المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌(عُثْمَان)   21 - أَبُو عَمْرو الداني الْمقري عُثْمَان بن سعيد بن - الوافي بالوفيات - جـ ٢٠

[الصفدي]

الفصل: ‌ ‌(عُثْمَان)   21 - أَبُو عَمْرو الداني الْمقري عُثْمَان بن سعيد بن

(عُثْمَان)

21 -

أَبُو عَمْرو الداني الْمقري عُثْمَان بن سعيد بن عُثْمَان بن سعيد بن عمر الإِمَام أَبُو عَمْرو الداني الْأمَوِي مَوْلَاهُم الْقُرْطُبِيّ الْمزي الْحَافِظ الْمَعْرُوف فِي وقته بِابْن الصَّيْرَفِي وَفِي هَذَا الْوَقْت بِأبي عَمْرو الداني صَاحب التصانيف ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة ورحل إِلَى الْمشرق سنة سبع وَتِسْعين وثلاثمائة وَحج وَرجع إِلَى قرطبة وَقَرَأَ طَائِفَة بالروايات بِمصْر والأندلس قَالَ ابْن بشكوال كَانَ أحد الْأَئِمَّة فِي عُلُوم الْقُرْآن وآياته وَتَفْسِيره ومعانيه وطرقه وَإِعْرَابه وَجمع فِي ذَلِك كُله تواليف حسانا مفيدة يطول ذكرهَا وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ وطرقه وَرِجَاله ونقلته وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط من أهل الْحِفْظ والمعرفة والذكاء والتفنن فِي الْعلم وَكَانَ دينا ورعا سنيا قَالَ المغامي كَانَ مجاب الدعْوَة مالكي الْمَذْهَب لَهُ كتاب جَامع الْبَيَان فِي الْقرَاءَات السَّبع وطرقها الْمَشْهُورَة والغريبة فِي ثَلَاثَة أسفار وَكتاب إيجاز الْبَيَان فِي أصُول قِرَاءَة ورش مُجَلد كَبِير والتخليص فِي قِرَاءَة ورش مُجَلد متوسط والتيسير وَالْمقنع والمحتوى على الْقرَاءَات الشواذ مُجَلد كَبِير والأرجوزة فِي أصُول الدّيانَة نَحْو ثَلَاثَة آلَاف بَيت وَمَعْرِفَة الْقُرَّاء فِي ثَلَاثَة أسفار وَالْوَقْف والابتداء قيل إِن مصنفاته مائَة وَعِشْرُونَ مصنفا وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْملك بن أبي حَمْزَة والمرسي وَالِد العَاصِي أبي بكر مُحَمَّد وَتُوفِّي أَبُو عَمْرو بدانية فِي نصف شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة وَمَشى السُّلْطَان أَمَام نعشه وَمن شعر أبي عَمْرو الداني // (من الْبَسِيط) //

(قد قلت إِذْ ذكرُوا حَال الرِّجَال وَمَا

يجْرِي على كل من يعزى إِلَى أدب)

(لَا شَيْء أبلغ من ذل يجرعه

أهل الخساسة أهل الدّين والحسب)

ص: 20

(القائمين بِمَا جَاءَ الرَّسُول بِهِ

والمبغضين لأهل الزيغ والريب)

22 -

ورش الْمُقْرِئ عُثْمَان بن سعيد بن عبد بن غَزوَان بن دَاوُد بن سَابق الْمصْرِيّ القبطي الْمَعْرُوف بورش الْمُقْرِئ الْقرشِي مولى لآل الزبير بن الْعَوام واصله من القيروان وَقيل من أفريقية كنيته أَبُو سعيد وَقيل أَبُو عَمْرو مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وَولد بِمصْر سنة عشر وَمِائَة قَرَأَ على نَافِع سنة خمس وَخمسين وَمِائَة وَإِنَّمَا قيل لَهُ ورش لِأَنَّهُ كَانَ ازرق ابيض اللَّوْن قَصِيرا ذَا كدنة وَكَانَ نَافِع يلقبه بالورشان وَهُوَ طَائِر مَعْرُوف لكَونه قَصِيرا ويلبس ثيابًا قصارا فَكَانَ إِذا مَشى بَدَت رِجْلَاهُ مَعَ اخْتِلَاف ألوانه فَلَزِمَهُ ذَلِك وخفف فَقيل لَهُ ورش وَقيل إِن الورش شَيْء يصنع من اللَّبن فلقب بِهِ لبياضه وَكَانَ ورش حجَّة فِي الْقِرَاءَة ثبتا طيب الصَّوْت هدادا بِهِ هَاجر إِلَى نَافِع بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ نَافِع لَا يقْرَأ إِلَّا ثَلَاثِينَ آيَة فَدخل على نَافِع بِبَعْض أَصْحَابه فَقَالَ لَهُ بت فِي الْمَسْجِد فَلَمَّا أصبح حضر نَافِع وَقَالَ أَيْن الْغَرِيب هَات اقْرَأ فَإنَّك حضرت قبل النَّاس فَقَرَأَ ثَلَاثِينَ آيَة وَمد بهَا صَوته فأطرب النَّاس فَلَمَّا فرغ قَامَ وَاحِد وَقَالَ يَا مولَايَ وهبته عشر آيَات من نَصِيبي فقرأها فَقَامَ آخر فَقَالَ مثل ذَلِك فَقَرَأَ خمسين ثمَّ كَانَ يقرئه بعد النَّاس خمسين أُخْرَى فَقَرَأَ عَلَيْهِ ختمات

7719 -

معِين الدّين ابْن توَلّوا عُثْمَان بن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن توَلّوا بِضَم التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَسُكُون الْوَاو الأولى وَضم اللَّام وَفتح الْوَاو الثَّانِيَة وَبعدهَا ألف الأديب معِين الدّين أَبُو عَمْرو الفِهري الْمصْرِيّ ولد بتنيس سنة خمس وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة

