المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الأول: التعريف اللغوي - بحث عقدي في لفظ السيد

[يوسف بن محمد السعيد]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأول: التعريف اللغوي

- ‌الفصل الثاني: حكم إطلاق إسم السيد على الله ـ تعالى ـ ومعناه في حقه، وآثار هذا الاسم، وحكم الدعاء به

- ‌المبحث الأول: حكم إطلاق السيد على الله ـ تعالى

- ‌المبحث الثاني: معنى هذا الاسم الكريم

- ‌المبحث الثالث: آثار هذا الاسم

- ‌المبحث الرابع: حكم دعاء الله تعالى بسيدي

- ‌الفصل الثالث: تعلقه بالمخلوقين

- ‌المبحث الأول: حكم إطلاقه على المخلوقين

- ‌المبحث الثاني: سيادة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الأول: سيادته في الدنيا والآخرة

- ‌المطلب الثاني:في بيان أنه صلى الله عليه وسلم لم يخبر بسيادته على وجه الفخر

- ‌المطلب الثالث:في بيان شمولية سيادته لآدم صلى الله عليه وسلم وبنيه

- ‌المطلب الرابع:في بيان تحريم إطلاق لفظ (سيد ولد آدم) أو (سيد الناس)أو (سيد الكل) ونحوها على أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الثالث: إطلاق لفظ السيدة على المرأة

- ‌المبحث الرابع: إطلاقه على المنافق والكافر

- ‌المبحث الخامس: إطلاق هذا اللفظ على المبتدع

- ‌الخاتمة

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌الفصل الأول: التعريف اللغوي

‌الفصل الأول: التعريف اللغوي

السيد: من ساد يسود سيادة وسوددا وسيدودة.

وهذه الكلمة على وزن فيعل من فعل واوي: ساد يسود، وهذا قول أهل البصرة (1)، وإنما جمعوه على (سادة) على وزن (فَعَلَة) التي لا يجمع عليها إلا (فاعل) لأنهم قدروا أنهم جمعوا (سائد) كقائد وقادة، وذائد وذادة، والجمع القياسي لـ (فيعل):(فياعل) ولذلك جمعوا (سيد) على (سيائد) وهو قياس؛ لكنه قليل الاستعمال.

وقيل: وزنه على (فعيل) ولذلك جمع على (سادة) قياسا، كما في (سري) و (سراة) ولا نظير لهما، يدل على ذلك أنه يجمع على سيائدة ـ بالهمز ـ مثل: أفيال وأفائلة، وتبيع وتبائعة (2).

والذين قالوا: إن أصله سَيْود ـ على وزن فَيْعِِل ـ قالوا: إن الواو فيه قلبت إلى ياء؛ لأجل الياء الساكنة قبلها، ثم أدغمت (3).

وسيد صفة مشبهة، وفيه معنى أقوى من اسم الفاعل المجرد " سائد "، فقد نقل صاحب القاموس أن السائد دون السيد (4).

كما أنه يمتاز عن صيغة اسم الفاعل بالتحقق والثبوت.

(1) انظر: الكتاب لسيبويه (4/ 365)، المقتضب للمبرد (1/ 125)، الصحاح للجوهري (سود)(2/ 490).

(2)

انظر: الصحاح (سود)(2/ 490).

(3)

انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (2/ 418)، لسان العرب (3/ 228).

(4)

القاموس المحيط للفيروز أبادي (سود).

ص: 165

قال الفراء (ت 207): ((هذا سيد قومه اليوم، فإذا أخبرت أنه عن قليل يكون سيدهم قلت: هو سائد قومه وسيد)) (1).

وقد ذكر اللغويون معاني عدة لهذا اللفظ، فقد جاء عن عكرمة أنه قال:((السيد: الذي لا يغلبه غضبه)) (2).

وقال قتادة (ت 117 أو 118): ((هو العابد، الورع، الحليم)) (3).

وقال أبو خيرة نهشل بن زيد ـ رحمه الله تعالى ـ: ((سمي سيدا؛ لأنه يسود سواد الناس، أي: معظمهم)) (4).

