الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حق آل محمد صلى الله عليه وسلم على الأمة
زيادة المحبة والموالاة عن غيرهم
لا ريب أن لآل محمد صلى الله عليه وسلم حقًا على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش، كما أن قريشًا يستحقون من المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل، كما أن جنس العرب يستحق من المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر أجناس بني آدم. وهذا على مذهب الجمهور الذين يرون فضل العرب على غيرهم، وفضل قريش على سائر العرب، وفضل بني هاشم على سائر قريش، وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره، وعلى هذا دلت النصوص كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:«إن الله اصطفى قريشًا من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم» (1)، وكقوله في الحديث الصحيح:«الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» (2) ، وأمثال ذلك (3) .
رعاية الخليفتين أبي بكر وعمر لحقوق قرابة النبي صلى الله عليه وسلم ولفاطمة
أبو بكر وعمر ما زالا مكرمين لعليّ غاية الإكرام بكل طريق
(1) أخرجه مسلم ص (1783)«إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشًا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم» .
(2)
أخرجه البخاري «الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» جزء (4) ص (122) ومسلم ج (4) ص (1958) وأحمد ج (2) ص (260، 438، 485، 498) .
(3)
ج (2) ص (338، 342) .
ومقدمين له بل ولسائر بني هاشم على غيرهم في العطاء، مقدمين له في المرتبة والحُرمة والمحبة والموالاة والثناء والتعظيم كما يفعلان بنظرائه، ويفضلانه بما فضله الله عز وجل به على من ليس مثله. ولم يعرف عنهم كلمة سوء في عليّ قط، بل ولا في أحد من بني هاشم.
كان عمر يقدم أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في العطاء على جميع الناس ويفضلهم في العطاء على جميع الناس، حتى إنه لما وضع الديوان للعطاء وكتب أسماء الناس قالوا: نبدأ بك. قال: لا. ابدءوا بأقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعوا عمر حيث وضعه الله. فبدأ ببني هاشم، وضم إليهم بني المطلب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام» (1) فقدم العباس وعليًا والحسن والحسين وفرض لهم أكثر مما فرض لنظرائهم من سائر القبائل، وفضل أسامة بن زيد على ابنه في العطاء فغضب ابنه وقال: تفضل علي أسامة؟ قال فإنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك.
وهذا الذي ذكرناه من تقديم بني هاشم وتفضيلهم أمر مشهور عند جميع العلماء بالسير لم يختلف فيه اثنان.
فمن تكون هذه مراعاته لأقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعترته أيظلم أقرب الناس إليه وسيدة نساء أهل الجنة، وهي مصابة في يسير من المال وهو يعطي أولادها أضعاف ذلك المال ويعطي من هو أبعد عن النبي صلى الله عليه وسلم منها (2) .
(1) أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي.
(2)
ج (3) ص (172، 173) .