ص: 21

وَسمع بِدِمَشْق من القَاضِي أبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ وَغَيره وَكَانَ أحد الشُّعَرَاء فِي عصره قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أنشدنا عَنهُ أَبُو الْحسن اليونيني وَغَيره وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ قلت وَعَلِيهِ تخرج الْحَكِيم شمس الدّين ابْن دانيال وَبِه تأدب وَله مَعَه حكايات كَانَ يسخر بِهِ ويهزو ويضحك من النَّاس وَمن شعره // (من المنسرح) //

(جمعك بَين الْكَثِيب والغصن

فرق بَين الجفون والوسن)

(يَا فتْنَة مَا دقيت صرعتها

مَعَ حذري دَائِما من الْفِتَن)

(بِاللَّفْظِ واللحظ كم ترى أبدا

تسخر بِي دَائِما وتسحرني)

(وَقد ألفت الغرام فِيك كَمَا

فرقت بَين الْحَيَاة وَالْبدن)

أَنْشدني العلامةُ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أَنْشدني معِين الدّين بن توَلّوا لنَفسِهِ // (من الْبَسِيط) //

(أما السماح فقد أقوت معالمه

فَمَا على الأَرْض من ترجى مكارمه)

(فَلَا يغرنك من يلقاك مُبْتَسِمًا

فطالما غر برق أَنْت شائمه)

(لَا تتعب النَّفس فِي استخلاص راحتها

من باخل لؤمه فِي الْجُود لائمه)

(أخي المذلة إعزازا لدراهمه

ويصحب الذل من عزت دَرَاهِمه)

(مَاذَا أَقُول لدهر عَاشَ باهله

غنى وَمَات بِسيف الْفقر عالمه)

(قد سَالم النَّقْص حَتَّى مَا يحاربه

وَحَارب الْفضل حَتَّى مَا يسالمه)

وَمن شعره // (من الْخَفِيف) //

(يَا أهل مصر وجدت أَيْدِيكُم

عَن بسطها بالنوال منقبضه)

(فمذ عدمت الْغذَاء عنْدكُمْ

أكلت كتبي كأنني أرضه)

وَمِنْه // (من الْبَسِيط) //

(يَا رب شيخ دَعَاني للفسوق بِهِ

فَجِئْته غير مسرور وَلَا راضي)

(علما بِأَنِّي سألقى مِنْهُ شَائِبَة

قضى عَلَيْهَا بذل دَائِم قَاضِي)

(كَأَنَّهَا فَم شيعي شواربه شابت

وَمَا مَسهَا يَوْمًا بمقراض)

ص: 22

24 -

من بني شيبَة الحَجبي عُثْمَان بن طَلْحَة بن أبي طَلْحَة عبد الله بن عبد الْعُزَّى بن عُثْمَان بن عبد الله بن عبد الدَّار بن قصي قتل أَبوهُ طَلْحَة وَعَمه عُثْمَان بن أبي طَلْحَة يَوْم أحد كَافِرين قتل حَمْزَة عُثْمَان وَقتل عَليّ طَلْحَة وكلاب بن طَلْحَة كلهم اخوة عُثْمَان قتلوا كفَّارًا يَوْم أحد وَهَاجَر عُثْمَان بن طَلْحَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي هدنة الْحُدَيْبِيَة مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد فلقيا عَمْرو بن الْعَاصِ مُقبلا من عِنْد النَّجَاشِيّ يُرِيد الْهِجْرَة فاصطحبوا وَقدمُوا على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ رسو الله صلى الله عليه وسلم حِين رَآهُمْ رمتكم مَكَّة بأفلاذ كَبِدهَا يُرِيد انهم وُجُوه أهل مَكَّة وَأَسْلمُوا وَشهد عُثْمَان فتح مَكَّة فَدفع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مِفْتَاح الْكَعْبَة إِلَيْهِ والى شيبَة بن عُثْمَان بن أَي طَلْحَة وَقَالَ خذوها يَا بني أبي طَلْحَة خالدة تالدة لَا يَنْزِعهَا مِنْكُم إِلَّا ظَالِم ثمَّ نزل عُثْمَان بن طَلْحَة الْمَدِينَة فَأَقَامَ بهَا إِلَى وَفَاة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ سكن مَكَّة حَتَّى مَاتَ رضي الله عنه أول خلَافَة مُعَاوِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقيل إِنَّه قتل يَوْم أجنادين وَهُوَ وهم

25 -

عُثْمَان بن أبي العاتكة عُثْمَان بن أبي العاتكة الْأَزْدِيّ الْوَاعِظ الدِّمَشْقِي كَانَ معلم أهل دمشق وقاضي الْجند قَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ بليته من كَثْرَة رِوَايَته عَن عَليّ بن يزِيد الْأَلْهَانِي وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ توفّي سنة خمس وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ

26 -

أَبُو عبد الله الثَّقَفِيّ عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ بن بشر بن عبد بن دهمان أَبُو عبد الله الثَّقَفِيّ هُوَ أَخُو الحكم وَقد تقدم ذكره لَهما صُحْبَة قدم على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي وَفد ثَقِيف

ص: 23

قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ مَا رَأَيْت افضل مِنْهُ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين لِلْهِجْرَةِ اسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على الطَّائِف فَلم يزل عَلَيْهَا حَيَاته وَخِلَافَة أبي بكر وسنتين من خلَافَة عمر ثمَّ عَزله عمر وولاه على عمان والبحرين سنة خمس عشرَة فَصَارَ إِلَى عمان وَوجه أَخَاهُ الحكم بن أبي الْعَاصِ إِلَى الْبَحْرين وَسَار هُوَ إِلَى توج فافتتحها ومصرها وَقتل ملكهَا شهدك سنة إِحْدَى وَعشْرين وعَلى يَدَيْهِ كَانَ افْتِتَاح اصطخر الثَّانِيَة سنة سبع وَعشْرين وَقيل الَّذِي افتتحها عبد الله بن عَامر سنة تسع وَعشْرين وأقطعه عُثْمَان بن عَفَّان اثْنَي عشر ألف جريب وَسكن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ الْبَصْرَة وروى عَنهُ أَهله واهل الْمَدِينَة وَالْحسن أروى النَّاس عَنهُ وَقد قيل أَنه لم يسمع مِنْهُ وَعُثْمَان بن أبي الْعَاصِ كَانَ سَبَب إمْسَاك ثَقِيف عَن الرِّدَّة لِأَنَّهُ قَالَ لَهُم حِين هموا بِالرّدَّةِ يَا معشر ثَقِيف كُنْتُم آخر النَّاس إسلاما فَلَا تَكُونُوا أول النَّاس ردة وَهُوَ الْقَائِل الناكح مغترس فَلْينْظر أَيْن يضع غرسه فَإِن عرق السوء لَا يزَال ينْزع بعد حِين وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَكَانَ يَغْزُو حَنِيفا وَيرجع فيشتو بتوج وَأَوْلَاده وَعقبَة أَشْرَاف

