المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(كتاب عشرة النساء) - حاشية السندي على سنن النسائي - جـ ٧

[محمد بن عبد الهادي السندي]

الفصل: ‌(كتاب عشرة النساء)

قَوْله لَا مثنوية بِفَتْح مِيم وَتَشْديد للنسبة بِمَعْنى الرُّجُوع

(كتاب عشرَة النِّسَاء)

قَوْله

[3939]

حبب الي من الدُّنْيَا النِّسَاء قيل إِنَّمَا حبب إِلَيْهِ النِّسَاء لينقلن عَنهُ مَالا يطلع عَلَيْهِ الرِّجَال من أَحْوَاله ويستحيا من ذكره وَقيل حبب إِلَيْهِ زِيَادَة فِي الِابْتِلَاء فِي حَقه حَتَّى لَا يَلْهُوَ بِمَا حُبِّبَ إِلَيْهِ مِنَ النِّسَاءِ عَمَّا كلف بِهِ من أَدَاء الرسَالَة فَيكون ذَلِك أَكثر لمشاقةوأعظم لأجره وَقيل غير ذَلِك وَأما الطّيب فَكَأَنَّهُ يُحِبهُ لكَونه يُنَاجِي الْمَلَائِكَة وهم يحبونَ الطّيب وَأَيْضًا هَذِه الْمحبَّة تنشأ من اعْتِدَال المزاج وَكَمَال الْخلقَة وَهُوَ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم أَشد اعتدالا من حَيْثُ المزاج وأكمل خلقه وَقَوله قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ إِشَارَةٌ

ص: 61

إِلَى أَن تِلْكَ الْمحبَّة غير مَا نعقله عَن كَمَال الْمُنَاجَاة مَعَ الرب تبارك وتعالى بل هُوَ مَعَ تِلْكَ الْمحبَّة مُنْقَطع إِلَيْهِ تَعَالَى حَتَّى أَنه بمناجاته تقر عَيناهُ وَلَيْسَ لَهُ قريرة الْعين فِيمَا سواهُ فمحبته الْحَقِيقِيَّة لَيست الا لخالقه تبارك وتعالى كَمَا قَالَ لَو كنت متخذا أحدا خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر وَلَكِن صَاحبكُم خَلِيل الرَّحْمَن أَو كَمَا قَالَ وَفِيه إِشَارَة إِلَى أَن محبَّة النِّسَاء وَالطّيب إِذا لم يكن مخلا لأَدَاء حُقُوق الْعُبُودِيَّة بل للانقطاع إِلَيْهِ تَعَالَى يكون من الْكَمَال والا يكون من النُّقْصَان فَلْيتَأَمَّل وعَلى مَا ذكر فَالْمُرَاد بِالصَّلَاةِ هِيَ ذَات رُكُوع وَسُجُود وَيحْتَمل أَن المُرَاد

ص: 62

فِي صَلَاة الله تَعَالَى على أَو فِي أَمر الله تَعَالَى الْخلق بِالصَّلَاةِ على وَالله تَعَالَى أعلم

قَوْله

[3942]

من كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ الظَّاهِر أَن الحكم غير مَقْصُور على امْرَأتَيْنِ بل هُوَ اقْتِصَار على الْأَدْنَى فَمن لَهُ ثَلَاث أَو أَربع كَانَ كَذَلِك يمِيل أَي فعلا لَا قلبا والميل فعلا هُوَ المنهى عَنهُ بقوله تَعَالَى فَلَا تميلوا كل الْميل أَي بِضَم الْميل فعلا إِلَى الْميل قلبا أحدشقيه بِالْكَسْرِ أَي يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة غير مستوى الطَّرفَيْنِ بل يكون أَحدهمَا كالراجح وزنا كَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا غيرمستوى الطَّرفَيْنِ بِالنّظرِ إِلَى الْمَرْأَتَيْنِ بل كَانَ يرجح إِحْدَاهمَا وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله

ص: 63

[3943]

فَلَا تلمني فِيمَا تملك وَلَا أملك أَي الْمحبَّة بِالْقَلْبِ فَإِن قلت بِمثلِهِ لَا يُؤَاخذ وَلَا يلام غَيره صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم فضلا عَن أَن يلام هُوَ إِذْ لَا تَكْلِيف بِمثلِهِ فَمَا معنى هَذَا الدُّعَاء قلت لَعَلَّه مَبْنِيّ على جَوَاز التَّكْلِيف بِمثلِهِ وان رفع التَّكْلِيف تفضل مِنْهُ تَعَالَى فَيَنْبَغِي للْإنْسَان أَن يتَضَرَّع فِي حَضرته تَعَالَى ليديم هَذَا الْإِحْسَان

