وتخريجات وَهُوَ ورع تَقِيّ زاهد عَابِد فِي أكل الْحَلَال مُجَاهِد فِي سَبِيل الله ولعمري مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثله فِي نزاهته وعفته وَحسن طَرِيقَته فِي طلب الْعلم وَأثْنى عَلَيْهِ عمر بن الْحَاجِب والشرف

ص: 450

ابْن النابلسي والذهبي وَقَالَ بنى مدرسة على بَاب جَامع المظفري وأعانه عَلَيْهَا بعض أهل الْخَيْر ووقف عَلَيْهَا كتبه وأجزاءه وَله تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا الْأَحَادِيث المختارة وَهِي الْأَحَادِيث الَّتِي تصلح أَن يحْتَج بهَا سوى مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ خرجها من مسموعاته قَالَ بَعضهم هُوَ خير من صَحِيح الْحَاكِم روى عَنهُ ابْن نقطة وَابْن النجار والبرزالي وَابْن الْحَاجِب وَابْن أَخِيه الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَأَبُو بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى الْمطعم وَخلق

توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون

997 -

مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن عمار بن هامل بن موهوب

ص: 451

الْحَرَّانِي الْمُحدث الرّحال شمس الدّين أَبُو عبد الله

سمع بِبَغْدَاد من الْقطيعِي وَغَيره وبدمشق من القَاضِي أبي نصر بن الشِّيرَازِيّ وبالإسكندرية من الصفراوي وبالقاهرة من مرتضى بن الْعَفِيف وَالْعلم ابْن الصَّابُونِي وَجَمَاعَة سواهُم

قَالَ الذَّهَبِيّ عَنى بِالْحَدِيثِ عناية كُلية وَكتب الْكثير وتعب وَحصل وأسمع الحَدِيث وتآلف النَّاس على رِوَايَته وَفِيه دين وَحسن عشرَة ولديه فَضِيلَة ومذاكرة جَيِّدَة وَأقَام بِدِمَشْق ووقف كتبه وأجزاءه بالضيائية واثنى عَلَيْهِ البرزالي والدمياطي

توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة بالمارستان الصَّغِير بِدِمَشْق وَدفن من الْغَد بسفح قاسيون

ص: 452

998 -

مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مَنْصُور الْحَرَّانِي الْفَقِيه الأصولي المناظر القَاضِي شمس الدّين أَبُو عبد الله تفقه على الشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية ولازمه حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَكَانَ يستذل بَين يَدَيْهِ بحران وَفِي الْأُصُول وَالْخلاف على القَاضِي نجم الدّين الشَّافِعِي

ص: 453

ثمَّ بَاشر نِيَابَة الْقَضَاء عَن قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز بالديار المصرية لفضيلته وَهُوَ أول حنبلي حكم فِي الديار المصرية فِي هَذَا الْوَقْت تمّ لما ولى الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْعِمَاد قَضَاء الْحَنَابِلَة بهَا استنابه مُدَّة ثمَّ ترك ذَلِك وَرجع إِلَى دمشق يدرس الْفِقْه بِحَلقَة لَهُ بالجامع وَيكْتب خطه على الْفَتَاوَى وَذكره قطب الدّين اليونيني وَأثْنى عَلَيْهِ وَله يَد جَيِّدَة فِي النّظم وَمِنْه

(طَار قلبِي يَوْم سَارُوا فرقا

وَسَوَاء فاض دمعي أورقا)

(حَار فِي سقمي من بعدهمْ

كل من فِي الْحَيّ داوي أورقا)

(بعدهمْ لَا ظلّ وَادي المنحنى

وَكَذَا بَان الْحمى لَا أورقا)

وابتلي بالفالج قبل مَوته مُدَّة أَرْبَعَة أشهر وَبَطل شقة الْأَيْسَر وَثقل لِسَانه

توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة بَين العشاءين لست خلون من جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقابر بَاب الصَّغِير

999 -

مُحَمَّد بن عبد الْوَلِيّ بن جبارَة بن عبد الْوَلِيّ الْمَقْدِسِي الْفَقِيه تَقِيّ الدّين سمع بِدِمَشْق من أبي الْقَاسِم بن صصرى وَغَيره وببغداد من أبي الْحسن الْقطيعِي وطبقته وَكَانَ فَاضلا متقنا

ص: 454

صَالحا وَالِد الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن جبارَة توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بسفح قاسيون وَدفن بِهِ

1000 -

مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الْمُحدث الزَّاهِد الْقدْوَة شمس الدّين أَبُو عبد الله بن الْكَمَال وَهُوَ ابْن أخي الْحَافِظ الضياء

حضر على الحرستاني والكندي وَسمع من ابْن ملاعب وَالشَّيْخ موفق الدّين وَخلق

ص: 455

ولازمه عَمه الضياء وَتخرج بِهِ

وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ قَرَأَ على الشُّيُوخ وعنى بِالْحَدِيثِ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا فَقِيها مُحدثا زاهدا عابدا كثير الْخَيْر لَهُ قدم راسخ فِي التَّقْوَى وَوَقع فِي النُّفُوس حدث بالكثير نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَسمع مِنْهُ خلق مِنْهُم ابْن الخباز وَعبد الله بن مُحَمَّد بن قيم الضيائية وَأحمد الحريري توفّي بعد عشَاء الْآخِرَة لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بتربة الشَّيْخ موفق الدّين رَحمَه الله تَعَالَى

1001 -

مُحَمَّد بن عبد الرازق بن رزق الله الرَّسْعَنِي الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله وَأَبُو الْفَضَائِل الْفَقِيه الشَّاعِر الأديب الْمعدل

حدث عَن ابْن روزبة وَابْن الْقطيعِي وَغَيرهمَا وَذكره أَبوهُ فِي

ص: 456

تَفْسِيره مرَارًا وَسَأَلَ عَن غوامض فِي التَّفْسِير وَتكلم فِيهِ بِكَلَام جيد

مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة غريقا بنهر الشَّرِيعَة من الْغَوْر وَمن شعره

(وَلَو أَن إنْسَانا يبلغ لوعتي

ووجدى وأشجاني إِلَى ذَلِك الرشا)

(لأسكنته عَيْني وَلم أرْضهَا لَهُ

وَلَوْلَا لهيب الْقلب لأسكنته الحشا)

1002 -

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن مُحَمَّد البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه المناظر المفتن شمس الدّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ فَخر الدّين

ص: 457

سمع الْكثير من خطيب مردا وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وتفقه وبرع وَأفْتى وناظر وَحفظ عدَّة كتب ودرس بالمسمارية وحلقة الْجَامِع وَكَانَ مَوْصُوفا بالذكاء المفرط والتقدم فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث قَالَ الذَّهَبِيّ لم يتفرغ للْحَدِيث لِأَنَّهُ كَانَ مَشْغُولًا بأصول الْمَذْهَب وفروعه حضرت دروسه مَعَ شَيخنَا ابْن تَيْمِية ولى مِنْهُ إجَازَة

قَالَ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب وَبَلغنِي أَنه كَانَ يحفظ الْكَافِي فِي الْفِقْه وَأثْنى عَلَيْهِ البرزالي توفّي لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع رَمَضَان سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقابر بَاب توما قبلي مَقْبرَة الشَّيْخ رسْلَان وَحضر جنَازَته جمع كثير

1003 -

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ أبي عمر الشَّيْخ

ص: 458

الإِمَام الْفَقِيه الْعدْل عز الدّين بن الشَّيْخ شمس الدّين وَالِد الشَّيْخ نجم الدّين سمع من ابْن الْبلدَانِ وخطيب مردا وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ سبط السلفى وَسمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة

1004 -

مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن بدران بن عبد الله

ص: 459

الْمَقْدِسِي الْفَقِيه الْمُحدث شمس الدّين أَبُو عبد الله

سمع من خطيب مردا وَعُثْمَان بن خطيب القرافة وَابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهم وَطلب وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وتفقه على الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر ودرس وَأفْتى وصنف ولى تدريس الصاحبة مُدَّة بعد ابْن الوَاسِطِيّ وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَرَبيَّة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَله تصانيف وَحدث روى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن الخباز فِي مشيخته توفّي فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون

1005 -

مُحَمَّد بن عبد الْوَلِيّ بن مُحَمَّد بن خولان البعلي

ص: 460

الشَّيْخ الإِمَام سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَجَمَاعَة وَقَرَأَ وناظر فِي عُلُوم الحَدِيث قَالَ الذَّهَبِيّ سَمِعت مِنْهُ مرَارًا وَكَانَ من خِيَار النَّاس وعلمائهم وَألف كتابا سَمَّاهُ العمدية القوية فِي اللُّغَة التركية توفّي فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة ببعلبك

1006 -

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سامة بن كَوْكَب الشَّيْخ

ص: 461

الْمُحدث الْحَافِظ الزَّاهِد العابد شمس الدّين أَبُو عبد الله

حضر فِي دمشق عَليّ ابْن عبد الدَّائِم وَسمع من عبد الْوَهَّاب الْمَقْدِسِي وَطلب بِنَفسِهِ وَسمع من ابْن أبي عمر وَابْن البُخَارِيّ ثمَّ رَحل إِلَى مصر والإسكندرية وَسمع بهما ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد وأصبهان وَالْبَصْرَة وَحصل الْأُصُول وَكتب العالي والنازل وَخرج لنَفسِهِ وَأثْنى عَلَيْهِ البرزالي والذهبي وسمعا مِنْهُ توفّي فِي آخر نَهَار الثُّلَاثَاء رَابِع عشرى ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ وَدفن بالقرافة بِالْقربِ من الشَّافِعِي رضي الله عنه

1007 -

مُحَمَّد بن عبد المحسن بن أبي الْحسن

ص: 462

ابْن عبد الْغفار بن الْخَرَّاط الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الْمُحدث الْوَاعِظ عفيف الدّين أَبُو عبد الله وَيعرف بِابْن الدواليبي سمع من إِبْرَاهِيم بن الْحر وَمُحَمّد بن مقبل وَغَيرهمَا وَسمع من مجد الدّين بن تَيْمِية أَحْكَامه وَسمع الْمسند من جمَاعَة وَوعظ مُدَّة طَوِيلَة وشارك فِي الْعُلُوم وَصَارَ مُسْند أهل الْعرَاق فِي وَقفه حدث بالكثير سمع مِنْهُ البرزالي وَغَيره

توفّي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وشيعه خلق كثير وَدفن بمقابر بَاب الشُّهَدَاء من بَاب حَرْب

1008 -

مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الخطائري الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الْفَقِيه الفرضي الْكَاتِب شمس الدّين أَبُو عبد الله تفقه على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الزريراني وبرع فِي الْفِقْه والفرائض وَكَانَ نَاظرا على الْمَسَاجِد توفّي سنة تسع عشرَة أَو عشْرين وَسَبْعمائة

ص: 463

1009 -

مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله بن عمر بن عبد الْبَاقِي ابْن العكبري الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْمُحدث الْوَاعِظ حفظ الْقُرْآن فِي صباه وقرأه بالروايات على أبي بكر بن الباقلاني الوَاسِطِيّ وتفقه على مَذْهَب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي البركات الْأَنْبَارِي وَأبي مُحَمَّد ابْن الخشاب وَصَحب الشَّيْخ زين الدّين ابْن الْجَوْزِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من مصنفاته وَسمع من جمَاعَة مِنْهُم شهدة الكاتبة

وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ لَهُ مجْلِس للوعظ فِي كل جُمُعَة ثمَّ ترك ذَلِك وَلزِمَ بَيته وَكَانَ يكثر الْجُلُوس فِي الْمَقَابِر توفّي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

1010 -

مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجي الشَّيْخ الإِمَام

ص: 464

وجيه الدّين صدر الرؤساء أَبُو الْمَعَالِي التنوخي أَخُو الشَّيْخ زين الدّين

حضر على ابْن اللتى ومكرم وَابْن المقير وَسمع من جَعْفَر الْهَمدَانِي والسخاوي وَكَانَ شَيخا عَالما فَاضلا كثير الْمَعْرُوف وَالصَّدقَات والتواضع وَله هَيْبَة وسطوة وجلالة درس بالمسمارية والصدرية ثمَّ تَركهَا لوالده وَمَات فِي حَيَاته وَحدث روى عَنهُ جمَاعَة مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة

1011 -

مُحَمَّد بن عُثْمَان بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْحداد الْآمِدِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْخَطِيب الإِمَام الصَّدْر الْفَقِيه بدر الدّين أَبُو عبد الله خطيب دمشق وحلب سمع الحَدِيث وتفقه فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ الْمُحَرر وَشَرحه على ابْن حمدَان ولازمه حَتَّى برع فِي الْفِقْه ثمَّ اشْتغل بِالْكِتَابَةِ واتصل بالأمير قراسنقر المنصوري بحلب فولاه نظر الْأَوْقَاف وخطابة جَامعهَا ثمَّ اسْتَقر قراسنقر بِدِمَشْق فولاه خطابة

ص: 465

جَامعهَا فِي آخر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسَبْعمائة وَصرف عَنهُ جلال الدّين الْقزْوِينِي بمرسوم شرِيف وَولى الشَّيْخ بدر الدّين نظر المارستان ثمَّ ولى الْحِسْبَة وَنظر الْجَامِع وَاسْتمرّ فِي نظره إِلَى حِين وَفَاته وَعين لقَضَاء الْحَنَابِلَة فِي وقف

توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير

1012 -

مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى بن عبد الله الطَّائِي الإِمَام الْعَالم جمال الدّين

خلف وَالِده فِي إِمَامَة الْحَنَابِلَة بِمَكَّة المشرفة ورحل إِلَى بَغْدَاد وَأدْركَ فِيهَا الشَّيْخ عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَغَيره وَحدث روى عَنهُ جمَاعَة من المكيين توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة

1013 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَالَتْ أَبَا عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل عَن الْإِيمَان فِي زِيَادَته ونقصانه فَقَالَ حَدثنَا الْحسن بن مُوسَى الأشيب حَدثنَا

ص: 466

حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَبِيه جَعْفَر الخطمى عَن أَبِيه عَن جده عمر بن حبيب قَالَ الْإِيمَان يزِيد وَينْقص قيل وَمَا زِيَادَته ونقصانه فَقَالَ إِذا ذكرنَا الله فحمدناه وسبحناه فَتلك زِيَادَته وَإِذا غفلنا ونسينا وضيعنا فَذَلِك نقصانه

1014 -

مُحَمَّد بن عَليّ الْجوزجَاني أَبُو جَعْفَر سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قلت لأبي عبد الله الرجل يَوْم الْجُمُعَة لَا يقدر على الدُّخُول دَاخل الْمَسْجِد يُصَلِّي فِي الرحبة قَالَ إِذا كَانَ فِي عِلّة من الْحر أَرْجُو أَن لَا يضرّهُ قَالَ وَسمعت أَبَا عبد الله يَقُول إِذا تزوج الْحر الْأمة فأولاده عبيد وَإِذا تزوج العَبْد الْحرَّة فأولاده أَحْرَار

1015 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن دَاوُد أَبُو بكر يعرف بِابْن أُخْت غزال الْحَافِظ نزل مصر وَحدث بهَا عَن سعيد بن دَاوُد الزبيرِي

ص: 467

وَمُحَمّد بن عبد الله السنوني ثمَّ أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين فِي آخَرين

روى عَنهُ أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ وَغَيره وَفِي تَارِيخ أبي بكر نزيل دمشق قَالَ مُحَمَّد بن عَليّ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول مَا رَأَيْت فِي هَذَا الشَّأْن مثل يحيى بن سعيد وَنقل أَيْضا عَن أَحْمد أَنه قَالَ عبد الْمُنعم بن إِدْرِيس يكذب على وهب بن مُنَبّه توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بقرية من أَسْفَل أَرض مصر

1016 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن شُعَيْب حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم إمامنا أَحْمد مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول سَمِعت من عبد الرَّزَّاق عَن جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن ثَابت عَن أنس عَن النَّبِي (كَانَ يفْطر على رطبات فَإِن لن يجد فتمرات فَإِن لم يجد حسا حسوات من مَاء)

1017 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن مهْرَان بن أَيُّوب

ص: 468

أَبُو جَعْفَر الْوراق الْجِرْجَانِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ المنشأ يعرف بحمدان سمع عبيد الله بن مُوسَى وَأَبا نعيم وَأحمد بن حَنْبَل فِي آخَرين حدث

روى عَنهُ عبد الله الْبَغَوِيّ وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى وَأَبُو بكر الْخلال وَقَالَ لما ذكره رفيع الْقدر كَانَ عِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل حسان سَمِعت مِنْهُ حَدِيثا وَسمعت مسَائِله بنزول وَقَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَذكر عِنْده المرجئة فَقلت إِنَّهُم يَقُولُونَ إِذا عرف الرجل ربه بِقَلْبِه فَهُوَ مُؤمن

فَقَالَ المرجئة لَا تَقول هَذَا الْجَهْمِية تَقول هَذَا وَقَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل عَن عبد الله بن مُحرز فَقَالَ ترك النَّاس حَدِيثه وَسَأَلته عَن خَالِد بن رَبَاح فَقَالَ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ عَمْرو بن دِينَار تركي وَلَكِن الله تبارك وتعالى شرفه بِحَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب رُبمَا احتججنا بِهِ وَرُبمَا هجس فِي الْقلب مِنْهُ شَيْء مَاتَ سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد

1018 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفَتْح بن مُحَمَّد بن الْفَتْح

ص: 469

أَبُو طَالب العشاري حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر مُحَمَّد بن يُوسُف العلاف وَالدَّارَقُطْنِيّ وَكَانَ من الزهاد صحب أَبَا عبد الله ابْن بطة وَأَبا حَفْص الْبَرْمَكِي وَابْن خَالِد وَحكى أَبُو الْحُسَيْن بن الطيوري أَن أهل الْبَادِيَة كَانُوا إِذا قحطوا استسقوا بِابْن العشارى فيسقون وَكَانَ لَهُ كرامات

مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشرى جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد بِجنب أبي عبد الله بن طَاهِر وَكَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا زوج أُخْت الآخر

1019 -

مُحَمَّد بن عَليّ الْحداد أَبُو بكر الشَّيْخ الصَّالح وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى القَاضِي أبي يعلى وَيسمع كَلَامه توفّي سنة سبع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة

1020 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْخياط المقرىء

ص: 470

الْبَغْدَادِيّ أَبُو بكر الشَّيْخ الصَّالح أحد الْحَنَابِلَة الأخيار

قَرَأَ الْقُرْآن على الْمَشَايِخ مِنْهُم أَبُو أَحْمد الفرضي وَغَيره وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة مِنْهُم بكر بن شَاذان فِيمَا أخبرنَا عَنهُ بِقِرَاءَة أخي أبي الْقَاسِم قَالَ لَهُ أخْبركُم بكر بن شَاذان أَنبأَنَا على الإخباري حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى قَالَ قَرَأت على مُحَمَّد بن سَعْدَان قلت لَهُ حَدثَك عبد الْوَهَّاب بن عَطاء عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن زُرَارَة بن أوفى عَن سعيد بن هِشَام عَن عَائِشَة عَن النَّبِي قَالَ (الماهر بِالْقُرْآنِ مَعَ السفرة الْكِرَام الْأَبْرَار وَالَّذِي يقرأه يتتعتع فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شاق فَلهُ أَجْرَانِ اثْنَان)

وَكَانَ شَيخنَا خيرا دينا ثِقَة وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى مجْلِس القَاضِي أبي يعلى ويحضر أَمَالِيهِ بِجَامِع الْمَنْصُور توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن فِي مَقْبرَة الْجَامِع

1021 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن جَعْفَر أَبُو بكر الْخياط المقرىء قَرَأَ الْقُرْآن على أبي أَحْمد الفرضي وَبكر

ص: 471

ابْن شَاذان وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة مِنْهُم ابْن الصَّلْت وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى مجْلِس القَاضِي أبي يعلى وَيسمع درسه ويحضر أَمَالِيهِ وَحدث

روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر الْخَطِيب فِي تَارِيخه وَكَانَ ثِقَة صَالحا صبورا على الْفقر

وَذكره الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ كَانَ كَبِير الْقدر عديم النظير بَصيرًا بِالْقِرَاءَةِ صَالحا عابدا ورعا بكاء قَانِتًا خشن الْعَيْش فَقِيرا متعففا ثِقَة فَقِيها آخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْكَرم الشهرزوري توفّي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد التَّمِيمِي وَدفن فِي مَقْبرَة جَامع الْمَدِينَة يَعْنِي مَدِينَة الْمَنْصُور

1022 -

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن جدا العكبري أَبُو بكر بن أبي الْحسن ذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي التَّارِيخ وَقَالَ كَانَ من الْعلمَاء نزل يتَوَضَّأ فِي دجلة فغرق فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَمَات وَهُوَ شَاب لم يرو شَيْئا

1023 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن المراق الْحلْوانِي

ص: 472

أَبُو الْفَتْح الْفَقِيه الزَّاهِد

سمع الحَدِيث من أبي الْحُسَيْن بن المهتدى وَالْقَاضِي أبي يعلى وَغَيرهمَا وتفقه على صَاحِبيهِ أبي على يَعْقُوب وَأبي جَعْفَر الشريف وَأفْتى ودرس وَحدث بِشَيْء يسير وَله مُصَنف سَمَّاهُ كِفَايَة المبتدى فِي الْفِقْه مُجَلد وَآخر فِي أصُول الْفِقْه مجلدين كَانَ مَشْهُورا بالورع الثخين وَالْعلم المتين

توفّي يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ عيد النَّحْر سنة خمس وَخَمْسمِائة وَكَانَ الْجمع متوافرا لَا يعلم عَددهمْ إِلَّا الله تَعَالَى وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب

1024 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن طَالب بن مُحَمَّد بن زببيا الخرقى الْفَقِيه الْفَاضِل أَبُو الْفضل بن أبي الغنايم

سمع القَاضِي أَبَا يعلى والجوهري وَغَيرهمَا وَحدث روى عَنهُ السلفى وَابْن نَاصِر وَكَانَ فَقِيها فَاضلا تفقه على القَاضِي أَو على أَبِيه توفّي لَيْلَة السبت تَاسِع شَوَّال سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن بمقابر بَاب إبرز فِي الْعَالِيَة روى بِإِسْنَادِهِ عَن عَاصِم الْحَرْبِيّ قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي

ص: 473

قد دخلت درب هِشَام ولقيني بشر بن الْحَارِث فَقلت من أَيْن يَا أَبَا نصر قَالَ من عليين

قلت مَا فعل أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ تركت السَّاعَة أَحْمد بن حَنْبَل وَعبد الْوَهَّاب الْوراق بَين يَدي الله عز وجل يأكلان ويشربان وينعمان قلت فَأَنت قَالَ علم الله قلَّة رغبتي فِي الطَّعَام فأباحني النّظر إِلَيْهِ

1025 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد الله بن الدنف الْبَغْدَادِيّ المقرىء الزَّاهِد أَبُو بكر سمع من ابْن الْمسلمَة وَابْن النقور وطبقتهما وتفقه على الشريف أبي جَعْفَر وَحدث بِشَيْء يسير سمع مِنْهُ ابْن نَاصِر وَكَانَ من الزهاد الأخيار وَمن أهل السّنة انْتفع بِهِ خلق كثير توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع شَوَّال سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب

1026 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن صَدَقَة بن جلب الصَّائِغ

ص: 474

أَبُو البركات أَمِين الحكم بِبَاب الأزج

سمع من أبي مُحَمَّد التَّمِيمِي وَقَرَأَ الْفِقْه على القَاضِي أبي خازم توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشر رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب

وَسبب مَوته أَن زَوجته سمته فِي طَعَام قَدمته لَهُ وَأكل مَعَه مِنْهُ رجلَانِ فَمَاتَ أَحدهمَا فِي ليلته وَالْآخر من غده وَبَقِي أَبُو البركات مَرِيضا مديدة ثمَّ مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى

1027 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن كرم السلامى الْمعدل

ص: 475

أَبُو العشائر بن البلولي سمع من ابْن البطى وَغَيره وتفقه فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ طرفا فِي الْعَرَبيَّة على ابْن الخشاب وَشهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة العباسي وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد بالجانب الغربي من بَغْدَاد وَحدث وَسمع مِنْهُ قوم من الطّلبَة انْقَطع خَبره سنة عشر وسِتمِائَة

1028 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن نصر ابْن البطي الدوري الْوَاعِظ أَبُو المظفر مهذب الدّين ابْن البل سمع بِبَغْدَاد من ابْن نَاصِر وَابْن الطلاية وَأبي الْوَقْت وَغَيرهم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على الشُّيُوخ وَقَالَ الشّعْر الْحسن وَفتح عَلَيْهِ فِي الْوَعْظ حَتَّى كَانَ يضاهي ابْن الْجَوْزِيّ

ص: 476

فَكَانَ يجلس يَوْم الْأَرْبَعَاء وَيجْلس أَبُو الْفرج يَوْم السبت ثمَّ أذن للدوري أَن يجلس يَوْم السبت فَوَقع بِسَبَب ذَلِك فتْنَة ونفرة ثمَّ

تلافى الاستادار ابْن يُونُس الْأَمر وَأرْسل إِلَى ابْن الْجَوْزِيّ وَطيب خاطره وَلما اعتقل الشَّيْخ أَبُو الْفرج بواسط خلا للدوري الجو فَكَانَ يعظ مَكَانَهُ عِنْد التربة وَلما رَجَعَ الشَّيْخ إِلَى بَغْدَاد ودخلها خرج النَّاس إِلَيْهِ وَكَانُوا فِي ميعاد الدوري فَلَمَّا رأى تفرقهم وتوجههم إِلَيْهِ قَالَ مَا هَذِه الأهوية الَّتِي أَنْتُم عَلَيْهَا عاكفون وَقطع عَلَيْهِ الْمجْلس قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ تعاني الْوَعْظ وَلم يكن من صَنعته فَقيل لَهُ أَيّمَا أعلم أَنْت أم أَبُو الْفرج فَقَالَ مَا أرضاه يقْرَأ عَليّ الْفَاتِحَة فَبلغ ذَلِك أَبَا الْفرج فَقَالَ مَا أَقرَأ الْفَاتِحَة بل أَقرَأ عَلَيْهِ (قل هُوَ الله أحد) والبل بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَشْديد اللَّام توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر شعْبَان سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بالنظامية أَبُو صَالح بن عبد الرَّزَّاق