27 -

أَبُو حُصَيْن الْكُوفِي عُثْمَان بن عَاصِم أَبُو حُصَيْن الْأَسدي الْكُوفِي أحد الْأَشْرَاف الْأَئِمَّة روى عَن جَابر بن سَمُرَة وَابْن الزبير وَأنس بن مَالك وَالْقَاضِي شُرَيْح وَأبي وَائِل وَالْأسود بن هِلَال وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة

28 -

وَالِد أبي بكر الصّديق عُثْمَان بن عَامر أَبُو قُحَافَة الْقرشِي التَّيْمِيّ وَالِد أبي بكر الصّديق رضي الله عنهما أسلم أَبُو قُحَافَة يَوْم فتح مَكَّة وأتى بِهِ يَوْم الْفَتْح ليبايع وَرَأسه ولحيته كَأَنَّهُمَا ثغامة بَيْضَاء فال لَهُم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم غيروا هَذَا بِشَيْء وجنبوه السوَاد فَهُوَ أول مخضوي فِي الْإِسْلَام وعاش بعد ذَلِك وَمَات سنة أَربع عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْن سبع وَتِسْعين سنة وَتُوفِّي وَلَده أَبُو بكر قبله وَورث مِنْهُ السُّدس ورده على ولد أبي بكر وأضر بأخوة

29 -

القَاضِي الطرسوسي عُثْمَان بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد أَبُو عمر

ص: 24

الطرسوسي الْكَاتِب القَاضِي كَانَ من الأدباء الْفُضَلَاء كتب لكثير بِخَطِّهِ من كتب الْأَدَب وَالشعر وَجمع شعر جمَاعَة من عصره مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس الصقري وَأَبُو الْعَبَّاس الناشي وَغَيرهمَا وصنف كتبا مِنْهَا كتاب فِي أَخْبَار الْحجاب وَكَانَ متقن الْخط سريع الْكِتَابَة وَولي الْقَضَاء بمعرة النُّعْمَان وَسمع الحَدِيث الْكثير وَرَوَاهُ وروى عَنهُ أَبُو حُصَيْن عبد الله بن محسن بن عبد الله بن محسن بن عَمْرو المعري وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الكفرطابي وَأَبُو عَليّ الْأَهْوَازِي وَالْقَاضِي أَبُو الْفضل بن السَّعْدِيّ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة

30 -

الْمدنِي أَمِير مَكَّة عُثْمَان بن عبد الله بن سراقَة الْمدنِي أمه زَيْنَب بنت عمر بن الْخطاب روى عَن أبي هُرَيْرَة وجده عمر وخاله ابْن عُمَيْر وَرَأى أَبَا قَتَادَة الْأنْصَارِيّ وَولي إمرة مَكَّة وَوَثَّقَهُ أَبُو زرع وَالنَّسَائِيّ وَرِوَايَته عَن جده عمر مُرْسلَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَابْن مَاجَه

31 -

الْحَافِظ الْأَنْطَاكِي عُثْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خرزاذ أَبُو عَمْرو الْأَنْطَاكِي الْحَافِظ مُحدث أنطاكية سمع جمَاعَة وروى عَنهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ ثِقَة وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ هُوَ اكبر مِنْهُ وَابْن جوصي وَأَبُو عوَانَة وَجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم ثقةٌ مأمونٌ وسمى لَهُ صَاحب التَّهْذِيب مائَة واثنين وَثَلَاثِينَ شَيخا توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

32 -

اللاحقي عُثْمَان بن عبد الله الحميد اللاحقي توفّي سنة تسعين وَمِائَة

33 -

الجُمَحِي عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الجُمَحِي الْبَصْرِيّ

ص: 25

توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وروى عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الجُمَحِي ونعيم المجمر صَاحِبي أبي هُرَيْرَة وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ وَيُونُس بن عبيد وروى عَنهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَأحمد بن عَبدة الضَّبِّيّ وَبشر بن الحكم وَنصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي وَجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا تحتج بِهِ

34 -

الْحَرَّانِي الْأمَوِي الْمُؤَدب عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن مُسلم الْحَرَّانِي الطرائفي الْمُؤَدب مولى بني أُميَّة قَالَ ابْن معِين صَدُوق وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم أتكر أبي على البُخَارِيّ إِدْخَاله فِي كتاب الضُّعَفَاء توفّي فِي حُدُود الْعشْرَة وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة

35 -

الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى الإِمَام مفتي الْمُسلمين تَقِيّ الدّين أَبُو عَمْرو ابْن الإِمَام البارع أبي الْقَاسِم صَلَاح الدّين الْكرْدِي الشهرزوري الشَّافِعِي ولد سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة تفقه على وَالِده الصّلاح بشهرزور ثمَّ نَقله وَالِده إِلَى الْموصل فاشتغل بهَا مُدَّة وبرع فِي الْمَذْهَب قَالَ ابْن خلكان بَلغنِي أَنه كرر على جَمِيع الْمُهَذّب وَلم يطمر شَاربه وَولي الْإِعَادَة عِنْد الْعَلامَة عماد الدّين بن يُونُس وَسمع من عبيد الله بن السمين وَنصر الله بن سَلامَة الهيثمي ومحمود بن عَليّ الْموصِلِي وَعبد المحسن خطيب الْموصل وَعبد الله بن أبي السنان ورحل وَله بضع وَعِشْرُونَ سنة إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من ابْن سكينَة وَابْن طبرزذ أبي النجيب ودنيسر من إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم النجار وبهمذان بن أبي الْفضل بن المعزم وبنيسابور من مَنْصُور الفراوي والمؤيد الطوسي وَالقَاسِم بن الصفار وَغَيرهم وبمرو

