المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌تصدير إن الحمد لله نحمده، ونستعين به ونستغفره، - المنتخب من وصايا الآباء للأبناء

[وائل حافظ خلف]

فهرس الكتاب

- ‌تصدير

- ‌رسالة إلى والد

- ‌شذور في الوصية بالأدب

- ‌خمس وصايا من وصايا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌وصية نبي الله نوح صلى الله عليه وسلم لابنه

- ‌من وصايا نبي الله داود لابنه سليمان

- ‌من وصايا نبي اللهِ سليمانَ بنِ داودَ لابنه

- ‌مِن وصايا لقمانَ الحكيمِ رضي الله عنه لابنه

- ‌وصية عمرَ بنِ الخطاب لابنه

- ‌وصية عليِّ بن أبي طالب لابنه محمد

- ‌وصية عليِّ بن أبي طالب ابنَه الحسن

- ‌من وصايا أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص لابنه

- ‌من وصايا العباس بن عبد المطلب لابنه

- ‌وصية الحسن بن علي رضي الله عنهما لابنه

- ‌وصية الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود لابنه

- ‌من وصايا أنس بن مالك خادم رسول الله لبنيه

- ‌وصية الصحابي الجليل معاذ بن جبل ابنه

- ‌من وصايا الصحابي الجليل عبادة بن الصامت لبنيه

- ‌وصية عمير بن حبيب رضي الله عنه لبنيه

- ‌وصية عقبة بن عامر رضي الله عنه لبنيه

- ‌وصية عدي بن الخيار رضي الله عنه ابنه

- ‌وصية كعب الأحبار لابنه

- ‌وصية زين العابدين علي بن الحسين لابنه

- ‌من وصايا محمد بن علي الباقر لابنه جعفر

- ‌وصية جعفر الصادق رحمه الله لابنه موسى

- ‌وصية عبد الله بن الحسن رحمه الله ابنه محمدًا

- ‌من وصايا عبد الملك بن مروان لبنيه

- ‌وصية عروة بن الزبير رحمه الله لبنيه

- ‌وصية طاوس بن كيسان رحمه الله لابنه

- ‌وصية عمرَ بنِ عبد العزيز رحمه الله لابنه

- ‌من وصايا وَهْبِ بن مُنَبِّهٍ لابنه

- ‌من وصايا أكثم بن صيفي لبنيه

- ‌وصية خالد بن صفوان لابنه

- ‌وصية عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي لابنه سفيان

- ‌وصية علقمة العُطَارِدي لابنه

- ‌وصية أبي الأسود الدُّؤَلي لابنه

- ‌وصية عبد الله بن الأهتم لابنه

- ‌وصية سعيد بن العاصي لابنه

- ‌وصية ضيغم لبنيه

- ‌وصية أسماء بن خارجة لابنته عند التزوج

- ‌من وصايا يحيى بن خالد لابنه جعفر

- ‌وصية سعد الخير لابنه

- ‌وصية المنصور لابنه المهدي

- ‌وصية أديب لابنه

- ‌وصية حكيم لابنه (1)

- ‌وصية حكيم لابنه (2)

- ‌وصية حكيم لابنه (3)

- ‌وصية أعرابي ابنه (1)

- ‌وصية أعرابي ابنه (2)

- ‌وصية أعرابي ابنه (3)

- ‌وصية أعرابي ابنه لما أرد الزواج

- ‌وصية رجل لبنيه

- ‌من وصايا المهلب لبنيه

- ‌وصية أبي حازم سلمة بن دينار لابنه

- ‌وصية مسعر بن كدام لابنه في ترك المراء والمزاح

- ‌وصية الحارث بن عباس السُّلَمي لابنه

- ‌وصية أبي الأخفش الكناني لابنه

- ‌وصية عتبة بن أبي سفيان لابنه

- ‌وصية زيد بن أسلم لابنه

- ‌وصية الهيثم بن صالح ابنه

- ‌وصية عبيد الله بن أبي المهاجر لبنيه

- ‌وصية الأشعث بن قيس لبنيه

- ‌وصية محمد بن السعدي ابنه عروة

- ‌وصية سليمان بن طرخان التيمي ابنه المعتمر

- ‌وصية أبي قيس ابن معد يكرب

- ‌وصية مسلم بن قتيبة لابنه

- ‌وصية أم الإمام محمد بن المنكدر له في ترك المزاح

- ‌وصية أم الإمام سفيان الثوري له

- ‌وصية أم الإمام مالك بن أنس له

- ‌وصية أعرابية ابنها

- ‌وصية عابدة لابنها

- ‌وصية أم أعرابية لابنها وقد أراد سفرًا

- ‌وصية أمامةَ بنتِ الحارث زوجِ عوفِ بن مُحَلِّم الشيبانيّ لابنتها عند الزفاف

- ‌كتاب طاهر بن الحسين لابنه عبد الله

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌تصدير إن الحمد لله نحمده، ونستعين به ونستغفره،

بسم الله الرحمن الرحيم

‌تصدير

إن الحمد لله نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم).