1029 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن مكي بن عَليّ بن ورخز

ص: 477

الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْمعدل أَبُو عبد الله تفقه على أبي الْفَتْح ابْن المنى أفتى وناظر وَأعَاد الدَّرْس وَكَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا دينا ثِقَة خَبِيرا بِالْمذهبِ توفّي يَوْم الْجُمُعَة الْعشْرين من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب

1030 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم الْموصِلِي المقرىء الْفَقِيه الْمُحدث النَّحْوِيّ شمس الدّين أَبُو عبد الله وَيعرف بِابْن الخروف قَرَأَ الْقرَاءَات على عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْجَزرِي الزَّاهِد ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد فَقَرَأَ بهَا الْقرَاءَات السَّبع وَالْعشر على الشَّيْخ عبد الصَّمد ابْن أبي الْجَيْش ولازمه مُدَّة طَوِيلَة وَسمع الحَدِيث بهَا من بن وضاح وَنظر فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي الْفَضَائِل وَله نظم حسن وتصدى للإقراء والاشتغال بِبَلَدِهِ مُدَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة

وَكَانَ شَيخا صَالحا متوددا إِلَى النَّاس حسن المحاضرة طيب المجالسة مكرما عِنْد كل أحد لحسن خلقه وشيخوخته وفضله

توفّي فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة المعافا بن عمرَان رَضِي الله عَنهُ

ص: 478

1031 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْفَتْح الشَّيْخ الصَّدْر أَبُو الْقَاسِم بن أسعد بن الشَّيْخ عز الدّين أبي عَمْرو عُثْمَان بن القَاضِي وجيه الدّين حضر على زَيْنَب بنت مكى وَسمع من الشّرف ابْن عَسَاكِر وَعمر بن القواس وَجَمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ والحسيني وَابْن رَجَب حج مرَارًا توفّي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشر شهر الله الْمحرم الْحَرَام سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بجامعها وَدفن بسفح قاسيون وَأما وَالِده فَذكره الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَقَالَ كَانَ شَابًّا حسنا ملازما للخير توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بالصالحية

قلت وَلم يذكرهُ الْحَافِظ ابْن رَجَب فِي الطَّبَقَات لِأَنَّهُ لم يشْتَهر بِفقه وَلَا رِوَايَة فِي الحَدِيث

1032 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْخَطِيب

ص: 479

الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين خطيب الْجَامِع المظفري وَابْن خَطِيبه تفقه فِي الْمَذْهَب وَكَانَ خَطِيبًا بليغا لَهُ مؤلفات حَسَنَة وقلمه جيد وَله النّظم الْمُفِيد الأحمد فِي مُفْرَدَات الإِمَام أَحْمد نَاب فِي الْقَضَاء عَن قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين بن المنجي ثمَّ اسْتَقل بالوظيفة بعد موت القَاضِي شمس الدّين النابلسي واستيناب شمس الدّين بن عبَادَة ثمَّ سعى عَلَيْهِ وَصَارَت الْوَظِيفَة بَينهمَا دولا وَكَانَ فِي بعض الولايات يمْكث أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ توفّي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة

1033 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف ابْن الْبُرْهَان الشَّيْخ شمس الدّين

سمع على الْمَيْدُومِيُّ الْمِائَة المنتقاة من جَامع التِّرْمِذِيّ انتقاء العلائي وجزء البطاقة والمسلسل بِشَرْطِهِ ومشيخة إِبْرَاهِيم بن سعد والمنتقى من الغيلانيات والمنتقى من سنَن أبي دَاوُد وَكِلَاهُمَا انتقاء العلائي

مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة

ص: 480

1024 -

مُحَمَّد بن عَليّ الْمصْرِيّ الحكري الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل أقضى الْقُضَاة بدر الدّين بن مَوْلَانَا الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية نور الدّين الحكري نَاب فِي الحكم دهرا طَويلا وَكَانَ من أعيانهم وَأعَاد بِبَعْض الْمدَارِس وَله اعتناء بالفقه وَكتابه الْمقنع وَله معرفَة بِالْأَحْكَامِ وَكَانَ محببا إِلَى النَّاس

قَالَ شَيخنَا الْحَافِظ ابْن حجر نَشأ طَالب علم وَنزل بالمدارس فمهر واشتهر وَكَانَ شكلا حسنا يستحضر كثيرا من فروع مذْهبه اجْتمع بِهِ كَاتبه فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ حَال مُبَاشَرَته لنيابة الحكم وَكَانَ مستشرقا لِأَن يَلِي قَضَاء الْحَنَابِلَة بهَا وَلَو فسح فِي أَجله لوصل وَلَكِن اخترمته الْمنية فِي حَيَاة شيخ الْمَذْهَب توفّي فِي ثَالِث ربيع الأول سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ المحروسة

1035 -

مُحَمَّد بن عِيسَى الْجَصَّاص شيخ زاهد نقل عَن إمامنا أَشْيَاء ذكره ابو بكر الْخلال

سمع يحيى الْقطَّان وَعبد الرَّحْمَن ابْن مهْدي

ص: 481

1036 -

مُحَمَّد بن عِيسَى بن حُسَيْن بن كرّ الشَّيْخ الْمسند شمس الدّين أَبُو عبد الله الْبَغْدَادِيّ شيخ الزاوية جوَار مَسْجِد الْحُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ روى عَن غَازِي الحلاوي من الْمسند مَوَاضِع مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ

1037 -

مُحَمَّد بن عَوْف بن سُفْيَان الطَّائِي الْحِمصِي أَبُو جَعْفَر سمع من أبي الْمُغيرَة وَأهل الشَّام وَالْعراق وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يعرف لَهُ ذَلِك وَيقبل مِنْهُ ويسأله عَن الرِّجَال من أهل بَلَده وَكَانَ عِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل صَالِحَة فِي الْعِلَل وَغَيرهَا وَيعرف فِيهَا بأَشْيَاء لم يَجِيء بهَا غَيره وَفِي كتاب الْخلال أَنه قَالَ حَافظ إِمَام فِي زَمَانه مَعْرُوف بالتقدم فِي الْعلم والمعرفة على أَصْحَابه قَالَ وأملى على أَحْمد بن حَنْبَل (قد صَحَّ عَن رَسُول الله أَن الله لما خلق آدم

ص: 482

ضرب بِيَدِهِ على شقَّه الْأَيْمن ثمَّ ضرب بِالْأُخْرَى وكلتا يَدَيْهِ يَمِين على شقّ آدم الْأَيْسَر فَقَالَ فِي الأولى من أهل الْجنَّة وَفِي الْأُخْرَى من أهل النَّار وَالْإِيمَان بِاللَّه خَيره وشره وَالْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص ينقص بقلة الْعَمَل وَيزِيد بِكَثْرَة الْعَمَل وَالْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق من حَيْثُمَا سمع وتلى مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يعود وَخير النَّاس بعد رَسُول الله أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان ثمَّ عَليّ فَقلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله فَإِنَّهُم يَقُولُونَ إِنَّك وقفت على عُثْمَان فَقَالَ كذبُوا وَالله عَليّ إِنَّمَا حدثتهم بِحَدِيث ابْن عمر كُنَّا نفاضل بَين أَصْحَاب رَسُول الله يَقُولُونَ أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان فَيبلغ ذَلِك النَّبِي فَلَا يُنكره

1038 -

مُحَمَّد بن عمرَان الْخياط أَبُو جَعْفَر كَانَ من خِيَار النَّاس وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل فِي منزله يَقُول بَلغنِي عَن أخي مَنْصُور بن عمار أَنه كَانَ يَقُول اللَّهُمَّ قد أحاطت بِنَا الشدائد وَأَنت ذخر لَهَا فَلَا تعذبنا وَأَنت على الْعَفو قَادر سَيِّدي أريتنا قدرتك وَلم تزل قَادِرًا فأرنا عفوك وَلم تزل تَعْفُو وَنهى عَن كتاب مَنْصُور لِأَنَّهُ لما رَآهُمْ لهجين بِهِ حَتَّى أَنهم دونوه وحفظوه خشى أَن يتْركُوا حفظ السّنة وَأَحْكَام الْملَّة

ص: 483

1039 -

مُحَمَّد بن عمر بن الْوَلِيد الباجسرائي الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه أَبُو عبد الله قَالَ أَبُو الْحُسَيْن كَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْمَنْصُور وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى مجْلِس الْوَالِد السعيد الزَّمَان الطَّوِيل وَسمع مِنْهُ الحَدِيث والدرس مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقد بلغ من الْعُمر خمْسا وَتِسْعين سنة

1040 -

مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْمَحْمُود بن زباطر الْحَرَّانِي الْفَقِيه الزَّاهِد شمس الدّين أَبُو عبد الله نزيل دمشق سمع بحران من عِيسَى الْخياط وَالشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية وبدمشق من إِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل وَابْن عبد الدايم وَغَيرهمَا وعنى بِالْحَدِيثِ وسماعه وَكَانَ يرد على القارىء وَقت الْقِرَاءَة أَشْيَاء مفيدة ولديه فقه وفضائل وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد الْوَزير ظَاهر دمشق وسافر سنة إِحْدَى عشرَة إِلَى مصر لزيارة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية فَأسر فِي سبخَة بردويل وَبَقِي مُدَّة فِي الْأسر مُحْتَرما عِنْدهم وَيُقَال إِنَّه توفّي سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة

ص: 484

1041 -

مُحَمَّد بن الْفضل العتابي حكى عَن إمامنا أَشْيَاء

1042 -

مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن أبي الْفضل البعلي الْفَقِيه الْمُحدث النَّحْوِيّ شمس الدّين أَبُو عبد الله سمع بِبَلَدِهِ من الْفَقِيه مُحَمَّد اليونيني وبدمشق من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي وَجَمَاعَة وعنى بِالْحَدِيثِ وَطلب وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وتفقه على الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر حَتَّى برع وَأفْتى وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة واللغة على ابْن مَالك ولازمه وصنف كتبا مِنْهَا شرح الجرجانية وَشرح ألفية ابْن مَالك والمطلع على أَبْوَاب الْمقنع فِي شرح غَرِيب أَلْفَاظه ولغاته

ص: 485

وَله تعاليق درس بعدة مدارس وَأفْتى وتصدر للاشتغال وَتخرج بِهِ جمَاعَة وانتفعوا لَهُ

توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي ثامن عشر الْمحرم سنة تسع وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد الْحَافِظ عبد الْغنى بالقرافة وَحصل التأسف عَلَيْهِ

ص: 486

1043 -

مُحَمَّد بن قدامَة الْجَوْهَرِي نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا الْقِرَاءَة على الْقُبُور لِأَن أَحْمد مر على ضَرِير وَهُوَ يقْرَأ عِنْد قبر فَنَهَاهُ عَنْهَا فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن قدامَة يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي مُبشر

ص: 487

الْحلَبِي قَالَ ثِقَة قَالَ أَخْبرنِي مُبشر عَن أَبِيه أَنه أوصى إِذا دفن أَن يقْرَأ عِنْده بِفَاتِحَة الْبَقَرَة وخاتمتها وَقَالَ سَمِعت ابْن عمر أوصى بذلك

فَقَالَ أَحْمد ارْجع فَقل للرجل يقْرَأ فَلهَذَا قَالَ الْخلال وَصَاحبه الْمَذْهَب رِوَايَة وَاحِدَة أَن لَا يكره

1044 -

مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشار الْأَنْبَارِي

ص: 488

النَّحْوِيّ كَانَ من أعلم النَّاس بالنحو وَالْأَدب وَأَكْثَرهم عَطاء لَهُ سمع إِسْمَاعِيل بن إِسْمَاعِيل وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَغَيرهمَا حدث وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو عبد الله ابْن بطة وَكَانَ صَدُوقًا فَاضلا دينا خيرا من أهل السّنة وصنف كتبا كَثِيرَة فِي عُلُوم الْقُرْآن والمشكل وَالْوَقْف والابتدا وَالرَّدّ على من خَالف مصحف الْعَامَّة وغريب الحَدِيث وَسُئِلَ عَن الِاسْتِثْنَاء فِي الْإِيمَان فَقَالَ نَحن نستثنى فَنَقُول نَحن مُؤمنُونَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَرَاجعه فَأَجَابَهُ بِأَن هَذَا مَذْهَب إمامنا أَحْمد بن حَنْبَل وَقيل عَنهُ كَانَ يحفظ ثَلَاثمِائَة ألف شَاهد فِي الْقُرْآن قَالَ أَبُو الْعَبَّاس ابْن يُونُس كَانَ آيَة فِي كتاب الله تَعَالَى فِي الْحِفْظ مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة لَيْلَة عيد النَّحْر سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة

1045 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي الإِمَام أَبُو عُثْمَان