ص: 26

من أبي المظفر عبد الرَّحِيم ابْن السَّمْعَانِيّ وَغَيره وَدخل الشَّام سنة سبع عشرَة أَو قبلهَا فَسمع من الْمُوفق الْحَنْبَلِيّ وزين الْأُمَنَاء وأخيه الْمُفْتِي فَخر لدين وَسمع بحلب من أبي مُحَمَّد الْأُسْتَاذ وَقد ورد دمشق قبل ذَلِك وَسمع من أبي الحرستاني وَسمع بحران من الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوي ثمَّ فِي النّوبَة الثَّانِيَة درس بالقدس بِالْمَدْرَسَةِ الصلاحية فَلَمَّا خرب الْمُعظم سور الْقُدس قدم دمشق وَتَوَلَّى تدريس الرواحية وَولى سنة ثَلَاثِينَ مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية ثمَّ تدريس الشامية الصُّغْرَى وَكَانَ إِمَامًا بارعا حجَّة متبحرا فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة بَصيرًا بِالْمذهبِ ووجوهه خَبِيرا بأصوله عَارِفًا بالمذاهب جيد الْمَادَّة من اللُّغَة الْعَرَبيَّة حَافِظًا للْحَدِيث متقننا فِيهِ حسن الضَّبْط كَبِير الْقدر وافر الْحُرْمَة مَعَ مَا هُوَ فِيهِ من النّسك والورع وَكَانَت فَتَاوِيهِ مسددة وَهُوَ أحد أَشْيَاخ ابْن خلكان وَبِه اشكالات على الْوَسِيط تفقه عَلَيْهِ خلق كثير مِنْهُم الإِمَام شمس الدّين عبد الرَّحْمَن بن نوح وَالْإِمَام شهَاب الدّين عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل أَبُو شامة وَالْإِمَام كَمَال الدّين سلار وَالْإِمَام كَمَال الدّين إِسْحَاق وَالْإِمَام تَقِيّ الدّين بن رزين قَاضِي الْقُضَاة بِمصْر وروى عَنهُ جمَاعَة توفّي أَيَّام حِصَار الخوارزمية بِدِمَشْق خرج بجنازته دون الْعشْرَة مشمرين وَدفن فِي مَقَابِر الصُّوفِيَّة وَصلى عَلَيْهِ خلق فِي بَاطِن الْمَدِينَة

36 -

شماس عُثْمَان بن عُثْمَان بن السريد بن سُوَيْد بن هزمر بن عَامر بن مَخْزُوم الْمَعْرُوف بشماس وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ شماسا من الشماسة قدم مَكَّة فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ جميلا فَعجب النَّاس من جماله فَقَالَ عتبَة بن ربيعَة وَكَانَ خَال عُثْمَان لنأتينكم بشماس احسن مِنْهُ فَأتى بِابْن أُخْته عُثْمَان بن عُثْمَان فَسمى شماسا من يَوْمئِذٍ وَكَانَ رضي الله عنه من مهاجرة الْحَبَشَة شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد

37 -

عُثْمَان بن الزبير عُثْمَان بن عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام أحد خطباء قُرَيْش وعلمائهم وأشرافهم كَانَ دميم الْهَيْئَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وَأَرْبَعين وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه

ص: 27

39 -

أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان بن عَفَّان بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف ابْن قصي الْقرشِي الْأمَوِي أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو عبد الله وَأَبُو عَمْرو ذُو النورين أحد السَّابِقين الْأَوَّلين صَاحب الهجرتين وَزوج الابنتين هَاجر برقية إِلَى الْحَبَشَة وَخَلفه النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَة بدر ليمرضها فَتُوُفِّيَتْ بعد بدر بِليَال وضربه لَهُ بِسَهْم من بدر وَأُجْرَة وزوجه بالبنت الْأُخْرَى أم كُلْثُوم كَانَ لَا بالطويل وَلَا بالقصير حسن الْوَجْه كَبِير اللِّحْيَة أسمر اللَّوْن عَظِيم الكراديس بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ تخضب بالصفرة وَشد أَسْنَانه بِالذَّهَب قَالَ قَتَادَة ولي عُثْمَان ثِنْتَيْ عشرَة سنة غير اثْنَي عشر يَوْمًا وَكَذَا قَالَ خَليفَة وَغَيره وَقَالَ أَبُو معشر السندي قتل لثماني عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة يَوْم الْجُمُعَة وَزَاد غَيره بعد الْعَصْر وَدفن بِالبَقِيعِ وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَهُوَ الصَّحِيح قيل دفن بثيابه فِي دمائه وَلم يغسل وَقيل صلى عَلَيْهِ مَرْوَان ونائلة وَأم الْبَنِينَ زوجتاه هما اللَّتَان دلتاه فِي حفرته على الرِّجَال الَّذين نزلُوا فِي قَبره ولحدوا لَهُ وغيبوا قَبره وَتَفَرَّقُوا وَكَانَت نائلة مليحة الثغر فَكسرت ثناياها بِحجر وَقَالَت وَالله لَا يجتليكن أحد بعد عُثْمَان وخطبها مُعَاوِيَة بِالشَّام فَأَبت وَقيل إِن تخلفه عَن بدر لِأَنَّهُ كَانَ مَرِيضا بالجدري واما تخلفه عَن بيعَة الرضْوَان الْحُدَيْبِيَة فَلِأَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ وَجهه إِلَى مَكَّة فِي أَمر لَا يقوم بِهِ غَيره من صلح قُرَيْش على أَن يتْركُوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْعُمْرَةِ فَلَمَّا أَتَاهُ الْخَبَر الْكَاذِب بقتل عُثْمَان جمع أَصْحَابه ودعاهم إِلَى الْبيعَة فَبَايعُوهُ على قتال أهل مَكَّة وَبَايع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن عُثْمَان يَوْمئِذٍ بِإِحْدَى يَدَيْهِ على الْأُخْرَى ثمَّ أَتَى الْخَبَر بِأَنَّهُ لم يقتل قَالَ ابْن عمر يَد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لعُثْمَان خير من يَد عُثْمَان لنَفسِهِ وَعُثْمَان مَعْدُود فِي بدر وَالْحُدَيْبِيَة لذَلِك ولمّا زوّجه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ابْنَته أم كُلْثُوم قَالَ لَو كَانَ عِنْدِي غَيرهَا لزوجتكها وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سَأَلت رَبِّي عز وجل أَلا يدْخل النَّار أحدا صاهر إِلَيّ أَو صاهرت إِلَيْهِ وَارْتجَّ أحد وَعَلِيهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اثْبتْ فَإِنَّمَا عَلَيْك نَبِي وصديق وشهيدان وَعُثْمَان رضي الله عنه أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ وَأحد السِّتَّة الَّذين جعل