ص: 64

أَو الْمَقْصُود إِظْهَار افتقار الْعُبُودِيَّة وَفِي مثله لَا الْتِفَات إِلَى مثل هَذِه الأبحاث وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله فِي مِرْطِي بِكَسْر هِيَ الملحفة والازار وَالثَّوْب الْأَخْضَر يسألنك الْعدْل التَّسْوِيَة كَانَ المُرَاد التَّسْوِيَة فِي الْمحبَّة أَو فِي إرْسَال النَّاس الْهَدَايَا فَإِنَّهُم كَانُوا يتحرون يَوْم عَائِشَة وَهن كرهن ذَلِك التَّخْصِيص فاحبي هَذِه أَي عَائِشَة أَي فَلَا تقومي لمن يقوم عَلَيْهَا ينشدنك من نشدكنصر إِذا سَأَلَ تساميني أَي

ص: 65

أَي تساويني مَا عدا سُورَة أَي جَمِيع خصالها محمودة مَا عدا سُورَة بسين مَفْتُوحَة وَسُكُون وَاو فراء فهاء أَي ثوران وعجلة من حِدة بِكَسْر حاء وهاء فِي آخرهَا أَي شدَّة خلق وَمن للْبَيَان أَو التَّعْلِيل أَو الإبتداء تسرع من الْإِسْرَاع الفيأة بِفَتْح فَاء وهمزة الرُّجُوع أَي ترجع مِنْهَا سَرِيعا وَوَقعت بِي أَي سبتني على عَادَة الضرات أرقب أَي أنظر وأراعي لم أنشبها فِي الْقَامُوس نشبه الْأَمر أَي كسمع لزقة أَي مَا قُمْت لَهَا سَاعَة حَتَّى أثخنت عَلَيْهَا بِهَمْزَة ثمَّ مُثَلّثَة ثمَّ خاء مُعْجمَة ثمَّ نون أَي بالغت فِي جوابها وأفحمتها انها ابْنة أبي بكر إِشَارَة إِلَى كَمَال فهمها ومتانة عقلهَا حَيْثُ صبرت إِلَى أَن ثَبت أَن التَّعَدِّي من جَانب

ص: 66

الْخصم ثمَّ أجابت بِجَوَاب الزام قَوْله وَكَانَت أَي فَاطِمَة

[3946]

ابْنة رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم حَقًا أَي على أَحْوَاله وخصاله وآدابه على أتم وَجه وأوكده قَوْله

ص: 67

[3947]

كفضل الثَّرِيد هُوَ أفضل طَعَام الْعَرَب لِأَنَّهُ مَعَ اللَّحْم جَامع بَين اللَّذَّة وَالْقُوَّة وسهولة التَّنَاوُل وَقلة الْمُؤْنَة فِي المضغ فَيُفِيد أَنَّهَا جَامِعَة لحسن الْخلق وحلاوة الْمنطق وَنَحْو ذَلِك

قَوْله

[3949]

فِي لِحَاف امْرَأَة بِكَسْر لَام مَا يتغطى بِهِ وَكفى بِهَذَا شرفا وفخرا وَفِيه أَن محبته تَابِعَة لعظم منزلتها عِنْد الله تَعَالَى قَوْله

ص: 68

[3950]

كَانُوا يتحرون بهداياهم يَوْم عَائِشَة لما يرَوْنَ من حب النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم إِيَّاهَا أَكثر من حبه غَيرهَا ومرادهن أَن يَأْمُرهُم النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم أَن يهدوا إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ كَمَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ وَلَا يخفى أَن هَذَا كَلَام لَا يَلِيق بِصَاحِب المروأة ذكره فِي الْمجْلس فطلبهن من النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم أَن يذكر للنَّاس مثل هذاالكلام أما لعدم تفطنهن لما فِيهِنَّ من شدَّة الْغيرَة أَو هُوَ كِنَايَة عَن التَّسْوِيَة بَينهُنَّ فِي المحبةبألطف وَجه لِأَن منشأ تحري النَّاس زِيَادَة الْمحبَّة لعَائِشَة فَعِنْدَ التَّسْوِيَة بَينهُنَّ فِي الْمحبَّة يرْتَفع التَّحَرِّي من النَّاس فَكَأَنَّهُ إِذا سَاوَى بَينهُنَّ فِي الْمحبَّة فقد أَمرهم بِعَدَمِ التَّحَرِّي وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله فأجفت من أجاف الْبَاب رده فَلَمَّا رفه على بِنَاء الْمَفْعُول من رفه بِالتَّشْدِيدِ أَي أزيح وأزيل عَنهُ الضّيق والتعب