ص: 489

سمع أَبَاهُ وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَسَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ خطاب ابْن بشر أتيت أَنا وَأَبُو عُثْمَان بن الشَّافِعِي أَحْمد بن حَنْبَل فِي نصف رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فَذكر لَهُ ابْن الشَّافِعِي أَمر مَالك وَمَا كَانَ يذهب إِلَيْهِ من ترك أَحَادِيث رَوَاهَا عَن النَّبِي وَذكر لَهُ ابْن أبي ذِئْب وَأثْنى عَلَيْهِ فَقَالَ كَانَ ابْن أبي ذِئْب يشبه بِسَعِيد بن الْمسيب فِي خشونته ومذهبه وَذكر اتِّبَاعه لحَدِيث رَسُول الله وَقَالَ كَانَ يَقُول فِي مَالك وَفِي تَركه الحَدِيث المروى (البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا) وَترك مَالك الْأَخْذ بِهِ حَتَّى يبلغ بِهِ يَعْنِي الْقَتْل وَقَالَ كَانَ يحضر هُوَ وَمَالك عِنْد السُّلْطَان فَلَا يزَال يتَكَلَّم وَمَالك سَاكِت وَذكر لَهُ ابْن الشَّافِعِي مَا روى مَالك عَن النَّبِي

وَخَالفهُ فَقَالَ تَخْلِيط وَسَأَلَهُ ابْن الشَّافِعِي عَن الحَدِيث الَّذِي يرويهِ مَالك وَابْن أبي ذِئْب فِي مَذْهَب أهل الْمَدِينَة فِي إتْيَان النِّسَاء فِي أدبارهن فَقَالَ لم أدر أَي شَيْء

ص: 490

هَذِه الْأَخْبَار عَن النَّبِي وَأَصْحَابه فِي خلاف هَذَا كَثِيرَة وَهُوَ الْحق عندنَا قَالَ الله تَعَالَى (فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم)

والحرث لَا يكون إِلَّا مَوضِع الْوَلَد مَاتَ أَبُو عُثْمَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

1046 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أبي الْورْد أحد أَصْحَابنَا

قَالَ أَبُو بكر الْخلال أَنبأَنَا هَارُون بن يُوسُف قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْورْد يَقُول قلت لِأَحْمَد يَا أَبَا عبد الله المَاء يسخف للْمَيت فَيغسل ويفضل من المَاء الْحَار أَتَرَى للغاسل أَن يغْتَسل بِهِ قَالَ لَا قلت فَإِنَّهُ لَيْسَ مَاء غَيره قَالَ يتْركهُ حَتَّى يبرد

1047 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة الشَّيْخ الإِمَام قَاضِي

ص: 491

قُضَاة الْحَنَابِلَة بِالشَّام المحروس وَكَانَ فَردا فِي معرفَة الوقائع والحوادث نَاب فِي الحكم بعد أَن كَانَ من أَعْيَان الموقعين رَفِيقًا لشمس الدّين النابلسي وَغَيره ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ بعد وَفَاة ابْن المنجي وَكَانَت وَظِيفَة الْقَضَاء دولا بَينه وَبَين القَاضِي عز الدّين الْخَطِيب إِلَى أَن لحق بِاللَّه تَعَالَى فِي شهور سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالروضة قَرِيبا من الشَّيْخ موفق الدّين وَأما وَالِده قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أَحْمد كَانَ من خِيَار الْمُسلمين كثير التِّلَاوَة لكتاب الله الْعَزِيز ولى بعد وَالِده مُدَّة ثمَّ ترك الْوَظِيفَة اخْتِيَارا مِنْهُ وَحصل لَهُ الرَّاحَة الوافرة توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَدفن عِنْد وَالِده بالروضة

1048 -

مُحَمَّد بن أبي مَنْصُور بن دَاوُد بن إِبْرَاهِيم أَبُو جَعْفَر العابد الْمَعْرُوف بالطوسي سمع ابْن علية وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعَفَّان ابْن مُسلم وَأحمد بن حَنْبَل فِي آخَرين روى عَنهُ عبد الله الْبَغَوِيّ وَيحيى ابْن صاعد وَغَيرهمَا وَذكره الْخلال فَقَالَ روى عَن أَحْمد أَشْيَاء

ص: 492

لم يروها غَيره وَكَانَ يجانس صَلَاحه مَعْرُوفا وَغَيره وَذكره بن ثَابت وَقَالَ حدث عَن عبد الْعَزِيز بن جَعْفَر حَدثنَا أَبُو بكر الْخلال أَنبأَنَا أَبُو بكر الْمروزِي قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن مُحَمَّد بن مَنْصُور الطوسي قَالَ لَا أعلم إِلَّا خيرا صَاحب صَلَاة قلت كَانَ يخْتَلف مَعَك إِلَى عَفَّان قَالَ وَقبل ذَلِك قلت سمعته يَقُول كنت عِنْد مَعْرُوف فَقَالَ لي بعد عشَاء الْآخِرَة قد كلمت هَا هُنَا رجلا نتعشى عِنْده فأبيت عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي السحر جَاءَنِي بسفرجلة فَجعل يَقُول ترى من أَيْن لَهُ سفرجلة فِي ذَلِك الْوَقْت فَقَالَ أَبُو عبد الله كَفاك بِأبي جَعْفَر وَفِي رِوَايَة أُخْرَى أَنه أخرج من كمه سفرجلة معضوضة فَأكلهَا بعد أَرْبَعَة أَيَّام لم يَأْكُل مِنْهَا شَيْئا قَالَ فَوجدت طعم كل طَعَام طيب واستغنيت بهَا عَن المَاء قَالَ فَسَأَلَهُ رجل كَانَ مَعنا حَاضرا أَنْت يَا أَبَا جَعْفَر قَالَ نعم وَأَزِيدك أَنى مَا أكلت بعد ذَلِك حلوا وَلَا غَيره إِلَّا أصبت فِيهِ طعم تِلْكَ السفرجلة

وَقَالَ سَمِعت أَحْمد ابْن حَنْبَل يَقُول رَأَيْت النَّبِي فِي الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله كل مَا روى أَبُو هُرَيْرَة عَنْك حق قَالَ نعم وَقَالَ كُنَّا عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ لَهُ رجل يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي هَذَا الحَدِيث الَّذِي يرْوى (أَن عليا قسيم النَّار) فَقَالَ وَمَا تنكرون من ذَا أَلَيْسَ روينَا عَن النَّبِي قَالَ لعَلي (لَا يحبك إِلَّا مُؤمن وَلَا يبغضك إِلَّا مُنَافِق)

ص: 493

قُلْنَا بلَى قَالَ فَأَيْنَ الْمُؤمن قُلْنَا فِي الْجنَّة

قَالَ وَأَيْنَ الْكَافِر قُلْنَا فِي النَّار قَالَ فعلى قسيم النَّار مَاتَ سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَله ثَمَان وَثَمَانُونَ سنة

1049 -

مُحَمَّد بن مُصعب أَبُو جَعْفَر الدُّعَاء قَالَ الإِمَام أَحْمد كَانَ رجلا صَالحا وَكَانَ يقص وَيَدْعُو قَائِما فِي الْمَسْجِد ثمَّ قَالَ رُبمَا كَانَ ابْن علية يجلس إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِد يسمع دعاءه

وَقَالَ عبد الله ابْن أَحْمد قَالَ أبي جَاءَنِي فَكتب عني أَحَادِيث ثمَّ قَالَ لي فِي بعض مَا تَقول رب اخبئني تَحت عرشك وَقَالَ مُحَمَّد بن مُصعب الزَّاهِد من زعم أَنَّك لَا تكلم وَلَا ترى فِي الْآخِرَة فَهُوَ كَافِر بِوَجْهِك لَا يعرفك أشهد أَنَّك فَوق الْعَرْش فَوق سبع سموات لَيْسَ كَمَا يَقُول أعداؤك الزَّنَادِقَة مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَاد

1050 -

مُحَمَّد بن ماهان النَّيْسَابُورِي كَانَ جليل الْقدر لَهُ

ص: 494

مسَائِل حسان مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن الْمَرْأَة إِذا كَانَت ظالمة لزَوجهَا أيؤخذ مِنْهَا الْوَلَد قَالَ أَحْمد ابْن كم الْوَلَد قلت ابْن ثَلَاث سِنِين

قَالَ لَا يُؤْخَذ مِنْهَا الْوَلَد وَسُئِلَ أَحْمد وَأَنا أسمع عَن رجل غَابَ غيبَة مُنْقَطِعَة فَقَالَ لَا بَأْس أَن يُزَوّجهَا ابْن عَمها مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

1051 -

مُحَمَّد بن الْمسيب

حكى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قَالَ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل مَا أخرجت خُرَاسَان مثل الْفَتْح ابْن شخرف

1052 -

مُحَمَّد بن مُوسَى بن مشيش الْبَغْدَادِيّ ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَ يستملي لأبي عبد الله وَكَانَ من أكَابِر أَصْحَابه روى عَن أبي عبد الله مسَائِل مشبعة جيادا وَكَانَ جَاره

ص: 495

وَكَانَ يقدمهُ وَيعرف حَقه وَقَالَ ابْن مشيش قلت لِأَحْمَد فَأهل الْبَادِيَة الَّذين لَيْسَ لأَحَدهم تمر قَالَ فأقط ويروى عَن الْحسن صَاع لبن لِأَن الأقط رُبمَا ضَاقَ وَقَالَ سَمِعت أَحْمد يَقُول الْعلم مواهب من الله لَيْسَ كل أحد يَنَالهُ

1053 -

مُحَمَّد بن مقَاتل الْعَبادَانِي صحب إمامنا وَكَانَ يراسله فِي بعض الْأَوْقَات قَالَ الْمروزِي قَالَ لي مُحَمَّد بن مقَاتل قلت لأبي عبد الله رق على هَذَا الْخلق واجعلهم فِي حل فقد وَجَبت نصرتك فَقلت لأبي عبد الله فَجعل يَقُول هَذَا رجل عَاقل

قَالَ الْمروزِي معنى كَلَام أبي عبد الله إِنِّي لم يستحلني أحد من الْعلمَاء غَيره

1054 -

مُحَمَّد بن مُوسَى بن أبي مُوسَى النهرتيري الْبَغْدَادِيّ

ص: 496

ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَ عِنْده عَن أبي عبد الله جُزْء مسَائِل كبار جِيَاد فَسَأَلَ عَنْهَا فَقَالَ قدم رجل من خُرَاسَان مَعَه مسَائِل فأملاه أَبُو عبد الله الْجَواب وكتبناها نَحن من الْخُرَاسَانِي

فَذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ شيخ جليل

وَذكره الْخَطِيب فَقَالَ كَانَ ثِقَة فَاضلا جَلِيلًا ذَا قدر كَبِير وَمحل عَظِيم وَكَانَ مقربا روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى نقلت من جملَة مسَائِله قَالَ قيل لِأَحْمَد وَأَنا أسمع يَا أَبَا عبد الله يسْتَثْنى من الْإِيمَان قَالَ نعم

1055 -

مُحَمَّد بن مُسلم الْمَعْرُوف بِابْن وارة الرَّازِيّ أَبُو عبد الله الإِمَام الْحَافِظ سَأَلَ إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قلت يَا أَبَا عبد الله لم قطعت الحَدِيث وَالنَّاس محتاجون فَمن فعل هَذَا فَقَالَ فعله رَبَاح بن زيد

حدث ثمَّ قطع وحبان أَبُو حبيب حدث ثمَّ قطع وَقَالَ أَيْضا سَأَلت أَحْمد عَن الْقُرْآن

ص: 497

فَقَالَ الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق حَيْثُ مَا تصرف مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بالرى

1056 -

مُحَمَّد بن الْمُصَفّى حدث عَن إمامنا فِي مَوَاضِع مِنْهَا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل بحمص حَدثنَا روح بن عبَادَة عَن شُعْبَة عَن سيار عَن الشّعبِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي قَالَ (لَا تناجشوا وَلَا تصروا الْإِبِل وَالْبَقر) الحَدِيث

1057 -

مُحَمَّد بن مخلد بن حَفْص الدوري الْعَطَّار أَبُو عبد الله صحب جمَاعَة من أَصْحَابنَا مِنْهُم صَالح بن الإِمَام وَأَبُو دَاوُد السجسْتانِي والمروزي

حدث عَنهُ أَبُو عبد الله بن بطة وَالدَّارَقُطْنِيّ وطبقتهم وَكَانَ ينزل فِي الدّور وَهِي محلّة فِي آخر بَغْدَاد بالجانب الشَّرْقِي أَعلَى بَغْدَاد وَقد قَالَ لَهُ يَوْمًا يَعْنِي أَصْحَاب الحَدِيث لَو زدتنا فِي الْقِرَاءَة فَإِن موضعك بعيد ويشق علينا الْمَجِيء

ص: 498

إِلَيْك فِي كل وَقت

مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَقد اسْتكْمل سبعا وَتِسْعين سنة وَثَمَانِية أشهر وأحدا وَعشْرين يَوْمًا

1058 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْفراء القَاضِي الشهير أَبُو الْحُسَيْن ابْن شيخ الْمَذْهَب القَاضِي أبي يعلى

قَرَأَ بِبَعْض الرِّوَايَات على أبي بكر الْخياط وَسمع الحَدِيث من أَبِيه وَعبد الصَّمد بن الْمَأْمُون وَأبي بكر الْخَطِيب وطبقتهم

وَتُوفِّي وَالِده وَهُوَ صَغِير فتفقه على الشريف أبي الشريف وبرع فِي الْفِقْه وَأفْتى وناظر

ص: 499

وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ مُسَددًا فِي السّنة وَله تصانيف كَثِيرَة فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول والطبقات