ص: 28

عمر فيهم الشورى وَاخْبَرْ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم توفّي وَهُوَ عَنْهُم رَاض وَلم يعلم أَن أحدا أرسل سترا على ابْنَتي نَبِي غَيره وَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه كَانَ عُثْمَان أوصلنا للرحم وَكَانَ من الَّذين آمنُوا ثمَّ اتَّقوا واحسنوا وَالله يحب الْمُحْسِنِينَ وَاشْترى عُثْمَان بِئْر رومة وَكَانَت ركية ليهودي يَبِيع للْمُسلمين مَاؤُهَا فَقَالَ رَسُول الله اصلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يَشْتَرِي رومة فيجعلها للْمُسلمين يضْرب بدلوه فِي دلائهم وَله بهَا مشرب فِي الْجنَّة فَأتى عُثْمَان ليهودي فساومه بهَا فَأبى أَن يَبِيعهَا كلهَا فَاشْترى نصفهَا باثنتي عشر ألف دِرْهَم فَجعله للْمُسلمين فَقَالَ لَهُ عُثْمَان إِن شِئْت جعلت على نَصِيبي قرنين وَإِن شِئْت فلي يَوْم وَلَك يَوْم قَالَ بل لَك يَوْم ولي يَوْم فَكَانَ إِذا كَانَ يَوْم عُثْمَان استقى الْمُسلمُونَ مَا يكفيهم يَوْمَيْنِ فَلَمَّا رأى ذَلِك الْيَهُودِيّ قَالَ أفسدت عَليّ ركيتي فاشتر النّصْف الآخر فَاشْتَرَاهُ بِثمَانِيَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من يزِيد فِي مَسْجِدنَا فَاشْترى عُثْمَان مَوضِع خمس سواري فزاده فِي الْمَسْجِد وجهز جَيش الْعسرَة بتسعمائة وَخمسين بَعِيرًا وَأتم الْألف بِخَمْسِينَ فرسا وَذَلِكَ فِي غزوت تَبُوك وَقَالَ مُحَمَّد بن سِيرِين كَانَ عُثْمَان يحيي اللَّيْل بِرَكْعَة يقْرَأ فِيهَا الْقُرْآن وَكثر المَال فِي زَمَانه على الْمُسلمين حَتَّى بِيعَتْ جَارِيَة بوزنها وَفرس بِمِائَة ألف دِرْهَم ونخلة بِأَلف دِرْهَم وَقَامَ عَمْرو بن الْعَاصِ إِلَى عُثْمَان وَهُوَ يخْطب فَقَالَ يَا عُثْمَان انك قد ركبت بِالنَّاسِ المهامة وركبوها فتب إِلَى الله وليتوبوا قَالَ فَالْتَفت إِلَيْهِ عُثْمَان وَقَالَ وانك هُنَا يَا ابْن النَّابِغَة ثمَّ رفع يَدَيْهِ واستقبل الْقبْلَة وَقَالَ أَتُوب إِلَى الله اللَّهُمَّ أَنا أول تائب إِلَيْك وَقَالَ الْحسن سَمِعت عُثْمَان يَقُول يَا أَيهَا النَّاس مَا تَنْقِمُونَ عَليّ وَمَا من يَوْم إِلَّا وانتم تقسمون فِيهِ خيرا قَالَ الْحسن وَشهِدت مناديه يُنَادي يَا أَيهَا النَّاس اغدوا على أعطياكم فيغدون فيأخذونها وافرة يَا أَيهَا النَّاس اغدوا على أرزاقكم فيغدون فيأخذونها مِنْهُ حَتَّى وَالله سمعته أذناي يَقُول اغدوا على كسواتكم فَيَأْخُذُونَ الْحلَل واغدوا على السّمن وَالْعَسَل قَالَ الْحسن أرزاق دارة وَخير كثير وَذَات بَين حسن مَا على الأَرْض مُؤمن يخَاف مُؤمنا إِلَّا يوده وينصره ويألفه فَلَو صَبر الْأَنْصَار على الأثرة لوسعهم مَا كَانُوا فِيهِ من

