المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحداث سنة خمسين وخمسمائة: - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٣٧

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌أحداث سنة خمسين وخمسمائة:

‌أحداث سنة خمسين وخمسمائة:

دخول الغُزّ نيسابور:

من أوّلها جاءت الأخبار إلى بغداد بدخول الغُزّ التّركُمان نيْسابور، والفتْك بأهلها، فقتلوا بها نحْوًا من ثلاثين ألفًا، وكان سَنَجْر معهم، عَلَيْهِ اسم السّلْطَنَة، وهو في غاية الإهانة بين الغُزّ، ولقد أراد أن يركب، فلم يجد من يحمل سلاحه، فشدّه عَلَى وسَطَه، وإذا قُدّم إِلَيْهِ الطّعام خبّأ منه شيئًا لوقتٍ آخر، خوفًا من انقطاعه عَنْهُ1.

الوقعة بين عسكر التركماني وعسكر الخليفة:

كانت وقعة بين العسكر التُّركمانيّ وبين عسكر الخليفة، فهزموه وتبِعوه، ثمّ خرج لهم كمينٌ فهزمهم، ثمّ أذعن بطاعة الخليفة، وأطلق الأسرى2.

دخول المقتفي الكوفة:

وفيها: سار المقتفي إلى الكوفة، واجتاز في سوقها، ودخل جامعها3.

مسير ابن رزّيك إلى القاهرة:

وفي أوّلها سار الصّالح طلائع بْن رُزّيك من الصّعيد عَلَى قصْد القاهرة للانتقام من عبّاس صاحب مصر الّذي قتل الظّافر بالله. فلمّا سَمِعَ مجيئه خرج من مصر لقلَّة مَن بقي معه مِن الْجَنْد، وسار نحو الشّام بما معه من الأموال والتُّحف الّتي لا تُحصى، لأنّه كَانَ قد استولى عَلَى القصر، وتحكّم في ذخائره ونفائسه4.

قتل الفرنج صاحب مصر:

فخرجت عَلَيْهِ الفرنج من عسقلان، فقاتلوه وقتلوه، واستولوا عَلَى جميع ما معه، وأسروا ابنه نصرًا، وباعوه للمصرّيين5.

دخول ابن رُزّيك القاهرة:

وأمّا طلائع فدخل القاهرة بأعلام مسوّدة، وثياب سود في هيئة الحزن، وعلى

1 المنتظم "10/ 161"، والكامل في التاريخ "11/ 201".

2 المنتظم "10/ 161".

3 المنتظم "10/ 161"، ودول الإسلام "2/ 66".

4 أخبار مصر لابن ميسر"2/ 94"، ودول الإسلام "2/ 66".

هـ أخبار مصر لابن ميسر "2/ 94، 95"، وإتعاظ الحنفا "2/ 220"، والنجوم الزاهرة "5/ 289"، والدرة المضية "567".

ص: 37

الرّماح شعور النّساء مقطّعة حزْنًا عَلَى الظّافر. ثمّ نبش الظّافر من دار عبّاس، ونقله إلى مقبرة آبائه1.

هجوم إفرنج صقلّية عَلَى تِنّيس:

وجاءت مراكب الفرنج من صَقَلِّية، فأرسَوا عَلَى تِنِّيس وهجموها، فقتلوا وأسروا، وردّوا بالغنائم، وخاف أهل مصر من استيلاء الفرنج، فإنّا لله وإنّا إِلَيْهِ راجعون، حتّى عزم ابن رُزّيك وزيرُها عَلَى موادعة الفرنج بمالٍ يُحمل إِلَيْهِ من الخزانة، فأوكس ذَلكَ الأمراءَ، وعزموا عَلَى عزله2.

اشتداد شوكة المقتفي:

وأمّا المقتفي لأمر اللَّه، فإنّه عظُم سلطانه، واشتدّت شوكته، واستظهر عَلَى المخالفين، وأجمع عَلَى قصْد الجهات المخالفة لأمره3.

تملّك نور الدين قلاعًا بنواحي قونية:

وأمّا نور الدّين، فإنّه سار بجيشه، فملك عدَّة قلاع وحصون بالسّيف وبالأمان من بلاد الروم، من نواحي قونية، وعظُمت ممالكه وبعُد صَيتُه، وبعث إِلَيْهِ المقتفي تقليدًا، وأمر بالمسير إلى مصر، ولُقِّب بالملك العادل4.

آخر الطبقة الخامسة والخمسين والحمد لله رب العالمين.

1 أخبار مصر "2/ 94"، والعبر "4/ 139".

2 الكامل في التاريخ "11/ 190"، وعيون التواريخ "12/ 480".

3 ذيل تاريخ دمشق "332".

4 ذيل تاريخ دمشق "332، 333"، ودول الإسلام "2/ 66".

ص: 38