الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} (1)، وقال تعالى:{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (2)، وقال الله سبحانه وتعالى:{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا} (3)، فلا سبيل إلى السلامة من سلطان الشيطان على الإنسان إلا بالإيمان بالله عز وجل واتباع شرعه، والتوكل عليه تعالى في كل الأمور، وقد تكفل رب العزة والجلال لهؤلاء بالحفظ والسلامة.
المبحث الثاني: أصل خلقهم:
أبان القرآن الكريم أن أصل خلق الجن، من مارج من نار قال تعالى:{وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} (4)، وقال تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ
(1) الآية (42) من سورة الحجر.
(2)
الآية (99) من سورة النحل.
(3)
الآية (65) من سورة الإسراء.
(4)
الآية (27) من سورة الحجر.
مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} (1)، وقد ورد ذلك في محاجّة إبليس لرب العزة والجلال، وتكبره عن السجود لآدم عصيانا منه لربه تعالى، واحتقارا لآدم عليه السلام وذريته، {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (2)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجان من مارج من نار، وخُلق آدم مما وصف لكم)(3)، وقد كان مع الملائكة وليس منهم فإنهم؛ لأن الملائكة {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (4)، وهو من الجن ففسق ولم يطع قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ
(1) الآية (15) من سورة الرحمن.
(2)
الآية (12) من سورة الأعراف، والآية (76) من سورة ص.
(3)
أخرجه مسلم حديث (2996).
(4)
الآية (6) من سورة التحريم.
لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} (1)، فبذلك الفسوق استحق غضب الله ولعنته إلى يوم الدين، قال الله سبحانه وتعالى:{قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35)} (2)، فطلب من الرب سبحانه الإمهال إلى يوم البعث، واستحكمت عداوته لآدم وذريته، وتوعد بإضلالهم عن طريق الهدى أجمعين، باستثناء القليل وهم عباد الله المخلصون، وقد ذكر الله هذا في كتابه العزيز فقال: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا
(1) الآية (50) من سورة الكهف.
(2)
الآيات (32 ــ 35) من سورة الحجر ..