الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنف العولمة:
لكون العولمة مشروعا مناقضا لمنطق التاريخ، فإن مؤسساتها تسعى إلى تحقيقه بالوسائل الضاغطة، بحيث تجبر المجتمعات والدول للدخول في مشروعها بالعنف والقوة، ومن تلك الوسائل:
1-
احتكار التاريخ: وقد بدأت عملية احتكار تفسير التاريخ والحركة التاريخية من كتابات المركزية الغربية والتي صاغ صامويل هانتنجتون مؤخرا مقولتها الأساسية في نهاية التاريخ، ومضمونها المركزي القول بأن التاريخ قد انتهى عند الرأسمالية الغربية التي تمثل النظام المثالي الأصلح لكل البشرية في كل مكان. وبالتالي فإن الثقافات الأخرى هي ثقافات شاخت أو ما تزال قاصرة ولم تعد قادرة على مسايرة التغيرات العلمية والاقتصادية والسياسية المعاصرة، لذا ينبغي إلغاؤها أو إلحاقها بثقافة العولمة.
2-
تفكيك الدول" وتفتيت الأمم والتكتلات القومية في الأطراف على أسس إثنية وطائفية ضيقة، فهذه التكوينات القومية يعدها الرأسمال المعولم عائقا وحاجزا أمامه وأمام السوق العالمية التي يهيمن عليها، لذلك يسعى إلى تكسيرها وتفتيتها فإنه من الأسهل عليه دمج الكيانات الإثنية والطائفية الهشة في العالمية المعولمة من دمج الأمم والتكتلات القومية الكبرى فيها. لذا رأيناه يؤدي دورا أساسيا في تفتيت الاتحاد السوفييتي ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا، ويسعى إلى تفكيك الهند والعراق والسودان ومصر والجزائر وغيرها من الدول العربية والإفريقية والآسيوية ". (1)
3-
التدخل من تلقاء نفسها لتغيير النظم السياسية التعليمية والاقتصادية في الدول التي تبدي تحفظات على النظام العالمي الجديد الذي تقوده، والعمل على إقناع الرأي العام العالمي ومؤسساتها القانونية بمشروعية ما تقوم به. فمن خولها يا ترى مثل هذا التدخل وبأي حق تدعي مشروعيته، ليس من حق سوى حق القوة. وليس من الغريب أن يولد هذا العنف أشكالا من المقاومة التي تتباين من مجموعة إلى أخرى حسب الرؤية الفكرية لكل مجموعة.
(1) هشام غصيب. العولمة والهوية القومية، مقال مقتبس من موقع قنطرة الإليكتروني.