المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

[4211] وانها سَتَكُون أَي بعد الْمَوْت ندامة فنعمت الْمُرضعَة أَي - حاشية السندي على سنن النسائي - جـ ٧

[محمد بن عبد الهادي السندي]

الفصل: [4211] وانها سَتَكُون أَي بعد الْمَوْت ندامة فنعمت الْمُرضعَة أَي

[4211]

وانها سَتَكُون أَي بعد الْمَوْت ندامة فنعمت الْمُرضعَة أَي الْحَالة الموصلة إِلَى الامارة وَهِي الْحَيَاة والفاطمة الْحَالة القاطعة عَن الامارة وَهِي الْمَوْت أَي فنعمت حياتهم وَبئسَ مَوْتهمْ وَالله تَعَالَى أعلم

(كتاب الْعَقِيقَة)

هِيَ الذَّبِيحَة تذبح عَن الْمَوْلُود من العق وَهُوَ الْقطع

قَوْله

[4212]

وَكَأَنَّهُ كره الإسم يُرِيد أَنه لَيْسَ فِيهِ

ص: 162

توهين لأمر الْعَقِيقَة وَلَا إِسْقَاط لوُجُوبهَا وَإِنَّمَا استبشع الِاسْم وَأحب أَن يُسَمِّيه بِأَحْسَن مِنْهُ كالنسيكة والذبيحة وَلذَلِك قَالَ من أحب أَن ينْسك عَن وَلَده بِضَم السِّين أَي يذبح قَالَ التوربشتي هَذَا الْكَلَام وَهُوَ كَأَنَّهُ كره الِاسْم غير سديد أدرج فِي الحَدِيث من قَول بعض الروَاة وَلَا يدْرِي من هُوَ وَبِالْجُمْلَةِ فقد صدر عَن ظن يحْتَمل الْخَطَأ وَالصَّوَاب وَالظَّاهِر أَنه هَا هُنَا خطأ لِأَنَّهُ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم ذكر الْعَقِيقَة فِي عدَّة أَحَادِيث وَلَو كَانَ يكره الِاسْم لعدل عَنهُ إِلَى غَيره وَمن سنته تَغْيِير الِاسْم إِذا كرهه وَالْأَوْجه أَن يُقَال يحْتَمل أَن السَّائِل ظن أَن اشْتِرَاك الْعَقِيقَة مَعَ العقوق فِي الِاشْتِقَاق مِمَّا يوهن أمرهَا فَأعْلم النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم أَن الَّذِي كرهه الله تَعَالَى من هَذَا الْبَاب هُوَ العقوق لَا الْعَقِيقَة وَيحْتَمل أَن العقوق هَا هُنَا مستعار للوالد بترك الْعَقِيقَة أَي لَا يجب أَن يتْرك الْوَالِد حق الْوَلَد الَّذِي هُوَ الْعَقِيقَة كمالا يجب أَن يتْرك الْوَلَد حق الْوَالِد الَّذِي هُوَ حَقِيقَة العقوق وَلَا يخفى أَن الْمُخَاطب مَا يهم هَذَا الْمَعْنى من الْجَواب وَلذَلِك أعَاد السُّؤَال فَقَالَ إِنَّمَا نَسْأَلك الخ فَالْوَجْه أَن يُقَال أَنه أطلق الِاسْم أَولا ثمَّ كرهه اما بالتفات مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ تَعَالَى وَسلم إِلَى ذَلِك أَو بِوَحْي أَو الْهَام مِنْهُ تَعَالَى إِلَيْهِ وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله عَن الْغُلَام شَاتَان مُبْتَدأ وَخبر وَالْجُمْلَة جَوَاب لما يُقَال مَاذَا ينْسك أَو مَاذَا يُجزئ وَيحسن

ص: 163

وَنَحْوه مكافئتان بِالْهَمْزَةِ أَي مساويتان فِي السن بِمَعْنى أَن لَا ينزل سنهما عَن سنّ أدنى مَا يُجزئ فِي الاضحية وَقيل مساويتان أَو متقاربتان وَهُوَ بِكَسْر الْفَاء من كافأه إِذا ساواه قَالَ الْخطابِيّ والمحدثون يفتحون الْفَاء وَأرَاهُ أَوْلَى لِأَنَّهُ يُرِيدُ شَاتَيْنِ قَدْ سُوِّيَ بَيْنَهُمَا وَأما بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاه مساويان فَيحْتَاج إِلَى شَيْء آخر يساويانه وَأما لَو قيل متكافئتان لَكَانَ الْكَسْرُ أَوْلَى وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْفَتْح وَالْكَسْر لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ إِذَا كَافَأَتْ أُخْتَهَا فَقَدْ كوفئت فَهِيَ مكافئة ومكافأة أَو يكون مَعْنَاهُ معادلتان لما يجب فِي الاضحية مِنَ الْأَسْنَانِ وَيُحْتَمَلُ مَعَ الْفَتْحِ أَنْ يُرَادَ مَذْبُوحَتَانِ مِنْ كَافَأَ الرَّجُلُ بَيْنَ بَعِيرَيْنِ إِذَا نحر هَذَا ثمَّ هَذَا مَعًا مِنْ غَيْرِ تَفْرِيقٍ كَأَنَّهُ يُرِيدُ شَاتَيْنِ تذبحهما معاقلت مُرَاد الزَّمَخْشَرِيّ أَن كلا من الْفَتْح وَالْكَسْر يَقْتَضِي بِظَاهِرِهِ اعْتِبَار شَيْء ثَالِث يساويانه أَو يساويهما وان اكْتفى بمساواة كل وَاحِدَة مِنْهُمَا صاحبتها صَحَّ الْفَتْح وَالْكَسْر فَلْيتَأَمَّل وَالله تَعَالَى أعلم

