المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حوادث سنة تسعين وثلاثمائة: فيها: ظهر بسجستان معدن للذهب، فكانوا يصفون - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٢٧

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد السابع والعشرون

- ‌الطبقة التاسعة والثلاثون

- ‌حوادث سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة

- ‌حوادث سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة أربع وثمانين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة خمس وثمانين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة ست وثمانين وثملاثمائة

- ‌حوادث سنة سبع وثمانين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة تسع وثمانين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة تسعين وثلاثمائة:

- ‌وفيات الطبقة:

- ‌الطبقة الْأربعون:

- ‌حوادث سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة أربع وتسعين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة خمس وتسعين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة ست وتسعين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة سبع وتسعين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة تسع وتسعين وثلاثمائة:

- ‌حوادث سنة أربعمائة:

- ‌وفيات الطبقة:

- ‌الفهرس العام للكتاب:

- ‌الطبقة التاسعة والثلاثين:

- ‌الطبقة الأربعون

الفصل: ‌ ‌حوادث سنة تسعين وثلاثمائة: فيها: ظهر بسجستان معدن للذهب، فكانوا يصفون

‌حوادث سنة تسعين وثلاثمائة:

فيها: ظهر بسجستان معدن للذهب، فكانوا يصفون من التراب الذَّهَبَ الْأحمر2.

وفيها: قُلِّد القاضي أَبُو عبد اللَّه الحسين بن هارون الضَّبِّي مدينة المنصور، مضافًا إلى قضاء الكوفة وغيرها، ووُلّي القاضي أَبُو محمد عُبَيْد اللَّه بن محمد الْأكفاني الرَّصافَةَ وأعمالها.

وفيها وُلِّي نيابة دمشق فحل بن تميم من جهة الحاكم، فمرض ومات بعد أشهر، وولي بعده عليّ بن جعفر بن فلاح.

آخر الحوادث.

1 المنتظم "7/ 207"، والكامل في التاريخ "9/ 162".

ص: 13

‌وفيات الطبقة:

تراجم وفيات سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة:

"حرف الألف":

1-

أحْمَد بن إبراهيم بن تمّام، أبو بكر البعلبكي المقرئ الفقيه، قاضي بعْلَبَكّ. سمع خَيْثَمةَ الْأطْرابُلُسي، وأبا الميمون بن راشد، وجماعة.

وعنه: محمد بن يونس الْإسكاف، وأحمد بن الحسن الطّيّان.

2-

أحْمَد بْن الحُسين بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حمزة، أبو نصر النيسابُوري المؤذن الوراق، المعروف بابن حسْكَوَيْه. كان كثير الحديث.

سمع السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، والماسرْجسي، ومحمد بن إبراهيم العَبْدَوي.

روى عنه: الحاكم، "وَأَبُو"1 سعد الكنجروذي، وغيرهما. توفي في شعبان.

1 في الأصل "أبا".

ص: 13

3-

أحْمَد بن الحسين بن مهران، أَبُو بكر الْإصبهاني ثم النيسابُوريّ المقرئ العابد1، مصنف "كتاب الغايات في القراءات"، قرأ لهشام بدمشق ولابن ذِكْوَان على أبي الحسن محمد بن النَّضْر الْأخرم، وببغداد على زيد بن أبي بلال الكوفي، وابن مقسم، وأبي بكر النّقّاش، وأبي الحسن بن ثَوْبان، وأبي عيسى بكار بن أحْمَد، وهبة اللَّه بن جعفر، وبخراسان على غير واحد، وسمع من أبي العباس السّرّاج، وابن خُزَيْمة، وأحمد بن حسين الماسَرْجَسي، ومكّي بن عَبْدان.

روى عنه: الحاكم، وَأَبُو حفص بن مسرور، وَأَبُو سعد الكَنْجرُوذي وعبد الرحمن بن الحسن بن عليك، والمقرئ أَبُو سعد أحْمَد بن إبراهيم.

قال الحاكم: كان إمام عصره في القراءات، وكان أعبد من رأينا من القرّاء، وكان مُجاب الدعوة، انتقيت عليه خمسة أجزاء، وتوفي في شوّال، وله ستُّ وثمانون سنة. وتُوُفّي في هذا اليوم أَبُو الحسن العامري صاحب الفلسفة، فحدثني عمر بن أحْمَد الزّاهد: سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنّه رأى بكر بن مهران في المنام في الليلة التي دُفن فيها، فقلت: أيُّها الْأستاذ، ما فعل اللَّه بك؟ قال: إن اللَّه عز وجل أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال: هذا فداؤك من النّار2.

وقال الحاكم: قرأنا على ابن مهران ببخارى "كتاب الشامل في القراءات".

وقرأت أنا كتاب "الغاية" له على أبي الفضل بن عساكر، بإجازته من المؤيَّد الطّوسي، وزينب الشعرية قالا: أنبأ زاهر الشحامي، أنا أَبُو بكر أحْمَد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا المصنّف رحمه الله، وقد قرأ عليه جماعة، منهم أَبُو الوفا مهدي بن طوارة شيخ الهُذْلي.

4-

أحْمَد بن محمد بن الحارث الفقيه، أَبُو الحسين الفقيه المديني الضرير. حدّث في هذا العام عن أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.

وعنه: أحْمَد بن علي النزوي، وأبو نصر الكسائي.

1 النجوم الزاهرة "4/ 160"، والعبر "3/ 44"، وشذرات الذهب "3/ 97"، والبداية والنهاية "11/ 310"، والمنتظم "7/ 165".

2 معرفة القراء "1/ 280".

ص: 14

5-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفضل بن الجرّاح، أبو بكر الخرّاز البغدادي1.

سمع: أبا حامد الحَضْرمي، وأبا بكر بن دُرَيْد، ولزم ابن الْأنباري، فأخبر عنه وروى تصانيفه.

وكان ثِقة دينًا: ظاهر المروءة، ومن الفرسان المذكورين.

روى عنه: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو محمد الجوهري.

6-

إبراهيم بن محمد بن محفوظ بن معقل، أَبُو إسحاق النيسابُوري، شيخ محتشم. كان أحد المجتهدين في العبادة.

سمع: أبا بكر بن خُزَيْمة، وأبا العبّاس بن السرّاج، وأحمد بن محمد الماسرجسي.

تُوُفّي في ربيع الْأوّل. وعنه الحاكم قال: رأيت أُصُولَه صحيحة، أكثرها بخطه.

"حرف الباء":

7-

بزال الْأمير.

وَلِّي حرب منير الذي كان على نيابة دمشق، فهزمه بزال واستولى على دمشق في هذه السنة، وقد وُلِّي طرابلس أيضًا.

8-

بكجور التركي، الْأمير أبو الفوارس، مولى سيف الدولة بن حمدان2.

ولي إمرة حمص، ثم ولي دمشق للعزيز العُبَيْدي، فجار وظلم وصادر، وخرج عن طاعة العزيز فجهز إليه منير الخادم من مصر، في سنة ثمانٍ وسبعين، فبعث بكجور عسكرًا، فالتقوا، فانتصر منير، ثم تصالحا، وذهب بكجور إلى الرقة، فأقام بها دعوة العزيز، ثم قُتِل بنواحي حلب، في سنة إحدى هذه.

9-

بشر بن الحسين الشيرازي قاضي القضاة، أبو سعيد3. قدمه عضد الدولة للقضاء، فولاه الطائع قضاء القضاة، سنة تسعٍ وستين. وكان فقيهًا ظاهريا متدينًا

1 تاريخ بغداد "5/ 81"، والمنتظم "7/ 65"، والنجوم الزاهرة "4/ 160".

2 تاريخ ابن خلدون "4/ 112"، والنجوم الزاهرة "4/ 160"، والكامل في التاريخ "9/ 58".

3 طبقات الفقهاء "177، 178، 179".

ص: 15

معظمًا للآثار، وما أراه قدم بغداد، بل استناب عليها أربعة قضاة، ثم إنه عُزِل في سنة سّتٍ وسبعين.

مات بشيراز عن سبعين سنة في هذا العام. أرَّخه ابن الخازن.

وقال أَبُو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء" في أصحاب داود: ومنهم قاضي القضاة أَبُو سعدٍ بشْر بن الحسين، كان إمامًا، أخذ العلم عن علي بن محمد صاحب ابن المغلس بفارس.

"حرف الجيم":

10-

جوهر، أَبُو الحسن القائد الرومي المعروف بالكاتب، مولى المعزّ أبي تميم1. قدِم من المغرب بتجهيز المُعِزّ إلى ديار مصر في الجيوش والأهْبَة في سنة ثمان وخمسين، فاستولى على إقليم مصر، وابتنى القاهرة، واستمرّ عالي الْأمر نافذ الكلمة.

وكان بعد موت كافور صاحب مصر قد انخرم النظام، وأقيم في المُلْك أحْمَد بن علي بن الْأخشيد وهو صغير، وكان ينوب عنه ابن عمّ والده والحسن بن عُبَيْد اللَّه بن طُغْج، والوزير حينئذ جعفر بن الفرات، فقلت الْأموال على الْجُنْد، فكتب جماعة إلى المُعِزّ يطلبون منه عسكرًا ليسلّموا إليه مصر، فنفذ جوهرًا في نحو مائة ألف فارس أو أكثر، فنزل بتروجة بقرب الإسكندرية، فراسله أهل مِصر في طلب الْأمان وتقرير أملاكهم لهم، فأجابهم جوهر، وكتب لهم العهد، فعلم الإخشيديّة بذلك، فتأهبوا للقتال، فجاءتهم الكتب والعهود، فاختلفت كلمتهم. ثم أمَّروا عليهم ابن الشويزاني، وتوجّهوا للقتال نحو الجزيرة، وحفظوا الجسور، فوصل جوهر إلى الجيزة، ووقع بينهم القتال في حادي عشر شعبان، ثم سار جوهر إلى منية الصيادين، وأخذ مخاضة منية "شلقان"2، ووصل إلى جوهر طائفة من العسكر في مراكب، وحفظ أهل مصر البلد، فقال جوهر للأمير جعفر بن فلاح: لهذا اليوم خبّأك المُعِزّ، فعبر عريانًا في سراويل وهو في مركب، ومعه الرجال خوضًا، فوصلوا إليهم، ووقع القتال،

1 سير أعلام النبلاء "16/ 467"، شذرات الذهب "3/ 98"، دول الإسلام "1/ 232"، والبداية والنهاية "11/ 310"، والعبر "3/ 16".

2 في الأصل "سلقان".

ص: 16

فقُتل خلق كثير من الإخشيديّة، وانهزم الباقون، ثم أرسلوا يطلبون الْأمان، فأمَّنَهم جوهر، وحضر رسوله ومعه بند أبيض، وطاف بالأمان، ومنع من النهب، فسكن الناس، وفُتِحت الْأسواق، ودخل من الغد جوهر القائد في طبوله وبُنُوده، وعليه ديباج مذهّب، ونزل موضِع القاهرة اليوم، واختطّها، وحفر أساس القصر لليلته، فأرسل إلى مولاه يبشّره بالفتح، وبعث إليه برءوس القتلى، وقطع خطبة بني العبّاس، ولبس السواد، وألبس الخطباء البياض، وأن يُقال في الخطبة "اللَّهم صلّ على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وعلى فاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سِبْطَيِ الرسول، وصلّ على الْأئمة آباء أمير المؤمنين المُعِزّ باللَّه".

ثم في ربيع الآخر سنة تسعٍ وخمسين أذَّنوا بمصر بـ "حيّ على خير العمل"، فاستمر ذلك، وكتب إلى المُعِزّ يبشّره بذلك، وفرغ من بناء جامع القاهرة في رمضان سنة إحدى وستين، والأغلب أنه الجامع الْأزهر1.

وكان جوهر حسن السيرة في الرعية، ولما مات رثاه جماعة من الشعراء.

تُوُفِّي سنة إحدى وثمانين، وهو على مُعْتَقَد العُبَيْدِيّة.

"حرف الحاء":

11-

الحَسَن بْن محمد بْن جعفر بْن محمد بْن حفص المَغَازِلي الْإصبهاني2، في المحرّم.

12-

الحسين بن عمر بن عمران بن حُبَيش، أَبُو عبد اللَّه البغدادي3، وعنه عُبَيد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو القاسم التنوخي. وثقة العتيقي.

13-

الحسين بن موسى بن سعيد، أَبُو علي الخيّاط المصري. إمام جامع مصر، وعاش تسعًا وسبعين سنة.

14-

حمدان بن أحْمَد بن مشارك الهَرَوي، روى عن: أبي إسحاق بن ياسين. روى عنه: أبو يعقوب القراب.

1 اتعاظ الحنفا "1/ 117".

2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 274".

3 تاريخ بغداد "8/ 82"، والمنتظم "7/ 166".

ص: 17

15-

حيان القُرْطُبِي، أَبُو بكر الزاهد العابد، من كبار الْأولياء، ومن أصحاب أبي بكر بن مجاهد الصّوفي.

تُوُفِّي بقُرْطُبة في ربيع الْأوّل من السنة.

"حرف الخاء":

16-

خَلَفُ بن إبراهيم بن عصمة "الشبلي"1 النيسابُوري. سمع أبا العبّاس السّرّاج وجماعة.

تُوُفِّي في جمادى الآخرة.

"حرف السين":

17-

"سنان"2 بن محمد الضّبعي البصري: لا أعلم متى تُوُفِّي.

لقيه أَبُو ذَرّ الهَرَوي بعد الثمانين وثلاثمائة، وقال: قرأت عليه من أصل سماعه: ثنا أبو خليفة، فذكر أحاديث.

"حرف الشين":

18-

شريف بن سيف الدولة3.

علي بن عبد اللَّه بن حمدان الْأمير، أَبُو المعالي سعد الدولة، ملك حلب ونواحيها بعد أبيه، وطالت أيامه، ثم عرض له قُولَنْج أشْفَى منه على التلف، ثم تماثل، فواقع جارية فلما فرغ بطُل نصفه، فدخل إليه الطبيب فأمر أن يُسْجَر عنده النَّد والعَنْبَر، فأفاق قليلا، فقال له الطبيب: أرني يدك، فناوله يده اليسرى، فقال: هات اليمين. فقال: ما تركت لي اليمين يمينًا. وكان قد خلف وغدر. وتُوُفِّي في رمضان، وله أربعون سنة وأشهر، وتولى بعده أَبُو الفضائل سعد، وبموت سعد انقرض مُلك سيف الدولة.

1 في الأصل "البلى".

2 في الأصل "شيان".

3 النجوم الزاهرة "4/ 161"، شذرات الذهب "3/ 100"، والعبر "3/ 16".

ص: 18

"حرف العين":

19-

عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن حَمَّوَيه بن يوسف بن أعين1.

أَبُو محمد السرخسي. "سمع"2 سنة ست عشرة وثلاثمائة من الفَرَبرِي "صحيح البخاري"، وسمع من عيسى بن عمر بن العبّاس السمرقندي كتاب "الدارِمي"، وسمع من إبراهيم بن خُزَيْم الشاشي "مُسْنَد عبد" وتفسيره.

روى عنه: أَبُو ذَرّ عبد بن أحْمَد الهَرَوي، وَأَبُو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم القرّاب، ومحمد بن عبد الصمد الترابي المَرْوَزي، وعلي بن عبد اللَّه ومحمد بْن أحْمَد بْن محمد بْن محمود الهَرَوِيّان، وَأَبُو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي.

وقال أَبُو ذَرّ: قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حِسَان.

قلت: وله جزء مفيد عدّ فيه أبواب الصحيح، وعدّ ما في كلّ كتاب من الْأحاديث، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من الصحيح، وأعلى شيء يُرْوَى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة. وحدّث الحموي هذا وقعت لنا المذكورة من طريقه. وُلِد سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.

وقال القرّاب: تُوُفّي لليلتين بقيتا من ذي الحجة.

20-

عبد اللَّه بن محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة، أَبُو محمد البصري التمار.

توفي في صفر، وروى عن أبيه صاحب أبي داود.

روى عن: أبي بكر محمد بن الحسين بن مكرّم، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وخلق.

وعنه: أَبُو ذر الهروي.

21-

عبد الرحمن بن عبد الله المالكي الفقيه3.

1 شذرات الذهب "3/ 100"، والعبر "3/ 17"، والنجوم الزاهرة "4/ 161".

2 في الأصل "سمع منه".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 435"، والعبر "3/ 17"، وشذرات الذهب "3/ 101".

ص: 19

أَبُو القاسم المصري الجوهري. وتوفي بمصر، وهو صاحب "مُسْنَد المُوَطَّأ" سمعه من طائفة، منهم أبو العباس بن نفيس المقرئ، وَأَبُو بكر بن عبد الرحمن، وَأَبُو الحسن بن فهد، وآخرون، وتُوُفّي في رمضان.

22-

عبد الرحيم بن محمد بن حمدون بن نجار الفقيه.

أَبُو الفضل النيسابُوري البخاري، نسبه إلى جده، وكان من أعيان أصحاب أبي الوليد الفقيه.

درس في حياته، وسمع من أبي حامد بن الشرفي، ومكّي بن عبدان، وحدث.

تُوُفّي في جمادى الْأولى، وقد تُوُفّي والده سنة ثمان وأربعين.

23-

عبد العزيز بن عليّ بن مُحَمَّد بن إسحاق بن الفرج1.

أَبُو عدِيّ المصري، ويعرف بابن الْإمَام. كان مقرئًا مجودًا لقراءة وَرْش لأنّها على أبي بكر بن سيف صاحب ابن يعقوب الْأرزي.

قرأ عليه: طاهر بن غلبون، وعبد الجبار بن أحْمَد الطَّرسُوسي، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد، وَأَبُو الفضل محمد بن جعفر الخُزَاعي، ومكي بن طالب، وَأَبُو عمر الطّلمنكي، وَأَبُو العبّاس محمد بن سعيد بن أحْمَد بن نفيس، وغيرهم.

وطال عمره وتفرّد بُعُلوّ هذه الطريق، وقد حدّث عن ابن قديد، ومحمد بن زبّان.

روى عنه: يحيى بن الطّحّان.

وقال أَبُو إسحاق الحبال: تُوُفّي لعَشْر خَلَوْن من ربيع الْأوّل.

24-

"عُبَيْد"2 اللَّه بن أحْمَد بن معروف، أَبُو محمد البغدادي المعتزلي قاضي القضاة3.

ولي بعد أبي بِشْر عمر بن أكثم، وسمع من يحيى بن صاعد، وابن نَيْرُوز، وأبي حامد محمد بن أحْمَد بن هارون الحَضْرمي، ومحمد بن نوح وجماعة.

1 تذكرة الحفاظ "3/ 995"، والعبر "3/ 17"، وشذرات الذهب "3/ 101".

2 في الأصل "عبد" وهو تحريف.

3 تاريخ بغداد "10/ 365"، سير أعلام النبلاء "16/ 426"، ولسان الميزان "4/ 96".

ص: 20

ولد سنة ست وثلاثمائة.

قال الخطيب: كان من أجلاد الرجال وألِبّاء النّاس، مع تجربة وحنكة وفطنة، وبصيرة ثاقبة، وعزيمة ماضية، وكان يجمع وسامة في منظره، وظُرفًا في ملبسه، وطلاقة في مجلسه، ولباقة في خطابه، ونهوضًا بأعباء الْأحكام، وهيبة في القلوب قد ضرب في الْأدب بسَهْمٍ، وأخذ من علم الكلام بحظ.

وقال العتيقي: كان مجرّدًا في الاعتزال، ولم يكن له سماع كثير.

قلت: روى عنه الحسن بن محمد الخلال، والعتيقي، وعبد الواحد بن شيطا، وَأَبُو جعفر بن المسلمة. ووثّقه الخطيب.

تُوُفّي في صفر، وله شِعْر رائق، فَحْل.

25-

عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُهَرِي، أَبُو الفضل، بغداديّ مُسْنَد كبير القدر1.

سمع: جعفر بن محمد الفِرْيابي، وإبراهيم بن شريك الْأسدي وعبد اللَّه بن المخرّمي، وعبد اللَّه ابن إسحاق المدائني، ومحمد بن حميد بن "المجدّر"2، والبَغَوِي.

وعنه: أَبُو بكر البَرْقاني، وَأَبُو محمد الخلال، وعبد العزيز الْأزجي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة آخرهم وفاة أَبُو جعفر بن المسلمة.

قال الخطيب كان ثقة، وُلِد سنة تسعين ومائتين. أخبرني العتيقي قال: سمعت أبا الفضل الزُهَرِي يقول: حضرت مجلس الفِرْيابي وفيه عشرة آلاف رجل لم يبق منهم غيري، وجعل يبكي، وذكره الْأزجي فقال: شيخ ثقة، مُجَاب الدعوة.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة صاحب كتاب، وآباؤه كلّهم قد حدّثوا، تُوُفّي فِي ربيع الْأول، وقيل فِي ربيع الآخر، قلت: وقع لنا من روايته "صفة المنافق" للفِرْيَابي.

26-

عتاب بن هارون بن عتاب بن بشر، أبو أيوب الغافقي الأندلسي3 من أهل شذونة.

1 سير أعلام النبلاء "16/ 392"، والعبر "3/ 18"، والنجوم الزاهرة "4/ 161".

2 في الأصل "المحمدر".

3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 300".

ص: 21

روى عن: أبيه، وحج فسمع من أبي حفص عمر الْجُمَحي، وأبي الحسن الخُزاعي، وكان صالحًا عابدًا. رحل إليه ابن الفَرَضيّ فأكثر عنه، وعاش سبعين سنة.

27-

عثمان بن جعفر1. أَبُو عمرو الجواليقي البغدادي.

حدَّث فِي هَذِهِ السنة عن عَبْد اللَّه بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد بْن الباغَنْدِي. وعنه أَبُو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي، وَأَبُو طالب العشاري. وثَّقَهُ العتيقي.

28-

علي بن أحْمَد بن صالح بن حمّاد المقرئ القِزْويني2.

كان فهمًا بالقراءات. عُمِّر دهرًا، وسمع من يوسف بن عاصم الرازي، ومحمد بن مسعود الْأسدي، ويوسف بن حمدان، وأخذ القراءات عن أبي عبد اللَّه الحسين الْأزرق، والعباس بن الفضل بن شاذان، ولقي ابن مجاهد ببغداد، وناظره، وأقرأ القرآن ثلاثين سنة.

روى عنه: أَبُو يعلى الحنبلي، ومن قوله نقلت ترجمته، وقال: وُلِدت سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين. توفي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

29-

علي بن محمد بن عُبَيْد اللَّه الزهري، أبو الحسن الضرير3.

كان ببغداد، ذكر أنّه من ولد عبد الرحمن بن عَوْف، وأنّه سمع من أبي يَعْلَى المَوْصِلي.

وعنه: العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان كذابًا.

"حرف الميم":

30-

محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان4.

أبو بكر المقرئ الحافظ، مُسْنِد إصبهان. طوف الشامَ ومصرَ والعراق. وسمع

1 تاريخ بغداد "11/ 309".

2 تذكرة الحفاظ "3/ 975"، وغاية النهاية "1/ 519".

3 تاريخ بغداد "12/ 92".

4 ذكر أخبار أصبهان "2/ 297"، وسير أعلام النبلاء "16/ 398-402"، وحلية الأولياء "9/ 129"، والعبر "3/ 18".

ص: 22

في قريب من خمسين مدينة.

سمع: محمد بن نُصَيْر بن أبان المديني، ومحمد بن علي الفرقدي، وإبراهيم بن مَتُّوَيْه، وطبقتهم بإصبهان، وأول سماعه بعد الثلاثمائة، وسمع أحْمَد بن الحسن الصُوفي، وحامد بن شعيب اللخمي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وطبقتهم ببغداد، وأبا يَعْلَى بالموصل، وعَبْدان بالأهواز، وأبا عَرُوبة بحَرّان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعَسقلان، وإسحاق بن أحْمَد الخُزَاعي بمكّة، وعبد اللَّه بن زيدان البَجَليّ، وعلي بن العبّاس المَقَانِعي، وعبد اللَّه بن محمد بن مُسلم ببيت المقدس، وإبراهيم بن مسرور صاحب لُوَيْن بحلب، وأحمد بن يحيى بن زُهَيْر الحافظ بتُسْتَر، وسعيد بن عبد العزيز، وأحمد بن هشام بن عمّار، ومحمد بن خُرَيْم بدمشق، ومحمد بن المُعَافَى بصيدا، ومكْحُولا ببيروت، وميمون بن هارون بعكّا، ومحمد بن عُمَيْر صاحب هشام بن عمّار، بالرملة، ومضاء بن عبد الباقي بأَذَنَة، وجعفر بن أحْمَد بن سنان بواسط، ومحمد بن علي بن رَوْح المؤدّب بعسكر مَكْرَم، ومحمد بن تمام البَهْراني، ومحمد بن يحيى بن رزين بحمص، والحسين بن عبد اللَّه القطان الْأزْدي بالرَّقَّة، ومحمد بن محمد بن الْأشعث، ومحمد بن زبّان، وعلي بن أحْمَد علان، وأحمد بن عبد الوارث الغسّال بمصر، ومحمد بن أبي سَلَمَة بن قوبا بعسقلان، وصنّف "معجم شيوخة"، وسمع "شرح الْأثار" للطَّحاوي منه، وخرَّج الفوائد، وجمع "مُسْنَد أبي حنيفة".

روى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق بْن حمزة، وَأَبُو الشيخ، وهما أكبر منه، وحمزة السَّهْمي، وأحمد بن موسى بن مردود، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو طاهر بن عبد الرحيم وإبراهيم بن منصور الكراني سبط بحرويه، ومنصور بن الحسين، وَأَبُو طاهر أحْمَد بن محمد الثقفي، وأحمد بن محمد بن النُّعْمان، وآخرون.

قال أَبُو طاهر الثقفي: سمعت ابن المقرئ يقول: طفت الشرق والغرب أربع مرات.

وقال رجلان: سمعنا ابن المقرئ يقول: مشيت بسبب نسخة المفضل بن فضالة سبعين مرحلة، ولو عُرِضَت على بقّال برغيف لم يأخذها.

وقال أَبُو طاهر بن سلمة: سمعت ابن المقرئ يقول: دخلت بيت المقدس عشر مرات، وحججت أربع حجج، واستلمت الحجر في ليلة مائة وخمسين، وأقمت بمكة

ص: 23

خمسة وعشرين شهرًا، وعن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطَّبراني وَأَبُو الشيخ في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت: يا رسول اللَّه الجوع. فقال لي الطَّبراني: اجلس فإمّا أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وَأَبُو الشيخ، فحضر الباب عَلَوِيّ، ففتحنا له، وإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير، وقال: يا قوم شكوتموني إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فإني رأيته، فأمرني بحمل شيء إليكم.

وروى أَبُو موسى المَدِيني ترجمة ابن المقرئ: نا معمَّر بن الفاخر، سمعت أبا نصر بن الحسن بن أبي عمر، سمعت ابن سلامة يقول: قيل للصاحب بن عبّاد: أنت رجل مُعْتِزِليّ وابن المقرئ محدّث، وأنت تحبّه، فقال: إنه كان صديق والدي، وقيل مَوَدَّة الْأباء قرابة الْأبناء، ولأني كنت نائما، فرأيت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ يقول لي: أنت نائم ووليّ من أولياء اللَّه على بابك، فانتبهت ودعوت البوّاب، وقلت: من بالباب؟ قال: أَبُو بكر بن المقرئ.

وقال أَبُو عبد اللَّه بن مهدي: سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في الْأصُول مذهب أحْمَد بن حنبل وأبي زرعة.

قال ابن مَرْدَوَيه: هو ثقة مأمون، صاحب أصول. تُوُفْي يوم الْأثنين في شوال.

وقال أَبُو نُعَيْم: محدّث كبير ثقة، صاحب "أصول"، سمع ما لا يحصى كثرة، وتوفي عن ستٍ وتسعين سنة.

قلت: وكان الصّاحب إسماعيل بن عباد يحترمه، وكان خازن كُتُب الصاحب، وقد خَرَّجْتُ من مُعْجَمه أربعين حديثًا عن أربعين شيخًا، فِي أربعين مدينة، سميتها "أربعين البلدان" لأبي بكر بن المقرئ، وسمعناها. وعند أبي سعيد المدائني حديثه في غاية العُلُو. مات في شوّال.

31-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن عبده بن سليط السليطي، أبو جعفر النيسابوري.

عن: أبي بكر الإسفراييني، والشرفي، ومكّي بن عَبْدان، وطبقتهم.

وعنه: الحاكم، وانتقى عليه، وَأَبُو يَعْلَى الصّابوني، والكَنْجَرُوذِي وجماعة. وحدث أيضا بمكّة والعراق.

ص: 24

32-

محمد بن حسين بن شنظير، أَبُو عبد اللَّه الْأموي الطُلَيطليّ1، والد المحدث أبي إسحاق إبراهيم، كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك.

روى عن: وهْب بن مسرّة، ومحمد بن عبد اللَّه بن عيشون، وأبي بكر بن رستم.

تُوُفْي في المحرّم، وكان ابنه غائبًا في الرحلة، وُلد سنة خمس عشرة وثلاثمائة.

33-

محمد بن خثيم بن ثاقب، أَبُو بكر البخاري الصفار.

حدث بصحيح البخاري عن القَزْوِيني، تُوُفْي بسَمَرْقَنْد في ربيع الْأوّل.

34-

محمد بن سعيد بن قرط، أبو عبد الله بن الصّابوني القُرْطُبي2.

سمع من: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، والحسن بن سعد، ورحل فسمع من ابن الْأعرابي، وطائفة. وكان رفيق ابن السليم في رحلته، فلما وُلِّي ابن السليم القضاءَ استعمله على نظر الْأوقاف، ثم عزله، وظهرت عليه أمور، ذهب فيها ماله كلّه، وبقي فقيرًا.

وقد حدّث بيسير في ربيع الْأوّل.

35-

محمد بن عبد اللَّه، أَبُو الحسن النَّحْوِي الورّاق، زوج بنت أبي سعيد السِّيرافي3.

له "شرح مختصر الجرمي" في النَّحْو، وغير ذلك.

36-

محمد بن عبد اللَّه بن عمرو، أَبُو جعفر الهَرَوِي الفقيه صاحب التفسير.

37-

محمد بن علي بن الحسن بن سُوَيْد، أَبُو بكر البغدادي المكتب4.

روى عن: محمد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البَغَوِي، وأبي عَرُوبَة، وطائفة كثيرة، وسافر الكثير.

1 الصلة لابن بشكوال "2/ 477".

2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 93".

3 بغية الوعاة "1/ 129".

4 تاريخ بغداد "3/ 88".

ص: 25

روى عنه: أَبُو بكر البَرْقَاني، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وعلي بن المحسّن التنوخي، ووثّقه البَرْقَاني.

وقال الْأزهري: صَدُوق، تكلَّموا فيه بسبب روايته عن أحْمَد بن سهل الْأشْناني كتاب قراءة عاصم. تُوُفِّي في رمضان.

38-

"محمد بن القاسم"1 بن أحْمَد فاذشاه، أَبُو عبد اللَّه الْإصبهاني الشافعي المتكلّم الْأشعري، المعروف بالنَّتيف.

ذكره أَبُو نُعَيْم فقال: كثير المصنّفات في الْأصُول والفِقْه والأحكام، ورجل إلى البصْرة، وروى عن محمد بن سليمان المالكي، وعلي بن إسحاق المادَرَائي، وأبي علي اللؤلؤي، وتُوُفِّي في شهر ربيع الْأوّل. قلت: ولعلّه أخذ بالبصْرة عن أبي الحسن الْأشعريّ، فإنّه أدركه.

قال أَبُو نُعَيْم: كان ينتحل مذهب الْأشعريّ.

39-

محمد بن موسى بن مصباح بن عيسى، أَبُو بكر القُرْطُبي المؤذّن2.

سمع: أحْمَد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة، فسمع من الْأعْرابي، والمصريّين، وكان مُتَهَجِّدًا بَكَّاء.

40-

محمد بن يَبْقَى بن زَرْب بن يزيد، أَبُو بكر القُرْطُبي الفقيه المالكي3.

سمع: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، وجماعة، وتفقّه عند اللؤلؤي وغيره.

وكان أحفظ أهل زمانه لمذهب مالك.

كان القاضي أَبُو بكر محمد بن السليم يقول له: لو رآك ابن القاسم لعجب منك.

ولما تُوُفِّي ابن السليم وُلّي ابن يَبْقَى على قضاء الجماعة في سنة سبع وستين، وإلى أن مات، وإليه كانت الصلاة والخطابة.

1 في الأصل "محمد بن أبي القاسم".

2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 95".

3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 95"، وسير أعلام النبلاء "16/ 411"، وشذرات الذهب "3/ 101".

ص: 26

وصنّف كتاب "الخصال في مذهب مالك" عارض به كتاب "الخصال" لابن كاديس الحنفي، فجاء في غاية الإتقان، وله كتاب "الرّدّ على ابن مسرة".

وكان الحاجب ابن أبي عامر يُعظّمه ويُجْلِسه معه، ولما تُوُفِّي أظهر ابن أبي عامر لموته غمًّا شديدًا.

تُوُفِّي في رمضان، وكان مع فقْهه بصيرًا بالعربية والحساب، مشكور السيرة، رئيسًا، كثير المحاسن.

41-

محمد بن يوسف بن محمد1 بن "دُوست"2 العلاف، أَبُو بكر البغدادي.

سمع: أبا القاسم البَغَوي، وعبد الملك بن أحْمَد الدقّاق. وعنه: أَبُو محمد الخلال، وَأَبُو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله. وقال أحمد بن محمد العتيقي: هو صالح ثقة.

قلت: وتم بمجلس يرويه أَبُو اليُمن الكِنْدِي هو لأبي علي عبد اللَّه، ولد هذا، لا لَهُ.

42-

مظفر بن الحسن بن المهنَّد، أَبُو الحسن السِّلْماسي.

روى عن: أحْمَد بن جوصا، وأبي بكر بن زياد النيسابُوري.

روى: عنه ابنه مهنِّد، وَأَبُو العباس النشري، وأحمد بن جرير السّلماسي.

43-

مُعَاذ بن محمد بن يعقوب، أَبُو القاسم الزَّاهد.

تُوُفِّي في جُمادى الآخرة.

44-

منير الصِّقْلَبيّ الخادم3.

غلام الوزير يعقوب بن كِلّس، وُلِّي إمرةَ دمشق، فقدِمها من مصر سنة ثمانٍ وسبعين، فلما كان في هذا العام أحد وثمانين، قدِم بزال من طرابلس في رمضان،

1 تاريخ بغداد "3/ 409"، والعبر "3/ 19".

2 في الأصل "ذويب".

3 ذيل تاريخ دمشق "40"، واتعاظ الحنفا "1/ 269".

ص: 27

فانهزم منير وطلب الجبال، وقصد جُوسِية، ثم حلب، فأسره رجل من العرب، وأتى به دمشقَ، وقد قدمها "منجوتكين"1 التركي نائبًا، فأركب منيرًا على جمل وطافوا به في البلد، وقُرِن معه قِرْد، ثم أُرسِل إلى مصر، "فعفا"2 عنه العزيز العبيدي.

"حرف الهاء":

45-

هارون بن عتاب بن بشر، أبو أيوب الشذوني الغافقي الْأندلسي3.

رحل إلى المشرق، وسمع من أبي بكر الْأنماطي، والصّنجي وأبي محمد الطُّوسي، وبمصر من القيسي.

قال النفزي: ما كان بالأندلس أفضل منه، وكان مالكّي المذهب.

46-

يعقوب بن موسى، أَبُو الحسين الْأردَبِيلي4.

سكن بغداد، وحدث بسؤالات البرذعي، عن أبي زُرْعَة، عن أحْمَد بن طاهر النَّجم عن البَرْذَعي.

روى عنه: الدَّارَقُطْنيّ مع "تقدمه"5، وَأَبُو بكر البرقاني، ووثقه، وكان فقيهًا شافعيًا.

وفيات سنة اثنتين ومائتين وثلاثمائة:

"حرف الألف":

47-

أحْمَد بن أبان بن سيد، أبو القاسم الْأندلسي اللُّغَوي6، صاحب شَرِطَة قُرْطُبَة، وكان مُقَدَّمًا في علم اللغة، بارعًا، سريع الكتابة.

1 في الأصل "يجوكتين" وهو تصحيف.

2 في الأصل "فعفى".

3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 169".

4 تاريخ بغداد "14/ 295".

5 في الأصل "تقد".

6 الصلة لابن بشكوال "1/ 8".

ص: 28

صنّف كتاب "العالم في اللغة" مائة مجلّدة على الْأجناس، وتُوُفِّي في هذا العام.

روى عن: أبي علي القالي كتاب "النوادر": وروى عن سعيد بن عامر الْأشبيلي كتاب "الكامل" أخذ عنه أَبُو القاسم الْأقليلي وغيره.

48-

أحْمَد بن بندار بن محمد بن عبد اللَّه بن مهران أَبُو زُرْعَة العبسي الْأسْتَرَاباذي الفقيه، قاضي أسْتَرَاباذ.

كتب بأَرْدَبيل عن حفص بن عمر بن زبلة الحافظ، ودرس الفقه ببغداد على أبي علي بن أبي هريرة، فيما يقال.

49-

أحْمَد بن عبيد اللَّه بن علي، أخو القائم محمد بن المهديّ1.

مات في القعدة بمصر، وصلى عليه ابن ابن ابن أخيه العزيز صاحب مصر.

ورّخه القفْطي، وله أربعة إخْوَة ماتوا قبله بمدّة.

50-

أحْمَد بن عُتبة بن مكين، أَبُو العباس الدمشقي الجوبري المُطَرِّز الْأطروش2.

روى عن: عبد اللَّه بن عتاب بن الزفتي، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وأبي الجهم بن طِلاب، وخلقٍ سواهم.

وعنه: عبد الوهاب بن الحبّان، وعلي بن السَّمْسار، وجماعة. قال الكتّانيّ: كان ثقة نبيلا.

51-

أحْمَد بن علي بن عمر، أَبُو الحسين البغدادي المشطاحي3.

روى عن: طبقة البَغَوي. وعنه: أبو طاهر بن سعدون المَوْصِلي، وكان ثقة.

52-

أحمد بن محمد بن رجاء القاضي، "أبو حامد"4 السرخسي.

توفي في شوال.

1 اتعاظ الحنفا "1/ 99، 237".

2 التهذيب "1/ 389".

3 تاريخ بغداد "4/ 316".

4 في الأصل "وحامد".

ص: 29

53-

أحْمَد بن ثابت، أَبُو العباس الشيرازي الحافظ.

حدّث بدمشق عن القاسم بن القاسم السَّيّاري، وعبد الله بن جعفر بن فارس الإصبهاني، والحسين بن عبد الرحمن الرَّامَهُرْمُزِي، وجماعة. وعنه: أَبُو نصر الإسماعيلي، وَأَبُو عبد اللَّه الحاكم، وتمّام الرّازي.

قال الحاكم: جمع من الحديث ما لم يجمعه أحد، وصار له القَبُول بشيراز، بحيث يضرب "به"1 المثل.

وقال الدَّارَقُطْنيّ: أحْمَد بن منصور الشيرازي، أدخل بمصر، وأنا بها، أحاديث على جماعة من الشيوخ.

قلت: ذكر يحيى بن مَنْده ما يدلّ على أنّ الذي دخل مصر، وأدخل على شيوخها رجل آخر، اسمه: أحْمَد بن منصور. وقال: كانا أخَوَيْن، والغَلَطُ في اسمه.

وعنه أبي العبّاس صاحب الترجمة، قال: كتبت عن الغزالي ثلاثمائة ألف حديث.

وقال الحسين بن أحْمَد الصّفار الشيرازي: لما مات أحْمَد بن منصور الحافظ، جاء إلى أبي رجلٌ فقال: رأيته في النّوم، وهو في المحراب واقف، في جامع شيراز، وعليه حلَّة، وعلى رأسه تاج مكلَّل بالجوهر، فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غُفِر لي وأكرمني، وأدخلني الجنة، فقلت: بماذا؟ قال: بكثرة صلاتي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

"حرف الحاء":

54-

الحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن سعيد، أبو أحْمَد العسكري الْإمَام الْأديب2.

سمع من: عبدان الْأهوازي، وأحمد بن يحيى بن زُهَير التُسْتَرِي، وأبي القاسم عبد اللَّه البَغَوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي بكر بن دريد، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، ومحمد بن جرير الطّبري، والعبّاس بن أبي الوليد بن شجاع الأصبهاني، وجماعة.

1 سقطت من الأصل.

2 المنتظم "7/ 191"، والبداية والنهاية "11/ 312"، والعبر "3/ 20".

ص: 30

روى عنه: أَبُو بكر أحْمَد بن جعفر اليزدي الْإصبهاني، وَأَبُو الحسن علي بن أحْمَد النُعَيْمي، وأبو سعد الماليني، وَأَبُو الحسين محمد بن الحسن الْأهوازي، وَأَبُو بكر محمد بن أحْمَد الوادعي، وعبد الواحد بن أحْمَد البَاطِرْقَاني، وأحمد بن محمد بن زَنْجَوَيْه، ومحمد بن منصور بن حيكان التُسْتَري، وعلي بن عمر الايذحي، وَأَبُو سعيد الحسن بن علي بن بحر التُسْتَري السَّقَطي، وآخرون.

وقال فيه السِّلَفي: كان من الْأئمّة المذكورين بالتصرّف في أنواع العلوم، والتبحّر في فنون الفهوم، ومن المشهورين بجودة التأليف، وحُسْن التصنيف، ومن جملة تصانيفه الحِكَم والأمثال، وكتاب التصحيف وكتاب الْأرواح وكتاب الزّواجر والمواعظ، وبقي حتى "علا"1 به السّنّ، واشتهر في الْأفاق، انتهت إليه رئاسة التحديث والإملاء للأداب، والتدريس بقطر خُوزِسْتان، وكان يُمْلي بالعسكر وتُسُتَر ومدنٍ ناحيته.

قلت: أخبرنا بنسبه أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا السفلي، أنا أَبُو الحسين بن الطُّيُوري، أنا أَبُو سعيد الحسن بن علي السَّقَطي بالبصرة، ثنا أَبُو أحْمَد الْحَسَن بْن عبد اللَّه بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري إملاء سنة ثمانين وثلاثمائة بتستر.

قال السفلي: فذكر مجالس من أماليه هي عندي، ولما تُوُفِّي أَبُو أحْمَد رثاه الصّاحب إسماعيل بن عَبّاد، وأنشده:

قالوا مَضَى الشيخُ أَبُو أحْمَد

وقد رَثوه بضُرُوب النُّدبْ

فقلت ماذا فَقْدُ شيخٍ مَضَى

لكنّه فَقْد فُنُون الْأدَبْ

ووفاته بخطّ أبي حكيم أحْمَد بْن إسماعيل بْن فَضْلان العسكريّ اللُّغَوي في يوم الجمعة، لسبعٍ خَلَوْن من ذي الحجّة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.

"حرف السين":

55-

سليمان بن عبد الرحمن بن سليمان بن معاوية، أَبُو أيوب الْجُمَحي القُرْطُبِي2 المؤذّن، المعروف بابن العجل.

1 في الأصل "علي".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 189".

ص: 31

روى عن: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ومحمد بن معاوية. كتبت عنه غير واحد. تُوُفِّي سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين.

"حرف العين":

56-

عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، أَبُو القاسم النَّسَائي الفقيه الشافعي1.

حدث ببغداد سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، فسمع منه أحْمَد بن جعفر الختلي، وَأَبُو القاسم عبد اللَّه بن الثلاج، وكان قد سمع من "الحسن"2 بن سفيان مُسْنَدَه، وبه ختم الرواية عن الحسن، وسمع مُسْنَد ابن رَاهَوَيْه من عبد اللَّه بن شيرويه عنه، وسمع بالعراق من محمد بن محمد الباغَنْدِي وطبقته.

روى عنه: الحاكم وغيره.

وقال الخطيب: قال الحاكم: توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين بِنَسَا. وعندي في تاريخ الحاكم أنّه تُوُفّي سنة أربع وثمانين، واللَّه أعلم.

قال: وكان شيخ العدالة والعلم بِنَسَا، وعاش نيّفًا وتسعين سنة. فيه: ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن شيرويه المذكور3 في سنة ثمانين ختم حديث الحسن بن سفيان.

57-

عَبْد اللَّه بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن علي بن بيان، أَبُو محمد الصّفّار4. بغداديّ ثقة.

سمع: إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ومحمد بن نوح الْجُنْدَيْسَابُورِي، والمَحَامِلي، وجماعة.

وعنه: أحْمَد بن محمد العتيقي، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي.

1 تاريخ بغداد "9/ 394"، وسير أعلام النبلاء "16/ 412"، والعبر "3/ 20".

2 في الأصل "الحسين" وهو تحريف.

3 في الأصل "بل فسا المذكور".

4 تاريخ بغداد "10/ 40"، والمنتظم "7/ 170".

ص: 32

58-

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الوهاب بن نصير بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل، أَبُو سعيد القُرَشي الرّازي1.

حجّ وسافر إلى مصر والشام وجاور وأقام بنيسابُور مدّة، فصحِبَ الزّاهد أبا علي الثقفي، وحدّث عن محمد بن أيّوب الرازي بن الضُّرَيْس، ويوسف بن عاصم.

وخرج في آخر عمره إلى مَرْو، ثم إلى بُخارى فتُوُفّي بها في هذه السنة. وله أربع وتسعون سنة.