قَرَأَ على جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ عبد المغيث الْحَرْبِيّ وَحدث روى عَنهُ بن نَاصِر وَجمع وَكَانَ لَهُ بَيت يبيت فِيهِ وَحده فَعلم بعض من كَانَ يَخْدمه ويتردد إِلَيْهِ بِأَن لَهُ مَالا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ لَيْلًا وَأخذُوا المَال وقتلوه لَيْلَة الْجُمُعَة لَيْلَة عَاشُورَاء سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ يَوْم السبت حادي عشر الْمحرم وَدفن عِنْد أَبِيه بمقبرة بَاب حَرْب وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَقدر الله تَعَالَى ظُهُور قاتليه فَقتلُوا كلهم

1059 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن خلف بن أَحْمد بن الْفراء القَاضِي أبي يعلى الصَّغِير الملقب عماد الدّين بن القَاضِي أبي خازم بن شيخ الْمَذْهَب القَاضِي أبي يعلى سمع الحَدِيث من أَبِيه وَعَمه القَاضِي أبي الْحُسَيْن وطبقتهما وَظهر لَهُ إجَازَة من الحريري صَاحب المقامات وتفقه على أَبِيه القَاضِي أبي خازم وَعَمه وبرع فِي الْمَذْهَب والخلافة والمناظرة وَأفْتى ودرس وناظر وَكَانَ ذهنه ثاقبا وَعبارَته حَسَنَة وَقد ولى الْقَضَاء ثمَّ تعفف عَنهُ وَذهب بَصَره فلازم بَيته وَمن بعض كتبه إِلَى بعض الْعلمَاء فَلَو أَن الْكَرم مقلة

ص: 500

كَانَ هُوَ إنسانها وَالْمجد لُغَة كَانَ هُوَ لسانها والسؤدد دهرا لَكَانَ هُوَ ربيع أزمانه أَو الشّرف عمرا كَانَ صفوة ريعانه أَو الأجواد شهبا لَكَانَ هُوَ الشَّمْس إِذا ظَهرت خفيت الْكَوَاكِب لظهورها وَإِذا تأملها الراءون ردَّتْ أَبْصَارهم عَن شعاعها ونورها وَله مصنفات شَتَّى وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْخلاف على جمَاعَة مِنْهُم أَبُو إِسْحَاق الصقال وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس الْقطيعِي توفّي لَيْلَة السبت سحر خَامِس جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة ذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي طبقاته وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب عِنْد أَبِيه وجده

1060 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله المرداوي الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين الشهير بالقباقبي ثمَّ الصَّالِحِي سمع على أَحْمد بن عبد الْهَادِي نُسْخَة إِسْمَاعِيل بن قِيرَاط أبي الْفَخر عَن الخشوعي

وَله يَد طولى فِي الْفِقْه اشْتغل فَأفْتى ودرس وانتفع بِهِ جمَاعَة مِنْهُم صاحبنا الشَّيْخ شمس الدّين السيلي

بَاشر درس الضيائية

ص: 501

جوَار جَامع المظفري وحضرنا درسه بِحُضُور قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين ابْن الحبال وجدي الشَّيْخ شرف الدّين وَغَيرهمَا توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالصالحية

1061 -

مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الفرضي أَبُو بكر بن أبي البركات الْمَعْرُوف بِابْن الحصرى سمع الحَدِيث من أبي عبد الله يحيى بن الْبَنَّا وَأبي بكر بن عبد الْبَاقِي وتفقه على القَاضِي أبي يعلى وناظر وَولى الْقَضَاء بقرية عبد الله من وَاسِط

وناظر وَأفْتى ودرس وَجرى ذكره يَوْمًا عِنْد الْوَزير أبي المظفر ابْن يُونُس وَعِنْده الْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء على اخْتِلَاف مذاهبم فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا فاستنكر بعض الْحَاضِرين ذَلِك الثَّنَاء فَقَالَ الْوَزير وَالله لقد كَانَ أدين مني فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بمسجده ثمَّ يقْرَأ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَالْفِقْه من بكرَة إِلَى وَقت الضُّحَى ثمَّ يدْخل إِلَى منزله فيتشاغل بِالْعلمِ إِلَى أَن يعود إِلَى مَسْجده دَائِما لَا يقطع زَمَنه إِلَّا بِطَاعَة

توفّي فَجْأَة فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة بَاب الأزج

ص: 502

1062 -

مُحَمَّد بن مكي بن أبي الرَّجَاء بن عَليّ بن الْفضل الْأَصْبَهَانِيّ الْمُحدث الْمُؤَدب تَقِيّ الدّين مُحدث أَصْبَهَان ومفيدها

سمع من أبي عبد الله الرستمي ومحمود بن عبد الْكَرِيم وَخلق وعنى بِهَذَا الشَّأْن وَقَرَأَ الْكثير بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَخرج وَأفَاد الطّلبَة وَأَجَازَ لِلْحَافِظِ الْمُنْذِرِيّ وَلأبي الْحسن ابْن البُخَارِيّ توفّي فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من الْمحرم سنة عشر وسِتمِائَة بأصبهان

1063 -

مُحَمَّد بن معالي بن غنيمَة المأموني المقرىء الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو بكر بن الحلاوي عماد الدّين سمع من ابْن أبي الْفَتْح ابْن الكروخي وَأبي الْفَتْح ابْن نَاصِر وَغَيرهمَا وتفقه على الْفَتْح ابْن المنى وَهُوَ من قدماء أَصْحَابه وبرع فِي الْمَذْهَب وانتهت إِلَيْهِ مَعْرفَته مَعَ الدّيانَة والورع والانقطاع عَن النَّاس وَأثْنى عَلَيْهِ الناصح ابْن الْحَنْبَلِيّ وَالْمُنْذِرِي ثَنَاء جميلا وتفقه عَلَيْهِ الشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية توفّي لَيْلَة

ص: 503

الْجُمُعَة ثامن عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَحضر غسله أَبُو صَالح بن عبد الرَّزَّاق وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب قبل صَلَاة الْجُمُعَة وَفِي فتاوي ابْن الحلاوي أَن من كرر النّظر حَتَّى أمذى أفطر وَوَافَقَهُ الْفَخر إِسْمَاعِيل وَخَالَفَهُمَا أَبُو الْبَقَاء العكبري وَاخْتَارَ ابْن مهْدي ثَوَاب الْأَعْمَال للموتى بقول اللَّهُمَّ إِن كنت أثبتني على هَذَا الْعَمَل فَاجْعَلْ ثَوَابه لفُلَان

1064 -

مُحَمَّد بن أبي المكارم الْفضل بن بختيار بن أبي نصر البعقوبي الْخَطِيب الْوَاعِظ بهاء الدّين أَبُو عبد الله وَيعرف بِالْحجَّةِ سمع بِبَغْدَاد من أبي الْفَتْح ابْن شاتيل وَعبد المغيث الْحَرْبِيّ

ص: 504

وَابْن الْجَوْزِيّ وطبقتهم ولي الخطابة بِبَلَدِهِ بعقوبا وَوعظ وَسكن دقوقا وَحدث بهَا وصنف غَرِيب الحَدِيث وَحدث بِهِ بإربل وَشرح الْعِبَادَات الْخمس لأبي الْخطاب وقرأه على أبي الْفَتْح ابْن المنى وَكتب هُوَ وَالْفَخْر إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ وأثنيا على تصنيفه

توفّي فِي أحد الجمادين سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة بدقوقا وَبهَا دفن

1065 -

مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الْمُنعم الْبَغْدَادِيّ المراتبي نزيل دمشق الْفَقِيه الإِمَام تَقِيّ الدّين أَبُو عبد الله أحد فضلاء الْفُقَهَاء

ص: 505

صحب بِبَغْدَاد أَبَا الْبَقَاء العكبري وَأخذ عَنهُ ثمَّ قدم دمشق ولازم الشَّيْخ موفق الدّين وتفقه عَلَيْهِ وبرع وَأفْتى قَالَ أَبُو شامة كَانَ عَالما فَاضلا ذَا فنون ولى بِهِ صُحْبَة قديمَة وَبعده لم يبْق فِي مَذْهَب أَحْمد مثله بِدِمَشْق

توفّي فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بسفح قاسيون وَذكر ابْن الصَّيْرَفِي أَنه أنْشد لغيره

(أيحسن إِن أظمأ وأحواض بركم

عَذَاب وَمن ورادها أَنا مَعْدُود)

(يقوم بهَا غَيْرِي ويروى وإنني

على ظمأ مِنْهُ نداد ومطرود)

1066 -

مُحَمَّد بن مقبل بن فتيَان بن مطر ابْن المنى النهرواني الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْمعدل أَبُو المظفر أَبُو عبد الله وَهُوَ ابْن أخي أبي الْفَتْح شيخ الْعرَاق

قَرَأَ بالروايات على ابْن الباقلاني بواسط وَسمع من عبد الْحق اليوسفي وشهدة الكاتبة وتفقه على عَمه وناظر فِي الْمسَائِل الخلافية وَأفْتى وَولى إِعَادَة المستنصرية وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حسن المناظرة كثير التِّلَاوَة مشكور السِّيرَة حدث وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن نقطة روى عَنهُ ابْن النجار وَعمر ابْن الْحَاجِب وبالإجازة جمَاعَة آخِرهم زَيْنَب بنت الْكَمَال المقدسية

توفّي فِي سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب حَرْب

ص: 506

1067 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الدباب البابصري الْبَغْدَادِيّ الشَّيْخ الْوَاعِظ أحد شُيُوخ بَغْدَاد المسندين حدث عَن ابْن نَاصِر وَالْمبَارك بن أبي الْجُود سمع مِنْهُ خلق كثير مِنْهُم الفرضي وَقَالَ كَانَ عَالما زاهدا عَارِفًا ثِقَة مُسْندًا من بَيت الحَدِيث والزهد وعظ فِي شبابه ثمَّ ترك

توفّي آخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة

1068 -

مُحَمَّد بن المنجي بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجي التنوخي الدِّمَشْقِي الشَّيْخ شرف الدّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ زين الدّين سمع الْكثير من ابْن أبي عمر وَجَمَاعَة وَسمع الْمسند والكتب الْكِبَار وتفقه وَأفْتى ودرس بالمسمارية وَكَانَ من خَواص أَصْحَاب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية ومشهورا بالديانة وَالتَّقوى روى عَنهُ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ فَقِيها إِمَامًا حسن الْفَهم صَالحا

ص: 507

متواضعا توفّي رَابِع شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وشيعه خلق كثير وَدفن بسفح قاسيون

1069 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الله بن أبي نصر الْمَعْرُوف بِابْن البطائني الشَّيْخ الْعدْل الْأَصِيل بدر الدّين أَبُو عبد الله سمع من ابْن سِنَان وَابْن البُخَارِيّ والشرف ابْن عَسَاكِر وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم المقرىء ابْن رَجَب والحسيني وَغَيرهمَا بَاشر نِيَابَة الْحِسْبَة بِالشَّام وَتَوَلَّى قَضَاء الركب الشَّامي توفّي يَوْم الْجُمُعَة سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع الْأمَوِي وَدفن بسفح قاسيون

1070 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى الْآمِدِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله إِمَام مقَام الْحَنَابِلَة بِمَكَّة شرفها الله تَعَالَى ولى الْإِمَامَة بعد وَفَاة وَالِده فباشر ذَلِك وَحسنت

ص: 508

مُبَاشَرَته وَاسْتمرّ فِيهَا نَحْو ثَلَاثِينَ سنة سمع الحَدِيث من وَالِده وَغَيره توفّي سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة

1071 -

مُحَمَّد بن مُسلم بن مَالك بن مزروع الزيني الصَّالِحِي الْفَقِيه الصَّالح قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَبُو عبد الله حضر عَليّ ابْن عبد الدايم وَعمر الْكرْمَانِي ثمَّ سمع من ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وعنى بِالْحَدِيثِ وتفقه وبرع وَأفْتى وتصدى للإشغال والإفادة واشتهر اسْمه مَعَ الدّيانَة والورع والزهد ولى الْقَضَاء بعد موت القَاضِي تَقِيّ الدّين فتوقف فِي الْقبُول

ص: 509

ثمَّ استخار الله تَعَالَى وَقبل بعد أَن شَرط أَلا يلبس خلعة حَرِير وَلَا يركب فِي المواكب وَلَا يقتني مركوبا فَأُجِيب إِلَى ذَلِك ثمَّ لبس الخلعة وَتوجه من دَار السَّعَادَة إِلَى الْجَامِع مَاشِيا وَمَعَهُ الْأَعْيَان فقرىء تَقْلِيده ثمَّ خلع الخلعة وَتوجه إِلَى الصالحية وَكَانَ من قُضَاة الْعدْل مصمما فِي الْحق وَقد حدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة وَخرج لَهُ المحدثون تخاريج عدَّة وَحج ثَلَاث مَرَّات ثمَّ حج رَابِعَة فَمَرض فِي الطَّرِيق

ص: 510

بعد رحيلهم من الْعلَا فورد الْمَدِينَة المشرفة يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَهُوَ ضَعِيف فصلى فِي الْمَسْجِد ثمَّ سلم على النَّبِي وَكَانَ بالأشواق إِلَى ذَلِك

