الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذِكْرُ أَصْحَابِ أَبِي سُلَيْمَانَ مِنْ أَهْلِ دَارِيَّا السُكَّانِ بِهَا
حُمَيْدُ بْنُ هِشَامٍ الْعَنْسِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِشَامٍ الْعَنْسِيُّ، مِنْ أَهْلِ دَارِيَّا قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، يَقُولُ:" لَوْلَا الذُّنُوبُ لَسَأَلْتُهُ أَنْ يُقِيمَ الْقِيَامَةَ، وَلَكِنْ إِذَا ذَكَرْتُ الْخَطِيئَةَ قُلْتُ: أَبْقَى لَعَلِّي أَتُوبُ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَلَّاسٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سُلَيْمَانَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَطِيَّةَ: يَا عَمِّ، لِمَ تُشَدِّدُ عَلَيْنَا وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عز وجل فِي كِتَابِهِ:{يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] ؟ قَالَ: «اقْرَأْ» ، فَقَرَأْتُ:{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [الزمر: 54]
ثُمَّ قَالَ: «اقْرَأْ» ، فَقَرَأْتُ:{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الزمر: 55] ، {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} ، {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [الزمر: 57] ، {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر: 58] فَأَقَمْتُ أَيَّامًا ثُمَّ قَرَأْتُ مَا يَتْلُو هَذَا: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الزمر: 59] فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَمِّ، قَالَ اللَّهُ:{بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الزمر: 59] ، فَأَنَا بِحَمْدِ اللَّهِ وَنِعْمَتِهِ لَمْ أُكَذِّبْ بِآيَاتِ رَبِّي وَلَا اسْتَكْبَرْتُ عَنْ عِبَادَتِهِ، وَمَا أَنَا مِنَ الْكَافِرِينَ، فَمَسَحَ - يَعْنِي رَأْسَهُ - وَقَالَ:«يَا بُنَيَّ، اتَّقِ اللَّهَ وَخَفْهُ وَارْجُهُ»
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِشَامٍ الدَّارَانِيَّ، قَالَ:
⦗ص: 120⦘
قَرَأَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ سُورَةَ: هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ:{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: 12]، قَالَ: فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: «بِمَا صَبَرُوا عَلَى تَرْكِ الشَّهَوَاتِ فِي الدُّنْيَا» قَالَ الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ: وَأَنْشَدَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِشَامٍ لِبَعْضِهِمْ:
[البحر الخفيف]
كَمْ قَتِيلٍ لِشَهْوَةٍ وَأَسِيرِ
…
أُفٍّ لِلْمُشْتَهِي خِلَافَ الْجَمِيلِ
شَهَوَاتُ الْإِنْسَانِ تُورِثُهُ الذُّ
…
لَّ وَتُلْقِيهِ فِي الْبَلَاءِ الطَّوِيلِ