ترجمة الحاكم، وروى عنه هو، ومحمد بن الحسن الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو يَعْلَى إسحاق بن عبد الرحمن الصّابوني، ومحمد بن عبد العزيز المَرْوَزي. وقد سمع بدمشق من ابن جوصا، وببغداد من ابن صاعد، قال الحاكم: ولم يزل كالرَّيْحَانة عند مشايخ التصوّف ببلدنا.

قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن ابن الضُّرَيْس، وقع لنا حديثه بعُلُوٍ، ورواياته مستقيمة، ولم أر أحدًا ضعَّفه، لكن يكون سماعه عن ابن الضُّرَيْس وهو ابن خمس سنين، على ما ضبطه الحاكم، من سنة انتهى إليه عِلْم الْأسناد في وقته بخُراسان.

59-

عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم، أَبُو حاتم المقرئ، خطيب مدينة أسْتَرَاباذ ومقرئها.

روى عن: أبي نُعَيْم بن عَدِيّ، والحسن بن حَمّوَيْه. وعنه: أَبُو سعيد الإدريسي.

60-

عبد الواحد بن أحْمَد بن القاسم، أَبُو بكر الزُّهْري النيسابُوري الواعظ المتكلّم، ويعرف بابن أبي الفضْل.

سمع: أبا حامد بن بلال، وأبا بكر القطّان، والمحبوبي، وطائفة.

قال الحاكم: سمع معنا الكثير، وكان يصوم الدَّهر، ويختم القرآن في يومين.

تُوُفِّي في ربيع الْأوّل بنيسابُور، رحمه اللَّه تَعَالَى.

61-

عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بن شاه الشيرازي الصوفي، أبو الحسن، نزيل نيسابور.

1 سير أعلام النبلاء "16/ 427"، والنجوم الزاهرة "4/ 163"، والعبر "3/ 21".

ص: 33

حدّث عن إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، وأبي رَوْق الهزّان، وطبقتهما. وصحب الزُّهَّاد زمانًا، وحدّث بعد الثمانين، ولا أعلم متى مات.

62-

عمر بن أحْمَد بن هارون، أَبُو1 حفص الْأجرّي البغدادي المقرئ2.

سمع: أبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا بكر بن زياد النيسابُوري، وإسماعيل الوراق وغيرهم.

وعنه: أَبُو محمد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة. قال الخطيب الحافظ: كان ثقة صالحًا دَيِّنًا.

63-

علي بن مكّي بن علي بن حسين، أَبُو الحسن الهَمَذَانِي الحلاوي.

روى عن: عبد الرحمن الجلاب، وأبي جعفر بن عُبَيْد، ومحمد بن خيران.

رحل إلى بغداد فأدرك الخلدي، وأبا سهل بن زياد، وكان حافظًا فَهْمًا، تُوُفِّي في ذي القعدة.

روى عَنْهُ: محمد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل المؤدّب، وعبد اللَّه بن محمد الحواري، وأحمد بن المأمون، وجماعة.

"حرف الميم":

64-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بن خير، أَبُو عبد اللَّه القَيْسِي القُرْطُبِي البزّاز3.

سمع: أحْمَد بن خالد الحُبَاب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وجماعة، وحج سنة اثنتين وثلاثين، فسمع من ابن الْأعْرَابي، وعبد الملك بن بحر الجلاب، ومحمد بن الصَّمُوت، ثم رحل ثانيا.

وكان صدوقًا إن شاء اللَّه ضابطًا، وقد اتُّهم بمذهب ابن "مَسَرَّة"4، ولم يصحّ عنه.

1 في الأصل "و".

2 تاريخ بغداد "11/ 264"، والمنتظم "7/ 170".

3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 96".

4 في الأصل "ميسرة" وهو تحريف.

ص: 34

توفي في المحرم، وقل من كتب عنه.

65-

محمد بن العبّاس بن محمد بن زكريّا بن يحيى، أَبُو عمر بن حَيَّوَيْهِ الخَزّاز1، من كبار محدّثي بغداد.

سمع: محمد بن الباغندي، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبد اللَّه بن إسحاق المدائني، وأبا القاسم التنوخي البَغَوِي، وخَلْقًا يطول ذكرهم. وعنه: أَبُو بكر البرقاني، أبو الفتح بن أبي الفوارس والعتيقي، والخلال، وعلي بن المحسن التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وآخرون.

قال الخطيب: كان ثقة، كتب طول عمره، روى المصنفات الكبار، ومولده سنة خمس وتسعين ومائتين، حدثني أبو القاسم الأزهري قال، كان ابن حَيَّوَيْهِ مُكْثِرًا، وكان فيه تسامُح، وربما أراد أن يقرأ شيئًا، ولا يكون أصله قريبًا منه "فيقرأه"2 من كتاب الحسن بن الرّزّاز، لثقته بذلك الكتاب، وكان مع ذلك ثقة. قال: وسألت البَرْقاني عنه، فقال: ثبت حُجَّةٌ. وقال العتيقي: تُوُفِّي في ربيع الآخر.

66-

مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم بْن أحْمَد بْن إسحاق، أبو بكر الأزدي الكاتب3، بغدادي ثقة.

سمع: البغَوي، وابن صاعد. روى عنه: ابنه علي، وَأَبُو محمد الخلال التنُوخي.

67-

محمد بن علي بن محمد بن شنبويه الْإصبهاني، أَبُو بكر الغزال الكَوْسَج4.

سمع: علي بن محمد بن مَهْرَوَيْه القِزْوِيني. روى عنه: أَبُو نُعَيْم.

68-

محمد بن الفضل بن علي، َأَبُو الحسن الحربي الناقد5.

سمع: أبا القاسم البغوي، وابن صاعد.

1 سير أعلام النبلاء "16/ 409"، والمنتظم "7/ 170"، وتاريخ بغداد "3/ 121"، والبداية والنهاية "11/ 311"، والعبر "3/ 21".

2 في الأصل "فيقرأوه".

3 تاريخ بغداد "2/ 365"، والمنتظم "7/ 171".

4 ذكر أخبار أصبهان "2/ 300".

5 تاريخ بغداد "3/ 157".

ص: 35

روى عنه: أبو القاسم عُبَيْد الله الأزهريّ ووثَّقه.

69-

محمد بن محمد بن سمعان، أَبُو منصور الحيري النيسابُوري المذكّر1، نزيل هَرَاة.

وسمع: أبا العباس السراج، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن أحْمَد بن عبد الجبّار الفَسَوي الريَّاني، وغيرهم.

روى عنه: الحاكم، وَأَبُو يعقوب القرّاب، وجماعة آخرهم موتًا أَبُو عمر عبد الواحد المليحي.

أقام بَهَراة أربعين سنة، وتُوُفِّي في رجب من السنة.

70-

محمد بن يوسف بن يعقوب2 "الرقّي"3.

تُوُفِّي فيها. وقد ذُكر في المُتَوَفّين قريبًا.

وَفَيَات سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة:

"حرف الألف":

71-

أَحْمَد بْن إبراهيم بْن محمد العلامة البغولني النيسابُوري الحنفي الزاهد4، شيخ أهل الرأي في عصره وزاهدهم.

أفتى ودرَّس نحوًا من ستين سنة، وكتب الحديث بنيسابُور والعراق وبَلْخ وتِرْمِذ، وحدّث.

ترجمه الحاكم وقال: مات في رمضان واجتمع الخَلْقُ الكثير لجنازته.

72-

أحْمَد بن إبراهيم بن الحسن5 بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران، أَبُو بكر البغدادي البزّاز.

1 العبر "3/ 21"، وشذرات الذهب "3/ 104".

2 سير أعلام النبلاء "16/ 473"، وتاريخ بغداد "3/ 409".

3 في الأصل "البرقي".

4 الأنساب "2/ 253"، واللباب "1/ 164".

5 البداية والنهاية "11/ 312"، والنجوم الزاهرة "4/ 164"، والعبر "3/ 22".

ص: 36

سمع: "أبا"1 القاسم البَغَوي، والحسين بن محمد بن عفير، وأحمد بن محمد بن المغلّس، ويحيى بن صاعد، وأبا بكر بن دُرَيْد، وطائفة بالعراق ومصر والشام، فسمع بدمشق أحْمَد بن سليمان بن زبّان الكِنْدي.

روى عنه: رفيقه الدَّارَقُطْنيّ، وابناه أَبُو علي الحسن، وعبد اللَّه ابنا أبي بكر، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق سواهم. وكان يتَّجِر في البَزّ إلى مصر. قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا، كثير الحديث. وُلِد في شهر ربيع الْأوّل سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين وأول سماعه سنة ثلاث وثلاثمائة.

قال أَبُو ذر الهَرَوي ما رأيت ببغداد في الثقة مثل القوّاس، وبعده أَبُو بكر بن شاذان، فقال لأبي ذَرّ ورّاقه: ولا الدَّارَقُطْنيّ إمامه.

وقال عُبَيْد اللَّه الْأزهري: وسمعت أبا بكر بن شاذان يقول: جاءني بجُزْءٍ فيه سماعي من محمد بن محمد الباغَنْدِي سنة تسع أو عشر وثلاثمائة، ولم يكن لي منه نسخة فلم أحدّث به. تُوُفِّي في شوال.

قال الْأزهري: كان ابن شاذان ثبتًا حُجّة.

73-

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم بْن كنانة، أَبُو عمران بن العَنَّان اللَّخْمي القُرْطُبي2.

سمع: من أحمد بن خالد الحُبَاب، وابن أَيْمن، ومحمد بن قاسم، وحجّ، فسمع من ابن الْأعْرابي، وأحمد بن مسعود الزُّبَيْرِي. سمع الناس منه كثيرًا، وحدّث عنه محمد بن السليم القاضي في حياته.

قال ابن الفَرَضيّ: كان ثقة، خيارًا، وضابطًا لما كتب، جيّد التقييد، وكان من أوثق من كتبنا عنه، قال لي: وُلِدْت سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، وتُوُفِّي وأنا بالمَشْرق.

74-

أحْمَد بن جعفر بن الحسن البلديّ الواعظ.

قدم دمشق، وحدّث بها عن أبي يَعْلَى المَوْصِلي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح العُكْبرِي، وغيرهما. وعنه: تمام الرازي، وأبو نصر بن الحبان، ومكي بن الغمر.

1 في الأصل "سمع القاسم البغوي".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 56".

ص: 37

قال ابن الْأكْفاني: تُوُفِّي سنة ثلاثٍ وثمانين. قلت: لعلّها: وستّين، فتصحَّفَتْ.

75-

أحْمَد بن عمر بن الرُّوَيْح1. سمع أبا القاسم البَغَوِي، وابن صاعد.

وعنه: أَبُو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وأحمد بن محمد العتيقي، ولَيَّنَه.

76-

أحْمَد بن عمر بن يزيد، أبو العباس الدوغي الوكيل، من شيوخ هَمَدَان.

روى عن: جدّه محمد بن يَنَال، وعبد الرحمن بن أحْمَد بن عبّاد، ومحمد بن عبد اللَّه بلبل، وإبراهيم بن محمد بن يعقوب، والحسن بن نصر الطُوسي، وجماعة.

وروى عنه: عبد الرحمن بن الليث، ومحمد بن عيسى، وعلي بن أحْمَد بن عطيّة، ويحيى بن علي أَبُو طالب العسكري، وَأَبُو سعد يحيى بن أحْمَد الرازي، وكان حافظًا لجنس هذا الشأن.

تُوُفِّي في ثامن المحرَّم.

77-

أحْمَد بن محمد عبد اللَّه، أبو عمرو الزودي الخراساني الْأديب، من شيوخ الحاكم.

78-

أحْمَد بن محمد بن إبراهيم، أَبُو سعيد النيسابُوري الْجُوري المزكِّي الفقيه2.

تُوُفِّي عن نيّف وتسعين سنة.

سمع: إبراهيم بن محمد بن شيبان الفقيه، وأبا العباس السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وعبد الرحمن، بن الحسين وأبا نُعيْم بن عدِيّ، وابن شنبوذ المقرئ ومكّي بن عبْدان. وقد درّس وأفتى زمانًا على مذهب أبي حنيفة.

روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وجماعة. وكان يُقال له الجوري.

تُوُفِي في رمضان، وآخر من حدّث عنه أَبُو سعد الكَنْجَرُوذي.

79-

أحْمَد بن محمد بن حمّوَيْه، أَبُو الوفاء النيسابُوري المزكِّي، وكان أبوه من كبار فقهاء نيسابور، وهو من كبار الشهود.

1 تاريخ بغداد "4/ 292".

2 سير أعلام النبلاء "16/ 430"، وتبصير المنتبه "1/ 370".

ص: 38

سمع: إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، والعبّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة. وحدّث في آخر عمره، وتُوُفِّي في ربيع الآخر، وله ثلاث وتسعون سنة. روى عنه: الحاكم، وغيره.

80-

أحْمَد بن محمد بن إسحاق، أَبُو عليّ النيسابُوري.

حدَّث ببغداد عن أَبِي حامد بن الصُّوفي، ومكّي بن عبْدان.

روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر محمد بْن عَبْد الملك بن بِشران، وَأَبُو القاسم التنوخي. وكان من فقهاء الحنفية وثقاتهم.

81-

إسحاق بن "حمشاد"1، أَبُو يعقوب النيسابُوري، الزَّاهد الواعظ، شيخ الكراميّة ورأسهم بنيسابُور.

قال الحاكم أَبُو عبد اللَّه: يُقال: إنّه أسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف نفس، وكان من العُبَّاد المجتهدين. قال: ولم أر جمعًا مثل جمع جنازته، ما أظن أنّه تخلّف عنه أحد، واطنب الحاكم في وصفه، مما يدلّ على أنّه من الكراميّة، كما عظَّم في تاريخه محمد بن كرّام. مات في رجب.

"حرف التاء":

82-

تمّام بن عبد اللَّه بن تمّام، أَبُو تمّام أَبُو غالب المغازي الطُّليْطِلي2.

حجّ وسمع من ابن الْأعرابي، وجماعة، ومن أبي الحسن بن أبي عيّاش، حدّثه بغزّة عن الطهراني، عن عبد الرزاق. كتب عنه جماعة.

"حرف الثاء":

83-

ثقف الحبشي3.

من كبار مشايخ الصُّوفية، سافر ولقي المشايخ، وصار خادم دُوَيْرة الرملة، وكان حسن التعهد للفقراء، ثم جاور بالحرم، وبه مات.

1 في الأصل "محمشاد".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 98".

3 طبقات الأولياء "330".

ص: 39

"من كلامه"1: الحُرُّ من يُوجِب على نفسِه خدمة الْأحرار، والغنيّ من لا يرى لنفسه على أحد مِنّة، ولا يرى لنفسِه استغناء عن أحد.

"حرف الجيم":

84-

جعفر بْن عَبْد اللَّه بْن يعقوب الفنّاكي، أَبُو القاسم الرازي2.

روى عن: محمد بن هارون الرُّويَاني مُسْنَدَه، وسمع عبد الرحمن بن أبي خلف حاتم، وجماعة.

قال أَبُو يَعْلَى الخليلي: موصوف بالعدالة وحُسْن الديانة، وهو آخر من روى عن الرُّوياني، ثم ذكر وفاته في هذه السنة.

روى عنه: أَبُو القاسم هبة اللَّه اللالكائي، وَأَبُو الْفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد الرّازيّ المقرئ.

أخبرنا إسماعيل بن الفَرَّا، أنا عبد اللَّه بن أحْمَد الفقيه سنة ست عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا محمد بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أنا أحْمَد بن علي الطُّرَيْثيثي، أنا هبة اللَّه بن الحسن الحافظ، ثنا جعفر بْن عَبْد اللَّه بْن جعفر بْن عَبْد اللَّه بن يعقوب، ثنا محمد بن هارون الروياني، ثنا أَبُو كريب، ثنا يحيى، عن أبي بكر، عن الْأعمش، عن خَيْثَمة قال: مُرَّ على خالد بن الوليد بزِقّ خمر، فقال: أي شيء هذا؟ فقالوا: خلّ. فقال: جعله اللَّه خلا، فنظروا فإذا هو خلّ، وقد كان خمرًا. وهذا إسناد صحيح.

85-

جعفر بن محمد بن علي، أَبُو محمد الطاهري البغدادي3، من ولد عبد اللَّه بن طاهر الْأمير.

حدث عن: أبي القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه: أحْمَد بن محمد العتيقي العشاري. ووثَّقه الخطيب. وهو ابن محمد بن علي بن حسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مُصْعَب بن رزيق بن محمد بن عبد اللَّه بن طاهر.

1 إضافة على الأصل للتوضيح.

2 العبر "3/ 23"، وسير أعلام النبلاء "16/ 430"، وشذرات الذهب "3/ 104".

3 تاريخ بغداد "7/ 233"، والمنتظم "7/ 173".

ص: 40

"حرف الحاء":

86-

الحسن بن أحمد بن سعيد، أَبُو علي المالكي المؤذّن1.

وُلِد سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وسمع ببغداد أحْمَد بْن الحَسَن بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفي، وأبا عمر القاضي. وعنه: العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وقال: ثقة.

87-

حضرمي بْن أحْمَد بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حمزة الحضّرميّ البَتَلْهي أبو الحسين الدمشقي2.

"حرف الزاي":

88-

زياد بن محمد "بن زياد بن الهيثم، أَبُو العباس الْجَرْجاني.

سمع"3: الداركي، ومحمد بن أحْمَد بن عمرو الْأبهري. وعنه: أَبُو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم الحافظ. تُوُفّي في جمادى الأولى.

"حرف السِّين":

89-

سعيد بن القاضي بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم الأصبهاني العسال، أبو محمد4.

روى عن: محمد بن علي الجارود، وعلي بن رستم. وعنه: أبو نعيم.

"حرف الصاد":

90-

صَفْرُ بن عبد اللَّه، أَبُو عبد اللَّه الهمذاني الخفّاف. الرجل الصّالح.

روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان الخلال، وأحمد بن عُبَيْد، وجماعة.

روى عنه: محمد بن عيسى، ومحمد الزجاج، وغيرها.

1 تاريخ بغداد "7/ 276".

2 المشتبه في أسماء الرجال "1/ 239".

3 ما بين القوسين سقط من الأصل واستدرك من ذكر أخبار أصبهان "1/ 320".

4 ذكر أخبار أصبهان "1/ 331".

ص: 41

"حرف الطاء":

91-

طاهر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم البغداديّ، أَبُو عبد اللَّه الكاتب1.

سمع: أبا حامد الحضْرمي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، ومحمد بن عبد اللَّه المستعيني.

وعنه: أَبُو عبد اللَّه الحاكم، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي، وغيرهما. مات بنيسابُور. معدودٌ في فُقَهاء الشافعية. قال ابن الصّلاح: هو فيما أحسب، والد الأستاذ منصور بن عبد القاهر.

"حرف الظاء":

92-

ظَفَرُ بن إبراهيم بن ظَفَرُ، أَبُو القاسم البصري الزهيري.

"حرف العين":

93-

عبد الله بن عطية بن حبيب، أَبُو محمد المقرئ المفسر المعدِّل. دمشقي2.

قرأ على أَبِي الحَسَن محمد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجعفر بن أبي داود، وحدّث عن ابن جَوْصا، وعلي بن عبد اللَّه الحمصي، وأبي علي الحَضائري.

روى عنه: أَبُو محمد بن أبي نصر، وطُرْفَة الحرستاني، وعبد الله بن سوار العنسي، وَأَبُو نصر بن الجبان. وكان إمام مسجد باب الجابية.

قال عبد العزيز الكتّاني: تُوُفِّي في شوال. قال: وكان يحفظ، فيما يقال، خمسين ألف بيت من الشعر في الاستشهاد على معاني القرآن وغيره، وكان ثقة. ثنا عنه: علي بن الحسن الرَّبْعي، وغيرهما.

94-

عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم، أَبُو محمد الْأندلسي القَلْعِي رحّال جوّال3.

1 تاريخ بغداد "9/ 358"، والمنتظم "7/ 173".

2 معرفة القراء "1/ 271"، والنجوم الزاهرة "4/ 165"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1017".

3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 244"، والعبر "3/ 23"، وشذرات الذهب "3/ 104".

ص: 42

سمع: أبا القاسم علي بن أبي العقب، وجماعة بدمشق، وأبا بكر الشافعي، وأبا علي بن الصوّاف ببغداد، وإبراهيم بن علي الهُجَيْمي بالبصرة، وأبا جعفر بن دُحَيْم بالكوفة، وعبد اللَّه بن الورد بمصر، وذهب إلى ابن مَسَرَّة الْأندلسي.

روى عَنْهُ: أَبُو الوليد بْن الفرضي، وكان شيخًا جليلا زاهدًا شجاعًا مجاهدًا، ولاه المستنصر باللَّه الحَكَم والقضاء، فاستعفاه، فأعفاه منه، وكان فقيهًا صلبًا فِي الحق، ورِعًا، وربّما كانوا يشبّهونه بسفيان الثَّوْرِي فِي زمانه، وكان ثقة مأمونًا، أخذ النّاس عَنْهُ الكثير، وبلغنا أَنَّهُ كَانَ يقف وحده للفئة من المشركين. تُوُفِّي بقلعة أيّوب فِي ربيع الآخر، وله ثلاث وستّون سنة.

قَالَ ابن الفَرَضي: سَمِعْتُ منه علمًا كثيرًا وسمع منه شيوخنا: أحْمَد بْن عَوْن، وعبّاس بْن أصبغ، وابن مفرّج القاضي، ونفع اللَّه بِهِ عالمًا كثيرًا، وكانت الرَّحْلة إِلَيْهِ.

95-

عَبْد السلام بْن الْحُسَيْن1.

أَبُو غالب المأموني. شاعر محسن مُفْلِق، بغدادي، شريف جليل. مدح الصّاحب بْن عَبَّاد، ورؤساء نيسابور وبُخَارَى، وكان يسمو بهمّته إلى الخلافة. أخذ عَنْهُ الثَّعَالِبي وفخّمه وأرّخه.

96-

عَبْد الصمد بْن أحْمَد بْن خنبش، أَبُو الفتح الخَوْلاني الحمصي2.

سَمِعَ: خَيْثَمة بْن سُلَيْمَان، وعثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي، وأَحْمَد بْن بهزاد السِّيرَافِي، وأَبَا سهل بْن زياد، ورحل إلى مصر والعراق، وحكى عَنْ أَبِي بَكْر الصَّنَوْبَرِي.

كتب عَنْهُ: عَبْد الغني بْن سَعِيد، وحدَّث عَنْهُ أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو عَلِيّ بْن وشّاح الزَّيْنَبِي، وجماعة. وله شعر حَسَن. حدّث فِي شوال من هذه السنة.

97-

عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن زياد، أبو محمد الجرادي الكاتب3، بغدادي فاضل.

1 سير أعلام النبلاء "16/ 501"، والكامل في التاريخ "9/ 101".

2 تاريخ بغداد "11/ 42"، اللباب "1/ 389".

3 تاريخ بغداد "10/ 370".

ص: 43

حدّث عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي حامد الحَضْرَمِي، وأَبِي بَكْر بْن دُرَيْد.

وعنه: هلال الطّيّبي المؤدّب، وَأَبُو القاسم التنوخي، ومحمد بْن عَلِيّ العشاري، وغيرهم.

تُوُفِّي سنة ثلاث وقيل: سنة أربع وثمانين.

98-

عَلِيّ بْن حسّان بْن القاسم، أَبُو الْحَسَن الجدلي الدِّمَمّي1، ودِمَمّا قرية دون الفرات. شيخ مُسِنّ.

روى عَنْ مُحَمَّد بن عبد الله الحضرمي مطين. روى عنه: أَبُو خازم مُحَمَّد بْن الفرّاء، وَأَبُو القاسم علي بن المحسن، وأبو عبد الله الصيرمي، والقاضي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق القُهُسْتاني شيخ أبي صادق مرشد.

قَالَ أَبُو خازم بْن الفرّاء: تكلّموا فِيهِ. تُوُفِّي فِي آخر سنة ثلاثٍ وثمانين وثمانمائة.

قلت: وقع لنا قطعة من مُسْنَد عَلِيّ بن مطين من طريقه.

"حرف الميم":

99-

مجاهد بْن أصبغ بْن حسّان بْن جرير، أَبُو الْحَسَن الْأندلسي البَجَّانِي2.

سَمِعَ الواضحة "من"3 سَعِيد بْن فحلون، وتفسير يحيى بْن سلام من عَلِيّ المُرِّي، وكتب الناس عَنْهُ كثيرًا.

قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ شيوخ غريب المُوَطَّأ لابن حبيب، وكتاب طبقات الفقهاء وكتاب فساد الزمان لَهُ، وكان شيخًا صالحًا طاهرًا. وقال: ولدت سنة خمس وثلاثمائة.

100-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، أَبُو بَكْر الهاشمي الْجُرْجَاني الورّاق.

سَمِعَ: أَبَا يعقوب البحري إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، وعبد اللَّه بْن عدِيّ الحافظ بجُرْجان، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الصّفّار، ومُحَمَّد بْن يعقوب الْأصمّ بنيسابُور.

1 تاريخ بغداد "11/ 422"، وسير أعلام النبلاء "16/ 474"، والعبر "3/ 23".

2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 151".

3 في الأصل "بن".

ص: 44

وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وقَالَ: ما رَأَيْت ورَّاقًا أسرع يدًا "منه"1، ولا أصحّ خطًأ منه، لكنه تغيّر بآخره وخلّط.

101-

مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد، أبو عبد اللَّه الكيساني القِزْوِيني.

سَمِعَ الكثير من عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم.

102-

مُحَمَّد بْن حامد، أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ الحنفي، شيخ أهل الرأي وفقيههم ببُخَارَى وأعلمهم وأزْهدهم، وألزمهم لشمائل السَّلَف.

روى عَنِ: الهيثم الشاشي، وعبد اللَّه الكلاباذي، وغيرهما. وعنه: الحاكم. أغلق البلد لموته ثلاثة أيّام.

103-

مُحَمَّد بْن صالح بْن مُحَمَّد بْن سعْد بن نزار، أَبُو عَبْد اللَّه القحطاني الْأندلسي الفقيه المالكي2.

سَمِعَ: بَكْر بْن حَمَّاد التاهَرْتي، وإسماعيل الصّفّار، وأَبَا سَعِيد بْن الْأعرابي وخَيْثَمة الْأطْرَابُلُسِي، وجماعة، ورحل إلى المشرق، وحجّ.

روى عَنْهُ: الحاكم، وأبو القاسم بن حبيب المفسر، وَأَبُو سهل مُحَمَّد بْن نَصْرَوَيْه، والمَرْوَزِي.

وتُوُفِّي ببُخَارَى فِي رجب.

104-

مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَبُو بَكْر الخوارزمي الشاعر المشهور3، ويقال لَهُ الطَّبَرْخَزِي "لأن"4 أباه من خُوَارِزْمِ وأمه من طَبَرِسْتَان، فركبوا لَهُ من الْأسمين نسبةً.

وقيل: إنه ابن أخت مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِي، وكان مشارًا إِلَيْهِ فِي عصره. لَهُ ديوان شعر، وديوان رسائل.

فمن شعره:

قامت تودّعُني بالأدْمُع

والصمت بين يد منها وبين فم

1 في الأصل "مدا".

2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 89"، نفح الطيب "2/ 342، 352".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 526"، وشذرات الذهب "3/ 105"، ونفح الطيب "2/ 295".

4 في الأصل "لين".

ص: 45

البين أخرسها والبين أنطقها

هذه حالةٌ فِي الناس كُلّهِمِ

قد طال ما انهزمتْ عنّا السُيُوف فلا

تُحاربينا بجيش الوَرْد والغنَمِ

لم يبق فِي الْأرض لي شيءٌ أهاب لَهُ

فهل أهاب انكسارَ الْجَفْن ذي السَّقَمِ

أستغفرُ اللَّه من قولي غلطت بَلَى

أهاب شمس المعالي مقصِد الْأممِ

كَانَ لحظُك من سيف الْأمير ومن

حتْم القضاء ومن عزْمي ومن كَلِمِي

وهي قصيدة طويلة طنّانة، وقد تنقّل فِي البلاد، ومدح الملوك، وأقام بحلب مدة، ثم سكن نيسابور. وقال الحاكم في تاريخه: كان واحد عصره فِي حِفْظ اللُّغَة والشعر، وكان يذاكرني بالأسماء والكُنَى، حتى يُحَيّرني حِفْظُه، سَمِعَ من إِسْمَاعِيل الصّفّار وأقرانه.

ومن شعره:

بآمل موْلدي وبنو جَريرٍ

فأخوالي ويحْكي المرءُ خالَه

فغيري رافضيّ عَنْ تراثٍ

وهأنا رافضيّ عَنْ كَلالَه

وله:

مَضَت الشَّبِيبَة والحبيبةُ فالتَقَى

دَمْعَان فِي الْأحشاء يزدحمان

ما أَنْصَفَتْني الحادثاتُ رَمَيْنَني

بمُودّعَيْن وليس لي قَلْبان

105-

مُحَمَّد ابن المحدث أَبِي عمرو عثمان بْن أحْمَد بْن السّمّاك، أَبُو الْحُسَيْن البغدادي1.

سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وجماعة.

روى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، ووثَّقه الخطيب.

106-

مُحَمَّد بْن عدِيّ بْن عَلِيّ بْن عدِيّ بْن زهير، أَبُو بَكْر المنقري البصْري الَّذِي روى سؤالات عُبَيْد الْأجُرّي: أَنَا دَاوُد السَجَسْتاني عَنْ أَبِي عُبَيْد الْأجُرّي. روى عَنْهُ هذا الكتاب بالإجازة أَبُو الْحَسَن أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي. وتوفي في ذي الحجة.

1 تاريخ بغداد "3/ 49".

ص: 46

107-

مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أدهم الْجَيَّاني، أَبُو عَبْد اللَّه1.

سَمِعَ بقُرْطُبَة من قاسم بْن أصبغ، وبمكة من ابن الْأعرابي، وابْن الورد، وابْن جامع السُّكَّري.

108-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى، أَبُو بَكْر الْإصبهاني السمسار2.

سَمِعَ بفَسَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن مَعْدَان، عَنْ إِسْحَاق بْن راهويه. وعنه: أَبُو نُعَيْم.

"حرف النون":

109-

نصر بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن منصور بْن أَبِي نصر الطُّوسي العطّار الحافظ3.

ولد في حدود سنة عشر وثلاثمائة، وسمع بنيسابُور أَبَا مُحَمَّد عَبْد بْن الشرفي، وأَبَا حامد بْن بلال، وأَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، واللَّيْث بْن مُحَمَّد المَرْوَزِي، ورحل إلى بغداد، فسمع أَبَا عَبْد اللَّه المحاملي، وابن مخلد، وطبقتهما، وبالكوفة أَبَا الْعَبَّاس بْن عقْدة، وبمكّة ابن الْأعْرابي، وبدمشق أَبَا عَلِيّ الحضايري، وابْن زبّان الكِنّدي، وبمصر مُحَمَّد بْن وردان العامري، وعمر بْن الربيع بْن سُلَيْمَان، وبالرملة الربيع بْن سلامة، وبحلب مُحَمَّد بْن زيد، وبمنبج أحْمَد بْن يوسف، وبحَرّان أَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سَعِيد الحافظ وخلقًا سواهم.

روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وَأَبُو عَبْد اللَّه السّلَمي، وَأَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ النّقّاش، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.

قَالَ الحاكم: هُوَ أحد أركان الحديث بخُرَاسان، مَعَ ما يرجع إِلَيْهِ من الزُهْد والسخاء، والتعصب لأهل السُّنة، أول رحلته إلى مَرْو إلى اللَّيْث، ولم يخلف يوم مات بالطابَرَان أحسن حديث منه، وأمّا فِي علوم الصُّوفية وأخبارهم ولُقِي شيوخهم وكَثْرة مجالستهم، فإنه "تُوُفِّي"4 ولم يخلف بخُراسَان مثلَه فِي التقدم واللُّقي.

قلت: صحِب الشِّبْليّ، وتُوُفِّي في المحرم، رحمه الله.

1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 97".

2 ذكر أخبار أصبهان "2/ 301".

3 شذرات الذهب "3/ 106"، والنجوم الزاهرة "4/ 166".

4 مكرره في الأصل.

ص: 47

"حرف الياء":

110-

يحيى بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسن، أَبُو عمرو المَخْلَدي النيسابُوري.

كَانَ فقيهًا عابدًا إمامًا، من كبار الشافعية، كثير التلاوة.

حدّث عَنْ: مؤمَّل بْن الْحَسَن الماسَرْجَسي، وابْن الشرفي، ومكّي بْن عَبْدان، ورحل إلى الشام مَعَ أبي بكر بن مهران، بعد الثلاثين وثلاثمائة، فسمعا منه معًا. وروى عَنْهُ الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.

111-

يوسف بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عُمَر الهمذاني الشذوني1.

سَمِعَ من: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعَبْد اللَّه بْن يونس، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السلام، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن لُبَابة، ورحل إلى الشرق، فأقام بها عشر سنين، وسمع من عثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، وخلق سواهم، وقدِم قُرْطبة بعلْم جمّ، وكان ثقةً خَيارًا.

عاش ثمانين سنة.

أخذ عَنْهُ2 ابن الفرضي وجماعة.

وفيات سنة أربع وثمانين وثلاثمائة:

"حرف الألف":

112-

أحْمَد بْن الْحَسَن بْن القاسم، أَبُو بَكْر الهمذاني الفَلَكيّ الحاسب3.

قَالَ حفيده الحافظ أَبُو الفضل عَلِيّ بْن الْحُسَيْن: كَانَ جدّي جامعًا لفنون. كَانَ عالمًا بالأدب والنَّحْو والعَروض، وسائر العلوم، ولا سيما علْم الحساب، ولقب الفَلَكيّ لهذا المعنى، حتى يقال: إنّه لم ينشأ فِي الشرق مثله، والغرب أعلم بالحساب منه.

وكان هَيُوبًا، ذا حشمة ومنزلة.

1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 206".

2 في الأصل "حه".

3 معجم الأدباء "3/ 10"، بغية الوعاة "1/ 303".

ص: 48

سمع: علي بن سعد البزاز، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْجُهَنِي، وأَبَا بَكْر بْن سهل الدينوري الحافظ.

سمع منه: ابناه، وَأَبُو الصّقْر حسن، وحسين، وعَبْد اللَّه بْن أحْمَد الكَرْخِي.

وتُوُفِّي فِي ذي القعدة، وله خمس وثمانون سنة.

113-

أحْمَد بْن سهل بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو حامد الْأنْصَارِيّ النيسابُوري1.

آخر من حدّث عَنْ مُحَمَّد بْن شادل، وأَبِي قريش مُحَمَّد بْن جمعة، وغيرهما.

قَالَ الحاكم: وأصوله صحيحة، وكان من الْأدباء المذكورين، وأول سماعه سنة سبع وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ذي الحجّة. روى عَنْهُ: الحاكم، وأبو سعيد الكَنْجَرُوذِي، وجماعة.

114-

أحْمَد بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى بْن عَون، أَبُو بَكْر المعمري القصْري2.

حدّث عن: أبي القاسم البغوي، وابن صاعد. وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وهو ثقة.

115-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن إسرائيل، أَبُو بَكْر الْبُخَارِيّ الْإسماعيلي، وجدّ القاضي مُحَمَّد، وهم بيت مشهور ببخارى.

سَمِعَ: أبا نُعيم عَبْد الملك بْن عدِيّ، وأَبَا بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد المُنْكَدِري.

وتُوُفِّي فِي رمضان، عَنْ ثلاثٍ وثمانين سنة.

116-

إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن غالب، أَبُو إِسْحَاق التمّار، مصريّ معروف.

سَمِعَ: مُحَمَّد بْن الربيع الجيزي، وجعفر بْن مُحَمَّد الطُّوسي، وأَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي.

روى عَنْهُ: أَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ، وابنه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم.

قَالَ الحبَّال: هو محدث جليل، توفي في رجب.

1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 245"، وسير أعلام النبلاء "16/ 445".

2 تاريخ بغداد "4/ 317".

ص: 49

117-

إِبْرَاهِيم بْن هلال بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو إِسْحَاق الصّابي المشرِك الحرَّاني1، صاحب الرسائل الْأدبية المشهورة.

كاتب ديوان الْأنشاء لعزّ الدولة بَخْتَيَار بْن مُعِزّ الدولة ملك العراق.

كَانَ متشددًا فِي دينه، حرص عَلَيْهِ عزّ الدولة أن يُسْلِم، فلم يفعل، وكان يصوم رمضان، ويحفظ القرآن، ويستعمله فِي رسائله، وله النَّظْم الرائق.

وُلّي ديوان الرسائل، سنة تسعٍ وأربعين، وكانت تصدر عَنْهُ مكاتبات إلى عَضُد الدولة بما تؤلمه: فلما تملّك سجنه، وعزم عَلَى قتله، فشفعوا فِيهِ فأطلقه فِي سنة إحدى وسبعين، وأمره أن يصنع لَهُ كتابًا فِي أخبار الدولة البُوَيْهِيَّة، فعمل كتاب الباجي، ولم يزل مبعدًا فِي أيامه.

تُوُفِّي فِي شوال، وله إحدى وسبعون سنة.

فمن شعره. قَالَ أَبُو القاسم بْن برهان: دخلت عَلَيْهِ، وقد لحقه وَجَعُ المفاصل، وقد أبلّ، والمجلس عنده حفلٌ، فأراد أن يريَهُم أَنَّهُ قادر عَلَى الكتابة، ففتح الدواة ليكتب، فتطاولوا للنظر إلى كتابته، فوضع القلم، وقال بديهًا:

وَجَعُ المفاصلِ وهو أيْسَرُ

ما لَقيِتُ من الْأذَى

جعل الَّذِي استحسَنته

والناس من خَطّي كَذَا

والعمرُ مثل الكاس ير

سب فِي أواخِرِه القَذَا

ومن شعره:

رأتني أُمَيِّز خَلْطَ الخِضَاب

وأقسم أجزاءَه بالقضيبِ

فقالت أَبِنْ لي ماذا تُريدُ

بقسمة هذا السَّوَاد العجيبِ

فقلتُ فَدَيْتُك ماء الشبابِ

وعزْمي أُسخِّمُ وجهَ المَشِيبِ

وكان ابنه المحسن بْن إِبْرَاهِيم من الرؤساء، مات عَلَى كفره أيضًا، وخلَّف ابنه هلال بن المحسّن الْأديب، فأسلم، وروى عَنْ أَبِي عَلِيّ الفارسيّ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجرّاح أدَبًا.

1 تذكرة الحفاظ "3/ 986"، وشذرات الذهب "3/ 106"، والنجوم الزاهرة "4/ 167".

ص: 50

قال الخطيب1: كان صدوقًا، توفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.

118-

إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو القاسم بْن الطّحّان القَيسِي الحافظ القُرْطُبي المالكي الفقيه2.

غلب عَلَيْهِ الحديث، وله فِي المُدَوَّنَة أخبار معروفة.

سَمِعَ: قاسم بْن أصبغ، والرُّعَيْنِي أحْمَد بن عبادة، ومحمد بن محمد عَبْد السلام الحسني، وأَحْمَد بْن دُحَيْم، وأَحْمَد بن مطرف، ومحمد بن معاوية. وألَّف تواليف حَسَنَة، وانتفع بِهِ أهل العلم، وعُمِّر دهرًا، وصنف فِي التاريخ.

قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه، وانتفع بِهِ أهل الكورة، وكانت فُتَيَاه بما ظهر لَهُ من الحديث. تُوُفِّي فِي صفر، وشهده ألوف من المسلمين، وطاب الثناء عنه.

"حرف الجيم":

119-

جبريل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن سندول، أَبُو القاسم الهمذاني الخِرَقيّ المعدِّل3.

روى عَنْ: عبدوس بْن أحْمَد السّرّاج، وعَلِيّ بْن سعد البزّاز، وأَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد بْن عامر السمرقندي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد الطّيالسي، وأَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن المطرّز الفقيه، وجماعة.

روى عَنْهُ: جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْأبهري، ومُحَمَّد بْن عيسى، وعَبْد اللَّه بْن عَبْدان الفقيه.

قَالَ شيرويه: ويدلّ حديثه عَلَى الصدق، وذكر وفاته فِي ذي القعدة من السنة.

قلت: هذا أسند من كَانَ فِي زمانه بهمذان.

1 تاريخ بغداد "14/ 76".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 67"، وسير أعلام النبلاء "16/ 502".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 503".

ص: 51

"حرف الصاد":

120-

صالح بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن صالح بن عبد الله بن قيس بن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الْأحنف بْن قيس، أَبُو الفضل التميمي الهمذاني الحافظ السّمسار، ويُعرف بابن الكوملاذي1.

روى عَنْ: أبيه، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن سعد البزّاز، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عزَّون، والقاسم بن إِبْرَاهِيم، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بلبل، ومُحَمَّد بْن المرّار بْن حمّويه، وأَحْمَد بْن أوس والقاسم ابن أَبِي صالح، وعَبْد السلام بْن مُحَمَّد بْن عبديل، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مهروية القِزْويني، وجماعة.

روى عَنْهُ: طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة، وحمد بْن الزَّجَّاج، وأَحْمَد بْن زَنْجَوَيْه العمري، وطاهر بْن أحْمَد الْإمَام، وَأَبُو الفتح مُحَمَّد بْن أَبِي الفوارس الحافظ، وأَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن زنبيل النَّهَاوَنْدِي وآخرون.

وقَالَ شِيرَوَيْه الدَّيْلَمي: كَانَ ركنا من أركان الحديث، ثقة صدوقًا حافظًا دينًا ورعًا، لا يخاف فِي اللَّه لومة لائم، وله مصنفات غزيرة، تُوُفِّي لثمان بقين من شعبان، ويُستَجاب الدعاء عند قبره، ومولده سنة ثلاث وثلاثمائة، وصلّى عَلَيْهِ ابن لال، فبَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا نترك ثلث الذُنوب من خشية اللَّه، وثُلُثَيْها حَيَاء من هذا الشَّيْخ.

أَخْبَرَنَا أحْمَد بْن عَبْد الكريم الواسطي، أَنَا نصر بْن جزو سنة ثلاث وعشرين وستمائة، أَنَا أَبُو طاهر بْن سلفة، سَمِعْتُ حَمْدُ بْن نصر الحافظ بهَمَذَان، سَمِعْتُ عَلِيّ بْن حُمَيْد الذُّهلي، سَمِعْتُ ابن طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن ماهلة الحافظ، سَمِعْتُ حمد بْن غَمْر الزَّجَّاج الحافظ يَقُولُ: لمّا أملى صالح بْن أحْمَد التّميميّ الحافظ بهَمَذَان، كانت لَهُ رَحَى، فباعها بسبعمائة دينار، ونثرها على محابر أصحاب الحديث.

"حرف الطاء":

121-

الطيب بن يمن المعتضدي البغدادي2.

1 تاريخ بغداد "9/ 331"، والعبر "3/ 25"، وتذكرة الحفاظ "3/ 985"، وسير أعلام النبلاء "16/ 518".

2 تاريخ بغداد "9/ 363"، والمنتظم "7/ 175".

ص: 52

سَمِعَ: البَغَوي، ومُحَمَّد بْن منصور الشيعي، وعنه: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وهو ثقة.

"حرف العين":

122-

عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، أَبُو القاسم النَّسَائي الفقيه1، شيخ أهل العلم والعدالة بنَسَا. تُوُفِّي بها، وله نَيِّف وتسعون سنة، وهو آخر من حدَّث عَنِ الْحَسَن بْن سُفْيَان. تُوُفِّي بها. وقد ذكر أيضًا سنة اثنتين وثمانين.

123-

عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الطلقي الْأستراباذي القاضي الحنفي2، من مشايخ جُرْجَان.

يروي عن: أبي القاسم البَغَوي، وجعفر بْن شهزيل الإستراباذي. وعنه: أَبُو سَعد الإدريسي، وَأَبُو مُحَمَّد المُنيري.

124-

عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر بْن شبانة العطّار عرف بممّة، شيخ همذان.

روى عَنْ: ابن عبّاد السّرّاج، ومُحَمَّد بْن صالح الطَّبَرِي. وعنه: أَبُو الفضل بْن عَبْدان، ومُحَمَّد بْن عيسى، وأهل همذان. تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.

125-

عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن محارب، أَبُو مُحَمَّد الْأنصاري الْإصْطَخْرِي3، نزيل بغداد.

حدّث عَنْ: أَبِي خليفة، وزكريا الساجي، وعبد الله بن "أدران"4 الشيرازي، خلق من الغُرَباء.

روى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي الصَّيْمَريّ، وأكثر شيوخه مجهولون، وأحاديثه عَنْ أَبِي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دُرَيْد أشبه.

وقَالَ: وُلِدْتُ بإصْطَخْر، سنة إحدى وتسعين ومائتين، وسمعت من أَبِي خليفة

1 تاريخ بغداد "9/ 394"، وسير أعلام النبلاء "16/ 412"، والعبر "3/ 20".

2 تاريخ جرجان "274".

3 تاريخ بغداد "10/ 133".

4 في الأصل "أوران".

ص: 53

سنة ثلاث وثلاثمائة. تُوُفِّي فِي هذا العام.

126-

عَبْد الرَّحْمَن بْن حمدان القاضي، أَبُو مُحَمَّد الْجُرْجَاني1.

