المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

(و) {الفَنْءُ (بِالسُّكُونِ: الجَماعَةُ) من النَّاس، كأَنه مأْخوذ من معنى - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ١

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(مُقَدّمَة)

- ‌(الْمَقْصد الأول فِي بَيَان أَن اللُّغَة هَل هِيَ توقيفية أَو اصطلاحية)

- ‌(الْمَقْصد الثَّانِي فِي سَعَة لُغَة الْعَرَب)

- ‌(الْمَقْصد الثَّالِث فِي عدَّة أبنية الْكَلَام)

- ‌(الْمَقْصد الرَّابِع فِي الْمُتَوَاتر من اللُّغَة والآحاد)

- ‌(الْمَقْصد الْخَامِس فِي بَيَان الْأَفْصَح)

- ‌(الْمَقْصد السَّادِس فِي بَيَان المطرد والشاذ والحقيقة وَالْمجَاز والمشترك والأضداد المترادف والمعرّب والمولَّد)

- ‌(الْمَقْصد السَّابِع فِي معرفَة آدَاب اللغويّ)

- ‌(الْمَقْصد الثَّامِن وَفِيه أَنْوَاع)

- ‌(الْمَقْصد التَّاسِع فِي تَرْجَمَة الْمُؤلف)

- ‌(الْمَقْصد الْعَاشِر فِي أسانيدنا الْمُتَّصِلَة إِلَى الْمُؤلف)

- ‌(بَاب الْهمزَة)

- ‌(فصل الْهمزَة)

- ‌أبأ

- ‌ أَثأْ

- ‌أتأ

- ‌أجأ

- ‌أزأ

- ‌أشأ

- ‌أكأ

- ‌ الأُ

- ‌أوأ

- ‌أيأ

- ‌(فصل الباءِ) الموَحَّدَة)

- ‌بأبأ

- ‌بتأ

- ‌بثأ:

- ‌بَدَأَ

- ‌بذأ

- ‌برأَ

- ‌بسأ

- ‌بشأ

- ‌بطأ

- ‌ بَكَّا

- ‌بوأ

- ‌بهأ

- ‌(فصل التَّاء) الفَوْقِيَّة مَعَ الْهمزَة)

- ‌تأتأ

- ‌تتأ

- ‌تطَأ

- ‌تفأ

- ‌تكأ

- ‌تنأ

- ‌تلأ

- ‌(فصل الثَّاء) الْمُثَلَّثَة مَعَ الْهمزَة)

- ‌ثأثأ

- ‌ثدأ

- ‌ثرطأ

- ‌ثطأ

- ‌ثفأ

- ‌ثمأ

- ‌ثوأ

- ‌(فصل الْجِيم) مَعَ الْهمزَة)

- ‌جأجأ

- ‌جبأ

- ‌جرأ

- ‌جزأ

- ‌جسأ

- ‌جشأ

- ‌جفأ

- ‌جلأ

- ‌جلظأ

- ‌جمأ

- ‌جنأ

- ‌جوأ

- ‌جهجأ

- ‌جيأ

- ‌(فصل الْحَاء) الْمُهْملَة مَعَ الْهمزَة)

- ‌حأحأ

- ‌حبأ

- ‌حبطأ

- ‌حتأ

- ‌حجأ

- ‌حدأ

- ‌حربأ

- ‌حزأ

- ‌حشأ

- ‌حصأ

- ‌حضأ

- ‌حطأ

- ‌حظأ

- ‌حفتأ

- ‌حفأ

- ‌حفسأ

- ‌حكأ

- ‌حلأ

- ‌حمأ

- ‌حنأ

- ‌حوأ

- ‌خبأ

- ‌ختأ

- ‌خجأ

- ‌خذأ

- ‌خرأ

- ‌خسأ

- ‌خطأْ

- ‌خفأ

- ‌خلأ

- ‌خمأ

- ‌خنأ

- ‌خوأ

- ‌(فصل الدَّال الْمُهْملَة) مَعَ الْهمزَة)

- ‌دأدأ

- ‌دبأ

- ‌دثأ

- ‌دَرأ

- ‌دربأ

- ‌دفأ

- ‌دكأ

- ‌دنأ

- ‌دهدأ

- ‌دوأ

- ‌(فصل الذَّال) الْمُعْجَمَة مَعَ الْهمزَة)