ص: 29

الْعَطاء والرزق وَلَكنهُمْ لم يصبروا وسلوا السَّيْف مَعَ من سل فَصَارَ عَن الْكفَّار مغمد وعَلى الْمُسلمين مسلولا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ مُوسَى بن طَلْحَة أَتَيْنَا عَائِشَة نسألها عَن عُثْمَان فَقَالَت اجلسوا أحدثكُم عَمَّا جئْتُمْ لَهُ إِنَّا عتبنا على عُثْمَان فِي ثَلَاث خلال فَلم تذكرهن فعمدوا إِلَيْهِ حَتَّى إِذا ماصوه كَمَا يماص الثَّوْب بالصابون اقتحموا عَلَيْهِ الْعقر الثَّلَاثَة حُرْمَة الْبَلَد الْحَرَام والشهر الْحَرَام وَحُرْمَة الْخلَافَة وَلَقَد قَتَلُوهُ وانه لمن أوصلهم للرحم واتقاهم لرَبه وَقَالَ الزبير بن عبد الله أَخْبَرتنِي جدتي وَكَانَت خادمة لعُثْمَان قَالَت كَانَ لَا يوقظ نَائِما من أَهله إِلَّا أَن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه وَكَانَ يَصُوم الدَّهْر وَقَالَ ابْن عمر أذْنب عُثْمَان ذَنبا عَظِيما يَوْم التقى الْجَمْعَانِ بِأحد فَعَفَا الله عَنهُ وأذنب فِيكُم ذَنبا صَغِيرا فقتلتموه وَقتل عُثْمَان بِالْمَدِينَةِ يَوْم الْجُمُعَة لثمان عشرَة أَو سبع عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ أول من دخل عَلَيْهِ الدَّار مُحَمَّد بن أبي بكر فَأخذ بلحيته فَقَالَ دعها يَا ابْن أخي فوَاللَّه لقد كَانَ أَبوك يكرمها فاستحيا وَخرج ثمَّ دخل رُومَان بن سرحان رجل أَزْرَق قصير مَحْدُود وَمَعَهُ خنجر فَاسْتَقْبلهُ بِهِ وَقَالَ على أَي دين أَنْت يَا نعثل فَقَالَ لست بنعثل وَلَكِن عُثْمَان بن عَفَّان وَأَنا على مِلَّة إِبْرَاهِيم حَنِيفا مُسلما وَمَا أَنا من الْمُشْركين قَالَ كذبت وضربه على صُدْغه الْأَيْسَر فَقتله فَخر رضي الله عنه وأدخلته امْرَأَته نائلة بَينهَا وَبَين ثِيَابهَا وَدخل رجل من أهل مصر مَعَه السَّيْف مُصْلِتًا فَقَالَ وَالله لأقطعن انفه فعالج الْمَرْأَة فكشف عَن ذراعيها وَقبض على السَّيْف فَقطع إبهامها فَقَالَت لغلام لعُثْمَان مَعَه سيف يُقَال لَهُ رَبَاح اعني على هَذَا وَأخرجه عني فَضَربهُ الْغُلَام بِالسَّيْفِ فَقتله وَأقَام عُثْمَان يَوْمه ذَلِك مطروحا إِلَى اللَّيْلَة وَقيل إِن الَّذِي قَتله مُحَمَّد بن أبي بكر ضربه بمشقص وَقيل بل قَتله سودان بن حمْرَان وَقيل بل رُومَان الْيَمَانِيّ وَقيل غَيره وَقيل إِن مُحَمَّد بن أبي بكر اخذ بلحيته يهزها فَقَالَ مَا أغْنى عَنْك مُعَاوِيَة مَا أغْنى عَنْك ابْن أبي سرح مَا أغْنى عَنْك ابْن عَامر قَالَ ابْن عبد الْبر وَأَكْثَرهم يروي أَن قَطْرَة أَو قطرات من دَمه سَقَطت على الْمُصحف على قَوْله {فَسَيَكْفِيكَهُم} الْبَقَرَة 137 وَقَالَ كنَانَة مولى صَفِيَّة بنت حييّ شهِدت مقتل عُثْمَان فَأخْرج من الدَّار أَمَامِي أَرْبَعَة من شباب قُرَيْش مخرجين بِالدَّمِ محمولين كَانُوا يدرؤون عَن عُثْمَان الْحسن بن عَليّ وَعبد

ص: 30

الله بن الزبير وَمُحَمّد بن حَاطِب ومروان بن الحكم فَقيل لَهُ هَل ندى مُحَمَّد بن أبي بكر بِشَيْء من دَمه قَالَ معَاذ الله وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة أَنِّي لمحصور مَعَ عُثْمَان فِي الدَّار فَرمى رجل منا فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الْآن طَابَ الضراب قتلوا منا رجلا قَالَ عزمت عَلَيْك يَا أَبَا هُرَيْرَة إِلَّا رميت سَيْفك فَإِنَّمَا ترَاد نَفسِي وسأقي الْمُؤمنِينَ بنفسي قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فرميت السَّيْف لَا ادري أَيْن هُوَ حَتَّى السَّاعَة وَكَانَ مَعَه فِي الدَّار من يُرِيد الدّفع عَنهُ عبيد الله بن عمر وَعبد الله بن سَلام وَعبد الله بن الزبير وَالْحسن بن عَليّ وَأَبُو هُرَيْرَة وَمُحَمّد بن حَاطِب وَزيد بن ثَابت ومروان بن الحكم فِي طَائِفَة من هم المغير بن الْأَخْنَس وَقتل يَوْمئِذٍ قبل عُثْمَان وَعَن مَالك أَن عُثْمَان لما قتل ألقِي على المزبلة ثَلَاثَة أَيَّام وَفِيه يَقُول حسان بن ثَابت // (من الْبَسِيط) //

(من سره الْمَوْت صرفا لَا مزاج لَهُ

فليأت مأدبة فِي دَار عثمانا)

(ضحوا بأشمط عنوان السُّجُود بِهِ

يقطع اللَّيْل تسبيحا وقرآنا)

(لتسمعن وشيكا فِي دِيَاركُمْ

الله اكبر يَا ثَارَاتِ عثمانا)

وَبَعْضهمْ ينْسب هذَيْن لعمران بن حطَّان وَقَالَ حسان أَيْضا // (من الْبَسِيط) //

(إِن تمس دَار بني عَفَّان موحشة

بَاب صَرِيح وَبَاب محرق خرب)

(فقد يُصَادف وباغي الْخَيْر حَاجته

فِيهَا ويأوي إِلَيْهَا الْجُود والحسب)

وَقَالَ عمر بن شبة قَالَ الْوَلِيد بن عقبَة // (من الطَّوِيل) //

(فَكف يَدَيْهِ ثمَّ أغلق بَابه

وأيقن أَن الله لَيْسَ بغافل)

