الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالعاقل لا يستغني - وإن صَحَّتْ غريزتُهُ - عن الأدبِ الْمُخْرِجِ زهرته كما لا تستغني الأرض - وإن عَذُبَتْ تُرْبَتُهَا عن الماء المخرج ثمرتها)). {" أدب الدنيا والدين"} .
وصية أعرابي ابنه (3)
قال أعرابي لابنه:
((يا بني! إنه قد أسمعك الداعي، وأعذر إليك الطالب، وانتهى الأمر فيك إلى حده، ولا أعرف أعظم رزية ممن ضيع اليقين وأخطأه الأمل)) {"العقد الفريد"} .
وصية أعرابي ابنه لما أرد الزواج
قال الفراء: سمعت الكلابي يقول: قال بعضهم لولده:
((يا بني! لا تتخذها حَنَّانة، ولا أَنَّانة، ولا مَنَّانة، ولا عُشْبَة الدار، ولا كُبَّة القفا)) {"الأمالي" لأبي علي القالي].
- الحَنَّانة: التي لها ولد مِنْ سواه، فهي تَحِنُّ عليهم.
- والأنَّانة: التي مات عنها زوجها، فهي إذا رأت الزوج الثاني أَنَّتْ، وقالت:((رحم الله فلانًا))، لزوجها الأول.
- والمنَّانة: التي لها مال، فهي تَمُنُّ على زوجها كلما أهوى إلى شيء من مالها.
-
-
- وقوله: ((عُشْبَة الدار)) يريد: الهَجينة. وعشبة الدار: التي تَنْبُت في دِمنة الدار (1) وحولها عشب في بياض الأرض، فهي أفخم منه وأضخم؛ لأنها غَذَتْهَا الدِّمْنَةُ، وذلك أطيب للأكل رَطْبًا وَيَبَسًا؛ لأنه نبت في أرض طيبة، وهذه نبتت في دمنة فهي منتنة رطْبة، وإذا يَبِسَتْ صارت حُتَاتًا وذهب قُفُّها في الدمنة فلم يمكن جَمْعُهُ، وذلك يُجْمَعُ قُفُّهُ؛ لأنه في أرض طيبة. قال أبو العباس أحمد بن يحيى:((القف: ما يَبِس من البَقْل، وسقط على الأرض في موضع نباته)).
- وقوله: ((كُبَّة القفا)) هي التي يأتي زوجُها أو ابنُها القومَ، فإذا انصرف من عندهم قال رجلٌ مِن جُبَنَاء القوم: قد واللهِ كان بيني وبين امرأةِ هذا الْمُوَلِّى أو أُمِّه أَمْرٌ!)).
وقال الإمام الماوردي رحمه الله:
- الحنانة: التي تَحِنُّ لزوج كان لها.
- والمنانة: التي تَمُنُّ على زوجها بمالها.
- والأنانة: التي تَئِنُّ كسلاً وتمارضًا.
(1) أصل الدِّمن: ما تُدَمِّنه الإبل والغنم من أبعارها وأبوالها، أي: تُلَبِّده في مرابضها، فربما نبت فيها النبات الحسن النضير. وفي الحديث الضعيف [وهو صحيح المعنى وإن كان غير صحيح المبنى]:((إياكم وخضراءَ الدِّمَن)). قيل: وما خضراء الدِّمَن؟ قال: ((المرأة الحسناء في الْمَنْبَت السُّوء)). شَبَّه المرأة بما ينبت في الدِّمن من الكلإِ، يُرى له غضارة وهو وَبِيءُ الْمَرْعَى مُنْتِن الأصل. وقال أبو عبيد في "غريب الحديث": ((أراد فساد النسب إذا خيف أن تكون لغير رِشْدة. وإنما جعلها خضراء الدِّمَن؛ تشبيهًا بالبقلة الناضرة في دِمنة البعير. "اللسان".