أما بعد:

فهذه طاقة عطرة من وصايا آباء أَلِبَّاء: صلحاء وأتقياء، وعلماء وحكماء، وأدباء وشعراء

يَقْدُمُهم الرسل والأنبياء.

إنْ كُلٌّ إلا بَعَج بطنَه لولده [بَعَجَ بطنه له: أي: بالغ في نصحه]؛ كي يكملَ أدبُه، وتحسنَ رِعَتُه، ويصير من النجباء النبلاء

فمِن الأبناء مَن اتبع فاستقام، وكان منهم كهيئة الأصم لا يسمع أُذُنًا جَمْشًا [أي: لا يقبل نصحًا] وعَشَا عن النصح عَشْوًا؛ فأضحى سَدْمَان ندمان.

وقد انتخبتها - على عَجَل - من كتابي " مِن وصايا الآباء للأبناء "(1).

(1) طَلَبَ إليَّ ذلك بعضُ الأفاضلِ فأَطْلَبْتُهُ. وقد نَصَصْنا كل وصية إلى بعض الكتب التي وقفنا عليها فيها. وأما التخريج المبسوط، وشرح الوصايا وبقية ما جمعنا وعَبَّدنا فلا حَطُوط ولا هبوط؛ فذلك في الأصل ولما يطبع. وأشترط أن لا أذكر إلا حديثًا ثابتًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الآثار فقد يوجد مقال في بعض أسانيدها، وأنت خبير بأن العلماء يتساهلون في إيراد أمثالها. والحمد لله أولا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.

ص: 2

وهو جزء من سلسلة موسومة بـ"العِقد الثمين من وصايا أهل الحكمة والحصافة والدين ".

ووصايا أولئك وإن كانت قليلة المباني، إلا أنها جمة المعاني .. وكلامهم يخرج كالضوء يتلالأ ينير القلوبَ ويجلو صدأها؛ لتعودَ كالمرآة المصقولة .. ويتدفق في النفوس كتدفق أمواه النهر تسري ساقية تَنَائِفَ وسَبَاسِبَ ومَهَامِهَ عِطاشًا لتُخرج نبتها كريمًا باسقًا، الأصل ثابتٌ، والفرع في السماء .. ويملأ جَعْبَةَ مَن كان خاليَ الوَفْضَةِ ليفيضَ مِن بعدُ على مَن وراءه ..

وأنت - حفظك الله - قسيم في المعرفة بأنه لا يؤثر إلا المتأثر، ومَن نصح قلبه لله ومحضه؛ أقبل الله عليه بقلوب عباده وهيأها. فإذا كان اللسانُ قويمًا، وصاحبُهُ حَدُِثًا عليمًا؛ خط بالكلام على رَقِّ القلوب بمداد نوراني أذكى رائحة من المَيْعَة والحَبَق، فلا يزال يسطع فيها ويعبق؛ حتى يُفتح لها رِتاج ما استغلق عليها، وأعظم ذلك أن تلج باب الأنس بمعبودها، فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا.

وصدق أبو عثمانَ عمرو بنُ بحرٍ الجاحظُ [المتوفى سنة خمس وخمسين ومائتين] إذ يقول: (1)

((أحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره، ومعناه في ظاهر لفظه، وكأن الله عز وجل قد ألبسه من الجلالة، وغشاه من نور الحكمة، على حسب نية صاحبه، وتقوى قائله.

(1) في كتابه" البيان والتبيين "(ج 1ص47) ط / دار الكتب العلمية.

ص: 3

فإذا كان المعنى شريفًا، واللفظ بليغًا، وكان صحيح الطبع، بعيدًا من الاستكراه، ومنزهًا عن الاختلال، مصونًا عن التكلف؛ صنع فى القلب صنيع الغيث في التربة الكريمة.

ومتى فصلت الكلمة على هذه الشريطة، ونفذت من قائلها على هذه الصفة؛ أصحبها الله من التوفيق، ومنحها من التأييد ما لا يمتنع من تعظيمها به صدور الجبابرة، ولا يذهل عن فهمها عقول الجهلة.

وقد قال عامر بن عبد القيس:

((الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تجاوز الآذان)).

وقال الحسن وسمع متكلمًا يعظ فلم تقع موعظته بموضع من قلبه ولم يرق عندها، فقال له:((يا هذا! إن بقلبك لشرًّا أو بقلبي)) انتهى.

هذا، واللهَ سبحانه وتعالى أسأل أن يجعل عملي كله صالحًا، ولوجهه خالصًا، ولعباده نافعًا.

وكتب

وائل بنُ حافظ بنِ خلف

بمنزلي الكائن بقرية العكريشة - مركز كفر الدوار- محافظة البحيرة - جمهورية مصر العربية.

في عصر الخميس: التاسعَ عشرَ ِمن شوال 1430هـ

الثامن من أُكتوبر (تشرين الأول) 2009م.

ص: 4