(وَقَالَ لأهل الدَّار لَا تَقْتُلُوهُمْ

عَفا الله عَن ذَنْب امرىء لم يُقَاتل)

(فَكيف رَأَيْت الله ألْقى عَلَيْهِم الْعَدَاوَة

والبغضاء بعد التواصل)

(وَكَيف رَأَيْت الْخَيْر أدبر بعده

على النَّاس إدبار السَّحَاب الجوافل)

وَقَالَ ايمن بن خُزَيْمَة // (من الْبَسِيط) //

(ضحوا بعثمان فِي الشَّهْر الْحَرَام ضحى

وَأي ذبح حرَام ويحهم ذَبَحُوا)

(وَأي سنة كفر سنّ أَوَّلهمْ

وَبَاب شَرّ على سلطانهم فتحُوا)

ص: 31

(مَاذَا أَرَادوا أضلّ الله سَعْيهمْ

بسفك ذَاك الدَّم الزاكي الَّذِي سفحوا)

والمراثي فِيهِ كَثِيرَة جدا إِلَى الْغَايَة قيل لأنس بن مَالك إِن حب عَليّ وَعُثْمَان لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قلب وَاحِد فَقَالَ كذبُوا لقد اجْتمع حبهما فِي قُلُوبنَا وَمن كَلَام عُثْمَان رضي الله عنه وَقد صعد الْمِنْبَر أول خِلَافَته فارتج عَلَيْهِ مَا يزغ الله بالسلطان اكثر مِمَّا يزغ بِالْقُرْآنِ فسيجعل الله بعد عسر يسرا وَبعد عَنى بَيَانا وانتم على إِمَام فعال أحْوج مِنْكُم إِلَى إِمَام قَوَّال وَقيل انه كتب إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه وَهُوَ مَحْصُور أما بعد فقد بلغ السَّيْل الزبى وَتجَاوز الحزام الطبيين وطمع فِي من لَا يدْفع عَن نَفسه وَلم يعجزك كلئيهم وَلم يَغْلِبك كمغلب فَأقبل إِلَيّ على أَي أمريك أَحْبَبْت // (من الطَّوِيل) //

(فَإِن كنت مَأْكُولا فَكُن خير أكل

وَإِلَّا فأدركني وَلما أمزق)

وَمن شعر عُثْمَان رضي الله عنه // (من الطَّوِيل) //

(غنى النَّفس يُغني النَّفس حَتَّى يفكها

وَإِن عظها حَتَّى يضر بهَا الْفقر)

(وَمَا عسرة فاصبر لَهَا إِن تَتَابَعَت

بباقية إِلَّا سيتبعها يسر)

وَكَانَ يَقُول إِذا جَاءَهُ الْأَذَان للصَّلَاة // (من الرجز) //

(فمرحبا بالقائلين عدلا

وبالصلاة مرْحَبًا وَأهلا)

39 -

ابْن أبي عِمَامَة الْبَغْدَادِيّ عُثْمَان بن عَليّ بن المعمر بن أبي عِمَامَة أَبُو الْمَعَالِي البقالي أَخُو أبي سعد المعمر بن عَليّ الْوَاعِظ سمع شَيْئا من أبي طَالب ابْن غيلَان وَأبي الْفَتْح عمر بن عبد الْملك الرزاز وَقَرَأَ الْأَدَب على عبد الْوَاحِد بن برهَان وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن الدهان وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَكَانَ عسرا فِي الرِّوَايَة غير مرضِي السِّيرَة يخل بالصلوات ويرتكب الْمَحْظُورَات روى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة وَمن شعره // (من الطَّوِيل) //

(أرى شَعْرَة بَيْضَاء فِي الخد نابتة

لَهَا لوعة فِي صفحة الصَّدْر ثَابِتَة)

ص: 32

(وَمن شؤمها أَنِّي إِذا رمت نتفها

نتفت سواهَا وَهِي تضحك شامتة)

و// (من السَّرِيع) //

(أيا جمال المرتجى

لكل خير كم أناديكا)

(مَالِي على أَنِّي أُخْفِي الَّذِي

مَا بِي وبالخير أباديكا)

(اجْلِسْ فِي الْحمام من شقوتي

أغسل أثوابي المراديكا)

(والديك فِي دَارك ذُو بسطة

يروح عَنْهَا ويغاديكا)

(محتكرا يلقط مَا عَايَنت عَيناهُ

أَو مر بناديكا)

(فَكلم البواب فِي الْإِذْن لي

مقربا أَو كشكش الديكا)

(وعش كَمَا تُؤثر فِي نعْمَة

تكْتب بالذل أعاديكا)

قلت شعر جيد

40 -

أَبُو عَمْرو الصّقليّ عُثْمَان بن عَليّ بن عمر السرقوسي النَّحْوِيّ الصّقليّ أَبُو عَمْرو قَالَ السلَفِي كَانَ من الْعلم بمَكَان نَحْو ولغة وَقَرَأَ الْقُرْآن على ابْن الفحام وَابْن بليمة وَغَيرهمَا وَله تواليف فِي الْقرَاءَات والنحو وَالْعرُوض وَكَانَت لَهُ حَلقَة فِي الإقراء فِي جَامع مصر ولازمني مُدَّة مقَامي بِمصْر وَقَرَأَ عَليّ كثير وأنشدني لنَفسِهِ // (من الْكَامِل) //

(إِن المشيب من الخطوب خطيب

أَن لَا هوى بعد الشَّبَاب يطيب)

وَكتب إِلَيْهِ السلَفِي كتابا مِنْهُ // (من السَّرِيع) //

(مَا وَقعت عَيْنَايَ على مثله

فِي فَضله الوافي وَفِي نبله)

(وَلَيْسَ بدعا مثل أخلاقه

مِنْهُ وَمِمَّنْ كَانَ فِي شكله)

(فَإِنَّهُ من عنصر طيب

وَيرجع الْفَرْع إِلَى اصله)

فَأَجَابَهُ بشر ونظم وَهُوَ // (من السَّرِيع) //

(توجني مولَايَ من قَوْله

تاجا على التيجان من قبله)