كَانَ أبوه من هَمَذَان، فوُلِّي قضاء جُرْجَان، وأقام ببغداد مدّة، وسكن طُوس، ودخل بُخَارَى.

وقد سمع ببغداد من ابن صاعد، وبجُرْجَان من أَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ. وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.

127-

عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن نافع، أبو العباس البشني الصُّوفي2.

صحب أَبَا عَلِيّ الثقفي، وورث من آبائه أموالا كثيرة، فأنفقها فِي الخير. روى عَنْ: أحْمَد بْن السريّ الشيرازي صاحب الفَسَوي. وعنه: أَبُو سَعِيد الكَنْجَرُوذِي، وكان كثير "العبادة"3. بقي سبعين سنة لا يستند إلى حائط ولا يتكئ على وسادة، حج من نيسابور حافيًا راجلًا، وأقام بالقدس أشهرًا، ودخل المغرب، وحجّ من المغرب، ورجع إلى بُسْت، وتصدق ببقية أملاكه، وعاش خمسًا وثمانين سنة.

وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كانت نفقتي فِي سنة درهمين وثلاثين.

وقد ذكر الحاكم ترجمته فِي ستّ وَرَقات، وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وقعت لي فترة، فدخلت هِيت، وبقيت بها أربعين يومًا، لم أَذُق طعامًا ولا شرابًا، حتى وجدت الطريق الَّذِي كنت سلكته.

قَالَ الحاكم: مات فِي المحرَّم، وكان يُعَد من الْأبْدال.

128-

عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن محمويه، أَبُو الْحَسَن النيسابُوري الصُّوفي الزَّاهد4.

من أعيان أهل البيوتات، ومن العُّبَّاد الصالحين والفقراء، وخرج إلى الشام وصحِب أَبَا الخير الْأقطع، وعاش ثمانيا وثمانين سنة. وسمع بمصر من أحْمَد بْن دَاوُد الحَضْرَمِي. "ومن"5 يونس بن عبد الأعلى.

1 تاريخ جرجان "259".

2 البداية والنهاية "11/ 313"، والنجوم الزاهرة "4/ 167".

3 سقطت من الأصل.

4 المنتظم "7/ 176".

5 في الأصل "عن".

ص: 54

129-

عَلِيّ بْن زُهَير بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمد، أَبُو الْحَسَن المقرئ.

بغدادي، سكن دمشق، وأقرأ النّاس بالروايات. قرأ عَلَى: مُحَمَّد بن المعبر الْأخرم بدمشق، وعَلِيّ النّقّاش، وهبة اللَّه بْن جَعْفَر ببغداد. وقرأ عليه الربعي وغيره.

130-

عَليّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَبُو الْحُسَيْن الهمذاني الْإصبهاني المعدَّل1.

رحل وسمع الْحُسَيْن بْن عيّاش، والقطّان، وطبقته. يحضر مجلسه الكبار لفضله ورئاسته.

روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بن أبي علي، وأبو نعيم. توفي في غُرَّة رمضان.

131-

عَلِيّ بْن عَبْد الملك بْن سُلَيْمَان بْن دهثم الفقيه، أَبُو الْحَسَن الطَّرَسُوسِي2، نزيل نيسابُور.

كَانَ أديبًا فصيحًا، إلا أَنَّهُ متهاونًا بالسماع والرواية. رَوَى عَنْ أَبِي خليفة الْجُمَحي، وأَبِي عَلِيّ المَوْصِلي، وعمر بْن سنان المنبجي.

قَالَ أَبُو سهل الصّعلوكي: قدِم علينا "الطَّرَسُوسِي"3 بغداد سنة اثنتين وعشرين، فقلت لَهُ: يا أَبَا الْحَسَن، كيف رويت عَنْ هَؤُلاءِ؟ فقال: قد كَانَ أَبِي حملني إلى العراق وأنا صغير، ثم ردّني إلى طرَسُوسِ. رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد الله الحاكم، وأبو سعيد الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو مُعاذ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد المزكّي، وغيرهم.

قَالَ الحاكم: وكان معتزليا متهاونًا بالسّماع، ولم يزل يتجهر إلى أن هجره.

وقد سمع من أبي عروية، وابْن جَوْصا.

132-

عَلِيّ بْن حفص بْن عمرو بْن نُجَيْح، أَبُو الْحَسَن الخَوْلاني الْأندلسي هُوَ إلبيري. الفقيه4.

روى عَنْ: أَبِيهِ، وسمع من عَلِيّ بْن الْحَسَن المُرِّي، وسعيد بْن فَحْلُون، ومسعود.

1 ذكر أخبار أصبهان "2/ 23".

2 تذكرة الحفاظ "3/ 986".

3 في الأصل "الصعلوكي الطرسوسي".

4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 315".

ص: 55

قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ التفسير ليحيى بْن سلام، بسماعه من المِريّ. أنبا أحْمَد بْن مَسْعُود بْن جرير سنة أربعٍ وسبعين ومائتين، وكان لا بأس بِهِ. وقَالَ لي: ولدت سنة تسع وثلاثمائة.

133-

عَلِيّ بْن عيسى، أَبُو الْحَسَن النَّحْوي المعروف بالرُّمَّاني1.

أخذ عَنْ: أَبِي بَكْر بْن دريد، والزجاج، وأبي بَكْر بْن السّرّاج. روى عَنْهُ: هلال بْن المحسّن، وَأَبُو القاسم التنوخي، والحسن أبو علي الجوهري.

وكان متفننًا في علوم كثيرة، من القرآن والفقه والنَّحْو والكلام عَلَى مذهب المعتَزِلة.

صنّف فِي التفسير والنَّحْو واللُّغة. وكان مولده سنة ستٍ وتسعين ومائتين، ومات فِي جُمادى الْأولى، ولَهُ ثمانٍ وثمانون سنة.

شرح كتاب سيبويه شرحًا كبيرًا، وشرح الْجُمَل لابن السّرّاج، وله كتاب الاشتقاق وكتاب التصريف، وكتبًا كثيرة ذكرها القفطي فِي ترجمته.

قَالَ: وصنَّف فِي الكلام كتابًا سمّاه صنعة الاستدلال فِي سبْع مجلَّدات، وكتاب الْأسماء والصّفات لله تعالى وكتاب الْأكوان وكتاب المعلوم والمجهول، وله نحو مائة مصنَّف، وكان مَعَ اعتزاله شيعيا.

قال التنوخي: ممن ذهب فِي زماننا إلى أن عليا رضي الله عنه أفضلُ النّاس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ المعتزلة: أَبُو الْحَسَن الرُّمَّاني، لله دَرُّه.

قلت: كَانَ رأسًا فِي عدّة فنون وسماء العربية، وكان يخرج كلامه في النحو بالمنطق، حتى قال فيه أبو علي الفارسي: إن كان النحو ما يقوله الرُّمَّاني فليس معنا منه شيء، وإن النَّحْو ما نقوله، فليس معه منه شيء.

وكان يُقال: النَّحْويُّون فِي زمانهم ثلاثة، واحدٌ لا يفهم كلامه، وهو الرُّمَّاني، وواحد يُفْهم بعض كلامه، وهو أَبُو عَلِيّ، وواحد يُفْهم جميع كلامه، وهو أبو سعيد السيرافي.

1 سير أعلام النبلاء "16/ 533"، والبداية والنهاية "11/ 314"، والمنتظم "7/ 176"، وميزان الاعتدال "2/ 235"، والعبر "3/ 25"، والنجوم الزاهرة "4/ 168".

ص: 56

وكان أَبُو حيّان التَّوْحِيدي يبالغ فِي تعظيم الرُّمَّاني حتى قَالَ: إنه لم يُر مثله قطّ علمًا بالنَّحْو، وغزارة فِي الكلام، وبصرًا فِي المقالات، واستخراجًا للفُرَص، مَعَ تألُّهٍ وتَنَزُّهٍ وفصاحة وفقاهة. قلت: ثم وصفه بالدّين واليقين والحلم والرّواية والاحتمال والوقار.

134-

عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سهل، أَبُو الْحَسَن الْأستراباذي الفقيه الشاعر. ثقة.

روى عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي نُعَيْم عَبْد الملك. روى عَنْهُ: أَبُو سعد الإدريسي.

135-

عُمَر بْن زاذان القِزْويني القاضي.

سَمِعَ: عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن هارون بْن الحَجَّاج.

روى عَنْهُ: العتيقي، والعشاري. حدث في هذا العام، وانقطع خَبَرهُ.

"حرف الميم":

136-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حَمَّاد بْن سُفْيَان، أَبُو الْحَسَن الكوفي الحافظ محدّث الكوفة1.

رحل إِلَيْهِ أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو العلاء الواسطي، وخلق.

روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن زيدان، وعَلِيّ بْن الْعَبَّاس المَقَانِعي، ومُحَمَّد بْن دليل بْن بشْر.

137-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حشيش، أَبُو بَكْر الْإصبهاني المعدِّل2.

سَمِعَ: إِسْحَاق بْن جميل، ومُحَمَّد بْن سهل بْن الصباح، والحسن بْن ذكم ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، والحسن بْن عَلِيّ بْن زكريّا الفقيه العدوي، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وجماعة.

روى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عُمَر المقرئ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد اللَّخْمِي، وآخر من روى عَنْهُ عَائِشَة بِنْت الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الوركاني. تُوُفِّي عاشر رمضان.

1 سير أعلام النبلاء "16/ 439"، تذكرة الحفاظ "3/ 986"، شذرات الذهب "3/ 110".

2 ذكر أخبار أصبهان "300".

ص: 57

138-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الكَنْجَرُوذِي الصّبغي.

سَمِعَ: السّرّاج، وابْن خُزَيْمَة. وعنه: الحاكم وغيره. مات فِي شوّال.

139-

مُحَمَّد بْن منقذ البكري الطُّليْطِلي الخطيب.

رحل إلى مصر، وسمع من أَبِي مُحَمَّد بْن الورد بْن السَّكَن، وحدّث.

140-

مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفُرات، أَبُو الْحَسَن البغدادي الحافظ1.

سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، فمن بعدهما، وجمع ما لم يجمعه أحد فِي وقته.

قَالَ الخطيب: وبلغني أنّه كَانَ عنده عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْمَصْرِيّ الواعظ وحده ألف جُزْء، وأنّه كتب مائة تفسير، ومائة تاريخ. ثنا عَنْهُ أحْمَد بْن عَلِيّ الباذا، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن زُرْعَة، وَأَبُو إِسْحَاق البرمكي، وحدثني الْأزهري أن ابن الفرات خَلَّف ثمانية عشر صندوقًا مملوءة كتبًا، أكثرها بخطه، وكتابه هُوَ الحجّة فِي صحة النقل، وجَوْدة الضَّبط، ولم يزل يسمع إلى أن مات، وقَالَ لي العتيقي: هُوَ ثقة مأمون، ما رَأَيْت أحسن قراءة منه للحديث، وقَالَ غيره: مات فِي شوّال، وله بضع وعشرون سنة.

141-

مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سهل بْن مصلح الفقيه، أَبُو الْحَسَن الماسَرْجسيّ2 ابن بِنْت الحَسَن بْن عيسى بْن ماسَرْجَس النيسابُوري الشافعي، شيخ الشافعية فِي عصره.

سَمِعَ: خاله مؤمّل بْن الْحَسَن، ومكّي بْن عَبْدان، وأَبَا حامد بْن الشرفي، وجماعة، ورحل إلى حدود الأربعين وثلاثمائة، فسمع إِسْمَاعِيل الصّفّار ببغداد وعَبْد اللَّه بْن شَوْذب بواسط، وابْن داسة بالبصرة، وابْن الْأعْرابي بمكّة، وابْن حذْلَم بدمشق، وأصحاب يونس بْن عَبْد الْأعلْى، والمزني بمصر.

قَالَ الحاكم: كَانَ أعْرَف الْأصحاب بالمذهب وترتيبه. صحِب أَبَا إِسْحَاق المروزي

1 تاريخ بغداد "3/ 122"، والبداية والنهاية "11/ 314"، وسير أعلام النبلاء "16/ 495"، والعبر "3/ 26"، والنجوم الزاهرة "4/ 168".

2 طبقات الفقهاء "116"، والعبر "3/ 26"، وشذرات الذهب "3/ 110".

ص: 58

إلى مصر، ولزمه، وتفقّه، ثم انصرف إلى بغداد، فكان مفيد أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، ثم رجع إلى بلده، وعقد مجلس النظر ومجلس الْأملاء، فأملى زمانًا، وتُوُفِّي فِي جمادى الآخرة، عَنْ ستٍ وسبعين سنة.

تفقه عَلَيْهِ القاضي أَبُو الطيب الطَّبري، وجماعة، وحدّث عَنْهُ الحاكم وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو عثمان إِسْمَاعِيل الصّابوني، وَأَبُو سَعِيد الكَنْجَرُوذِي، وهو صاحب وجهٍ فِي المذهب.

142-

مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى بْن عُبَيْد، أَبُو عُبَيْد اللَّه المَرْزُبَاني البغدادي الكاتب العلامة1.

حدّث عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأبي بكر بن دُرَيْد، وأَبِي حامد بْن هارون الحَضْرَمِي ونفطَوَيْه، وغيرهم.

روى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وغيرهما، وكان إخباريا راوية للآداب، صنّف فِي أخبار الشعراء وفي الغَزَل، غير أن أكثر كتبه لم تكن مما سمعه، بل بالإجازة، فيقول: أَخْبَرَنَا، ولا يبين.

وقَالَ القاضي أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الصَّيْمَريّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه المَرْزُبَاني يَقُولُ: كَانَ فِي داري خمسون، ما بين لِحَاف ودِرَاج معدَّة لأهل العلم الذين يبيتون عندي.

وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كَانَ المَرْزُبَاني يضع المحبرة وقنّينة النبيذ، فلا يكتب، ويشرب، وكان معتزليا صنّف كتابًا فِي أخبار المعتزلة، وما كَانَ ثقة.

قَالَ الخطيب: لَيْسَ حاله عندنا الكذب، وأكثر ما عِيب عَلَيْهِ المذهب، وروايته بالإجازة، ولم يبيّنها.

وقَالَ العتيقي: كَانَ معتزليا ثقة، مات فِي شوّال، وله ثمانٍ وثمانون سنة. كَانَ فِي زمانه تُشَبَّه تصانيفه بتصانيف الجاحظ.

قَالَ أَبُو عَلِيّ الفارسي النَّحْوِيّ: أَبُو عُبَيْد اللَّه المَرْزُبَاني من محاسن الدُّنيا، وكان الملك عضُد الدولة مَعَ عظمته يجتاز بباب المَرْزُبَاني، فيقف حتى يخرج إليه المرزباني،

1 تاريخ بغداد "3/ 135"، والمنتظم "7/ 177"، والبداية والنهاية "11/ 314".

ص: 59

فيسلم عَلَيْهِ، وكانت داره تجمع الفضلاء، وكان مشتهرًا بشرب النبيذ، وكتابه فِي أخبار الشعراء خمسة آلاف ورقة، وله كتاب آخر فِي الشعراء المُحَدِّثين خاصّة، كبير إلى الغاية، يكون عشرة آلاف ورقة، وأخبار المسمّعين ثلاثة آلاف ورقة، وأخبار الغناء والأصوات ثلاثة آلاف ورقة وله تصانيف كثيرة جدًا، أوردها القفطي. وروى الجوهري عَنِ المَرْزُبَاني أَنَّهُ أعطى مرَّةً عضد الدولة ألف دينار، وقَالَ: إنه بلغني أنك تُؤَرِّخ، فإذا جاء اسمي فأجْمِلْ، فقلت: نعم، أُجْمِلْ، وبذكرك أتجمّل.

143-

مُحَمَّد بْن عثمان بْن عُبَيْد بْن الخطّاب، أَبُو الطيّب البغدادي الصّيْدَلانِي1.

سَمِعَ: البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، وعنه العتيقي، ووثقه.

144-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو منصور البياع الواعظ النيسابُوري2.

حدَّث ببغداد عَنْ: أَبِي حامد بْن بلال. وعنه: أبو العلاء الواسطي.

145-

مُحَمَّد بْن يحيى بْن وَهْب، أَبُو بَكْر القُرْطُبي الفِهْري مولاهم3.

سَمِعَ أحْمَد بْن القُرشي، ومسلمة بْن قاسم، وجماعة، ورحل فأقام بمصر مدّة، قبل الثمانين، وكتب الكثير، فكان بارعًا فِي الفقه والنَّحْو وتجويد القرآن، ثقة. فيما ينقله.

تُوُفِّي فِي صفر، وقد حدّث بيسير.

146-

مُحَمَّد بْن يحيى بْن عمار، أَبُو بَكْر الدِّمْياطي4.

سَمِعَ: مُحَمَّد بْن زبّان، وأَبَا بَكْر بْن المنذر، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبُلي، وأَبَا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه القاضي.

وعنه: أَبُو عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّلَمَنْكِيّ، سَمِعَ منه كتاب الْأشراف لابن المنذر، وكتاب الليث بْن سعد رواية مُحَمَّد بْن رمح، وروى عَنْهُ أيضًا يحيى بن علي بن الطحان، وطائفة.

1 تاريخ بغداد "3/ 50"، والمنتظم "7/ 177".

2 تاريخ بغداد "3/ 224".

3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 97".

4 سير أعلام النبلاء "16/ 504".

ص: 60

147-

المحسن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الفهم القاضي، أَبُو عَلِيّ التنوخي الْأديب1.

وُلِد بالبصرة، فسمع بها أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن أحْمَد الْأثرم، وابْن داسة، وببغداد أَبَا بَكْر الصُّولي، وجماعة، وكان أديبًا إخباريا علامة مصنِّفًا شاعرًا.

روى عَنْهُ: ابنه أَبُو القاسم عَلِيّ، وقال: مولدي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وأوّل سماعه فِي سنة ثلاث وستّين.

سَمِعَ من: واهب المازني صاحب نصر بْن عَلِيّ الجهضمي وقَالَ: لم يكن عند واهب بْن يحيى غير هذا الحديث فِي ستر المسلم.

قلت: وقع لنا الحديث عاليا.

تولّى أَبُو عَلِيّ قضاء رامَهُرْمُز وعسكر مُكْرَم وغير ذَلِكَ، ومات فِي المحرَّم من السنة.

قَالَ الخطيب: كَانَ سماعه صحيحًا، وأوّل ما تولّى القضاء سنة تسعٍ وأربعين، من قِبَل أَبِي السائب عُتبة بْن عَبْد اللَّه.

148-

منصور بْن جَعْفَر بْن ملاعب، أبو القاسم البغدادي الصَّيْرفي2.

سَمِعَ: البغوي، وأبا بكر بن أبي داود.

وعنه: أَبُو العلاء الواسطي، وأَحْمَد بْن رَوْح، ووثقه العتيقي، وروى الرئيس الثقفي فِي أربعينه عَنْ سُفْيَان بْن حَسَنْكَوَيْه عَنْهُ.

149-

موحّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو الفرج بْن البري الدمشقي المتعبد.

حكى عَنْ: خاله عُمَر بْن سَعِيد البرّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المقرئ، والشَّيْخ أَبِي صالح صاحب المسجد الخارج باب شرقي.

روى عَنْهُ: عَلِيّ بْن مُحَمَّد الجبائي، وطلحة بْن أسد الرّقّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن المغيث، وغيرهم.

1 المنتظم "7/ 178"، والنجوم الزاهرة "4/ 168"، وتاريخ بغداد "13/ 155".

2 تاريخ بغداد "13/ 85"، والمنتظم "7/ 177".

ص: 61

"حرف النون":

150-

نصر بن غالب، أبو الفتح البزّاز1.

حدث عَنِ: البَغَوي وابْن صاعد.

روى عَنْهُ: العتيقي وغيره، وهو من أهل باب الطاق ببغداد.

"حرف اللام":

151-

لاحق بْن الْحُسَيْن بْن عمران المقدسي، أَبُو عُمَر2.

كَانَ كذابًا "يضع"3 الْأسماء والمُتون مثل طغج بن طغان، وطرغيل بن غربيل.

حدث بخُراسَان وخُوَارِزْم وما وراء النَّهْر عَنْ خَيْثَمة الطرابُلُسِي، والمَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد العطّار.

وعنه: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وَأَبُو نُعَيْم، وجعفر المُسْتَغْفِري.

وتُوُفِّي بخُوَارِزْم، وقد اتفقوا عَلَى كَذِبه، ويقال له: لاحق بن الوراق.

"حرف الياء":

152-

يحيى بْن عَلِيّ بْن يحيى بْن عوف، أَبُو القاسم القصْري4.

عَنِ: البَغَوي، وابْن صاعد.

وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وكان ثقة.

153-

يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو الفضل النَّسَفي المعدِّل. ثقة.

روى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف.

كتب عَنْهُ: جَعْفَر بْن مُحَمَّد بن المستغفر.

1 تاريخ بغداد "13/ 301".

2 تاريخ بغداد "1/ 238"، السلسلة الضعيفة للعلامة الشيخ الألباني "1/ 291".

3 في الأصل "لا يضع".

4 تاريخ بغداد "14/ 238".

ص: 62

وفيات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة:

"حرف الألف":

154-

أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْدوَيْه بْن سَدُوس بْن عَلِيّ، أَبُو الْحَسَن الهُذْلي العَبْدوي النيسابُوري الزاهد، أبو الحافظ أبي حازم.

سَمِعَ: أبا الْعَبَّاس بْن السّرّاج، وابْن خُزَيْمَة، وحاتم بْن محبوب الفيامي.

روى عَنْهُ: ابنه والحاكم الكَنْجَرُوذِي. تُوُفِّي فِي رمضان.

155-

أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد الفقيه، أبو نصر النيسابُوري الشافعي، أحد الْأئمة.

سَمِعَ: أَبَا حامد الشرفي، وطبقته. وعنه الحاكم، وقَالَ: تُوُفِّي فِي جُمَادَى الْأولى.

156-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسماعيل، أَبُو بَكْر بْن المهندس1. محدث مصر فِي وقته.

سمع: أبا شيبة داود بن إبراهيم، ومحمد بن محمد بْن بدر الباهلي، وأَبَا بشر الدُّولابي، ومُحَمَّد بْن زبّان، وعَلِيّ بْن الْحَسَن بْن قديد، وأَبَا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه، وجماعة كثيرة، منهم القاسم البَغَوي، وانتقى عَلَيْهِ الحُفَّاظ من المشارقة والمغاربة.

روى عَنْهُ: عَبْد الغني الحافظ، والفقيه، أبو القاسم يحيى بْن الْحُسَيْن القفاص، وعَبْد الملك بْن مسكين الزَّجَّاج، وَأَبُو أحْمَد الْعَبَّاس بْن الفضل بْن الفرات بْن حِنْزابة، وعَلِيّ بْن عَبْد الواحد النَّجِيرَمِي الكاتب، وعَبْد الرَّحْمَن بْن المظفَّر الكحّال، وَأَبُو القاسم يحيى بْن عَلِيّ بْن الطّحّان، وقَالَ: كَانَ ثقة تقيا، وقَالَ غيره: عاش تسعين سنة.

157-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبدوس، أَبُو الْحَسَن الحاتمي الفقيه النيسابُوري.

سَمِعَ: الْأصم، ومات كهلا فِي حياة والده.

158-

أحْمَد بْن مُحَمَّد ين عبد الوارث الزجاج.

1 العبر "3/ 27"، وشذرات الذهب "3/ 113".

ص: 63

روى عَنْ أَبِي جَعْفَر الطَّحاوي، والمهراني، وغيره. تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.

159-

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الفتح المصِّيصي الجلي، بجيم1.

حدّث ببغداد عن: محمد بن سفيان المِصِّيصي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم البطّال.

وعنه: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي.

وقَالَ البَرْقاني: صَدُوق، وقَالَ غيره: كَانَ حافظًا ضريرًا، ومن شيوخه إمام جامع المصِّيصة أَبُو الماضي مُحَمَّد بْن يحيى، ومُحَمَّد بْن حاتم بْن رَوْح القزَّاز، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أَبِي الخطيب، وآخر من حدث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن الْأبنوسي.

160-

إِسْمَاعِيل بْن عَبَّاد الصاحب، أَبُو القاسم2، وزير مُؤَيَّد الدولة بُوَيْه بْن ركن الدولة. أصله من الطَّالقان، وكان نادرةَ دهره وأُعجوبة عصره فِي الفضائل والمكارم.

أخذ الْأدب عَنِ الوزير أَبِي الفضل بْن العميد، وأَبِي الْحُسَيْن أحْمَد بْن فارس، وسمع الحديث من أبيه، ومن غيره واحد، وحدّث باليسير، وأملى مجالس روى فيها عن عبد الله بْن جَعْفَر بْن فارس وأَحْمَد بْن كامل بْن سَحُرَة، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبِي الْحَسَن الكنباني، وسليمان الطَّبَراني، وطائفة.

روى عَنْهُ: أَبُو العلاء، مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حَسْوَل، وعَبْد الملك بْن عَلِيّ الرّازي القطّان، وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ المعدِّل، والقاضي أَبُو الطّيّب طاهر الطَّبَرِي، وَأَبُو بَكْر بن المقرئ ومع "تقدُّمه"3، وهو أوّل من سُمّي بالصاحب، لأنّه صحب مؤَيَّد الدولة من الصِّبا، وسّماه الصّاحب، فغلب عَلَيْهِ، ثم سُمّي بِهِ كلّ من وُلِّي الوزارة بعده، وقيل: لأنّه كَانَ يصحب أبا الفضل بْن العميد، فقيل لَهُ صاحب العميد، ثم خُفِّف فقيل: الصّاحب.

قَالَ فِيهِ أَبُو سعيد الرستمي:

1 تاريخ بغداد "6/ 171"، والمنتظم "7/ 179".

2 سير أعلام النبلاء "16/ 511-514"، والبداية والنهاية "11/ 314"، وشذرات الذهب "3/ 113-116"، والنجوم الزاهرة "4/ 169".

3 في الأصل "تقديمه".

ص: 64

ورث الوزارة كابرًا عَنْ كابرٍ

موصولةَ الْأسنادِ بالإسناد

يروي عن العباس عباد وزا

رته وإِسْمَاعِيل عَنْ عَبَّادِ

ولمّا تُوُفِّي مؤيَّد الدولة بجُرْجَان فِي سنة ثلاث وسبعين، ولي بعده أخوه فخر الدولة أَبُو الْحَسَن، فأقرّه عَلَى الوزارة، وبالغ في تعظيمه. وكان الوزير أَبُو الفتح من ذي الكفايتين قد قصد الصاحب، وأزاله عَن الوزارة، ثُمَّ نصر عَلَيْهِ، وعاد إِلى الوزارة، ففي كتاب المحسّن التنوخي فِي "الفرج بعد الشدة" أن إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن سعيد النصيبيني حدثه قال: سر أبو الفتح، فطلب النُّدماء، وهيَّأ مجلسًا عظيمًا بآلات الذّهب والفضة والمغاني والفواكه، وشرب بقيّة يومه، وعامّه ليلته، ثم عمل شعرًا وغَنَّوا بِهِ، يَقُولُ فِيهِ:

إذا بلغ المرء آماله

فليس إلى بعدها مُنْتَزَحُ

وكان هذا بعد تدبيره عَلَى الصّاحب، حتى أبعده عَنْ مؤيَّد الدولة، وسيَّره إلى إصبهان، وانفرد بالدَّسْت، ثم طرب بالشعر، وشرب إلى أن سكر، وقَالَ: غطُّوا المجلس لاصطبح عَلَيْهِ غدًا، وقَالَ لنُدَمَائه: باكروني، ثم نام، فدعاه مؤيَّد الدولة فِي السَّحَر، فقبض عَلَيْهِ، وأخذ ما يملكه، ومات فِي النَّكبة، ثم عاد الصّاحب إلى الوزارة.

قلت: وبقي فِي الوزارة ثمانية عشر عامًا، وفتح خمسين قلعة، وسلّمها إلى فخر الدولة، لم يجتمع منها عشرة لأبيه. وكان الصّاحب عالمًا بفنون كثيرة من العلْم، لم يُدانه فِي ذَاك وزير، وكان أفضل وزراء الدولة الدَّيْلَمِيّة، وأغزرهم علمًا، وأوسعهم أدبًا، وأوفرهم محاسن. وقد طوَّل ابن النَّجَّار ترجمته وجوَّدها.

أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا الصَّاحِبُ بْنُ عباد، أملانا أبو الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْقَزَّازُ، نَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْر وَعُمَرَ يَمْشُونَ "أَمَامَ"1 السَّرِيرِ. قَالَ الصَّاحِبُ: قَدْ شَارَكَ الطَّبَرَانِيُّ فِي إِسْنَادِهِ.

قِيلَ: كَانَ ابن عبَّاد فصيحًا مفوهًا، لكنه يتقعر في خطابه، ويستعمل وحشي

1 في الأصل "أما".

ص: 65

اللغة، حتى فِي انبساطه، يعيب التّيه ويتيه، ولا ينصف من ناظره. وقيل: كَانَ مشوَّه الصورة، وصنّف فِي اللغة كتابًا سمّاه "المحيط" فِي سبع مجلدات، وله كتاب "الكافي" فِي الترسل، وكتاب "الْأعياد"، وكتاب "الْإمَامة" ذكر فِيهِ فضائل عَلِيّ رضي الله عنه، وثبت إمامة من تقدمه. وكان شيعيا كآل بُوَيْه، وما أظنه يسب، لكنه معتزليّ، قِيلَ: إنه نال من الْبُخَارِيّ، وقَالَ: إنه حشوي لا يعول عَلَيْهِ، وله كتاب "الوزراء" وكتاب "الكشف عَنْ مساوئ المتنبي" وكتاب "أسماء اللَّه وصفاته".

ومن ترسّله: نَحْنُ يا سيدي، فِي مجلس غنى إلا عنك، شاكرًا إلا منك، قد تفتحت فِيهِ عيون النرجس، وتوردّت خدود فِيهِ بالبنفسج، وفاحت مجامر الْأترج، وفتقت فارات النّارنج، وانطلقت ألْسُن العيدان، وقامت خطباء الْأوتار، وهبّت رياح الأقداح، و"نفقت"1 سوق الْأنس، وقام منادي الطرب وطلعت كواكب الندماء وامتدت سماء النّدّ، فبحياتي إلا ما حضَرْت فقد أبت راحُ مجلسنا أن تصفو إلا أن تناولها يمْناك، وأقسم غناؤه أن لا يطيب حتى تعيه أذناك، فخدود نارنجه قد احمرّت خجلا لإبطائك، وعيون نرجسه قد حدَّقَت تأميلا للقائك: وله:

رقَّ الزُّجَاج ورقَّتِ الخَمْرُ

"وتشابَهَت"2 فَتَشَاكَلَ الْأمْرُ

فكأنّها خَمْرٌ ولا قَدَحٌ

وكأنّما قَدَحٌ ولا خَمْرُ

وله يرثي الوزير أَبَا عَلِيّ كثير بن أحْمَد:

يقولون لي أوْدى كثيرٌ بْن أحْمَد

وذلك مَرْزُوءٌ عَلِيّ جَلِيلُ

فقلتُ دَعُوني والبُكَا نَبْكِه مَعًا

فمثلُ كثيرٍ فِي الرّجال قَلِيلُ

وورد أنِ الصّاحب جمع من الكتب ما كَانَ يحتاج في نقلها إلى أربعمائة جَمَل، ولما عزم عَلَى الْإملاء، تاب إلى اللَّه، واتخذ لنفسه بيتًا سماه بيت التَّوْبة ولبث أسبوعًا عَلَى الخير، ثم أخذ خطوط الفقهاء بصحّة توبته، ثم جلس للإملاء، وحضر خلق كثير منهم القاضي عَبْد الجبار بْن أحْمَد.

وكان الصّاحب يُنَفِذ إلى بغداد فِي السنة خمسة آلاف دينار، تُفَرَّق عَلَى الفقهاء والأدباء، وكان يبغض من يميل إلي الفلسفة، ومرض بالأهواز بالإسهال، فكان إذا قام

1 في الأصل "نفق".

2 في الأصل "تشابهها".

ص: 66

من الطِّشْت، ترك إلى جانبه عشرة دنانير، حتى لا يتبرم بِهِ الخدم، فكانوا يودون دوام علّته، ولما عوفي تصدَّق بنحوٍ من خمسين ألف دينار، وله ديوان شعر.

وقد مدحه أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الخازن الشاعر بقصيدته المشهورة، وهي:

هذا فؤادُك نَهْبي بين أهواء

وذاك رأيكَ سارٍ بين آراءِ

هَوَاكَ بين العيونِ النُّجْل مُقْتَسَمٌ

داءٌ لعَمْرُكَ ما أَبَلاهُ من داءِ

لا يستقرُّ بأرض أو يسير إلى

أُخرى بشخص قريب عَزْمُه نائي

يومًا بحُزْوَى ويومًا بالكثيب ويو

مًا بالعُذَيْب ويومًا بالخُلَيْصَاءِ

ومنها:

صَبيَّة الحيّ لم تقْنَعْ بها سَكَنًا

حتى علقَتْ صَبايا كلّ أحياءِ

أدْعَى بأسماءَ نَبْزًا فِي قبائِلها

كأن أسماءَ أَضْحَى بعضُ أسمائي

ثَنَتْ أنامِلَها عنّي وقد دمِيَتْ

من مُهجتي فادَّعَتْها وَشْي حِنّاء

وهي طويلة.

وقيل: إنّ نوح بْن منصور الساماني، كتب إِلَيْهِ يستدعيه ليفوّضه وزارته، فاعتلّ عليه بأنه يحتاج لنقل كتبه، خاصة، أربعمائة جَمَل، فما الظّنّ بما يليق من التجمّل.

ومن بديع نظْم الصّاحب بْن عبَّاد:

تبسَّم إذ تبسَّم عَنْ إقَاحٍ

وأسْفَرَ حين أسْفَرَ عَنْ صَباحِ

وألحقني بكأس من رِضابٍ

وكأسٍ من جَنَى وردٍ وراحِ

لَهُ وجْهٌ يدل بِهِ وطَرْفٌ

يمرِّضُه فيسكر كلَّ صَاحِ

جبينُكَ والمُقَلَّد والثَّنَايا

صباحٌ فِي صباحٍ فِي صباحِ

ومن شعره:

الحبُّ سُكْرُ خمارُهُ التَّلَف

يَحْسُنُ فِيهِ الذُّبُول والدَّنَفْ

عُلُوه زاد فِي تصَلُّفِه

والحُسْنُ ثَوْبٌ طِرازُه الصَّلَفْ

ص: 67

وقَالَ أَبُو يوسف القِزْوِيني المعتزلي: كتب الفِهْري قاضي قزوين إلى الصّاحب، مَعَ كُتُب أهداها له:

الفهري عَبْد كافي الكُفَاة

وإنِ اعْتَدَّ عَنْ وُجُوه القُضَاةِ

خَدَم المجلسَ الرَّفيعَ بكُتُبٍ

مُتْرَعَاتٍ من علمها منعمات

فأجاب الصاحب:

قد قبِلْنا من الجميع كتابًا

وردَدْنَا لوَقْتها الباقياتِ

لستُ أَسْتَغْنِم الكبيرَ فطَبْعي

قولُ خُذْ لَيْسَ مذهبي قولُ هاتِ

ولد بإِصْطَخْر، وقيل: بالطَّالَقَان، في سنة ست وعشرين وثلاثمائة. والطَّالَقَان: اسم لناحيةٍ من أعمال قِزْوين، وأمّا بلد الطَّالَقَان التي بخُراسَان فأُخْري، خرج منها جماعة علماء.

تُوُفِّي ليلة الجمعة من صفر، سنة خمسٍ وثمانين.

ومن مراثي الصّاحب:

ثَوَى الْجُودُ والكافي معًا فِي حفيرة

ليأنس كلُّ منهما بأخيهِ

هما اصطَحَبا حَيَّيْن ثم تَعَانَقَا

ضجيعين فِي لَحْدٍ بباب دَرِيهِ

إذا ارتحل الثَّاوُونَ عَنْ مُسْتَقَرِّهم

أقاما إلى يوم القيامة فيهِ

وكان يُلقَّب كافي الكفاة أيضًا، وكانت وفاته بالري، ونقل إلى أصبهان، ودفن بمحلة باب دَرِيّة.

ولما تُوُفِّي أُغْلَقَتْ لَهُ مدينة الرّيّ، واجتمع الناس عَلَى باب قصره، وحضره مخدويه وسائر الْأمراء، وقد غيروا لباسهم، فلما خرج نعشه، صاح الناس صيحة واحدة، وقبّلوا الْأرض، ومشى فخر الدولة ابن بُوَيْه أمام نعشه، وقعد للعزاء.

ولبعضهم فِيهِ:

كأنْ لم يَمُتْ حيٌّ سواك ولم تُقَم

على أحد إلا عليك النَّوائحُ

لَئِن حَسُنَتْ فيك المراثي وذكْرُها

لقد حَسُنَت من قبلُ فيك المدائحُ

ص: 68

161-

إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، أَبُو القاسم بْن الخبّازة السِّرَقُسْطي1.

سَمِعَ: مُحَمَّد بْن يحيى بْن لُبابة، ومُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن أيمن، وسعيد بْن فحلون، ورحل فسمع بمصر من أحْمَد بْن "مَسْعُود الزُّبَيْدِي"2، وبالقَيْروَان من محمد بن محمد اللبّاد، وجمع علمًا كثيرًا، وكان شيخًا صالحًا، وقُرِئت عَلَيْهِ الكُتُب، وعاش نَيِّفًا وثمانين سنة.

162-

أفلح مولى الناصر عَبْد الرحمن بن مُحَمَّد بْن يحيى الْأموي القُرْطُبي3.

رحل وسمع: أَبَا سعيد بن الأعرابي، وجماعة، وحدث بيسير.

"حرف الحاء":

163-

الحُسَيْن بْن عليّ، أبو عَبْد الله النَمَري الْبَصْرِيّ4، صاحب التصانيف. كَانَ شاعرًا محسنًا لُغويًّا أديبًا. قرأ عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه الْأزْدِيّ، وله مصنف فِي أسماء الذهب والفضّة، وكتاب معاني الحماسة وكتاب الخيل وكتاب اللُّمَع، وكان مقيمًا بالبصرة.

"حرف الدال":

164-

دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن رباح، أَبُو الْحَسَن البغداديّ البزّاز5.

سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن عُبَيْد الله الكاتب. روى عَنْهُ: العتيقي، وأَبُو القَاسِم التنوخي، ومحمد العشاري، ووثقه العتيقي.

"حرف السين":

165-

سعد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو طَالِب الأزدي العراقي، المعروف بالوكيل6.

1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 68".

2 في الأصل "مسعود الزبيري".

3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 83".

4 بغية الوعاة "1/ 537"، وكشف الظنون "1/ 89".

5 تاريخ بغداد "8/ 381".

6 معجم الأدباء "11/ 197".

ص: 69

من كبار الْأدباء، وفحول الشعراء. روى عَنْهُ أَبُو عَلِيّ التنوخي، وَأَبُو الخطّاب الجبلي.

ألّف شرحًا لديوان المتنبي، وكان فقيرًا يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي. عاش ثمانين سنة.

"حرف العين":

166-

عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ، أَبُو المطرِّف بْن السكان المالقي1.

سَمِعَ بقُرْطُبَة من: قاسم بْن أصبغ، ومُحَمَّد بْن معاوية. وكان حَسَن المشاركة فِي العلوم والآداب، رئيسًا.

167-

عَبْد الواحد بْن جَعْفَر الناقد، بغدادي2.

روى عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي. وعنه: أحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وقَالَ: ثنا فِي هذه السنة، وكان ثقة.

168-

عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن شاه، أَبُو الْحَسَن الشيرازي الصوفي نزيل نيسابُور.

سَمِعَ: إبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأَبَا رَوْق الهزّاني، وصحب الزُّهّاد.

روى: عَنْهُ الحاكم، وغيره.

169-

عَلِيّ بْن أحمد بن محمد، أبو الحسين المهلبي الْأديب.

تُوُفِّي بمصر، وله فيما قِيلَ: مائة وإحدى وخمسون سنة، واللَّه أعلم.

170-

عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن بُنْدار بْن عَبْد اللَّه بْن خير القاضي، أَبُو الْحَسَن الْأذَني3.

سَمِعَ: مُحَمَّد بْن الفَيْض، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عبد العزيز بدمشق،

1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 267".

2 تاريخ بغداد "11/ 10".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 464"، والعبر "3/ 28"، وتذكرة الحفاظ "3/ 989".

ص: 70

وعلي بن عبد الحميد الغضايري بحلب، وأَبَا عروبة بحرّان، وابْن فيل بأنطاكية، وسكن مصر.

روى عَنْهُ: عَبْد الغني الحافظ، ومكّي بْن عَلِيّ الجمّال، ويوسف بْن رياح الْبَصْرِيّ، وهبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن الصواف، وعَبْد الملك بْن مسكين الفقيه، وأَحْمَد بْن سَعِيد بْن نفيس المقرئ.

وتُوُفِّي فِي ربيع الْأول. ما علمت بِهِ "بأسًا"1.

171-

عَلِيّ بْن عُمَر بْن أحْمَد بْن مهدي بْن مَسْعُود بْن النُّعمان بْن دينار بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الْحَسَن البغدادي الدَّارَقُطْنيّ2، الحافظ المشهور صاحب المصنفات.

سَمِعَ من: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بكر بن أبي دَاوُد، وابْن صاعد، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن فيروز، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، ومُحَمَّد بْن قاسم المحاربي، وأبي علي محمد بن سليمان المالكي، وأبي عمر مُحَمَّد بْن يوسف القاضي والْحُسَيْن بْن المَحَامِلي، وأبي بكر زياد النيسابُوري، وأَبِي رَوْق الهزّاني، وبدر بْن الهيثم، وأَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن البهلول، وعَبْد الوهاب بْن أَبِي حية، وأَحْمَد بْن القاسم الفرائضي، وأَبِي طَالِب أحْمَد بْن نصر الحافظ، وخلق كثير ببغداد والكوفة والبصرة وواسط، ورحل فِي الكهولة إلى الشام ومصر، فسمع القاضي أَبَا الطاهر الذُّهْلي وهذه الطبقة.

حدّث عَنْهُ: أَبُو حامد الإسْفراييني الفقيه، وأبو عَبْد اللَّه الحاكم، وعَبْد الغني بْن سَعِيد الْمَصْرِيّ، وتمام الرّازي، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد، وَأَبُو نُعَيْم، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الطيان الدمشقي، وعَلِيّ بْن السمسار، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو طاهر بْن عَبْد الرحيم الكاتب، والقاضي أَبُو الطّيّب الطَّبَرِي، وَأَبُو عُمَر بَكْر بْن بشران، وأبو الحسن العتيقي، وحمزة السهمي، وَأَبُو الغنائم عَبْد الصمد بْن المأمون، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن المهتدي باللَّه، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن الْأبنوسي، وخلق كثير.

1 في الأصل "رأسا" وهو تصحيف.

2 تاريخ بغداد "12/ 34-40"، والبداية والنهاية "11/ 317"، وسير أعلام النبلاء "16/ 449-461"، والمنتظم "7/ 183"، والنجوم الزاهرة "4/ 172".

ص: 71

ومولده سنة ست وثلاثمائة.

قَالَ الحاكم: صار الدَّارَقُطْنيّ أوحد عصره فِي الحفظ والفهم والورع، وإمامًا فِي القرّاء والنحويين. وفي سنة سبعٍ وستين أقمت ببغداد أربعة أشهر، وكَثُر اجتماعنا بالليل والنهار، فصادفته فوق ما وُصِف لي، وسألته عَنِ العلل والشيوخ. وله مصنفات يطول ذكرها، وأشهد أنه لن يخلف عَلَى أديم الْأرض مثله.

وقَالَ الخطيب: كان الدارقطني فريد دهره، وقريع عصره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إِلَيْهِ فِي علم الْأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مَعَ الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم، سوى علم الحديث، منها القراءات، فإن له فيها مصنفًا مختصرًا، جمع الأصول في أبواب عقدها فِي أول الكتاب، وسمعت من يعتني بالقراءات يَقُولُ: لم يسبق أَبُو الْحَسَن إلى طريقته التي سلكها فِي عقد الْأبواب المقدمة فِي أول القراءات، وصار القرّاء بعده يسلكون ذَلِكَ، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه السنن يدل عَلَى ذَلِكَ، وبلغني أَنَّهُ درّس فقه الشافعي عَلَى أَبِي سَعِيد الْإصْطَخْرِي، وقيل: عَلَى غيره، ومنها المعرفة بالأدب والشعر، فقيل: إنه كان يحفظ دواوين جماعة، فحدثني حمزة بن محمد بن طاهر إنه كَانَ يحفظ ديوان السيد الحِمْيَري، ولهذا نُسِب إلى التشيع. وحدثني الْأزهري قَالَ: بلغني أن الدَّارَقُطْنيّ حضر فِي حداثته مجلس إِسْمَاعِيل الصّفّار، فجلس ينسخ جزءًا، والصّفّار يُمْلي، فَقَالَ رَجُل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فَقَالَ الدارقطني: فهمي للإملاء خِلاف فَهْمك "ثم قَالَ"1: تحفظ كم أملى الشَّيْخ؟ قَالَ: لا. قَالَ: أملى ثمانية عشر حديثًا، الحديث الْأول عَنْ فلان عَنْ فلان عَنْ فلان، ومَتْنُهُ كذا، والحديث الثاني عَنْ فلان، ومَتْنُهُ كذا، ثم مرّ فِي ذَلِكَ حتى أتى عَلَى الْأحاديث، فعجب الناس منه، أو كما قَالَ.