- ‌ذأذأ

- ‌ذبأ

- ‌ذَرأ

- ‌ذمأ

- ‌ذيأ

- ‌(فصل الرَّاء) مَعَ الْهمزَة)

- ‌رَأرَأ

- ‌ربأ

- ‌رتأ

- ‌رثأ

- ‌رجأ

- ‌ردأ

- ‌رزأ

- ‌رشأ

- ‌رطأ

- ‌رفأ

- ‌رقأ

- ‌رمأ

- ‌رنأ

- ‌رهيأ

- ‌روأ

- ‌ريأ

- ‌(فصل الزَّاي) (مَعَ الْهمزَة)

- ‌زأزأ

- ‌زبأ:

- ‌زكأ

- ‌زنأَ

- ‌زوأ

- ‌(فصل السِّين) الْمُهْملَة مَعَ المهمزة)

- ‌سأسأ

- ‌سبأ

- ‌سبتأ

- ‌سخأ

- ‌سدأ

- ‌سرأ

- ‌سطأ

- ‌سلأ

- ‌سلطأ

- ‌سوأ

- ‌سيأ

- ‌(فصل الشين) الْمُعْجَمَة مَعَ الْهمزَة)

- ‌شأشأ

- ‌شبأ

- ‌شرأ

- ‌شسأ

- ‌شطأ

- ‌شقأ

- ‌شَكأَ

- ‌شنأ

- ‌شوأ

- ‌شيأ

- ‌(فصل الصَّاد) الْمُهْملَة مَعَ الْهمزَة)

- ‌صأصأ

- ‌صَبأ

- ‌صتأ

- ‌صدأ

- ‌صرأ

- ‌صمأ

- ‌صوأ

- ‌صَيَّأَ

- ‌(فصل الضَّاد) الْمُعْجَمَة مَعَ الْهمزَة)

- ‌ضأضأ

- ‌ضبأ

- ‌ضدأ

- ‌ضرأ

- ‌ضنا

- ‌ضوأ

- ‌ضهأ

- ‌ضيأ

- ‌(فصل الطَّاء) الْمُهْملَة مَعَ الْهمزَة)

- ‌طأطأ

- ‌طبأ

- ‌طتأ

- ‌طثأ

- ‌طرأَ

- ‌طسأ

- ‌طشأ

- ‌طفأ

- ‌طفشأ

- ‌طلأ

- ‌طلشأ

- ‌طلفأ

- ‌طمأ

- ‌طنأ

- ‌طوأ

- ‌(فصل الظَّاء) الْمُعْجَمَة مَعَ الْهمزَة)

- ‌ظأظأ

- ‌ظبأ

- ‌ظرأ

- ‌ظمأ

- ‌ظوأ

- ‌ظيأ

- ‌(فصل الْعين) الْمُهْملَة مَعَ الْهمزَة)

- ‌عبأ

- ‌عدأ

- ‌(فصل الْغَيْن) الْمُعْجَمَة مَعَ الْهمزَة)

- ‌غأغأ

- ‌غبأ

- ‌غرقأ

- ‌(فصل الْفَاء) مَعَ الْهمزَة)

- ‌فأفأ

- ‌فبأ

- ‌فتأ

- ‌فثأ

- ‌فجأ

- ‌فدأ

- ‌فرأ

- ‌فسأ

- ‌فشأ

- ‌فصأ

- ‌فضأ

- ‌فطأ

- ‌فَقَأَ

- ‌فلأ

- ‌فنأ

- ‌فيأ

- ‌(فصل الْقَاف)

- ‌قأقأ

- ‌قبأ

- ‌قثأ

- ‌قدأ

- ‌قَرَأَ

- ‌قرضأ

- ‌قسأ

- ‌قضأ

- ‌قفأ

- ‌قمأ

- ‌قْنأَ

- ‌قيأ

- ‌(فصل الْكَاف) مَعَ الْهمزَة)

- ‌كأكأ

- ‌كتأ

- ‌كثأ

- ‌كدأ

- ‌كرثأ

- ‌كرفأ

- ‌كسأ

- ‌كشأ

- ‌كفأ

- ‌كلأ

- ‌كمأ

- ‌(فصل اللَّام) مَعَ الْهمزَة)

- ‌لألأ

- ‌لبأ

- ‌لتأ

- ‌لثأ

- ‌لَجأ

- ‌لزأ

- ‌لطأ

- ‌لظَّا

- ‌لفأ

- ‌ لَكَأَ

- ‌لمأ

- ‌لوأ

- ‌لهلأ

- ‌ليأ

- ‌(فصل الْمِيم) مَعَ الْهمزَة)

