الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (الْجُزْءُ الثَّالِثُ وَالرَّابِعُ)
32 -
كِتَابُ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ
بَابٌ:
981 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي هُودُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلا يُعْجِبُنَا تَعَبُّدُهُ وَاجْتِهَادِهِ، فَذَكَرْنَاهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِاسْمِهِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ.
وَوَصَفْنَاهُ بِصِفَتِهِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ.
فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَذْكُرُهُ إِذْ طَلَعَ الرَّجُلُ فَقُلْنَا: هَا هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: «إِنَّكُمْ لَتُخْبِرُونِي عَنْ رَجُلٍ إِنَّ عَلَى وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ» .
فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُسَلِّمْ.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنْشَدْتُكَ بِاللَّهِ؛ هَلْ قُلْتَ حِينَ وَقَفْتَ عَلَى الْمَجْلِسِ: مَا فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ أَفْضَلُ - أَوْ خَيْرٌ - مِنِّي "؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ.
ثُمَّ دَخَلَ يُصَلِّي.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ» ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا.
فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَقْتُلُ رَجُلا يُصَلِّي؟! وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ فَخَرَجَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا فَعَلْتَ» ؟ قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ وَهُوَ يُصَلِّي، وَقَدْ نَهَيْتَ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ.
قَالَ عُمَرُ: أَنَا.
فَدَخَلَ عُمَرُ فَوَجَدَهُ وَاضِعًا وَجْهَهُ.
قَالَ عُمَرُ: أَبُو بَكْرٍ أَفْضَلُ مِنِّي فَخَرَجَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَهٍ» ؟ قَالَ: وَجَدْتُهُ وَاضِعًا وَجْهَهُ فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ.
فَقَالَ: «مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ» ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا.
قَالَ: «أَنْتَ إِنْ أَدْرَكْتَهُ» .
قَالَ: فَدَخَلَ عَلِيٌّ فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ.
فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
فَقَالَ: «مَهٍ» .
قَالَ: «لَوْ قُتِلَ مَا اخْتَلَفَ فِي أُمَّتِي رَجُلانِ كَانَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ» .
قَالَ مُوسَى: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: هُوَ الَّذِي قَتَلَهُ عَلِيٌّ ذَا الثُّدَيَّةِ.
982 -
حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ فِي حَوْضِ زَمْزَمَ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرُهُمْ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا رَجَعَ وَحَطَّ عَنْ رَاحِلَتِهِ عَمَدَ إِلَى مَسْجِدِ الرَّسُولِ فَجَعَلَ يُصَلِّي فَيُطِيلُ الصَّلاةَ حَتَّى جَعَلَ بَعْضَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرَوْنَ أَنَّ لَهُ فَضْلا عَلَيْهِمْ.
فَمَرَّ يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا ذَاكَ الرَّجُلُ.
فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِ نَبِيُّ اللَّهِ وَإِمَّا جَاءَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ.
فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلا قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ» .
فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى الْمَجْلِسِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَقُلْتَ فِي نَفْسِكَ حِينَ وَقَفْتَ عَلَى الْمَجْلِسِ: لَيْسَ فِي الْقَوْمِ خَيْرٌ مِنِّي "؟ قَالَ: نَعَمْ.
ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَتَى نَاحِيَةً مِنَ الْمَسْجِدِ فَخَطَّ خَطًّا بِرِجْلِهِ ثُمَّ صَفَّ كَعْبَيْهِ فَقَامَ يُصَلِّي.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى هَذَا يَقْتُلُهُ» ؟ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَقَتَلْتَ الرَّجُلَ» ؟ قَالَ: وَجَدْتُهُ يُصَلِّي فَهِبْتُهُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى هَذَا يَقْتُلُهُ» ؟ قَالَ عُمَرُ: أَنَا.
وَأَخَذَ السَّيْفَ فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي فَرَجَعَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ: «أَقَتَلْتَ الرَّجُلَ» ؟