وقَالَ رجاء بْن مُحَمَّد المعدّل: قلت للدارقطني: رأيت مثل نفسك؟ فَقَالَ: قَالَ اللَّه تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: 32] فألححت عَلَيْهِ، فَقَالَ: لم أر أحدًا جمع ما جمعت.

وقَالَ أَبُو ذَرّ عَبْد بْن أحْمَد: قلت للحاكم ابن البيع: هَلْ رأيت مثل الدارقطني؟

1 سقط من الأصل واستدرك من تاريخ بغداد "12/ 36".

ص: 72

فَقَالَ: هُوَ لم ير مثل نفسه، فكيف أنا؟ رواها الخطيب فِي تاريخه عَنْ أَبِي الوليد الباجي، عَنْ أَبِي ذَرّ، فهذا من رواية الكبار عَنِ الصغار.

وكان عَبْد الغني الْمَصْرِيّ إذا حكى عَنِ الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: قَالَ أستاذي، قَالَ الخطيب، سَمِعْتُ أَبَا الطيب الطَّبَرِي يَقُولُ: الدَّارَقُطْنيّ أمير المؤمنين فِي الحديث.

وقَالَ الخطيب: قال لي الْأزهري: "كَانَ"1 الدَّارَقُطْنيّ ذكيا، إذا "نُوكِر"2 شيئًا من العلم أي نوع كَانَ وُجِد عنده من نصيب وافر. ولقد حَدّثَنِي مُحَمَّد بن طلحة النِّعَالي أَنَّهُ حضر مَعَ الدَّارَقُطْنيّ دعوة، فجرى ذِكْر الْأكَلَة، فاندفع الدَّارَقُطْنيّ يورد أخبار الْأكَلَة ونوادرَهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك. وقال الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس عَنْ علّة حديث أو اسم، ثم قَالَ: يا أَبَا الفتح لَيْسَ بين الشروق والغرب من يعرف هذا غيري.

وقَالَ البَرْقَاني: كَانَ الدَّارَقُطْنيّ يُمْلي عَليّ العِلَل من حفظه، فمن أراد أن يعرف قدر ذَلِكَ، فليطالع كتاب العلل للدَّارَقُطْنيّ، ليعرف كيف كَانَ الحُفّاظ.

قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الدارقطني يَقُولُ: ما فِي الدُّنيا شيء أبغض إليّ من الكلام. ونقل ابن طاهر المقدسي أنهم اختلفوا ببغداد، فَقَالَ قوم: عثمان افضل، وقَالَ قوم: عَلِيّ أفضل. قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: فتحاكموا إليّ، فأمسكت، وقلت الْأمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، فدعوت الَّذِي جاءني مستفتيا، وقلت: قل لهم: عثمان أفضل باتفاق جماعة أصحاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول أهل السُّنَّة، وأول عقْد يُحِلَّ من الرفض.

قَالَ الخطيب: فسألت البَرْقَاني: هَلْ كَانَ أَبُو الْحَسَن يُمْلِي عليك العلل من حِفْظِه؟ قَالَ: نعم، وأنا الَّذِي جمعتها، وقرأها الناس من نسختي. ثم قَالَ الخطيب: وحدثني العتيقي، قَالَ: حضرت الدَّارَقُطْنيّ، وجاء أَبُو الْحُسَيْن البيضاوي يغرب ليسمع منه، فامتنع واعتلّ ببعض العلل، وقَالَ: هذا رَجُل غريب، وسأله أن يُمْلِي "عَلَيْهِ"3 أحاديث، فأملى عليه أبو الْحُسَيْن من حفظه مجلسًا تزيد أحاديثه عَلَى "العشرة"4 متون

1 في الأصل "قال".

2 في الأصل "ذكر".

3 في الأصل "عليه أحاديث".

4 في الأصل "العشرين".

ص: 73

جميعها: نِعْم الشيء "الهدية"1 أمام الحاجة، فانصرف الرجل، ثم جاءه بعد، وقد أهدى له شيئًا، فقربه وأملى عَلَيْهِ من حفظه سبعة عشر حديثًا:"إذا أتاكم كريم فأكرموه"2.

وقَالَ مُحَمَّد بْن طاهر المقدسي: كَانَ للدَّارَقُطْنيّ مذهب فِي التدليس خَفِيّ، يَقُولُ فيما لم يسمعه من أَبِي القاسم البَغَوي: حدَّثَكم فلان.

قلت: وأخذ الدَّارَقُطْنيّ عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد سماعًا، وقرأ عَلَى أَبِي بَكْر النَّقاش، وعَلِيّ بْن سَعِيد القزّاز، وأَحْمَد بْن بَويان، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الديباجي، وبرع فِي القراءات، وتصدّر فِي آخر أيامه للإقراء.

وقد نقلت من خطه حديثًا، والجزء بوقف "الضّيائية"3. ووقع لي حديثه عاليا بالإجازة، وقد أَنْبَأَنَا المسلّم بْن علان أنّ أَبَا اليُمن الكِنْدي آخرهم، أَنَا منصور الشيباني، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني أَبُو نصر عَلِيّ بْن هبة اللَّه بْن ماكولا قَالَ: رَأَيْت فِي المنام فِي شهر رمضان كأني أسأل عَنْ حال الدَّارَقُطْنيّ فِي الآخرة ما آل إِلَيْهِ أمره؟ فقيل لي: ذاك يُدعى فِي الجنة الْإمَام.

قلت: تُوُفِّي فِي ثامن ذي القعدة.

172-

عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصبّاح العطّار البغدادي، يعرف بابن المريض4.

سَمِعَ: أبا القاسم البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد.

وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو طَالِب العشاري.

قَالَ الخطيب: وكان صدوقًا. مات فِي رجب.

1 في الأصل "الحدية".

2 "حديث حسن لغيره": أخرجه ابن ماجه "2/ 37"، والحاكم "4/ 292"، والطبراني "2/ 370" في الكبير، و"2/ 12" في الصغير، وأبو نعيم "6/ 205" في الحلية، والبيهقي "8/ 168" في سننه الكبرى.

3 في الأصل "الضبابية".

4 تاريخ بغداد "12/ 93".

ص: 74

173-

علي بن محمد بن معاذ المعدل الملقابادي.

سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم بْن عدِيّ، ومُحَمَّد بْن حمدون، وعنه الحاكم.

174-

عليّ بْن معروف البغدادي1. حَدَّثَ في هذه السنة، وتُوُفّي بعدها.

عَن الباغندي، والبغوي، وابن أبي داود، وغيرهم. وعنه: عَبْد العزيز الْأزجي، وجماعة.

وثّقه الخطيب.

175-

عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه القِزْوِيني القاضي. تُوُفِّي بمصر.

176-

عُمَر بْن أحْمَد بْن عثمان بْن أحْمَد بْن أيوب بْن أزداذ الشَّيْخ، أَبُو حفص بْن شاهين الحافظ2 الواعظ، محدث بغداد ومفيدها.

سَمِعَ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأَبَا خبيب العبّاس بْن البِرْتي، وأَبَا القاسم البَغَوي، وشعيب بْن مُحَمَّد الذرّاع، ومُحَمَّد بْن هارون بْن المجدّر، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد بْن صاعد، وأَبَا عَلِيّ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان المالكي، ورحل فِي الكهولة فسمع بدمشق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي ثابت، وأَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن زبّان، وطائفة سواهم، ووُلِد سنة سبعٍ وتسعين ومائتين، وأوّل سماعه سنة ثمان وثلاثمائة.

روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الورّاق رفيقه، وهلال الحفّار، وَأَبُو سعد الماليني، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، وابنه عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر بْن شاهين، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المؤدب، ومُحَمَّد بن عَبْد الوهاب بْن الشاطر النقيب، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المهتدي، وآخرون.

قَالَ ابن ماكولا: ثقة مأمون سَمِعَ بالشام والعراق والبصرة وفارس، وجمع الْأبواب والتراجم، وصنَّف كثيرًا.

وقَالَ أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه، قَالَ: أَنَا ابن شاهين: صنَّفت ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصّنفًا، أحدها التفسير الكبير ألف جزء، وألف وثلاثمائة جزء، والتاريخ مائة

1 تاريخ بغداد "12/ 113".

2 تاريخ "11/ 365"، والمنتظم "7/ 282"، والبداية والنهاية "11/ 316"، وسير أعلام النبلاء "16/ 431-435".

ص: 75

وخمسون جُزْءًا والزهد مائة جزء، وأوّل ما حدثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.

قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ القاضي أَبَا بَكْر مُحَمَّد بن عمر الداوودي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حفص بْن شاهين يَقُولُ: حسبت ما اشتريت بِهِ الحِبْر إلى هذا الوقت، فكان سبعمائة درهم. قال الداوودي: وكنّا نشتري الحِبْر كلّ أربعة أرطال بدرهم.

قلت: ما يلحق الشخص أن يكتب بهذا كلّه بل كَانَ يستنسخ، وقد حدّثني شيخنا أَبُو الْعَبَّاس أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم المَوْصِلي قَالَ: كَانَ عندنا تفسير ابن شاهين بواسط فِي نحو ثلاثين مُجلّدًا.

وقَالَ الْأزهري: كَانَ ابن شاهين ثقة، وكان عنده عن البغوي سبعمائة جُزْء.

وقَالَ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس: كان ابن شاهين ثقة مأمونًا، قد جمع وصنَّف ما لم يصنّفه أحد.

وقَالَ حمزة السَّهْمي: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: ابن شاهين يلحّ عَلَى الخطأ، وهو ثقة.

وقَالَ الخطيب: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عمر الداوودي يَقُولُ: كَانَ ابن شاهين ثقة، يشبه الشيوخ، إلا أَنَّهُ كَانَ لَحّانًا، وكان لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرًا، كَانَ إذا ذُكِر لَهُ مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يَقُولُ: أَنَا محمدي المذهب، ورأيته يومًا اجتمع مَعَ الدَّارَقُطْنيّ فما نطق خوفًا من أن يخطئ بحضرة أَبِي الْحَسَن، وسمعته يَقُولُ: أَنَا أكتب ولا أعارض.

قَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.

177-

عُمَر بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الجلاب، يروي عَنْ مُحَمَّد بْن الربيع بْن سليمان.

"حرف القاف":

178-

قتادة1 بْن مُحَمَّد بْن قتادة النيسابُوري، سَمِعَ أَبَا حامد بْن بلال وعَبْد اللَّه بْن الشرفي.

1 في الأصل "وناد".

ص: 76

"حرف الميم":

179-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حم، أَبُو الفضل النيسابُوري الْجُلُودي الواعظ1.

سَمِعَ الكثير من: أَبِي بَكْر القطّان والأصم، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وعدة. روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم.

180-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حامد بْن مُوسَى بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن يزيد بْن مسلمة ابن الخليفة عَبْد الملك بْن مروان، أَبُو بَكْر بْن الأزرق الأموي المصري2.

صار إلى القيروان سنة ثلاث وأربعين، فحبسه بنو عُبَيْد بالمهدية نحو أربعة أعوام، ثم خلّصه اللَّه، وقدِم الْأندلس فِي سنة تسعٍ واربعين، فأكرمه المستنصر، وأثبته فِي ديوان قريش.

وكان أديبًا حليمًا.

رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مطر الإسكندراني، وخاله أحْمَد بْن مَسْعُود الزُّبَيْرِي، وابْن الصَّمُوت.

قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ جزءًا، وقَالَ لي: ولدت سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة. وقد حدّثت من حفْظه بحديث أخطأ فِيهِ.

181-

مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى أَبُو بَكْر النيسابُوري الكسائي الْأديب3.

تخرّج بِهِ جماعة فِي العربية.

قَالَ الحاكم: ثم إنه عَلَى كِبَر السّنّ حدّث بصحيح مُسْلِم من كتاب جديد بخطّه عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سُفْيَان، فأنكرتُ عَلَيْهِ، فعاتبني، فقلت: لو أخرجت أصلك وأخبرتني بالحديث على وجهه، فقال: قد كَانَ والدي يُحْضِرُني مجلس ابن سُفْيَان بسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعي فَقَالَ لي أَبُو أحْمَد بْن عيسى: قد كنت أرى أباك يقيمك

1 اللباب "1/ 288"، والأنساب "3/ 282".

2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 115-118".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 465"، وميزان الاعتدال "3/ 450"، وشذرات الذهب "3/ 117".

ص: 77

فِي المجلس تسمع وأنت تنام لِصغَرِك، ولم يبق بعدي من يروي هذا الكتاب غيرك، فاكتب من كتابي فإنك تنتفع به، فكتبته من كتابه، فقلت: هذا لا يحلّ لك، فقام وشكاني.

قلت: رَوَى عَنْهُ: أَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي الرّازي صحيح مُسْلِم.

وتُوُفِّي ليلة النَّحر، ولم يرو عَنْهُ الحاكم شيئًا.

182-

مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سهل، أَبُو سَعِيد الهَرَوِي القرَّاب. تُوُفّي فِي ذي القعدة.

183-

مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد، أَبُو العَبَّاس بْن سكرة الهاشمي الأديب1.

بغدادي من ذرّيّة أَبِي جَعْفَر المنصور.

كان متسع الباع إلى أنواع الْأبداع، فائق الشعر، لا سيما فِي المُجُون والسّخف، وكان يقال ببغداد: إن زمانًا جاد بمثل ابن سكَّرة وابْن الحَجَّاج لَسَخِيٌ جدًا، وقد شُبِّها فِي وقتهما بجرير والفرزدق فِي وقتهما، ويقال إنّ ديوان ابن سُكَّرة يُرْبي عَلَى خمسين ألف بيت.

وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر.

ومن شعره:

فِي وجه إنسانَة كَلِفْتُ بها

أربعة ما اجتمعن فِي أَحَدِ

الوجه بدر والصدغ غاليةٌ

والرِّيقُ خمرٌ والثَّغْرُ من بَرَدِ

وقَالَ أَبُو القاسم التنوخي: أنشدنا ابن سُكَّرة لنفسه، وكان طيب المزاج:

وقائل قال لي لا بد من فرج

فقلت واغتظت كم لا بد من فرج

فَقَالَ لي بعد حين قلت وَاعَجَبًا

من يَضْمَنُ العُمْرَ لي يا بارد الحُجَج

وله:

غُصْنُ بانٍ وفي اليد منه

غصن فيه لؤلؤ منظوم

1 سير أعلام النبلاء "16/ 522"، والبداية والنهاية "11/ 318"، والنجوم الزاهرة "4/ 173".

ص: 78

فتحيّرت بين غصنين فِي ذا

قمرٌ طالعٌ وفي ذا نجومُ

184-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نصر بْن ورقاء، أَبُو بكر "الأودني1 وأودن"2 قرية من قري بُخَارَى. قيّده ابن السمعاني بضم الهمزة، وابْن ماكولا ومن تبعه على فتحها.

كَانَ إمام الشافعية فِي زمانه بما وراء النهر، وهو من أصحاب الوجوه.

وقَالَ الحاكم: هذا من أزهد الفقهاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم عَلَى تقصيره، وأشدهم تواضعًا وإنابة.

قلت: رَوَى عَنِ الهيثم بْن كُلَيْب الشّاشي، وعَبْد المؤمن بْن النَّسَفي، ومُحَمَّد بْن صابر الْبُخَارِيّ.

رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عَبْد اللَّه الحليمي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن غُنْجار، وجعفر المُسْتَغْفِري، وتُوُفِّي ببُخَارَى فِي شهر ربيع الآخر.

ومن غرائب وجوهه أنّ الرِّبا حرام فِي كل شيء، فلا يجوز بيع مالٍ بجنسه مُطْلَقًا. ومن شيوخه ببُخَارَى يعقوب بْن يوسف القاسمي.

185-

محمدُ بنُ عُبَيْد الله بْن الحُسَيْن، أَبُو بَكْر الْإصبهاني3.

سَمِعَ: مُحَمَّد بْن هارون الرُّويَاني، وعباس بْن الوليد بْن شجاع ابن أخي أَبِي زُرْعَة الرازي.

رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن محمود الثقفي، وكان ثقة مأمونًا.

تُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وروى عَنْهُ أيضًا أَبُو نُعَيْم، ووصفه بالعدالة، ولكن قَالَ: مات فِي ذي القعدة.

186-

مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حَفْصَوَيْه، أَبُو الْحَسَن السَّرْخَسي جدّ الحافظ إِسْحَاق بْن إسحاق القراب.

توفي في ذي الحجة.

1 سير أعلام النبلاء "16/ 465"، وشذرات الذهب "3/ 118"، واللباب "1/ 92".

2 في الأصل "الأردني وأردن".

3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 203".

ص: 79

187-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عثمان، أَبُو بَكْر البغدادي الطّرازي نزيل نيسابُور1.

من كبار القرّاء والصُّلَحَاء.

قرأ عَلَى: أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وسمع أَبَا القاسم البَغَوي، ويحيى بْن صاعد، ودخل البصرة وإصبهان ثم نيسابُور، وكتب بها عَنْ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان وغيره. وكان عارفًا بالعربيّة والحديث.

قَالَ الحاكم: خالف الْأئمّة فِي آخر عمره فِي أحاديث حدّث بها فِي ذي الحجة.

رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكَنْجَرُوذِي وغيرهم.

وقَالَ الخطيب: ذاهب الحديث.

188-

مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن المُثَنَّى الفقيه، أَبُو بكر البغدادي الآبري الداوودي الطاهري2.

سَمِعَ أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي داود، وأَبَا سَعِيد العدوي.

رَوَى عَنْهُ: البَرْقَاني وقَالَ: كَانَ فقيهًا نبيلا عَلَى مذهب داوود. ولد سنة ثلاثمائة.

189-

مظفر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بن برهان، أبو الفتح المقرئ3.

أقرأ القرآن بدمشق مدّة، وصنّف كتابًا فِي القراءات، وقرأ عَلَى أَبِي القاسم عَلِيّ بْن العقب، وأَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْأخرم، وصالح بْن إدريس البغدادي، وحدّث عَنْ أحْمَد بن عبد الله بن نصر بن هلال، وإبراهيم بْن المولد الزّاهد، وابْن حَذْلَم، وأَبِي عَلِيّ الحضايري، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فُطَيْس.

وعنه: تمام الرازي، وأبو سعيد المَالِيني، وعَلِيّ بْن الْحَسَن الرَّبعي وجماعة. والصواب برهان، بالضم.

1 سير أعلام النبلاء "16/ 466"، وميزان الاعتدال "4/ 28"، وتاريخ بغداد "3/ 225".

2 تاريخ بغداد "3/ 346".

3 معرفة القراء "1/ 283"، وغاية النهاية "2/ 300".

ص: 80

"حرف الهاء":

190-

هاشم بْن الحَجَّاج، أَبُو الوليد البَطَلُيوسِي1.

سَمِعَ: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بْن اصبغ، وحجّ، فسمع من أَبِي سَعِيد الْأعْرابي، وأَبِي حامد البغدادي، وأَبِي يحيى مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن المقرئ، وأَبِي مُحَمَّد بْن أسد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكازروني، وخلق بمَكّة، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السّرّاج، والفضل بْن عُبَيْد اللَّه بالقدس، وعلي بْن الْعَبَّاس الغَزِّي بغَزَّة، والحسن بْن مليح، وأَحْمَد بْن بَهْزَاد بمصر، واستقر ببَطَليوس، ثم سعى بِهِ إلى السلطان فامتحن، وأسكن قرطبة، فقرأ عَلَيْهِ كثيرًا وكان لا بأس بِهِ فِي ضَبْطه. تُوُفِّي فِي شوال. قاله ابن الفَرَضِيّ.

"حرف الياء":

191-

يوسف ابن الشَّيْخ أَبِي سَعِيد الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه السِّيرَافِي النَّحْوِيّ، أَبُو مُحَمَّد2.

كَانَ إخباريا، لُغَوِيًّا، علامةً، عارفًا بالعربيّة معرفة جيّدة، تصدر فِي مجلس أَبِيهِ بعد موته، وقد كَانَ يفيد لَهُ في حياته، وكَمَّل بعض تصانيف أَبِيهِ، وشرح أبيات سِيَبَويْه، فجاء نهاية فِي بابه، وشرح إصلاح المنطق فأجاد، وله فِي اللُّغة مصنفات.

تُوُفِّي فِي ثالثة من ربيع الآخر، وعمره خمسٌ وخمسون سنة.

192-

يوسف بْن عُمَر بْن مسرور، أَبُو الفتح القوّاس الزّاهد. بغداديّ محدّث مشهور3.

وسمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المغلّس، ومُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وخلقًا كثيرًا، ذكر فِي تراجمهم أنَّه رَوَى عَنْهُمْ.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو الْحَسَن العتيقي، وعبد العزيز الأزجي، وأبو

1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 172".

2 المنتظم "7/ 187"، والبداية والنهاية "11/ 319"، وبغية الوعاة "2/ 355".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 474"، وتاريخ بغداد "14/ 325"، والعبر "3/ 31".

ص: 81

ذَرّ الهَرَوِي، وآخر من رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي.

قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة زاهدًا صادقًا، ولد سنة ثلاثمائة، وأوّل سماعه سنة ستّ عشرة، سَمِعْتُ عَلِيّ بْن مُحَمَّد السمسار يَقُولُ: ما أتيت يوسف القوَّاس إلا وجدته يُصلّي، وسمعت أَبَا بَكْر البرقاني والأزهري ذكرا القواس فقالا: كَانَ من الْأبدال، زاد الْأزهري: وكان مُجَاب الدعوة.

وقَالَ أَبُو ذَرّ الهَرَوِي: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنيّ يَقُولُ: كُنَّا نَتَبرّك بأبي الفتح القوّاس وهو صبيّ.

وقَالَ تمّام بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وغيره: سمعنا القوّاس أَنَّهُ وجد فِي كتبه جزءًا فِي فضائل معاوية قد قَرَضَتْه الفارة، "فدعا"1 عليها، فسقطت فارة من السقف واضطربت حتى ماتت. وجاء عن أبي ذر العروي أَنَّهُ كَانَ حاضرًا لما ماتت.

قَالَ العتيقي: مات فِي ربيع الآخر. كَانَ ثقة مستجاب الدعوة، ما رَأَيْت فِي معناه مثله.

أَنْبَأَنَا ابن علان، أَنَا الكِنْدِي، أَنَا القزّاز، أَنَا الخطيب، حَدّثَنِي عَبْد الغفار الْأموي، حَدّثَنِي أَبُو الحسن بْن حُمَيْد، سَمِعْتُ أَبَا ذَرّ الهَرَوِي يَقُولُ: كنت عند أبي ذَرّ القوّاس، فأخرج جُزْءًا فِيهِ قَرْضُ الفارة، فدعا اللَّه عَلَى الفارة التي قرضته، فسقطت من السقف فارة، لم تزل تضطرب حتى ماتت.

وذكر أَبُو الفتح أنه كان يكتب من لفظ المستملي، بل من لفظ الشَّيْخ، فذكر أن رجلا قَالَ لَهُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي المنام يَقُولُ لي: من أراد السّماع كأنه يسمعه منّي فلْيَسمعه كسماع أَبِي الفتح القواس.

وفيات سنة ست وثمانين وثلاثمائة:

"حرف الألف":

193-

أحْمَد بْن أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن يحيى، أبو حامد المزكي النيسابوري2.

1 في الأصل "فدعى".

2 سير أعلام النبلاء "16/ 496"، والمنتظم "7/ 188"، والبداية والنهاية "11/ 319".

ص: 82

قَالَ الحاكم: لَهُ إجازة من أَبِي الْعَبَّاس الدَّغُولي بخطّ يده، وسمع من مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطان، وبمكة من ابن الْأعْرابي، وببغداد من البختري والصّفّار وطبقتهم.

رَوَى عَنْهُ: أَبُوهُ، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المظفَّر الحافظ، أملى ببغداد ونيسابُور، وحضر مجالسه القضاة والأشراف، وخرّجْت لَهُ فوائد، وتُوُفِّي فِي شعبان، ومولده سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وصحبته ببغداد، وبطريق مكّة، وعندي أنّ الملائكة لم تكتب عَلَيْهِ خطيئة، وصام الدهر نيّفًا وعشرين سنة، وكان عابدًا.

قلت: وهو أحد الْأخوة. حدّث بهَمَذَان، فروى عَنْهُ من أهلها جَعْفَر الْأبهري، وَأَبُو بَكْر الزِّنْجاني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعْدَوَيْه، وآخرون، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.

194-

أحْمَد بْن عَبْد الوهاب بْن الْحُسَيْن بْن سُفْيَان بْن يوسف، أَبُو عَلِيّ البغدادي القاضي نزيل مصر.

حدّث وتُوُفِّي فِي المحرَّم.

195-

أحْمَد بْن عبد الله بن نعيم بن الجليل، أَبُو حامد النُّعَيْمي1.

رَوَى صحيح الْبُخَارِيّ.

سَمِعَ: أبا عبد الله الفربري، وأَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدَّغولي، والْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن مُصْعَب، وإبراهيم بْن حمدويه السلمي، "وأبا"2 أحمد بن إِسْحَاق السَّرْخَسي، وجماعة.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب القرّاب، وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو بَكْر البَرْقَاني، وَأَبُو حازم العَبْدَوي، وَأَبُو منصور الكرابيسي، وَأَبُو عُمَر عَبْد الواحد بْن أحْمَد المليحي شيخ محيي السُّنَّة البَغَوي وغيرهم. وهو سرخَسي نزل هراة واستوطنها، وتوفي في ربيع الأول.

196-

أحمد بن علي بن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ المدائني المعروف بالحاكم3، أحد الأدباء المذكورين.

1 العبر "3/ 31"، والنجوم الزاهرة "4/ 175"، وشذرات الذهب "3/ 119".

2 في الأصل "أبو".

3 النجوم الزاهرة "4/ 174".

ص: 83

سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن دُرَيْد وجماعة، وصحب عضد الدولة بْن بُوَيْه، وكان راوية للشعر.

رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن المحسّن التنوخي، وهلال بْن المحسّن الصّابي، وذكر أنّه كَانَ يحفظ ثلاثين ألف بيت شعر.

197-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن "جعلان"1. رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر بْن الْأنباري.

وعنه: ابن المحسّن التنوخي.

198-

أحْمَد بْن مُوسَى بْن أحْمَد بْن خصيب، أَبُو بَكْر الْأندلسي المعروف بابن الْإمَام2.

ولي القضاء ببعض مدن الْأندلس، وسمع من عُمَر بْن يُوسف ومُحَمَّد بْن شبل، وعاش ستين سنة.

199-

أحْمَد بْن أَبِي اللَّيْث نصر بْن مُحَمَّد النَّصِيبي الْمَصْرِيّ الحافظ. قدم نيسابُور3.

قَالَ الحاكم هُوَ باقعة فِي الحِفْظ، شبهت مذاكرته بالحفظ بالسِّحْر، وكان يتقشّف، وجالس الصالحين، ثم ذهب إلى ما وراء النهر، وأقبل عَلَى الْأدب والشعر، ودخل فِي الْأعمال السلطانية، ثم اجتمعت بِهِ هناك، وحِفْظُه كما كَانَ، فكنت أتعجب منه.

سَمِعَ: أحْمَد بْن عَبْد الرحيم القَيْسَراني، وأَبَا هاشم الكتّاني بالشام وأَبَا عَبْد اللَّه الحكيمي، وأَبَا عَلِيّ الصّفّار ببغداد، وأَبَا الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور، وأصحاب يونس بْن عَبْد الأعلى بمصر.

روى عنه: الحاكم، وجماعة.

"حرف الجيم":

200-

جُنْدُب بْن أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن بْن خَالِد، أَبُو ذَرّ المهلّبي الأزدي الجرجاني4.

1 في الأصل "جعدان".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 56".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 56"، وشذرات الذهب "3/ 122".

4 تاريخ جرجان "182".

ص: 84

رَوَى عَنْ: أَبِي إِسْحَاق البحري، ومُحَمَّد بْن الحسين بن ماهيار، ودعلج السجزي، وجماعة.

وكان فقيهًا خيِّرًا. قَالَ ابْن ماكولا: مات في رجب سنة ست.

"حرف الحاء":

201-

حمد بْن مُحَمَّد بْن حمدون النيسابُوري، أَبُو منصور الْجَوْزَجَاني الفقيه.

تفقه ببَلْخ عند أَبِي القاسم الصّفّار، وحدّث عَنْ أَبِي العبّاس الدّغُولي وطبقته، وعمر نَيِّفًا وتسعين سنة.

202-

الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن زولاق، أَبُو مُحَمَّد1. أحد علماء الديار المصرية، وصاحب التصانيف والتواريخ.

مولده فِي حدود سنة ست وثلاثمائة، ومن كبار شيوخه أَبُو جَعْفَر الطَّحاوي، ورحل إلى دمشق بعد الثلاثين، ولم يؤرِّخْه ابن عساكر.

"حرف السين":

203-

سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن مسلمة بْن مُحَمَّد بْن تيري، أَبُو بَكْر القُرْطُبي2.

سَمِعَ من: عمه خطاب بن مسلمة، وقاسم بن أصبغ. وولّي قضاء قرمونة. وتُوُفِّي وصلّى عَلَيْهِ أخوه مسلمة الزاهد.

"حرف الصاد":

204-

صالح بن جَعْفَر، أَبُو الفرج الرازي3.

حدّث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن زياد النيسابُوري. وعنه: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وجماعة. أحاديثه تدل عَلَى صِدقه.

1 سير أعلام النبلاء "16/ 462"، والبداية والنهاية "11/ 321".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 173".

3 تاريخ بغداد "9/ 332".

ص: 85

"حرف العين":

205-

عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حسنون، أَبُو أحمد السامري البغدادي1.

206-

عَبَّاس بْن أصبغ بْن عَبْد العزيز الهمذاني الحجاري، أَبُو بَكْر القُرْطُبي2، ولم يكن من أهل وادي الحجارة فيما قِيلَ.

سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وسيد أَبِيهِ الزّاهد، وسعيد بْن جَابِر، وعباس بْن مُحَمَّد، وكان ضابطًا لما كتب.

قرأ الناس عَلَيْهِ كثيرًا، وتُوُفِّي فِي ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة.

207-

عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن مالك، أَبُو مُحَمَّد البغدادي البيّع3.

سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن داود، ومحمد بن منصور الشيعي، وسعيدًا أخا زُبَير الحافظ.

رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وَأَبُو طَالِب النيسابُوري، وَأَبُو حازم مُحَمَّد بْن الفرّاء.

وثقه ابن أبي الفوارس. تُوُفّي فِي جُمَادَى الْأولى.

208-

عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن حسنون، أَبُو أحْمَد السامري البغدادي المقرئ4، مُسْنَد ديار مصر بالقراءات.

ذكر أَنَّهُ قرأ لحفص عَلَى أحْمَد بْن سهل الْأشناني صاحب عُبَيْد بْن الصباح، وقرأ للسوسي عَلَى أصحابه أَبِي الْحَسَن بْن الرَّقّي، وأَبِي عثمان النَّحْوِيّ، وأَبِي عمران مُوسَى بْن جرير النَّحْوِيّ، وقرأ لقالون عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن شنبوذ، وقرأ للدوري وغيره على أبي بكر بْن مُجاهد، وكذا قرأ عَلَى ابن شنبوذ بطُرُق متعددة.

قرأ عَلَيْهِ: أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن جَعْفَر الخُزَاعي، وَأَبُو الفتح فارس بْن أحمد، ويوسف بن رباح البصري، وعبد الساتر بن الذرب باللاذقية، وَأَبُو الْحُسَيْن القَيْسي الخشّاب، وَأَبُو القاسم عَبْد الجبار بْن أحْمَد الطَّرَسُوسِي ثم الْمَصْرِيّ، قرأ عَلَيْهِ بمذاهب السبعة، ورواياته عَنْهُ فِي كتاب العنوان وآخر من قرأ عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس أحْمَد بْن سَعيد بْن أَحْمَد بْن نفيس شيخ ابن الفحام.

1 تاريخ بغداد "9/ 442".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 298".

3 تاريخ بغداد "9/ 394"، والمنتظم "7/ 188".

4 سير أعلام النبلاء "16/ 515"، والعبر "3/ 32"، وتاريخ بغداد "9/ 442".

ص: 86

وقد وقع لنا بحمد اللَّه من طريقه رواية حفص السوسي بعلو، من قراءتي عَلَى أصحاب الصَّفْراوي عَنْهُ.

إلا أنّ السَّامريّ قد تكلم فيه بعضهم، فقال محمد بن عَلِيّ الصُّوري: قَالَ أَبُو القاسم "العُنّابي"1 البزّاز: كنّا يومًا عند أَبِي أحْمَد المقرئ فحدّثنا عَنْ أَبِي العلاء مُحَمَّد بْن أحْمَد الوكيعي، فاجتمعت بأبي مُحَمَّد عَبْد الغني بْن سَعِيد، فذكرت ذَلِكَ لَهُ، فاستعظمه، وقَالَ: سَلْه مَتَى سمع منه؟ فرجعت إليه، فقال: سمعت منه بمكة في الموسم، سنة ثلاثمائة، فأتيت عبد الغني فأخبرته، فَقَالَ: أَبُو العلاء مات عندنا فِي أول سنة ثلاثمائة. ثم عبرت معه بعد مدة، وَأَبُو أحْمَد قاعد يُقرئ، فقلت لَهُ: لا أسلّم عَلَى من يكذب فِي حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وقَالَ صاحب العنوان: إنه قرأ لأبي الحارث اللَّيْث عَنِ الكسائي، عَلَى عبد الجبار الطرسوسي، عن قراءته عَلَى أَبِي أحْمَد السامريّ، وتلا أَبُو أحْمَد برواية المذكور عَلَى مُحَمَّد بْن يحيى الكسائي الصغير، عن قراءته عَلَى اللَّيْث.

قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه القصّاع: كذا نقل الجماعة عَنْ أَبِي أحْمَد أَنَّهُ قرأ عَلَى مُحَمَّد بْن يحيى، وهو وَهْمٌ، لأنّه تُوُفِّي سنة ثمانين ومائتين، وولد أَبُو أحْمَد بعد موته بنحو خمس عشرة سنة.

وقَالَ الخطيب: قَالَ الصُّوري: وقد ذكر أَبُو أحمد أنه قرأ على محمد بن يحيى الكِسَائي، فكان الْأمر من ذَلِكَ بعيدًا.

قلت: وهذا وَهْم، وقع لأبي أحْمَد رجع عَنْهُ، وأنمّا يروي هذه القراءة عَنْ مجاهد تلاوة عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى سماعًا لحروفها، وكذا رَوَاهُ لأبي عمرو الداني فِي جامع البيان، فَقَالَ: قرأت بها عَلَى شيخنا أَبِي الفتح، وقَالَ: قرأت عَلَى عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن، قال: قرأت على ابن مجاهد، قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن يحيى الكِسَائي، عَنِ اللَّيْث بْن خَالِد، عَنِ الكِسَائي.

قلت: وَأَبُو الفتح من أثبت القُرّاء وأتقنهم، وأما أَبُو القاسم الْجَدَلي، وابْن الفحّام، وغيرهما ممّن عنده طرق أَبِي أحْمَد، فلم يذكروا قراءة أبي أحمد عن محمد

1 في الأصل "العناني".

ص: 87

ابن يحيى أصلا، وقد رواها، أعني "رواية مُحَمَّد"1 بْن يحيى أَبُو الْحَسَن بْن شنبوذ، وقد سقط اسمه عَلَى صاحب العنوان، واللَّه أعلم. وأنا "أستغرب"2 قراءة أَبِي أحْمَد عَلَى أحْمَد بْن سهل الْأشناني فإنه تُوُفِّي سنة سبعٍ وثلاثمائة، ومولد أَبِي أحْمَد سنة خمسٍ وسبعين ومائتين، فيكون قد قرأ عَلَيْهِ وهو ابن اثنتي عشرة سنة إنْ كَانَ قد قرأ عَلَيْهِ.

تُوُفِّي ليلة السبت لثمانٍ بقين من المحرم.

وذكر يحيى بْن الطحّان أن أَبَا أحْمَد رَوَى عَنْ أَبِي العلاء الكوفي وعَبْد اللَّه بن المعتز، وعون بْن المعتزّ، وعَوْن بْن أَبِي المزرّع.

قلت: ولم يدرك ابن المعتز، فسألت اللَّه السلامة، فقد بان ضعف أبي أحمد وتخليطه فيا حينه.

209-

عبد الرحمن بن محمد بن الخطيب بْن رسته، أَبُو عَلِيّ الضبيّ الْإصبهاني3.

سَمِعَ: الْحَسَن بْن مُحَمَّد الداركي، وأَبَا عمرو ابن عقبة، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ، وَأَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الكِسَائي.

210-

عَبْد الكبير بْن مُحَمَّد بْن عفير، أَبُو مُحَمَّد الحكمي الْأندلسي المقرئ4.

سَمِعَ من: أَبِي جَعْفَر بْن النّحّاس، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وقاسم بْن أصبغ، والمظفر بْن أحْمَد الْمَصْرِيّ، وقرأ عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أشته ومُحَمَّد بْن عَلِيّ.

وأقرأ الناس بقُرْطُبَة مدَّةً، وتُوُفِّي فِي صفر.

211-

عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد، وأبو محمد فقيه القيروان.

1 تكررت في الأصل.

2 في الأصل "المستقرب".

3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 123".

4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 295".

ص: 88

تُوُفِّي سنة ستٍ وثمانين، وقيل سنة تسعٍ، وقد ذُكِر هنالك.

212-

عُبَيْد اللَّه بْن فرج بن مروان القرطبي النحوي ويعرف بالطوطالقي1.

أخذ عن أبي علي القالي وأبي عبد الله الرياحي، وطائفة، وبرع في اللغة. وبرع في النحو والآداب، وقد اختصر كتاب المدونة، وأجاد. توفي في عشر السبعين.

213-

عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل، أبو أحمد الإصبهاني2.

سمع من: جده إسحاق مسند أحمد بن منيع وسمع من الْحَسَن بْن عثمان الفَسَوي: كُتُبَ يعقوب بْن سُفْيَان، وسمع من أحْمَد بْن جَعْفَر بْن مَحْمَوَيْه البغدادي.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر أحْمَد بن موسى بن مردويه، وأبو بكر بن أَبِي عَلِيّ الذكواني، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ، وعَلِيّ بْن القاسم بْن إِبْرَاهِيم بْن شنبويه المقرئ، وَأَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكِسَائي، وعثمان بْن أحْمَد بْن سَعِيد الخلال، وعَبْد الواحد بْن أحْمَد المعلّم. قَالَ ابن مَرْدَوَيْه: تُوُفِّي فِي شَعْبان.

214-

عَلِيّ بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهران الْإصبهاني3.

رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن سَعِيد الفارسي، عَنْ زيد بْن أخرم. وعنه: أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَلِيّ، وَأَبُو نُعَيْم.

215-

عَلِيّ بْن القاضي أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الضبيّ المحامليّ، أَبُو القاسم البغدادي4.

سَمِعَ: أَبَاهُ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغَندي، وابْن زياد النيسابوري.

وعنه: ابن أخيه أحْمَد بْن عَبْد اللَّه، وَأَبُو القاسم الْأزهري، وتوفي في شعبان. وثقه الخطيب.

1 إنباه الرواة "3/ 153".

2 سير أعلام النبلاء "16/ 535"، وذكر أخبار أصبهان "2/ 106"، والعبر "3/ 33".

3 ذكر أخبار أصبهان "2/ 23".

4 تاريخ بغداد "11/ 400".

ص: 89

216-

عَلِيّ بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن شاذان، أَبُو الْحَسَن الحِمْيَري البغدادي1 الحربي يعرف بالسكري وبالختلي، وبالصيرفي، وبالكيّال.

سَمِعَ: أحْمَد الصوفي، وعَلِيّ بْن سراج، وعباد بْن عَلِيّ السيريني، ويحيى بْن مُحَمَّد الباغَنْدِي، والهَيْثَم بْن خلَف، وأَبَا حبيب بْن البرْتي، وعَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن زاطيا، وعيسى بْن سُلَيْمَان، والحسن بْن الطيب البلْخي، وعَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن حبّان، وجماعة.

تفرّد بالرواية عَنْ جماعة منهم.

رَوَى عنه: أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وَأَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَالْعَتِيقِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ التَّنُّوخِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَرَّاءُ، وَأَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الدَّجَاجِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ المَأْمُونِ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهْتَدِي بِاللَّه وَهُوَ آخِرُهُمْ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُورِ.

أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْأبْرَقُوهِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بن عمر الأرموي، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ زُبَيْرٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُتَيْقٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِوَضْعِ "الْجَوَائِحِ"2 وَنَهَى عَنْ بَيْعِ "السِّنِينَ"3.

قَالَ التنوخي: سَمِعْتُ الحربي يَقُولُ: وُلِدت سنة ستٍ وتسعين ومائتين، وأوّل سماعي سنة ثلاث وثلاثمائة من الصوفي.

قَالَ الخطيب: قَالَ البَرْقَاني، عَنِ الحربي: لا يساوي شيئًا، فسألت الْأزهري عَنْهُ فَقَالَ: صدوق، وكان سماعه فِي كتب أخيه، لكن بعض المحدثين قرأ عليه منها شيئًا، لم يكن سماعه، وأما الشَّيْخ فكان فِي نفسه ثقة.

وقال الأزجي: كان صحيح السماع.

1 سير أعلام النبلاء "16/ 538"، العبر "3/ 33"، والمنتظم "7/ 188".

2 في الأصل "الجرائح" وهو تصحيف.

3 أخرجه مسلم رقم "1554" في المساقاة باب وضع الجوائح وأبو داود رقم "3374، 3470"، في الإجارة باب وضع الجائحة وباب بيع السنين والنسائي "7/ 264، 265" في البيوع باب وضع الجوائح.

ص: 90

وقَالَ العتيقي: كَانَ ثقة ذهب بصره فِي آخر عمره، وتُوُفِّيَ فِي شوّال.

217-

عليّ بْن محمد بْن أحمد اليزداذي الرازي نزيل ما وراء النهر1.

رَوَى عَنْ أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وابني المَحَامِلي: القاسم والْحُسَيْن، وغيرهم.

يعرف بالخازن، ولي القضاء بمدائن عدة.

"حرف الغين":

218-

غزوان بْن القاسم بْن عَلِيّ، أَبُو عمرو المازني البغدادي ثم الْمَصْرِيّ2.

رَوَى عَنِ: الْحَسَن بن مليح، وقرأ القرآن على ابن شنبوذ، وأقرأ. عُمُّر ستًا وتسعين سنة.

وقَالَ الداني: قرأ عَلَى ابن مجاهد، وكان مساهرًا ضابطًا. تلا عليه إسماعيل بن عمرو الحداد.

"حرف الميم":

219-

المثّنى بْن مُحَمَّد بْن المثنّى، أَبُو الهيثم "الْأزْدِيّ"3 المَرْوَزِي4.

حدّث عَنْ: أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المُنْكَدِري، وعَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه.

رَوَى عَنْهُ: جَعْفَر المُسْتَغْفِري، وَأَبُو العلاء الواسطي، وعلي بْن طلحة.

220-

مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السوسي شيخ الصوفية بدمشق5.

رَوَى عَنْ: أَبِي عَلِيّ مُحَمَّد بن شعيب، وأبي عبد الله الروذباري.

رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الترجمان.

1 اللباب "3/ 411".

2 معرفة القراء "1/ 264".

3 في الأصل "الأردني".

4 تاريخ بغداد "13/ 174".

5 النجوم الزاهرة "4/ 175".

ص: 91

221-

مُحَمَّد بْن حسّان بْن مُحَمَّد الفقيه، أَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي الوليد النيسابُوري الشافعي.

أفتى ودرّس زمن أَبِيهِ، وروى عَنِ ابن الشرفي، وابْن عَبْدان.

وعنه: الحاكم وجماعة. مات فِي شوال، وله أربعٌ وثمانون سنة.

222-

مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الْأسْتَرابَاذي، وقيل: إنه جُرْجَاني، الفقيه الشافعي المعروف بالخَتَن1. كَانَ خَتَن الإمام أبي بكر الإسماعيلي.

ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وكان إمامًا فاضلا ورِعًا مشهورًا، وله وجوه حسنة فِي المذهب، وكان مُقدَّمًا فِي الْأدب، ومعاني القراءات والقرآن، مُنَاظِرًا.

سَمِعَ الحديث من: أَبِي نُعَيْم عَبْد الملك بْن عدِيّ وجماعة بجُرْجَان، ومن عَبْد اللَّه بْن فارس ونحوه بإصبهان، ومن أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور، وأكْثَرَ عن الأصم، وشرح التلخيص لأبي الْعَبَّاس بْن القاصّ.

وخلّف من الْأولاد أَبَا بشر الفَضْل، وأَبَا النَّضْر عُبَيْد اللَّه، وأَبَا عمرو عَبْد الرَّحْمَن، وأَبَا الْحَسَن عَبْد الواسع. تُوُفِّي بجُرْجَان يوم عرفة، ودُفِن يوم الْأضحي.

223-

مُحَمَّد بْن خراسان، "أَبُو"2 عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ.