- ‌مأمأ

- ‌متأ

- ‌مرأ

- ‌مسأ

- ‌مطأ

- ‌مقأ

- ‌مكأ

- ‌مَلأ

- ‌منأ

- ‌موأ

- ‌(فصل النُّون) مَعَ الْهمزَة)

- ‌نأنأ

- ‌نبأ

- ‌نتأ

- ‌نجأ

- ‌ندأ

- ‌نزأ

- ‌نسأ

- ‌نَشأ

- ‌نصأ

- ‌نفأ

- ‌نكأ

- ‌نمأ

- ‌نهأ

- ‌نوأ

- ‌نيأ

- ‌(فصل الْوَاو) مَعَ الْهمزَة)

- ‌وأوأ:

- ‌وبأ

- ‌وتأ

- ‌وثأ

- ‌وجأ

- ‌ودأ

- ‌وذأ

- ‌ورأ

- ‌وزأ

- ‌وصأ

- ‌وضأ

- ‌وطأ

- ‌وكأ

- ‌ومأ

- ‌(فصل الهاءِ) مَعَ الْهمزَة)

- ‌هأهأ

- ‌هبأ

- ‌هتأ

- ‌هجأ

- ‌هدأ

- ‌هذأ

- ‌هرأ:

- ‌هزأ

- ‌همأ:

- ‌هَنأ

- ‌هوأ

- ‌هيأ

- ‌(فصل الْيَاء) الْمُثَنَّاة من تَحت)

- ‌يأيأ

- ‌يرنأ

الفصل: (و) {الفَنْءُ (بِالسُّكُونِ: الجَماعَةُ) من النَّاس، كأَنه مأْخوذ من معنى

(و){الفَنْءُ (بِالسُّكُونِ: الجَماعَةُ) من النَّاس، كأَنه مأْخوذ من معنى الكَثْرَة، يُقَال (: جاءَ} فَنْءٌ مِنْهُم) أَي جمَاعَة.

‌فيأ

: ( {- الفَيْءُ: مَا كَانَ شَمْساً فَيَنْسَخُه الظِّلُّ) وَفِي (الصِّحَاح) : الفَيءُ: مَا بَعْدَ الزَّوَال من الظِّلِّ قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ يَصِف سَرحَةً وكَنَى بهَا عَن امرأَةٍ: فَلَا الظِّلُّ مِنْ بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُهُ.

وَلَا الفَيْءُ مِنْ بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوقُ

فقد بَيَّن أَنّ الفَيْءَ بالعَشِيِّ مَا انصرَفَتْ عَن الشَّمْسُ وَقد يُسَمَّى الظِّلُّ} فَيْئًا لرجوعه من جانبٍ إِلى جَانب. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: الظِّلُّ: مَا نَسَخَتْه الشمسُ. والفَيْءُ: مَا نَسَخَ الشَّمْسَ. وَحكى أَبو عُبيدة عَن رُؤْبَة قَالَ: كلُّ مَا كَانَت عَلَيْهِ الشمسُ فزالتْ عَنهُ فَهُوَ {- فَيْءٌ وظِلٌّ، وَمَا لم يكن عَلَيْهِ الشمسُ فَهُوَ ظِلٌّ. وسيأْتي فِي ظلّ مَزِيدُ البَيَانِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى، (ج} أَفْيَاءٌ) كسَيْفٍ وأَسْيَافٍ، وَهُوَ فِي المعتلّ الْعين وَاللَّام كثيرٌ، وَفِي الصَّحِيح قَلِيل (وفُيُوءٌ) مَقِيسٌ، قَالَ الشَّاعِر:

لَعَمْرِي لأَنحتَ البَيْتُ أُكْرِمَ أَهْلُهُ

وأَقْعُدُ فِي أَفْيَائهِ بالأَصائِلِ

وَيُقَال: فُلَانٌ (لَا) يُقْرَبُ مِنْ {أَفْيَائِه، وَلَا يُطْمَعُ فِي أَشْيَائِه، وزَيْدٌ يَتَتَبَّعُ الأَفْيَاءَ.

