الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[4131]
استنصت النَّاس أَي قل لَهُم ليسكتوا حَتَّى يسمعوا قولي وَفِيه اهتمام وتعظيم لما يَقُوله
(كتاب قسم الْفَيْء)
الْفَيْء مَا حصل للْمُسلمين من أَمْوَال الْكفَّار من غير حَرْب وَلَا جِهَاد كَذَا فِي النِّهَايَة وَفِي الْمغرب هُوَ مَا نيل من الْكفَّار بعد مَا تضع الْحَرْب أَو زارها وَتصير الدَّار دَار الْإِسْلَام وَذكروا فِي حكمه أَنه لعامة الْمُسلمين وَلَا يُخَمّس وَلَا يقسم كالغنيمة وَالْمرَاد هَا هُنَا مَا يعم الْغَنِيمَة أَو الْغَنِيمَة وَالله تَعَالَى أعلم
قَوْله
[4133]
عَن سهم ذِي الْقُرْبَى من الْغَنِيمَة الْمَذْكُورَة فِي قَوْله تَعَالَى وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خَمْسَة الْآيَة وَكَأَنَّهُ تردد أَنه لقربى الامام أَو لقربى الرَّسُول عليه الصلاة والسلام فَبين لَهُ بن عَبَّاس أَن المُرَاد الثَّانِي لَكِن الدَّلِيل الَّذِي اسْتدلَّ بِهِ على ذَلِك لَا يتم لجَوَاز أَن النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم قسم لَهُم ذَلِك لكَونه هُوَ الامام فقرابته قرَابَة الامام لَا لكَون المُرَاد قرَابَة الرَّسُول عليه الصلاة والسلام الا ان يُقَال
المُرَاد قسم لَهُم مَعَ قطع النّظر عَن كَونه إِمَامًا والمتبادر من نظم الْقُرْآن هُوَ قرَابَة الرَّسُول مَعَ قطع النّظر عَن هَذَا الدَّلِيل فَلْيتَأَمَّل وَالله تَعَالَى أعلم رَأَيْنَاهُ دون حَقنا لَعَلَّه مبْنى على أَن عمر رَآهُمْ مصارف فَيجوز الصّرْف إِلَى بعض كَمَا فِي الزَّكَاة عِنْد الْجُمْهُور وَهُوَ مَذْهَب مَالك هَا هُنَا وَالْمُخْتَار من مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وَالْخيَار للآمام ان شَاءَ قسم بَينهم بِمَا يرى وان شَاءَ أعْطى بَعْضًا دون بعض حسب مَا تَقْتَضِيه الْمصلحَة وبن عَبَّاس رَآهُمْ مستحقين لخمس الْخمس كَمَا يَقُول الشَّافِعِي هَا هُنَا وَفِي الزَّكَاة فَقَالَ بن عَبَّاس بِنَاء على ذَلِك أَنه عرض دون حَقهم وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله أيمنا من لَا زوج لَهُ من الرِّجَال وَالنِّسَاء ويحذى بحاء مُهْملَة وذال مُعْجمَة من أحذيته إِذا أَعْطيته عائلنا أَي فقيرنا والغارم الْمَدْيُون
قَوْله
[4135]
وَقسم أَبِيك هَكَذَا فِي نسختنا أَبِيك بِالْيَاءِ وَالظَّاهِر أَن الْجُمْلَة فعلية فَالْأَظْهر أَبوك بِالْوَاو الا أَن يَجْعَل أَبِيك تَصْغِير الْأَب اما لِأَن الْمقَام يُنَاسب التحقير أَو لِأَن اسْم الْوَلِيد يُنبئ عَن الصغر فصغره لذَلِك وَيحْتَمل أَن يكون قسم بِفَتْح فَسُكُون مصدر قسم مُبْتَدأ وَالْخَبَر مُقَدّر أَي غير مُسْتَقِيم أَو غير لَائِق أَو نَحْو
ذَلِك أَو الْخمس كُله على أَن الْقسم بِمَعْنى الْمَقْسُوم من كثرت خصماؤه الظَّاهِر من جِهَة الْخط والسوق أَن من يفتح الْمِيم موصوله فَاعل ينجو وَيحْتَمل على بعد أَن فَاعل ينجو ضمير أَبِيه وَمن جَارة فَلْيتَأَمَّل المعازف بِعَين مُهْملَة وزاي مُعْجمَة وَفَاء أَي آلَات اللَّهْو من يجز بجيم وزاي مُعْجمَة مُشَدّدَة أَي يقطع جمتك بِضَم جِيم وَتَشْديد الْمِيم هِيَ من شعر الرَّأْس مَا سقط على الْمَنْكِبَيْنِ وَلَا كَرَاهَة فِي اتِّخَاذ الجمة فَلَعَلَّهُ كره لِأَنَّهُ كَانَ يتبختر بهَا فَلذَلِك أضَاف إِلَى السوء وَالله تَعَالَى أعلم
قَوْله
[4136]
إِنَّمَا أرى هاشما وَالْمطلب شَيْئا وَاحِدًا المُرَاد بهاشم وَالْمطلب أولادهما أَي هم لكَمَال الإتحاد بَينهم فِي الْجَاهِلِيَّة