قرأ القرآن عَلَى المظَّفر بْن أحْمَد، وسمع من أَبِي جَعْفَر النّحّاس، وبرع فِي العربية، وسكن صقلّية. وحمل عَنْهُ جماعة، وعُمِّر ستًا وتسعين سنة.

224-

مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن يزيد الفامي القِزْوِيني، أَبُو سُلَيْمَان.

سَمِعَ من: أَبِيهِ، ومُحَمَّد بْن جمعة بْن زهير، والعباس بْن الفضْل بْن شاذان الرّازي، وغيرهم.

وعاش تسعين سنة.

225-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المؤمن، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي المعلّم3، ابن بِنْت أصبغ بْن مالك، كَانَ عنده أصول جدّه أصبغ ويذكر أَنَّهُ سمعها، ويدّعي أنه

1 تاريخ جرجان "437"، والنجوم الزاهرة "4/ 175"، وسير أعلام النبلاء "16/ 563".

2 في الأصل "أبي".

3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 99".

ص: 92

أدرك محمد بن وضاح، كان شيخًا تائهًا لا معرفة لَهُ.

كتب عَنْهُ قوم حدثهم عن جده، ولو أرادوه عَلَى أن يحدّثهم عَنْ نوح عليه السلام لفعل.

تُوُفِّي فِي المحرم، وقيل: إنه جاوز المائة، فاللَّه أعلم.

226-

مُحَمَّد بْن عثمان بْن إِسْحَاق، أَبُو الفضل النَّسْفي. شيخ مُسِنّ.

رَوَى عَنْ محمود بْن عنبر تسعين حديثًا، وهو أخر أصحابه.

رَوَى عَنْهُ جَعْفَر المُسْتَغْفِري.

227-

مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عطيه، أَبُو طَالِب الحارثي المكّي1. مصنّف كتاب "قوت القلوب".

كَانَ من أهل الجبل، ونشأ بمكّة وتزهّد، وله لسان حلو فِي التصوف.

رَوَى عَنْ: عَلِيّ بْن أحْمَد المصِّيصي، وأَحْمَد بْن يوسف بْن جلاد النَّصِيبي، وأَحْمَد بْن الضَّحّاك الزّاهد، وأَبِي بَكْر الْأجُرّي، ومُحَمَّد بْن عَبْد الحميد الصَّنْعاني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد المفيد، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ: عَبْد العزيز الْأزجي.

قَالَ الخطيب: حدّثني العتيقي، والأزهري أَنَّهُ كَانَ مجتهدًا فِي العبادة، وتُوُفِّي فِي جمادى الآخرة، وقَالَ لي أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ العلاف: إنه وعظ ببغداد، وخلّط فِي كلامه، وحُفظ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ عَلَى المخلوقين أضرّ من الخالق، فبدعه الناس وهجروه. وقَالَ غيره: إنّ أَبَا طَالِب كَانَ يستعمل الرياضة كثيرًا، ولقي مشايخ وسَادَة، ودخل البصرة بعد وفاة أَبِي الْحَسَن بْن سالم، فانتهى إلى مقالته.

قَالَ أَبُو القاسم بْن بشران: دخلت عَلَى شيخنا أَبِي طَالِب الْمَكِّيّ فَقَالَ: إذا علمت أَنَّهُ قد خُتم لي بخير فانثُرْ عَلَى جنازتي سكَّرًا ولوزًا، وقل: هذا حاذق، ثم قَالَ: خذ بيدي إذا احتضرت، فإذا قبضت عَلَى يدك فاعلم أَنَّهُ قد ختم بخير، وإن لم أقبض فاعلم أَنَّهُ لم يُختَم بخير، فقعدت عنده، فلما كَانَ عند موته قبض عَلَى يدي قبضًا شديدًا، فلما خرجت جنازته نثرت عَلَيْهِ سُكَّرًا ولَوْزًا، وقلت: هذا الحاذق كما أمرني.

1 سير أعلام النبلاء "16/ 536"، وتاريخ بغداد "3/ 89"، والعبر "3/ 33"، وشذرات الذهب "3/ 120".

ص: 93

رَأَيْتُ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا لأبي طَالِبٍ وَبِخَطِّهِ، قَدْ أَخْرَجَهَا بِأَسَانِيدِهِ، وَرَوَى فِيهَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ فَارِسٍ إِجَازَةً، وَرَوَى فِي أَوَّلِهَا:"مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا" مِنْ خَمْسَةِ أَوْجُهٍ. وَقَدْ خَرَّجَ فِيهَا مِنْ أَبِي زَيْدٍ الْمَرْوَزِيِّ مِنْ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ رحمه الله، كُنْهُ حَمْدِهِ بِحَمْدِهِ.

228-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمشاذ، أَبُو منصور الحَمْشَاذي النيسابُوري الفقيه الْأديب الزّاهد1.

سمع من: أَبِي طَالِب حامد بْن بدال أَبِي بَكْر القطّان، وفي الرحلة من ابن الْأعْرابي، وابْن البَخْتَرِي.

وكان زاهدًا عابدًا كبير الشأن يخرّج أئمّة، وعاش اثنتين وسبعين سنة، وكان من كبار الشافعيّة.

229-

مُحَمَّد بْن عُمَر بْن سعدون، أَبُو عَبْد اللَّه المَعَافري القُرْطُبي الغَضَايري2.

شيخ صالح قليل العلم، حجّ وسمع بمّكة من ابن الْأعْرابي، وبمصر من أحْمَد بْن جامع وجماعة. سقط عَلَيْهِ حائط فمات تحته فِي ربيع الآخر. وقد أخذ عَنْهُ ابن الفَرَضِيّ.

230-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جبريل، أَبُو طاهر النَّسْفي الفقيه.

قَالَ جَعْفَر المُسْتَغْفِري: كَانَ يسبح وحده فِي الفقه والزُّهْد والورع، رحمه الله، ومات كَهْلا.

231-

مُحَمَّد بْن المسيب، أَبُو دَاوُد العقيلي صاحب المَوْصِل3، تملَّكها سنوات.

232-

منصور بْن يوسف بن بلكين الصنهاجي صاحب إفريقية4.

1 طبقات الشافعية الكبرى "2/ 167".

2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 99".

3 شذرات الذهب "3/ 126"، والعبر "3/ 37".

4 الكامل في التاريخ "9/ 127".

ص: 94

كَانَ بطلا شجاعًا جوادًا، فوُلّي بعد أَبِيهِ باديس لعمّه حمّاد عَلَى ولاية أشْتَر، فعظُم حمّاد وكثُر عسكره، ثم عصى عَلَى ابن أخيه، ثم اقتتلا سنة ستٍ وأربعين، فانهزم حمّاد، ومات باديس بعد أشهر، فقاتل المُعِزُّ بن باديس حمادًا، فانهزم أيضًا، وفي بيته ملوك أنشئوا بجاية.

233-

ميمون بْن عَبْد الغفّار بْن حَسْنَوَيْه، أَبُو سَعِيد الْمَصْرِيّ. تُوُفِّي عَنْ نَيِّف وستّين سنة.

234-

أَبُو منصور العزيز باللَّه بْن المُعِزّ باللَّه أَبِي تميم مَعَدّ بْن المنصور باللَّه أَبِي الطاهر إِسْمَاعِيل1 بْن القائم بأمر اللَّه مُحَمَّد بْن العُبَيْديّ. إنهم علَوِيُّون فاطميّون، وهذا هُوَ صاحب مصر والشام والغرب، ووالد الحاكم. وُلّي المملكة بعد والده فِي ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاثمائة، وله إحدى وعشرون سنة. وكان كريمًا شجاعًا، حسن الصّفح.

قَالَ المسبحي: وفي أيامه بُني قصر البحر بالقاهرة الَّذِي لم يكن مثله لا فِي شرق ولا غرب، وقصر الذَّهَب، وجامع القرافة. كان أسمر، أصْهَب الشَعر، أَعْيَن أَشْهَل، بعيد ما بين المنكبين، حَسَن الخَلْق، قريبًا من الناس، لا يؤثر سَفْك الدماء، وكان مُغرًى بالصَّيْد، ويتصيّد السِّباع، وكان أديبًا فاضلا، فذكر لَهُ أَبُو منصور الثَّعَالِبي فِي "يتيمة الدهر" هذه الأبيات:

نحن بنو المصطفى ذوو مِحَن

تجرعها فِي الحياة كاظِمُنا

عجيبةٌ فِي الْأنام محْنَتُنا

أَوَّلُنا مُبْتَلًى وخاتمُنا

يفرح هذا الورى بعيدهم

طُرًّا وأعيادنا مآتمنا

وكان قد مات لَهُ ابن فِي العيد، فَقَالَ هذا. ثم قَالَ أَبُو منصور: سَمِعْتُ الشَّيْخ أَبَا الطّيّب يحكي أنّ الْأمويّ صاحب الْأندلس كتب إِلَيْهِ نزار صاحب مصر كتابًا يسبّه فِيهِ ويَهْجُوه، فكتب إِلَيْهِ: أما بعد، فإنّك قد عرفتنا فَهَجَوْتَنا، ولو عرفناك لأجبناك قَالَ: فاشتدّ ذَلِكَ عَلَى نزار، وأفحمه عَنِ الجواب، يعني أَنَّهُ دَعِيٌّ لا يعرف قبيلته، حتى كان يهجوه.

1 سير أعلام النبلاء "16/ 167"، والبداية والنهاية "11/ 320"، والمنتظم "7/ 190"، والنجوم الزاهرة "4/ 112"، والعبر "3/ 34".

ص: 95

وقال أَبُو الفرج بْن الْجَوْزِي: كَانَ العزيز قد ولى عيسى بن نسطورس النصراني، واستناب منشأ اليهودي، فكتبت إليه امرأة: بالذي أعز اليهود بمنشّأ، والنَّصارى بابن "نسطورس"1، وأذلّ المسلمين بك، إلا نظرت فِي أمري، فقبض عَلَى اليهودي والنصراني، وأخذ من ابن نسطورس ثلاثمائة ألف دينار.

قَالَ ابن خلّكان2 رحمه الله: وأكثر أهل العلم لا يصحّحون نَسَب المهديّ عُبَيْد اللَّه جدّ خلفاء مصر، حتى أنّ العزيز فِي أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة، فوجد هناك ورقةً فيها:

إنّا سمعنا نسبًا مُنْكَرًا

يُتْلَى عَلَى المنبر فِي الجامعِ

إن كنتَ فيما تَدّعي صادقًا

فاذكر أبًا بعد الْأبِ السابعِ

وإن تُرِد تحقيقَ ما قلتَهُ

فانسب لنا نفسك كالطائعِ

أوْ لا دَعِ الْأنسابَ مستورةً

وادخل بنا فِي النَّسَبِ الواسعِ

فإن أنسابَ بني هاشمٍ

يَقْصُرُ عَنْهَا طمعُ الطامعِ

وصعد العزيز يومًا آخر المنبر فرأى ورقة فيها مكتوب:

بالظُّلْمِ والْجُور قد رضينا

وليس بالكُفْرِ والحماقه

إنْ كنتَ أوتِيتَ عِلْم غَيّبٍ

بيّن لنا كاتب البطاقه

قَالَ ابن خلّكان: وذلك أنَّهم ادَّعَوا المُغَيَّبات، وأخبارهم في ذلك مشهورة.

وفتحت للعزيز مصر وحماه وحلب، وخطب لَهُ صاحب المَوْصِل أَبُو الذوّاد محمد بن المسيب العقيلي بالموصل سنة اثنتين وثمانين، وضرب اسمه عَلَى السِكَّة والإعلام، وخُطِب لَهُ أيضًا باليمن.

ومات فِي رمضان، وعمره اثنتان وأربعون سنة وأشهر، ببلبيس في حمام من قولنج لحقه.

1 في الأصل "نسطور".

2 وفيات الأعيان "5/ 373".

ص: 96

"حرف الياء":

235-

يوسف "بْن"1 إِبْرَاهِيم بْن "مُوسَى أَبُو يعقوب"2 السَّهْمي الْجُرْجَاني3 الرجل الصالح، والد الحافظ حمزة.

وسمع: أبا نعيم بن عدي الإسترباذي الْجُوَيْني، وجماعة. وروى عَنْهُ: ابنه، ومُحَمَّد بْن الخواص.

"الكنى":

236-

أَبُو طَالِب المكّي. اسمه مُحَمَّد بْن عَلِيّ، قد تقدم.

وفيات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة:

"حرف الألف":

237-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مَزْدئن أَبُو عَلِيّ القومساني النَّهاوَنْدي الزاهد4. سكن أنبط، قرية من كورة هَمَذَان.

رَوَى عَنْ: أَبِي يَعْلَى مُحَمَّد بْن زهير الْأبُلي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عُمَر الطّائي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عامر النَّهَاوَنْدِي، وعَبْد الرَّحْمَن الجلاب الهَمَذَاني، وطائفة.

رَوَى عَنْه: ابناه مُحَمَّد وعثمان، ورافع بْن مُحَمَّد أَبُو نصر شعيب، وجعفر بْن مُحَمَّد الْأبهري، ومُحَمَّد بْن عيسى، وجماعة من أهل هَمَذَان.

قَالَ شِيرَوَيْه فِي الطبقات: كَانَ صدوقًا ثقةً، شيخ الصُّوفِيّة، ومقدّمهم فِي الجبل، والمشار إِلَيْهِ، وكان لَهُ آيات وكرامات ظاهرة، وقبره بأنبط يُزار ويُقْصَد من البلدان. سَمِعْتُ الْإمَام مُحَمَّد بْن عثمان القومساني: سَمِعْتُ جَعْفَر بْن محمد الأبهري يقول:

1 ساقطة من الأصل.

2 في الأصل "أبو موسى أبو يعقوب".

3 تاريخ جرجان "493".

4 الوافي بالوفيات "8/ 64".

ص: 97

"دخلت"1 عَلَى الشَّيْخ أَبِي عَلِيّ بْن مردين وهو فِي محرابه، بعدما ذهب بصره، فجلست خلف عمود أفكّر فِي نفسي، هَلْ بقي فِي الدنّيا من يتكلم عَلَى السّرّ، فلم أستكمل خاطري حتى صاح الشَّيْخ من المحراب فَقَالَ: يا جَعْفَر، لم تقول كذا؟ وهل تخلو الدُّنيا من أولياء اللَّه الذين يتكلّمون عَلَى السّرّ؟ قَالَ شِيرَوَيْه: وسمعت أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الصُّوفِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَر الْأبْهَرِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ القُومساني يَقُولُ: رأيت ربَّ العزّة فِي المنام سنة إحدى وثمانين فناولني كوزين، شبه القوارير، فشربت منهما، فانتبهت وأنا أتلو هذه الآية {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان: 21] . ورأيت مرة ربَّ العزّة فِي أيام القحط فَقَالَ: يا أَبَا عَلِيّ لا تشغل خاطرك، فإنك من عيالي وعيالك عيالي وأضيافك عيالي.

قَالَ شِيرَوَيْه: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ أحْمَد بْن طاهر القومساني يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَر الْأبْهَرِي يَقُولُ: دخلت عَلَى أَبِي عَلِيّ القومساني، فغسل يديه عقيب الطعام، فأخذت الطشت وخرجت بِهِ فشربته، فخرجت إلى بغداد، وما ذقت شيئًا. وكنت أسمعه يَقُولُ: الرافضة أسوأ حالا عند اللَّه من إبليس، لأنّه قَالَ فِي إبليس:{وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [الحجر: 35] . فهذه لعنة إلى وقت معلوم.

وقال في الروافض: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 23] . يعني تكلّموا فِي عَائِشَة. سَمِعْتُ أَبَا الفضل مُحَمَّد بْن عثمان الفقيه، سَمِعَ أَبَا الهيج الكردي يَقُولُ: كانت نفسي تطالبني فِي زيارة الشَّيْخ أَبِي عَلِيّ القومساني، فتمادت بي الْأيام حتى بلغني مرضه، فبادرت، فتلقاني نَعِيُّه فِي الطريق، فسألت ولده أَبَا إِسْحَاق أن يحكي لي بعض كراماته، فَقَالَ لي: يطول عليّ وعليك ذَلِكَ، ولكني أخبرك ما شاهدت منه فِي مرض موته، أتانا رَجُل من كرْمان، صُوفيّ فِي بِزَّة حَسَنَة، فاستأذنت لَهُ، فَقَالَ: هذا الرجل لا أحبّ لقاءه، فرجعت وتعلّلت بشدة مرضه، فَقَالَ: إنّني من مسافة بعيدة، فلا تحرمني لقاء الشَّيْخ، فتبقى حسرة، فَقَالَ لي: قبل أن أكلّمه يا بني إيّاك أنْ تُدْخِل هذا الرجل عليّ، فهِبْتُ أن أُراجعه، ثم فِي المرّة الثالثة قَالَ: يا بنيّ لا تُدْخِلنّه عليّ، فإنه عاقٌ لوالديه، فرجعت وتجرأت عليه، وأخبرته بجليّة الْأمر، فاضطرب الرجل وبكى، وسقط إلى الْأرض، وقَالَ لي: أنت تائب إلى اللَّه، فدخلت على الشيخ، فقال: إن

1 في الأصل "دخل".

ص: 98

الرجل قد تاب، فأدخله، فإن اللَّه يقبل المَعْذِرة، فدخل يبكي ويعتذر، فَقَالَ الشَّيْخ: تذكّر خروجك من عند أمّك وهي تبكي، وتمنعك مفارقتها، وأنت تقول، أنا أريد المشايخ، وهي تمنعك، فخرجتَ وهي باكية حزينة، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلرَّجُلِ الَّذِي أَتَاهُ يَغْزُو:"أَلَكَ وَالِدَانِ"؟ قَالَ: نَعَمْ، فَارَقْتُهُمَا وَهُمَا يَبْكِيَانِ، قَالَ:"ارْجِعْ فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا"1. ثُمَّ قَالَ الشَّيْخُ: عَلَيْكَ بِالرُّجُوعِ مِنْ فَوْرِكَ هَذَا، وَإِلا كُنْتَ مِنَ الْمَطْرُودِينَ مِنْ بَابِ اللَّه، فَرَجَعَ كَمَا أَمَرَهُ وَمَاتَ الشَّيْخُ بَعْدَ يَوْمٍ.

قَالَ شِيرَوَيْه: تُوُفِّي سنة سبع وثمانين.

238-

أحمد بن محمد بْن سلمة، أَبُو بَكْر الغسّاني الدمشقي النَّحْوِيّ، المعروف بابن شرام2.

سَمِعَ: أَبَا الدَّحْداح أحْمَد بْن مُحَمَّد، وأَبَا بَكْر الخرائطي، وجماعة.

وعنه: أحْمَد الطّيّان، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الربعي، ورشأ بْن نظيف. تُوُفِّي فِي شعبان.

239-

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حمّاد، أَبُو إِسْحَاق الْأسدي الْأبْهَرِي المالكي.

حدّث بهَمَذَان سنة سبعين كما ذكر وما وراء النهر3، وعُمِّر دهرًا.

قَالَ أَبُو يَعْلَى الخليلي: فقيه عابد كبير المحلّ. سَمِعَ أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن "ساكن"4 الزنجاني، ومحمد القِزْوِيني، وبالعراق الْجَوْزَجَاني، وابْن عُقْدَة، ونَيِّف عَلَى المائة. مات سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.

قلت: تفرّد بالرواية عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد بْن عامر السمرقندي وغيره.

رَوَى عَنْهُ خلْق بهمذان.

1 صحيح أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد "3/ 17"، باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان "2528"، والنسائي في كتاب البيعة "7/ 143"، باب البيعة على الهجرة، وابن ماجه في الجهاد باب الرجل يغزو وله أبوان "2282"، وأحمد في المسند "2/ 160، 164، 198، 204".

2 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 445".

3 في الأصل "ذكرنا وما مهر".

4 في الأصل "سالن".

ص: 99

"حرف التاء":

240-

تميم بْن إِسْمَاعِيل المعروف بالفَحْل1.

قدِم دمشق متولَّيا عليها من قِبَل صاحب مصر الحاكم في هذه السنة، وليها سنة تسعين، مات فيها.

"حرف الجيم":

241-

جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الفضل، أَبُو القاسم بْن المارستاني الدّقّاق، بغداديّ، قدِم مصر، وحدّث عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد.

روى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو عَلِيّ بْن المذهّب. رَوَى "كتبًا وقراءات"2.

قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: يكذب، ما سَمِعَ من هؤلاء. وقال الصوري: كان كذابًا.

"حرف الحاء":

242-

الحسن بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بْن خَلَف بْن زُولاق، أَبُو مُحَمَّد اللَّيْثي3 الْمَصْرِيّ المؤرخ.

لَهُ مصنَّف فِي التاريخ، وله كتاب "خطط مصر". تُوُفِّي فِي ذي القعدة، كان جدّه من مشاهير العلماء.

243-

الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بُكَيْر، أَبُو عَبْد الله البغدادي الصيرفي الحافظ4.

سمع: أبا جَعْفَر بْن "البَخْتَرِيّ"5، وإِسْمَاعِيل الصَّفَّار، وَعُثْمَان بْن السّمّاك، وأبا بكر النجار، فمن بعدهم.

1 اتعاظ الحنفا "2/ 17، 45".

2 في الأصل "كتب قرأت".

3 تقدمت ترجمته صـ72.

4 تاريخ بغداد "8/ 13"، والمنتظم "7/ 203"، والبداية والنهاية "11/ 324".

5 في الأصل "البحتري" وهو تصحيف.

ص: 100

رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص بْن شاهين وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء الواسطي وَأَبُو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عَنْهُ أبو الحسين محمد بْن المهتدي بالله.

قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي حديث: هذا كتبه عني محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنيّ.

وقَالَ أَبُو القاسم الْأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها فيقول لي: أيَّما أحبّ إليك؟ تذكرني "متن"1 ما تريد من هذه الأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر إسناده حتى أُخْبرك بمتنه، فكنت أذكر لَهُ المُتُون، فيحدّثني بالأسانيد كما هِيَ حِفْظًا، وفعلت هذا معه مرارا كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه وتكلموا فِيهِ.

قَالَ الخطيب: قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ يتساهل فِي الحديث، ويُلْحِق فِي بعض أصول الشرع ما لَيْسَ منها، ويصل المقاطيع، ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، رحمه الله.

244-

حسن بْن أحْمَد بْن النيسابُوري المحمي، أَبُو عَلِيّ2.

حدّث ببغداد عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس الْأصم. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن طلحة النِّعَالي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، حدّث فِي هذه السنة، وكان ثقة.

245-

الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو عَبْد اللَّه البصري الريحاني3.

سكن بغداد، حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، وابْن مبشّر الواسطي.

وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ العشاري.

قَالَ العتيقي: كَانَ شيخًا أمينًا لَهُ أُصُول صِحَاح.

246-

الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي الكاتب.

1 في الأصل "حين".

2 تاريخ بغداد "7/ 277".

3 تاريخ بغداد "8/ 101"، وسير أعلام النبلاء "16/ 464".

ص: 101

حدّث عَنِ: البَغَوي، وأَبِي مُحَمَّد بْن صاعد، وأَبِي بَكْر النيسابُوري. رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه. حدّث فِي هذه السنة، ولم يضبط وفاته، وكان صَدُوقًا.

247-

الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شريك، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني الطبيب1.

سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عُمَر "الْجُورْجيري"2، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد البناي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر بن أبي علي المعدل، وأبو نعيم.

"حرف السين":

248-

سبكتكين الأمير حاجب معز الدولة بن بويه3.

خلع عَلَيْهِ الطائع لله وطوقه وسوره، ولقبه نصر الدولة، فلم تَطُلْ أيّامه.

قال أبو الفرج بن الجوزي: سقط من الفرس، فانكسرت ضِلْعُه، فاستُدْعي ابن الصَّلْت المُجَبِّر، فردّ ضِلْعَه، ولازمه حتى برا، فأعطاه يوم دخوله الحمّام ألف دينار وفرسًا وخلعة، وبقي لا يمكن الانحناء للركوع، وكان يَقُولُ للمجبّر: إذا تذكرت عافيتي علي يدك، فرحت بك، ولا أقدر على مكافأتك، وإذا ذكرت حصول رجلك فوق ظَهْري اشتدّ غَيْظي منك.

تُوُفّي في أواخر المحرم، وكانت مدة إمارته شهرين ونصف، وخلف ألف ألف دينار، وعشرة ألف ألف درهم، وصندوقين جواهر، وستين صندوقًا قماش وفضيات وتُحَف، ومائة وثلاثين سرجا مذهبة، منها خمسون، في كل واحد، وألف دينار حلية، وستمائة سَرْج فضّة، وأربعة عشر ألف ثوب من أنواع القماش، وثلاثمائة عِدْل وبُسُط، وثلاثة آلاف رأس من الدَّوابّ، وألف جمل، وثلاثمائة مملوك داريّة، وأربعين خادمًا، وكانت لَهُ دار هي دار المملكة اليوم، يعني صارت دار السلطنة، وقد غرم عليها أموالا لا تحصى.

1 ذكر أخبار أصبهان "1/ 285".

2 في الأصل "الجورجولي".

3 تاريخ بغداد "1/ 105"، والبداية والنهاية "11/ 282"، العبر "2/ 323"، وشذرات الذهب "3/ 48".

ص: 102

ومما رَوَى عَلِيّ بْن المحسن التنوخي عَنْ أبيه، قال: بلغت النفقة على عمل البستان، يعنى الذي للدار وسوق "الماء إليه"1، خمسة آلاف ألف درهم. قال: ولعله قد أنفق على أبنية "الدار"2 مثل ذلك فيما أظن.

249-

سلمان بن جعفر بن فلاح، أبو تيم الأمير3. ولّي دمشقَ فِي أثناء السنة للحاكم، ثم عُزِل فِي آخرها بجيش من صَمْصامة.

250-

سَعِيد بْن خلف، أَبُو عثمان الصُّوفِيّ4.

سَمِعَ بقُرْطُبَة من: أحْمَد بْن سَعِيد بْن حَزْم، وأَبِي عَبْد الملك بْن أَبِي دُلَيْم، وجماعة.

وكان فقيرًا من أهل السُّنَّة، يعيش من صِلة إخوانه.

251-

سهل بْن إِبْرَاهِيم بْن سهل بْن نوح، أَبُو القاسم الْأسْتِجِي مولى بني أُمَيّة، ويُعرف بابن العطار. كَانَ عالمًا زاهدًا متفنّنًا5.

سَمِعَ: أحْمَد بْن خَالِد بْن الحباب، ورحل إلى إلْبِيرة، فأكثر عَنِ ابن فُطْيس، ولزم العبادة، وسمع الناس منه قديمًا وجديدًا، وطال عمره.

قَالَ ابن الفَرَضِيّ: قرأت عَلَيْهِ أكثر كُتُبه، وقَالَ لي: وُلِدت سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، وتوفي في رجب.

"حرف الصاد":

252-

صَدَقة بْن مُحَمَّد بْن صَدَقة، أَبُو القاسم البزاز المصري الوكيل. تُوُفّي فِي شوّال.

"حرف العين":

253-

عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أسد، أَبُو القاسم الرازي الفقيه

1 في الأصل "المالية" وهو تصحيف.

2 ساقطة من الأصل.

3 النجوم الزاهرة "4/ 115"، والكامل في التاريخ "9/ 119".

4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 176".

5 تاريخ علماء الأندلس "1/ 191".

ص: 103

الشافعي1 المحدّث، نزيل مصر، وكان يلقب بالدود.

سَمِعَ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم وغيره بالرّيّ، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبَادل، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي بدمشق.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: كَانَ مكْثِرًا جدًّا. قلت: رَوَى عَنْهُ عَبْد الكريم بْن عَبْد الواحد الحسنابادي وعَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد الْمَصْرِيّ، ومُحَمَّد بْن مُغَلِّس، وَأَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ، مات فِي جمادى الآخرة.

254-

عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن اليسع، أَبُو القاسم المقرئ صاحب ابن مجاهد2.

قرأ عَلَيْهِ طلحة بْن عَلِيّ شيخ ابن سوار وغيره. مات في هذا العام، وولد سنة ثلاثمائة، ويعرف بابن اليسع الْأنطاكي، قرأ أيضًا عَلَى إبراهيم بن عبد الرزاق مقرئ الشام، وعَلِيّ بْن أحْمَد بْن حمد بْن عَبْد الْأعلى، وغيرهم. وقرأ عليه أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي أيضًا، وأكبر شيخ لَهُ الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عجرم تلميذ أحْمَد بْن جُبَيْر.

وقد ذكر ثابت بن بُندار أَنَّهُ قرأ عَلَى عَلِيّ بْن طلحة الْبَصْرِيّ عَنْ قراءته عَلَى مُوسَى بْن جرير الرقي، وهذا بعيد باعتبار مولده، فإنه ضعيف لا يوثق بِهِ.

255-

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم البغدادي الشاهد، أَبُو القاسم بْن الثلاج3.

أصله من حُلْوان، ولد سنة سبعٍ وثلاثمائة، وحدّث عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ويحيى بْن صاعد، ومن بعدهم، فأكثر.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وآخرون.

قَالَ التنوخي: قَالَ لنا: ما باع أحد من أسلافي الثّلج، وإنما كَانَ جدّي مُتْرَفًا يجمع لنفسه فِي كل سنة ثلْجًا كثيرًا، فمرّ بعض الخلفاء بحلوان، فطلب ثلجًا، فلم

1 طبقات الشافعية "5/ 71"، والوافي بالوفيات "17/ 496".

2 غاية النهاية "1/ 456".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 461"، العبر "3/ 34"، المنتظم "7/ 192".

ص: 104

يوجد إلا عند جدّي، فأهدى إِلَيْهِ منه، فوقع منه بموقع، فَقَالَ: اطلبوا عَبْد اللَّه الثّلاج، فغلب عَلَيْهِ هذا النَّسَب وعُرِف بِهِ.

وقَالَ عُبَيْد اللَّه الْأزهري: كَانَ ابن الثلاج يضع الحديث عَلَى سُلَيْمَان المَلَطي وغيره.

قلت: وكذا تكلّم فِيهِ الدَّارَقُطْنيّ وغيره، تُوُفِّي فجأة فِي ربيع الْأوّل.

قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: لا يُشْتَغَل بِهِ، يضع الْأحاديث والأسانيد.

256-

عَبْد العزيز بْن حكم بْن أحْمَد بْن الْأمير مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَكَم بْن هشام الملّقب1 بالداخل، أَبُو الْأصبغ الْأمويّ المَرْواني القُرْطُبي.

سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن يونس، وقاسم بْن أصبغ، وجماعة، وكان أديبًا شاعرًا نحويًا.

ولد سنة عشرة وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي المحرّم، وحدّث.

257-

عَبْد السلام بْن السمح بن نابل، أَبُو سُلَيْمَان الهواري2.

سَمِعَ: أَبَا سَعِيد بْن الأعرابي، وأبا جعفر بن النحاس النَّحوِي وطائفة، وتفقّه بمصر للشافعي، وكان زاهدًا صالحًا سكن الأندلس.

أكثر عنه ابن الفريضي وقَالَ: تُوُفِّي فِي صفر، وله أربعٌ وثمانون سنة.

258-

عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن النعمان، أَبُو القاسم النيسابُوري الصّفّار.

عَنْ: مكّي بْن عَبْدان، وعَبْد اللَّه بْن الشرفي، وعدّة. وعنه: الحاكم.

259-

عَبْد الرَّحْمَن بْن أحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْدِيل، أَبُو نصر الشّيْباني الهَمَذَاني الْأنماطي.

رَوَى عَنِ الكبار: الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الحناء، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أوس، ومحمد بن عبد اللَّه بلبل، وإبراهيم بن مُحَمَّد بْن يعقوب، وإبراهيم بْن عمروس، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم الحافظ، وأَبِي بَكْر بن مجاهد المقرئ، وأبي نصر محمد المروزي، وطائفة.

1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 279".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 287".

ص: 105

رَوَى عَنْهُ: حمد الزَّجَّاج، وجعفر الْأبْهَرِي، وابْن مَنْدَه الحافظ، وآخرون.

قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صدوق، ثِقَةٌ، فقيه، أديب، يُحْسِن هذا الشأن، يعني الحديث.

تُوُفِّي لسبعٍ بقين من ذي القعدة، وصلّى عَلَيْهِ ابنُ لال.

260-

عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، أَبُو الوفاء النيسابُوري البزّاز.

سَمِعَ: أَبَا حامد بْن الشرفي، ومكّي بْن عَبْدان، وحدّث بانتقاء أَبِي جَعْفَر المفيد العزائمي.

تُوُفِّي فِي صفر.

261-

عَبْد القاهر بْن حبّان بْن عَبْد القاهر، أَبُو عَبْد اللَّه، تُوُفّي فِي جُمَادَى الْأولى.

262-

"عُبَيْد اللَّه"1 بْن مُحَمَّد بْن خلف بْن سهل بْن أَبِي غالب، أَبُو القاسم الْمَصْرِيّ البزّاز2.

سَمِعَ: مُحَمَّد بن محمد الباهلي، وابن هاشم الطبراني، وعلى بن أحمد علان، وأبا عُبَيْد بْن حَرْبُوَيْه القاضي، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القَزْوينيْ، وأَحْمَد بْن مروان الدِّينَوَرِي.

رَوَى عَنْهُ: ابن أَبِي الفتح الْمَصْرِيّ، وَأَبُو عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطَّلَمَنْكِيّ، وعَبْد الملك بْن مسكين الزَّجَّاج، وآخرون.

قَالَ الطَّلَمَنْكِيّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أقمت عَلَى هذه الدّار أبني فيها عشر سنين، وفيها مائة وأربعون ألف قطعة رُخَام، وأنفقت عليها نحو عشرة آلاف دينار، وأخذ منّي كافور الْأخشيدي سبعة وثمانين ألف دينار، ولم يخلّف لي أَبِي إلا اثني عشر ألف دينار، ولكن رُزِقت من التجارة، ربحت فِي أربعة أيّام فِي عسلٍ أربعة آلاف دينار.

وقَالَ الحبّال: "تُوُفِّي لاربعة عشر ليلة"3 خلت من جمادى الأولى.

1 في الأصل "عبد".

2 شذرات الذهب "3/ 122"، وسير أعلام النبلاء "16/ 522"، والعبر "3/ 35".

3 في الأصل "توفي لأربع عشرة خلت".

ص: 106

263-

عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدان، الْإمَام الصالح القدوة، أَبُو عَبْد اللَّه بْن بُطّة العُكْبرِي الفقيه1 الحنبلي.

سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبَا ذَرّ الباغَنْدِي، وأَبَا بَكْر بْن زياد، وإِسْمَاعِيل الورّاق، والمَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مخلد، وأَبَا طَالِب أحْمَد بْن نصر الحافظ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن ثابت العُكْبرِي، فسمع بدمشق على ابن أَبِي العقب، وسمع بحمص أحْمَد بْن عُبَيْد، وآخرين.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو نُعَيْم الحافظ وَأَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس، وَأَبُو القاسم عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو إِسْحَاق البَرْمَكِي، وَأَبُو الفضل مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عيسى السعدي نزيل مصر، وآخرون. وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة، أَبُو القَاسِم عليّ بْن أَحْمَد بْن البسري رَوَى عَنْهُ كتاب الْأبانة الكبرى فِي السُّنَّة تأليفه.

قَالَ عَبْد الواحد بْن عَلِيّ العُكْبَرِي: لم أر فِي شيوخ الحديث، ولا فِي غيرهم أحسن هيئة من ابن بطّة.

قَالَ الخطيب2: حَدّثَنِي أَبُو حامد الدلوي قَالَ: لما رجع ابن بطّة من الرحلة، لازم بيته أربعين سنة، لم ير يومًا منها فِي سوق، ولا "رؤي"3 مفطرًا إلا فِي عيد، وكان أمارًا بالمعروف، لم يبلغه خبرُ أمرٍ منكرٍ إلا غيَّره.

وقَالَ أَبُو مُحَمَّد الجوهري: سَمِعْتُ أخي الْحُسَيْن يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رَسُول اللَّه، قد اختلفت عليّ المذاهب. فَقَالَ لي: عليك بابن بطة، فأصبحت، ولبست ثيابي، ثم أصعدت إلى عكبرا، فدخلت على ابن بطّة فِي المسجد، فلما رآني، قَالَ لي: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، صدق رَسُول اللَّه.

وقَالَ العتيقي: تُوُفِّي ابن بطّة فِي المحرّم. قَالَ: وكان مستجاب الدعوة.

وقَالَ ابن بُطّة: ولِدت فِي شوّال سنة أربع وثلاثمائة، وكان لأبي ببغداد شركاء، فَقَالَ أحدهم لأبي: ابعث بابنك إلى بغداد يسمع الحديث. قَالَ: هو صغير. قال: أنا

1 سير أعلام النبلاء "16/ 529"، والبداية والنهاية "11/ 321"، والعبر "3/ 35".

2 تاريخ بغداد "10/ 372".

3 في الأصل "رأي".

ص: 107

أحمله معي، فحملني معه، فجئت، فإذا ابن منيع يقرأ عَلَيْهِ الحديث، فَقَالَ لي بعضهم سَل الشَّيْخ أن يُخْرِج مُعْجَمَه لنقرأ عَلَيْهِ، فسألت ابنه، فَقَالَ: إنه يريد دراهم كثيرة، فقلت: لامّي طاقُ مَلْجَم آخُذُه منها وأبيعه، قَالَ: ثم قرأنا عَلَيْهِ كتاب المُعْجَم فِي نفرٍ خاصّ، فِي نحو عشرة أيام، وذلك فِي آخر سنة خمس عشرة، وأوّل سنة ستّ عشرة، فاذكره. وقد قَالَ: ثنا إِسْحَاق الطَّالَقاني سنة أربع وعشرين ومائتين، قَالَ المُسْتَمْلي: خذوا هذا قبل أن يولد كلّ محدّث على وجه الأرض، اليوم سَمِعْتُ المُسْتَمْلي وهو أَبُو عَبْد اللَّه بْن مهران يَقُولُ لَهُ: من ذكرت يا ثَبْتَ الْإسلام.

قُلْتُ: وَابْنُ بَطَّةَ ضَعِيفٌ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ، فَقَدْ أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ عِلانَ وَالْمُؤَمَّلُ الْبَالِسِيُّ كِتَابَةً أَنَّ أَبَا الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ الْأسَدِيُّ، قَالَ لِي أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ، رَوَى ابْنُ بَطَّةَ، عَنِ الْبَغَوِيُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّه، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ"1.

قَالَ الخطيب: هذا باطل، والحمل فِيهِ عَلَى ابن بطة.

قلت: يعني أَنَّهُ يحدّث عَنِ البَغَوي، وتفرد بِهِ ابن بطة، فيجوز أن يكون غلط فِيهِ، وقفز من سند إلى متن آخر، لقلّة إتقانه، لا أنّه تعمّد وضْعَه.

قَالَ الخطيب: وأنا العتيقي، نا ابن بطة، والبَغَوي، نا مُصْعَب، نا مالك بْن هشام بْن عُروة، قد ذكر:"حديث قَبْض العِلْم"2. قَالَ الخطيب: وهو باطل بهذا الْأسناد.

قلت: والكلام فِي هذا، كالكلام فِي الَّذِي قبله، لعلّه دخل عَلَى ابن بطة حديث فِي حديث.

وقَالَ الخطيب: حدّثني عَبْد الواحد بْن عَلِيّ، قَالَ: قَالَ لي الْحَسَن بْن شهاب: سَأَلت ابن بطة: أَسَمِعْتَ من البَغَوي حديث عَلِيّ بْن الْجَعْد؟ فَقَالَ: لا. قَالَ عَبْد الواحد: وكنت قد رَأَيْت فِي كتب ابن بطة نُسْخَة بحديث عَلِيّ بْن الجعد قد حكّها، وكتب بخطّه سماعه فيها، فذكرت ذَلِكَ للحسن بن شهاب، فعجب منه. قال

1 "حديث حسن": أخرجه ابن ماجه "224"، والطبراني "10/ 240" في الكبير، و"1/ 16" في الصغير، وأبو نعيم "8/ 323" في الحلية، والجرجاني "ص/ 316" في تاريخ جرجان.

2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1/ 36"، ومسلم "2673"، والحميدي "581"، وأحمد "2/ 162، 190"، وابن ماجه "9"، والترمذي "2652"، والدارمي "1/ 77" في سننه.

ص: 108

عَبْد الواحد: وروى ابن بطة، عَنِ النّجّاد، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، فأنكر عَلَيْهِ عَلِيّ بْن يَنَال، وأساء القول فِيهِ، حتى هَمَّت العامة بأن تنال منه، فاختفى. وكان ابن بطة قد خرَّج تِلْكَ الأحاديث في تصانيفه فتتبعها عَلَى أكثرها.

قَالَ الخطيب: وحدّثني التنوخي قَالَ: "أراد أَبِي"1 أن يخرجني إلى عُكْبَرَا. وسمع من ابن بطة معجم البَغَوي، فجاءه أَبُو عَبْد اللَّه بْن بُكَير، فَقَالَ: لا تفعل، فإن ابن بطة لم يسمعه.

قَالَ الخطيب: وحَدّثَنِي أحْمَد بْن الْحَسَن بْن خَيْرُون قَالَ: رَأَيْت كتاب ابن بطة بمعجم البَغَوي فِي نسخةٍ كانت لغيره، وقد حكّ اسم صاحبها، وكتب اسمه عليها.

قلت: وقد قَالَ ابن الْجَوْزِي2: قرأت بخطّ أَبِي القاسم بْن الفرّاء أخي القاضي أَبِي يَعْلَى قَالَ: قابلت أصل ابن بطة بالمُعْجَم، ورأيت سماعه فِي كل جزء، إلا أنّي لم أر الجزء الثالث أصلا.

قَالَ الخطيب: قَالَ لي الْأزهري، ابن بطة ضعيف، وعندي عَنْهُ "مُعْجَم البَغَوي" ولا أُخرّج عَنْهُ في الصحيح شيئًا.

قلت: فكيف كَانَ؟ قَالَ: لم أر بِهِ أصلا؟ وإنما وقع إلينا نسخة طريّة بخطّ ابن شهاب، فنسخنا منها، فقرأنا عَلَيْهِ. شاهدت عند حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدّقّاق نسخة بالغريب لمحمد بْن عزيز، وعليها سماع ابن السوسنجردي عن ابن بطة عَنِ ابن عزيز، فسألت حمزة، فأنكر أن يكون ابن بطة سَمِعَ الكتاب، وقَالَ: ادّعى سماعه.

قَالَ الْخَطِيبُ: وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ كُتُبَ ابْنِ قُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ الدِّينَوَرِيِّ، وَابْنُ أَبِي مَرْيَمَ هَذَا لا نَعْرِفُهُ أَخَذَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَلا رَوَى عَنْهُ سِوَى ابْنِ بَطَّةَ، وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ فِي الْأبَانَةِ فَقَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثَنَا ابْنُ عَرَفَةَ، نَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَلَّمَ اللَّه مُوسَى، يَوْمَ كَلَّمَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَنَعْلانِ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ، فَقَالَ: مَنْ ذَا الْعِبْرَانِيُّ الَّذِي يُكَلِّمُنِي مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: أَنَا اللَّه". تفرد به ابن بَطَّةَ، وَبِهَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي آخِرِهِ، وَهُوَ فِي جزء ابن عرفة بدونهما.

1 في الأصل "أراد أبي قال".

2 المنتظم "7/ 196".

ص: 109

وَقَالَ الْخَطِيبُ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ، ثَنَا ابْنُ بَطَّةَ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، بِأَرْدَبِيلَ، ثَنَا رَجَاءُ بْنُ مُرَجًّا بِسَمَرْقَنْدَ، ثنا يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، قَالَ ابْنُ بَطَّةَ: وحدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عبيد الصفار بحمص، ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، ثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الْإِدَامُ 1 الْخَلُّ".

قَالَ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْأسَدِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ، أَنَّ ابْنَ بَطَّةَ كَتَبَ عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْفُرَاتِ كتاب السنن كرجاء بن مُرَجّا، حدّثه بِهِ عَنْ حفص بْن عُمَر الْأردبيلي، عَنْ رجاء، فأنكر ذَلِكَ القُرْطُبي، وزعم أن حفصًا ليس عنده عن رجاء، وأَنَّهُ يَصْغُر عَنْ ذَلِكَ، فكتبوا "إلى أردبيل"2، وكان ولد حفص بن عمر حيّا يستجيزونه، فعاد جوابهم أنّ أَبَاهُ لم ير رجاء قطّ، وأن مولده بعد "موت"3 رجاء بسنين. قَالَ عَبْد الواحد: فتتبع ابن بطة النُّسَخَ التي كُتِبَت عَنْهُ، وجعلها عَنِ ابن الراجيان، عَنِ الفتح بْن "شخرف"4، عَنْ رجاء.

قلت: رحم الله ابن بطة، فَيدَوِّن ما يُضْعِف المحدّث. وقد تُوُفِّي فِي المحرّم.

264-

عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن "جرو"5، أَبُو القاسم الْأسدي المَوْصِلي النَّحْوِيّ العَرُوضيّ المعتزلي.

أخذ العربية عن أبي الدّارَمي، وأَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وكان من الْأذكياء الفُصَحاء الشعراء، لَهُ كتاب "الموضَّح فِي العَرُوض" جَوَّد تصنيفه، وكتاب "الْأخذ فِي علوم القرآن"، وله كتاب "الفُصح فِي القوافي".