(والموضِع) من الفَيءِ (} مَفْيَأَةٌ) بِفَتْح الْمِيم وَالْيَاء (وتُضَمُّ ياؤُه) تَارَة فَيُقَال {مَفْيُؤَةٌ، ويرسم بِالْوَاو، وَهَكَذَا فِي النّسخ، وَفِي أُخرى وتُضَمُّ فاؤُه أَي فَيُقَال مَفُوءَة كمَقُولَة، قَالَ شيخُنا: وَهُوَ وَهَمٌ، لأَنه غير مسموع. انْتهى، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَهِي} المَفْيُوءَة أَي كمَسْمُوعة، جاءَت على الأَصل، وَحكى الفارِسيُّ عَن ثَعْلَب {المَفِيئَة أَي كمَنِيعَة، وَنقل الأَزهريُّ عَن اللَّيْث} المُفْيُؤَة بِالْفَاءِ هِيَ المَقْنُؤَة بِالْقَافِ، وَقَالَ غَيره: ياق مَقْنَأَة وَمَقْنُؤَة للمكان الَّذِي لَا تَطْلُع عَلَيْهِ الشَّمْس، قَالَ: وَلم أَسْمَع مَفْيُؤَة بِالْفَاءِ لغير اللَّيْث. قَالَ: وَهُوَ يُشبه

ص: 354

الصوابَ، وسيُذكر إِن شاءَ الله تَعَالَى فِي قنأَ.

والمَفْيُوءُ: المَعْتُوه، لزِمَه هَذَا الاسمُ من طُولِ لُزُومِه الظِّلَّ، قَالَ شَيخنَا نقلا عَن مَجمع الأَمثال للميدانيّ المَفْتَأَة والمَفْيُؤَة يُهْمَزانِ وَلَا يُهمزانِ: هما الْمَكَان لَا تَطلُع عَلَيْهِ الشمسُ، وَفِي الْمثل الْمَشْهُور قَوْلهم (مَفْيَأَة رِبَاعُها السَّمائمُ) أَي ظِلٌّ فِي ضِمْنِه سَمُومٌ، يُضْرَب للعَريِض الجاهِ العَزيزِ الجانبِ يُرْجَى عندَه الخَيْرُ، فإِذا أُوِي إِليه لَا يَكون لَهُ حُسْنُ مَعُونةٍ ونَظرٍ، وَقد أَهمله المصنِّف والجوهريُّ. انْتهى.

(و) الفَيْءُ: (الغَنِيمَة) وقَيّدَها بعضُهم بِالَّتِي لَا تَلحَقُها مَشَقَّةٌ، فَتكون بارِدَةً كالظِّلِّ، وَهُوَ المأْخوذ من كَلَام الرَّاغِب، قَالَه شَيخنَا (والخَرَاجُ) وَقد تكرَّر فِي الحَدِيث ذِكْرُ الفَيْءِ على اختلافِ تَصَرُّفه، وَهُوَ مَا حَصَلَ للمُسْلِمين من أَموالٍ الكُفَّارِ من غير حَربٍ وَلَا جِهادٍ.

(و) الفَيْء (: القِطْعَةُ من الطَّيْرِ) وَيُقَال لَهَا عَرَقَةٌ وَصَفٌّ أَيضاً.

(و) أَصْل الفَيْءِ (: الرُّجُوعُ) وقيَّدَه بعضُهم بِالرُّجُوعِ إِلى حَالة حَسَنَة، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى:{فَإِن {فَاءتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا} (الحجرات: 9) قَالَ شَيخنَا، وَمِنْه قيل للظلِّ الَّذِي يكون بعد الزَّوَال فَيْءٌ، لأَنه يرجِعُ من جَانِبِ الغَرْبِ إِلى جَانب الشَّرْق، وَسمي هَذَا المالُ فَيئًا لأَنه رَجَع إِلى الْمُسلمين من أَموال الكُفَّار عَفْواً بِلَا قِتالٍ، وَقَوله تَعَالَى فِي قتال أَهل الْبَغي {حَتَّى} - تَفِيء إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (الحجرات: 9) أَي تَرْجِعَ إِلى الطَّاعَة.

( {كالفَيْئَةِ) بِالْفَتْح (} والفِيئَةِ) بِالْكَسْرِ ( {والإِفَاءَةِ) كالإِقامة (} والاسْتِفَاءَةِ) كالاستقامة.