ثمَّ مَاتَ عَشِيَّة ذَلِك الْيَوْم وَصلى عَلَيْهِ بالروضة وَدفن بِالبَقِيعِ شَرْقي عقيل وتأسف النَّاس لفقده

1072 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث شمس الدّين بن الشَّيْخ شمس الدّين بن الشَّيْخ شهَاب الدّين بن الشَّيْخ الْمُحدث الْمُفِيد محب الدّين السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الْمَعْرُوف بِابْن الْمُحب حضر فِي الثَّانِيَة على أَسمَاء بنت صصرى جُزْء إِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ وَحضر على عَائِشَة بنت مُسلم وَأبي بكر ابْن الرَّحبِي والمزي فَضَائِل الْأَوْقَات للبيهقي وعَلى الْجمال يُوسُف المعظمى مشيخة ابْن عبد الدَّائِم وَحضر فِي الرَّابِعَة على أبي الْحسن عَليّ بن غَانِم قَالَ ابْن حجى وَحدث سَمِعت مِنْهُ وَمن أَخِيه صاحبنا شهَاب الدّين وَكَانَ أسن مِنْهُ وَقد اشْتغل على الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن قيم الجوزية وَأدْركَ أَبَاهُ وَكَانَ رجلا جيدا يقْرَأ الحَدِيث على الْكُرْسِيّ بالجامع الْأمَوِي ويقصد جمَاعَة مواعيده وَله فَضِيلَة وَكتب بِخَطِّهِ الْجيد

ص: 511

كثيرا من الطباق وَغَيره توفّي الْأَرْبَعَاء سَابِع جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ بعد الظّهْر بالجامع المظفري وَدفن بالروضة عَن سِتّ وَخمسين سنة وَخَمْسَة أشهر وَسَبْعَة أَيَّام

1073 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم بن عبد الرَّحْمَن بن الْأَعْمَى الشَّيْخ الْعَالم صَلَاح الدّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ الْعَالم شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ الْمصْرِيّ

اشْتغل وَحصل وأشغل وَأفْتى وَأعَاد ودرس بالظاهرية الجديدة وبمدرسة السُّلْطَان حسن

توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن من الْغَد بحوش الصُّوفِيَّة

1074 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر

ص: 512

ابْن أبي عمر الشَّيْخ الْمسند الْأَصِيل المقرىء نَاصِر الدّين بن الشَّيْخ عز الدّين بن الشَّيْخ نَاصِر الدّين أجَاز لَهُ إِسْحَاق النّحاس وَجَمَاعَة وَسمع من عَم أَبِيه القَاضِي سُلَيْمَان وَكَانَ إِمَام الْمَسْجِد الْمَعْرُوف بِابْن عز الدّين الْمَنْسُوب إِلَى جده كأبيه وجده وَقد أضرّ فِي آخر عمره توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري وَدفن بتربة جده الشَّيْخ أبي عمر على وَالِده وَانْقطع ثَلَاثَة أَيَّام مطعونا

1075 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم

ص: 513

الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة نجم الدّين الباهي الْمصْرِيّ قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي كَانَ صاحبنا وَهُوَ أفضل الْحَنَابِلَة بالديار المصرية لَهُ مُشَاركَة فِي الحَدِيث وَالْأُصُول قَرَأَ على الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ الحَدِيث وَغَيره وَصَارَ هُوَ الْمُتَعَيّن لقَضَاء الْحَنَابِلَة من حَيْثُ الِاسْتِحْقَاق

قَرَأت أَنا وإياه وَابْن الْقرشِي كتاب الرسَالَة للشَّافِعِيّ على الْكُوفِي سنة تسعين انْتهى وَقَالَ غَيره درس وَأعَاد واشغل وَأفَاد وَكَانَ عين الْحَنَابِلَة بِمصْر توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشر شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة والباهي نِسْبَة إِلَى باهة قَرْيَة من قرى مصر من الْوَجْه القبلي وَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين بن حجر مَاتَ فِي شعْبَان عَن سِتِّينَ سنة

1076 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم أحد مَشَايِخ الْحَنَابِلَة وقضاتهم بدر الدّين قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية الْبَغْدَادِيّ الأَصْل ثمَّ الْمصْرِيّ

اشْتغل

ص: 514

وأشغل ودرس وناظر وَأفْتى بعد موت مستخلفه وانتهت إِلَيْهِ فِي آخر عمره رئاسة الْمَذْهَب بل رئاسة عصره وَكَانَ مُعظما عِنْد الْملك الظَّاهِر جقمق تغمده الله برحمته مسموع الْكَلِمَة عِنْد أَرْكَان الدولة وَكَانَ لَهُ معرفَة تَامَّة بِأُمُور الدُّنْيَا وَيقوم مَعَ غير أهل مذْهبه وَيحسن إِلَيْهِم ويرتب لَهُم الْأَمْوَال وَيَأْخُذ لَهُم الجوائز ويعتني بشأنهم خُصُوصا لأهل الْحَرَمَيْنِ الشريفين وَكَانَ عِنْده كرم

واشتغل فِي ابْتِدَاء أمره بالجامع الْأَزْهَرِي ويميل إِلَى محبَّة الْفُقَرَاء وَفتح عَلَيْهِ بِسَبَب ذَلِك وَلَقَد شاهدته وَهُوَ فِي أبهته وناموسه بِمَسْجِد الْخيف يقبل يَد شخص من الْفُقَرَاء ويمرها على وَجهه

وأظن أول من استنابه قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين ابْن المغلي ثمَّ قَاضِي الْقُضَاة محب الدّين وَكَانَ لَهُ منزل فِي بولاق على الْبَحْر ويسكن هُنَاكَ ثمَّ قبل وَفَاة مستخلفه سكن قي قاعة الْمدرسَة الصالحية يُبَاشر نِيَابَة الحكم على الْعَادة ثمَّ اسْتَقر بعد موت مستخلفه فِي الْقَضَاء وَجرى فِي ذَلِك فُصُول سنة أَربع وَأَرْبَعين فباشر على أحسن وَجه غير أَنه عطل أمورا كَثِيرَة لفساد الزَّمَان وَكَانَ عفيفا قي ولَايَته حَتَّى كَانَ يمْتَنع من قبُول الْهَدِيَّة وَبِهَذَا ظهر أمره واشتهر اسْمه فِي الْآفَاق وَكَانَ مقصدا توفّي سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ وَلَده توفّي قبله شرف الدّين مُحَمَّد وَكَانَ دينا عفيفا

ص: 515

فَاضلا لَهُ معرفَة بالأمور كأبيه وباشر نِيَابَة الحكم عَن وَالِده وَانْقطع نَسْله وَدفن خَارج بَاب النَّصْر فِي تربة جد وَالِده الشَّيْخ عبد الْمُنعم وَوجد عَلَيْهِ وَالِده وَالنَّاس

1077 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْفرج بن أبي الْمَعَالِي ابْن الدباب وَيعرف أَيْضا بِابْن الرزاز الشَّيْخ الإِمَام الْوَاعِظ جمال الدّين أَبُو الْفضل سمع الْكثير وَأَجَازَ لَهُ خلق وَسمع السَّادِس وَالسَّابِع من أمالي ابْن نَاصِر على عمر بن أبي السعادات وَسمع مداراة النَّاس لِابْنِ أبي الدُّنْيَا على ثَابت بن

شرف قَالَ أَبُو الْعَلَاء ابْن الفرضي فِي حق شَيْخه ابْن الدباب ثِقَة فَاضل صَحِيح السماع وَسمع مِنْهُ هُوَ وجمال الدّين أَحْمد بن القلانسي الْمُحدث وَأَجَازَ لطائفة من أهل دمشق مِنْهُم علم الدّين البرزالي وَتُوفِّي لليلتين بَقِيَتَا من ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة الشونيزي

1078 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الحاسب الإِمَام الْعَالم

ص: 516

موفق الدّين تفقه فِي الْمَذْهَب وَحفظ فِيهِ الْمقنع حفظا جيدا وَكَانَ يستحضره وَله فَضِيلَة وَكَانَ من النجباء الأخيار عِنْده حَيَاء وتواضع وَهُوَ سبط الشَّيْخ صَلَاح الدّين بن أبي عمر وَكَانَ يؤم بمدرسة شيخ الْإِسْلَام أبي عمر

توفّي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشرى صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة قَالَ شَيخنَا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين لَعَلَّه بلغ الثَّمَانِينَ سنة

1079 -

مُحَمَّد بن حمد الرَّسْعَنِي كَانَ شَابًّا مليحا شمس الدّين بن الْمُحدث نصر الدّين سمع من جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن طبرزد وَقتل شَهِيدا بحوران فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَله عشرُون سنة

1080 -

مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي

ص: 517

الراميني الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة أقضى الْقُضَاة شمس الدّين أَبُو عبد الله وحيد دهره وفريد عصره شيخ الْحَنَابِلَة فِي وقته بل شيخ الْإِسْلَام وَأحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام

سمع من عِيسَى الْمطعم وَغَيره تفقه حَتَّى برع فِيهِ ودرس وَأفْتى وناظر وصنف وَحدث وَأفَاد وناب فِي الحكم عَن قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين المرداوي وَتزَوج ابْنَته وَله مِنْهَا سَبْعَة أَوْلَاد ذُكُور وإناث وَقَالَ ابْن كثير وَكَانَ بارعا فَاضلا متفتنا وَلَا سِيمَا فِي علم الْفُرُوع وَكَانَ غَايَة فِي نقل مَذْهَب الإِمَام أَحْمد

قلت وَذكر لي جدي أَنه حضر مَعَ أَخِيه الشَّيْخ برهَان عِنْد أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ فَقَالَ مَا رَأَتْ عَيْنَايَ أحدا أفقه من وَالِده وَقَالَ ابْن سَنَد فِي ذيله على ذيل

ص: 518

الْحُسَيْنِي كَانَ ذَا حَظّ من زهد وتعفف وصيانة وورع تخين وَدين متين وشكرت سيرته وَأَحْكَامه وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم وَقَالَ شَاب دين عَالم لَهُ عمل وَنظر فِي رجال السّنَن نَاظر وَسمع وَكتب وَتقدم ذكر قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين المرداوي أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع وَغَيره من الْكتب فِي عُلُوم شَتَّى وَلم أعلم أَن أحدا فِي زَمَاننَا فِي الْمذَاهب الْأَرْبَعَة لَهُ محفوظات أَكثر مِنْهُ فَمن محفوظاته الْمُنْتَقى فِي الْأَحْكَام قَرَأَهُ وَعرضه قريب من أَرْبَعَة أشهر وَقد درس بالصاحبة ومدرسة الشَّيْخ أبي عمر والسلامية وَأعَاد بالصدرية ومدرسة دَار الحَدِيث العالمة

قَالَ ابْن الْقيم لقَاضِي الْقُضَاة موفق الدّين الحجاوي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ مَا تَحت قبَّة الْفلك أعلم بِمذهب الإِمَام أَحْمد من ابْن مُفْلِح وَحضر عِنْد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَنقل عَنهُ كثيرا وَكَانَ يَقُول لَهُ مَا أَنْت ابْن مُفْلِح أَنْت مُفْلِح وَكَانَ أخبر النَّاس بمسائله واختياراته حَتَّى إِن ابْن الْقيم كَانَ يُرَاجِعهُ فِي ذَلِك لَازم القَاضِي شمس الدّين ابْن مُسلم وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه والنحو وَالْأُصُول على القَاضِي برهَان الدّين الزرعي وَسمع من الحجار وطبقته وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى ابْن الفويره والقحفاوي النَّحْوِيين وَإِلَى الْمزي والذهبي وَنقل عَنْهُمَا كثيرا وَكَانَ يعظمانه وَكَذَلِكَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يثنى عَلَيْهِ كثيرا قَالَ ابْن كثير وَجمع مصنفات مِنْهَا على الْمقنع نَحْو ثَلَاثِينَ مجلدا كَمَا أَخْبرنِي عَنهُ قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين وعَلى الْمُنْتَقى مجلدين

قلت وَلم أَقف

ص: 519

عَلَيْهَا وَله كتاب الْفُرُوع قد اشْتهر فِي الْآفَاق وَهُوَ من أجل الْكتب وأنفسها وأجمعها للفوائد وَله حَاشِيَة على الْمقنع والنكت على الْمُحَرر وَله كتاب فِي أصُول الْفِقْه وَهُوَ كتاب جليل حذا فِيهِ حَذْو ابْن الْحَاجِب فِي مُخْتَصره وَلَكِن فِيهِ من النقول والفوائد مَا لَا يُوجد فِي غَيره وَلَيْسَ للحنابلة أحسن مِنْهُ وَأما الْآدَاب الشَّرْعِيَّة فالكبرى مجلدان وَالْوُسْطَى مُجَلد وَالصُّغْرَى مُجَلد لطيف

توفّي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بسكنه بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْخَمِيس بعد الظّهْر بالجامع المظفري وَكَانَت جنَازَته حافلة حضرها الْقُضَاة والأعيان وَدفن بالروضة بِالْقربِ من الشَّيْخ موفق الدّين قَالَ بعض الْفُضَلَاء وَلم يدْفن فِيهَا حَاكم قبله

قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ابْن مجيد تِلْمِيذه وَله بضع وَخَمْسُونَ سنة على مَا ذكر هُوَ وَقَالَ ابْن كثير توفّي على خمسين سنة وَقَالَ ابْن سَنَد عَن إِحْدَى وَخمسين سنة

ص: 520

مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عبد الله

ص: 521

ابْن عِيسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِسْحَاق بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم تَقِيّ الدّين بن الشَّيْخ الإِمَام المؤرخ قطب الدّين بن الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ الْفَقِيه تَقِيّ الدّين البعلي اليونيني هَكَذَا نقل هَذَا النّسَب وَالِده المؤرخ قطب الدّين من خطّ أَخِيه شرف الدّين سمع تَقِيّ الدّين هَذَا من أَوْلَاد عَمه مُحَمَّد وَأمه الْعَزِيز وَفَاطِمَة وَزَيْنَب أَوْلَاد الشَّيْخ شرف الدّين اليونيني قَالَ ابْن أيدغدي فِي مُعْجَمه وَكَانَ رضى النَّفس قَلِيل الْكَلَام حسن الْخلق كثير الْأَدَب يحمل حَاجته بِنَفسِهِ توفّي يَوْم الْأَحَد ثَالِث الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة

1082 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْحرم بن أبي طَالب القلانسي الشَّيْخ الْمسند فتح الدّين أَبُو الْحرم بن الشَّيْخ شمس الدّين سمع الْكثير من ابْن حمدَان والأبرقوهي وغازي الحلاوي وَابْن ترحم وَابْن السمعة وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ المقرىء

ص: 522

شهَاب الدّين ابْن رَجَب وَذكره فِي مشيخته وَقَالَ فِيهِ صَبر وتودد على التحدث سَمِعت عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ أَجزَاء مِنْهَا السباعيات والثمانيات لدار إقبال قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر إِنَّمَا هِيَ تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة نَيف وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ذكره الْحَافِظ زين الدّين ابْن رَجَب

1083 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المنجي بن عُثْمَان بن أسعد الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة أقضى الْقُضَاة صَلَاح الدّين أَبُو البركات بن الشَّيْخ شرف الدّين بن الشَّيْخ الْعَلامَة شيخ الْحَنَابِلَة أبي البركات التنوخي المعري سمع الحجار وطبقته وَحفظ الْمُحَرر ودرس بالمسمارية

ص: 523

والصدرية وناب فِي الحكم لِعَمِّهِ قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين ثمَّ نَاب للْقَاضِي شرف الدّين بن قَاضِي الْجَبَل وَقَالَ ابْن كثير كَانَ من أَوْلَاد الرؤساء ذَا دين وصيانة وَقَالَ ابْن رَافع حدث ودرس وَحج غَيره مرّة وَكَانَ كريم النَّفس حسن الْخلق وَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي كَانَ شكلا حسنا لَهُ حشمة ورئاسة على قَاعِدَة أسلافه وَذكره ابْن حبيب وَبَالغ فِي مدحه توفّي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع شهر ربيع الآخر سنة سبعين وَسَبْعمائة بالمسمارية وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع دمشق وَدفن بتربتهم بالصالحية وَقد جَاوز الْخمسين سنة وَكَانَت جنَازَته حافلة

1084 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد عرف بالمنبجي الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم شمس الدّين أَبُو عبد الله أوحد الْفُضَلَاء كَذَا تَرْجمهُ

ص: 524

الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي وَله مُصَنف فِي الطَّاعُون وأحواله وَأَحْكَامه وَهُوَ دَال على فضل مُؤَلفه ومعرفته وَفِيه فَوَائِد غَرِيبَة

توفّي فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة

1085 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْمُحب عبد الله شَيخنَا الشَّيْخ الْعَالم الْمُحدث الْمُفِيد الأديب أَبُو عبد الله السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي أحضرهُ وَالِده فِي السّنة الأولى من عمره مجَالِس الحَدِيث وأسمعه كثيرا على عدَّة شُيُوخ مِنْهُم عبد الله ابْن الْقيم وَأحمد ابْن الخوجي وَعمر ابْن أميلة وست الْعَرَب ابْنة مُحَمَّد ابْن الْفَخر البُخَارِيّ وَحدث قبل الْفِتْنَة وَبعدهَا صنف شرحا على البُخَارِيّ وَهُوَ مسودة وَله نظم ونثر وَكَانَ يقْرَأ

ص: 525

الصَّحِيحَيْنِ فِي الْجَامِع الْأمَوِي وَحصل بِهِ النَّفْع توفّي بِطيبَة المشرفة فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقد رأى فِي مَنَامه من نَحْو عشْرين سنة مَا يدل على مَوته هُنَاكَ قرىء عَلَيْهِ سنَن ابْن ماجة بالناصرية البرانية وَكَانَ بِحُضُور الْقُضَاة نجم الدّين ابْن حجي وجدي الشَّيْخ شرف الدّين وَجَمَاعَة كثيرين وَكَانَ القارىء شَيخنَا شمس الدّين ابْن نَاصِر الدّين وَسمعت عَلَيْهِ

1086 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد السيلي الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم

ص: 526

الفرضي قدم من السيلة إِلَى دمشق فِي سنة سَبْعَة عشر فاشتغل وَقَرَأَ الْمقنع وتفقه على الشَّيْخ شمس الدّين بن القباقبي وَقَرَأَ علم الْفَرَائِض والحساب على الشَّيْخ شمس الدّين الْحوَاري وَصَارَ أمة فِيهِ

وَله إطلاع على كَلَام الْمُحدثين والمؤرخين ويستحضر تَارِيخا كثيرا وَله معرفَة تَامَّة بوقائع الْعَرَب ويحفظ كثيرا من أشعارهم أفتى ودرس مُدَّة ثمَّ انْقَطع فِي آخر عمره فِي بَيته مَاتَ يَوْم السبت سَابِع عشر شَوَّال سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالروضة رَحمَه الله تَعَالَى

1087 -

مُحَمَّد بن نصر بن مَنْصُور نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَقد شيعته وَهُوَ يُرِيد الْخُرُوج إِلَى المتَوَكل فَلَمَّا ركب الْمحمل الْتفت إِلَيْنَا فَقَالَ انصرفوا مَأْجُورِينَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى

1088 -

مُحَمَّد بن النَّقِيب بن أبي حَرْب الجرجرائي

ص: 527

ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ ورع يعالج الصَّبْر جليل الْقدر كَانَ أَحْمد يكاتبه وَيعرف قدره وَيسْأل عَن أحبابه وَعِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل مشبعة كنت سَمعتهَا مِنْهُ سَمِعت أَبَا عبد الله وَقد سُئِلَ عَن الرجل يُفْتِي بِغَيْر علم قَالَ يرْوى عَن أبي مُوسَى قَالَ يَمْرُق من دينه وَقَالَ أَبُو عبد الله يكون عِنْد الرجل سنة عَن نبيه ويفتي بغَيْرهَا وشدد فِي ذَلِك

1089 -

مُحَمَّد بن نَاصِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر السلَامِي الْفَارِسِي الأَصْل ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الأديب الْحَافِظ أَبُو الْفضل ابْن أبي مَنْصُور

توفّي وَالِده وَهُوَ صَغِير فَكَفَلَهُ جده لأمه أَبُو حَكِيم الخبري الفرضي فأسمعه فِي صغره شَيْئا من الحَدِيث وأشغله بِحِفْظ

ص: 528

الْقُرْآن وَالْفِقْه ثمَّ إِنَّه صحب أَبَا زَكَرِيَّا التبريزي اللّغَوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَدَب وَابْن الجواليقي قَرَأَ عَلَيْهِ الحَدِيث وَكَانَ كل مِنْهُمَا يمِيل إِلَى مَا اشْتغل فِيهِ ثمَّ انعكس وَصَارَ ابْن نَاصِر مُحدث بَغْدَاد وَابْن الجواليقي لغويها ولازم الْحسن ابْن الطيوري وَسمع مِنْهُ الْكثير وَسمع من أبي الْقَاسِم ابْن الْبَصْرِيّ وَأبي طَاهِر ابْن أبي الصَّقْر وَهُوَ أول شيخ سمع عَلَيْهِ وعنى بِهَذَا الْفَنّ وَبَالغ فِي الطّلب وَالسَّمَاع وَكَانَت لَهُ إجازات قديمَة من جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحُسَيْن ابْن النقور وَابْن مَاكُولَا الْحَافِظ وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن سكينَة وَابْن الْأَخْضَر وَغَيرهمَا

قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ حَافِظًا ضابطا متقنا ثِقَة من أهل السّنة كثير الذّكر سريع الدمعة وَهُوَ الَّذِي تولى تسميعي الحَدِيث وَعنهُ أخذت مَا أخذت من علم الحَدِيث

انْتهى وَقد روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم السلفى وَابْن عَسَاكِر وَعبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْحُسَيْن ابْن المقير توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن عشر شعْبَان سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ مَرَّات وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب إِلَى جَانب أبي مَنْصُور الْأَنْبَارِي تَحت السِّدْرَة قَالَ أَبُو بكر ابْن الجعبري الْفَقِيه رَأَيْته فِي الْمَنَام فَقلت يَا سَيِّدي مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَقَالَ قد غفرت لعشرة من أَصْحَاب الحَدِيث فِي زَمَانك لِأَنَّك رئيسهم وسيدهم

وَذكر بَعضهم أَنه صلى عَلَيْهِ أَولا أَبُو الْفضل ابْن شَافِع بِوَصِيَّة مِنْهُ على بَاب جَامع السُّلْطَان ثمَّ صلى عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الْقَادِر

ص: 529

ثمَّ إِن القواريري بِجَامِع الْمَنْصُور ثمَّ عمر الْحَرْبِيّ بالحربية وَدفن وَقت الظّهْر وَكَانَت جنَازَته عَظِيمَة وحضره عَالم كثير

مَسْأَلَة غَرِيبَة حُكيَ عَن ابْن نَاصِر أَنه كَانَ يذهب إِلَى أَن السَّلَام على الْمَوْتَى يقدم فِيهِ الْخَبَر فَيُقَال عَلَيْكُم السَّلَام لظَاهِر حَدِيث الهجيم

1090 -

مُحَمَّد بن النفيس بن مَسْعُود بن أبي سعد السلَامِي الطَّحَّان الأديب الْفَقِيه أَبُو سعد ابْن الْفَقِيه أبي مُحَمَّد

قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع

ص: 530

عَليّ أبي عَليّ أَحْمد بن الرَّحبِي وَأبي مُحَمَّد الخشاب النَّحْوِيّ وشهدة وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن المنى

ذكره الْقطيعِي وَقَالَ شَاب حسن الْخلق والخلق من أهل الْقُرْآن وَالْفِقْه كَانَ يسمع مَعنا الحَدِيث وَأثْنى عَلَيْهِ القادسي وَالْمُنْذِرِي وَذكر أَنه حدث بِشَيْء من تأليفه

توفّي لَيْلَة ثَانِي عشر شَوَّال سنة أَربع وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة الزرادين

1091 -

مُحَمَّد ابْن هُبَيْرَة الْبَغَوِيّ أحد الْأَصْحَاب

قَالَ سَأَلت أَحْمد أَلَيْسَ أَمر رَسُول الله وَنَهْيه وَاحِد قَالَ نعم إِلَّا أَن

ص: 531

نَهْيه

أَشد قلت لَهُ تَفْعَلهُ قَالَ فعله لَيْسَ بِوَاجِب عَلَيْك وَذَلِكَ أَنه كَانَ يقوم حَتَّى ترم قدماه وَيفْعل أفعالا لَا تجب عَلَيْك

1092 -

مُحَمَّد ابْن الْهَيْثَم المقرىء

حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد مَا تكره من قِرَاءَة حَمْزَة قَالَ الْكسر والإدغام فَقلت لَهُ حَدثنَا خلف بن تَمِيم قَالَ كنت أَقرَأ على حَمْزَة فَمر بِهِ سُفْيَان الثَّوْريّ فَجَلَسَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَن مَسْأَلَة فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عمَارَة فَأَما الْقُرْآن والفرائض فقد سلمناها لَك فَقَالَ أَحْمد أَنْتُم أهل الْقُرْآن وَأَنْتُم أعلم بِهِ فَقَالَ القَاضِي أَبُو يعلى فِي

نقل الْقُرْآن ونظمه فَظَاهر هَذَا الرُّجُوع عَن الْكَرَاهَة لَكِن الْأَصْحَاب ذَهَبُوا إِلَيْهَا وَالْكَرَاهَة لَا تخرجها عَن أَن تكون قِرَاءَة مأثورة وَلَكِن غَيرهَا من اللُّغَات أفْصح مِنْهَا وَأظْهر قَالَ القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن كل الِاخْتِلَاف فِي حج النَّبِي وكل مَرْوِيّ وَالِاخْتِيَار التَّمَتُّع وكالاختلاف فِي التَّشَهُّد والاستفتاح وكل مَرْوِيّ وَالِاخْتِيَار تشهد ابْن مَسْعُود واستفتاح عمر وَنَحْو ذَلِك

1093 -

مُحَمَّد بن هَارُون الْجمال نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا

ص: 532

قَالَ أَحْمد السوَاد كُله خراج والمقاسمة لم تكن إِنَّمَا هِيَ شَيْء أحدث

1094 -

مُحَمَّد بن هُرْمُز أَبُو الْحُسَيْن القَاضِي العكبري الشَّيْخ الإِمَام وَكَانَت لَهُ رئاسة وجلالة توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة

1095 -

مُحَمَّد بن يُوسُف بن الطباع نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت رجلا سَأَلَ أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله أُصَلِّي خلف من يشرب الْمُسكر قَالَ لَا قَالَ فأصلي خلف من يَقُول الْقُرْآن مَخْلُوق فَقَالَ سُبْحَانَ الله أَنهَاك عَن مُسلم وتسألني عَن كَافِر

1096 -

مُحَمَّد بن يُونُس بن الْكُدَيْمِي الْقرشِي روى عَن

ص: 533

إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول قَالَ لي يحيى بن سعيد الْقطَّان أكتب عَن أبي الْوَلِيد حَدِيث شُعْبَة وَعَن سُلَيْمَان حَدِيث حَمَّاد بن زيد فَجئْت أَنا وَعلي بن الْمَدِينِيّ إِلَى سُلَيْمَان فَقُلْنَا يَا أَبَا أَيُّوب حَدثنَا بِحَدِيث حَمَّاد بن زيد من الْكتاب

قَالَ لَيْسَ إِلَى الْكتاب سَبِيل أَنا كتبت كتابي من حفظي وحفظي أصح من كتابي

1097 -

مُحَمَّد بن يحيى النَّيْسَابُورِي الذهلي أَبُو عبد الله

حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا عبد الرَّزَّاق حَدثنَا يُونُس بن سليم قَالَ أمْلى على يُونُس الآبلي قَالَ سَمِعت عمر بن الْخطاب رضي الله عنه يَقُول (كَانَ النَّبِي إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي يسمع عِنْد وَجهه كَدَوِيِّ النَّحْل) وَذكر الْخَبَر

1098 -

مُحَمَّد بن يُوسُف البيكندي مِمَّن روى عَن الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ

ص: 534

1099 -

مُحَمَّد بن ياسين بن بشر بن أبي طَاهِر الْبَلَدِي أحد الْأَصْحَاب قَالَ أَبُو بكر الْخلال سمعته يَقُول سَأَلت أَبَا عبد الله عَن النّظر فِي الرَّأْي فَقَالَ عَلَيْك بِالسنةِ فَقلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله صَاحب حَدِيث ينظر فِي الرَّأْي إِنَّمَا يُرِيد أَن يعرف رَأْي من خَالفه فَقَالَ عَلَيْك بِالسنةِ

1100 -

مُحَمَّد بن يحيى بن أبي سَمِينَة

ذكر الْخَطِيب فِي السَّابِق واللاحق أَنه حدث عَن الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وَبَين وَفَاته ووفاة الْبَغَوِيّ ثَمَانُون سنة قَالَ توفّي ابْن أبي سَمِينَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

ص: 535

1101 -

مُحَمَّد بن يحيى الكحالي أَبُو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ المتطيب قَالَ أَبُو بكر الْخلال كَانَ عِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل كَثِيرَة حسان شبعة وَكَانَ من كبار أَصْحَاب أبي عبد الله وَكَانَ يقدمهُ ويكرمه أَخْبرنِي مُحَمَّد بن يحيى الكحال أَن أَبَا عبد الله قَالَ لَيْسَ فِي الصَّوْم رِيَاء قلت رَمَضَان قَالَ رَمَضَان وَغَيره قَالَ كل الصَّوْم قَالَ وَكَيف يكون رِيَاء وَإِنَّمَا يتْرك أكل الْخبز وَشرب المَاء

وَقَالَ قلت لأبي عبد الله (كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة) مَا تَفْسِيرهَا قَالَ هِيَ الْفطْرَة الَّتِي فطر الله النَّاس عَلَيْهَا شقي أَو سعيد

1102 -

مُحَمَّد بن يحيى النَّيْسَابُورِي سَأَلَ عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل فِي عَليّ بن عَاصِم وَذكرت لَهُ خطأه

فَقَالَ أَحْمد كَانَ حَمَّاد بن سَلمَة يخطىء وَأَوْمَأَ أَحْمد بِيَدِهِ خطأ كثيرا وَلم ير بالرواية عَنهُ بَأْسا

ص: 536

1103 -

مُحَمَّد بن يحيى بن مندة الْأَصْبَهَانِيّ أَبُو عبد الله الْحَافِظ

نقل عَن إمامنا أَحْمد أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قَالَ أَحْمد من قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر يُسْتَتَاب فَإِن تَابَ وَإِلَّا قتل

1104 -

مُحَمَّد بن يزِيد الطرسوسي الْمُسْتَمْلِي قَالَ أَبُو بكر الْخلال انحدر مَعَ أبي عبد الله من طرسوس أَيَّام الْمَأْمُون وَكَانَ الْمروزِي يذكر لَهُ ذَلِك ويشكره وَيَقُول مَرضت فَكَانَ يحملني على ظَهره وَعِنْده عَن أبي عبد الله مسَائِل حسان وَقعت إِلَيْنَا مُتَفَرِّقَة وَقَالَ سَمِعت رجلا سَأَلَ أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ أكتب كتب الرَّأْي قَالَ لَا تفعل عَلَيْك بالآثار والْحَدِيث فَقَالَ لَهُ السَّائِل إِن عبد الله ابْن الْمُبَارك قد كتبهَا فَقَالَ لَهُ أَحْمد إِن ابْن الْمُبَارك لم ينزل من السَّمَاء إِنَّمَا أمرنَا أَن نَأْخُذ الْعلم فَوق قَالَ وَسَأَلت أَحْمد عَن عبد الرَّزَّاق كَانَ لَهُ فقه فَقَالَ مَا أقل الْفِقْه فِي أهل الحَدِيث

ص: 537

1105 -

مُحَمَّد بن يُونُس السَّرخسِيّ

نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا مُقَدّمَة فِي صفة الْمُؤمن من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول صفة الْمُؤمن من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة من يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَأقر بِجَمِيعِ مَا أَتَت بِهِ الْأَنْبِيَاء والر سل وَعقد قلبه على مَا أظهر من لِسَانه وَلم يشك فِي إيمَانه وَلم يكفر أحدا من أهل التَّوْحِيد بذنب وإرجاء مَا غَابَ عَنهُ من الْأُمُور إِلَى الله وفوض أمره إِلَى الله تَعَالَى وَلم يقطع بِالذنُوبِ الْعِصْمَة من الله تَعَالَى وَعلم أَن كل شَيْء بِقَضَاء الله وَقدره وَالْخَيْر وَالشَّر جَمِيعًا وَرَجا لمحسن أمة مُحَمَّد وتحوف على مسيئهم وَلم ينزل أحد من أمة مُحَمَّد الْجنَّة بِالْإِحْسَانِ وَلَا النَّار بالذنب اكْتَسبهُ حَتَّى يكون الله الَّذِي ينزل خلقه حَيْثُ يَشَاء وَعرف حق السّلف الَّذين اخْتَارَهُمْ الله عز وجل لصحبة نبيه وَقدم أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان وَعرف حق عَليّ بن أبي طَالب وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَسَعِيد بن أبي وَقاص وَسَعِيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل على سَائِر الصَّحَابَة وَأَن هَؤُلَاءِ التِّسْعَة الَّذين كَانُوا مَعَ النَّبِي على جبل حراء فَقَالَ النَّبِي (اسكن حراء فَمَا عَلَيْك إِلَّا نَبِي أَو صديق أَو شَهِيد)

وَكَانُوا هَؤُلَاءِ التِّسْعَة وَالنَّبِيّ عاشرهم وترحم على جَمِيع أَصْحَاب النَّبِي صَغِيرهمْ وَكَبِيرهمْ وَحدث بفضائلهم وَأمْسك عَمَّا شجر بَينهم

وَصَلَاة الْعِيدَيْنِ

ص: 538

وعرفات وَالْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة مَعَ كل بر وَفَاجِر وَالْمسح على الْخُفَّيْنِ فِي السّفر والحضر وَالْقُرْآن كَلَام الله عز وجل منزل وَلَيْسَ بمخلوق وَالْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص وَالْجهَاد مَاض مُنْذُ بعث الله تَعَالَى مُحَمَّدًا إِلَى آخر عِصَابَة يُقَاتلُون الدَّجَّال لَا يضرهم جور جَائِر وَالشِّرَاء وَالْبيع حَلَال إِلَى يَوْم الْقِيَامَة على حكم الْكتاب وَالسّنة وَالتَّكْبِير على الْجَنَائِز أَرْبعا وَالدُّعَاء لأئمة الْمُسلمين بالصلاح وَلَا تخرج عَلَيْهِم بسيفك وَلَا تقَاتل فِي فتْنَة وَتلْزم بَيْتك وَالْإِيمَان بِعَذَاب الْقَبْر وَالْإِيمَان بمنكر وَنَكِير وَالْإِيمَان بالحوض والشفاعة وَالْإِيمَان بِأَن أهل الْجنَّة يرَوْنَ رَبهم عز وجل وَالْإِيمَان بِأَن الْمُوَحِّدين يخرجُون من النَّار بعد مَا امتحشوا كَمَا جَاءَت الْأَحَادِيث فِي هَذِه الْأَشْيَاء عَن النَّبِي نؤمن بتصديقها وَلَا نضرب لَهَا الْأَمْثَال هَذَا مَا اجْتمع عَلَيْهِ الْعلمَاء فِي الْآفَاق

1106 -

مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد بن سَافر بن جميل الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الأديب أَبُو عبد الله

سمع بإفادة وَالِده الْمُحدث أبي مُحَمَّد بن أبي الْعَلَاء مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عقيل وَأبي الْفَتْح ابْن شاتيل وَغَيرهمَا

وَكَانَ لَهُ فَضِيلَة وأدب وَله تصانيف وَحدث سمع مِنْهُ الْمُحب الْمَقْدِسِي وَعلي بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم

توفّي فِي ثَالِث رَجَب سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بِبَغْدَاد وَأَبوهُ سمع الْكثير من ابْن البطي وطبقته وعنى بِالطَّلَبِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ إِلَى حِين وَفَاته

ص: 539

1107 -

مُحَمَّد بن يحيى بن أبي مَنْصُور بن أبي الْفَتْح بن الرئيس فَخر الدّين بن الإِمَام جمال الدّين الصَّيْرَفِي الْحَرَّانِي

سمع حضورا من عمر بن كرم وَجَمَاعَة وَكَانَ حفظَة للْأَخْبَار وَالشعر والحكايات وَكَانَ حسن الرَّد ظريف الشكل سمع مِنْهُ الْمزي والبرزالي وَأَجَازَ للذهبي توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة

1108 -

مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن هُبَيْرَة الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله بن عون الدّين بن شمس الدّين بن عز الدّين بن الْوَزير عون الدّين بن هُبَيْرَة كَانَ نزيل بلبيس وَكَانَ نَاظرا على ديوانها حدث عَن الزَّاهدِيّ وَنصر بن عبد الرَّزَّاق وَابْن اللتي سمع مِنْهُ الْحَارِثِيّ والمزي والبرزالي وَغَيرهم وَكَانَ فَاضلا لَهُ شعر حسن توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة

ص: 540

1109 -

مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مُفْلِح هبة الله بن نمير الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمُحدث المتقن الْمُفِيد شمس الدّين بن الشَّيْخ الْمُحدث المقرىء سعد الدّين الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي ثمَّ الصَّالِحِي

حضر على مُحَمَّد بن شرف وَحسن بن مُحَمَّد

ص: 541

ابْن عَطاء وَسليمَان بن حَمْزَة وَفَاطِمَة بنت البطائحي وَفَاطِمَة بنت الْفراء وَغَيرهم وَسمع من أَبِيه وَالقَاسِم بن عَسَاكِر والمطعم وَخلق

ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص وَقَالَ الْمُحدث الْفَاضِل البارع مُفِيد الطّلبَة بكر بِهِ وَالِده فَسمع كثيرا وَهُوَ حَاضر وَسمع من خلق كثير وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب ورحل وَخرج للشيوخ وَقَالَ الْحُسَيْنِي سمع خلقا كثيرا وجما غفيرا وَجمع فأوعى

وَكتب مَا لَا يُحْصى وَخرج لخلق من شُيُوخه وأقرانه وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن كثير وَابْن حبيب توفّي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بقاسيون

1110 -

مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْقَادِر بن يُوسُف بن سعد الله بن مَسْعُود الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح الْعدْل الخليلي سمع من القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَعِيسَى الْمطعم وَغَيرهمَا وَحدث سمع من الْحُسَيْنِي وَقَالَ خرجت لَهُ مشيخة وجزءا من عواليه وتفقه وَشهد على الْحُكَّام مَعَ الصيانة والرياسة وَالتَّعَفُّف وَقَالَ ابْن رَافع جمعت لَهُ مشيخة واشتغل وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة وتودد وبشاشة وَقد أجَاز للشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي قَالَ شَيخنَا تَقِيّ الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشرى شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَدفن بسفح قاسيون

ص: 542

1111 -

مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة شمس الدّين أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ سمع صَحِيح البُخَارِيّ عَليّ الحجار ووزيرة وَسمع أَيْضا على حسن الْكرْدِي وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو زرْعَة الْعِرَاقِيّ توفّي فِي رَمَضَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ

ص: 543