وكان يلثغ بالراء غينًا، فقال له أبو عَلِيّ شيخه: ضع ذُبابةَ القلم تحت لسانك، ففعل، فلفظ بها.

1 في الأصل "الأدم".

2 في الأصل "إلى ابن أردبيل".

3 في الأصل "موت ته".

4 في الأصل "سخرف".

5 في الأصل "جزء".

ص: 110

265-

عَلِيّ بْن عَبْد العزيز بْن مردك بْن أحمد، أبو الحسن البرذعي البزّاز، نزيل بغداد1.

حدّث عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ونصر بْن منصور الْأردبيلي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن شَبَّه.

رَوَى لَهُ: العتيقي، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وَأَبُو مُحَمَّد الجوهري، وَأَبُو طَالِب العشاري، وجماعة.

قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الصَّيْمَريّ: ترك الدُّنيا عَنْ مقدرة، واشتغل بالعبادة ولزم المسجد، وكان أحد الباعة الكبار ببغداد.

تُوُفِّي فِي المحرّم.

266-

عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن "شوكر"2 البغدادي العَدْل. سَمِعَ البَغَوي، ويحيى بْن صاعد.

وعنه: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وكان ثقة. تُوُفِّي فِي المحرّم.

267-

عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مفلح.

وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن باكويه، جماعة.

268-

عَلِيّ الملك فخر الدولة3، أَبُو الْحَسَن بْن رُكْن الدولة بْن بُوَيْه صاحب الرّيّ ونواحيها.

ترجمته فِي الحوادث، وقد تُوُفِّي فِي شعبان.

269-

عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام، أَبُو حفص العُكْبَرِي شيخ الحنابلة4. كَانَ قَيِّمًا بأصول الفقه وفروعه، صنف شرخ الخِرقي وكتابًا فِي الخلاف بين مالك، وأَحْمَد، وسمع أَبَا بَكْر النّجّار، وأَبَا عُمَر بْن "السماك"5، وجماعة.

1 تاريخ بغداد "12/ 30"، والعبر "3/ 35".

2 في الأصل "سوار".

3 البداية والنهاية "11/ 320"، والعبر "3/ 35"، والمنتظم "7/ 197".

4 طبقات الحنابلة "2/ 163-166".

5 في الأصل "السمال".

ص: 111

وعنه: "أبو"1 بكر عَبْد العزيز، وابْن2 بطّة، وكان يُعرف فِي زمانه بابن المسلّم.

تُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، رحمه الله.

270-

عمّار بْن مُحَمَّد بْن مخلد بْن جُبَيْر، أَبُو ذَرّ التميمي البغدادي، نزيل بُخَارَى3.

حدّث بدمشق وبغداد وخراسان وبُخَارَى عَنْ يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد ومُحَمَّد بْن عمرو الحَضْرَمِي، والمَحَامِلي، وأخيه القاسم بْن عُقْدَة، ومُحَمَّد بْن يوسف الهَرَوِي، وأبي سعيد بن الأعرابي، وعبد الكريم النَّسَائي.

وعنه: الحاكم، وَأَبُو سهل أحْمَد بْن عَلِيّ الْأبِيَورْدي، وعَبْد الواحد بْن مُحَمَّد اللحياني، وآخر من حدث عَنْهُ عَبْد الواحد بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّبَيْرِي.

ذكره المُسْتَغْفِري فِي "تاريخ نَسْف"، وقَالَ: رَوَى عَنِ ابن صاعد مجلسًا واحدًا، وسمع مُحَمَّد بْن محمود بْن عنبر، وعبد المؤمن بْن خلف، وحج تسعًا وعشرين حجّة. ثم قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرّ، ثنا الحَضْرَمِي، فذكر حديثًا.

قال الحافظ بن عساكر: أَنْبَأَ محمود بْن أَبِي القاسم المُسْتَمْلي، أَنْبَأَ الزبير، ثنا أَبُو ذَرّ عَمّار، فذكر حديثًا.

قَالَ غُنْجار: تُوُفِّي ببُخَارَى فِي حادي عشر صفر. وقَالَ أَبُو بَكْر بْن السَّمْعاني: هُوَ ثقة.

قلت: مات الزُّبَيْرِي بعده بمائة وثمان سنين.

"حرف القاف":

271-

قاسم بن حمداد بْن ذي النُّون "العتقي"4، أَبُو بَكْر القُرْطُبي5.

سَمِعَ: قاسم بْن أصبغ وغيره، وكان أديبًا لغويًّا. كتبوا عَنْهُ شيئًا من الْأدب، وداخل الدولة.

1 في الأصل "بأبي".

2 في الأصل "بابن".

3 تاريخ بغداد "12/ 256"، والعبر "3/ 36".

4 في الأصل "العتيقي".

5 تاريخ علماء الأندلس "1/ 369".

ص: 112

"حرف الميم":

272-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن "عنبس"1، الإمام، أبو الحسين بْن سَمْعُون البغدادي الواعظ2.

سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، ومُحَمَّد بْن مخلد العطار بن البختري، وبدمشق أحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن زبّان، ومُحَمَّد بْن أَبِي حُذَيْفَة وجماعة، وأملى عَنْهُمْ.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وعَلِيّ بْن طلحة المقرئ، والْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو طالب العشاري، وأبو الحسين الْأبنوسي وخديجة بِنْت مُحَمَّد الشّاهجانيّة الواعظة، وَأَبُو بكر أحمد بن محمد بن حمدوه الحنبلي، وآخرون.

قَالَ السُّلَمي: هُوَ من مشايخ البغداديين، لَهُ لسان عال فِي هذه العلوم لا ينتمي إلى إسناد، وهو لسان الوقت والمرجوع إِلَيْهِ فِي آداب المعاملات، ويرجع إلى فنون من العلم.

وقَالَ الخطيب: كَانَ أوْحد دهره وفرْد عصره فِي الكلام، على علم الخواطر والإشارات، ولسان الوعظ، دَوَّن الناس حِكَمَه وجمعوا كلامه، وكان بعض شيوخنا إذا حَدَّثَنَا عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخ الجليل المُنْطَق بالحكمة.

قلت: وُلِد سنة ثلاثمائة. وسمعون، هو: إِسْمَاعِيل جَدّه.

أنبئونا عَنِ القاسم بْن عَلِيّ، أنّ نصر اللَّه الفقيه أخبرهم: أَنَا أَبُو الفتح نصر بْن إِبْرَاهِيم، أَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الواحد الزعفراني، حَدّثَنِي أَبُو مُحَمَّد السُّنّي صاحب أَبِي الْحُسَيْن بْن سمعون قَالَ: كان ابن مسعود فِي أول أمره ينسخ بالأجْرة، وينفق عَلَى نفسه وأمه، فَقَالَ لها يومًا: أحبّ أن أحجَّ، قَالَتْ: وكيف يمكنك؟ فغلب عليها النَّوم، فنامت وانتبهت بعد ساعة، وقالت: يا ولدي حُجَّ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النوم يَقُولُ:"دعيه يحجّ فإنّ الخير لَهُ فِي حجّه".

ففرح وباع دفاتره، ودفع إليها من ثمنها، وخرج مَعَ الوفد، فأخذت العرب الوفد، قَالَ: فبقيت عريانًا، ووجدت مَعَ رجل عباءة، فقلت: هبها لي أشتريها،

1 في الأصل "عبيس".

2 سير أعلام النبلاء "16/ 505"، والبداية والنهاية "11/ 323"، والمنتظم "7/ 198-200"، وصفة الصفوة "2/ 266"، وتاريخ بغداد "1/ 274-277".

ص: 113

فأعطانيها، قَالَ: فجعلت إذا غلبني الْجُوع ووجدت قومًا من الحاجّ يأكلون، وقفت أنظر إليهم، فيدعون إليّ كسرةً فأقتنع بها، وأحرمت فِي العباءة، ورجعت إلى بغداد، وكان الخليفة قد حرم جارية وأراد إخراجها من الدار، قَالَ أَبُو مُحَمَّد السُّنّي: فَقَالَ الخليفة: أطلبوا رجلا مستورًا يصلحُ، فَقَالَ بعضهم: قد جاء ابن سمعون من الحج، فاستصوب الخليفة قوله، فزوَّجه بها، فكان ابن سمعون يجلس عَلَى الكرسي فيعِظ ويقول: خرجت حاجًا، ويشرح حاله، وها أنا اليوم عليّ من الثياب ما ترون.

قَالَ البَرْقَاني: قلت لَهُ يومًا: تدعو الناس إلى الزُّهْد وتلبس أحسن الثياب، وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا؟ فَقَالَ: كل ما يُصْلِحُك لله فافعله إذا صلُح حالك مَعَ اللَّه.

قَالَ الخلال: قَالَ لي ابن سمعون: ما اسمك؟ قلت: حسن. قَالَ: أعطاك اللَّه الْأسمَ، فَسَلْه الحُسْنَى.

وجرت لابن سمعون حكاية فِي سنة بضع وستين وثلاثمائة، رواها قاضي المارستان عَنِ القُضَاعي بالإجازة، قَالَ: ثنا عَلِيّ بْن نصر الصبّاح، ثنا أَبُو الثناء شكر العَضُدي، قَالَ: لما دخل عَضُدُ الدولة بغدادَ، وقد هلك أهلها قتْلا وخوفًا وجوعًا، لِلفِتَن التي اتّصلت فيها بين الشيعة والسُّنّة، فَقَالَ: آفَةُ هَؤُلاءِ القصَّاص، فنادى: لا يقصّ أحد فِي الجامع ولا الطُّرَف ولا يتوسَل بأحد من الصّحابة، ومن أحبَّ التوسُّل قرأ القرآن، فمن خالف فقد أباح دَمَه، فوقع فِي الخبر أنّ ابن سمعون جلس عَلَى كرسيّه بجامع المنصور، فأمرني أن أطلبه، فأُحْضِر، فدخل عليّ رَجُل لَهُ هيئة وعليه نور، فلم أملك أن قمت إِلَيْهِ، وأجلسته إلى جنبي، فجلس غير مكترث، فقلت: إنّ هذا الملك جبّار عظيم، وما أُؤثِر لك مخالفة أمره، وإني مُوَصِّلُك إِلَيْهِ، فقبِّلِ الْأرض وتلطف لَهُ، واستعن باللَّه عَلَيْهِ، فَقَالَ: الخلق والأمر لله، فمضيت بِهِ إلى حجرة، وقد جلس فيها وحده، فأوقفته، ثم دخلت لاستأذن، فإذا هُوَ إلى جانبي قد حوّل وجهه إلى نحو دار فخر الدولة، ثم استفتح وقرأ:{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [هود: 102] قَالَ: ثم حوَّل وجهه، وقرأ:{ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [يونس: 14] فأتى بالعجب، ففتح عين الملك، وما رَأَيْت ذَلِكَ منه قطّ، وترك كُمَّه عَلَى وجهه، فلما خرج أَبُو الْحُسَيْن قَالَ الملك: اذهب إِلَيْهِ بثلاثة آلاف درهم، وعشرة أثواب من الخزانة، فإن امتنع فقل لَهُ: فرِّقها فِي أصحابك، وإن قبلها، فجئني برأسه، ففعلت، فَقَالَ: إن ثيابي هذه من

ص: 114

نحو أربعين سنة، ألبسها يوم خروجي إلى الناس، وأطويها عند رجوعي، وفيها متعة وبقيّة ما بقيت، ونفقتي من أجره دار خلَّفها أَبِي، فما أصنع بهذا؟ فقلت: فرقها عَلَى أصحابك، فَقَالَ: ما فِي أصحابي فقير، فعدت فأخبرته، فَقَالَ: الحمد لله الَّذِي سلَّمه منّا وسلَّمنا منه.

وقَالَ أَبُو سَعِيد النّقّاش: كَانَ ابن سمعون يرجع إلى علْم القرآن، وعلْم الظاهر، متمسكًا بالكتاب والسُّنّة، لقيته وحضرت مجلسه، سَمِعْتُهُ يسأل عَنْ قوله:"أَنَا جليس من ذكرني"، قَالَ: أَنَا صائنه عَنِ المعصية، أَنَا معه حيث يذكرني، أَنَا مُعِينُه.

وقَالَ السُّلَمي: سَمِعْتُ ابن سمعون، وسُئل عن التصوُّف، فَقَالَ: أمّا الْأسم فَتَرْك الدُّنيا وأهلها، وأمّا حقيقة التصوُّف فنسيان الدُّنيا ونسيان أهلها، وسمعته يَقُولُ: أحق الناس يوم القيامة بالخسارة أهل الدَّعَاوي والإشارة.

وقَالَ أَبُو النجيب الْأمويّ: سَأَلت أَبَا ذَرّ: هَلِ اتَّهمت ابن سمعون بشيء؟ فَقَالَ: بلغني أَنَّهُ رَوَى جزءًا عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي دَاوُد، كَانَ عَلَيْهِ مكتوب: وَأَبُو الْحُسَيْن ابن سمعون، وكان "رجلا"1 آخر سواه، لأنّه كَانَ صبيًّا، ما كانوا يُكْنُونه فِي ذَلِكَ الوقت، وسماعه من غيره صحيح.

قَالَ أَبُو ذَرّ: وكان القاضي أَبُو بَكْر الْأشعري وَأَبُو حامد يُقَبّلان يد ابن سمعون إذا جاءاه، وكان القاضي أَبُو بَكْر يقُولُ: ربّما خفي عليّ من كلامه بعض الشيء لدقّته2.

وقال السلمي: سمعته يقول في: {وَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: 142] قَالَ: مواعيد الْأحبة وإن اختلفت، فإنّها تؤْنس. كُنَّا صبيانًا ندور على الشط ونقول:

ما طليني وسَوِّفي

وعِديني ولا تَفي

واترُكِيني مُولَّهًا

أو تَجودِي وتَعطِفي

قَالَ الخطيب: ثنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الظاهري: سَمِعْتُ ابن سمعون يذكر أَنَّهُ أتى بيت المقدس ومعه تمر، فطالبته نفسه برطب، فلامها، فعمد إلى التمر وقت إفطاره فوجده رطبًا، فلم يأكل منه وتركه، فلما كَانَ ثاني ليلة وجده تمرًا.

وقَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أَبَا الفتح القوَّاس يَقُولُ: لحقتني إضافة، فأخذت قوسًا

1 في الأصل "رجل".

2 تبيين كذب المفتري "201".

ص: 115

وخُفَّيْن، وعزمت عَلَى بَيْعهما، فقلت: أحضر مجلس ابن سمعون، ثم أبيعهما، فحضرت، فلما فرغ ناداني: يا أَبَا الفتح لا تبع الخُفَّين والقوس، فإنّ اللَّه سيأتيك برزق أو كما قَالَ.

وقَالَ الخطيب: حَدّثَنِي شرف الوزراء أَبُو القاسم عَلِيّ بْن الْحَسَن، قَالَ: حَدّثَنِي أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن العلاف، قَالَ: حضرت أَبَا الْحُسَيْن يومًا وهو يعظ، وَأَبُو الفتح القوّاس إلى جنب الكرسي، فنعس، فأمسك أَبُو الْحُسَيْن عَنِ الكلام ساعة، ثم استيقظ أَبُو الفتح، ورفع رأسه، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحُسَيْن: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نومك؟ قَالَ: نعم، فَقَالَ: لذلك أمسكت خوفًا من أن تنزعج.

وقَالَ الخطيب: حَدّثَنِي رئيس الرؤساء الوزير: نا أَبُو عَلِيّ بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي، حكى لي مولى الطائع لله أن الطائع أمره فأحضر ابن سمعون.

فرأيت الطائع غضبانًا، وكان ذا حِدَّة، فأحضرت ابن سمعون، فأذن له الطائع في الدخول، فدخل وسلّم بالخلافة، ثم أخذ فِي وعظه، فَقَالَ: رُوِي عَنْ أمير المؤمنين عَلِيّ رضي الله عنه، ثم رَوَى عَنْ أمير المؤمنين عَلِيّ رضي الله عنه، ثم رَوَى عَنْ أمير المؤمنين وترضى عَنْهُ، ووعظ حتى بكى الطائع، وسمع شهيقه، وابتلّ منديل من دموعه، فلما انصرف، سَأَلت عَنْ سبب طلبه، فَقَالَ: رُفِع إليّ أَنَّهُ ينتقص عليا رضي الله عنه، فأردت أقابله، فلما حضر افتتح بذِكْر عَلِيّ والصلاة عَلَيْهِ، وأعاد وأبدى فِي ذِكْره، فعلمت أَنَّهُ وُفِّق، ولِعِلْمه كُوشِف بذلك.

قَالَ العتيقي: تُوُفِّي ابن سمعون وكان ثقة مأمونًا فِي نصف ذي القعدة.

قَالَ الخطيب: ونُقِل سنة ست وعشرين وأربعمائة من داره، ودُفِن بباب حرب، ولم تكن أكفانه بُلِيَت فيما قِيلَ.

273-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شهريار، أَبُو بَكْر بْن أخي عَلِيّ بْن الفضل التاجر الْأرْدَسْتَاني.

رَوَى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم. وعنه: أَبُو نُعَيْم.

274-

مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن جَعْفَر، أبو الطيب التيمي الكوفي النَّخَّاس1.

حدّث بالكوفة وبغداد عَنْ: عَبْد الله بن زيدان البَجَليّ، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة.

1 تاريخ بغداد "2/ 245"، والعبر "3/ 37".

ص: 116

وعنه: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد الخلال، ومحمد بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ، ومُحَمَّد وَأَبُو طاهر ابنا مُحَمَّد بْن عيسى الحَذَّاء الكوفي وجماعة. وكان ثقة.

275-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْد اللَّه، أَبُو الفَضْل الشَّيْباني الكوفي نزيل بغداد1.

حدث عَنْ: مُحَمَّد بْن جرير، ومحمد بن محمد الباغندي، "وأَبِي"2 القاسم البَغَوي، وخلق كثير من العراقيين والشاميين والمصريين.

رَوَى عَنْهُ جماعة، وانتخب عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ، ثم بان كَذِبُه، وسرقوا حديثه.

قَالَ الخطيب: كَانَ عند ذَلِكَ يضع الحديث للرافضة، وعاش تسعين سنة.

قلت: وكان حافظًا عارفًا بالفنّ، مصنّفًا، لكنّه لحقه الْأدْبار.

رَوَى عَنْهُ تمّام الرّازي، وَأَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو العلاء الواسطي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وخلق.

قَالَ الْأزهري: كَانَ يحفظ، وكان كذّابًا دجّالا.

قَالَ حمزة السَّهْمي: كَانَ يضع الحديث، كتبت عَنْهُ، وله سَمْتٌ ووَقَار.

قَالَ العتيقي: تُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وكان كثير التخليط.

276-

مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة بْن المغيرة، أَبُو طاهر السُّلَمي، نافعة3 الأئمة أَبِي بَكْر، محدّث نيسابُور.

وسمع: جدّه، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق السّرّاج، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الماسَرْجَسي، وأقرانهم.

قَالَ الحاكم: عقدت لَهُ مجلس التحديث سنة ثمانٍ وستّين، ودخلت "بيت كُتُب"4 جَدّه، وأخرجت لَهُ مائتين وخمسين جُزْءًا من سماعاته الصحيحة، وانتقيت لَهُ عشرة أجزاء، وقلت: دع الْأصول عندي صيانةً لها، فأخذها وفرقها على الناس،

1 تاريخ بغداد "5/ 466"، والعبر "3/ 37"، وشذرات الذهب "3/ 126".

2 في الأصل "أبو".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 490"، والعبر "3/ 37"، وميزان الاعتدال "4/ 9".

4 في الأصل "كتب بين".

ص: 117

وذهبتْ، ومدّ يده إلى كُتُب غيره، ثم إنه مرض، وتغيّر بزوال عقله فِي سنة أربع وثمانين. ثم قصدته بعد ذَلِكَ للرواية، فوجدته لا يَعْقِل، وتُوُفِّي سنة سبعٍ وثمانين، فِي جمادى الْأولى، ودفن فِي دار جدّه.

روى عنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وَأَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي وَأَبُو المُظَفَّر سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم المقرئ، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ المقرئ، وغيرهم من شيوخ زاهر السّحامي، وما أعتقد أنهم سمعوا منه إلا فِي صحة عقله، فإنّ من لا يَعْقِل كيف يُسْمَع عَلَيْهِ، واللَّه تعالى أعلم.

277-

مُحَمَّد بْن يحيى البُوزْجَاني، أحد الكبار البارعين فِي معرفة الهندسة. لَهُ فيها تصانيف عجيبة. وبوزجان قرية من نيسابُور.

278-

مُحَمَّد بْن المُسَيّب بْن رافع العَقِيلي الْأمير أَبُو الذّواد1. تغلّب عَلَى الموصل وأخذها سنة ثمانين وثلاثمائة، وصاهر لولد عَضُدِ الدولة.

وتُوُفِّي فِي سنة سبعٍ وثمانين هذه، وقام بعده أخوه حسام الدولة مقلّد بْن المُسَيّب.

279-

مُحَمَّد بْن هشام بْن عَبَّاس، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي البزّاز2. جمع الكثير من قاسم بْن أصبغ، وسمع من أبي عبد الملك ابن أَبِي دُلَيْم، وأَحْمَد بْن رحيم.

قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ وكان صالحًا ثقةً. توفي فِي رجب.

280-

مُوسَى بْن عيسى بْن طانجور، أَبُو القاسم السّرّاج3.

سَمِعَ: مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الباغَنْدِي، وأَبَا بَكْر بْن أَبِي داود، ومُحَمَّد السَّوانيطي.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن حسنون النَّرْسي وعُبَيْد اللَّه بن الْأزهري، ووثّقه، وكان مولده سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.

1 العبر "3/ 37"، وشذرات الذهب "3/ 126".

2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 100".

3 تاريخ بغداد "13/ 64"، والمنتظم "7/ 201"، والعبر "3/ 37".

ص: 118

"حرف النون":

281-

نوح بْن منصور بْن نوح بْن عَبْد الملك بْن نصر بْن أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بْن سامان، أَبُو القاسم، سلطان ما وراء النهر، وابْن سلاطينها1.

تُوُفِّي فِي رجب، وبقيت ولايته اثنتين وعشرين سنة، وولي الأمر بعده ابنه أبو الحارث منصور بْن نوح.

وذكره ابن الْجَوْزي فقال: مالك خراسان وغزنه وما وراء النهر، ولي بعده ابنه فبقي سنة وتسعة أشهر، ثم قبض عَلَيْهِ خواصُّه، وأجلسوا فِي المُلْك أخاه عَبْد الملك بْن نوح، فقصدهم محمود بْن سبكتكين، فالتقاهم وكسرهم، فانهزموا منه إلى بُخَارَى، وانقرض ملك السامانية.

"الكنى":

282-

"مَنْجوتَكِين"2 التركي العزيزي. مولى الملقَّب بالعزيز بْن المُعِزّ.

ولي دمشق سنة إحدى وثمانين، وبقي مدّة، وفي سنة سبْعٍ هذه عزله الحاكم، وأرسل عوضه سُلَيْمَان بْن جَعْفَر بْن فلاح، فنزع منجوتكين الطّاعة، وسار إلى الرملة، لحرب من يجيئه من مصر، ثم كانت الوقعة يوم الجمعة من جمادى الْأولى، فاقتتلوا، ثم انهزم منجوتكين، ووصل دمشق فِي يومين، وطلب من أهل البلد النُّصْرَة، فلم يجيبوه خوفًا من الحصار والغلاء، ونهبوا داره، وهمُّوا بالقبض عَلَيْهِ، فانهزم إلى أَذْرِعَات، ولجأ إلى ابن الجرّاح الطائي، فلم يمنعه، وأسلمه إلى الْأمير سُلَيْمَان بْن فحل، فبُعِث إلى مصر، فعفا عَنْهُ الحاكم.

283-

أَبُو العلاء بْن ماهان، راوي صحيح مُسْلِم. هُوَ: عَبْد الوهاب بْن عيسى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ماهان البغدادي3.

"حدّث بمصر"4، عَنْ أَبِي بَكْر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى الأشقر الفقيه، عن

1 سير أعلام النبلاء "16/ 514"، والبداية والنهاية "11/ 323"، والعبر "3/ 38".

2 في الأصل "بنجوتكين".

3 العبر "3/ 39"، وشذرات الذهب "3/ 128".

4 في الأصل "الكتاب".

ص: 119

القلانسي "صاحب مُسْلِم"1. وله فَوْت ثلاثة أجزاء الصحيح رواها عَنِ الْجُلُودِي.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر يحيى بْن مُحَمَّد الْأشعري، وأَحْمَد بْن الفتح بْن الواساني المَعَافِرِي، ومُحَمَّد بْن يحيى الحَذَّاء الْأندلسيون.

وقد كتب الدَّارَقُطْنيّ إلى أهل مصر ليكتبوا عَنِ ابن ماهان كتاب مُسْلِم ووصفه بالثقة والتمييز.

قَالَ الحبَّال: تُوُفِّي فِي سنة سبعٍ وثمانين.

وَفَيَات سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة:

"حرف الألف":

284-

أحْمَد بْن عَبْدان بْن مُحَمَّد بْن فرج، أَبُو بَكْر الشيرازي الحافظ نزيل الْأهواز2.

كَانَ من كبار أئمّة الحديث. سأله حمزة السَّهْمي عَنِ الرجّال والْجَرْح والتعديل.

رَوَى عَنْ مُحَمَّد بن محمد الباغندي، وأبي القاسم البغوي، وجماعة.

ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وسمع سنة أربع وثلاثمائة من أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السَّكن البغدادي بشيراز، وسمع من بَكْر بْن أحْمَد الزُّهْري بكازَرُون، وتُوُفِّي فِي شهر صفر.

رَوَى عَنْهُ: أبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وقاضي الْأهواز عَبْد الواحد بْن منصور بْن المشتري، والقاضي عَلِيّ بْن عُبَيْد اللَّه الحسكاني من مشيخة الرازي، وعَبْد الوهاب "الغندجاني"3 وآخرون.

وكان يقال لَهُ: الباز الْأبيض، وروى تاريخ الْبُخَارِيّ.

285-

أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد البصير أَبُو عمر الجذامي القرطبي4.

1 في الأصل "صاحب مصر مسلم".

2 سير أعلام النبلاء "16/ 489"، والعبر "3/ 38"، وتذكرة الحفاظ "3/ 990".

3 في الأصل "العند هاني" وهو تصحيف.

4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 57"، وفي الأصل "أحمد محمد".

ص: 120

سَمِعَ الكثير من قاسم بْن أصبغ، وأَحْمَد بْن دُحَيْم، ومُحَمَّد بْن الخشنيّ، وخالد بْن سعد وطائفة، وكان عارفًا بالحديث ووقوف عَلَى أحوال نقلته.

روى عنه: محمد بن الحسن الزُّبَيْدِي، وابْن الفَرَضِيّ وقَالَ: أجاز لي ولأبي مصعب ما رواه، وتُوُفِّي فِي جُمادى الآخرة، وَلَهُ سبعٌ وسبعون سنة.

286-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف المُزَني.

رَوَى عَنْ: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبَادِل، وعَلِيّ بْن أَبِي العقب.

رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن الْحَسَن الرَّبعي.

287-

أحْمَد بْن منصور بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو النُّوشَرِي1.

سَمِعَ يحيى بْن صاعد، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الْجَوْزَجَاني، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد القاضي.

رَوَى عَنْهُ: العتيقي، والتنوخيّ، وعاش ثمانين سنة، وكان ثقة.

288-

أَصْبَغُ بْن عَبْد اللَّه بْن مَسَرَّة، أَبُو القاسم الخيّاط2.

حجّ، وسمع أَبَا مُحَمَّد بْن الورد، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الرازي، وأَبَا إِسْحَاق مُحَمَّد بْن القاسم بْن شعبان، وأَبَا عَلِيّ بْن السَّكَن، سَمِعَ منه مصنفه الصحيح في السنن، وكان من الشهود.

قَالَ ابن الفَرَضِيّ: "سَمِعْتُ" منه "أشياء"3، توفي في رمضان.

"حرف الباء":

289-

بَكْر بْن مُحَمَّد بْن بَكْر بْن خُرَيْم، أَبُو القاسم الدمشقي الطرائفي المعدّل4.

رَوَى عَنِ: ابن جوصا. روى عنه: أحمد بن الحسين الطيان، ورشأ بن نظيف، وغيرهما.

1 اللباب "3/ 331"، والأنساب "4/ 159".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 81".

3 ما بين الأقواس سقط من الأصل واستدرك من تاريخ ابن الفرضي.

4 تهذيب ابن عساكر "3/ 290".

ص: 121

"حرف الحاء":

290-

الْحَسَن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو عَلِيّ الحرشي الحيري1.

سمع: أباه "أَبَا"2 عمرو، "وأَبَا"3 نُعَيْم بْن عدِيّ، وعدّة. وعنه: القاضي أَبُو بَكْر. مات فِي جمادى الآخرة.

291-

الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد، أَبُو عَلِيّ الكِنْدي الحمصي الفقيه، نزيل بعلبك4.

حدّث فِي هذا العام عَنْ سَعِيد بْن عَبْد العزيز الحلبي، وابْن جَوْصا.

رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن بْن الْأشعث المنبجي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد الرَّحْبي وجماعة. وقع لنا جُزْءٌ من حديثه.

292-

الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن بَشَّار، أَبُو عَلِيّ الرَّيْحاني.

رَوَى عَنْهُ الهَمَذَاني. رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن عمروس، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بلبل الزَّعْفَراني، ومُحَمَّد بْن حمدان بْن سُفْيَان البغدادي، والقاسم بْن أَبِي صالح، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب.

رَوَى عَنْهُ: أحْمَد بْن زَنْجَوَيْه، وَأَبُو طاهر بْن سَلَمَة، ومُحَمَّد بْن عيسى، وآخرون.

قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ صدوقًا صالحًا.

293-

الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الدمشقي نزيل نيسابُور5.

وحدّث فِي هذه السنة عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الهُجَيْمي، والفضل بْن الفضل الكِنْدي، وجماعة.

وعنه: أَبُو عثمان الصّابوني، وأَحْمَد بْن منصور المقرئ، رَوَى أحاديث لا تشبه أحاديث الصدق.

1 الأنساب "4/ 110".

2 في الأصل "أنا".

3 في الأصل "أنا أبو".

4 سير أعلام النبلاء "16/ 415".

5 تهذيب ابن عساكر "4/ 233".

ص: 122

294-

الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير، أبو عبد الله البغدادي الصيرفي الحافظ1.

سمع: أبا جَعْفَر بن البَخْتَرِيّ، وإسماعيل الصَّفَّار، وَعُثْمَان بن السماك وأبا بكر بن النجار فمن بعدهم.

روى عنه: أبو حفص بْن شاهين، وهو أكبر منه، وَأَبُو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وعبيد الله الأزهري، وآخر من حدث عَنْهُ أبو الحسين محمد بْن المهتدي باللَّه.

قَالَ الْأزهري: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي حديث: هذا حديث كتبه عنّي مُحَمَّد بن إسماعيل الوراق، وأبو "الحسن"2 الدارقطني.

وقال أَبُو القاسم الْأزهري: كنت أحضر عند ابن بكير، وبين يديه أجزاء، فأنظر فيها، فيقول لي: أيما أحب إليك، تذكرني متن ما تريد من هذه الْأجزاء، حتى أخبرك بإسناده، أو تذكر إسناده حتى أذكّرك بمتنه؟ فكنت أذكر المُتُون، فيحدثني بالأسانيد كما هِيَ حفظًا منه، وفعلت هذا مرارا كثيرة، وكان ثقة، لكنهم حسدوه، وتكلموا فِيهِ.

قَالَ الخطيب: قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ يتساهل فِي الحديث ويُلْحِق فِي أُصول الشيوخ ما لَيْسَ منها، ويصل المقاطيعَ. وُلِد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، رحمه الله.

295-

حمد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن خطاب، الْإمَام، أَبُو سُلَيْمَان الخطّابي البُسْتي3 الفقيه الْأديب، مصنف كتاب "مَعَالم السُّنَن"، وكتاب "أسماء اللَّه الحُسْنَى" وكتاب "الغنية عن الكلام وأهله"، وكتاب "العزلة"، وغير ذلك من التصانيف. سَمِعَ: أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي بمكّة، وأبا بكر بن داسة بالبصرة، وإسماعيل الصفار ببغداد، وأبا الْعَبَّاس الْأصمّ بنيسابُور وطبقتهم. وأقام بنيسابور مدَّةً يصنّف ويفيد.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، والشيخ أَبُو حامد الإِسْفِرَايِينِيّ، وَأَبُو نصر محمد

1 سير أعلام النبلاء "16/ 464"، والمنتظم "7/ 203"، والبداية والنهاية "11/ 324".

2 في الأصل "الحسين".

3 العبر "3/ 39"، وشذرات الذهب "3/ 127"، والبداية والنهاية "11/ 324".

ص: 123

ابن أحْمَد بْن سُلَيْمَان البلْخي "الغَزْنَوِي"1 المقرئ، وعَلِيّ بْن الْحَسَن الفقيه السجزي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الملك الفارسي الفَسَوي، وَأَبُو عُبَيْد الهَرَوِي صاحب الفرسين، وعَبْد الغافر بْن مُحَمَّد الفارسي.

وقد سماه أَبُو منصور الثَّعَالِبي فِي كتاب "اليتيمة": أَبَا سُلَيْمَان أحْمَد بْن مُحَمَّد، والصّواب حمْد كما قاله الْجَمُّ الغفير.

ويقال: إنه من ولد زيد ين الخطَّاب بْن نُفَيْل العَدَوِي، ولم يَثْبُتْ.

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن "اليونيني"2 وشهدة العامرية قالا: أَنَا جَعْفَر الهَمَذَاني، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفي: سَمِعْتُ أَبَا المحاسن الرّوياني بالرّيّ، سَمِعْتُ أَبَا نصر البلْخي بغزنة، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَان الخطابي، سَمِعْتُ سعيد الْأعْرابي، ونحن نسمع عَلَيْهِ هذا الكتاب، يعني كتاب السُّنَن لأبي دَاوُد، وأشار إلى النسخة وهي بين يديه: لو أنّ رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المُصْحَف الَّذِي في كتاب اللَّه، ثم هذا المُصْحَف، لم يحْتَجْ معهما إلى شيء من العلم البتة.

ولأبي سليمان مقطعات من الشعر في كتاب "اليتيمة" للثَّعالبي، منها:

وما غربة الْأنْسَان فِي شقّة النَّوَى

ولكنها واللَّه فِي عدم الشَّكْل

وإنّي غريبٌ بين بُسْتَ وأهلِها

وإنْ كَانَ فيها أُسْرَتي وبها أهلي

وله:

فسامح ولا تَسْتَوْفِ حقَّك كلَّه

وأبق فلم يستوف قطّ كريم

ولا تَغْلُ فِي شيء من الْأمر واقتَصِدْ

كلا طرفي قصْد الْأمور سليم

وقد أخذ الخطابي اللغة عَنْ أَبِي عُمَر الزّاهد، والفقه عَنْ أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وأَبِي بَكْر القفال "الشاشي"3 وغيرهما.

وذكر أَبُو يعقوب القرّاب وفاته في ربيع الآخر.

1 في الأصل "العرنوي".

2 في الأصل "النوسي".

3 في الأصل "الشافعي" وهو وهم.

ص: 124

"حرف السين":

296-

سَعِيد بْن حسّان بْن العلاء، أَبُو عثمان القُرْطُبي نزيل مصر1.

سَمِعَ بها من: عَبْد الملك بْن بحر بْن شاذان "الجلاب"2، ومن عثمان بْن مُحَمَّد السمرقندي بتنيس.

وحدّث بقُرْطُبَة، وبها توفي في صفر.

"حرف الشين":

297-

شافع بْن مُحَمَّد بْن الحافظ أَبِي عوانة يعقوب بْن إِسْحَاق، أَبُو النَّضْر الإِسْفِرَايِينِيّ3.

رحل وطَوَّف إلى العراق والشام ومصر وخراسان بعد وفاة جَدّه.

سَمِعَ من: جَدّه، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطي، وعَبْد اللَّه بْن الزَّيْنَبِي الدمشقي، وابْن جَوْصَاء، وأَحْمَد بْن عَبْد الوارث الغسَّال، وأَبِي جَعْفَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الطّحاوي ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبلي، وطبقتهم.

وروى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمي، وَأَبُو نُعَيْم، وَأَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو مَسْعُود أحمد بن محمد البجلي، أبو سعد مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكَنْجَرُوذِي.

قَالَ الحاكم: خرّجت عَنْهُ فِي الصحيح. وقَالَ أَبُو القاسم بْن منده: تُوُفِّي فِي المحرَّم من السنة.

"حرف العين":

298-

عبيد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن مازيا القاضي، أَبُو الْحُسَيْن البُرُوجِرْدي4.

حدّث بهَمَذَان فِي سنة أربعٍ وستين عَنْ: أَبِيهِ، وعَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني،

1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 175".

2 في الأصل "الحلاب".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 388"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1020"، وتاريخ جرجان "189".

4 تذكرة الحفاظ "3/ 1020".

ص: 125

والباغَنْدِي، وابْن جرير، ومُحَمَّد بْن المجدِّر، وأَحْمَد بْن جوْصا.

رَوَى عَنْهُ: رافع بْن مُحَمَّد القاضي، وطاهر بْن ماهلة، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الهَمَذَانيّون.

ذكره شِيرَوَيْه ووثَّقه وقَالَ: توفي ببروجرد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.

قلت: يبعد أنّه عاش إلى الْأن.

299-

عُبَيْد اللَّه بْن المحدّث عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ، القاضي أَبُو القاسم المَرْوَزِي قاضي نَسْف.

قَالَ المُسْتَغْفِري: كَانَ صَلْب المذْهب، لما دخل "سبكتكين"1 صاحب غَزْنَة إلى بَلْخ، دعا فقهاءها إلى مناظرة الكَراميّة، وكان منهم القاضي عُبَيْد اللَّه، وهو يومئذ عَلَى قضاء بلْخ، فَقَالَ سُبُكْتِكِين: ما تقولون فِي هَؤُلاءِ الزُّهاد الْأولياء، يعني الكرامية؟ فَقَالَ القاضي: هَؤُلاءِ كفّار.

فَقَالَ: ما تقولون فِي إنْ كنت أعتقد مذهبهم؟ فَقَالَ: قولنا فيك كقولنا فيهم، فقام وضربهم بطبرزين حتى أدماهم، وشَبَحَ القاضي، وقيدهم وحبسهم، ثم خاف الملامة فأطلقهم، وتُوُفِّي القاضي سنة ثمانٍ وثمانين.

300-

عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن منتاب، أَبُو القاسم البغدادي، أخو أَبِي الطّيّب2.

سَمِعَ: يحيى بْن صاعد، وعثمان بْن السّمّاك.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن حسنون، وغيرهما. وثَّقه العتيقي، وولد سنة إحدى وثلاثمائة.

301-

عُبَيْد اللَّه بن مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّه، أَبُو الفضل الفامي، شيخ صالح نيسابوريّ3، سكن محلّة نَصْرَاباذ.

سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، وأكثر الناس عنه لعلو سنده.

1 في الأصل "سبكتين".

2 تاريخ بغداد "10/ 375"، والمنتظم "7/ 204".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 495"، والعبر "3/ 39"، وشذرات الذهب "3/ 128".

ص: 126

قَالَ الحاكم: سماعاته بخطّ أَبِيهِ صحيحة. قلت: رَوَى عَنْهُ سَعِيد العيار، وجماعة، وقع لنا من عَوَالِيه.

302-

عبد العزيز بْن يوسف، "أَبُو"1 القاسم كاتب الْأنشاء للسلطان عَضُد الدولة2، ثم وَزَرَ لابنه بهاء الدولة خمسة أشهر، وتُوُفِّي فِي شعبان من السنة، وكان أديبًا شاعرًا نبيلا، ولم يشتهر لأنّه لم تَطُل وزارتُه.

303-

عُمَر بْن أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام أَبُو حفص البَرْمَكِي الحنبلي، أحد الْأعلام والزُّهاد، وقد "ذكرناه"3 فِي الماضية. "أَبُو"4 حفص العُكْبَرِي المعروف بابن المسلّم.

رَوَى هذا عَنْ أَبِي بَكْر الصوّاف، وإِسْمَاعِيل الخطبي، وتفقّه بأبي عَلِيّ النّجار، وأَبِي بَكْر عَبْد العزيز، وله فِي الفقه تواليف حسنة، رحمه الله. وهو والد المعمَّر أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البَرْمَكِي شيخ قاضي المرسْتان.

304-

عُمَر بْن مُحَمَّد بْن "عِرَاك"5 بْن مُحَمَّد بْن عِرَاك، أَبُو حفص الحَضْرَمِي المصري المقرئ6 المجوّد.

قرأ القرآن بَورْش عَلَى: أَبِي جَعْفَر حمدان بْن عَوْن بْن حكيم الخَوْلاني صاحب إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النحاس، وعلى أَبِي الْعَبَّاس أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع السُّكَّري، وعلى أَبِي غانم المُظَفَّري أحْمَد بْن حمدان.

قرأ عَلَيْهِ: فارس بْن أحْمَد الضّرير، وتاج الْأئمّة أحْمَد بن عَلِيّ بْن قاسم، وَأَبُو الوليد عُتْبة بْن عَبْد الملك العثماني، وغيرهم.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحبّال: تُوُفِّي بمكّة يوم عاشوراء، وقد تُوُفِّي أَبُو غانم شيخه في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وتُوُفِّي أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عبد اللَّه بن هلال الأزدي

1 في الأصل "أبا".

2 البداية والنهاية "11/ 325"، والمنتظم "7/ 203".

3 في الأصل "ذكرنا".

4 في الأصل "أبا".

5 في الأصل "عزاك".

6 سير أعلام النبلاء "16/ 495"، والعبر "3/ 40"، وشذرات الذهب "3/ 29".

ص: 127

سنة عشرين وثلاثمائة، وهو شيخ أبي غانم. وقرأ الْأزْدِيّ وحمدان الخَوْلاني، عَلَى إِسْمَاعِيل النّحّاس، عَنْ قراءته عَلَى أَبِي يعقوب الْأزْدِيّ، عَنْ ورش، فقراءته عَلَى الخَوْلاني أعلى بدرجة. وكان ابن عِراك من كبار المقرئين.

305-

عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن، أَبُو حفص "اليسع"1. بغدادي، تُوُفِّي في تنيس.

"حرف القاف":

306-

القاسم بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن معروف، أَبُو أحْمَد القنطري الحاكم.

تُوُفِّي فِي ربيع الْأوّل بنَسْف.

رَوَى عَنْ الْأصم، وعَبْد المؤمن بْن خَلَف، وجماعة. رَوَى عَنْهُ جَعْفَر المُسْتَغْفِري.

307-

قاسم بْن مُحَمَّد بْن قاسم بْن أَصْبَغُ بن محمد "البياني"2، أبو مُحَمَّد القُرْطُبي قاضي مدينة الفرج3.

سَمِعَ من: جَدّه. وكتب عَنْهُ: ابن الفَرَضِيّ وجماعة. وكان مولده سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وتُوُفّي فِي ربيع الأول.

"حرف الميم":

308-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان، أَبُو النَّضْر السَّرْمَغُوني النَّسَوِي.

سَمِعَ بدمشق، ونشأ، وحدّث عَنْ مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد الجبّار النَّسَوِي، وأَبِي الدَّحداح أحْمَد بْن مُحَمَّد، وابْن جَوْصا، وأَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن سَلَمَة، والْحُسَيْن بْن عثمان الشيرازي، وَأَبُو مَسْعُود أحْمَد بْن مُحَمَّد البَجَلي. وعاش إلى هذه السَّنَة، ولم تُحْفَظْ وفاتُه.

309-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن إبراهيم، أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي المقرئ4، تلميذ ابن

1 في الأصل "اليسيع".

2 في الأصل "البناني".

3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 364".

4 سير أعلام النبلاء "16/ 495"، المنتظم "7/ 204"، والبداية والنهاية "11/ 325"، والعبر "3/ 40"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1020".

ص: 128

شَنَّبوذ، قرأ عَلَيْهِ القراءات، وعلى أَبِي بَكْر بن مجاهد، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة النَّحْوِيّ نفْطَوَيْه، وابْن بشّار العلاف صاحب الدُّورِي، وهو أقدم شيخ لَهُ، ومُحَمَّد بْن النَّضْر بْن الْأخرم، وجماعة، واعتنى بهذا الشأن، وتصدّر للإقراء بعد أن أكثر التَّرْحال فِي لُقيّ الشيوخ المقرَّبين.

قرأ عَلَيْهِ: الهيثم بْن أحمد الدمشقي الصّبّاغ، وَأَبُو طاهر مُحَمَّد بْن ياسين الحلبي، وَأَبُو الفرج الْأستِراباذي، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي، وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الحسين الكارزيني وطائفة، وآخرهم وفاةً، فيما أعلم، أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وكان عالمًا بالتفسير ووجوه القراءات.

قَالَ الخطيب: سَمِعْتُ أَبَا الفضل عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد يذكر أَبَا الفرج الشَّنَّبُوذِي، فعظَّم أمره وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد القرآن.