{وفَاءَ: رَجَع، وفاءَ إِلى الأَمرِ} - يَفِيءُ. وفَاءَه فَيْأً {وفُيُوءًا: رَجَعَ إِليه} وأَفَاءَهُ غيرُه: رَجَعَه،

ص: 355

وَيُقَال {فِئْتُ إِلى الأَمر فَيْئًا إِذا رَجَعْتَ إِليه النَّظَرَ، وَيُقَال للحديدة إِذا كلَّتْ بعد حِدَّتِها:} فاءَتْ، وَفِي الحَدِيث (الفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ) أَي العَطْفُ عَلَيْهِ والرُجوع إِليه بالبِرِّ، وَقَالَ أَبو زيد: يُقَال: {أَفأْتُ فُلاناً على الأَمرِ} إِفاءَة إِذا أَرادَ أَمْراً فعَدَلْتَه إِلى أَمْرٍ. وَقَالَ غَيره: وأَفاءَ {واستفاءَ كفاء، قَالَ كُثَيّر عَزَّة.

فَأَقْلَعَ مِنْ عَشْرٍ وَأَصْبَحَ مُزْنَهُ

أَفَاءَ وَآفَاقُ السَّمَاءِ حَوَاسِرُ

وأَنشدوا:

عَقّوا بِسَهْمٍ فَلَمْ يَشْعُرْ بِهِ أَحَدٌ

ثُمَّ اسْتَفَاءُوا وَقَالُوا حَبَّذَ الوَضَحُ

وَفِي الحَدِيث: جَاءَت امرأَةٌ من الأَنصارِ بابنتَيْنِ لَهَا فَقَالَت: يَا رَسُول الله، هَاتَانِ ابنتَا فُلانٍ، قُتِل مَعَك يومَ أُحُدٍ، وَقد استفاءَ عَمُّهما مَالَهما ومِيرَاثَهما. أَي استرجَع حَقَّهما من الْمِيرَاث وَجعله فَيْئاً لَهُ، وَهُوَ استفعل من الفَيْءِ، وَمِنْه حَدِيث عُمَر رضي الله عنه: فَلَقَد رَأَيْتُنَا نَسْتَفِيءُ سُهْمَانَها، أَي نَأْخذها لأَنفسنا فنقتَسِمُ بهَا.

وَفِي (الأَساس) : وَيُقَال مَا لَزِمَ أَحدٌ الفَيْءَ، إِلَاّ حُرِمَ للفَيْءَ.

وَمن الْمجَاز:} تَفَيَّأْتُ {بِفَيْئِك: التجَأْتُ إِليك. انْتهى.

وَنقل شَيخنَا عَن الخفاجي فِي الْعِنَايَة فِي حَوَاشِي النَّحْل: فَاءَ الظلُّ: رَجَع، لازمٌ، يتعَدَّى بِالْهَمْز أَو التَّضْعِيف} كفَيَّأَه اللَّهُ {وأَفاءَه} فَتَفَيَّأَ هُوَ، وعدَّاه أَبو تَمَّامٍ بِنَفسِهِ فِي قَوْله:

{فَتَفَيَّأْتُ ظِلَّهُ مَمْدُودَا

قَالَ: وَهُوَ خَارج عَن الْقيَاس، وَقَالَ قبل هَذِه الْعبارَة بِقَلِيل: وبقِي على المُصنّف:

فاءَت الظّلالُ، وَقد أَشار الجوهريُّ لبعضها فَقَالَ: فَيَّأَت الشَّجَرَة تَفْيِئَةً، وتَفَيَّأْتُ أَنا فِي} فَيْئِها! وَتَفَّيأَتِ الظِّلَالُ انْتهى. قلت: أَي تَقَلَّبَتْ وَفِي

ص: 356

التَّنْزِيل الْعَزِيز {1. 025 {يتفيأ ظلاله عَن الْيَمين وَالشَّمَائِل} (النَّحْل: 48) } والتَّفَيُّؤُ تَفَعُّلٌ من الفَيْءِ، وَهُوَ الظِّلُّ بالعَشِيِّ، {وتَفَيُّؤُ الظِّلال: رُجوعُها بعدَ انتصافِ النهارِ والتَّفَيُّؤُ لَا يكون إِلَاّ بالعَشِيّ، والظِّلُّ بالغَدَاة، وَهُوَ مَا لم تَنَلْه الشمْسُ.

} وتَفَيَّأَتِ الشجرةُ {وَفَيَّأَتْ وفَاءَت} تَفْيِئَةً: كَثُر فَيْؤُها، وتَفَيَّأْتُ أَنا فِي {فَيْئِها.

