المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحداث سنة إحدى وأربعين وخمسمائة - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٣٧

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌أحداث سنة إحدى وأربعين وخمسمائة

‌المجلد السابع والثلاثون

‌الطبقة الخامسة والخمسون

‌أحداث سنة إحدى وأربعين وخمسمائة

بسم الله الرحمن الرحيم

الطبقة الخامسة والخمسون:

"أحداث سنة إحدى وأربعين وخمسمائة":

مقتل زنكي:

في ربيع الآخر وثب ثلاثة من غلمان زنكي من آقْسُنقُر، فقتلوه وهو يحاصر جَعْبَر، فقام بأمر المَوْصِل ابنُه غازي، وبحلب نور الدّين محمود1.

احتراق قصر المسترشد:

وفيها احترق قصر المسترشد الّذي بناه في البستان، وكان فيه الخليفة، فسلِم، وتصدَّق بأموال2.

خلاف السلطان والخليفة حول دار الضرب:

وفي رَجب قدِم السّلطان مسعود، وعمل دار ضرْب، فقبض الخليفة عَلَى الضّرّاب الّذي تسّبب في إقامة دار الضّرْب، فنفذ الشِّحْنة وقبض عَلَى حاجب الخليفة، وأربعةٍ من الخواص، فغضب الخليفة، وغلّق الجامع والمساجد ثلاثة أيّام، ثمّ أُطلق الضّراب، فأطلقوا الحاجب، وسكن الأمر3.

موت ابْنَة الخليفة:

ووقع حائط بالدّار عَلَى ابْنَة الخليفة، وكانت تصلح للزَواج، واشتد حزنهم عليها، وجلسوا ثلاثة أيام4.

1 الكامل في التاريخ "11/ 109-112"، والمنتظم "10/ 119"، وسير أعلام النبلاء "20/ 189-191"، والدرة المضية "546"، والجوهر الثمين "1/ 208"، وشذرات الذهب "4/ 128".

2 البداية والنهاية "12/ 220"، وعيون التواريخ "12/ 407".

3 المنتظم "10/ 119"، وتاريخ الخلفاء "438".

4 البداية والنهاية "12/ 221".

ص: 3

إبطالُ مَكْس حقّ البيع:

وفي ذي القعدة جلس ابن العبّاديّ الواعظ، فحضر السّلطان مسعود، فعرَّض بذِكر حقّ البيع، وما جرى عَلَى النّاس، ثمّ قَالَ: يا سلطان العالم: أنت تهبُ في ليلةٍ لمطربٍ بقدْر هذا الّذي يوجد من المسلمين، فاحسبني ذَلكَ المطرب، وهبْه لي، واجعله شُكرًا لله بما أنعم عليك.

فأشار بيده: إنّي قد فعلت، فارتفعت الضّجَّة بالدّعاء لَهُ، ونودي في البلد بإسقاطه، وطيف بالألواح الّتي نقِش عليها تَرْك المُكوس في الأسواق، وبين يديها الدّبادب والبُوقات، إلى أن أمر الناصر لدين اللَّه بقلْع الألواح، وقال: ما لنا حاجة بآثار الأعاجم1.

حجّ الوزير ابن جَهير:

وحجّ الوزير نظام الدّين بْن جَهير.

حَجّ المؤرّخ ابن الجوزي:

قَالَ ابن الجوزيّ: وحججت أَنَا بالزوجة والأطفال2.

ملْك الفرنج طرابلس المغرب:

وفيها، قَالَ ابن الأثير3: ملَكَت الفرنج طرابُلُسَ المغرب. جهّز الملك رُجار صاحب صَقَلِّية في البحر أسطولًا كبيرًا، فسار يومًا في ثالث المحرَّم، فخرج أهلها، ودام الحرب ثلاثة أيّام، فاتّفق أن أهلها اختلفوا، وخلَت الأسوار، فنصبت الفرنج السّلالم، وطلعوا وأخذوا البلد بالسّيف واستباحوه، ثمّ نادوا بالأمان، فظهر من سلِم، وعمّرتها الفرنج وحصّنوها4.

1 البداية والنهاية "12/ 221"، وعيون التواريخ "12/ 407".

2 المنتظم "10/ 120"، ومرآة الزمان "ج8 ق1/ 188".

3 الكامل في التاريخ "11/ 108".

4 العبر "4/ 111"، والبداية والنهاية "12/ 221"، واتعاظ الحنفا "2/ 181".

ص: 4

مقتل زنكي:

وفيها: قُتل زَنكي1.

تسلمّ صاحب دمشق بعلبكَّ صُلحًا:

وفيها: قصد صاحب دمشق بَعْلَبَكّ وحاصرها، وبها نائب زنْكيّ الأمير نجم الدّين أيّوب بْن شاذي، فسلّمها صُلحًا لَهُ، وأقطعه خُبزًا بدمشق، وملّكه عدَّة قرى، فانتقل إلى دمشق وسكنها2.

فتوحات عبد المؤمن بالمغرب:

وفيها: سار عبد المؤمن بجيوشه بعد أن افتتح فاس إلى مدينة سَلا فأخذها، ووَحَّدَتْ مدينةُ سَبْتَة، فأمّنهم، ثمّ سار إلى مَرّاكُش، فنزل عَلَى جبلٍ قريبٍ منها، وبها إسحاق بْن عليّ بْن يوسُف بْن تاشفين، فحاصرها أحد عشر شهرًا، ثمّ أخذها عَنْوةً بالسّيف في أوائل سنة اثنتين وأربعين، واستوثق لَهُ الأمرُ ونزلها. وجاءه جماعةٌ من وجوه الأندلسيّين وهو عَلَى مَرّاكُش باذِلين لَهُ الطّاعة والبَيْعة، ومعهم مكتوبٌ كبيرٌ فيه أسماء جميع الّذين بايعوه من الأعيان. وقد شهد من حضر عَلَى من غاب. فأعجبه ذَلكَ، وشكر هجرتهم، وجهّز معهم جيشًا مَعَ أَبِي حفص عُمَر بْن صالح الصّنْهاجيّ من كبار قُواده، فبادر إلى إشبيلية فنازلها، ثم افتتحها بالسّيف.

وذكر اليَسَع بْن حزْم أنّ أهل مَرّاكُش مات منهم بالجوع أيّام الحصار نيفٌ عَلَى عشرين ومائة ألف. حدَّثنيه الدافنُ لهم.

ولمّا أراد فتحها، داخلت جيوش الرّوم الّذين بها أمانًا، فأدخلوه من باب أَغْمات، فدخلها بالسّيف، وضرب عنق إسحاق المذكور، في عدَّةٍ من القُوّاد.

قَالَ اليَسَع: قُتل ذَلكَ اليوم ممّا صحّ عندي نيف على السبعين ألف رجل3:

1 تقدم قبل قليل مفصلًا.

2 الكامل في التاريخ "11/ 118"، والبداية والنهاية "12/ 221".

3 المختصر في أخبار البشر "3/ 19"، وعيون التواريخ "12/ 408".

ص: 5