وقال الخطيب: ولد سنة ثلاثمائة، وتكلّم النّاس فِي رواياته، فحدثني أحْمَد بْن سُلَيْمَان الواسطي المقرئ قَالَ: كَانَ أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي يذكر أَنَّهُ قرأ عَلَى أَبِي الْعَبَّاس الْأشناني، فتكلّم النّاس فِيهِ، وقرأت عَلَيْهِ لابن كثير، ثم سَأَلت عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ، فأساء القول فِيهِ.

قَالَ التنوخي: تُوُفِّي أَبُو الفرج الشَّنَّبُوذِي فِي صفر من السنة.

قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: أخذ عرْضًا عَنِ ابن شنَّبُوذ ولازمه، فنسب إِلَيْهِ، عَنْ مُحَمَّد بْن هارون التّمّار، وأَبِي مزاحم الخاقاني، وأحمد بن حماد التيمي، ثم سمّى جماعة، وقال: مشهور، ضابط، نبيل، حافظ، ماهر، خازن، كَانَ يتحرّك فِي البلدان. رَوَى عَنْهُ القراءة غير واحدٍ من شيوخنا.

310-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مَتّ، أَبُو بَكْر الْأشْتِيخَني1.

سمع صحيح الْبُخَارِيّ فِي سنة تسع وثلاثمائة من أَبِي عَبْد اللَّه الفَرَبْرِي، وحدّث.

تُوُفِّي فِي رجب، وكان من كبار الشافعية، مَعَ الزُّهد والعبادة، رحمه الله.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَعِيد الإدريسي، وعَلِيّ بْن سختام السَّمَرْقَنْدِيّ، وجماعة.

1 العبر "3/ 40"، وسير أعلام النبلاء "16/ 521"، وشذرات الذهب "3/ 129".

ص: 129

311-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قادم، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي المالكي1.

سَمِعَ: قاسم بْن أَصْبَغُ وذويه، ورحل فسمع بمصر، وتفقّه عَلَى ابن سُفْيَان، وسمع ببغداد من أَبِي بَكْر الشّافعيّ، وأَبِي عَلِيّ بْن الصَّوّاف.

قَالَ ابن "الفَرَضِيّ"2: كَانَ ضعيفًا غير ضابط لنفسه ولا لسانه. تُوُفِّي فِي هذا العام، وكان شاعرًا محسنًا إخباريا، وقد سمعه غير واحد ينال من عليّ رضي الله عنه، وأنا سمعته ينال من الْحَسَن، لعن اللَّه من نال منهما.

312-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مجّ، أَبُو النَّضْر الكُشَاني الكرميني.

رَوَى عن: دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن خُزَيْمَة، وأَبِي حسّان مُهِيب بْن سُلَيْم، وغيرهما.

سماعه سنة سبع عشرة. رَوَى عَنْهُ جَعْفَر بْن المُسْتَغْفِري. حدّث فِي هذه السنة، وانقطع خبره.

313-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عقيل، أَبُو بَكْر النيسابُوري القطّان.

سَمِعَ: مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن دلوَيْه، وعَلِيّ بْن عَبْدان، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وَأَبُو عَلِيّ الصّابوني. ورَّخه الحاكم.

314-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن محمي، أَبُو بَكْر البغدادي الجوهري3.

رَوَى عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي. رَوَى عَنْهُ: العشاري، والعتيقي، والأزهري. وتُوُفِّي فِي شعبان، وهو ثقة.

315-

مُحَمَّد بْن الْحَسَن4 بْن المُظَفَّر، أَبُو عَلِيّ البغدادي اللُّغَوِي الكاتب، المعروف بالحاتمي، أحد الْأعلام المشاهير.

أخذ اللغة عَنْ أَبِي بَكْر الزاهد. رَوَى عَنْهُ أَبُو القاسم التنوخي، وغيره.

وله الرسالة الحاتمية التي شرح فيها ما جرى بينه وبين المتنّبي من إظهار سرقاته وإبانة عيوبه في شعره، وهي رسالة تدل عَلَى تبحره، يذكر في أولها ذهابه على

1 تاريخ علماء الأندلس "1002".

2 في الأصل "الرضي" وهو تصحيف.

3 تاريخ بغداد "1/ 363"، والمنتظم "7/ 204".

4 في الأصل "الحسين".

ص: 130

بغلته، وبين يديه غلمانه إِلى دار المتنبي، فما أكرمه ولا احترمه، وأَنَّهُ جلس، فما التفت إليه، فعفنه الحاتمي ووبخه عَلَى تيهه وعجبه.

تُوُفِّي الحاتمي فِي هذه السنة. بلغتنا أخباره مختصرة.

316-

مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَلِيّ، أَبُو الطيّب الماذرائي. من رؤساء المصريين ومن بيت حشمة. تُوُفِّي فِي شوّال.

317-

مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن مهران القاضي، أَبُو الفضل المَرْوَزِي الحَدَّادي الواعظ الصّوفي1.

سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن محمود المَرْوَزِي، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن خَالِد صاحب إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وحماد بْن أحْمَد السُّلَمي، والكبار، وعُمَر حتى جاوز المائة.

رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وبالإجازة أَبُو يَعْلَى الخليلي. وقَالَ فِيهِ الحاكم: شيخ أهل مَرْو فِي الفقه والحديث والتصوُّف والقضاء، مات بمَرْو فِي صفر.

قلت: حديثه من أعلى شيء وقع لمُحيي السُّنَّة البَغَوي.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر، ومُحَمَّد بْن عَبْد العزيز القنطري، وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بن أحمد بن جعفر الشاذ باخي، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الوزيري الخُوَارِزْمِي، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي الهيثم الترابي، وغيرهم.

318-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زكريا الحافظ، أَبُو بَكْر الشَّيْباني الْجَوْزَقي2 العدل، شيخ نيسابُور ومحدثها، وابْن أخت محدّثها أَبِي إِسْحَاق إبراهيم بْن المُزَكّي.

رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَبَّاس السّرّاج، وأَبِي نُعَيْم بْن عدِيّ الْجُرْجَاني، وأَبِي الْعَبَّاس الدّغُولي.

رحل "بِهِ"3 خاله إلى سرخس وسمع مكي بن عبدان، وأبا حامد بن الشرفي، وأخيه عَبْد اللَّه بْن الشرفي، ورحل فسمع أَبَا سَعِيد بْن الْأعْرابي بمكّة، وأَبَا عَلِيّ

1 سير أعلام النبلاء "16/ 740"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1020".

2 سير أعلام النبلاء "16/ 493"، والعبر "3/ 41"، وطبقات الحفاظ "401".

3 في الأصل "إليه".

ص: 131

الصّفّار ببغداد، وأَبَا حاتم "الوسقندي"1 بالرّيّ، والقاسم بْن عَبْد الواحد بهَمَذَان، وصنف المسند الصحيح عَلَى كتاب مُسْلِم.

وجَوْزَق: قرية من قرى نيسابُور. وأمّا الفضل إِسْحَاق الهَرَوِي الْجَوْزَقي الحافظ فمنسوب إلى جَوْزَق من عمل هَرَاة.

ولأبي بَكْر الْجَوْزَقي كتاب "المتّفق" مشهور، وله كتاب المتفق الكبير في نحو ثلاثمائة جُزْء، يرويه أَبُو عثمان الصّابوني.

روى عَنْ أَبِي بَكْر قَالَ: أنفقت فِي الحديث مائة ألف دِرْهَم، وما كسبت بِهِ دِرْهَمًا.

قَالَ الحاكم: وانتقيت لَهُ فوائد فِي عشرين جُزْءًا، ثم بعدها ظهر سماعه من السّرّاج.

وتُوُفِّي فِي شوّال عَنِ اثنتين وثمانين سنة.

رَوَى عَنْهُ: الحاكم، والكَنْجَرُوذِي، وسعيد بْن مُحَمَّد البحيري، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ الخشّاب، وسعيد العيّار، وأَحْمَد بْن منصور بْن خَلَف المغربي، وآخرون.

319-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه حَمْشَاد، أَبُو منصور النيسابُوري الزّاهد، أحد الْأئمّة2.

سَمِعَ: أَبَا حامد بْن بلال، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن القطّان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وابْن البَخْتَرِي، وتفقّه عَلَى جماعة، وأخذ الكلام عَنْ جماعة، والعربيّة عَنْ أَبِي عُمَر الزّاهد ونحوه، ودخل إلى اليمين. كان مجتهدًا فِي العبادة، زاهدًا، واعظًا، كثير التصانيف، تخرّج بِهِ جماعة، وكان مُجابَ الدعوة.

تُوُفِّي فِي رجب، وله اثنتان وسبعون سنة. لَهُ نحو ثلاثمائة مصنَّف.

320-

مُحَمَّد بْن "عُبَيْد"3 اللَّه بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر البغدادي الكَرْخي الكاتب.

سَمِعَ: أَبَا عَبْد اللَّه المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد، وأَبَا بكر بن داسة.

1 في الأصل "الوسعدي".

2 طبقات الشافعية "2/ 167".

3 في الأصل "عبد".

ص: 132

رَوَى عَنْهُ: أَبُو حفص بْن شاهين، وهو أكبر منه، وجماعة من المتأخِّرين.

ذكره البَرْقَاني، قَالَ: ثقة، ثقة، ثقة. وقَالَ غيره: كَانَ يَقْرُب إلى الدَّارَقُطْنيّ فخرَّج لَهُ.

وتُوُفِّي فِي ذي الحجَّة.

321-

مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أحمد الْإمَام1، أَبُو بَكْر الْأدْفُوِي الْمَصْرِيّ المقرئ النَّحْوِيّ المفسر. وأدْفو من الصعيد بقرب أسوان. سكن مصر، وكان خشّابًا يتكسّب فِي بيع الخشب.

صحِب أَبَا بَكْر النّحّاس ولزمه، وحمل عَنْهُ سائر كُتُبه، وسمع الحديث، وقرأ القرآن برواية وَرْش، وكان سيّد أهل عصره، وكانت لَهُ حلقة كبيرة. أخذ عَنْهُ طائفة. وله كتاب "تفسير القرآن" فِي مائة وعشرين مجلَّدة، ومنه نسخة بمصر، بوقف القاضي عَبْد الرحيم الفاضل.

تُوُفِّي يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الْأوّل. ومن قَالَ: الْأثفوي فعلى لغة عوامّ المصرييّن.

قرأ عَلَى أَبِي غانم المُظَفَّر بْن أحمد المصري، وغيره.

قرأ عليه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، ومُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن النُّعمان، والْحَسَن بْن سُلَيْمَان، وعاش ثلاثًا وثمانين سنة. وقد سَمِعَ من أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن جامع، وسعيد بْن السَّكَن، وعدّة.

322-

مُحَمَّد بْن سهل القاضي، أَبُو نصر النيسابُوري الفقيه، شيخ الحنفيّة وعالمهم بخُراسَان2 وأحسنهم سيرةً فِي القضاء.

سَمِعَ: أبا حامد بن بلال، وأبا العباس الأصم، وما زال منسوبًا إلى الورَع والزُّهْد.

وحدّث عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم، وَأَبُو جَعْفَر الْأزهري، والقاضي أَبُو القاسم التنوخي. وَأَبُو عَبْد الله الصيمري. وعاش سبعين سنة.

1 العبر "3/ 41"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1020"، وسير أعلام النبلاء "16/ 495".

2 تاريخ بغداد "3/ 227".

ص: 133

323-

مُوسَى بْن يحيى، "أَبُو"1 هارون "الصّدّيني"2 الفاسي الفقيه المالكي.

كَانَ إمامًا عالمًا بالمذهب. لقي الإمام الْأسواني، ودخل الْأندلس فِي طلب العلم.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو الفرج عبدوس. وتُوُفِّي بفاس فِي يوم عَرَفَة، يوم جمعة من سنة ثمانٍ وثمانين.

"حرف الياء":

324-

يوسف بْن أحْمَد بْن يوسف بْن الدخيل، أَبُو يعقوب الصَّيْدلاني الْمَكِّيّ راوي كتاب "الضعفاء"3 لأبي جَعْفَر العقيلي، عَنْهُ. تُوُفِّي بمكّة.

سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عمرو العقيلي، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي رجاء، وعَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه المقرئ، وإسحاق بْن أحْمَد الحلبي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي قراد الكوفي، وأَبَا التُرَيْك ابن الحسين الطرابلسي، وأبا سعيد بن الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن "عَلِيّ السامري صاحب الزياديّ"4. وخلقًا من القادمين إلى الحجّ، وصنّف كتاب "سيرة أَبِي حنيفة".

رَوَى عَنْهُ: الحكم بْن المنذر البَلُّوطي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العَتِيقي، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن نوح الْإصبهاني، وعَلِيّ بْن الوراق.

وفيات سنة تسع وثمانين وثلاثمائة:

"حرف الألف":

325-

أحْمَد بْن سهل بْن محسن، أَبُو جَعْفَر الحدّاد الْأنْصَارِيّ الطُّليْطِلي المقرئ5.

قرأ بمصر عَلَى: عَبْد الباقي "الْأدْفُوِي"6، وأَبِي الطيب بْن غلبون، وصنف قراءة نافع. مات كهلا.

1 في الأصل "بن".

2 في الأصل "الصدفي".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 495"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1020".

4 في الأصل "علي السامرني صاحب الرمادي".

5 الصلة لابن بشكوال "1/ 9".

6 في الأصل "الأدفوني".

ص: 134

326-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مالك الكِلائي، أَبُو القاسم بليط القُرْطُبي.

رَوَى عَنْ: قاسم بن أصبغ، وأبي عبد الملك بن أَبِي دليص، وكان صالحًا.

قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ، تُوُفِّي فِي ذي القعدة.

327-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عابد، أَبُو عُمَر الْأسدي القُرْطُبي الحافظ1.

سَمِعَ: أحْمَد بْن سَعِيد بْن حزم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية، وحدث باليسر.

"حرف الحاء":

328-

الحسن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مخلد بْن سنان، أَبُو مُحَمَّد المخلدي2 النيسابُوري العدل، شيخ العدالة، وبقية أهل البيوتات.

سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس السّرّاج، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الذَّهبي، ومؤمل بْن الْحَسَن الماسَرْجَسي، وأَبَا حامد الْأعمشي، وأَبَا نُعَيْم عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عدِيّ، وأَبَا بَكْر بْن حمدون، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن مسلم الإسفراييني، وزنجويه بن محمد اللباد، وموسى بْن الْعَبَّاس الْجُوَيْني، وجماعة.

قَالَ الحاكم: وهو صحيح السَّماع، محدّث عصره.

رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عثمان البحيري، ويعقوب بْن أحْمَد الصَّيْرفي، وَأَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ الخشّاب، وَأَبُو يَعْلَى الصّابوني، وَأَبُو سَعْد الكَنْجَرُوذِي، وَأَبُو حامد أحْمَد بْن الْحَسَن الْأزهري، تُوُفِّي فِي رجب.

329-

الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَوْن، أَبُو مُحَمَّد "الحريري"3، بغداديّ4.

رَوَى عَنِ: المَحَامِلي. حدّث عنه: العتيقي ووثقه.

1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 58"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1020".

2 العبر "3/ 43"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1021".

3 في الأصل "الجريري" وهو تحريف.

4 تاريخ بغداد "7/ 389".

ص: 135

"حرف الزاي":

330-

زاهر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى، أَبُو عَلِيّ السَّرْخَسي الفقيه الشافعي المقرئ المحدّث1.

سمع: أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي، وسمع مُحَمَّد بْن زهير الْأبُليّ، وأَبَا القاسم البَغَوي، ويحيى بْن صاعد، ومُحَمَّد بْن حفص الْجُوَيْني، ومُحَمَّد بْن المُسَيّب الْأرغياني، ومؤمّل بْن الحسن "الماسَرْجَسي"2، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق العنزي، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه العسكري الزَّبيبي، وعَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، ومُحَمَّد بْن هارون الحضْرمي، وأَبَا عَلِيّ محمد بن سليمان المالكي.

ذكره الحاكم، "فقال"3: شيخ عصره بخُراسَان، سَمِعْتُ مناظرته فِي مجلس أَبِي بَكْر بْن إِسْحَاق الصبغي، وكان قد قرأ عَلَى أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وتفقّه عند أَبِي إِسْحَاق المَرْوَزِي، ودرس الْأدب عَلَى أَبِي بَكْر بْن الْأنباري، وكانت كتبه ترد عليَّ عَلَى الدوام.

وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وله ستٌ وتسعون سنة.

رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وَأَبُو عثمان إِسْمَاعِيل الصّابوني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن جَعْفَر المُزَكّي، وَأَبُو عثمان سَعِيد بْن مُحَمَّد البحيري، والقاضي أَبُو المُظَفَّر منصور بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي قُرَّة الحنفي، وكريمة الكُشْمِيهَنِيّة المجاورة، وخلق سواهم.

وقد أخذ عَنْ أَبِي الْحَسَن الْأشعري، عِلْم الكلام، وشهده وهو يَقُولُ عند الموت: لعن اللَّه المعتَزِلة مَوَّهُوا ومَخْرَقُوا.

وروى المُوَطَّأ عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصّمد الهاشمي، عن أبي مصعب، وعن مالك، سمعناه بالإجازة العالية من طريقه.

"حرف السين":

331-

سعيد بن عثمان البطليوسي4.

1 تذكرة الحفاظ "3/ 1021"، والعبر "3/ 43"، وسير أعلام النبلاء "16/ 476".

2 في الأصل "الماسرخسي".

3 في الأصل "يقال".

4 الصلة لابن بشكوال "1/ 207".

ص: 136

سَمِعَ بقُرْطُبَة من: قاسم بْن أَصْبَغُ، ووَهْب بْن مَسَرَّة، وتقدم فِي الْأداب، وولي قضاء بَطَلْيُوس، فلم يُحْمَد، ثم صُرف، ووُلِّي الشرطة، ثم عُزِل، مات فِي هذه السنة.

332-

سَعِيد بْن يُمْن، أَبُو عثمان المُرَادي1. رَوَى عَنْ: وهب بْن مَسَرَّة. رَوَى عَنْهُ: الصّاحبان.

مات في ذي القعدة بقرطبة.

"حرف الطاء":

333-

طَالِب بْن هجرش.

حدّث بمصر، فروى عَنْهُ أبو سعيد الماليني.

"حرف العين":

334-

الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بْن حبّان بْن مُوسَى بْن حبّان، أَبُو الفرج الكلابي الدمشقي2.

رَوَى عَنْ: جَدّه حبّان، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وأَحْمَد بْن جَوْصَاء، وجماعة.

رَوَى عَنْهُ: تمّام، وعَلِيّ بْن المفضّل بْن الفرات، وعَلِيّ بْن مُوسَى السمسار، وغيرهم.

وحِبّان كلاهما بالكسر. وَرَّخه ووثَّقه عَبْد العزيز الكتّاني.

335-

عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المَعَافِرِي، أَبُو بَكْر القُرْطُبي3.

عَنْ: وهب بْن مَسَرَّة، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وجماعة.

حدّث عَنْهُ: الصاحبان وقالا: قدم علينا طُلَيْطِلة مجاهدًا، وأجاز لنا في سنة تسع وثمانين.

1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 175".

2 تهذيب ابن عساكر "7/ 255".

3 الصلة لابن بشكوال "1/ 243".

ص: 137

336-

عَبْد اللَّه بْن حامد بْن مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد النيسابُوري الفقيه الواعظ، كَانَ أَبُوهُ من كبار تجار1 إصبهان، فسكن نيسابُور، فتفقّه عَلَى "أَبِي"2 مُحَمَّد عَلِيّ بْن الْحَسَن البيهقي، وأخذ علم الكلام، وسمع أَبَا حامد بْن الشرفي ومكّي بْن عَبْدان، وارتحل إلى أَبِي عَلِيّ بْن أَبِي هُرَيْرَةَ.

وعاش ثلاثًا وثمانين سنة، وصلّى عَلَيْهِ الفقيه أَبُو بَكْر بْن فُورَك. رَوَى عَنْهُ: الحاكم وأهل نيسابُور.

337-

عَبْد اللَّه بْن أَبِي زيد الفقيه القيرواني، أَبُو مُحَمَّد شيخ المالكية بالمغرب3. اسم أَبِيهِ عَبْد الرَّحْمَن، وكان أَبُو مُحَمَّد قد جمع مذهب مالك، وشرح أقواله، كَانَ واسع العلم، كثير الحِفْظ، ذا صَلاح وورع.

وعنه قَالَ القاضي عِيَاض: حاز رئاسة الدين والدنيا، ورُحِل إِلَيْهِ من الْأقطار، ونخب أصحابه، وكثر الْأخذون عَنْهُ. وهو الَّذِي لخّص المذهب، وملا البلاد من تواليفه.

تفقّه بفقهاء بلده، وعوّل عَلَى أَبِي بَكْر بْن اللَّبّاد، وأخذ عَنْ مُحَمَّد بْن مسرور الحجَّام، والغسال، فسمع من أَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، ومُحَمَّد بْن الفتح، والْحَسَن بْن نصر السوسي، ودارس بْن إِسْمَاعِيل.

سَمِعَ منه خلق كثير من جميع الْأفاق، منهم: الفقيه عَبْد الرحيم بْن العجوز السَّبْتي، والفقيه عَبْد اللَّه بْن غالب السَّبْتي، وعَبْد اللَّه بْن الوليد بْن سعد الْأنْصَارِيّ، وَأَبُو بَكْر أحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الخَوْلاني القيرواني، وخلق سواهم من علماء المغرب.

وكان يُسمَّى مالكًا الصغير، وصنَّف كتاب "النّوادر والزّيادات" نحو المائة جُزْء، واختصر "المُدَوَّنَة". وعلى هذين الكتابين المعوَّل فِي الدُّنيا بالمغرب، وصنّف كتاب "العتيبة" عَلَى الْأبواب، وكتاب "الاقتداء بمذهب مالك" وكتاب "الرسالة" وهو مشهور.

1 في الأصل "تجادي".

2 في الأصل "أبو".

3 العبر "3/ 43"، والنجوم الزاهرة "4/ 200".

ص: 138

338-

عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خسرماه القِزْوِيني، أَبُو طاهر، سَمِعَ بقِزْوين عَلَى مُحَمَّد بن معرويه، وعلي بن إبراهيم القطان، وحدث.

339-

عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن غَلْبون بْن المبارك، أَبُو الطيّب الحلبي المقرئ، المحقّق1.

مؤلف كتاب "الْأرشاد فِي القراءات"، والد أَبِي الْحَسَن مؤلّف "التذكرة"، عداده فِي المصريين، سكنها مدة.

قرأ على: إبراهيم بن عبد الرزاق، ونظيف بْن عَبْد اللَّه، ونصر بْن يوسف المجاهدي، وصالح ابن إدريس، ومحمد بن جعفرالفريابي.

وسمع الحرف من: جَعْفَر بْن سُلَيْمَان صاحب السُوسي، ومن الْحَسَن بْن حبيب الحَصَائري، وسمع الحديث من عُبَيْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الْأنطاكي، وسليمان بْن مُحَمَّد بْن زويط وعَدِيّ بْن أحْمَد بْن عَبْد الباقي الْأذَني، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمارة الدمشقي.

قرأ عَلَيْهِ القراءات ابنه طاهر مصنّف "التذكرة"، والْحَسَن بْن عَبْد اللَّه الصّقلّيّ، وأَحْمَد بْن عَلِيّ الرَّبعي، وَأَبُو جَعْفَر أحْمَد بْن عَلِيّ الْأزْدِيّ، ومكّي بْن أَبِي طَالِب التّنيسي، وَأَبُو الْعَبَّاس بْن تنيس، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هاشم تاج الْأئمة.

وحدّث عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد بْن السّخت الرّقّي، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن كامل الصُّوري، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر الميماسي، والْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل الضّرّاب.

قَالَ أَبُو عَلِيّ الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الغساني الحافظ: كَانَ ثقة خَيَارًا. وذكره أَبُو عَمْرو الدّاني، فَقَالَ: كَانَ حافظًا ضابطًا، ذا عَفَاف ونُسُك وفضل، وحُسْن تصنيف. وقَالَ غيره: ولد سنة تسع وثلاثمائة. وقَالَ الحبّال: تُوُفِّي يوم الجمعة لسبعٍ خَلَوْن من جمادى الْأولى.

340-

عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان بْن حَبَابَة، أَبُو القاسم البغدادي المتوثي البزاز2.

ولد سنة ثلاثمائة، وسمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، وجماعة.

1 العبر "3/ 44"، وشذرات الذهب "3/ 131".

2 العبر "3/ 44"، وسير أعلام النبلاء "16/ 548"، والبداية والنهاية "11/ 326".

ص: 139

رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، وعُبَيْد اللَّه الْأزهري، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن هزارمَرد الصَّريْفينِي، رَوَى عَنْهُ كتاب "الْجَعْدِيّات". وتُوُفِّي فِي ربيع الآخر، وصلى عَلَيْهِ الْإمَام أَبُو حامد الإِسْفِرَايِينِيّ. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة.

341-

عثمان بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن المنتاب، أَبُو الطّيّب البغدادي الدّقّاق إمام جامع المنصور1.

حدّث عَنْ: أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وإِسْمَاعِيل الورّاق.

رَوَى عَنْهُ: عُبَيْد اللَّه الْأزهري، والْحَسَن بْن مُحَمَّد، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد العَتِيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي، وآخرون.

قَالَ أَبُو الفتح بْن أَبِي الفوارس: كَانَ كثير التَّسَاهُل، لم يُرَ لَهُ "أصل جيد"2.

342-

عُمَر بْن أحْمَد بْن عُمَر، أَبُو حفص النيسابُوري الزّاهد. صدوق مكثر.

سمع: ابن الشرفي بْن عَبْدان، وإِسْمَاعِيل الصّفّار. وعنه: الحاكم وغيره.

343-

عُمَر بْن أحْمَد بْن حفص البَرْمَكِي، تقدم فِي الماضية.

344-

عَلِيّ بْن أحْمَد بْن يوسف، أَبُو الْحَسَن الخُدْرِيّ العسقلاني. تُوُفِّي فِي شعبان، وله اثنتان وثمانون سنة.

345-

عَلِيّ بْن مُعَاذ بْن سمعان بْن أَبِي شيبة، أَبُو الْحَسَن الرُّعَيْنِي البجّاني الْأندلسي3.

سَمِعَ ببجَّانة من: سَعِيد بْن فَحْلُون، وعَلِيّ بْن الْحَسَن المرِّي، ومسعود بْن عَلِيّ، وبقُرْطُبَة من قاسم بْن أَصْبَغُ. وكان بليغًا شاعرًا مُفَوَّهًا نسَّابة.

رَوَى عَنْهُ: ابن الفَرَضِيّ وقَالَ: كَانَ يكذب، وقفت عَلَى ذَلِكَ منه. تُوُفِّي فِي رجب، وله نَيِّف وثمانون سنة.

1 تاريخ بغداد "11/ 310"، وطبقات الحنابلة "2/ 166".

2 في الأصل "أصلا جيدا".

3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 315".

ص: 140

"حرف الفاء":

346-

فائق عميد الدولة1، أَبُو الْحَسَن الْأمير فتى2 السلطان نوح بْن نصر السّاماني.

يَرْوِي عَنْ: مُحَمَّد بْن قُرَيْش، وعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن يعقوب البخاري، وعيد الله الفاكهي المكي، وابن أبي دارم الكوفي.

توفي ببُخَارَى. وقد وُلِّي إمرة هَرَاة مدّة، وعقد بها مجلس الْأملاء.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو منصور المؤدِّب، وَأَبُو عُمَر عَبْد الواحد المليحي، ووُلِّي بمدن خراسان نيفًا وأربعين سنة.

347-

فرج بْن عيشون، أَبُو ثابت الْأندلسي3.

سَمِعَ كثيرًا من قاسم بْن أَصْبَغُ وغيره، وكان رجلا صالحًا. كَانَ إمام مدينة إسْتِجَة.

قَالَ ابن الفَرَضِيّ: سَمِعْتُ منه كثيرًا، وتُوُفِّي في رمضان.

"حرف الميم":

348-

محبوب بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو عاصم المحبوبي القاضي الهَرَوِي4.

رَوَى عَنْ: جَدّه أَبِي بَكْر.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو يعقوب القَرَّاب، وَأَبُو عُمَر المليحي، وغيرهما.

349-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَلِيّ بْن نصير، أَبُو عَبْد اللَّه النيسابُوري المعدِّل.

رَوَى عَنْ: ابن خُزَيْمَة، وأَبِي قُرَيْش مُحَمَّد بن جمعة، وأبي العباس السراج. روى عنه: الحاكم.

1 ذيل تجارب الأمم "332".

2 في الأصل "فني".

3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 350".

4 اللباب "3/ 173".

ص: 141

350-

مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان، أَبُو عَبْد اللَّه الغافقي من أهل فَحْص البَلُّوط1.

سَمِعَ: وَهْب بْن مَسَرَّة، وأَحْمَد بْن مَطَرِّف، وابْن القوطية، وكان فقيهًا إمامًا، أخذ العربية عن الرياحي. كتب عَنِ ابن الفَرَضِيّ.

351-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن أَصْبَغُ بْن واقد، أَبُو عَبْد اللَّه القُرْطُبي2.

سَمِعَ: أحْمَد بْن مَطَرِّف، ومُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ. وكان قليل الفَهْم والضَّبْط.

352-

مُحَمَّد بن إسماعيل بن يوسف بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو عَبْد اللَّه اليعقوبي النَّسَفي.

سَمِعَ من جَدّه لامه سَعِيد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَعْقِل بْن عَبْد المؤمن بْن خلف الحافظ.

رَوَى عَنْهُ: أهل بُخَارَى، وسمعوا منه جامع أَبِي عيسى التِّرْمِذِيّ ستَّ مرّات.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْعَبَّاس المُسْتَغْفِري، وغيره. وتُوُفِّي فِي رمضان.

353-

مُحَمَّد بْن عَبْدَوس بْن حاتم، أَبُو نصر النيسابُوري الزّاهد الدَّهَّان.

سَمِعَ أَبَا نُعَيْم بْن عَدِيّ، وزِنْجَوَيْه بْن مُحَمَّد، وأَبَا بَكْر الذَّهَبي. وعنه: الحاكم، وقَالَ: مات فِي رجب، وله مائة سنة. وهو أَبُو الفقيه أحْمَد الحاتمي.

354-

مُحَمَّد بْن محمد بْن عَلِيّ، أَبُو بَكْر بْن أَبِي الْحَسَن السَّرْخَسي النيسابُوري الشافعي.

تفقّه عَلَى والده، وسمع من ابن نُجَيْد، ومات شابًا.

355-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن بَكْر، أبو بكر سِبْط ابن هانئ النيسابُوري.

سَمِعَ: أَبَا الْعَبَّاس بْن السّرّاج، وأقرانه. تُوُفِّي فِي جمادى الآخرة من السنة. وعنه: سَعِيد العَيَّار، وَأَبُو يَعْلَى الصَّابوني.

356-

مُحَمَّد بْن مكّي بْن زَرَّاع بن هارون، أبو الهيثم الكشميهني المروزي3.

1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 102".

2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 102".

3 سير أعلام النبلاء "16/ 491"، والعبر "3/ 44"، وشذرات الذهب "3/ 132".

ص: 142

حدّث بصحيح الْبُخَارِيّ غير مرّة عَنْ مُحَمَّد بن يوسف الفَرَبْرِي، وحدث عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يزيد المَرْوَزِي الدّاعوني، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عاصم، وإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصّفّار، وغيرهم.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الهَرَوِي، وَأَبُو عثمان سَعِيد بْن مُحَمَّد البحيري، وَأَبُو الخير مُحَمَّد بْن أَبِي عمران الصّفّار، وَأَبُو سهل مُحَمَّد بْن أحْمَد الحفصي، وكريمة المَرْوَزِية "وآخرون"1.

ولا أعلمه إلا من الثّقات. قَالَ أَبُو بَكْر بن السَّمْعاني: تُوُفِّي فِي يوم عَرَفَة سنة تسعٍ وثمانين.

357-

مُحَمَّد بْن النُّعْمَان بْن مُحَمَّد بْن منصور، أَبُو عَبْد اللَّه المغربي الفقيه2، قاضي ديار مصر، وابْن قاضيها، وأخو قاضيها لبني عُبَيْد.

قَالَ ابن زُولاق3: لم نُشاهِد بمصر لقاضٍ من الرئاسة ما شاهدناه لمحمد بْن النُّعْمَان، ولا بلغنا ذَلِكَ عَنْ قاضٍ بالعراق، قَالَ: ووافق ذَلِكَ استحقاقًا لِما فِيهِ من العِلْم والصيانة والتحفُّظ والهَيْبَة وإقامة الحقّ.

قلت: وكان عَلَى دين بني عُبَيْد، مظهرًا للرَّفض، مبطنًا لأمور، نسأل اللَّه العفوَ.

وله شِعْر رائقٌ، فمنه:

أيا مُشْبهَ البدرِ بدرِ السماء

لخمسٍ وسبعٍ مضتْ واثنتينِ

ويا كاملَ الحُسْنِ فِي فِعْلِه

شَغَلْتَ فؤادي وأسْهَرْتَ عيني

فهل ليَ فِي مطمعٍ أرتجيه

وإلا انصرفتُ بخُفَّيْ حُنَيْنِ

ويشمتُ بي شامت على هَوَاك

ويُفصح لي ظلّت صُفْرَ اليَدَيْنِ

فإمّا مَنَنْتَ وإما قدرت

فأنت قدير عَلَى الحالتينِ

وفي سنة ثلاثٍ وثمانين لتسع سنين مضت من ولايته القضاء استخلف على

1 في الأصل "وآخر".

2 سير أعلام النبلاء "16/ 547"، وشذرات الذهب "3/ 132"، والولاة والقضاة "495".

3 الولاة والقضاة "594".

ص: 143

القضاء بمصر والقاهرة ابنه أبا القاسم عَبْد العزيز عَلَى الدوام، وارتفعت رتبة قاضي القضاة محمد، وحتى أقعده صاحب مصر عَلَى المنبر معه يوم عيد النَّحر، سنة خمسٍ وثمانين، وهو الَّذِي غسَّل العزيز، لما مات، وازدادت عظمته فِي أيام الحاكم ثم إنه تَعَالَّ، ولازمه النُّقْرُسُ والقَوْلَنْجُ، ومات فِي صفر من سنة تسع "وثمانين"1. وأتى الحاكم إلى داره وشيَّعه.

وكان مَوْلِده بالمغرب سنة أربعين وثلاثمائة، ووُلّي بعده ابن أخيه أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان قضاء القُضاة، ثم إنه عزل في أربع وتسعين، وضربت رقبته بقصة يطول شرحها، ووُلِّي بعده أَبُو القاسم عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد المذكور، ثم قتله الحاكم في سنة إحدى وأربعمائة، ووُلِّي بعده القضاء أَبُو الْحَسَن مالك بْن سعيد الفارقي.

"حرف الياء":

358-

يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْأسد القيسي، أَبُو زكريا القُرْطُبي2.

سَمِعَ من: أحْمَد بْن خَالِد وغيره، وكان مشهورًا بالعدالة، ولم يحدّث.

359-

يحيى بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قاسم بْن هلال، أَبُو القاسم القيسي القُرْطُبي الشاهد3.

سَمِعَ من: أَبِيهِ، ومُحَمَّد بْن عيسى بْن زرقا. تُوُفِّي فِي ذي الحجّة.

360-

يحيى بْن هُذَيْل بْن عَبْد الملك بْن هُذَيْل بن إِسْمَاعِيل بْن نُويرة بْن إِسْمَاعِيل بْن نُويرة بْن مالك، أَبُو بَكْر التميمي القُرْطُبي الشاعر4.

سَمِعَ من: أخيه أحْمَد بْن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بْن أَصْبَغُ، وكان شاعر وقْته غير مُدَافَع، وطال عمره، فسمع منه بعض النّاس على سبيل الرواية.

1 في الأصل "مائتين".

2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 194".

3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 195".

4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 195".

ص: 144

قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ من حديثه "وشِعْره"، وأجاز لي ديوان "شِعْرِه"1، وأملى عليّ نسبه، وأخبرني أنه ولد سنة خمس وثلاثمائة، وكُفَّ بَصَرَه قبل موته بأعوام، تُوُفِّي فِي ثالث عشر ذي القعدة بقُرْطُبَة.

قلت: هذا كَانَ حامل لواء الشعراء فِي الْأندلس، وقد نَبَّهنا عَلَى أَنَّهُ قِيلَ: تُوُفِّي سنة إحدى وسبعين، فاللَّه أعلم.

ومن شعر ابن هُذَيْل:

إذا جلست عَلَى قلبي يدي بيدي

وصحتُ فِي الليلة الظَّلْماء وَاكَبِدِي

ضَجَّتْ كواكبُ لَيْلي فِي مَطَالِعِها

وذابت الصَّخْرَةُ الصَّمَّاء من كَمَدِي

ولَهُ:

عرفْتُ بَعرْفِ الرِّيح أَيْنَ تَيَمَّمُوا

وأين استَقَلَّ الظَّاعِنُون وسَلَّمُوا

خَلِيلَيَّ رُدَّانِي إلى جانب الحِمَى

فلستُ إلى غير الحِمَى أَتَيَمَّمُ

أبِيتُ سمير الفَرْقَدَيْن كأَنَّما

وِسَادِي قَتَادًا وضَجِيعيَ أَرْقَمُ

وأجوز وَسْنَانَ العيونِ كأنَّه

قضيبٌ من الرَّيْحَان لَدن مْنَعَّمُ

نظرتُ إلى أجفانه أوَّلَ الهَوَى

فأيقنتُ أنِّي لستُ منهنَّ أَسْلَمُ

361-

يحيى بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الملقّب بالمختفي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، أَبُو الْحُسَيْن الزَّيْدي الهاشمي البغدادي. نزيل شيرَاز.

حدّث بدمشق عَنْ أَبِي بَكْر بْن مجاهد، وأَبِي الْعَبَّاس بْن عُقْدة. رَوَى عَنْهُ: الرَّبْعِي، وعَلِيّ بن موسى السمسار.

وفيات سنة تسعين وثلاثمائة:

"حرف الألف":

362-

أحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَين بْن مُحَمَّد بْن الأسد التميمي الحماني2، أبو

1 في الأصل "شعر".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 63".

ص: 145

عَمْرو الطُّبْني1.

دخل الْأندلس، وسمع من قاسم بْن أَصْبَغ، وحجّ سنة اثنتين وأربعين، وكان صالحًا.

قَالَ ابن الفَرَضِيّ: كتبت عَنْهُ، ومات فِي المحرَّم.

363-

أحْمَد بْن الْحَسَن بْن بُنْدار، أَبُو بَكْر الْإصبهاني، ثم الطَّرَسُوسِي القاضي الزّاهد.

قدم نيسابور بعد محنة أهل طَرَسُوس ومصيبتهم، وحدّث عَنِ ابن الْأعْرابي. رَوَى عَنْهُ الحاكم.

364-

أحْمَد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم، أَبُو بَكْر الْآبنْدُوني2، وآبَنْدُون عَلَى خمسة3 فراسخ من جُرْجَان.

رَوَى عَنْ: جَدّه لامّه جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم، وأَبِي نُعَيْم بْن عَدِيّ، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حاتم القومسي. تُوُفِّي بجُرْجَان. رَوَى عَنْهُ: مشايخ جُرْجَان.

365-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن، أَبُو بَكْر السَّرْخَسي.

سَمِعَ عُمَر بْن يعقوب القرّاب. تُوُفِّي بِهَرَاة فِي المحرَّم.

366-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن نصر بْن ميمون، أَبُو عمرو الأسلمي القرطبي الكفيف النحوي4.

سمع قاسم بْن أَصْبَغ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عبد السلام الخشني. وكان صالحًا عفيفًا. توفي فِي شوّال، وقد أدَّب جماعة من الْأعيان.

367-

أَحْمَد بن محمد بن يعقوب، أبو عبد اللَّه الفارسي الورّاق5.

حدّث ببغداد عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبِي بَكْر بْن مجاهد.

1 في الأصل "الطيبي".

2 تاريخ جرجان "17".

3 في الأصل "خمس".

4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 58".

5 تاريخ بغداد "5/ 126".

ص: 146

رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ العشاري، وجماعة. وثّقه الخطيب وتُوُفِّي فِي ذي القعدة.

368-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي مُوسَى القاضي، أَبُو بَكْر الهاشمي العبّاسي الفقيه المالكي1.

بغداديّ شريف، وُلِّي قضاءَ المدائن، ووُلِّي خطابَة جامع المنصور زمانًا، وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة.

وسمع من: إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وأبي عَبْد اللَّه المَحَامِلي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم التنوخي. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقةً، انتخب عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ.

369-

أحْمَد بْن هارون2، أَبُو الْحُسَيْن المهلّبي البغدادي الَّذِي حدّث عَنْ أَبِي القاسم البَغَوي، وابْن زياد النيسابُوري. سَمِعَ منه العتيقي فِي هذه السنة، ولم يُؤَرَّخ.

370-

أحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، أَبُو سَعِيد الهَرَوِي، حفيد الشَّيْخ أَبِي سعد، وجَدّ أَبِي عثمان الصابوني لامّه، ووالد الحافظ أَبِي الفضل عُمَر بْن إِبْرَاهِيم.

يَرْوِي عَنْ أَبِي الْعَبَّاس الْأصمّ. رَوَى عَنْهُ إِسْحَاق القرّاب وجماعة.

371-

أَمَةُ السَّلام، أخت القاضي أَبِي بَكْر أحْمَد بْن كامل بْن شجرة، أُمُّ الشَّيْخ البغدادية. سَمِعَ منها جماعة.

"روت"3 عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البَصْلاني، ومُحَمَّد بْن حسين بْن حُمَيْد بْن الربيع.

رَوَى عَنْهَا: أَبُو القاسم التنوخي، والقاضي أَبُو يَعْلَى بْن الفرّاء، وجماعة.

تُوُفِّيتْ فِي رجب، ولها اثنتان وتسعون سنة، وكانت دَيِّنةً فاضلة.

1 تاريخ بغداد "5/ 64"، والبداية والنهاية "11/ 326".

2 تاريخ بغداد "5/ 197".

3 في الأصل "روى".

ص: 147

"حرف الباء":

372-

بَرْجَوَان الْأستاذ1.

من كبار خُدّام الحاكم ومُدبِّرِي دولته، وإليه تُنْسَب جادَّة برجوان بالقاهرة.

قتله الحاكم فِي نصف جُمادى الْأولى. أمر زَيْدان الصَّقْلَبيّ صاحب المِظَلَّة فضربه بسكِّين، فقتله صبْرًا. ثم إنّ الحاكم قتل زَيْدان فِي سنة ثلاث وتسعين.

"حرف الجيم":

373-

جيش بن محمد بن صمصامة2.

أمير دمشق، القائد أَبُو الفتح، وَلِيَها من قِبَل خاله أَبِي محمود الكُتَاميّ سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ووَلِيهَا سنة سبعين، بعد موت خاله، ثم عُزِل بعد سنتين، ثم وُلّي دمشق سنة تسعٍ وثمانين، إلى أن مات جيش.

وكان جبارًا ظالم سفاكًا للدماء، أَخَّاذًا للأموال، وكَثُرَ ابتهال أهل دمشق إلى اللَّه فِي هلاكه، حتى هلك بالْجُذام فِي ربيع الآخر سنة تسعين.

وكان الْأستاذ بَرْجَوَان مدبّر "دولة"3 الحاكم قد جهّز القائد جيش بْن مُحَمَّد فِي عسكر، وأمره عَلَى الشام، فنزل الرَّمْلَةَ، فسار إلى خدمته نُوَّاب الشام وخدموه، وقبض عَلَى سُلَيْمَان بْن فلاح قبْضًا جميلا، ونَفَّذ عسكرًا "لمنازلة"4 صور، وكان أهلها قد عصوا وأمروا عليهم رجلا يُعْرف بالعَلاقة الملاح، وجُهِّز أسطولان فِي البحر إليها، فاستنجد العلاقة بالرّوم، فبعث إِلَيْهِ بسيل الملك عدّة مراكب، فالتقى الْأسطولان، وظفر المصريون بالروم، بيت لهْيَا، فأُحضِر بين يدي جيش، فسأله عَنْ أشياء من القرآن والحديث والفِقْه، فوجده عالمًا بما سأله، فنظر إلى شاربه وأظفاره، فوجدها مقصوصةً، وأمر من ينظر إلى عانته، فوجدها محلوقة، فَقَالَ: اذهب فقد نجوت منّي، لم أجد ما أحتج بِهِ عليك، فلما بلغ جيش في مرضه ما بلغ من الجذام،

1 البداية والنهاية "11/ 327" واتعاظ الحنفا "2/ 25".

2 العبر "3/ 46"، وشذرات الذهب "3/ 133".

3 في الأصل "دولته".

4 في الأصل "لمناولة".

ص: 148

وألقى ما فِي بطنه حتى كَانَ يَقُولُ لأصحابه: أقتلوني، أريحوني من الحياة، لشدة ما كَانَ يناله من الْألم. قَالَ لأصحابه: رَأَيْت كأن أهل دمشق كلهم بالسهام "فأخطأوني"1، غير رجلٍ أصابني سَهْمُه، ولو سميته لَعَبَدَهُ أهل دمشق، فكانوا يرون أَنَّهُ ابن الْجَرمي، أصابت دعوتُه، وعاش ابن الْجَرمي بعده ستًا وأربعين سنة.

"حرف الحاء":

374-

الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْق، أَبُو عَلِيّ التغلبي الْجِيَّاني2.

