الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بريء منها (1) .
الحسن والحسين رضي الله عنهما: روايتهما: وعلمهما، وزهدهما
أما الحسن والحسين فمات النبي صلى الله عليه وسلم وهما صغيران في سن التمييز فروايتهما عنه صلى الله عليه وسلم قليلة.
وأما كونهما أزهد الناس في زمانهما وأعلمهم فهذا قول بلا دليل.
وكان الحسن يأخذ عن أبيه وغيره حتى أخذ عن التابعين. وهذا من علمه ودينه رضي الله عنه (2) .
ابن عباس رضي الله عنه روايته وفتاويه
ابن عباس يروي عن غير واحد من الصحابة- يروي عن عمر
(1) ج (4) ص (145، 146) .
(2)
ج (1) ص (306، 307) ج (2) ص (150، 151) ج (4) ص (144) .
محمد بن علي بن أبي طالب (ابن الحنفية) : ولد في العام الذي مات فيه أبو بكر، ورأى عمر وروى عنه وعن أبيه وأبي هريرة وعثمان وعمار بن ياسر ومعاوية وغيرهم.
حدث عنه بنوه عبد الله والحسن وإبراهيم وعون وسالم بن أبي الجعد ومنذر الثوري وأبو جعفر الباقر وعبد الله بن محمد بن عقيل وعمرو بن دينار ومحمد بن قيس بن مخرمة وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي وآخرون. ووفد على معاوية وعبد الملك بن مروان (سير أعلام النبلاء) .
وأبي هريرة وعبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت وأبيّ بن كعب وأسامة بن زيد وغير واحد من المهاجرين والأنصار. وروايته عن علي قليلة جدًا، ولم يخرج أصحاب الصحيح شيئًا من حديث عن علي، وخرجوا حديثه عن عمر وعبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة وغيرهم.
وأيضًا فالتفسير أخذ عن عمر، وابن عباس أخذ عن ابن مسعود وغيره من الصحابة الذين لم يأخذوا عن علي شيئًا، وما يعرف بأيدي المسلمين تفسير ثابت عنه.
وهذه كتب التفسير والحديث مملوءة بالآثار عن الصحابة والتابعين والذي فيها عن عليّ قليل جدًّا.
وكان ابن عباس يفتي بقول أبي بكر وعمر، ونازع عليًا في مسائل مثل ما أخرج البخاري في صحيحه قال أتى علي بقوم زنادقة فحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس، فقال أما لو كنت لم أحرقهم لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يعذب بعذاب الله ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مَنْ بدَّل دينه فاقتلوه» (1) فبلغ ذلك عليًا فقال ويح ابن عباس ما أسقطه على الهَنَّات (2) .
(1) أخرجه البخاري في باب حكم المرتد.
(2)
ج (4) ص (144، 155، 153، 154) .
علي بن الحسين: روايته، وما روي عنه، ومناقبه
أخذ العلم عن غير الحسين أكثر مما أخذ عن الحسين، فإن الحسين قتل سنة إحدى وستين وعلي صغير، فلما رجع إلى المدينة أخذ عن علماء أهل المدينة، فإن علي بن الحسين أخذ عن أمهات المؤمنين عائشة وأم سلمة وصفية وأخذ عن ابن عباس والمسور بن مخرمة وأبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم ومروان بن الحكم وسعيد بن المسيب وغيرهم.
وأما ثناء العلماء على علي بن الحسين ومناقبه فكثيرة. وقال الزهري: لم أدرك بالمدينة أفضل من علي بن الحسين. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: هو أفضل هاشمي رأيته بالمدينة. وقال حماد بن زيد: سمعت عليّ بن الحسين وكان أفضل هاشمي أدركته يقول: أيها الناس أحبونا بحب الإسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارًا. ذكره محمد بن سعد في الطبقات: أنبأنا عارم، أنبأنا حماد. ثم قال ابن سعد قالوا: وكان عليّ بن الحسين ثقة مأمونًا كثير الحديث عاليًا رفيعًا. وروى عن شيبة بن نعامة قال كان عليّ بن الحسين يبخل فلما مات وجدوه يعول أهل مائة بيت بالمدينة في السر.
وله من الخشوع وصدقة السر وغير ذلك من الفضائل ما هو معروف، حتى إنه كان من صلاحه ودينه يتخطى مجالس أكابر الناس ويجالس زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب وكان من خيار أهل العلم والدين من التابعين، فيقال له: تدع مجالس قومك وتجالس هذا فيقول: إنما يجلس الرجل حيث يجد صلاح قلبه.
وروى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأنصاري والزهري وأبو الزناد وزيد بن أسلم وابنه وأبو جعفر.