(لِأَنَّهَا تبلى وَهَذَا إِذا

مرت بِهِ الْأَيَّام لم تبله)

ص: 33

(فنثره الإكليل فِي فَرعه

ونظمه الْجَوْهَر من اصله)

(وَهُوَ فَقِيه حَافظ فِي الورى

مهذب يجْرِي على رسله)

(كلا وَأما إِن درى فالورى

غدرانهم مَا كَانَ من سيله)

(وَعلمه يشتق من لَفظه

وَلَفظه يشتق من فَضله)

(تكاملت أَوْصَافه كلهَا

وَمثله من كَانَ من مثله)

(وَمَا أَنا إِلَّا كمهد إِلَى

بَغْدَاد وَالْبَصْرَة من نخله)

قلت كَذَا ذكره ياقوت فِي مُعْجم الأدباء ثمَّ قَالَ بعده عُثْمَان بن عَليّ بن عمر الخزرجي الصّقليّ روى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو الطَّاهِر السلَفِي وَأَبُو مُحَمَّد بن بري وَأَبُو البقي صَالح بن عادي العذري الْأنمَاطِي الْمصْرِيّ وَأَنا أرى أَن هَذَا ترْجم لَهُ ثَانِيًا هُوَ هَذَا الْمَذْكُور أَولا وَالله أعلم وَذكر لهَذَا الثَّانِي كتاب مُخْتَصر فِي القوافي رَوَاهُ السلَفِي عَنهُ سِتَّة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة وَكتاب مخارج الْحُرُوف وَكتاب مُخْتَصر الْعهْدَة وَكتاب شرح الْإِيضَاح

41 -

أَبُو سعد الْعجلِيّ الشَّافِعِي عُثْمَان بن عَليّ بن شراف بتَشْديد الرَّاء الإِمَام أَبُو سعد الْمروزِي البنجديهي الْعجلِيّ بِالْفَتْح الْفَقِيه الشَّافِعِي أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام تفقه على القَاضِي حُسَيْن وَسمع من جمَاعَة ونسبته إِلَى بعض أجداده كَانَ يعْمل الْعجل وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة

42 -

فَخر الدّين ابْن بنت أبي سعد الشَّافِعِي عُثْمَان بن عَليّ الْعَلامَة الْمُفْتِي فَخر الدّين الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي الْمصْرِيّ ابْن بنت أبي سعد من كبار الْفُقَهَاء نَاب فِي الحكم ودرس بِجَامِع ابْن طولون وَحدث عَن الْكَمَال الضَّرِير وَالرِّضَا بن الْبُرْهَان وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وَله تسعون عَاما

43 -

أَبُو عَمْرو الشلبي عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان أَبُو عَمْرو الإِمَام الأندلسي الشلبي

ص: 34

كَانَ أديبا بارعا بليغ الْعلم وَاللِّسَان كَاتبا شَاعِرًا محسنا لَهُ مُصَنف فِي شعراء عصره توفّي فِي حُدُود السِّتين وَخَمْسمِائة وَمن شعره

44 -

فَخر الدّين ابْن خطيب جبرين عُثْمَان بن عَليّ الإِمَام الْعَلامَة صَاحب الْفُنُون قَاضِي الْقُضَاة فَخر الدّين أَبُو عَمْرو بن زين الدّين الطَّائِي الْحلَبِي الشَّافِعِي قَاضِي قُضَاة حلب الْمَعْرُوف بِابْن خطيب جبرين فَقِيه حلب فاضلها ومقرؤها ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ هُوَ وَابْنه سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة رَأَيْته بحلب وقرأت عَلَيْهِ فِي الْأَرْبَعين للْإِمَام فَخر الدّين وَفِي الشمسية مشروحة لِابْنِ المطهر وَحَضَرت دروسه للْجَمَاعَة المشتغلين فَكنت أرى مِنْهُ الْعجب لم يحضر إِلَيْهِ أحد بِأَيّ كتاب كَانَ فِي أَي علم كَانَ فِي أَي بَاب كَانَ ذَلِك الْكتاب إِلَّا وأقرأه فِيهِ وَلم أر مثله فِي جلّ كَلَام النَّاس رَأَيْته وَهُوَ يقْرَأ فِي الشاطبية وَالْحَاوِي فِي الْفِقْه والمختصر لِابْنِ الْحَاجِب والمحصل للْإِمَام فَخر الدّين وَفِي الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة وَكتاب النجدة والميل والحاجبية فِي النَّحْو وتمرين التصريف لِابْنِ الْحَاجِب وَغير ذَلِك من كتب الْحِكْمَة لِابْنِ الْخَطِيب مثل الملخص وَغَيره وَكَانَ يَنُوب يَوْمئِذٍ للْقَاضِي الشَّافِعِي وَالْقَاضِي الْحَنَفِيّ وَيحكم لكل مِنْهَا بمذهبه وَعِنْده دين وَبِيَدِهِ مسبحة كلما خلا من الْكَلَام سبح بهَا وَكَانَ تَلا بالسبع على شمس الدّين الخابوري والبدر الشاذفي وَابْن بهْرَام والكمال الغرناطي وتفقه بقاضي حلب شمس الدّين بن بهْرَام وقاضي حماة شرف الدّين واخذ عَن ابْن مكي علم الْكَلَام وتصدر وأقرأ وَتخرج بِهِ الْقُرَّاء وَالْفُقَهَاء واشتهر اسْمه وَكَانَ عَاقِلا ذكيا صنف شرح الشَّامِل الصَّغِير وَشرح التَّعْجِيز ومختصر ابْن الْحَاجِب والبديع لِابْنِ الساعاتي وَله نظم فِي الْفَرَائِض وَشَرحه فِي مُجَلد ومصنف الْمَنَاسِك وَفِي اللُّغَة وَشرح الْحَاوِي فِي الْفِقْه فِيمَا أَظن تَلا عَلَيْهِ بالسبع محتسب حلب نجم الدّين ابْن السفاح الْحلَبِي وَالشَّيْخ عَليّ السرميني وجمال الدّين يُوسُف بن حسن

ص: 35