الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مثل: كتاب «غريب الحديث» للحربي (1) و «غريب الحديث» لـ شمربن حمدويه، كما حفظ لنا كثيراً من أقوال اللغويين، الذين لم تصلنا مصنفاتهم كـ: نفطويه، والأصمعي، والسجستاني، وثعلب، والزجَّاج
…
). (2)
•
ترتيب مواد الكتاب، ومنهجه في عرض المادة:
رتَّب المادة وفْقَ الحروف الهجائية، فيبدأ في اختيار الحرف الأخير من الكلمة بعد تجريدها من الحروف الزائدة، ورَدِّ الحرف الأصليِّ المحذوف، ثم العودة إلى الحرف الأول من الكلمة.
إذا كان الحديث الواحد يتضمن أكثر من مفردة غريبة، فإنه يُوَزِّع نصَّ الحديث إلى مقطعات عديدة، فيذكر كل لفظ غريب وفْقَ ترتيبه الهجائي الأول. بخلاف الزمخشري في «الفائق» فإنه يَسْرد النص كاملاً وفق الترتيب الهجائي لأول لفظٍ غريب، ثم يَذْكر اللفظ الغريب الثاني في الموضع نفسه.
يبدأ بحرف الهمزة، ويندرج تحته عنوان بارز:«باب الهمزة مع الباء» ، وتحت هذا العنوان مادة أَبب، ثم مادة أبد، ثم أبر، أبس، أَبض، وهكذا، ويراعي ترتيب الأوائل فالثواني فالثوالث داخل المادة الواحدة.
يكرر إيراد الحديث الذي تضمن أكثر من لفظة غريبة بحسب موقعها من الترتيب الهجائي: فيشرح اللفظة الغريبة التي تدخل في المادة اللغوية التي عقدها، فإن ورد غريبان أو أكثر في الحديث نفسه اكتفى بغريب الباب، وإن أراد المُراجِع معرفة باقي
غريب الحديث الذي أورده فَلْيتتبَّعْ مَظانَّه في سائر المواد وَفْقَ حرفه الهجائي، بيد أنَّ ابن الأثير في أحيان نادرة يضطر إلى شرح ألفاظ الحديث مجتمعةً، فإنَّه إذا فُرِّقَ لا يكاد يُفهم الغرض منه، وذلك كما في الحديث (1): «وإنَّ ممَّا يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطاً أو يُلِمُّ، إلا آكلة الخَضِر فإنها أكلَتْ، حتى إذا امتدَّتْ خاصِرتاها استقبلَتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رَتَعَتْ
…
».
وفي حديث الكوثر (2): «طِينُه المِسْكُ، ورَضْراضُه التُّوم» ، يقول:«الرَّضْراض: الحصى الصِّغار، والتُّوم: الدُّرُّ» . (3)
وحديثه في المادة يختلف طولاً وقصراً (4)، فتجد في المادة اللغوية الواحدة عشرات النصوص من أحاديث الغريب، وذلك من مثل: هود، خلف، ركب، دين، دخل، سمع، وفي مقابل ذلك قد لا يتوافر في بعض المواد أكثر من حديث غريب واحد في المادة من مثل: رصح، رصغ، رتت، رتم، رثأ.
وقد يورد مادةً لغويةً ولا يذكر ضمنَها أيَّ حديث، وإنما يشير إلى تكرار ذكر لفظة معينة، فيتحدث عنها مفردةً، كقوله في «هَلُمَّ» (5): قد تكرر في الحديث ذكر
…
«هَلُمَّ» ومعناه: تعال، ومنه لغتان، فأهل الحجاز يُطْلقونه على الواحد والجميع والاثنين والمؤنث، بلفظ واحد مبني على الفتح، وبنو تميم تُثَنِّي وتجمع وتؤنث فتقول: هلُمَّ
(1)«النهاية» (2/ 40).
(2)
«النهاية» (2/ 229).
(3)
«منهج ابن الأثير في النهاية» للخراط (ص 26).
(4)
قارن مثلاً بين المواضع الثلاثة (1/ 166)، و (2/ 353)، و (1/ 37).
(5)
«النهاية» (5/ 272).