قَوْله

[3953]

ترى مَالا نرى تُرِيدُ أَنْت ترى جِبْرِيل وَتسمع كَلَامه

ص: 69

وَنحن لَا نرَاهُ قَوْله فَضربت أَي الَّتِي عِنْدهَا النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم الكسرتين كالقطعتين وزنا وَمعنى وَكَذَا الفلقتين وَفِي الْمجمع الْكسر بِكَسْر كَاف الْقطعَة من الشَّيْء المكسور وَيَقُول غارت أمكُم اعتذارا عَنْهَا فَدفع الْقَصعَة الظَّاهِر أَن القصعتين كَانَتَا ملكا لَهُ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم وَفعله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك كَانَ لارضاء من أرْسلت الطَّعَام والا فضمان التّلف يكون بِالْمثلِ وَهُوَ هَا هُنَا الْقيمَة الا أَن يُقَال القصعتان كَانَتَا متماثلتين فِي الْقيمَة بِحَيْثُ كَانَ كل مِنْهُمَا صَالِحَة أَن تكون بَدَلا لِلْأُخْرَى وَالله تَعَالَى أعلم

قَوْله

[3956]

وَمَعَهَا فهر فِي الْقَامُوس الفهر بِالْكَسْرِ حجر قدر مَا يدق بِهِ

ص: 70

الْجَوْز أَو مَا يمْلَأ الْكَفّ وَيُؤَنث وَالْجمع أفهار وفهور

قَوْله

[3959]

فَلم تزل بِهِ عَائِشَة وَحَفْصَة أَي لم تزالا

ص: 71

ملازمتين بِهِ ساعيتين فِي تَحْرِيمهَا عَلَيْهِ قَوْله

ص: 72

[3960]

فَقَالَ قد جَاءَك شَيْطَانك أَي فأوقع عَلَيْك اني قد ذهبت إِلَى بعض أزواجي فَأَنت لذَلِك متحيرة متفتشة عني فَقلت أمالك شَيْطَان أَي فَقطعت ذَاك الْكَلَام واشتغلت بِكَلَام آخر فَأسلم على صِيغَة الْمَاضِي فَصَارَ مُسلما فَلَا يدلني على سوء لذَلِك واسلام الشَّيْطَان غير عَزِيز فَلَا يُنكر على أَنه من بَاب خرق الْعَادة فَلَا يرد أَو على صِيغَة الْمُضَارع من سلم بِكَسْر

ص: 73

اللَّام أَي فَأَنا سَالم من شَره

قَوْله

[3964]

لما كَانَت لَيْلَتي الَّتِي هُوَ عِنْدِي أَي بليلة من جملَة اللَّيَالِي الَّتِي كَانَ فِيهَا عِنْدِي انْقَلب رَجَعَ من صَلَاة الْعشَاء الا ريثما ظن بِفَتْح رَاء وَسُكُون يَاء بعْدهَا مُثَلّثَة أَي قدر مَا ظن رويدا أَي بِرِفْق وأجافه أَي رده وتقنعت ازاري كَذَا فِي الْأُصُول بِغَيْر يَاء وَكَأَنَّهُ بِمَعْنَى لَبِسْتُ إِزَارِي فَلِذَا عُدِّيَ بِنَفْسِهِ وأحضر من الاحضار بحاء مُهْملَة وضاد مُعْجمَة بِمَعْنى الْعَدو وَلَيْسَ الا أَن اضطجعت أَي وَلَيْسَ بعد الدُّخُول مني الا الِاضْطِجَاع فالمذكور اسْم لَيْسَ وخبرها مَحْذُوف عائش ترخيم واختصار وَبِه ظهر أَنه قد يُزَاد على التَّرْخِيم بالاختصار فِي الْوسط عِنْد ظُهُور الدَّلِيل على الْمَحْذُوف رابية مُرْتَفعَة الْبَطن حشيا بِفَتْح حاء مُهْملَة وَسُكُون شين مُعْجمَة مَقْصُور أَي مُرْتَفع النَّفس متواتره كَمَا يحصل للمسرع فِي الْمَشْي لتخبرني بِفَتْح لَام وَنون ثَقيلَة مضارع للواحدة المخاطبة من الاخبار فتكسر الرَّاء هَا هُنَا وتفتح فِي الثَّانِي أَنْت السوَاد فلهدني بِالدَّال الْمُهْملَة من اللهد وَهُوَ الدّفع الشَّديد فِي الصَّدْر وَهَذَا كَانَ تأديبا لَهَا من سوء الظَّن أَن يَحِيف الله عَلَيْك وَرَسُوله من الحيف بِمَعْنى الْجور أَي بِأَن يدْخل

ص: 74