الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وهم مختلفون فيمن ادعوا النص عليه من
أئمتهم وفي المنتظر منهم)
قد عُلم أن الشيعة مختلفون اختلافًا كثيرًا في مسائل الإمامة، والصفات، والقدر، وغير ذلك من مسائل دينهم
…
قد علم اضطرابهم فيها- في النص، وفي المنتظر منهم على أقوال: منهم من يقول ببقاء جعفر بن محمد. ومنهم من يقول ببقاء ابنه موسى. ومنهم من يقول ببقاء عبد الله بن معاوية. ومنهم من يقول نص عليّ على الحسن والحسين، وهؤلاء يقولون على محمد بن الحنفية. وهؤلاء يقولون أوصى عليّ بن الحسين إلى ابنه أبي جعفر. وهؤلاء يقولون إلى ابنه عبد الله. وهؤلاء يقولون: أوصى إلى محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين. وهؤلاء يقولون إن جعفرًا أوصى إلى ابنه إسماعيل. وهؤلاء يقولون أوصى إلى ابنه محمد بن إسماعيل.
وهؤلاء يقولون إلى ابنه محمد. وهؤلاء يقولون إلى ابنه عبد الله. وهؤلاء يقولون إلى ابنه موسى. وهؤلاء يسوقون النص إلى محمد بن الحسن. وهؤلاء يسوقون النص إلى بني ميمون القداح الحاكم في شيعته. وهؤلاء يسوقون النص من بني هاشم إلى بني العباس (1) .
(مقاصد الإمامة: السلطان، والعلم)
الإمام يحتاج إلى شيئين: إما في العلم لتبليغه وتعليمه، وإما في العمل ليعين الناس على ذلك بقوته وسلطانه.
والذين ادعوا عصمتهم ليس لهم سلطان تحصل به مقاصد الإمامة
(1) ج (2) ص (143، 144، 129- 133) .
فإذا لم يكن لهم ملك ولا سلطان لم يمكن أن تصلي خلفهم جمعة ولا جماعة ولا يكونون أئمة في الجهاد ولا في الحج ولا تقام بهم الحدود ولا تفصل بهم الخصومات ولا يستوفي الرجل بهم حقوقه التي عند الناس والتي في بيت المال ولا يؤمن بهم السبيل فإن هذه الأمور كلها تحتاج إلى قادر يقوم بها، ولا يكون قادرًا إلا من له أعوان على ذلك وهؤلاء لم يكونوا قادرين على ذلك، بل القادر على ذلك كان غيرهم وكان في أعصارهم من هؤلاء أعلم منهم وأدين؛ إذ العلم المنقول عن غيرهم أضعاف العلم المنقول عنهم، وظهور آثار غيرهم في الأمة أعظم من ظهور آثارهم في الأمة.
والمتقدمون منهم كعلي بن الحسين وابنه أبي جعفر وابنه جعفر بن محمد قد أخذ عنهم من العلم قطعة معروفة وأخذ عن غيرهم أكثر من ذلك بكثير كثير.
وأما من بعدهم فالعلم المأخوذ عنهم قليل جدًا، ولا ذِكْرَ لأَحدٍ منهم في رجال أهل العلم المشاهير بالرواية والحديث والفتيا ولا غيرهم من المشاهير بالعلم.
وما يذكر لهم من المناقب والمحاسن فمثله يوجد لكثير غيرهم من الأمة.
وتلك الفضائل غايتها أن يكون صاحبها أهلاً أن تعقد له الإمامة لكنه لا يصير إمامًا بمجرد كونه أهلاً، كما أنه لا يصير الرجل قاضيًا بمجرد كونه أهلاً لذلك.
وأهلية الإمامة ثابتة لآخرين من قريش كثبوتها لهؤلاء، وهم أهل أن يتولوا الإمامة، فلا موجب للتخصيص، ولم يصيروا بذلك أئمة (1) .
(1) ج (3) ص (248) ، ج (2) ص (171، 170) ج (1) ص (307، 308) ج (4) ص (213) .