} وفَيَّأَت المرأَة شَعرَها: حَرَّكَتْه من الخُيَلَاءِ.

وَالرِّيح {تُفَيِّىءُ الزرعَ، والشجَرَ: تُحَرِّكهما. وَفِي الحَدِيث (مَثَلُ المُؤْمِنِ كَخَامَةِ الزَّرْعِ} تُفَيِّئُها الرِّيحُ مَرَّةً هُنَا وَمَرَّةً هُنَا) وَفِي رِوَايَة (كالخَامَةِ من الزَّرْعِ، مِن حَيْثُ أَتَتْها الريحُ تُفَيِّئُهَا) أَي تُحرِّكُها وتُمِيلُها يَمِينا وشِمالاً، وَمِنْه الحَدِيث (إِذا رَأَيتُم الفَيْءَ على رُؤُوسهنَّ يَعْنِي النساءَ مِثْلَ أَسْمَةِ البُخْتِ فَأَعْلِمُوهُنَّ أَنْ لَا تُقْبَلَ لهنَّ صلاةٌ) شبَّه رؤوسهنّ بِأَسْنِمَة البُخْتِ لِكَثْرَة مَا وَصَلْن بِهِ شُعُورَهن، حَتَّى صارَ عَلَيْهَا من ذَلِك مَا يُفَيِّئُها، أَي يُحَرِّكها خُيَلَاءَ وعُجْباً وَقَالَ نافعٌ الفَقعسِيُّ:

فَلَئِنْ بَلِيتُ فَقَدْ عَمِرْتُ كأَنَّنِي

عُصْنٌ تُفَيِّئُهُ الرِّياحُ رَطِيبُ

وتَفَيَّأَت المرأَةُ لِزوجها: تَثَنَّتْ عَلَيْهِ وَتَكَسَّرَتْ لَهُ تَدَلُّلاً وأَلقَتْ نَفْسَها عَلَيْهِ. من الفَيْءِ. وَهُوَ الرُّجوع، وَيُقَال تَقَيَّأَت، بِالْقَافِ، قَالَ الأَزهريُّ: وَهُوَ تصحيفٌ، وَالصَّوَاب الفاءُ، وَمِنْه قولُ الراجز:

تَفَيَّأَتْ ذَاتُ الدَّلالِ والخَفَرْ

لِعَابِسٍ حَافِي الدَّلَالِ مُقْشَعِرّ

وسيأْتي إِن شاءَ الله تَعَالَى،! وأَفَأْتُ إِلى قَوْمٍ فَيْئاً، إِذا أَخَذْتَ لَهُم سَلَبَ قومٍ آخرينَ فجِئْتَهم بِهِ. وأَفأْتُ عَلَيْهِم فَيْئاً، إِذا أَخَذْتَ لَهُم فَيْئاً أُخِذَ مِنْهُم.

ص: 357

(و) الفَيْءُ (: التَّحَوُّلُ) فاءَ الظِّلُّ: تَحَوَّل.

( {والفِئَةُ، كَجِعَةٍ) : الفِرْقَةُ من النَّاس فِي الأَصل، و (الطَّائِفَةُ) هَكَذَا فِي (الصِّحَاح) وَغَيره، وَفِي (الْمِصْبَاح) : الجَمَاعَةُ، وَلَا واحدَ لَهَا من لفْظِهَا، وَقيل: هِيَ الطَّائِفَة الَّتِي تُقاتِل وراءَ الجَيْشِ، فإِن كَانَ عَلَيْهِم خَوْفٌ أَو هزيمةٌ التَجَئوا إِليهم، وَقَالَ الرَّاغِب:} الفِئَة: الجماعةُ المُتظاهِرة، الَّتِي يَرجِعُ بعضُهم إِلى بعضٍ فِي التعاضُدِ. قَالَه شيخُنا. والهاءُ عِوَضٌ من الْيَاء الَّتِي نعقصَتْ من وَسطه، و (أَصْلُها فِيءٌ كَفِيعٍ) لأَنه من فَاءَ و (ج {فِئُون) على الشذوذ، (} وفِئَاتٌ) مثل شياتٍ وَلِدَاتٍ على الْقيَاس، وَجعل الكودِى كِلَيْهِما مَقِيسَيْن، قَالَ الشَّيْخ أَبو مُحَمَّد ابْن بَرّيّ: هَذَا الَّذِي قَالَه الجوهريُّ سَهْوٌ، وأَصله فِئْوٌ مثل فِعْوٍ، فالهمزة عَيْنٌ لَا لَامٌ، والمحذوف هُوَ لامُها وَهُوَ الْوَاو، قَالَ: وَهِي من فَأَوْتُ، أَي فرَّقْتُ، لأَن الفِئَة كالفِرقَة، انْتهى، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .

(و) فِي الحَدِيث كَذَا فِي (النِّهَايَة) ، وعِبارة الهَروِيّ فِي غَرِيبه نقلا عَن القُتيبيّ فِي حَدِيث بعض السّلف (لَا يُؤَمَّرُ) ، كَذَا فِي النّسخ، وَفِي بَعضها بالنُّون، وَهُوَ غلطٌ وَفِي عبارَة الْفَائِق: لَا يَحِلُّ لامرِىءٍ أَن يُؤَمِّر، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) و (النِّهَايَة) : لَا يَلِينَّ ( {مُفَاءٌ على} - مُفِيءٍ أَي مَوْلى على عَرَبِيَ) المُفاءُ: الَّذِي افتُتِحَتْ بَلدَتُه وكُورَتُه فصارَت فُيْئاً للْمُسلمين. يُقَال: أَفأْتُ كَذَا، أَي صَيَّرْتُه فَيئاً فأَنا مُفِيءٌ، وَذَلِكَ الشيءُ مُفَاءٌ، كأَنه قَالَ: لَا يَلِيَنَّ أَحدٌ من أَهلِ السَّوادِ على الصَّحابة وَالتَّابِعِينَ الَّذين افتتحوه عَنْوَةً، فَصَارَ السَّوَادُ لَهُم فَيْئاً.

(و) الْعَرَب تَقول: (يَا فَيْءَ) مَا لي (كلمَةُ تَعَجُّب) على قَول بَعضهم، (أَو) كلمة (تَأَسفٍ) وَهُوَ الأَكثر، قَالَ:

يَافَيْءَ مَا لِي مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِهِ

مَرُّ الزَّمَانِ عَلَيْهِ والتَّقْلِيبُ

وَاخْتَارَ اللِّحْيانيُّ يافَيَّ مَالي، ورُوِيَ

ص: 358

أَيضاً ياهَيْءَ، قَالَ أَبو عُبيد: وَزَاد الأَحمر: يَا شَيْءَ، وَهِي كلُّها بِمَعْنى، وَقد تقدّم طَرَفٌ من الإِشارة فِي شَيْء، وسيأْتي أَيضاً إِن شاءَ الله تَعَالَى.

(وَفَاءَ المُولِي مِن امْرَأَتِه) أَي (كَفَّرَ عَن يَمِينه) ، وَفِي بعض النّسخ كَفَّرَ يَمينَه (وَرَجَع إِلَيْها) أَي الامرأَة، قَالَ الله تَعَالَى:{فَإِن! فَاءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الْبَقَرَة: 226) قَالَ المفسِّرون: الفَيْءُ فِي كتاب الله تَعَالَى على ثَلَاثَة مَعانٍ، مَرْجِعُها إِلى أَصْلٍ واحدٍ، وَهُوَ الرُّجُوع، قَالَ الله تَعَالَى فِي المُولينَ من نِسَائِهِم {فَإِن فَآءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وَذَلِكَ أَن المُولِي حلَف أَن لَا يَطَأَ امرأَته، فجعلَ الله لهَذِهِ أَربعة أَشهر بعد إِيلائه، فإِن جَامعهَا فِي الأَربعة أَشهرٍ فقد فاءَ، أَي رَجع عمَّا حَلَف عَلَيْهِ من أَن لَا يُجامِعَها إِلى جِماعها، وَعَلِيهِ لِحِنْثِه كفَّارَةُ يَمينٍ، وإِن لم يُجامعها حَتَّى تَنقضِيَ أَربعةُ أَشهرٍ مِنْ يَوْم آلَى فإِنَّ ابنَ عَبَّاسٍ وجَماعةً من الصحابةِ أَوْقَعُوا عَلَيْهَا تَطلِيقةً، وجَعَلوا عَن الطَّلاقِ انقضاءَ الأَشهُرِ، وخالَفَهم الجماعةُ الكثيرةُ من أَصحابِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلموغيرُهم من أَهلِ العِلم وَقَالُوا: إِذا انقضَتْاءَربعةُ أَشهُرٍ وَلم يُجَامعها وُقِفَ المُولِي فإِمّا أَن يَفِيءَ، أَي يُجامعَ ويُكَفِّرَ، وإِما أَن يُطَلِّقَ، فَهَذَا هُوَ الفَيْءُ من الإِيلاءِ، وَهُوَ الرجُوع إِلى مَا حلف أَن لَا يَفْعَله، قَالَ ابْن مَنْظُور: وَهَذَا هُوَ نصُّ التنزيلِ العزيزِ {لّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَآءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الْبَقَرَة: 226، 227) وَقَالَ شَيخنَا: قَوْله فاءَ المُولِي إِلى آخرِه، لَيْسَ من اللُّغَة فِي شيءٍ، بل هُوَ من الاصطلاحات الفِقهيَّةِ كَكَثيرٍ من الأَلفاظِ المُستعْمَلَة فِي الفُنون، فيورِدُها على أَنَّها مِن لُغة العَرب، وإِلَاّ فَلَا يُعْرف فِي كلامِ العَرَب فَاءَ: كفَّر، انْتهى. قلت: لعلّه لِمُلاحظَةِ اينَّ مَعناه يَؤولُ إِلى الرُّجُوع، فوجَب