رَوَى عَنْ: وهب بْن مَسَرَّة وأَحْمَد بْن زكريا بْن الشامة. وقدم طُلَيْطِلة مرابطًا، فروى عَنْهُ الصّاحبان، وكان رجلا صالحًا.

تُوُفِّي فِي عشر ذي الحجة، وله سبعٌ وسبعون سنة، رحمه الله.

375-

الْحُسَيْن بْن أحْمَد بن جَعْفَر، أَبُو عَبْد اللَّه بْن الكَوْسَج المعدّل. تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.

376-

الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القُنَين البغدادي، أَبُو عَبْد اللَّه المقرئ فِي مسجده عند داره، وكان من أصحاب عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم.

قرأ عَلَيْهِ أحْمَد بْن مُحَمَّد القَنْطري المجاور، وله سماع من أَبِي عُمَر الزّاهد وغيره.

مات فِي شعبان.

377-

الْحُسَيْن بْن وليد بْن نصر، أبو القاسم القُرْطُبي العريف النَّحْوِيّ3، أَبُو حسن بْن وليد النَّحْوِيّ.

كَانَ عارفًا بالنَّحو، بارعًا فِيهِ. أخذ عَنِ ابن القوطية، وحجّ، فسمع من أَبِي الطاهر الذُّهْلي، وابْن رشيق، وأقام بمصر أعوامًا، ثم رجع إلى الْأندلس، فأدّب أولاد المنصور مُحَمَّد بْن أَبِي عامر. تُوُفِّي بطليطلة في رجب.

1 في الأصل "فأخطوني".

2 الصلة لابن بشكوال "1/ 135".

3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 114".

ص: 149

"حرف السين":

378-

سَعِيد بْن حمدون، أَبُو بَكْر القَيْسِي الْأندلسي1.

سَمِعَ من: أَصْبَغ، وابْن الشامة، وابْن حَزْم، وحجّ، فسمع عَبْد اللَّه بْن الورد، وأَبَا بَكْر الْأجُرِّي، ولم يزل يطلب العلم إلى أن مات.

قَالَ ابن الفَرَضِيّ: لم يكن له نفوذ في شيء من العلم.

"حرف الطاء":

379-

طاهر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى، أَبُو الْعَبَّاس البغدادي الشاعر2.

مدح الخلفاء، وكسب الْأموال بالأدب، وتنسّك فِي آخر عمره وتزهّد، وله رسائل فِي الزُّهْد.

وتُوُفِّي يوم عاشوراء سنة تسعين، وله خمسٌ وسبعون سنة، ودخل الأندلس في سنة أربعين وثلاثمائة.

"حرف العين":

380-

عَبْد اللَّه بْن أحمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَبُو الْقَاسِمِ البغداديّ نزيل مصر3.

رَوَى عَنْ: حسين بْن حَيَّان وجادَةً من كلام يحيى بْن معمر، فِي الجرْح والتعديل، والْحُسَيْن هُوَ جَدّه لامّه.

رَوَى أيضًا عَنْ أَبِي ذَرّ الباغَنْدِي، وإبراهيم بْن عَلِيّ بْن عَبْد الصّمد الهاشمي، وأَبِي عَبْد اللَّه المَحَامِلي.

رَوَى عَنْهُ: تمّام الرازي، وَأَبُو سعيد الماليني، وآخرون. وثّقه الخطيب وقَالَ: وُلِد سنة سبع وثلاثمائة. توفي بمصر في المحرم.

1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 174".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 207".

3 تاريخ بغداد "9/ 395"، والبداية والنهاية "11/ 327".

ص: 150

381-

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ المؤمن، بْن يحيى، أَبُو مُحَمَّد التُّجيْبِي ويُعْرَف بقُرْطُبَة بابن الزَّيّات1.

رحل إلى العراق مرّتين، فسمع من إِسْمَاعِيل الصَّفّار، ومُحَمَّد بْن يحيى بْن عَمْر بْن عَلِيّ بْن حرب بْن السّمّاك، وسمع بالبصرة من أَبِي بَكْر بْن داسة، وجماعة، وبتنيس من عثمان بْن مُحَمَّد السَّمَرْقَنْدِيّ. وكان كثير الحديث، مسندًا، صحيح السَّماع، صدوقًا إن شاء اللَّه، إلا أنّ ضَبْطَه لم يكن جيدًا، وكان ضعيف الخطّ، ربّما أخلّ بالهجاء، وكان متصرّفًا بالتجارة.

كتب النّاس عَنْهُ كثيرًا قديمًا وحديثًا، وسمعنا منه كثيرًا. قَالَ ذَلِكَ ابن الفَرَضِيّ. وهو من كبار شيوخ أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ. تُوُفِّي فِي نصف رجب، وله سبعٌ وسبعون سنة.

- عبد العزيز بْن الْعَبَّاس بْن سعدون بْن يحيى، أَبُو القاسم الخَوْلاني الْمَصْرِيّ. تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.

382-

عَبْد الحميد بْن يحيى، أَبُو مُحَمَّد البُوَيْطي الْمَصْرِيّ، نزيل الرَّملة.

رَوَى عَنْ: ابن قُتَيْبَة العَسْقَلاني، وغيره. وعنه: أَبُو سعد الماليني، والوليد بْن بَكْر الْأندلسي.

383-

عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن حمدون، أبو سعيد النيسابُوري.

سَمِعَ الكثير من أبي حامد بن الشرفي، ومكّي، وأَبِي بَكْر بْن حمدون، وحدّث سنين.

384-

عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن صاعد القرطبي المالكي2.

ولي الشورى أيام ابن زَرْب، وقد رحل إلى مصر، وسمع الْحَسَن بْن رشيق وجماعة.

385-

عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خيران، أَبُو سَعِيد الشَّيْباني المقرئ الهمذاني المعروف بابن الكسائي.

1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 247"، وميزان الاعتدال "2/ 498"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1011".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 266".

ص: 151

رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وعن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن أوس، وإبراهيم بن عمروس، وعبد الله بن محمد بْن الخليل بْن الْأشقر، ورحل إلى بغداد فأخذ عَنْ أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابُوري، وأَبِي عيسى بْن قطن، وأَبِي ذَرّ بن الباغَنْدِي، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وطبقتهم.

روى عنه: محمد بن عيسى، وعبد الرَّحْمَن الصّائغ، والهَمَذَانيون.

وقد قَالَ: وُلِدت فِي سنة إحدى وثلاثمائة، وسمعت عَنْ أَبِي، عَنْ جدّي فِي سنة ثمان وثلاثمائة.

ووُلِد ابني أَبُو القاسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وفيها رحلت.

قَالَ شِيرَوَيْه: كَانَ ثقة، تُوُفِّي فِي المحرم، رحمه الله.

386-

عَبْد الكريم بْن مُوسَى البزودي النسفي.

سَمِعَ من: مَنْصور أبي طلحة البزودي صاحب الْبُخَارِيّ، وبالبصرة من أَبِي علي اللؤلؤي، وحدّث. كَانَ زاهدًا مُفْتِيا، تفقّه عَلَى أَبِي منصور الماتريدي. رَوَى عَنْهُ أهل سمَرْقَنْد.

387-

عُبَيْد اللَّه بْن عثمان بْن يحيى، أَبُو القاسم بْن جنيفا الدّقّاق1، من ثقات البغداديّين.

ولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وسمع المَحَامِلي، والْحُسَيْن المُطَبِّقي، وإِسْمَاعِيل الصّفّار.

رَوَى عَنْهُ: العتيقي، ومُحَمَّد بْن العلاق، وسبطه القاضي أَبُو يَعْلَى بْن الفرّاء، وجماعة.

قَالَ ابن أَبِي الفوارس: كَانَ ثقة مأمونًا فاضلا، ما رأينا مثله فِي معناه، رحمه الله.

388-

عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جبريل، أَبُو بَكْر النيسابُوري.

سَمِعَ أَبَا عُمَر أحْمَد بْن مُحَمَّد الحيري، ويعقوب بْن ماهان الصَّيْدَلانِي. روى عنه الحاكم.

1 تاريخ بغداد "10/ 377"، والبداية والنهاية "11/ 326".

ص: 152

389-

عَبْدَوس بْن مُحَمَّد بْن عَبْدَوس، أَبُو الفرج الطُّليْطِلي1.

سَمِعَ ببلده من تمّام بْن عَبْد اللَّه، ورحل مرّتين، فسمع من الْأجُرِّي، وأَبِي الْعَبَّاس الكِنْدِي، وحمزة بْن مُحَمَّد الكتّاني، وأَبِي زيد المَرْوَزِي. وكان زاهدًا ورِعًا فقيرًا متقلِّلا.

سَمِعَ منه النّاس كثيرًا، وكان ثقة، حَسَن الضبط. تُوُفِّي فِي ذي القعدة.

390-

عَلِيّ بْن أحْمَد بْن عَوْن اللَّه القُرْطُبي، أَبُو الْحَسَن2. تُوُفِّي فِي جُمادى الْأولى.

سَمِعَ من قاسم بن أصبغ مع والده صغيرًا، ثم سَمِعَ من مُحَمَّد بْن معاوية.

391-

عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب المَرْوَزِي. ثقة مُكْثِر.

حدّث بالرّيّ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأَحْمَد بْن خَالِد الجزوري. أكثر عَنْهُ أَبُو يَعْلَى الخليلي.

392-

عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد، أَبُو الْحَسَن البغدادي الزَّجّاج الشّاهد3.

عَنْ: حبشون الخلال، وأَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْجَوْزَجَاني. وعنه التنوخي، وقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وُلِدت سنة خمسٍ وتسعين، أو إحدى. قَالَ: وكان نبيلا فاضلا، قرأ عَلَى أحْمَد بْن سهل الْأشناني. قلت: فهو خاتمة أصحاب الْأشناني.

393-

عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن أحْمَد بْن كثير، أَبُو حفص الكتّاني المقرئ. بغدادي مُسْنَد4.

قرأ عَلَى ابن مجاهد وحمل عَنْهُ كتاب السَّبعة، وسمع من البَغَوي، وابْن صاعد، وأَبِي حامد الحَضْرَمِي، وأَبِي سَعِيد العَدَوِي، وجماعة. قرأ عَلَيْهِ أَبُو عَلِيّ الأهوازي، وغيره.

1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 340".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 316".

3 تاريخ بغداد "12/ 7"، والمنتظم "7/ 211".

4 تاريخ بغداد "11/ 269"، وسير أعلام النبلاء "16/ 482"، والبداية والنهاية "11/ 327".

ص: 153

وحدّث عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، وَأَبُو القاسم التنوخي، وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن المهتدي باللَّه، وَأَبُو الْحُسَيْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن النَّقور، وابْن هزارَمَرْد الصريفيني.

وقد سَمِعْتُ كتاب "السبعة" لابن مجاهد من طريقه بعُلُوّ، وقطع لنا قطعة من عواليه بالإجازة.

وقد قرأ أيضًا عَلَى مُحَمَّد بْن جَعْفَر الجزري، وبكّار بْن أحْمَد، وزيد بْن أَبِي بلال، وعَلِيّ بْن ذؤابة، وأقرأ فِي مسجده دهرًا. وقرأ عَلَيْهِ أحْمَد بْن مسرور، وَأَبُو عَلِيّ الشَّرْمقاني، وَأَبُو الفوارس مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الْأواني، وَأَبُو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن أحْمَد الكوفي.

وثّقه الخطيب، وتُوُفِّي فِي شهر رجب، وله تسعون سنة.

قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، عَنْ أَبِي الْيُمْنِ الْكِنْدِيِّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ "الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ"1 بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِمْلاءً، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا أبو مُعَاوِيَةُ الضَّرِيرُ، ثَنَا عَاصِمٌ الْأحْوَلُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ:"مَنْ أَفْطَرَ فَرُخْصَةٌ، وَمَنْ صَامَ فَالصَّوْمُ أَفْضَلُ"2. صَحِيحٌ، غَرِيبٌ.

394-

عُمَر بْن دَاوُد بْن سلمون، أَبُو حفص الْأنْطَرَطُوسي الْأطْرَابُلُسِي3.

حدّث عَنْ: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الدَّيْبُلي، وأَبِي رَوْق الهَزّاني، وابْن عُقْدَة، وجماعة.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وأَحْمَد بْن الْحَسَن الطّيّاني. كَانَ يَرْوِي الموضوعات.

وقَالَ الْأهوازي: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ختمت اثنتين وأربعين ألف ختمة، وذكر أن مولده سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وسمعته يَقُولُ: تزوجت مائة امْرَأَة، واشتريت ثلاثمائة جارية. مات سنة تسعين.

1 ساقطة من الأصل واستدركت من سير أعلام النبلاء.

2 "حديث صحيح": أخرجه مالك "1/ 295" في الموطأ، والبخاري "4/ 163"، ومسلم "1118".

3 لسان الميزان "4/ 302"، والمغني "2/ 465".

ص: 154

395-

عيسى بْن سَعِيد بْن سعدان الكلبي القُرْطُبي، أَبُو الْأصبغ، المقرئ، المحقّق1.

رحل وعرض القراءة عَلَى السّامِريّ، وأَحْمَد بْن نصر "الشّذَائي"2 وعُمَر بْن إِبْرَاهِيم الكتاني، وسمع من القاضي أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، وعدّة. وأقرأ فِي مسجده بقُرْطُبَة. توفي في جمادى الآخرة كهلا.

"حرف الفاء":

396-

"فحل"3 بْن تميم الْأمير المغربي وُلّي إمرة دمشق للحاكم في هذه السنة، ومات فيها، فوُلّي بعده عَلِيّ بن جعفر بن فلاح.

"حرف القاف":

397-

القاسم بن ميمون بن حمزة محمد بن جعفر أبو محمد العلوي توفي بمصر.

"حرف الميم":

398-

مُحَمَّد بْن جعفر بْن رُمَيْل، أَبُو عَبْد اللَّه البغدادي ثم الْمَصْرِيّ. سَمِعَ مُحَمَّد بْن زبّان بْن حبيب، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأشعث.

وعنه: عبد الله بن عبد اللَّه المَحَامِلي، وعَبْد العزيز بْن عَلِيّ الدّقّاق، المصري.

سمع مراد جزءين من حديثه حدَّثونا بهما. مات فِي جُمَادَى الْأولى.

399-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن هارون، أَبُو الْحُسَيْن بْن أخي ميمي الدّقّاق4، من ثقات البغداديّين.

سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وأَبَا جَعْفَر أحْمَد بْن إِسْحَاق بْن بهلول، وأَبَا حامد بْن مُحَمَّد بْن هارون الحَضْرَمِي، وإِسْمَاعِيل الورّاق، وجماعة.

1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 336".

2 في الأصل "السدائي".

3 في الأصل "علي".

4 سير أعلام النبلاء "16/ 564"، والبداية والنهاية "11/ 327"، والعبر "3/ 47".

ص: 155

رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحُسَيْن بْن النَّقُّور، وَأَبُو طَالِب العشاري، وَأَبُو مُحَمَّد الصَّرِيفيني، وتُوُفِّي سلْخ رجب.

400-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمدون، أَبُو سَعِيد النيسابُوري الزّاهد، أحد العُبَّاد ببلده.

سمع من: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن حمدون، وأَبِي حامد بن الشرفي، وأبا نعيم بن عَدِيّ.

وعنه: أحْمَد بْن منصور المغربي، "وَأَبُو"1 عثمان سَعِيد البحيري.

401-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ذي النُّون، أَبُو عَبْد اللَّه الْأندلسي البجَّاني2.

سَمِعَ من: سَعِيد بْن فَحْلُون، وأَحْمَد بْن جَابِر، وحدّث. وفي سماعه من سَعِيد مقال.

402-

مُحَمَّد بن عُمَر بْن يحيى بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن يحيى بْن الْحُسَيْن بْن الشهيد بْن عَلِيّ الزيدي العلوي3، أَبُو الْحَسَن الكوفي نزيل بغداد.

كَانَ رئيس الطّالِبِيّين، مَعَ كثرة المال والضّياع واليَسَار. ولد سنة خمسة عشرة.

وسمع: هناد بن السّريّ الصّغير، وأَبَا الْعَبَّاس بْن عُقْدة.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال وغيره، وانتخب عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنيّ، وتُوُفِّي فِي ربيع الْأول، وكان وافر الجاه والحُرْمة.

ناب عَنْ بني بُوَيْه، ولما دخل عَضُدُ الدولة بغداد، قَالَ لَهُ: امنع النّاس من الدعاء والصُّحْبة وقت دخولي، ففعل، فتعجب من طاعة العامّة لَهُ، ثم فيما بعد قبض عَلَيْهِ وسجنه، وأخذ أمواله، فبقي فِي السجن مدة، حتى أطلقه شرف الدولة أَبُو الفوارس بْن عَضُدِ الدولة، فأقام معه، وأشار عَلَيْهِ بطلب المُلْك، فتمّ لَهُ ذَلِكَ، ودخل معه بغداد، وقيل: إنه أخذ منه لما صُودِر ألف ألف دينار عينًا. توفي في عاشر ربيع الأول.

1 في الأصل "أبي".

2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 103".

3 تاريخ بغداد "3/ 34"، والبداية والنهاية "11/ 327"، والعبر "3/ 47".

ص: 156

403-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب، أَبُو عصمة السَجْزِي الضَّبعي.

تُوُفِّي فِي ربيع الْأول.

404-

مُحَمَّد بْن يوسف بْن مُحَمَّد الْجُنَيْد، أَبُو زُرْعَة الكَشِّي الحافظ الْجُرْجاني1.

كَانَ أَبُوهُ من قرية كَشّ، وهي عَلَى ثلاثة فراسخ من جُرْجَان.

سَمِعَ أَبُو زُرْعَة من: أَبِي نُعَيْم بْن عدي، وأبي العباس الدغلولي، ومكي بن عبدان، وأبي محمد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، ورحل إلى نيسابُور وبغداد وهمذان والحجاز.

قَالَ حمزة بْن يوسف: جمع الْأبواب والمشايخ، وكان يحفظ ويفهم، وأملى علينا بالبصرة، ثم إنه جاوز بمكّة إلى أنْ تُوُفِّي بها سنة تسعين وثلاثمائة.

405-

المعافى بْن زكريا بْن يحيى بْن حُمَيْد القاضي، أَبُو الفرج النَّهْرُوَاني2 المعروف "بابن"3 طرار الفقيه الجريريّ، نسبة إلى مذهب مُحَمَّد بْن جرير الطَّبَرِي.

سَمِعَ: أَبَا القاسم البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد، وابْن صاعد، وأَبَا سَعِيد العَدَوِي، وأَبَا حامد الحَضْرَمِي، وخلقًا مثلهم ودونهم، فأكثر، وقرأ عَلَى ابن شنَّبوذ، والخاقاني.

قرأ عَلَيْهِ: أَبُو العلاء، مُحَمَّد بْن عَلِيّ القاضي، وَأَبُو تغلب المَلْحمي، وأَحْمَد بْن مسرور الخبّاز، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن زلال النَّهَاوَنْدِي.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم الْأزهري، وَأَبُو الطّيّب الطَّبَرِي، وأَحْمَد بْن عَلِيّ التَّوَّزي، وأَحْمَد بْن عُمَر بْن رَوْح، وَأَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجازري، وآخرون.

قَالَ الخطيب: كَانَ من أعلم النّاس فِي وقته بالفقه والنَّحْوِ واللغة وأصناف الْأدب، ووُلّي القضاء بباب الطّاق، وكان عَلَى مذهب ابن جرير، وبلغنا عن أبي

1 تاريخ جرجان "454"، والمنتظم "7/ 213".

2 سير أعلام النبلاء "16/ 54"، وشذرات الذهب "3/ 134"، والبداية والنهاية "11/ 328"، وتاريخ بغداد "13/ 230".

3 في الأصل "بن".

ص: 157

مُحَمَّد البافي الفقيه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إذا حضر القاضي أَبُو الفرج، فقد حضرت العلوم كلها.

قَالَ الخطيب: حَدّثَنِي أَبُو حامد الدلوي قَالَ: كَانَ أَبُو مُحَمَّد البافي يَقُولُ: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم النّاس، لوجب أن يُدْفَع إلى المُعَافَى بْن زكريّا.

قَالَ الخطيب: وسالت البَرْقَاني عَنِ المُعَافَى فَقَالَ: كَانَ أعلم النّاس، وكان ثقة، لم أسمع منه.

وزكريّا أَبُو حيّان التوحيدي قَالَ: رَأَيْت المُعَافَى بْن زكريّا قد نام مستدبر الشمس فِي جامع الرُّصَافة، فِي يوم شاتٍ، وبه من أثر الضُّرّ والفقر والبؤس أمر عظيم، مَعَ غزارة علمه.

وقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحُمَيْدي: قرأت بخط المُعَافَى بْن زكريّا قَالَ: حججتُ، فكنت بمِنَى، فسمعت مناديا ينادي: يا أَبَا الفرج. فقلت: لعله يريدني، ثم نادى: يا أَبَا الفرج المُعَافَى. فَهَمَمْتُ أناجيه، ثم رجع فنادى: يا أَبَا الفرج المُعَافَى النَّهْرُوَاني، فقلت: ولم أشك أَنَّهُ يناديني، هأنذا، فما تريد؟ قَالَ: لعلّك من نَهْرُوان الشرق؟ قلت: نعم. قَالَ: نَحْنُ نريد نَهْرُوان الغرب، قَالَ: فعجبت من هذا الاتّفاق، وعلمت أنّ بالمغرب مكانًا يُسمى النهروان.

توفي المعافى بالنَهْرُوان فِي ذِي الحجَّة، وَلَهُ خمسٌ وثمانون سنة.

"حرف النون":

406-

ناجية بْن مُحَمَّد، أَبُو الْحَسَن الكاتب1.

عَنِ: ابن الْأنباريّ، والمَحَامِلي، وجماعة. وعنه العتيقي، والتنوخي. وثقه الخطيب.

"حرف الواو":

407-

وَهْب بْن مُحَمَّد بْن محمود بْن إِسْمَاعِيل، أَبُو الحزم القُرْطُبي2.

سَمِعَ من: قاسم بْن أَصْبَغ، ووهب بْن مَسَرَّة، وكان حافظًا للرأي، مشاورًا في

1 تاريخ بغداد "13/ 426"، والنجوم الزاهرة "4/ 202".

2 تاريخ علماء الأندلس "2/ 166".

ص: 158

الْأحكام فِي أيام ابن السليم، فلما وُلّي القضاء مُحَمَّد بْن يَبْقَى ترك مشاورته، وكان شيخًا صالحًا كثير الصلاة، مواظبًا للجامع، يُقرئ الفقه ويفتي. توفي في رمضان.

"حرف الياء":

408-

يحيى بْن منصور، أَبُو سَعِيد البوسنجي الفقيه، سمع بنيسابور محمد بن الْحُسَيْن القطَّان، وغيره.

رَوَى عَنْهُ: جمال الْإسلام أبو الحسن الداوودي، وتوفي في ذي الحجة.

409-

يحيى بْن مُحَمَّد بْن يوسف، أَبُو زكريّا الْأشعري القُرْطُبي1 المعروف بابن "الجياني"2.

سَمِعَ: مُحَمَّد بْن معاوية الْقُرَشِيّ، ومسلمة بْن قاسم، ومُحَمَّد بن أحمد الخزاز، رمل فسمع بمكّة كتاب الضُّعَفاء للعُقيْلي، وبمصر صحيح مُسْلِم من ابن ماهان. وكان جيد النّقل، ضابطًا. مات فِي صفر.

وقَالَ أَبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ: أَنَا هذا بجميع جامع التِّرْمِذِيّ عَنْ أَبِي يعقوب بْن الدَّخِيل المكّي، عَنْ أَبِي ذَرّ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التِّرْمِذِيّ، عَنْهُ.

من الوفيات وممن كَانَ فِي هذا الوقت غير مرتبة أبجديا:

410-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مهلهل أَبُو القاسم إلْبيري نزيل غُرْنَاطَة3.

سَمِعَ مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن أبي دُلَيْم. قال ابن الفرضي: كتبت عَنْهُ، وكان صالحًا.

تُوُفِّي سنة ثمانٍ أو تسعٍ وثمانين.

411-

إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد، أَبُو معشر الورّاق "المَرْوَزِي"4.

رَوَى عَنْ: أَبِي عَلِيّ بْن رزين الباساني. وعنه أَبُو عُمَر بْن عبد الواحد المليحي.

1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 195".

2 في الأصل "الحياني".

3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 58".

4 في الأصل "المروي".

ص: 159

412-

الْحَسَن بْن يحيى بْن قيس، أَبُو بَكْر المقرئ.

رَوَى مختَصَر الخِرَقي فِي الفقه، عَنِ الخِرَقي. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه بْن حامد الحنبلي الفقيه، وَأَبُو طَالِب العشاري.

413-

الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق، أَبُو الْعَبَّاس الحلبي1.

تُوُفِّي قبل والده فيما أظنّ.

قدِم بغداد، وحدّث بها عَنْ قاسم المَلَطي، والمَحَامِلي، وابْن عُقْدة، وعَلِيّ بْن أَبِي مطر الإسكندراني.

رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن أحْمَد النعيمي، وَأَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطي.

قَالَ الخطيب: كَانَ يوصف بالحِفْظ، وما علمت من حاله إلا خيرًا.

414-

الحسن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شريك، أَبُو عَلِيّ الْإصبهاني الغسّال2.

عَنْ: أَبِي عَمْرو أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر، ومُحَمَّد بْن حفص وأَحْمَد بْن بندار الشعّار. وعنه: أَبُو طاهر أحْمَد بْن محمود بْن النُّعْمَان الصائغ، وغيره. ذكره ابن نُقْطَة.

415-

الْحُسَيْن بْن أَبِي جَعْفَر بْن مُحَمَّد الخالع الرافقي3.

قَالَ: إنه من ذُرِّيّة معاوية بْن أَبِي سُفْيَان، وكان من كبار النُّحَاة.

أخذ عَنْ أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسي. وله من المصنفات كتاب "الشعراء" وكتاب "المواصلة والمقاصدة" وكتاب "الأمثال" وكتاب "الأدوية والجبال" وكتاب "الرمال" وكتاب "تخيلات العرب" وكتاب "تفسير شِعْر أَبِي تمّام" وكتاب "صناعة الشِعْر" وكتب سوى هذه، وكان من الشعراء المذكورين، ولا أعرف مَتَى مات.

416-

سُلَيْمَان بْن حسان، أَبُو دَاوُد بْن جُلْجُل الْأندلسي الطّبيب4، عالم الأندلس بالطب.

1 تاريخ بغداد "8/ 76".

2 ذكر أخبار أصبهان "1/ 285".

3 ميزان الاعتدال "5478"، وتاريخ بغداد "8/ 105"، ولسان الميزان "2/ 310".

4 الوافي بالوفيات "15/ 362".

ص: 160

كَانَ بصيرًا بالمعالجات، خدم المؤَيَّد باللَّه هشام بْن المستنصِر، وكان إمامًا فِي معرفة الْأدوية المُفْرَدَة، لا سيما بكتاب ديسقوريدس العين زربي الَّذِي عُرِّب فِي خلافة المتوكّل، وبقي منه ألفاظ كثيرة يونانية لم تُعَرَّب ولا عُرِفَتْ.

قَالَ ابن جُلْجُل: وانتفع النّاس بما عُرِّب منه، فلما كَانَ فِي دولة النّاصر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد صاحب الْأندلس، كاتبه أرمانوس صاحب القسطنطينية قبل الأربعين وثلاثمائة وهاداه بنفائس، فكان منها كتاب ديسقوريدس مصوّر الحشائش بالتصوير العجيب، والكتاب باليوناني، ومنها كتاب هروشيش تاريخ عجيب فِي الْأمم والملوك باللسان اللَّطِيني.

وكان بالأندلس من يتكلم بِهِ، ثم كاتبه النّاصر وسأله أن يبعث إِلَيْهِ برجل يتكلم باليوناني واللَّطِيني، ليُعَلِّم لَهُ عبيدًا، حتى يترجموا له، فيعث إِلَيْهِ براهب يُسمى نِقَولا، فوصل قُرْطُبَة فِي سنة أربعين، ونشر من كتاب ديسقوريدس ما كَانَ مجهولا، وكان هناك جماعة من حُذَّاق الْأطباء، فأحكم الكتاب، وقد أدركتهم، وأدركت نِقُولا الرّاهب وصحبتهم، وفي صدر دولته مات نقولا الرّاهب.

ولابن جُلْجُل تاريخ الْأطبّاء والفلاسفة، وله تذييل وزيادات عَلَى كتاب ديسقوريدس مما لم يعرفه ديسقوريدس، صنّفه فِي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. ولم تبلُغْنا وفاته مَتَى كانت.

417-

عَبْد الباقي بْن الْحُسَيْن بْن أحْمَد الْإمَام المقرئ، أَبُو الْحَسَن بْن السّقّا الخُراساني ثم الدمشقي1.

أحد الحُذَّاق بالقراءات، وأحد من عُني بهذا الشأن.

قرأ عَلِيّ: مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان البعلبكي صاحب هارون الْأخفش، "وعلى نظيف"2 بْن عَبْد اللَّه، وعلي بن زيد بن علي الكوفي، وعلي بن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْجَلَنْدي، وعَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الحسن الدبيلي وأَحْمَد بْن صالح وإبراهيم بْن الْحَسَن، وطائفة بالحجاز والشام والعراق ومصر، وحدّث عَنْ عَبْد اللَّه بْن عتاب بْن الزِّفْتي، وأَبِي عَلِيّ الحصايري، وجماعة.

1 معرفة القراء "1/ 287"، وغاية النهاية "1/ 356".

2 في الأصل "وعلي بن نظيف".

ص: 161

قرأ عليه: أبو الفتح فارس وغيره، وحدّث عَنْهُ عَلِيّ بْن دَاوُد المقرئ، وَأَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن أحْمَد الْإصبهاني.

وقال أبو عمر الدّاني: وكان خيرًا، فاضلا، ثقة، مأمونًا، إمامًا فِي القرآن، عالمًا بالعربية، بصيرًا بالمعاني. قَالَ لنا فارس بْن أحْمَد عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أدركت إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرّزّاق بأنطاكية، وحضرت مجلسه، وهو يقرئ فِي سنة أربعٍ وثلاثين، وأنا داخل، ولم أقرأ عَلَيْهِ.

قَالَ الدّاني: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه يَقُولُ: كَانَ عَبْد الباقي سَمِعَ معنا عَلَى أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي، وكتب عَنْهُ كتبه فِي الشرح، ثم قَدِم مصر، فقامت لَهُ فيها رئاسة، وكنا لا نظنه هناك، وكان ببغداد.

تُوُفِّي سنة ثمانين بالإسكندرية، أو بمصر.

418-

عثمان بْن مُحَمَّد، أَبُو القاسم السّامِريّ الوَرّاق.

سَمِعَ: أبا بكر بن نَيْرُوز الْأنماطي، وإبراهيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وجَعْفَر بْن مرشد.

وعنه: الماليني، والحاكم، وحمزة السَّهْمي، وجماعة.

419-

عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عثمان بْن سَعِيد، أَبُو الْحَسَن الغضائري1.

قرأ عليه بالروايات أَبُو عَلِيّ الْأهوازي. وزعم أَنَّهُ قرأ عَلَى عَبْد اللَّه بْن هاشم الزَّعْفَراني تلميذ خلف البزاز، وعلى أحمد بن فرج، وسعيد بن عبد الرحيم الضرير صاحبي الدوري، وعَلِيّ بْن شنَّبوذ، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْأهناسي الْمَصْرِيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الهيثم المقرئ، "عَلَى"2 تلميذ أَبِي أحْمَد الطّيّب بْن إسماعيل.

420-

عمر بن القاسم، أبو الحسين البغدادي المقرئ صاحب ابن مُجاهد، يُعرف بابن الحدّاد وبابن وَبَرَة3، من بقايا من تلا عَلَى ابن مجاهد.

حدّث عَنْ: ابن مبشر الواسطي، والمحاملي، وقاسم الملطي.

1 معرفة القراء الكبار "1/ 271".

2 في الأصل "وله".

3 تاريخ بغداد "11/ 269".

ص: 162

رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد الخلال، والعتيقي، وَأَبُو الفرج الطّناجيري.

قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا. قلت: بقي إلى سنة تسعين.

421-

عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن تميم، أَبُو القاسم القاضي1.

رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْإمَام البلدي، وأَبِي الفوارس الصّابوني، وأَحْمَد بْن الحسن بْن إِسْحَاق الرّازي. رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن العتيقي، وَأَبُو القاسم الْأزْجِي.

قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا، خرّج له ابن شاهين.

422-

عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن القاسم بْن خلف بْن حَزْم، أَبُو الْحَسَن الثَّغْري القلعي2، من قلعة أيّوب بالأندلس.

سَمِعَ وهب بن مسرة، وابن عابس، وفي الرّحلة من أَبِي عَلِيّ بْن الصّوّاف ببغداد.

ورجع فلزم العبادة والجهاد، ووُلِّي قضاء بلده، ثم استغنى من القضاء، وإليه كانت الرحلة، وانتفع بِهِ النّاس.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عُمَر الطَّلَمَنْكِيّ، وابْن الفَرَضِيّ، وابْن الشقاق. وتُوُفِّي سنة ثلاث، وكان عارفًا بمذهب مالك.

423-

عثمان بْن أحْمَد بْن جَعْفَر العِجْلي، مُسْتَمْلي ابن شاهين3.

رَوَى عَنِ: البَغَوي، وابْن أَبِي دَاوُد، والْحُسَيْن بْن عفير. رَوَى عَنْهُ: الخلال، وعَبْد العزيز الْأزْجِي، والعتيقي، وَأَبُو طَالِب العشاري.

424-

عثمان بْن مُحَمَّد بْن القاسم الْأدَمي4.

روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، والبَاغَنْدِي، والبَغَوي.

رَوَى عَنْهُ: العتيقي، وَأَبُو بَكْر بْن بشران، ومُحَمَّد بْن أحْمَد النَّرْسي. وثّقه أَبُو بَكْر الخطيب.

1 تاريخ بغداد "9/ 410".

2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 244".

3 تاريخ بغداد "11/ 309".

4 تاريخ بغداد "11/ 310".

ص: 163

425-

نصر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخليل المرجى أَبُو القاسم الموْصِليّ.

رَوَى عَنْ: أَبِي يَعْلَى المَوُصِليّ، فهو آخر من رَوَى فِي الدُّنيا عَنْهُ، وعُمِّر دهرًا طويلا.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الْأهوازي، وَأَبُو نصر بْن طَوْق المَوُصِليّ، وآخر من رَوَى عَنْهُ بالإجازة عَلِيّ بْن البشري، توفي قريبًا من سنة تسعين وثلاثمائة.

426-

مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه1، وقيل: عَلِيّ بدل عَبْد اللَّه الفقيه، أَبُو بَكْر بن خويز منداذ المالكي صاحب "أَبِي بَكْر الْأبْهَرِي"2 من كبار المالكية العراقيين.

صنف كتابًا كبيرًا فِي الخلاف، وآخر فِي أصول الفقه، وكتاب "أحكام القرآن"، وله اختيارات فِي الفقه خالف فيها المذاهب، كقوله: إن العبيد لا يدخلون فِي الْخَطَّاب للأحرار، وأنَّ خَبَر الواحد يُوجِب العلمَ. قاله القاضي عياض، وقَالَ: قد تكلّم فِيهِ أَبُو الوليد الباجي وقَالَ: لم أسمع لَهُ فِي علماء العراقيين "ذِكْر"3، أو كَانَ لَهُ بجانب الكلام جملة، وينافر أهله حتى يؤدّي إلى منافرة المتكلمين من أهل السُّنَّة، وحكم عَلَى اهل الكلام أنّهم من أهل الْأهواء الذين قَالَ مالك، رحمه الله، في مناكحتهم وأمانتهم وشهادتهم ما قَالَ.

قلت: وذكره أَبُو إِسْحَاق فِي الطبقات، فَقَالَ فِيهِ: المعروف بابن كواز.

427-

مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد، أَبُو الفضل الكاتب، بغداديّ صالح4.

رَوَى عَنِ المَحَامِلي، ومُحَمَّد بْن مَخْلَد. قَالَ الخطيب: حدثونا عَنْهُ.

428-

مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن حاتم أَبُو عَبْد اللَّه الزغرتاني الهَرَوِي. سَمِعَ أحْمَد بْن سَعِيد الْأشجّ، وأَبِي الْأشعث العِجْلي. رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاق القرَّاب، وَأَبُو عَبْد الواحد المليحي، وغيرهما.

429-

مُحَمَّد بْن عُمَر بن عزيز بن عمران، أبو بكر الهمذاني التككي.

1 الوافي بالوفيات "2/ 52"، ولسان الميزان "5/ 291".

2 في الأصل "أبي بكر الأهوازي بهري".

3 في الأصل "ذكره".

4 تاريخ بغداد "2/ 213".

ص: 164

رَوَى عَنْ: أوس الخطيب، وموسى بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن فيره الطّيّان، وأَبِي بَكْر بْن أَبِي زكريّا، وجماعة.

وعنه: عَبْد الغفَّار بْن مُحَمَّد، وعَبْد اللَّه بْن كاله، ومكي بْن المحتسب وعَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهاشمي، وهو آخر من حدّث عَنْهُ. قَالَ شِيرَوَيْه: هُوَ صَدُوق.

430-

مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الفضل بْن الموفَّق، أَبُو بَكْر الصُّوفِي الهَمَذَاني الخبّاز المعروف بابن جزر صاحب الشِّبْليّ.

رَوَى عَنْ: أحْمَد بْن عَبْد اللَّه الهَرَوِي صاحب يحيى بْن مُعَاذ الرّازي، وغير واحد، وروى تفسير جُوَيْبر عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن فيرة الطّيّان.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو سهيل بْن زيرك، وَأَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى، وحَمْد بْن سهل المؤدب، والخليل بْن عَبْد اللَّه الخليلي، وآخرون. وقيل إن الدَّارَقُطْنيّ رَوَى عَنْهُ.

قَالَ شِيرَوَيْه: صَدُوق. قد رَوَى عَنْهُ من أهل بغداد أبو حفص بن شاهين، وهو أكبر منه.

431-

عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، أَبُو الحسين بن الأصبهاني المقرئ نزيل بغداد1، وحدث عن محمد بن عمر بن حفص "الجورجيري"2، وابْن داسَه، وأَبِي مُحَمَّد بْن فارس، وعدة.

وعنه البَرْقَاني، والعتيقي. ثقة عابد.

432-

عَبْد الواحد بْن الْحُسَيْن القاضي، أَبُو القاسم الصَّيْمَريّ الشافعيّ، أحد الْأعلام3، ومن أصحاب الوجوه فِي المذهب.

تفقه بأبي حامد المَرُورُوذِي، وبأبي الفيّاض، وارتحل الفقهاء إلى البصرة، وكان من أوعية العلم.

تفقه عَلَيْهِ أقضي القُضاة الماوَرْدِي، وله كتاب "الإيضاح فِي المذهب" فِي سبع مجلَّدات، وكتاب "القياس والعلل"، وغير ذَلِكَ. سمعوا منه فِي سبعٍ وثمانين بعض كتبه.

1 تاريخ بغداد "9/ 396".

2 في الأصل "الجورحيري".

3 طبقات الشافعية الكبرى "3/ 339".

ص: 165

433-

إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن بْن "حكمان"1 الْإمَام، أَبُو منصور بْن الكَرْخِي البغدادي.

سَمِعَ: أحْمَد بْن عُبَيْد الصّفّار، وأَبَا عَلِيّ الصّوّاف، وطبقتهما، فأكثر، وأراد أن يصنّف مسندًا، وكان يحضر عنده الدَّارَقُطْنيّ كل أسبوع، ويعلّم عَلَى الْأحاديث فِي أُصُوله، ويُمْلي عَلَيْهِ العِلَل، حتى خرَّج من ذَلِكَ جملة كبيرة.

رَوَى عَنْهُ الدَّارَقُطْنيّ فِي كتاب المدبَّج حديثًا، ومات قبل "الدَّارَقُطْنيّ"2 بزمان.

قال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقال: ما علَّقت عَنْهُ يسيرًا، ولم أر مثل صُحْبَته نَحْوًا من عشرين سنة، أدام فيها الصيام، وكان يُصلِّي أربع ركعات بسُبع القرآن كل ليلة وقت العتمة.

434-

أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن جُوري، أَبُو الفرج العُكْبَرِي3.

أكثر التَّطْواف، وسمع الكثير بالعراق والعجم والشّام والحجاز ومصر، وقد حدث عن خثيمة الْأطْرَابُلُسِي، وأَبِي سَعِيد بْن الْأعْرابي، وعَبْد الصَّمد الطستي، وطبقتهم.

روى عنه: أبو بكر بن لال، وحمزة السَّهْمي، وَأَبُو نُعَيْم الحافظ، وَأَبُو طاهر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الصّبّاغ. قَالَ الخطيب: فِي حديثه مناكير.

435-

عَلِيّ بْن الْحَسَن بن بندار بن محمد بن المثنَّى، أَبُو الْحَسَن التميمي الْأسّتَرابَاذي القسْري4 الزّاهد، شيخ الصُّوفِيّة بجُرْجَان.

رحل وسمع من أَبِي سَعِيد بْن الأعرابي، وخيثمة بْن سُلَيْمَان، وأبي بَكْر الرقي، وخلق.

وعنه: ابنه إسماعيل، وعلي بْن محمود "الزوزني"5، وفضل الله أَبُو سَعيد الميهني وسعيد بن أبي سعيد العيار، وغيرهم.

1 في الأصل "حمكان".

2 في الأصل "الدار".

3 تاريخ بغداد "4/ 410"، وميزان الاعتدال "1/ 133"، والمغني "1/ 54".

4 ميزان الاعتدال "3/ 121"، وتاريخ جرجان "320".

5 في الأصل "الزورمي".

ص: 166

قَالَ ابن طاهر المقدسي: كَانَ يقف عَلَى أفرادٍ لقَوْمٍ، فيحدّث بها عَنْ أناسٍ آخرين، لا يُحْتَج بِهِ.

436-

عُتْبَةُ بْن مُحَمَّد بْن حاتم القاضي، أَبُو الهيثم النيسابُوري الحنفي الْإمَام1.

سمع: الأصم وطائفة، وتفقه على أبي الحسين قاضي الحرمين، وسمع فِي الفقه، وصار أوْحَدَ عصره، حتى لم يبق بخُراسَان قاضٍ حنفيّ إلا وهو ينتمي إِلَيْهِ.

قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الحليمي: لقد بارك اللَّه فِي عِلْم الفقه بأبي الهَيْثَم، فليس بما وراء النهر أحدٌ يرجع إلى النّظر والْجَدل إلا أصحابه.

قلت: رَوَى عَنْهُ الحاكم حديثًا فِي تاريخه.

437-

عيّاش بْن الْحَسَن الخزري2.

عَنْ: أَبِي بَكْر بْن زياد النيسابوري، وابْن الْأنْباري، والمَحَامِلي.

رَوَى عَنْهُ: الدَّارَقُطْنيّ، وهو أكبر منه، وَأَبُو بَكْر بْن بشران، وعَبْد الكريم بْن المَحَامِلي.

وثّقه الخطيب.

438-

مَهْدِيّ بْن مُحَمَّد، أَبُو سَلَمَة القُشَيْرِي النيسابُوري الصّيْدَلانِي3.

عَنْ: أَبِي حامد بْن الشرفي الحافظ، ومُحَمَّد بْن أحْمَد بْن دلوَيْه، وأَبِي حامد بْن بلال.

وقدم بغداد، فحدث بها قبل سنة تسعين. رَوَى عَنْهُ: أَبُو القاسم التنوخي، وهبة اللَّه اللالكائي.

قَالَ الخطيب: رواياته مستقيمة.

439-

زيد بن رفاعة، أبو الخير4.

1 العبر "3/ 94"، وشذرات الذهب "3/ 181".

2 في الأصل "الجزري" وانظر: تاريخ بغداد "12/ 279"، واللباب "1/ 441".

3 تاريخ بغداد "13/ 185".

4 تاريخ بغداد "8/ 450".

ص: 167

رَوَى بخُراسَان عَنِ ابن دُرَيْد، وابْن الْأنباري كُتُبَ اللّغة، وروى لهم عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن كامل الْجَحْدَرِي.

ذكره الخطيب، فَقَالَ: كَانَ كذّابًا. سَمِعْتُ أَبَا القاسم هبة اللَّه، يعني اللالكائي يَقُولُ: رَأَيْته بالرّيّ، وأساء القول فِيهِ، وقَالَ لي التنوخي: ذُكر لنا عَنْهُ أنّه كَانَ يذهب مَذْهَبَ الفلاسفة.

440-

الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن علي بْن خُزَيْمَة النيسابُوري، أَبُو مُحَمَّد الكرابيسي.

سَمِعَ: ابن خُزَيْمَة. وعنه أَبُو سعد الكَنْجَرُوذِي.

441-

الربيع بْن مُحَمَّد بْن حاتم، أَبُو الطّيّب الحاتمي الطُّوسي.

عَنْ: أَبِي القاسم، عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم المُزَكِّي، وإبراهيم بْن عَبْدَوس الحَرَشِيّ، وإِسْمَاعِيل الصّفّار، وطبقتهم.

وعنه: أَبُو يَعْلَى الصَّابُونِي، وَأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن المقرئ، غيرهما.

ص: 168