الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبهذا يتبين مايتعلق بالفعل الثلاثي من أحكام من حيث كسر حرف المضارعة منه.
2
المبدوء بهمزة وصل:
ذكرت سابقًا أن من جملة مايكسر حرف المضارعة منه ماكان مبدوءًا بهمزة وصل، وهذا مأخوذ من نص سيبويه؛ إذ قال في كتابه:"واعلم أنَّ كلَّ شيءٍ كانت ألفه موصولة ممَّا جاوز ثلاثة أحرف في فَعَل فإنَّك تكسر أوائل الأفعال المضارعة للأسماء، وذلك لأنَّهم أرادوا أن يكسروا أوائلها كما كسروا أوائل فعَل فلما أرادوا الأفعال المضارعة على هذا المعنى كسروا أوائلها كأنَّهم شبهوا هذا بذلك، وإنَّما منعهم أن يكسروا الثواني في باب فعل أنَّها لم تكن تحرك، فوضعوا ذلك في الأوائل، ولم يكونوا ليكسروا الثالث فيلتبس يفعِل بيفعَل، وذلك قولك: استعفر فأنت تِستغفر، واحرنجم فأنت تِحرنجم، واغدودن فأنت تِغدودِن، واقعنسس فأنا إقعنسس "1.
وقال ابن جنِّي ـ بعد ذكر كسر ما ثاني الماضي منه مكسور ـ:"وكذلك ما في أول ماضيه همزة وصل مكسورة، نحو: تِنْطَلِق، ويوم تِسْوَدُّ وجوهٌ وتِبْيَضُّ وجوهٌ
…
"2. وحكى الكسائي: أنت تستطيع 3.
وقد وردت نصوص على هذا منها:
- قراءة يحيى بن وثاب وأبي رزين في قول الله تعالى: {يوم تِبْيَضُّ وجوهُُ وتِسْوَدُّ وجوهُُ} 4 إذ قرآ بكسر التاء فيهما5.
1 الكتاب 4 / 112.
2 المحتسب 1 / 330.
3 إعراب القرآن للنحاس 2 / 474.
4 آل عمران: 106.
5 تفسير القرطبي 4 / 167، والبحر المحيط 3 / 22، وإعراب القراءات الشواذ 1 /339.
- قراءة ابن وثاب أيضًا {اِضْطَرُّهُ} بكسر حرف المضارعة سواء كانت همزة أو نونًا، وذلك من قول الله تعالى: {قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ
…
} 1.
إذ ذكرت المصادر أنَّها قرئت بكسر حرف المضارعة2.
- قال الفارسي3: "فأما ما حكي من قولهم: ماإسطيع عليه، بكسر الألف، وأن المعنى: لاأستطيعه، فإنَّ همزة المضارعة إنَّما كسرت لأنَّ همزة الوصل تلحق الماضي، ومالحقته الهمزة الموصولة، أو كان في حكم ماتلحقه، فإنَّهم يكسرون أوله كما كسروا نعلم ونحوه ".
- ذكر أبوحاتم السجستاني أنَّه سمع حترش بن ثمال ـ وهو عربي فصيح ـ يقول في خطبته: "الحمد لله إحمده وإستعينه وإتوكل عليه" فيكسر الألفات كلّها4.
وعلى هذا قراءة من قرأ: {وإيَّاك نستعين} 5 بكسر النّون.
يقول الرضي: "وكسروا أيضًا غير الياء من حروف المضارعة فيما أوله همزة وصل مكسورة نحو: أنت تِحرَنْجِم، تنبيهًا على كون الماضي مكسور الأول، وهو همزة "6.
وبهذا يتضح أنَّ من جملة الأفعال التي يكسر فيها حرف المضارعة ماكان مبدوءًا بهمزة وصل مما جاوز ثلاثة أحرف كما في النّصوص المتقدّمة، تنبيهًا بذلك على كسرة همزة الوصل في الماضي.
1 سورة البقرة: 126.
2 معاني القرآن 1/ 87، وإعراب القرآن 1/260، وإعراب القراءات الشواذ 1/205.
3 كتاب الشعر 1 / 194.
4 سبق ص 16.
5 شرح الشافية 1 / 143.
6 المصدر السَّابق.