وقال الأصمعي (ت 212) ـ رحمه الله تعالى ـ: العرب تقول: السيد: ((كل مقهور مغمور بحلمه)) (5).

وقال النضر بن شميل (ت203) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((السيد: الذي فاق غيره، ذو العقل والمال والدفع والنفع، المعطي ماله في حقوقه، المعين بنفسه، فذلك السيد)) (6).

وقال الراغب (ت502) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((والسيد: المتولي للسواد، أي: الجماعة الكثيرة، وينسب إلى ذلك، فيقال: سيد القوم، ولا يقال: سيد الثوب وسيد الفرس، ويقال: ساد القوم يسودهم، ولما كان من

(1) الصحاح (سود).

(2)

تهذيب اللغة للأزهري (13/ 35)، لسان العرب (3/ 229).

(3)

تهذيب اللغة (13/ 35).

(4)

تهذيب اللغة (13/ 35)، لسان العرب (3/ 229).

(5)

تهذيب اللغة (13/ 35)، لسان العرب (3/ 229).

(6)

تهذيب اللغة (13/ 35)، لسان العرب (3/ 229).

ص: 166

شرط المتولي للجماعة أن يكون مهذب النفس قيل لكل من كان فاضلا في نفسه: سيد، وعلى ذلك قوله:{وَسَيِّداً وَحَصُوراً} ((1)، وقوله:{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَاب} (2) فسمى الزوج سيدا لسياسة زوجته، وقوله:{رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا} (3) أي: ولاتنا وسائسينا)) (4).

وقال الفراء (ت 207) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((السيد: الملك، والسيد: الرئيس، والسيد: الحليم، والسيد: السخي، وسيد العبد: مولاه، والأنثى من كل ذلك بالهاء، وسيد المرأة: زوجها، وسيد كل شيء أشرفه وأرفعه)) (5).

وقال ابن الأثير (ت 606) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((والسيد يطلق على الرب، والمالك، والشريف، والفاضل، والكريم، والحليم، ومتحمل أذى قومه، والزوج، والرئيس، والمقدم)) ((6).

والسودد والسؤدد: الشرف.

والمسوَّد ـ بضم الميم، وفتح السين، وفتح الواو المشددة ـ: السيد.

والمسود ـ بفتح الميم، وضم السين ـ: من ساده غيره.

(1) آل عمران، آية (39).

(2)

يوسف، آية (25).

(3)

الأحزاب، آية (67).

(4)

المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني (ص247).

(5)

انظر: تهذيب اللغة (13/ 35)، لسان العرب (3/ 229).

(6)

النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (2/ 418)، وانظر: لسان العرب لابن منظور، مادة (سود)(3/ 228).

ص: 167

واستاد القوم بني فلان: قتلوا سيدهم، أو أسروه، أو خطبوا إليه (1).

وتسود الرجل: إذا ساد، وسود: إذا جعله غيره سيدا.

قال عمر ـ ? ـ: ((تفقهوا قبل أن تسودوا)) (2).

قال شمر: معناه: تعلموا العلم قبل أن تزوجوا، فتصيروا أرباب بيوت، فتشغلوا بالزواج عن العلم، من قولهم: استاد الرجل (3).

وقال أبو عبيد: ((يقول: تعلموا العلم ما دمتم صغارا قبل أن تصيروا سادة رؤساء منظورا إليهم)) (4).

وبناء على ما تقدم ظهر أن ثمة معاني لهذا اللفظ، وهذه المعاني لها أثر كبير في توجيه النصوص الواردة، فإنزال النصوص على شيء من هذه المعاني يرفع الإشكال، والله أعلم.

(1) انظر: تهذيب اللغة، مادة (ساد)(13/ 34)، الصحاح للجوهري (سود)(2/ 491)، لسان العرب (سود)(3/ 229)

(2)

أخرجه البخاري في صحيحه تعليقا (1/ 39)، ووصله ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 284) رقم (26116)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 255) رقم (1669).

(3)

تهذيب اللغة (13/ 34)، النهاية في غريب الحديث (2/ 418)، لسان العرب (3/ 229).

(4)

النهاية في غريب الحديث (2/ 418)، لسان العرب (3/ 229).

ص: 168