ص: 359

التنبيهُ على ذَلِك، وَقد تقدَّمت الإِشارة إِليه فِي كَلَام الْمُفَسّرين.

(و) قد ( {فِئتُ) كخِفْت (الغَنِيمةَ) فَيْئاً (واستَفَأْتُ) هَذَا المالَ، أَي أَخذتُه فَيئاً (وأَفَاءَ اللَّهُ تَعَالى عَلَيَّ) } - يُفِيءُ إِفاءَةً، قَالَ الله تَعَالَى {مَّآ أَفَآء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} (الْحَشْر: 7) فِي (التَّهْذِيب) : الفَيْءُ: مَا رَدَّ اللَّهُ على أَهلِ دِينه مِن أَموالِ مَنْ خالَفَ أَهْلَ دِينِه بِلَا قِتالٍ، إِما بأَن يَجْلُوا عَن أَوْطانِهم ويُخَلُّوهَا للمُسلمين، أَو يُصَالِحُوا على جِزْيَةٍ يُؤَدُّونَها عَن رُؤُوسهم أَو مَالٍ غيرِ الجِزْية يَفْتَدُون بِهِ من سَفْكِ دِمائهم، فَهَذَا المَال هُوَ الفَيءُ فِي كتاب الله تَعَالَى {فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} (الْحَشْر: 6) أَي لم تُوجِفُوا عَلَيْهِ خَيْلاً وَلَا رِكَاباً نَزلَتْ فِي أَموالِ بني النَّضِير حِين نَقَضُوا العَهْدَ وَجَلوْا عَن أَوطانهم إِلى الشأْم، فَقَسم رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَموالَهم من النَّخيل وغيرِها فِي الوُجوهِ الَّتِي أَراهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَقْسِمَها فِيهَا. وقِسمَةُ الفَيْءِ غيرُ قِسْمَةِ الغَنِيمة الَّتِي أَوْجَف (اللَّهُ) عَلَيْهَا بالخَيْلِ والرِّكاب.

وَفِي (الأَساس) : فُلَان {يَتَفَيَّأُ. الأَخبارَ} ويَسْتَفِيئُها. وأَفاءَ اللَّهُ عَلَيْهِم الغَنَائمَ، وَنحن {- نسْتَفيءُ المَغانم، انْتهى.

(} والفَيْئَةُ: طائرٌ كالعُقَابِ) فإِذا خافَ البَرْدَ انحدَرَ إِلى اليَمن، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .

وَيُقَال لِنَوى التَّمْرِا ذَا كَانَ صُلْباً: ذُو! فَيْئَةٍ، وَذَلِكَ أَنه تُعْلَفُهُ الدوابُّ فتأْكُله ثمَّ يَخْرُجُ مِن بطونها كَمَا كَانَ نَدِيًّا، وَقَالَ عَلْقَمة بن عَبَدَة يَصف فرسا:

سُلاءَةً كَعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَهَا

ذُو فَيْئَةٍ مِنْ نَوَى قُرَّانَ مَعْجُومُ

(و) الفَيْئَةُ أَيضاً (: الحِينُ) يُقَال: جاءَه بعد فَيْئَةٍ، أَي بعد حينٍ.

وفلانٌ سريعُ الفَيْءِ من غَضبِه،

ص: 360