الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأُمُّ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّةُ زَوْجَةُ أَبِي مُسْلِمٍ رَحِمَهَا اللَّهُ، وَمَاتَ عَنْهَا وَتَزَوَّجَتْ بَعْدَهُ عَمْرَو بْنَ عَبْدٍ الْخَوْلَانِيَّ، قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: فَسَمِعْتُ مَنَ أَرْضَى مِنْ شُيُوخِنَا يَقُولُونَ: إِنَّ أُمَّ مُسْلِمٍ سُئِلَتْ فَقِيلَ لَهَا: أَيُّ الرَّجُلَيْنِ أَفْضَلُ؟ قَالَتْ: أَمَّا أَبُو مُسْلِمٍ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَأَمَّا
عَمْرُو بْنُ عَبْدٍ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَارُ عَلَيْهِ فِي مِحْرَابِهِ حَتَّى إِنِّي كُنْتُ أَخْتَدِمُ عَلَى ضَوْءِ نُورِهِ مِنْ غَيْرِ مِصْبَاحٍ
ذِكْرُ التَّابِعِينَ الْأَكَابِرِ مِمَّنْ أَدْرَكَ مَوْلِدُهُ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُهَاجِرْ إِلَيْهِ
أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْبٍ وَقَدْ قِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُحْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَوْلَانَ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ وَكَانَ مِنَ الْأَفَاضِلِ الْأَخْيَارِ، رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ فَاضِلًا دَيِّنًا وَرِعًا
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ مَلَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ «أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّفُ حُضُورَ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ مِنْ دَارِيَّا إِلَى الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِدِمَشْقَ الْتِمَاسَ الْفَضِيلَةِ»
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ " كَانَ يُنَادِي عِنْدَ لِقَاءِ الْعَدُوِّ: اللَّهُمَّ احْقِنْ عَلَيَّ دِمَاءَ الْأُجَرَاءِ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهَا، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهَا، لَا يَضُرُّهُمْ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ، ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ، كَانَ يَقُولُ:«مَا رَأَيْتُ أَسْأَلُ عَنْ صَغِيرَةٍ، وَلَا أَرْكَبُ لَكَبِيرَةٍ مِنْكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ»
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: خَرَجَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ يَوْمًا فِي أَرْضِ الرُّومِ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، ذَهَبَ الْعَبِيدُ وَالْأُجَرَاءُ بِالْأَجْرِ، يَسْتَقُونَ الْمَاءَ وَيَعْجِنُونَ وَيَخْبِزُونَ وَيَحُشُّونَ وَيَحْتَطِبُونَ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: دَخَلَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَهُوَ غَازٍ فِي أَرْضِ الرُّومِ وَقَدِ احْتَفَرَ جَوْرَةً فِي فُسْطَاطِهِ، وَجَعَلَ فِيهَا نِطَعًا وَأَفْرَغَ فِيهَا الْمَاءَ،
⦗ص: 106⦘
وَهُوَ يَتَصَلَّقُ فِيهِ، فَقَالُوا: مَا حَمَلَكَ عَلَى الصِّيَامِ وَأَنْتَ مُسَافِرٌ وَقَدْ أُرْخِصَ لَكَ فِي الْفِطْرِ فِي الْغَزْوِ وَالسَّفَرِ؟ فَقَالَ: «لَوْ حَضَرَ قِتَالٌ لَأَفْطَرْتُ وَلَتَهَيَّأْتُ لَهُ وَتَقَوَّيْتُ، إِنَّ الْخَيْلَ لَا تَجْرِي إِلَى الْغَايَاتِ وَهِيَ بُدْنٌ، إِنَّهَا تُجْرَى وَهِيَ ضُمَّرٌ، أَلَا وَإِنَّ أَمَامَنَا بَاقِيَةً كَائِنَةً لَهَا نَعْمَلُ»
حَدَّثَنَا ابْنُ حَذْلَمٍ، أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ، دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ:«مَا اسْمُكَ» ؟ قَالَ: مُعَاوِيَةُ، قَالَ:«بَلْ أَنْتَ أُحْدُوثَةٌ وَفِتَنٌ، إِنْ جِئْتَ بِشَيْءٍ فَلَكَ شَيْءٌ، وَإِنْ لَمْ تَأْتِ بِشَيْءٍ فَلَا شَيْءَ لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ، إِنَّكَ لَوْ عَدَلْتَ بَيْنَ جَمِيعِ قَبَائِلِ الْعَرَبِ ثُمَّ مِلْتَ عَلَى أَقَلِّهِمْ قَبِيلَةً مَالَ جَوْرُكَ بِعَدْلِكَ، يَا مُعَاوِيَةُ، إِنَّا لَا نُبَالِي بِتَكَدُّرِ الْأَنْهَارِ مَا صَفَا لَنَا رَأْسُ الْعَيْنِ»
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ، اسْتَبْطَأَ خَبَرَ جَيْشٍ كَانَ بِأَرْضِ الرُّومِ، فَبَيْنَا
⦗ص: 107⦘
هُوَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ إِذْ دَخَلَ طَائِرٌ فَوَقَعَ فَقَالَ: أَنَا أَرْزُ بَابِيلَ الْمَلَكُ مُسَلِّي الْحُزْنِ عَنْ قُلُوبِ بَنِي آدَمَ، وَأَخْبَرَهُ خَبَرَ ذَلِكَ الْجَيْشِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُسْلِمٍ:«مَا جِئْتَ حَتَّى اسْتَبْطَأْتُكَ»