قَوْله

[4213]

عَن الْحسن وَالْحُسَيْن أَي ذبح عَنْهُمَا وَسَيَجِيءُ بَيَان مَا ذبح

قَوْله

[4214]

قَالَ فِي الْغُلَام عقيقة كلمة فِي بِمَعْنى مَعَ كَمَا فِي بعض الرِّوَايَات وَكَون الْعَقِيقَة مَعَ الْغُلَام أَنه سَبَب لَهَا وأميطوا أزيلوا بحلق رَأسه وَقيل هُوَ نهى عَمَّا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ من تلطيخ رَأس الْمَوْلُود بِالدَّمِ وَقيل المُرَاد الْخِتَان قَوْله

ص: 164

[4215]

فِي الْغُلَام شَاتَان أَي فِي عقيقة الْغُلَام تُجزئ شَاتَان

قَوْله

[4217]

على الْغُلَام كلمة على بِمَعْنى فِي كَمَا تقدم وَيحْتَمل أَن المُرَاد على أَب الْغُلَام أَو لما كَانَ الْغُلَام سَببا لوُجُوب الْعَقِيقَة جعل كَانَ الْعَقِيقَة وَاجِبَة عَلَيْهِ وعَلى الْوَجْهَيْنِ فَلَا يَسْتَقِيم الا على مَذْهَب من يَقُول بِوُجُوب الْعَقِيقَة بل بِوُجُوب الشاتين فِي عقيقة الْغُلَام وَالْجُمْهُور على خِلَافه وَالله تَعَالَى أعلم ذكرانا كن أَي شِيَاه الْعَقِيقَة قَوْله

ص: 165

[4219]

بكبشين كبشين أَي عَن كل وَاحِد بكبشين وَلذَلِك كرر وَيحْتَمل أَن التكرير للتَّأْكِيد والكبشان عَن الْإِثْنَيْنِ على أَن كل وَاحِد عق عَنهُ بكبش قَوْله كل غُلَام أُرِيد بِهِ مُطلق الْمَوْلُود ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى رهين أَي مَرْهُون وَلِلنَّاسِ فِيهِ كَلَام فَعَن أَحْمد هَذَا فِي الشَّفَاعَةِ يُرِيدُ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَعُقَّ عَنْهُ فَمَاتَ طِفْلًا لَمْ يَشْفَعْ فِي وَالِديهِ وَفِي النِّهَايَة أَنَّ الْعَقِيقَةَ لَازِمَةٌ لَهُ لَا بُدَّ مِنْهَا فَشبه الْمَوْلُود فِي لُزُومِهَا لَهُ وَعَدَمِ انْفِكَاكِهِ مِنْهَا بِالرَّهْنِ فِي يدالمرتهن وَقَالَ التوربشتي أَي انه كالشيء الْمَرْهُون لَا يتم الِانْتِفَاع بِهِ دون فكه وَالنعْمَة انما تتمّ على الْمُنعم عَلَيْهِ بقيامه بالشكر ووظيفته وَالشُّكْر فِي هَذِه النِّعْمَة مَا سنه النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ أَن يعق عَن الْمَوْلُود شكر الله تَعَالَى وطلبا لِسَلَامَةِ الْمَوْلُود وَيحْتَمل أَنه أَرَادَ بذلك أَن سَلامَة الْمَوْلُود ونشوه على النَّعْت الْمَحْمُود رهينة بالعقيقة وَهَا هُنَا بسط ذَكرْنَاهُ فِي حَاشِيَة أبي داودقوله

[4221]

سمعته من سَمُرَة قيل لم يسمع الْحسن عَن سَمُرَة الا هَذَا الحَدِيث وَبَقِيَّة أَحَادِيث الْحسن عَن سَمُرَة مُرْسلَة وَالله تَعَالَى أعلم

ص: 166