وَالْإِسْلَام كشيء واحدقوله لِمَكَانِك بِمَعْنى المكانة وَالْفضل أَي لَا ننكر فَضلهمْ بِسَبَب فضلك الَّذِي جعلك الله مَقْرُونا بِهِ أَي بذلك الْفضل حَال كونك مِنْهُم فَحصل لَهُم بذلك فضل أَي فضل وَشرف أَي شرف قَوْله وبرة بِفتْحَتَيْنِ أَي شعرةقوله من سنامه بِفَتْح السِّين مَا ارْتَفع من ظهر الْجمل قَوْله مِمَّا أَفَاء الله خبر كَانَت أَي رده الله عَلَيْهِ أَي أعطَاهُ الله إِيَّاه وسمى الْعَطاء ردا للتّنْبِيه على أَن الْمُسْتَحقّين للأموال هم الْمُسلمُونَ والكفرة كالمتغلبين على أَمْوَال الْمُسلمين فَمَا جَاءَ إِلَى الْمُسلمين من الْكَفَرَة
فَكَأَنَّهُ رد إِلَيْهِم مِمَّا لم يوجف لم يسْرع وَلم يجر أَي مِمَّا بِلَا حَرْب فِي الكراع بِضَم كَاف الْخَيل
قَوْله
[4141]
من صَدَقَة أَي مِمَّا كَانَت صَدَقَة فِي الْوَاقِع أَو مِمَّا ظهر لَهَا بعد ذَلِك أَنَّهَا صَدَقَة وان كَانَت حِين السُّؤَال غير عَالِمَة بذلك لَا نورث أَي نَحن يُرِيد معشر الْأَنْبِيَاء وَهَذَا الْخَبَر قد رَوَاهُ غير أبي بكر أَيْضا وتكفي رِوَايَة أبي بكر لوُجُوب الْعَمَل بِهِ وَلَا يرد أَن خبر الْآحَاد كَيفَ يخصص عُمُوم الْقُرْآن لِأَن ذَلِك بِالنّظرِ إِلَى من بلغه الحَدِيث بِوَاسِطَة وَأما من أَخذه بِلَا وَاسِطَة فَالْحَدِيث بِالنّظرِ إِلَيْهِ كالقرآن فِي وجوب الْعَمَل فَيصح بِهِ التَّخْصِيص على أَن كثيرا من الْعلمَاء جوزالتخصيص بأخبار الاحاد فَلَا غُبَار أصلا وَهَهُنَا تحقيقات ذكرتها فِي حاشيتي الصَّحِيحَيْنِ قَوْله خمس الله الخ يُرِيد أَن ذكر الله للتبرك والتعظيم قَوْله
[4143]
فَاجْتمع رَأْيهمْ ظَاهره أَنه يَقْتَضِي أَنه اشْتبهَ عَلَيْهِم معنى الْقُرْآن ومصرف سهم الرَّسُول عليه الصلاة والسلام وَعَلمُوا أَن ذكر الله لكَونه مِفْتَاح كَلَام الله تَعَالَى فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله وَصفيه هُوَ مَا يصطفيه ويختاره لنَفسِهِ قَوْله وَسَهْم النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم ظَاهره أَن سَهْمه صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم زَائِد على الْخمس قَوْله
[4147]
خمس الْخمس يُرِيد أَن الْمَذْكُورين مستحقون للخمس فَلَا بُد من الْقِسْمَة بَينهم بِالسَّوِيَّةِ وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله مِمَّن فِيهِ غناء
هُوَ بِالْفَتْح وَالْمدّ الْكِفَايَة أَي مِمَّن كَانَ فِي وجوده كِفَايَة للْمُسلمين يكفيهم بشجاعته فِي الْحَرْب مثلا قَوْله وَهُوَ أشبه الْقَوْلَيْنِ فِيهِ أَنه لَا يبْقى حِينَئِذٍ لذكرهم كثير فَائِدَة سوى الايهام الْبَاطِل لِأَن يتيمهم دَاخل فِي الْيَتَامَى فَذكر ذَوي القربي على حِدة لَا فَائِدَة فِيهِ الا أَن ظَاهر الْمُقَابلَة والعموم يُوهم أَن المُرَاد الْعُمُوم وَهُوَ بَاطِل على هَذَا التَّقْدِير فَمَا بَقِي فِي ذكرهم فَائِدَة الا هَذَا فَافْهَم وَالله تَعَالَى أعلم
قَوْله
[4148]
قَالَ لَا نورث أَي فَلَو فصلت بَينهمَا بِالْقِسْمَةِ كَمَا يقسم الْإِرْث فقد أوهمت النَّاس بِالْإِرْثِ فَكيف أقسم سَبِيل المَال أَي مَال الله بجعله فِي الكراع وَالسِّلَاح وَنَحْوهمَا يَقُول هَذَا اقْسمْ لي بنصيبي من بن أخي أَي أقسم لي على قدر مَا يكون نَصِيبي لَو كَانَ لي ارث من بن أخي والا فَالظَّاهِر أَن الْعَبَّاس وعليا لَا يطلبان الْإِرْث بعد تقرر أَنه لَا ارث وَالله تَعَالَى أعلم كفيا ذَلِك على بِنَاء الْمَفْعُول أَي يردان إِلَى مَا يكفيهما مُؤنَة ذَلِك فاستوعبت هَذِه الْآيَة النَّاس أَي عَامَّة الْمُسلمين كلهم أَي فالفيء لَهُم عُمُوما لَا يُخَمّس وَلَكِن يكون جملَة لمصَالح الْمُسلمين وَهَذَا مَذْهَب عَامَّة أهل الْفِقْه خلافًا للشَّافِعِيّ فَعنده يقسم الا بعض أَي الا العبيد يُرِيد انه لَا شَيْء للعبيد وَالله تَعَالَى أعلم