الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السادس: فيما يتعلق بصيد الضب
أولا: في حكم أكله:
اختلف أهل العلم في حل أكل الضب فذهب بعضهم إلى النهي عن أكله منهم أبو حنيفة والثوري. والأكثرون على حله وهو الصحيح؛ لورود الأخبار الصحيحة في ذلك وكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل من الضب لا يدل على تحريم أكله وإنما لكونه لم يكن معهودا أكله في قومه كما بين ذلك صلى الله عليه وسلم بل أُكل الضب على مائدته.
وماورد في النهي عنه كما جاء في سنن أبي داوودعن عبد الرحمن ابن شبل أن النبي صلى الله عليه وسلم " نهى عن أكل الضب " 1 ليس محمولا على نهي التحريم ولا الكراهة المطلقة وإنما هو كراهة التنزيه كمن عافت نفسه الأكل منه.
1 رواه أبو داود برقم (3796) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6/43) .
ثانيا: طرق إخراج الضب من جحره وصيده 1:
تمهيد:
لا شك أن الشريعة الإسلامية جاءت رحمة للخلق جميعاً سواء كان إنساناً أوحيواناً أو طيراً وغيره وهذا يدل على شمول رحمتها ولذا كان ولابد عند صيد الضب ونحوه من استخدام أسهل الطرق في صيده حتى لا يكون ذلك تعذيباً له فعلى من أراد صيد الضب وغيره أن يكون رحيماً عند صيده فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الراحمون يرحمهم الله " فالرحمة تشمل كل شيئ نسأل الله تعالى أن يرحمنا وإخواننا المسلمين.
ثم أريد أن أنبه على أمر وهو أن الوسائل لها أحكام مقاصدها فمتى كانت نية الصائد عدم التعذيب وذلك باتقاء الله سبحانه وتعالى عند صيده فإنه لا بأس بذلك.
وهذه جملة من طرق إخراج الضب من جحره:
1.
السيول التي جاءت من المطر فإنها تكون سبباً في إخراج الضب من جحره.
2.
صب الماء في جحر الضب.
1 الصب فيما ورد وقيل في الضب (ص29) .
3.
إرسال النار في جحره لإخراجه.
4.
استخدام دخان السيارة.
5.
استخدام السيارة بدهسه.
6.
صيده عن طريق الشبكة.
7.
وضع بعض الأطعمة التي يرغبها عند جحره لكي يخرج.
فهذه جملة من طرق صيد الضب لكن هناك تنبيه وهو أنه متى مات الضب باستخدام إحدى هذه الطرق كالخنق بالدخان أو الغرق بالماء ونحوه فإنه لا يحل أكله.
ثالثاً: فيمن صاد ضباً وهو محرم:
لقد جاءت نصوص الكتاب والسنة في تحريم الصيد حال الإحرام ولكن هب أن إنساناً قام بصيد ضب فما الواجب عليه.
الواجب عليه التوبة والإنابة إلى الله من حصول هذا الفعل ويجب عليه الدية في ذلك فقيل إنها شاة وقيل إنها جدي وهو الصحيح في مذهب الحنابلة والجدي هو الذكر من أولاد الماعز له ستة أشهر.
رابعاً: ذكر بعض عجائب وغرائب الضب:
من عجائب وغرائب الضب:
1-
طول النفس وشدة انعقاد الحياة والروح فيه وبقاؤها بعد الذبح وهشم الرأس.
2-
ومن غرائبه طول عمره فقد قيل إنه يعيش سبعمائة سنة.
3-
ومن عجائبه أنه لا يشرب الماء وإنما يكتفي بالنسيم وبرد الهواء وذلك عند الهرم وفناء الرطوبة ونقص الحرارة.
4-
ومن عجائبه أن ذكور الضب لها ذكران وللأنثى فرجان.
5-
ومن عجائبه أنه لا يخرج في الشتاء من جحره ويأكل من روثه.
6-
ومن عجائبه أن بينها وبين العقارب محبة لذلك نرى الضب يؤويها في جحره لكي تلسع من أراد أن يقوم بصيده فعلى كل صائد الاحتياط لنفسه عند إراده إخراج الضب من جحره.
7-
ومن عجائب الضب أنه يأكل أولاده.
8-
ومن عجائبه أن بينه وبين الحية عداوة.
9-
أن بيض الأنثى يصل إلى ستين أو يزيد.
10-
اختياره مكاناً مرتفعاً لجحره ومكاناً صلباً ليصعب الوصول إليه.
خامساً: من فوائد أكل الضب:
1-
قيل بأنه ينفع من وجع الظهر.
2-
أن خرء الضب صالح للبياض الذي يصير في العين. ولكن هل يستخدم أم لا هذا مبني على نجاسته.
3-
قيل بأن أكل طحاله نافع لوجع الطحال ويأمن منه أبداً.
4-
أكل لحمه نافع بإذن الله من الأمراض المزمنه ويزيد في ضوء البصر ويقوي البدن ويعين على الجماع.
5-
من أكل منه فلا يعطس زمناً طويلاً.
سادساً: من رأى الضب في المنام:
من رأى ضباً في المنام فتأويل ما رآه إما أن يكون:
رجل خداع في أموال الناس ومال صاحبه.
وقيل إنه رجل سوء.
وقيل يدل على الشبهة في الكسب.
وقيل بأن من رأى الضب في المنام فإنه يمرض.
سابعاً: إذا انقطع من الضب شيء وهرب فهل يحل ذلك الذي انقطع منه وصار في يد الشخص؟.
لا يحل أي شيء قطع من الضب حال صيده لقوله صلى الله عليه وسلم: " ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة "1.
ثامناً: في حكم شرب دم الضب للعلاج وكذا وضعه على الجرح؟.
لا يجوز شرب دم الضب وغيره بغرض العلاج وكذا وضعه على الجرح لأن الله حرمه وبين أنه نجس وما جعل الله شفاء هذه الأمة فيما حرم عليها ولقوله صلى الله عليه وسلم: " تداووا عباد الله ولا تداووا بحرام " فالحاصل أنه يحرم ذلك.
تاسعاً: صيد الضب من أجل أكل ذنبه فقط:
هذا مما يفعله بعض الناس وهذا خطأ فإذا كان لن يأكله فلا ينبغي أن يصيده لأن هذا من العبث.
1 رواه أبو داود في سننه وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (2485) .