المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الأول: تعريف الجن: - جهد المحتفي في أمر العالم المختفي

[مرزوق بن هياس الزهراني]

الفصل: ‌المبحث الأول: تعريف الجن:

‌المبحث الأول: تعريف الجن:

هم من خلق الله عز وجل الذين كلّفوا بعبادته سبحانه، شأنهم في ذلك شأن الإنس، خلقوا للابتلاء فهم داخلون في الخطاب بقوله تعالى:{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (1)، وهم أجسام عاقلة خفية، يرون الإنس ولا يراهم الإنس إلا بتمثل منهم، قال تعالى:{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} (2)، وهم مجزيّون على أعمالهم، فقد خلقوا لعبادة الله عز وجل، قال تعالى:{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} (3)، وقد أرسل الله إليهم رسلا قال تعالى: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ

(1)(من الآية (2) من سورة الملك.

(2)

(الآية (27) من سورة الأعراف.

(3)

(الآية (56) من سورة الرحمن.

ص: 16

يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا} (1)، وقال تعالى:{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} (2)، وهم مخاطبون بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شأنهم شأن الإنس، قال الله سبحانه تعالى:{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} (3)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بالمدينة نفرا من الجن قد أسلموا، فمن رأى شيئا من هذه العوامر

(1)(الآية (130) من سورة الأنعام.

(2)

(الآية (29) من سورة الأحقاف.

(3)

(الآية (1، 2) من سورة الجن.

ص: 17

فليؤذنه ثلاثا، فإن بدا له بعد فليقتله، فإنه شيطان) (1)، تلا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} (2)، قال:"نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن، فأسلم الجنيون، والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون"(3)، فمن الجن مسلمون مؤمنون يعبدون الله عز وجل، على ملة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

والجن فيهم رحمة لبعضهم البعض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن لله مئة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس، والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون)(4)، ومنهم قرناء لبني آدم، وليسوا مسلمين، إلا قرين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ ! ، قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير)(5)، وليس لهم سلطان على عباد الله الصالحين، قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ

(1) أخرجه مسلم حديث (2236) ..

(2)

الآية (57) من سورة الإسراء.

(3)

أخرجه مسلم حديث (3030).

(4)

أخرجه مسلم حديث (2752).

(5)

أخرجه مسلم حديث (2814).

ص: 18